مبارك الدويلة

قرار خاطئ

قرار مجلس الوزراء بالسماح لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية بالاقتراض من البنوك لدفع رواتب موظفيها.. قرار غريب!! والغرابة ليست في الاقتراض بل في الحاجة للاقتراض! فأنت تقترض اذا كنت لا تملك السيولة، لكن هل هذه حال المؤسسة؟! أكيد لا!!.. فــ«الكويتية» لديها مديونية على وزارات الدولة تقدر بالملايين، وأذكر لكم على سبيل المثال لا الحصر مبيعات الكويتية لثلاث وزارات فقط خلال شهرين فقط (يونيو ويوليو 2010).
ــ تم صرف تذاكر لوزارة الصحة بقيمة 800 ألف دينار!
ــ تم صرف تذاكر لوزارة الدفاع بقيمة تزيد على مليوني دينار!
ــ تم صرف تذاكر لوزارة الداخلية بقيمة 778 ألف دينار!
هذا فقط خلال شهرين.. ولثلاث وزارات.. فأين ذهبت هذه الأموال؟ إنها مديونية!! وهل تم أو سيتم تحصيلها؟ الجواب لا.. بل ستضاف الى مديونية كل وزارة، وحسب المعلومات المتوافرة عندنا فقد بلّ.غت هذه الوزارات الثلاث بمديونياتها كالتالي:
ــ مديونية المؤسسة على وزارة الصحة 6548686 د.ك.
ــ وعلى وزارة الدفاع 3427131 د.ك.
ــ وعلى وزارة الداخلية 1790519 د.ك.
فإذا كانت هذه مديونية المؤسسة على وزارات الدولة، وهي مؤسسة حكومية والوزارات حكومية فلماذا الاقتراض اذاً من البنوك بفوائد نحن نعرف حجمها؟ ولماذا تقف وزارة المالية مكتوفة الأيدي من دون تسوية هذه المديونيات الحكومية – الحكومية؟ ولمصلحة من اقتراض المؤسسة في هذا الوقت بالذات الذي صدرت فيه قرارات تنفيذية لخصخصتها؟!
أسئلة كبيرة تذكرني بكلمة بوعبدالعزيز في مجلس الأمة: «وراء الأكمة ما وراءها»!!
هذا مثال بسيط على تخبط القرار الحكومي!! ويؤكد أن كثيرا من مشاكلنا التي نعيشها نحن من أوجدها بسبب قصر النظر في قراراتنا، ولذلك لا ننزعج اذا سمعنا من يشكك في إجراءات الحكومة أو قرأنا خبرا ان الكويت تراجعت الى الأخير في قائمة الشفافية الدولية!!

***
• لفتة
● الأخ والزميل سامي النصف كتب في «الأنباء» تعليقا على مقالتي «ميثاق شرف» يؤكد أنه طرح موضوع حاجتنا الى ميثاق شرف قبل فترة طويلة، وأنا أشكر له هذا التنبيه وأتمنى ان يستمر في مسعاه بدعم الشرفاء، وما أكثرهم في صحافتنا المحلية، أما من رفض ميثاق الشرف ورفض هذا النوع من الإجراء الشريف وعندما أراد أن يمتدح أحد الزملاء الذي غادرنا الى الرفيق الأعلى قبل فترة بسيطة ونقل كلاما له ظنا منه بأنه يمتدحه فأقول له «اذكروا محاسن موتاكم» وادعوا لهم بالمغفرة والجنة.
اللهم آمين.

مبارك فهد الدويلة

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *