عندما كان صغيرا كان الوحيد بين اخوته الذي كان يحبو من غرفته ليجلس امام غرفة ابيهم الخاصة لفترة طويلة، منجذبا لما كان يصدر من داخلها من اصوات موسيقية وعزف والحان شجية.
مع نموه العمري نما معه حبه للموسيقى بجميع الوانها والحانها، وعندما اصبح يافعا قرر التخصص في دراستها حسب الاصول، ولكن والده لم يوافقه على ذلك لعلمه، من واقع تجربته الشخصية كفنان وملحن معروف، أن الفن الموسيقي، او اي فن رفيع، لا يوكل خبز في وطنه الطارد للفن ومجتمعه الكاره للموسيقى، ظاهريا على الاقل.
ولكن امام اصرار الابن (سليمان) رضخ الاب الفنان غنام الديكان لرغبة ابنه ولتغربه والسفر لتعلم الموسيقى من مناهلها الرفيعة، ليعود بعد سنوات بشهادات تخصص عالية في فن، قلما نال ما يستحقه من احترام بيننا، الا من القلة المثقفة والذوّيقة الحقيقيين، وما اقلهم.
نجح سليمان، ومن خلال اكثر من محاولة في مزج الغناء الشعبي، واغاني البحر بالذات، نجح في مزجها بالموسيقى الغربية الكلاسيكية الرفيعة، واخرج الحانا لم يكن الكثيرون يعتقدون انها ستكون قابلة للسمع، وقد خيب بجدارة ظن هؤلاء، حيث لحن مقطوعات كلاسيكية رائعة ذات صبغة موسيقية محلية جميلة، وكان له قصب السبق في هذا المجال، الامر الذي اوصل معزوفاته لاكثر من مسرح عالمي.
المخرج الفنان حبيب حسين صاغ سيرة الفنان الشاب سليمان غنام الديكان في فيلم سينمائي بعنوان «قصيد سيمفوني» يستغرق عرضه 37 دقيقة من الصوت المعبر والصورة الرائعة والاخراج المميز الجميل لرحلة الفنان سليمان مع الفن الموسيقى والكيفية التي نجح فيها في عملية المزج.
«قصيد سيمفوني» فيلم وثائقي وموسيقي جدير بالمشاهدة لفنان كويتي شاب وواعد ينتظر منه الكثير مستقبلا، بالرغم من انه قدم حتى الآن الكثير، حيث انه لا يزال في مقتبل العمر.
بالنيابة عن الاخت نجاح كرم، امينة سر نادي الكويت للسينما، ندعوكم للاستمتاع بمشاهدة الفيلم على مسرح متحف الكويت الواقع على شارع الخليج خلف بيت السدو مباشرة، وذلك مساء اليوم (الخميس) والدعوة عامة.
أحمد الصراف