فؤاد الهاشم

معاذ «الملاك» : ماذا فعل بالأردنيين؟!

لم يتحول الطيار -ملازم أول في سلاح الجو الأردني «معاذ الكساسبة» إلى ملاك بعد أن أحرقه شياطين داعش حي داخل قفص حديدي- بل كان ملاكا هو وكل أسراب الطيارين الأردنيين الذين حلقوا فوق تلك الأراضي المظلومة منذ فجر التاريخ «العراق وسوريا» لعلهم أن ينقذوا رأس أي مسلم من النحر، أو ثدي أم من البتر، أو رقبة عجوز من الكسر.

قبل سنوات عديدة أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني شعارا صار يتردد في كل زاوية من زاويا هذا البلد الذي يغص بالتوجهات والأحزاب والنوايا وهو «الأردن أولا» بعد أن صار هناك «وطن لكل أردني» وعشيرة لكل مواطن وحزب لكل فرد وولاء لكل.. نفس.
بلد تقطنه غالبية من أصول فلسطينية، الأردن بالنسبة لهم ليس «أولا بل ثانيا»، الأول هو “الجبهة الشعبية» عند بعضهم والبعض الأخر الأول لديه هو حركة فتح أو حماس أو الجبهة الديمقراطية ، أو«أبو نضال» أو « أبو الهول» أو «وديع حداد» أو « أول داوود» – وهلمجرا.
لن ننسى أردنيون الأول بداخلهم «عراق» لديهم وعراق «ميشيل غفلق» وتكريت «برزان» .. إلى أخره! عشائر في الجنوب ومثلها مثل كل قبائل شبه الجزيرة العربية ، أولا عندها هو «لقب القبيلة» والوطن دائما قبل ان يطير الملاك «معاذ» .. ثانيا ماذا فعل «معاذ الكساسبة» بالأردنيين؟! أخذ شرارة من النار التي أحرقه بها هؤلاء الخوارج الجدد أحفاد إخوان إبليس- الذين خرجوا من ظهر «أبا لهب ورحم حمالة الحطب» وأشعل بها نارا ذات لهب كانت هي «البوتقة» التي صهر بها كل خلافات الأردنيين و«أولوياتهم» وجعل «الأردن» هو الأول لهم جميعا فلم يعد وطنهم الصغيرثانيا!! حتى الأردني الذي نبت بداخله «ذرة داعشية» وكان قبل احتراق الملاك «معاذ» بساعات قليلة يرى في أحفاد إبليس الدواعش ..«عدالة عمر وحكمة علي وبأس معاوية» ولديه ذرة عقل أصغر من حبة شعير فلن يستطيع أن يجاهر بتعاطفه معهم إن لم يعد إليه وعيه!!
النار التي أحرقت «معاذ» هي التي أذابت الجميع داخل الاردن وجعلته جسد واحد وبرأس واحد وبقلب واحد وأكثر من ستة ملايين كتف وذراع تقاتل بها تلك العصابات المجرمة! الشعار الذي أطلقه الملك عبدالله الثاني قبل سنوات وظل الإعلام الرسمي و الخاص يردده ليل نهار لم ينجح في تحويل «الأردن- أولا» في قلب كل اردني كما فعل ملاك برتبة ملازم أول اسمه «معاذ الكساسبة» قدم روحه سخية لوطنه في دقائق .. معدودات فأطال وحدة واستقرار بلده وشعبه لعقود.. وعقود!!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *