سامي النصف

حوادث الطائرات والمؤامرات!

مازال الغموض يحيط بأسباب سقوط طائرة الشهيد معاذ الكساسبة، وهو ما حاول بعض المغرضين استغلاله للإساءة لدولة الامارات التي أحسنت صنعا بالطلب من الولايات المتحدة وضع طائرات بحث وإنقاذ في شمال العراق لإسعاف اي طيار تسقط طائرته في العمليات الجوية الدولية القائمة ضد داعش، وهو ما استجابت له الولايات المتحدة.

***

وبدأت نظرية المؤامرة المؤسفة تحيط بعملية حرق الطيار الشهيد المأساوية بسبب ما ادعي عن الاحتراف والمهنية الشديدة في تصوير فيلم الاعدام والتي يصعب، كما قيل، ان تتوافر لدى تنظيم جاهلي مطارد كداعش، اضافة الى التساؤل، وعملية تصوير متقنة كتلك تحتاج الى ساعات طويلة من الاعداد وفي صحراء مكشوفة، كيف لم يعرف بمكان تصوير الجريمة من قبل طائرات التجسس والاقمار الاصطناعية؟ وقبل ان يستهزئ الاميركان بعقول العرب الموبوءة بفيروس نظرية المؤامرة، نذكرهم بان منهم من شكك في حدوث حدث تاريخي بحجم نزول المركبة «ابوللو» على القمر في العام 1969، وقيل ان مجمل العملية صور في صحراء اريزونا، مستشهدين برفرفة العلم الاميركي على القمر الفارغ من الهواء.

***

وكانت الأشهر القليلة الماضية سيئة الطالع على شركات طيران شرق آسيا، فبعد حادثتي الماليزية وحادث اير آشيا الاندونيسية، اتت الصور المرعبة لسقوط الطائرة التايوانية ترانس آشيا ATR72-600 فور اقلاعها بسبب عطل بالمحرك، وقد سبق للشركة نفسها ان سقطت لها طائرة مماثلة قبل 7 أشهر في احدى الجزر الصينية وقتل 48 من ركابها، مما دفع السلطات التايوانية هذه المرة إلى إيقاف جميع طائرات الشركة حتى اجلاء الحقائق عن اسباب الحادث، وفحص اساليب الصيانة ومناهج تدريب الطيارين.

***

ومعروف ان عطل المحرك بذاته لا يسقط الطائرة، حيث يمكن لها ان تبقى محلقة بمحرك واحد ما لم يصاحب ذلك أخطاء اخرى كأن تكون محملة بأوزان ثقيلة غير معلنة تجعلها اثقل من الحد الاقصى المسموح به للاقلاع، فتنحدر سرعتها تباعا حتى تنهار الطائرة (STALL) او يخطئ الطيار في التعامل مع عطل المحرك كأن يدفع الدفة (RUDDER) بالاتجاه الخاطئ، فيحدث خلل بتوازن الطائرة يؤدي الى سقوطها او يؤدي الى عطل المحرك بأعطال غير محسوبة في اجهزة اخرى بالطائرة.

***

آخر محطة: 1 ـ عطل محرك الطائرة التايوانية هو الاخف، حيث اعلن الكابتن لياو للبرج ان المحرك قد توقف فقط (Flame Out)، اي يمكن حتى اعادة تشغيله في الجو، وهناك اعطال اخرى اكثر خطورة يمكن ان تصيب المحرك مثل احتراقه وامتداد الحريق الى جناح الطائرة، او انفصال المحرك بشكل عنيف عن الطائرة، ما قد يتسبب في الإضرار بأجهزة مهمة بالطائرة تفقدها توازنها.

2 ـ في 21 /8 /1994 وقع حادث لنفس نوع الطائرة ATR72 في المغرب قتل فيه جميع الطاقم والركاب ومن بينهم كويتيون، وقيل ان السبب هو انتحار الطيار، وقد اعترضت نقابة الطيارين المغاربة على ذلك التقرير.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *