اسامة العبدالرحيم

ألم تستوعبوا الدرس ؟!

«هل رأيتم بلداً،الفقير فيه يشتكي والغني فيه يشتكي؟… بلداً، المرضى والأطباء يشتكون!… من المسؤول؟!…البلد يتدهور في كل المجالات… الناس تتساءل… المواطن العادي ليس له ذنب… القضية ليست أشخاصاً، بل هي سياسات… الأزمة في مكان نتردد جميعاً في الكلام عنه… المطلوب ترتيب أوضاع البيت الكويتي».

د. أحمد الربعي

تمر الأيام وتمضي السنون وتتسارع الأحداث ويكشف التاريخ تناقضات البعض من موالاة الأمس نجدهم في معارضة اليوم وموالاة اليوم جزء من معارضة الأمس، و مع كل مصيبة وخطر يهدد أمن الوطن ندور في الدائرة المُفرغة نفسها فنُخوّن ونشكك بولاء فئة من المجتمع ونلقي أصابع الاتهام و المسؤولية على فئة أخرى ونتغافل عن مصدر الخلل، ومكان الأزمة الذي تحدث عنه الدكتور أحمد الربعي رحمة الله عليه ويبقى السؤال ألم تستوعبوا الدرس؟!

تاريخياً… فشل مشروع عبدالكريم قاسم لضم الكويت في الفترة بين 1961 و 1963 بسبب تصالح السلطة مع الشعب وتماسك الجبهة الداخلية بعد الاستقلال وانتخاب المجلس التأسيسي ووضع الدستور الكويتي المدني، وبالتالي انتقالنا إلى مرحلة متقدمة ديموقراطياً بوجود مشاركة شعبية في اتخاذ القرار، وعلى نقيض ذلك أدى انتهاك السلطة لدستور 1962 والانفراد في اتخاذ القرار بعد الانقلاب الثاني على الدستور إلى جعل الكويت فريسة سهلة للأطماع الخارجية كما حدث في احتلال الكويت وغزوها عام 1990، بالإضافة إلى عبث السلطة بالنظام الانتخابي الذي خلق لنا مجلسا لا يمثل الشعب بل يُمثل عليه ما أدى إلى انقسام شعبي كبير مع تضييقها على الحريات وملاحقتها للنشطاء السياسيين من عناصر القوى التقدمية الوطنية و الديموقراطية والمستقلين الذين طالبوا بالإصلاح السياسي وحاربوا فساد الحلف الطبقي المسيطر وسراق المال العام، ما أدى إلى اضعاف جبهتنا الداخلية وجعلنا عرضة للإرهاب والخطر الخارجي وللأسف هذا ما حدث.

إن محاربة الإرهاب و ردع الأخطار الخارجية، هي مسؤولية السلطة بالدرجة الأولى بخلق مناخ سياسي ديموقراطي مدني حرّ يضمن الحقوق والحريات والمواطنة الدستورية المتساوية والعدالة الاجتماعية لنبذ كافة أشكال العنصرية والتزمت الطائفي، وهي مسؤولية الشعب أيضاً بتعزيز ثقافة الانتماء الوطني وتكاتف وتلاحم أبنائه ما سيؤدي حتماً إلى تماسك جبهتنا الداخلية وتقويتها لحماية وطننا من شر الإرهاب.

اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

اسامة العبدالرحيم

للتواصل:

Twitter: @OAlAbdulrahim

Email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *