محمد الوشيحي

هاتوه

الدنيا أخذ وعطاء. وفي لغة الكرويين هات وخذ. ضابط إيراني يتحكم في لبنان، ومواطن لبناني يحكم البرازيل. وهوبا لالا، كما تقول الكاميرا الخفية المصرية.
وميشال تامر يحمل جنسية لبنان، أيضاً، ولبنان في الهواء بلا رئيس، ويتنافس فيه جيشان على بطولة القرار، الجيش اللبناني وجيش «حزب الله». على أن التتويج دائماً وأبداً من صالح جيش «حزب الله».
وللبنانيين الذين يفاخرون بميشال ويقولون: نحن نصدر الرؤساء. أقول: معلش، هذا ليس إنجازاً. وإن كان ميشال ملو هدومه فليأتِ إلى هنا ويحكم لبنان، حيث صناديق الاقتراع ملأى بالذخائر، وحيث السلاح هو الذي يكتب القرارات بدلاً من القلم، وحيث مقرات الأحزاب التي تحولت إلى غرف للمخابرات الأجنبية، وحيث الاغتيال هو الطريقة الناجعة للإقناع وإنهاء النقاش، وحيث ميشال سماحة ومتفجراته وعمالته… فيا أيها اللبنانيون، هاتوا ميشال تامر إلى لبنان، إن كنتم تنتظرون تصفيقنا وإعجابنا. هاتوه.
أما أن يحكم البرازيل، فلا فخر ولا فخار. فالبرازيل مرتعٌ للحريات وملعب للديمقراطية. وقد شاهدت بعيني هذه وعيني تلك حرية البرازيليين في النقد. ولا أبالغ إن قلت إنها تجاوزت النقد بأربع محطات سمان، وتجاوزت الشتم بمحطتين.
وكما فاخر السوريون من قبل بابنهم الذي ترأس الأرجنتين، كارلوس منعم، واعتبروا يوم جلوسه يوماً يسجل في التاريخ للسوريين، كذلك يفعل اللبنانيون الآن. فهنا حديقة تحمل اسمه، في قريته الأم في لبنان، وشارع يتزين باسمه، إضافة إلى أقواس النصر التي ستُرفع فور إعلان انتقاله إلى القصر الرئاسي البرازيلي، ولقاءات تلفزيونية وصحافية مع أهل قريته، وزغاريد، ورقص ودبك…
هكذا هم العرب، أمم غلبانة، لا تملك من عناصر الفخر سوى شخصيات من التاريخ القديم، أو من الجغرافيا البعيدة، هنااااك في جمهوريات الموز، كما كان الأوروبيون يسمّون البلدان اللاتينية.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *