سعد المعطش

تجار الوطنية المغشوشة

هناك من يؤمن بأن الكلام هو أرخص شيء، لذلك تجد كثيرا من البشر من الجنسين يتاجر بالكلام وحتما هؤلاء المتاجرون هم أكثر الأشخاص ربحا لأنهم يعرفون أن تجارتهم التي يبيعونها هي الأكثر رواجا بسبب كثرة المشترين لهذا الرخيص الذي لا يكلفهم شيئا.
وقد أثبتت التجارب الكثيرة التي نراها كل يوم أن المتاجرة بالكلام عن المثالية والوطنية ومحاربة الطائفية هي الأربح بين كل أنواع المتاجرة الكلامية، فقد ابتلينا بأصحاب تلك الشعارات التي تدعي محاربة ما ذكرته ولكنهم يبيعونها على الأغبياء الذين يصدقونهم.

لم استغربت من الهجوم الممنهج ضد الدكتورة الفاضلة رباح محمد النجادة محاولة منهم لإزاحتها عن منصبها الحالي فهذا ديدن الطامعين الذين لا يهمهم إلا البحث عن مصالحهم، ولكن ما استغربه هو سكوت أدعياء الوطنية والمثالية وعدم الدفاع عن دكتورتنا الفاضلة.

التاريخ العلمي والمهني المشرف للدكتورة النجادة يجعل كل كويتي يقف احترما لها ويفخر بما قدمته لبلدها، وهذا ما جعلني أكتب عن تجار الوطنية الذين يتاجرون بها في كل حين ويتشدقون بأنهم ضد الطائفية البغيضة حتى بدأت أشك في وطنيتي وفي حبي لبلدي فأين ذهب أولئك التجار عن الوقوف في وجه من يحارب اختنا النجادة؟

الوطنية والمثالية التي تتاجر بها الأغلبية اتضح أنها مشابهة لتجار البضاعة المقلدة والمغشوشة بل إنهم أخطر منهم، فالتجار الذين يغلفون بضاعتهم التجارية المقلدة بمغلف أصلى ويغشون المستهلك بأنها أصلية هم يغشون أشخاصا محددين، ولكن تجار الغش الوطني يغشون الوطن بكاملة ولن يسامحهم أحد على فعلتهم.

من يقف موقف المتفرج وهو مكتوف الأيدي عن الدفاع عن ابنة الكويت د.رباح النجادة هو بلا شك من المستفيدين من إزاحتها عن منصبها أو أنه من رواد محلات تجارة الوطنية المغشوشة فهل أنت منهم؟!

أدام الله من كانت وطنيته متساوية مع جميع أطياف مجتمعة، ولا دام تجار الوطنية المغشوشة ولا من يتعامل معهم.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *