عبدالله مطير الشريكة

الضباع البشرية

خلق الله- جل جلاله – المخلوقات لحكم عظيمة، وفاضل سبحانه بينها، وفضل الإنسان على سائر الكائنات الحية، وحمله أمانة التكليف، وأمره بالرفق والإحسان إلى بقية الحيوانات إلا ذوات الشر والخبث منها.
وقد أمر الله- جل جلاله – الإنسان بالتحلي بالأخلاق الفاضلة واجتناب السيئة، لاسيما تلك السلوكيات الخبيثة التي تمتاز بها بعض الحيوانات المستقبحة.

والإنسان قد يتخلق ببعض أخلاق الحيوانات الحسنة أو السيئة، فالكلب امتاز بالوفاء، والذئب بالشجاعة والاقدام، ولا شك في أن هذه أخلاق فاضلة، لذلك تعجب بعض الشعراء من وفاء الكلاب في مقابل غدر بعض الأصدقاء فقال:

وواعجبا من خل كيف يخون خليله

وواعجبا من كلب كيف يصون؟!

وهكذا تجد بعض الناس يأبى إلا أن يتخلق بالسيئ من الأخلاق، ويتشبه بالسلوكيات القبيحة لبعض البهائم، فمنهم من يروغ كما يروغ الثعلب، ومنهم يلدغ كلدغ الثعابين.

ومن أبشع صور التخلق برديء الأخلاق أن ترى من بني آدم من قد تطبعوا بطباع الضباع، فتجدهم يتنافسون على أكل الحرام وأكل أموال الناس كما تتنافس الضباع على الجيف! وتجدهم يتلذذون بالغدر والخيانة كما تتلذ الضباع! يتقنون التمثيل والظهور بأكثر من مظهر ووجه، كما هو حال الضباع التي تستأسد ليلا، وتتأرنب نهارا! ومن أقبح سلوكياتهم تساهلهم في ظلم الضعفاء والمساكين من الموظفين والخدم وغيرهم فربما نسبوا لبعض الناس ما هم منه برآء، وربما رموا غيرهم بما فعلوه هم من القبائح، ولا يهدأ لهم بال إلا بإشعال الفتن بين الناس والتفريق بين الإخوان! هؤلاء يحق لنا أن نسميهم الضباع البشرية، التي يجب الحذر منها، وعدم أمن جانبها..كفى الله الخلق شرهم.

شكرا:

شكرا كبيرة نقولها للأخ مرزوق الغانم على موقفه الشجاع والنبيل في بغداد، وهذا ليس بغريب على الكويت وأهلها، وننتظر منك المزيد يا أبا علي من المواقف الشرعية والوطنية، والشيء من معدنه لا يستغرب.. جزاك الله خيرا.

وشكرا أخرى أقولها لبعض مخالفي الأخ مرزوق الغانم السياسيين ممن أشادوا بموقفه وشكروه له، وهذا يدل على إنصافهم أثابهم الله.

تغريدات:

٭ من أخلاق النبلاء: كتم أسرار وعيوب أصدقائهم القدماء، حتى لو حصل بينهم خصام.. بخلاف من إذا خاصم فجر.

٭ التفجيرات وقتل الأبرياء أمر منكر شنيع، أينما وقع وحيثما وجد، سواء في بلد مسلم أو غيره.

فاللهم إنا نبرأ إليك منها.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *