سامي النصف

سلمان ملك الحزم وسيد العزم!

تمر هذه الأيام الذكرى الاولى لتقلد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم بالمملكة العربية السعودية، ويُعرف عن الملك سلمان – منذ ان كان اميرا للرياض – الحزم في الأمور واهتمامه الشديد بالثقافة وصداقاته لكبار رجال الفكر والسياسة والإعلام العرب والأجانب، مما خلق منه قائدا استراتيجيا فذا، حولته إنجازاته الى قيادة خليجية وعربية وإسلامية تاريخية تنظر لها الشعوب جمعاء بمنظار التقدير والإعجاب.

***

لقد علم الملك سلمان ان اللعبة السياسية حالها كحال اللعبة الرياضية، من يركز خططه فيها على الدفاع والمجاملة لا يأمل في النصر قط بل جل ما يرتجيه التعادل مع الخصوم او الهزيمة.

اما التحول للمبادرة والهجوم كما قام بذلك الملك سلمان وقيادته الشابة والأخذ بالحسم وعدم الانخداع بمعسول الكلام الذي يخفي الاطماع وسوء النوايا، واستحضار تاريخنا العربي والإسلامي الذي يعلمنا، كما قال الإمام علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ إنه ما غُزي قوم في عقر دارهم إلا ذلّوا، وما ذكره أبو تمام في قصيدته الشهيرة أن السيف أصدق انباء من كتب المنجمين والعرافين ومراسلات الديبلوماسيين والمبعوثين، فهو طريق السؤدد والانتصار المجلل بالغار.

***

لقد أنذر ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الشاب صاحب السمــو الملكـــي الأمير محمد بن سلمان، قيادات صالح والقيادات الحوثية وحذرهم من هجوم قواتهم المنقلبة على الشرعية على عدن فلما استكبروا وتمادوا رأوا ما لا يسرهم، فقد شكّل الملك سلمان التحالف العربي للحفاظ على الاوطان (كما شكّل بعده التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب) وأولها اليمن، فاستطاع ذلك التحالف ان يحرر 75% من الأراضي اليمنية خلال أشهر قليلة في وقت لم يحقق فيه التحالف الدولي المكون من 60 دولة وخلال عدة سنوات شيئا يذكر في شمال العراق وسورية بل على العكس حيث تمددت «داعش» تحت ضرباته حتى استولت على اغلب الاراضي العراقية والسورية.

***

إن علينا ان نتصور للحظة ما كان سيؤول إليه الحال في اليمن لو لم ينتصر التحالف العربي للشرعية اليمنية، لقد أعلن الحوثيون بغرور بالغ نواياهم التوسعية والتدميرية منذ اللحظات الأولى لانقلابهم فقد ارادوا ان يفتحوا مطارات وموانئ اليمن للقوى الدولية ومخالبها الإقليمية الهادفة لتدمير ما تبقى من الدول العربية، فيمتلئ اليمن بالسلاح والرجال للهجوم على الشمال أي على السعودية وبقية دول الخليج، ولكنا نشهد اليوم بدء سلسلة حروب تمتد لعقود تهدف الى القضاء على السعودية مهد العروبة والإسلام وأحد مراكز الحكمة العربية والداعمة الأولى لكل مشاريع التنمية العربية والإسلامية.

***

ولم تتوقف خلال حرب اليمن التي يبالغ بخبث شديد في كلفتها حيث ان ما يستخدم بها هو طائرات ودبابات وأسلحة خليجية وعربية مشتراة في السابق وموجودة بالهناجر والمخازن، كما ان الخسائر البشرية لدى قوى الشرعية والتحالف هي في حدودها الدنيا، أي أمور تنموية بالسعودية، بل استمرت عمليات الاصلاح وافتتاح المشاريع التنموية رغم الانخفاض الحاد في اسعار النفط واستمرت المملكة بقيادتها الرشيدة تحارب بيد وتبني بيد.

***

آخر محطة: رغم ان عدد سكان اليمن اكثر من عدد سكان سورية، ورغم ان قوات التحالف ليست يمنية، الا اننا لم نشهد عمليات رمي البراميل المتفجرة على السكان في اليمن كما هو الحال في سورية، كما لم يشهد اليمن عمليات تطهير مذهبي وتهجير للملايين الى اوروبا كما يحدث في سورية، ولم تقم القيادة السورية بعمليات اعادة امل لشعبها كما تقوم بذلك السعودية في اليمن، بل أحضرت القيادة السورية قوات اجنبية لا عربية للمساعدة في قتل وتهجير شعبها!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *