عبدالله مطير الشريكة

بين المفتي والمستفتي

الفتوى هي السؤال عن الحكم الشرعي، والسؤال هو أحد وسائل تحصيل العلم ومعرفة الأحكام الشرعية، ولذلك أمر الله جل جلاله به في كتابه الكريم، وللسؤال آداب عددها العلماء مستنبطين لها من كتاب الله- جل جلاله- وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهي آداب ينبغي للسائل عن الحكم الشرعي لزومها والحرص عليها، وهي عون المستفتي والمفتي في الوصول إلى الحكم الشرعي الصحيح، وتنزيل المسائل النظرية على الوقائع التي يسأل عنها، ولا يخفى ما للفتوى من مكانة جليلة في الإسلام، ومالها من آثار على الناس في دينهم ودنياهم، فالخطأ فيها من السائل أو المجيب يرتب أخطاء في الفتوى وتطبيقها، لذا أحببت أن أذكر إخواني بأهم الآداب التي ينبغي على المستفتي التحلي بها عند سؤاله عن الأحكام الشرعية، ومن هذه الآداب:
١- أن يقصد بسؤاله عن الحكم الشرعي معرفة الحق والعمل به، ولا يقصد تتبع الرخص، أو محاولة إحراج المفتي، أو مجادلته بجهل، أو غيرها من المقاصد القبيحة.

٢- ألا يستفتى إلا من يوثق بعلمه وأهليته للفتوى، وإذا وجد أكثر من مفتٍ، فإنه يختار أوثقهم علما وتورعا.

٣- أن يكون صادقا في سؤاله، ويصف الحالة التي يسأل عنها وصفا دقيقا.

٤- ألا يسأل إلا عن الأمر الذي يريد معرفة حكمه، ولا يسأل عن أمر لا يعنيه ولا يحتاج معرفة حكمه.

٥- أن يحرص على فهم جواب المفتي، ولا ينصرف عنه إلا بعد فهم الجواب جيدا.

هذه من أهم آداب المستفتي التي ذكرها العلماء في مصنفاتهم الأصولية وغيرها، والتي من شأنها مساعدة المستفتي على الانتفاع بفتوى المفتي بعون الله جل جلاله، ومع الأسف فإن بعضها مغيب عن دنيا الناس اليوم، لاسيما مع ما تعيشه الأمة من فوضى الإفتاء والتصدر للفتوى في النوازل وغيرها من كبار المسائل، مما أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم عن كثرة وقوعه في آواخر الزمان، والله المستعان.

تغريدات:

١- يظن أن تفجيره بنفسه وقتله للأبرياء يقربه إلى الله تعالى، ولم يشعر أنه أداة بيد الأعداء تحركها أياد خفية كما تشاء!.. اللهم اهدهم.

٢- الذين ينتقدون المملكة العربية السعودية الشقيقة لم يقدموا للإسلام والمسلمين معشار ما تقدمه هذه البلاد الشامخة.. حفظها الله- جل جلاله.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *