سامي النصف

هل حكم حزب البعث العراق وسورية؟!

استمعت على إذاعة B.B.C لحوار جرى بين من يمثلون الحكومة السورية ومن لا يمثلونها حول استخدام غاز الخردل السام مؤخرا في سورية، وقد ذكر ممثل نظام دمشق أن «داعش» الذي يضم ضباط الجيش العراقي السابق من البعثيين هم من قاموا بتلك الجريمة، خاصة أن لهم تجارب سابقة في هذا المجال في «حلبجة» وغيرها، في المقابل اتهم الآخرون النظام البعثي في دمشق بأنه من قام بتلك الجريمة مستشهدين باعتراف النظام قبل سنوات قليلة بارتكاب تلك الجرائم الشنيعة وتسليمه أسلحته الكيماوية للروس، أي ان تلك الافعال المرتكبة ضد النساء والاطفال منحصرة بين بعث العراق وبعث سورية، المضحك المبكي هو رد ممثل نظام دمشق على المذيعة التي ذكرت أن التقارير المصورة تظهر اسطوانات الغاز وهي ترمى من الطائرات العمودية التي لا تملكها المعارضة وكان رده «ولو، تظل المعارضة هي من يقوم بتلك الجريمة»، أي عنزة عنزة حتى لو طارت بشكل عمودي كالهيليكوبتر!

***

هل حكم قط حزب البعث العراق أو سورية؟! لا أملك الاجابة وإن كنت سأضرب مثالا لتقريب القضية، لو كنت مواطنا شريفا واسمك «عادل مظلوم» وقام آخرون بتسمية أنفسهم كذبا باسمك وارتكبوا جرائم شنيعة تحت ذلك المسمى فهل يجوز عقلا ومنطقا أن تلام أنت على تلك الجرائم؟!

قد نحتاج لزيارة جديدة لقصة البعث في سورية، حيث نشأ ومثل ذلك في العراق.

***

أدبيات حزب البعث التي كتبها ونظّرت لها شخصيات مثل ميشيل عفلق وزكي نجيب الأرسوزي وصلاح بيطار وأكرم الحوراني لا يوجد فيها على الاطلاق – وبعكس الحزبين النازي أو الشيوعي – ما يدعو للديكتاتورية أو القمع والتمييز والقتل وشن الحروب وغزو الآخرين أو التدخل في شؤونهم، ما حدث أن مؤسسي حزب البعث قد قُتلوا أو هجروا وقام آخرون كاللجنة العسكرية في سورية وجماعة حنين في العراق بتسلم السلطة في البلدين وقضوا كما حدث في سورية عام 1970 والعراق عام 1979 على البقية الباقية من حزب وبدأ حكم الدولة السرية وتسليم المناصب للأشقاء والعائلة والطائفة وأبناء المدينة دون أن يتم تغيير اسم حزب البعث الذي لم يبق منه شيء.

***

آخر محطة: تزخر المكتبات بكتب مذكرات وذكريات للعشرات من القيادات الحقيقية لحزب البعث في العراق وسورية وجميعها تتهم من تسلموا الحكم في البلدين تحت اسم حزب البعث بأنه لا علاقة لهم إطلاقا بذلك الحزب، بل هم تجمعات سرية تسلقت وأرهبت وأبعدت وقتلت حتى وصلت!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *