سامي النصف

أهل الغل!

في الستينيات والسبعينيات انتشرت في العالم المنظمات الإرهابية المتطرفة التي تدعي الماركسية كحال «الألوية الحمراء» و«بادر ماينهوف» وغيرهما، كما استسهلت الأنظمة الماركسية في اليمن الجنوبي والصومال سفك الدماء وكتب آنذاك الدكتور والمفكر المغربي المهدي بن عبود «ان الماركسية ليست فكرا ولا فلسفة وانما طبع وخلق وغل مكبوت لنفوس موتورة تطلب الثأر ولا ترتاح إلا للقتل وهي تجد في الماركسية أفضل ذريعة، وان ماركسيي اليوم هم نفس خوارج الأمس وهم نفس القرامطة الذين استعملوا الدين للقتل والتدمير والتخريب، لذا فالنفس الماركسية هي نفس عدمية تبحث لنفسها عن الذرائع للقيام بجرائمها، لذا لا تقتنع بمنطق ولا بعقل ولا بواقع» انتهى.

***

أعتقد أن أصحاب التوجهات الدينية المتطرفة بمسمياتها وتوجهاتها المختلفة هذه الأيام هم من «أهل الغل» ممن ينطبق عليهم ما قاله المفكر المغربي ومن ثم فلا فائدة من مخاطبتهم بآيات القرآن البينات ولا بالأحاديث الشريفة ولا عبر الاستشهاد بسيرة الأنبياء والأئمة والسادة والمرجعيات الدينية العطرة، فأتباع تلك المنظمات التي ظهرت على الساحة العربية كالزرع الشيطاني هم أقرب الى شياطين تبحث لنفسها عن أثواب تخفي من خلالها حقيقتها وتعطشها للذبح وسفك الدم، ولو لم تجدها في المنظمات والمسميات الإسلامية القائمة لوجدتها في أي مسمى آخر يجعلها تشفي غليلها ويمكنها من خداع وضم الشباب الى تلك التنظيمات التي ليس لها من الإسلام مهما ادعت إلا.. الاسم!

***

إن اعداء الأمة يعلمون علم اليقين ان هناك كثيرا من أهل الغل والغوغاء والحاقدين في الأمة، لذا وجدوا ان الطريقة المثلى للتحكم فيهم تكون عبر زرع عملاء لقيادة الغوغاء بعيدا عن هؤلاء الأعداء، وذلك عبر ادعاء العملاء المزروعين التطرف الشديد كي ينضم إليهم المارقون والمتشددون والمتطرفون فيقودوهم إلى حتفهم عبر حصد الطائرات لهم وهم فرحون ومسرورون، ولا عزاء بعد ذلك للأغبياء، وما أكثرهم!

***

آخر محطة:

1- مازالت القيادات الثورية المشبوهة التي زرعت بين عامي 68 و70 التي قادت الأمة العربية الى المهالك والهزائم ودمرت بلدانها وبلدان الآخرين وخاصة جيرانها، ونشرت القمع والقتل والمقابر الجماعية على الساحة العربية هي من يقود المنظمات والميليشيات الإسلامية الطائفية بمسمياتها المختلفة، ومرة أخرى.. لا عزاء للأغبياء من الأتباع!

2- أرجو ألا يظن أحد للحظة أن ميليشيات شباب أهل الغل ممن لا يملكون العقل والقدرة والخبرة هي التي استطاعت الاستيلاء بسرعة مذهلة وبنهج واحد على عواصم ومدن كبرى مثل صنعاء والموصل وطرابلس الغرب وبنغازي.. والقادم أكبر وأخطر ما لم تردعه.. «عواصف حزم» أخرى.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *