مبارك الدويلة

عباس.. أحبّ الوطن فأحبّه

عشنا ثلاثة أيام من عزاء الخال عباس المناور، لكنها كانت أيام عزاء مختلفة، بدأت بالمقبرة من صلاة العصر إلى أذان المغرب من دون أن ينتهي طابور المعزين، حيث شعرنا أن الكويت كلها خرجت تعزي في الرمز الكبير. ومن يعرف الفقيد يجد تفسيراً لذلك، وبما أنني من المقربين له طوال الفترة من 1980 – 2003 فسأذكر حادثتين تبينان حبه للكويت التي أحبته يوم فقدته!

• بعد نجاحنا في انتخابات 1992 ترشحت لانتخابات رئاسة مجلس الأمة، وبعد جولة السعي لجمع الأصوات المؤيدة وضمان أصوات 11 صوتاً من الحكومة كمرشح أخف الضررين بالنسبة إليها (المرشحان المنافسان السعدون والعدساني) تبين لي أن حصولي على الرئاسة مسألة وقت، لكنني شعرت بأنني سأكون رئيساً مكبلاً بفضل الحكومة وأصواتها في الوصول إلى الرئاسة! فقررت أن أحسم الموضوع داخلياً في اجتماع خاص بالنواب لا تحضره الحكومة، واستغرب النواب هذه المجازفة مني، لكنني أصررت على ذلك، وحصل ما أردت، فتمت التصفية بيني وبين السعدون، وفاز بها الرئيس أحمد السعدون. وفي الغد جاءني عدد من النواب وطلبوا مني عدم الاعتراف بالنتيجة، بحجة أنها شكل من الانتخابات الفرعية المرفوضة، كما أنني ضامن الفوز إذا تمت الانتخابات تحت قبة المجلس. سمع عباس المناور بالخبر، فجاءني بالبيت مسرعاً، ودخل علي غاضباً وقال إنك التزمت مع النواب ولا يجوز لك أن تنقض اتفاقك معهم. وكان مما قاله: لئن تخسر بشرف أفضل ألف مرة من أن تنجح بهذا الشكل. طبعاً استغربت من كلام ابومطلق لأنني لم أفكر أبداً في ما فكر فيه، لكنه الحرص على مسيرة المجلس وتفاهم أعضائه من بدايته، وحرصه على قريبه أن تكون بداياته سليمة.

• أثناء الحراك السياسي في نهاية 1989، في ما يسمى دواوين الإثنين، أصرّ – رحمه الله – على أن يستضيف في ديوانه التجمع القادم، واجتمع النواب في ديواني ليلتها لمتابعة الموقف، وتبين لنا إغلاق محكم لمنطقة الفروانية من قبل «الداخلية»، ومنعوا الوصول إلى ديوان المناور، وبعد تسلسل الأحداث المعروف اجتمعنا آخر الليل عنده بديوانه في الفروانية، وتحدث عدد من النواب وانصرف الجميع، لكن الأمر لم يكن مُرضياً لعباس المناور، فهمس في أذني ليلتها وقال أريدك غداً أن تعمل لنا ندوة لأهل المنطقة فقط، تعلن فيها «مضى عهد الفداوية»! لتكون رسالة للحكومة كي تفهم كيف تتعامل مع أبناء المناطق الخارجية وتحترم آدميتهم لا أن تتعامل معهم كأتباع تسيّرهم كيفما شاءت! فكان له ما أراد!

رحمك الله وغفر لك وجمعنا وإياك في مستقر رحمته.

***

نبيل فضل يطلب مناظرتي في إحدى القنوات كي يتحدث عن الإخوان المسلمين! وأعلنت في حسابي بتويتر أنني لا أمانع شريطة أن تكون المناظرة في قناة محايدة، وأن أطرح عليه موضوع أحقيته في الحصول على الجنسية الكويتية! وللعلم، قبل ثلاث سنوات طرحت أنا المناظرة عليه في القناة نفسها ولم يعلق في حينه!

***

بعض الزملاء في القبس أثاروا في مقالاتهم تحدي أحدهم لي لأن أكشف ذمتي المالية، ومطالبتهم بأن أقبل بتكليف مكتب المحامي علي البغلي للقيام بهذه المهمة! وادّعوا أنني تهربت من الرد على تحديهم (!!) وفي مقالتي المقبلة سأبين للقارئ الكريم أن البعض أُصيب بالزهايمر منذ زمن طويل!

 

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *