باسل الجاسر

«شارلي إيبدو» ومؤامرة الموساد والنصرة

ما ان انتهت مسيرة باريس يوم الأحد الماضي حتى اتخذت ادارة مجلة شارلي ايبدو «التي تعرضت للهجمة الإرهابية الكبيرة في باريس قبل أيام» قرارا بإعادة نشر الرسومات المسيئة لنبينا صلى الله عليه وسلم، علما بأن الأخوين كواتشي عندما انتهيا من العملية قالا: الله اكبر ثأرنا للرسول.

وبالرغم من ان هذه الرسومات السخيفة التافهة لا تحتاج إلا للاحتقار والتسفيه، فان افتعال هستيريا الغضب منها لتكون قضية ما هو رفع لشأن هذه السخافات التي لا قيمة لها في الواقع حتى في مجال الرسم الكاريكاتيري، وما صار لها شأن إلا عندما افتعلت ثورة الغضب الشعبي العارم..! وهذا ليس لشيء سوى تحقيق المكاسب السياسية الشعبية والمؤسف ان من استن هذه السنة السيئة هم جماعة الإخوان المسلمين في الخليج تحديدا.

وليس بعيدا عن ذاكرتنا حملات التجييش الشعبي التي دعت لمقاطعة الدنمارك ومقاطعة منتجاتها «جبن كرافت» بسبب هذه الرسومات فارتفع شأن راسمها الذي تحول لأيقونة حرية التعبير، وأدى ذلك لانتخابه في البرلمان الدنماركي وتغيرت حياته من إنسان مغمور الى شخص مشهور يشار له بالبنان ليس في الدنمارك فقط وإنما في أوروبا قاطبة، كما ان رسوماته السخيفة تسابقت الصحف في الغرب لنشرها مقابل أموال طائلة جناها هذا السخيف.. كل هذا بسبب حزب سياسي يرفع شعار الإسلام وهو أساء ولايزال يسيء لهذه الشريعة الغراء رغم انهم جنوا منها المكاسب الكبرى وهم يضمرون لها الشر والإساءة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

المهم أنني أعتقد جازما أن قرار مجلة شارلي ايبدو «التي هي على وشك الإفلاس» إعادة نشر الرسومات على 3 ملايين نسخة من المجلة، لم يكن بعيدا عن تحريض بل وقبض أموال من جهاز الموساد الإسرائيلي لتقوم المجلة بإعادة نشر الرسومات من جديد، وذلك لافتعال تمثيلية استفزاز إرهابيي جبهة النصرة «فرع تنظيم القاعدة في سورية» من جديد ليقوموا بعملية أخرى ضد يهود فرنسا لترويعهم واجبارهم على الهجرة لإسرائيل، وهو هدف حيوي واستراتيجي لدى الكيان الإسرائيلي الذي لديه وزارة تختص باستقطاب المهاجرين اليهود، واكثر اليهود المستهدفين أهمية لدى الكيان الصهيوني هم يهود أوروبا الغربية، وهاهو الإسلام السياسي يحقق أهداف الكيان الصهيوني الاستراتيجية، وان كان لهم هدف آخر فهو استقطاب المتطوعين لخدمة هذا التنظيم المسخ جبهة النصرة، الذي يجاور ارض فلسطين التي يحتلها الصهاينة ولم يقوموا بعملية واحدة ضد الغاصبين بل ان الحدود بين جبهة النصرة في سورية والكيان الصهيوني هادئة مستقرة ويتبادلون معهم الزيارات والابتسامات، بينما تستعر نيران أسلحتهم ضد إخوانهم بالعروبة والإسلام.

وبالإضافة لهذه الخيانات للإسلام والمسلمين هاهم يتآمرون مع الصهاينة للإساءة لصورة الإسلام والمسلمين وجعل المسلمين موضع شك وريبة لدى من يقيمون في بلادهم في اوروبا بل وللمسلمين الذين يزورون أوروبا، ناهيك عن قيام حركات سياسية راديكالية شعارها المطالبة بطرد المسلمين من أوروبا وهي في توسع ويتعاظم لها الدعم الشعبي مع كل عملية إرهابية يقوم بها هؤلاء الخونة للإسلام والمسلمين، والكارثة انهم يقومون بهذه الخيانات باسم الإسلام والمسلمين..! فهل من مدكر..؟

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *