وليد جاسم الجاسم

عبدالفتاح.. راااح

بهذه الكلمة التي وضعناها عنوان المقال.. ابتدأ مواطن حديثه الهاتفي شاكياً من عودة قوية إلى التقحيص والتشفيط والتفحيط وباقي الكلمات التي تصف بعض ممارسات الشباب بالسيارات في بعض مناطق وشوارع الكويت المعروفة، واستذكر المتصل الكفاءة والقدرة اللتين قدمهما اللواء عبدالفتاح العلي عندما كان مسؤولاً عن قطاع المرور في البلاد، متحسرا على تلك الأيام.
يقول المتصل: كنت في زيارة إلى صديق على العشاء في جاخور بالوفرة، وبدأ (المقحصون) تقحيصهم منذ الساعة العاشرة مساء، واستمروا في التقحيص حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حيث غادرنا بعدما شبعنا خلال تلك الساعات مع الأصدقاء من سماع صرير الإطارات ومن روائح دخان الإطارات الساخنة التي تظل (تفرك) على الارض حتى تنفجر، فيشعر الشاب بالسعادة والزهو.. ثم يستبدل الإطار المنفجر بآخر مستعمل متهالك قيمته دينار واحد لا غير!! لكن هذا الدينار كفيل بإزعاج منطقة بأكملها لنحو عشر دقائق هي مدة الاستعراض التقريبية لكل سيارة من عشرات السيارات.
يقول المتصل: غادرت مع باقي الأصدقاء الجاخور وظل صاحب الجاخور للمبيت إلى الصباح حيث يطمئن على أحوال (الحلال). لكن لم يكتب له النوم في تلك الليلة لأن الشباب كانوا قد بدأوا احتفالات مبكرة بحلول رأس السنة الميلادية حيث تواصل تقحيصهم حتى طلعت الشمس. وظلوا يقحصون ويقحصون ويقحصون بالتتابع، وأعدادهم تفوق المائة سيارة حتى الساعة العاشرة والنصف صباحا!! عندها استنفدوا طاقتهم الشبابية الفائضة.. واطاراتهم المتهالكة وقرروا التوجه الى بيوتهم والخلود الى النوم الذي حرموا منه المئات من البشر.
استمعت الى شكوى المتصل.. وقلت له: ليس بيدي حيلة.. وانت قلتها.. «عبدالفتاح.. راااح».
٭٭٭
أتمنى على الدولة وعلى وزارة الشباب بالتعاون مع الداخلية ايجاد بدائل آمنة وسريعة وبأماكن مناسبة للشباب اصحاب هذه الهوايات.. فلست من انصار خنق هواياتهم التي لو وجدوا مكاناً ملائماً لها لمارسوها فيه بدلا من ازعاج الناس، ومادامت الدولة لم تخلق لهم البديل.. فإن المشكلة ستظل معلقة ولن تجد إلا حلولاً مؤقتة على غرار حلول اللواء عبدالفتاح العلي.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *