سعد المعطش

ثقة الرجال

لدي إيمان تام بالعنصر الكويتي سواء كان من الرجال أو النساء، وأعرف أن غالبيتهم يعشقون الكويت ولا يقبلون بأن تمس بسوء، وحتى أكون منصفا مع قناعتي ومعكم فإنني قلت «غالبيتهم» ولم أقل الجميع، فحتما لغة التعميم هي لغة الأغبياء، ومن المؤكد أن لكل قاعدة شواذ كفانا الله شرهم وشر خططهم ونواياهم الخبيثة.

وأحمد الله أن إيماني بهم يزداد كل يوم من خلال أعمال كثيرة يقومون بها، ونتائج تلك الأعمال دائما ما تكون إنجازات لا ينكرها ويتجاهلها إلا الحاقدون الذين لم يستطيعوا تذوق طعم النجاح، لذلك تجدهم يحاولون تجاهل نجاح الآخرين. متابعة قراءة ثقة الرجال

سامي النصف

جمعة الدماء وتضحيات اللواء!

غدا الجمعة 28/ 11/ 2014 هو يوم «الخوارج الجدد»، حيث سترفع المصاحف لا لأجل الخير والسلام والمحبة بين أبناء الشعب المصري، بل لأجل الفتنة وإسالة الدماء ونشر الفوضى، حيث جهز المتطرفون المتفجرات والقناصة ممن سيوجهون أسلحتهم للمتظاهرين وللمارة وللجماعة السلفية تحديدا بقصد إقحامها في صدام العنف مع الدولة في تكرار لأحداث ما بعد ثورة 25 يناير عندما تم قتل المتظاهرين من قبل قناصة مجهولين أخفتهم الأنفاق مع غزة.
متابعة قراءة جمعة الدماء وتضحيات اللواء!

احمد الصراف

طارق والسيارات

يعتبر ابننا البكر «طارق» صاحب معرفة واسعة بأنواع السيارات وسنوات صنعها ومميزاتها، ويعرف ذلك بمجرد نظرة سريعة، هذا على الرغم من أنه لا يستطيع القيادة، بسبب ظروفه الصحية. كما تساعده حاسة سمعه القوية على توقع ما ستصاب به أي سيارة لدينا بعطل، قبل معرفتنا بذلك بفترة، وذلك من خلال ما يصدره محركها من اصوات لا تستطيع الأذن العادية سماعها، دع عنك تمييزها.
أكتب هذا المقال لأرضي جزءا من شغفه الكبير بالسيارات، وكدرس بسيط في جزء من تاريخ صنع هذه المركبة التي قلبت حياة البشر رأسا على عقب.
وعلى الرغم من أن أميركا هي من أكبر المنتجين للسيارات في العالم اليوم، فإنها لم تكن اول من اخترعها، فقد كانت المانيا الأولى في هذا المجال. وفي عام 1902 كان كل إنتاج أميركا لا يزيد على 300 مركبة، وكانت بلجيكا تسبقها، كما أنتجت فرنسا في تلك السنة 23 ألف سيارة. ولكن خلال أربع سنوات زاد إنتاج اميركا ليصبح 60 الف سيارة متجاوزة كل إنتاج أوروبا، والفضل يعود إلى زيادة ثراء الأميركيين وتنامي رغبتهم في اقتناء السيارات، لكن ذلك الثراء لم يكن كافيا بل تطلب الأمر استحداث تقنية تسارع في تلبية ذلك الطلب وتقلل من تكلفة الصنع، وهنا برزت عبقرية الصناعي هنري فورد، الذي تدين له أميركا بالكثير، عندما نجح عام 1908 في تقليل كلفة إنتاج فورد موديلT من 4000 دولار إلى 825، وإلى أقل من ذلك بعدها، من خلال ابتكار طريقة «خط الإنتاج»، الذي يتحرك فيها هيكل السيارة من عامل لآخر على سير متحرك، ليقوم كل عامل بأداء عمل نمطي متكرر يتقنه بصورة عالية، مقارنة بالطريقة البطيئة السابقة التي كانت تتمثل في قيام من يود امتلاك مركبة بشراء الشاصي الخاص بها ومن ثم اخذه لمصنع آخر لصنع المحرك والإطارات والراديتور وغير ذلك، ومن ثم تركيب المقاعد والأبواب وغيرها عليها، حسب رغبة المشتري. وكانت كاديلاك سنة 1910 أول سيارة تصنع بتعاون مصنع الشاصي مع مصنع العربات تحت سقف واحد، وهذه الطريقة لا تزال متبعة حتى اليوم في صناعة السيارات الفاخرة. وكان وراء إصرار فورد على جعل كل انتاج مركباته ذات لون واحد وهو الأسود رغبته في إنتاج أكبر عدد من المركبات، وتعدد الألوان كان يعطل ذلك ويزيد من التكلفة.
وعلى الرغم من كل ما تعرضت له سيارات تويوتا من مشاكل في الإنتاج واضطرارها لاستعادة مئات آلاف السيارات بسبب خلل فني أو غيره، فإنها لا تزال الشركة الأكبر إنتاجا في العالم ( 98، 9 ملايين سيارة). وتحاول شركتا جنرال موتورز وفولكس واجن جاهدتين اللحاق بها! أما أكبر دول تنتج السيارات والمركبات في العالم فهي الصين، حيث تنتج 17 مليون سيارة. كما أنتجت دول العالم 88 مليون سيارة عام 2013، نصيبنا منها يقارب اللاشيء تقريبا.

أحمد الصراف

فؤاد الهاشم

قبل أن «ينتشر» الإسلام في .. الدوحة!

قرأوا علينا قصصه وحكاياته ونحن صغار التي أوردها على ألسنة الحيوانات والطيور إنه الشاعر والأديب الفرنسي جان دي لافونتين الذي عاش في القرن السادس عشر واشتهرت أعماله بلقب «أساطير لافونتين» واحدة منها تقول: « كان حمل صغير يشرب ذات يوم من جـدول ماء عذب فجاءه ذئب وخاطبه قائلا: كيف تجرؤ على تعكير الماء الذي أشرب منه؟.. فأجاب الحمل: كيف ذلك وأنا أشرب من الماء المتساقط في الأسفل وأنت تشرب من المنبع؟ فتنحنح الذئب وارتبك قائلا: هل تذكر إنك قد شتمتني في السنة الماضية؟!.. فقال الحمل: كيف يحدث ذلك وانا لم أولد ولم آت إلى هذه الدنيا إلا في هذه السنة؟!.. فرد الذئب: لابد أن أحد أقاربك منذ زمن بعيد قد شتمني»!!.. ثم هجم عليه وأكله!!.. عادت بي سنوات العمر في لحظة إلى زمن الطفولة حين ألقى على مسامعي مدرس الرسم أسطورة «لافونتين» عن «الذئب والحمل» من أجل تحويلها إلى لوحة بالألوان يرسم فيها الأطفال ذئبا شرسا جائعا نهما ومخادعا وهو يشرب من أعلى مياه النبع وبينما حمل صغير بريء مسالم يرتوي من أسفله عليه أن يقدم ذاته كوليمة حاضرة ..«بلا اعتراض»!! متابعة قراءة قبل أن «ينتشر» الإسلام في .. الدوحة!

بشار الصايغ

سعادة جبل واره .. تجنيت واخطيت

في البداية .. لا بد من توجيه الشكر للأخ “جبل واره” على سعة صدره بتقبل نقدنا في مقالنا السابق الموجه له، وما يدور حاليا من نقاش حول أحمد السعدون فقط هو إثراء لوضع سياسي بحاجة الى التوقف عنده، ولكن يجب أن يمتد لمن هم حول السعدون أجمع.

واتفق مع “جبل واره” أن هالة القدسية حول الرجل السياسي، أو شيخ الدين، أو حتى أبناء الأسرة الحاكمة من الأخطاء الفادحة التي دمرت العمل السياسي، رسختها في المجتمع مجاميع من الشباب يشتكون منها اليوم .. وعلى رأسهم الأخ “جبل واره” .. فكان انتقاد السعدون خطيئة .. وانتقاد فيصل المسلم كبيره ..  وانتقاد مسلم البراك كفر .. وانتقاد محمد هايف كارثة .. وانتقاد محمد الجاسم شقا للصف .. الخ. متابعة قراءة سعادة جبل واره .. تجنيت واخطيت

سامي النصف

شاهد عصر من مصر!

لم أتوقف قط عن واجب زيارة مصر وتتبع أخبارها عن قرب ولقاء مفكريها ومثقفيها ورجال اعلامها واعمالها حتى في أحلك الظروف لمعرفة حقائق ما يحدث فمن رأى ليس كمن سمع، لذا أكتب كشاهد عصر عما حدث ويحدث في بر مصر.
متابعة قراءة شاهد عصر من مصر!

علي محمود خاجه

ملحمة كويتية

قمت من النوم الصبح على صوت قطرات المطر اللي تدغدغ زجاج نافذتي، ما أحلاه من صوت ويا حلوها من قومة.
غسلت وجهي وفرشت أسناني بمعجون بارد بطعم النعناع المركز وبعدها رحت أشوف ما فاتني من رسائل على هاتفي، لقيت قروب الديوانية بالواتساب مشعلل بالمسجات، طليت أشوف المسجات ولا ألاقي حسينو داز أغنية بصوته الأجش والعموم قاعد يضحك عليه، لكني شجعته وطالبته إن كل يوم يغني لنا بالقروب عشان نصبح على صوته ونبدا يومنا بابتسامة وضحكة تساعدنا على تجاوز يومنا الطويل بسهولة.
رحت لبست دشداشتي وخذيت شمسيتي على أمل إني أستخدمها لأول مرة داخل الكويت، لكن طبعا مع طلعتي من البيت كانت الشمس طالعة والمطر مخلص ما يمدينا نتهنا فيه.
ياني اتصال وأنا بالسيارة على الدائري الخامس من صاحبي هويشم يقول لي لا تاخذ طريج الفحيحيل ترى واقف، وفعلا تلاحقت عمري ونزلت على الملك فهد، بس كان واقف أيضاً لأن في حادث بين سيارتين بالحارة الثانية والعموم قاعد يطل بيشوف شالسالفة.
وصلت الاجتماع اللي كنت رايح له وتأخرت عليه شوي، وكنت حدي منحرج من التأخير لأن طفارتي عدم الالتزام بالوقت، لكن العموم كان متأخر والسبة الزحمة اللي ما لها حل بكل وقت بهالديرة.
وأنا بالاجتماع سرحت شوي وطرت على بالي حبيبتي اللي تحملتني وايد وأنا كنت دايما ناشف معاها، ومع هذا كانت تتحمل وترضى إلا إني أنهيت العلاقة وأنا الغلطان أكيد.
فكرت شلون أراضيها وقلت ماكو إلا إني أشوف وين بتروح هاليومين، وأفاجئها وأكيد بيفز قلبها بشوفتي، وفعلا رحت أدور على أكاونتها بإنستغرام ليما لقيته، بس كانت حاطته برايفت فقررت أن أدورها بتويتر وما لقيتها بس من حظي لقيت هنادي رفيجتها كاتبة بتويتر إنها رايحة البدع مع البنات… قلت أكيد حبيبتي بتكون معاها لأن هنادي ما تطلع إلا مع حبيبتي، وفعلا رحت الصالون عند عمار اللي أحلق عنده من زمان، وقلت له: ضبطني عدل وراي موعد الليلة.
عقب ما خلصت كتبت بقروب الديوانية منو يروح معاي البدع؟ محد رد علي إلا عزوز، وقلت له أمرّك بعد ساعتين ونروح.
رجعت البيت سبحت وبدلت ولبست بنطلوني الأسود مع القميص البيج وإهوا اللون اللي تحبه، ومريت عزوز ورحنا البدع، قعدنا بالكافيه بالطاولة اللي ورا هنادي، وما شافتني بس الصدمة إن حبيبتي ما كانت معاها!!
شوي ولا أشوف هنادي تنادي اسم حبيبتي، وتقول: كاهي وصلت، استانست والتفت عليهم عشان أفاجئها، ولكن أنا اللي تفاجأت إن حبيبتي إيدها بإيد واحد، وهنادي ورفيجاتها يقولون لها مبروك.
اعتفست وصفنت وما وعيت إلا على رنة مسج بقروب الديوانية من نصّور يقول متى بتروحون؟
ما سبق جزء من روايتي القادمة وسيحدد موعد التوقيع عليها لاحقا.

ضمن نطاق التغطية:
العلة ليست في رواج مثل تلك الروايات، ولكن أن يطغى هذا النوع من الإنتاج على الإصدارات المحلية يثبت عمق الأزمة التي تعيشها الكويت في شتى المجالات، فبئسا لناشر وافق على الطباعة، وقارئ شجع هذه النوعية، وحكومة لا ينبئها هذا الانحدار بخطورة ما وصلنا إليه.

احمد الصراف

الكرة والريشة

لم تعرف البشرية عالماً أثر، ولا يزال، وسيستمر يؤثر إيجاباًَ في البشر لقرون طويلة قادمة، كالعالم الإنكليزي إسحاق نيوتن!
ولد نيوتن عام 1642، ونشر كتابه القيم «برينسيبيا» في 1687 بتشجيع ودعم مالي من إدموند هالي. وسطر فيه قوانين كونية مهمة تتعلق بالحركة، ولم يستطع أحد أن يعدل عليها حتى اليوم. وكان أول من برهن على أن الحركة الأرضية وحركة الأجرام السماوية تُحكم من قبل قوانين طبيعية، كما قام عام 1668 بصنع أول تلسكوب عاكس باستخدام المرايا بدلا من العدسات. وبين عامي 1664و1666 اكتشف نيوتن الجاذبية وقانون الجذب العام، من خلال ما يروى عن التفاحة التي سقطت فوق رأسه ودفعته للتفكير عن سبب سقطوها للأسفل وليس للأعلى؟ وهنا ظهر الإلهام الذي قاده إلى حقيقة الجاذبية التي توجد في كل الأجسام وتجذب الأخرى إليها بقوة، وكيف أن هناك قوة جذب متبادلة بين الشمس والكواكب، تجعل الكواكب تدور حول الشمس في مدارات بيضاوية، وعلى أن أي جسمين كرويين في الوجود يجذب كل منهما الآخر بقوة جذب تتناسب طردا مع حاصل ضرب كتلة الجسمين، وعكسيا مع مربع المسافة بينهما. ومن أعظم فوائد قانون الجذب العام هو تأثيره في الكشف على كواكب عدة.
ويصف العالم إرنست بلوخ اعجاز نيوتن بالقول: إن من الصعب أن نكوّ.ن فكرة عن جرأة نيوتن عندما فسَّر الأجرام السماوية المُثقلة بكل ضروب الخرافة بقوانين آلية خالصة، وكيف أن تفسيره الأرضي هذا فتح ثغرة هائلة في فكرة السماء. وبعد 300 عام على نظرية نيوتن في الجاذبية، التي تقول: إننا لو رمينا ريشة وكرة من المعدن من على سطح مرتفع في مكان مفرغ من الهواء، فإنهما ستصلان الى الأرض باللحظة نفسها! قال ذلك من دون أن تكون لديه التقنية العملية لإثبات كلامه. وقد قامت مؤسسة علمية في أميركا مؤخرا بتجربة تلك النظرية في أكبر غرفة مفرغة من الهواء في العالم، وكانت النتيجة كما توقع نيوتن. ويمكن مشاهدة التجربة من خلال الرابط التالي http://youtu.be/E43-CfukEgs .
والآن علينا أن نتساءل، كيف عرف ذلك الرجل العظيم، قبل 300 عام ما يصعب علينا تخيله اليوم، دع عنك الإيمان به؟ وكيف يرفض الكثيرون الحقائق العلمية التي توصل اليها علماء الغرب، بحجة أنها مخالفة لنص هنا أو قول هناك؟ هل لأن عقولهم المتواضعة لا تقبلها أو تصدقها، وبالتالي هي غير صحية أو دقيقة بالمطلق؟ وماذا نقول في حجم الكون حولنا، وما توصل له العلماء من خلال تلسكوب هابل، الذي تم تركيزه قبل سنة على نقطة في الفضاء، وبعد اربعة اشهر ظهرت النتيجة، وإذ نحن أمام أبعد صورة رآها إنسان للكون تقع بعيدة عنا بـ13 مليار سنة ضوئية، ومجرة واحدة منها تحتوي على ثمانية أضعاف النجوم التي في مجرتنا، وكل مجرة تحتوي على تريليون نجمة؟
كل هذا يجب أن يدفعنا لأن ننفتح أكثر على العلم والعالم، وأن نرفض الانغلاق، ونرفض البالي من أفكارنا، ففي العالم الرحب الكثير مما يدهش ويفيد، حتى لو اختلفت عن قديم مسلماتنا!

أحمد الصراف

سعد المعطش

طلقوا بناتكم

يسألني أحد الأصدقاء، لماذا لا أكتب عن مشاكل المجتمع؟ فقلت له انني أكتب عن هذا ودليلي أنه أصبح جميع الشعب سياسيين ويتحدثون بها في كل مكان وزمان وانني أكتب عن القضايا العامة ولا أكتب عن المشاكل الخاصة وحينها انفجر صديقي غاضبا ليخبرني بالموضوع الاجتماعي الذي يريدني أن أكتب عنه.

وللأمانة فان موضوع صديقي حساس وقد يحدث مع كل شخـص في الكـويت، لذلـك فإنني قــررت أن أكتــب عنه وعن كل أمــور الحيــاة التي تخـص الجميع، فصديقي يعاني من بخل زوج ابنته الذي تسبب بهدم بنــاء عائلــة. متابعة قراءة طلقوا بناتكم

حسن العيسى

راحت السكرة ولم تأتِ الفكرة

 عجزتُ عن فهم لغز تصريحات وزير المالية أنس الصالح، فمع أزمة تدهور النفط و"حوسة" الحكومة في ترقيع وضع الدولة المالي، ومحاولاتها إظهار نفسها بالجدية في الإصلاح المالي، جاءت تصريحات الوزير تقرر أن الحكومة بصدد غربلة الكثير من أوجه الهدر في ميزانية الدولة، إذ قال إن "هذا التوجه لا يتضمن ما من شأنه أن يمس دخل المواطن" (جريدة الراي).
 أما عن رفع الدعم عن سلع استهلاكية رغم ارتفاع أسعارها، فذكر الوزير "أن قرار رفع الدعم لم ولن يتم، إلا بعد دراسته بشكل مستفيض، حتى لا يترتب عليه أي مساس بالمواطن"! أتعبنا الوزير بكثرة ترديد عبارة "عدم المساس بدخل المواطن"، فهذا الشرط المقدس عند الوزارة غير قابل للنقاش "الآن"، لكن بعد الدراسة المستفيضة من خبراء حكومة "هارفرد بيزنس سكول"، يمكن أن يتغير الوعد الحكومي.
 الحكومة هنا "مشتهية ومستحية"، فهي تريد وقف الهدر، ولا أدري كيف يمكن أن يتم ذلك بدولة يقوم اقتصادها أساساً على فلسفة الهدر المتحقق بكل صوره، سواء تمثل بالفساد الكبير للمؤلفة قلوبهم من هوامير الدولة، أو بالفساد الصغير لأصحاب الأجر من غير عمل، وأولوية مبدأ المحسوبية بدل الجدارة في تولي الوظيفة العامة والخاصة؟!
ولكنها (الحكومة) في الوقت ذاته، وللاعتبارات السياسية، وأيضاً الأمنية، تسعى إلى عدم إثارة قلق المواطن- مع أني أرى أن مثل هذا القلق يعد ظاهرة صحية لإيقاظ وعي المواطن بحاله وحال الدولة في الأزمات- فتعدنا الآن ماما الحكومة "الحايسة اللايصة" في ظل تناقص دخل الدولة أن هذه الإجراءات لن تمس دخل المواطن! فهمونا كيف لا يمكن المساس بدخل المواطن، إذا حدث، مثلاً بعد "دراستكم المستفيضة" (تعبير الوزير) رفع الدعم، أو تم خفضه، عن سلع الجمعيات، أو البنزين أو الكهرباء والماء؟! كيف يمكن تصور عدم تأثر دخل المواطن في هذه الحالة؟! أو إذا قررت الحكومة، مثلاً، إعادة النظر في سياسة الكوادر التي خلقت طبقات ثرية من أصحاب بعض المهن الحكومية وظلمت أصحاب مهن أخرى، ألا يتأثر هذا المواطن بكل تلك الأمور؟!
   هناك مسألة ومسائل أخرى، غير مفهومة، مثلاً "أي مواطن" تتحدث عنه الحكومة، هل هو صاحب المجمعات التجارية والاستثمارية الذي يقبض من الدعم مثله مثل الموظف البسيط الغارق في سداد أقساط الديون الاستهلاكية من أصحاب الدخل المحدود، أم أنه ذلك الموظف الذي "يضرب كرت الدوام" ولا يلتزم بالوظيفة، ثم يخرج يرتزق من وظيفة أخرى في القطاع الخاص، أو يجوب الشوارع "يقز"… فعن أي فئة من المواطنين تتحدث الحكومة؟
وأمامنا، أيضاً، تصورات من اللجنة التشريعية بمجلس الأمة لحل أزمة الاقتصاد الريعي، بحلول ريعية "إنسانية" عبر تحديد إقامة الوافدين بما لا تتجاوز خمس سنوات، وألا تزيد نسبة أي جالية على 10 في المئة من سكان الكويت! ماذا تريد هذه اللجنة تحديداً، هل تحلم أن يحل المواطن الكويتي محل الوافد في العمل الخاص والعام، أم تبغي تحديد عدد هذه العمالة الوافدة بجعل إقامتها محدودة ومن غير عوائلها… يعني إحالة الكويت إلى معسكر عمل عزابي أكثر مما هي عليه الآن؟!
لا أفهم سر تحديد الـ"خمس سنوات" كحد أقصى للإقامة… وعلى أي فئة من العمالة سيطبق؟… وما الهدف منها؟، وإذا رحلت هذه العمالة فمَن سيحل مكانها، هل سيخلق المجلس والحكومة النجار والحداد والسباك والبناء الكويتيين، أم سيستطيع الإداري الكويتي أن يجلس على كرسيه ويبحث ويكتب مذكرة قانونية أو يعد دراسة علمية من غير الاستعانة بـ"محول" عربي مصري في الغالب…؟! وهل يقبل الكويتيون العمل في بعض المهن؟، ولنسأل مثلاً، كم مضمداً ومضمدة من الكويتيين يعملون في خدمة الصحة؟ وكم عدد الكويتيين العاملين في معظم المهن الحرفية؟ وهل يمكن أن يسدوا قليلاً من النقص في اليد العاملة الأجنبية؟
انسوا كل ما سبق… ودعونا نثير سؤالاً عن التواكلية في حياتنا في كل صغيرة وكبيرة، هل لنا أن نتخيل منازلنا، يوماً ما، من دون خدم آسيويين مغلوبين على أمرهم؟… يا ساتر من هذا اليوم… يقول  المثل التراثي رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، فلتعرف الحكومة ومجلسها قدرهما وقدر ابن البلد، قولوا "الشق عود"، وأنتم يا جماعة السلطة من مزق الثوب الكويتي وحرقتم تراثاً عظيماً بتاريخ الوطن في قيم العمل المنتج، والآن راحت السكرة مع رحيل برميل المئة دولار ولم تأتِ "الفكرة" مع برميل السبعين دولاراً…حلوها.