سامي النصف

هل ستختفي طائرة ثانية؟!

لا تمر حوادث الطيران دون تحقيق يستمر أحيانا سنوات عدة وبكلفة مالية ضخمة للوصول في النهاية الى «السبب الأرجح» للحادث كي يمكن «منع تكراره» وهو بيت القصيد في التحقيق قبل لوم هذا الطرف أو ذاك، لذا ندر أن تسجل حوادث الطيران ضد مجهول، كما ان الطيار من القلة التي يمكن ان تتسبب في قتل المئات دون ان يسجن متى ما وجد التحقيق ظروفا مخففة حول الحادث!

***

كتبنا قبل مدة سلسلة مقالات حول حادث اختفاء الطائرة الماليزية MH370 وقلنا في حينها انها حادثة فريدة بتاريخ الطيران وأننا «قد لا نعلم قط سبب ما جرى»، وأن مقارنتها بحوادث تمت في حقب زمنية مختلفة وضمن تقنيات متخلفة في حينها امر لا يصح فهو اشبه بمقارنة التفاح بحبات المسباح اي امران مختلفان تماما، لذا يتبقى محذور ان عدم معرفة ما حدث لـ«الماليزية» قد يمهد لتكراره وإن كان الامر مستبعدا على المدى القصير.

***

ورغم أن قضية البحث عن الطائرة الماليزية اصعب من عملية البحث عن ابرة في كومة قش كما يقول المثل الاميركي لعدم معرفة مكان الكومة، ورغم ان البحث لازال يجري في ظلام دامس دون وجود ضوء ينير آخر النفق، إلا ان الدلالات تزداد على تورط الطيار، فالطائرة اختفت في المنطقة «الرمادية» التي تفصل بين توديع قسم الحركة الجوية الماليزية وقبل بدء الاتصال مع قسم الحركة الجوية الفيتنامية، ومن الاستحالة ان يعرف احد من غير الطيارين (كخاطف من الركاب مثلا) انهم وصلوا الى تلك المنطقة كي يبدأ سيناريو الاختفاء الغامض.

***

ولولا ذلك الحادث لأصبحت فترة الستة اشهر من عام 2014 (يناير ـ يونيو) هي الأفضل في تاريخ سلامة الطيران منذ بدئها، فنصف السنة الأول من عام 2013 الذي اعتبر في حينه الأكثر امنا في تاريخ الطيران كان مجموع ضحاياه 58 راكبا، بينما لم يفقد في الستة اشهر الأولى من هذا العام إلا أقل من نصف هذا العدد لولا.. اختفاء «الماليزية»!

***

آخر محطة: (1) احدى النظريات التي تشاع ان الطائرة لربما حلقت بعد وفاة طياريها تحت قيادة الطيار الآلي حتى نفد الوقود وسقطت في المحيط الهندي وهو امر قد يكون مفهوما لو انها سارت في طريقها المقرر الى بكين والذي يتم تزويد الطيار الآلي به قبل الإقلاع ثم سقطت هناك اي في الصين، وقد سبق لطائرة خاصة كانت متجهة الى مطار لوس أنجيليس ان فقد طياروها الوعي بسبب تخلل الضغط وفقدان الأكسجين واستمرت في التحليق حتى مرت فوق المطار ثم سقطت في المحيط بعد نفاد الوقود.

(2) قضية كم الوقود الذي حمله كابتن «الماليزية» لازالت غامضة، فهناك نظريات غربية تقول انه طلب كمية وقود ضخمة غير مبررة لا يحتاج إلا إلى 45% منها للوصول الى بكين وهو امر (ان صح) يثير الريبة في نواياه كما ان اخفاء كم الوقود ان تم قد يهدف الى منع لوم قسم الترحيل الجوي الماليزي لعدم مساءلته الطيار عن سبب طلب تلك الكمية الضخمة كما يغير تماما من مكان البحث عن الطائرة!

 

احمد الصراف

داعش والوردي

قد يرى بعضهم أن من غير الملائم حاليا نشر هذا المقال، ولكن ظروف المنطقة الخطيرة تبرر أكثر الكتابة في هذا الموضوع الحساس، والمتعلق بنظرة ومكانة المرأة في مجتمعات المنطقة، المسحوقة هي ونساؤها والواقعة غالبا تحت هوس الجنس والحرمان الشديد منه، وهو حرمان لم يكن يوما ظاهرا بهذا الزخم، بسبب الجهل، وهو الجهل الذي انقشع من الاختلاط بالآخر ووسائل التواصل الاجتماعي، وما يشاهد في السينما والتلفزيون وغير ذلك، والتي أظهرت طريقة حياة الآخر، فزادت من درجات الحرمان أضعافاً، وسهّلت، أو شجّعت الخروج عن المألوف، بالانتحار، للالتقاء بالحور العين، فهن الأمل الوحيد وكل ما تبقى لهم في دنيا الحرمان.
تقول زميلة كاتبة إننا أصبحنا نسمع بشعار «حي على الاغتصاب»، كما كنا نسمع بـ«حي على الجهاد»، هذا غير «حي على القتل وحي على السبي»، بدلا من حي على خير العمل! وتستطرد بأن النساء في وطنها (ولا يهم هنا عن اي وطن تتكلم) تعرضن لضربات موجعة وعانين معاناة مزدوجة في كل المراحل السياسية، ومن أغلب قيادات جميع الطوائف، إن من خلال الإصرار على لفها بلفافات مهلكة تعيق مسيرتها وتشوهها، أو من خلال ما تواجهه قسرا في ظروف الحرب والتهجير والتشرّد وفقدان الأهل أو الزوج والأبناء، هذا غير تعرّضها لنار الاغتصاب والتحرّش الجنسي من قبل جهات عديدة، كوسيلة لزرع الخوف في قلبها وتسهيل استغلالها.
وتقول إنه ليس غريباً أن الأبواق نفسها التي تهاجم داعش لموقفها من المرأة لم تتوقف هي نفسها يوما عن الحجر على المرأة وإلغاء إنسانيتها. فمن يطالب بإيقاف ما يسمى «جهاد النكاح»، أو الترويج ضدها هم جذر واحد لمشرعي جهاد الاغتصاب أنفسهم، فما الفرق بين الاغتصاب الداعشي ودولة شرعت قانونا يبيح الزواج بالطفلات؟ ان فرض الحجاب الاجباري لا يقل عن اغتصاب جهاد النكاح، وكمثال إقرار قانون الاحوال الشخصية الجعفري في العراق! والجهات نفسها التي أقرت الحجاب الاجباري واقرت تعدد الزوجات واقرت اغتصاب الطفلات تلعلع اليوم ضد اجبار النساء واخضاعهن لممارسة جهاد النكاح. وبالتالي ليس ضروريا أن يكون الاغتصاب عملية جنسية، بل قد يكون في شكل استلاب لشخصية المرأة وكيانها ورفض التعامل معها كإنسانة، بل كسلعة وكأداة ترهيب. ولو عوملت النساء في أوطاننا بطريقة إنسانية مشرفة لما كانت هناك داعش ولا نصرة ولا قبلهما طالبان وقاعدة، فإذلال المرأة نتج عنه إذلال المجتمع وإذلال المجتمع أدى، مع الوقت، لظهور حركات مثل داعش وغيرها.
ولنعرف الفرق بين التحضر والتخلف، نشير إلى القانون الفرنسي الذي صدر عام 2010 والذي حظر على النساء لبس النقاب. وقد طعنت في دستوريته امرأة فرنسية منقبة، وجاء حكم المحكمة الفرنسية العليا بالأمس مؤيدا للقانون وناصّا على أن حظر الحجاب لا يتضمن انتهاكا لحرية المرأة. هذه فرنسا، وهذا نحن، فهل نستطيع أن نحدد ما الذي حققناه بتغطية المرأة.
ملاحظة: يقول علي الوردي: لو خيّروا العرب بين الدولة الدينية والدولة العلمانية لاختاروا الأولى، وذهبوا للعيش في الثانية.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

البلد برسم البيع..!

نشرت بعض مراكز التواصل الاجتماعي المشهورة بتلفيقها للأخبار، تصريحات على لساني مسيئة إلى القضاء ورجاله، ومع أنني أعتقد أن مرفق القضاء من المرافق العامة التي يجب تطهيرها من جميع أشكال الفساد – إن وجدت – غير أنني أستغرب هذه الجرأة عند بعضهم في التقوّل على الناس وتوريطهم بما لم يقولوه! وكنت قد قدمت شكوى في مخفر الرابية على إحدى هذه الصحف الإلكترونية لنشرها أخباراً ملفقة عني تقصد تشويه سمعتي عند الناس، بيد أن إدارة التحقيقات العامة اعتذرت عن التحقيق في الدعوى بحجة صعوبة التوصل إلى صاحب النشرة! ولم يكلفوا أنفسهم تكليف قسم الجرائم الإلكترونية في الوزارة بالبحث والتحري، كما فعلوا مع الذين نشروا تغريدات مسيئة من قبل، فتمكنوا من كشف أصحابها خلال وقت قياسي! واليوم، وأنا أكتب هذا المقال، تستمر النشرة نفسها في تلفيقها للأخبار الكاذبة عني وعن رموز في التيار الإسلامي! لكن صدق من قال: «إذا حبتك عيني ما ضامك الدهر». متابعة قراءة البلد برسم البيع..!

سامي النصف

12 فائدة لـ«داعش»

لا يمكن ان تخلق الارحام الدولية المعادية للأمة العربية تنظيما مثل «داعش» دون ان تستفيد منه الفائدة القصوى، لذا فمما احصينا من فوائد لـ«داعش» لخالقيه ومؤسسيه يمكن تلخيصه في الآتي، وهو غيض من فيض:

1 ـ فتح «داعش» المجال للاستقلال القريب لكردستان بعد ان اعطى البيشمركة الذريعة للاستيلاء على كركوك بحجة حمايتها من الارهاب وقطع الرقاب الذي يمثله «داعش».

2 ـ فكك «داعش» سورية والعراق وخلق الفتن الدينية و الطائفية فيهما تمهيدا لتقسيمهما بعد ان كانت المسألة خلافات بين الحكومات والمعارضة.

3 ـ أعطى الذرائع لقتل الشعب السوري بحجة محاربة ارهاب «داعش» الى حد بات العالم يشهد فيه رمي البراميل المتفجرة على المدنيين دون ان يرف له جفن!

4 ـ منح «داعش» المبرر الاخلاقي والديني لدول واحزاب للتدخل في الشأن السوري، حيث لم يعد ما يحدث يفسر على انه ثورة شعبية اخرى ضد النظام او قتل النظام لشعبه، بل اصبح ما يحدث هو حرب على ارهاب «داعش».

5 ـ تسببت جريمة «داعش» الطائفية الشنعاء في الموصل في تحول الحرب هناك من صراع حكومي ضد العشائر الى حرب حكومية وشعبية مبررة ضد.. ارهاب «داعش».

6 ـ منح «داعش» القوتين الكبيرتين في العالم المبرر للتدخل ووقوف روسيا مع الحكومة السورية واميركا مع الحكومة العراقية ضد المعارضة السياسية في البلدين.

7 ـ تسببت جرائم «داعش» الكبرى في سورية والعراق في توقف وانحسار الدعم الخليجي الحكومي والشعبي للمعارضتين السورية والعراقية.

8 ـ كما تسبب تسيد «داعش» وجرائمه للمشهد الاعلامي العالمي في توقف الدعم الاوروبي والآسيوي والعالمي وبدء ملاحقة الشباب المسلم في بلدانهم.

9 ـ ساعدت افعال «داعش» وقبله منظومة الزرقاوي والقاعدة على تشويه صورة الاسلام بالعالم وتغييب الضمير الانساني العالمي عن الجرائم التي ترتكب بحق شعوب المنطقة التي باتت الشعوب الوحيدة الحاضنة للارهاب.

10 ـ قام «داعش» بتدمير تراث انساني ضخم لا يعوض في المناطق المنكوبة التي احتلها بحجة انها تماثيل وأضرحة.. الخ، رغم ان بعضها كان موجودا ابان زمن الخلفاء الراشدين ومن اتى بعدهم من دول اسلامية دون ان يمس.

11 ـ يساهم «داعش» بفاعلية شديدة في تقسيم دولنا العربية تحت شعار الرغبة في توحيدها وإزالة الحدود بينها وكأنه يستكمل ما كان يقوم به حزب البعث «الوحدوي» في الشام والعراق.

12 ـ مهد «داعش» الارضية لأعمال تفجيرات واغتيالات مستقبلية في الدول الخليجية والعربية الاخرى لضرب الطوائف بالطوائف والاعراق بالاعراق تمهيدا لـ «بلقنة» المنطقة والدول وخلق فوضى غير خلاقة فيها.

***

آخر محطة: 1 ـ اذا قبلنا بمقولة من يدعي ان الاسلحة الثقيلة والاموال الوفيرة المتوافرة لدى «داعش» هي غنائمه من الاعداء، فمن اين حصل «داعش» على عشرات الآلاف من اعلامه السوداء وكلماته المطبوعة البيضاء مختلفة الاحجام؟ الخوف الا يكون حصل عليها من.. الاعداء كذلك!

2 ـ يكون الانسان في أوج ضعفه ابان سجنه حيث تسهل عمليات الترهيب والترغيب والتعذيب معه، أليس مستغربا حقيقة ان اغلب القيادات الثورية التي ادت بالامة الى المهالك ومنها البغدادي والزرقاوي والظواهري وصدام وغيرهم هم خريجو السجون؟!

سعيد محمد سعيد

بس… بالـ «كلام»!

 

بالتأكيد، لن يأكل المواطن «لقمة عيش» وهو يقرأ أطناناً من التصريحات والإنجازات والفتوحات والانطلاقات في الصحف وفي وسائل التواصل الاجتماعي وهو لا يرى شيئاً على أرض الواقع!

يبدو لي أن على المسئولين في الدولة أن يتنبهوا لموجة «بس بالكلام» التي لم يقصر الأخ غلام في مسلسل «درب الزلق» في تأسيس قاعدتها في الكثير من المجتمعات التي يعاني فيها الناس من ثقل ملفات كثيرة في الإسكان والتوظيف، ومستوى الأجور والتعليم والصحة، فيما لا يتعب حنك المسئول من تكرار إنجازاته الخارقة.

لابد من تحويل الهرج الذي لا طائل من ورائه إلى عمل حقيقي. نعم، هناك عمل دون شك على أرض الواقع، وهناك مشاريع، وهناك برامج. هناك خدمات لا بأس بها، لكن هناك الكثير الكثير من الكلام والوعود الوردية التي جعلت شريحة كبيرة من المواطنين، يتذمرون ويشمئزون و(ينقهرون) أيضاً من تكرار الكلام الذي للأسف، وجدنا أن هناك من يلمعه ببريق كاذب من نواب وأعضاء بلديين وخطباء منابر.

حالة «بس بالكلام» ليست جيدة بالمرة، فهي حالة لها من السوء ما يمكن أن يجعل المواطن يتشبع من مدد الانتظار والأمل والترقب، ثم يجد كل ذلك سراباً لا مكان له في حياته!

* بس بالكلام: منذ مطلع العام 2000 وما تلاه من سنوات، لنقل بين 2001 إلى 2007، كانت قائمة المشاريع والتخطيطات والتمطيطات والاستعدادات التي تتحدث عن تطوير حوالي عشر مناطق ساحلية ملأت الدنيا. كل يوم تصريح في الصحافة، وكل يوم زيارة يقوم بها الوزير علان والمسئول فلتان. بل شمرت بعض القطاعات الاستثمارية عن سواعدها لبدء المرحلة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم العاشرة ثم الحقيقة… هي المرحلة «صفر».!

* بس بالكلام: حين أزور -حالي حال غيري من المواطنين- السوق المركزي هذه الأيام، أيام الشهر الفضيل، لا سيما وقت الظهيرة مع اشتداد حرارة الشمس، أعود إلى فترة منتصف التسعينيات حينما كان الحديث عن مفاجآت عظيمة كبرى في المستقبل لتكييف السوق المركزي. رسومات هندسية تروح وأخرى تجيء. صورٌ في الصحافة لمسئولين يتحلقون حول خارطة، هذا يؤشر على الورق وذاك يؤشر إلى (ما أدري وين)، وفي النهاية… خلها على الله!

* بس بالكلام: يبدو لي أن الحديث عن العدد المتوقع للبيوت الآيلة للسقوط التي كانت ضمن «الحلم الجميل» لهدمها وإعادة بنائها ربما أكثر بكثير من عددها الحقيقي. حتى الآن، ووفق خدمات «بس بالكلام» المتقدمة، فإن الآلاف في انتظار تلك العملية المبهرة، الهدم والبناء، ومن بينهم ذوو حالات خاصة ومتقاعدون وأسر معوزة وأرامل، لكن المشكلة ليست فقط «بس بالكلام»، بل يضاف إليها «بس ميزانية ما ميش».

* بس بالكلام: لجان واجتماعات وتصريحات ولقاءات تعقد بين الحين والحين، زعماً بأنها تدخل ضمن التوجه لمحاصرة الطائفية والتمييز المذهبي ومعاقبة كل من يسيء إلى أي مواطن مهما كان دينه ومذهبه. والغريب في أن كل ذلك، وعلى الرغم من أنه هراء في هراء، إلا أن البعض من المواطنين المساكين يصدّقون، ويدعون بالخير وطول العمر والتوفيق لمن سار على هذا الطريق، ليترجم الأقوال إلى أفعال في مواجهة كل الطائفيين وكل الفاسدين والمفسدين، وكل الداعين إلى ضرب أتباع هذا المذهب أو ذاك بيد من حديد. لكن الأغرب أن كل ذلك الكلام والهرج والمرج، يذهب هباءً ويبقى الطائفيون والمفسدون والناعقون وأسود الطائفية في قوة بأس… من يشهد للعروس؟

* بس بالكلام: الخدمات الإسكانية ومشاريعها على مد البصر، هنا وهناك رغم شح الأراضي. الغريب، وبعيداً عن «بس بالكلام»، هو أن 918 طلباً لمواطنين تم إحياؤها بعد إلغائها، والسبب كما قيل وقيل وقيل.. تحويل نوع الخدمة الإسكانية المطلوبة إلى خدمة أخرى، (الأمر الذي ترتب عليه إلغاء الطلب الإسكاني الأول واعتماد الطلب الإسكاني الحديث اعتباراً من تاريخ التقدم به)! أها… مو «بس بالكلام يبه»، اعتباراً من هذا الأسبوع سيتم استقبال المواطنين المستفيدين من ماذا؟ من بيت؟ لا. من أرض؟ لا. إذاً، من وحدة سكنية تمشي الحال… لا؟

سيتم استقبال 918 مواطناً من «المستفيدين» من «إحياء طلباتهم».. أويلي ويلاه.. رؤية واستراتيجية وفلوس لا نعرف أين تذهب حيناً، ونعرف حيناً آخر… وتاليها بس بالكلام.

بشار الصايغ

لهذه الأسباب .. لن أشارك بمسيرة كرامة وطن!

الأحداث السياسية الأخيرة كثيرة ومتسارعه، ولكن أريد التعليق على دعوة القائمين على حساب كرامة وطن لمسيرة يوم الأحد المقبل، فإن كان الحساب له مطلق الحرية في الدعوة لمسيرة، كما لمن يريد المشاركة فيها كذلك ذات الحرية، فالتعليق على دعوتهم – أتمنى – أيضا اعتبارها من باب الحرية.

تحت هاشتاق “الشعب يريد تطهير القضاء” وجه القائمون على حساب كرامة وطن دعوته لمسيرة يوم الأحد المقبل، وحددها من نقطة المسجد الكبير الى ساحة قصر العدل، ومن الواضح أن الدعوة مرتبطة بما نشره الحساب من وصولات لتحويلات مالية “اتهم” فيها بعض قضاة المحكمة الدستورية بتلقي رشاوي، تبعتها تغريدات لاحقة وصف فيها رئيس مجلس القضاء بالراشي والفاسد، داعيا في تغريدة أخرى بمحاسبة المرشد والعسعوسي. متابعة قراءة لهذه الأسباب .. لن أشارك بمسيرة كرامة وطن!

سامي النصف

من أين أتت تلك الأحكام؟!

 يفرض علينا ديننا الحنيف الالتزام بأحكامه دون زيادة أو نقصان، حيث إن تحليل الحرام كتحريم الحلال سواء بسواء، فلا يجوز بهذا السياق المزايدة على رب العباد أو على رسول الأمةصلى الله عليه وسلم عبر إطلاق فتاوى تظهر وكأن هناك قصورا في الدين، وأتى العالم أو الشيخ أو السيد ليصحح أو يكمل رسالة خاتم الأنبياء والعياذ بالله.

***

لذا نتساءل من أين أتى البعض بمعاقبة غير المسلم أو المسلم المريض أو القادم من السفر ممن سمح لهم بالإفطار حال رؤيتهم وهم يفطرون؟ فلم يأت بالآيات البينات أو الحديث الشريف مثل تلك الأحكام، بل على العكس فقد سافر رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم في رمضان وصام وأفطر بعض صحابته وعملوا حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم انهم ذهبوا بأجر ذلك اليوم، ولم يأت في الأمر انه طلب منهم عدم المجاهرة بالإفطار أو أنه عاقبهم على تلك الفعلة، ثم كيف نسمح لغير المسلم أو المسلم ذي العذر بالإفطار ولا نوفر له مكانا يفطر فيه في مقر عمله أو نعاقبه إن رأيناه يفطر في مكتبه؟ فأين سيتناول إفطاره؟! أرجو ألا يقول أحد في الحمامات التي لم يسلم غير المسلم من الإفطار فيها حيث أتى في إحدى الصحف الكويتية أن موظفا كويتيا اشتكى على موظف هندي غير مسلم كونه اشتم في الحمامات، أجلكم الله، رائحة سجائر بعد خروجه منها وقد تم سجن ذلك الهندي.

***

ومن أين أتت فتوى إفطار المدخن وقد كان المسلمون أثناء صيامهم يستنشقون دخان طبخهم على السعف أو الخشب؟ ولم يأت أن القرآن أو الأحاديث قد ذكر أن الدخان من المفطرات، كما أتى في الآيات البينات تحديد يوم الجمعة لترك العمل حال الدعوة للصلاة ولو أريد التعميم لما ذكر يوم الجمعة في الآية الكريمة كي يعمم في بقية الأيام وتظهر حكمة رب العباد في ذلك الأمر حيث ان الإسلام دين عمل ويمكن للعاملين أن يتناوبوا على الصلاة مع بقاء مقرات العمل مفتوحة كما هو الحال القائم في أغلب البلدان الإسلامية كي لا يتضرر الاقتصاد بالتوقف المتكرر عن العمل بالنهار وأوائل الليل.

***

كذلك، فمواقيت الصلاة والإمساك والإفطار هي قضية تقريبية بالمطلق كونها تعتمد على الخيط الأبيض والأسود وهو أمر يعتمد على قوة إبصار المسلم وحجم الخيطين ومثل ذلك ظلال العصى لتقرير موعد الصلاة ومن ثم فهي ليست محددة بالدقيقة والثانية فكيف تصدر فتاوى كما حدث قبل أعوام قليلة بضرورة إعادة صيام أهل الجبال كونهم يفطرون على أذان الإذاعة الواقعة في منطقة ساحلية والفارق بينهم ثوان ودقائق وهو أمر لو تم التقيد به لوجب أن تكون هناك مواعيد صلاة وصيام لكل بيت قائم على سفح الجبال ولكل شقة في العمارات شاهقة الارتفاعات، ألم يعلم من أفتى بأن القضية تقريبية وليست جدية؟، ومثل ذلك من يطلب ممن يفطر خطأ قبل موعد الإفطار بثوان أن يعيد يوم صيامه وكأن المواقيت أتت منزلة بالثواني والدقائق وليس بالمواعيد التقريبية كما هي الحقيقة.

***

آخر محطة: 1 – كيف حرم بعض شيوخ الدين قيادة المرأة للسيارة وسيلة النقل هذه الأيام في وقت لم يحرم فيه ديننا الحنيف قيادتها للابل والخيل وسيلة التنقل في أيام الإسلام الأولى رغم قصر المسافات آنذاك وطولها هذه الأيام؟ بل ان تحريم القيادة للمرأة سمح بالخلوة المحرمة بين المرأة والسائق الرجل؟!

2 – لقد ابتدع بعض محاربي البدع، بدعا تحرم الحلال وتحلل الحرام وتزايد على رب العباد وأدخلوا الأهواء والعادات الاجتماعية في أحكام نسبوها للإسلام، والإسلام منها براء!

@salnesf

د. شفيق ناظم الغبرا

الثوريون الجدد في مصر: جيل يزداد حضوراً

لن يعود النشطاء المصريون الحقوقيون الثوريون عن حراكهم بعد أن ذاقوا طعم التغيير وطرق تحقيقه وبعد أن فقدوا أعز أصدقائهم في ثورة ٢٥ يناير والمواجهات التي وقعت بعدها. لقد كسر هذا الجيل حواجز الخوف والتردد وأصبحت بالنسبة اليه مواجهة القمع والفساد ومصادرة الحقوق وعليائية المؤسسة الحاكمة طريقة في الحياة. فمن دون دولة مصرية رحيمة وديموقراطية حديثة مساءلة أمام شعبها تتقبل الرقابة على سلوكها ومتصالحة مع فئات الشعب المتنوع (اسلامي وغير إسلامي، «اخواني» وغير «اخواني»، مع الرئيس وضده) ستبقى الأزمة تعيد إنتاج نفسها. متابعة قراءة الثوريون الجدد في مصر: جيل يزداد حضوراً

سامي النصف

وضع الدين في مواجهة العلم!

كلنا يعرف الحكاية التراثية حول الدب الذي قتل صاحبه الفلاح بحجة أنه يحبه، بعض علماء الاسلام يقومون بالشيء ذاته عندما يصرون على وضع الإسلام دون غيره من الأديان في موقف المتعارض مع حقائق العلوم الثابتة، ومن الضارين بالإسلام من يزايدون من العلماء والأطباء على رحمة رب العباد فيفتون على الشاشات والإذاعات دون فحص بضرورة صيام أصحاب الأمراض المزمنة الخطيرة التي يهدد عدم الالتزام الصارم بنظامها الغذائي والدوائي حياة المريض، وبالطبع لو أتاهم مريض في غير شهر رمضان وذكر لهم أنه لا يأكل ولا يشرب ولا يأخذ الدواء من الصباح حتى المساء لقالوا له إن ذلك انتحار وان الدين يطلب منه ألا يلقي بنفسه للتهلكة.

***

وكلنا يذكر العالم الجليل الذي أفتى بحرمة نقل الأعضاء كون الابتلاء بالمرض حسب قوله هو دعوة من رب العباد للمريض لملاقاته، فكيف يصح للعبد تعمد تأخير لقاء ربه عبر نقل الأعضاء لإطالة حياته؟!، إلا أن العالم ذاته، رحمه الله، ما إن أصابه المرض وهو في منتصف الثمانينيات من العمر حتى جزع، وأرسل بطائرة خاصة للعلاج في لندن متمسكا بالحياة التي يدعو الآخرين الى عدم التمسك بها كحال شيوخ «فتاوى الدم» الذين يدعون الآخرين للجهاد والاستشهاد وملاقاة الحور العين ويتخلفون ويزوجون أبناءهم بنساء الأرض لا حوريات السماء، وقبل ذلك أفتى شيوخ بتحريم اختراع الدش، وذكروا أن البيت الذي فوقه دش لا تدخله الملائكة (كيف عرفوا؟!) ثم أضحت أسطح منازلهم غابة من «الدشوش» كونهم باتوا يقدمون برامجهم على عدة فضائيات في وقت واحد، ولاحقا حرموا اختراع الانترنت ثم امتلأ فضاء الانترنت بمواقع إلكترونية لهم.

***

وأحد أشهر من وضع الدين في مواجهة الحقائق العلمية الثابتة هو عيد الورداني المحامي الذي رشحه البعض لرئاسة مصر، ففي كتاب من 600 صفحة أسماه «قصة الخلق» يستشهد في تفسيره بالآيات لإنكار كل شيء أتى به العلم، فالأرض مستوية لا كروية والشمس والقمر يدوران حولها ولا توجد جاذبية أرضية وعندما تغرب الشمس على كل بلدان الأرض المستوية في وقت واحد (أمر يمكن نقضه بمكالمة هاتفية بين بلد وبلد) فإنها تذهب لمكان في المحيط تبقى فيه حتى اليوم التالي، ولا علاقة بين شروق الشمس والنهار، حيث يمكن حسب قوله واستشهاداته أن تخرج الشمس بالليل ويبقى ليلا، ولله في خلقه شؤون وشجون.

آخر محطة: (1) يرفق الورداني مع كتابه شهادة من إدارة البحوث بالأزهر تقر طبع كتابه وتطلب منه 5 نسخ .

(2) ومم يظهر أن الورداني قد أتى بما لم يأت به الأولون والآخرون معرفته بالعنوان البريدي لـ «إبليس»، حيث ذكر في كتابه أنه يسكن في نقطة التقاء خط الاستواء بخط طول 140 درجة (مكان في المحيط الهادئ رغم أنه لم يحدد 140 درجة شرقا أو غربا) ولا نعلم لماذا لا يتم قصف منزله – منزل الشيطان بالطبع لا الورداني – بالقنابل الذرية كي نتخلص منه ومن شروره؟!

احمد الصراف

أسعد الشعوب

“>بيَّن استطلاع دولي أن م.ن أسعد الشعوب في العالم بضع دول فقيرة. فقد تربّعت كوستاريكا – للمرة الثانية – ضمن قائمة تضمن 151 دولة، في صدارة الشعوب السعيدة، بينما قبعت الدول الخليجية في الذيل، كأقل الشعوب سعادة، وهي قطر والكويت، والبحرين.
اعتمد مؤشر البحث الذي أجرته مؤسسة الاقتصاد الحديث، ومقرها لندن، على رفاه الفرد من حيث التمتع بحياة سعيدة وطويلة وذات مغزى، وأسرة مقتصدة وصديقة للبيئة.
وبيّن الاستطلاع أن مبعث سعادة الفرد وتمتعه بحياة مديدة ونمط معيشي مميز وعلاقة صداقة بالبيئة لا يقترنان البتة بموطن إقامته أو بمدى تقدّم او غنى دولته!
والسؤال هو: ما الذي دفع المواطن الكويتي الى أن يصبح الأكثر تعاسة في العالم، وهو الذي يفترض أنه الأقل همّاً والأكثر غنى، بشكل عام من مليارات البشر، وأشياء قليلة تقلقه في حياته، خصوصا أن العلاج والطبابة مؤمَّنان له ولأسرته، والتعليم حتى أعلى المستويات، مضمون له ولأسرته، وضمان الشيخوخة متوافر له ولأسرته؟! وبالتالي فما يشغله ويضجره لا بد أن يكون شيئا آخر غير هذه وتلك!
من المعروف أننا، لكي نستمتع بالحياة، فإننا بحاجة الى أن نشعر بالسعادة، وهذه لا يمكن أن تتحقق بالمال، بل بتوافر الحريات، حرية التصرف والقول والتنقل والعبادة وأماكن ووسائل الترفيه الضرورية. كما أن من الضروري، لكي نشعر بالسعادة، أن نؤمن بأننا متساوون أمام القانون، وأن الحكومة منصفة في احكامها ومواقفها، وتؤمن بالشفافية في عملها، وأن مستويات الفساد والرشوة في حدودها الدنيا! ولكن من المؤكد أن جميع هذه الأمور غير متوافرة في الكويت.
فحرية التصرف، ضمن القانون، وحرية القول وحرية النشر جميعها مقيدة، بطريقة أو بأخرى. كما أن الجميع – حتماً – لا يتساوون أمام القانون! أما الادعاء بأننا أفضل من غيرنا فلا معنى له، فنحن لا نشعر بالسعادة، لان غيرنا لا يشعر بها، بل نكون عادة سعداء لأسباب واضحة وإيجابية. كما أن للجرعة الدينية المبالغ فيها في رأيي، وما يتبعها من نفاق اجتماعي، دورها في زيادة الشعور بالضجر، ومن ثم بالتعاسة.
فالحياة بغير سعادة، مهما طالت لا تعني شيئا. والثروة مهما كبرت من دون ان تصحبها سعادة لا تعني شيئا، ومن ينظر الى كميات القمامة أمام كل بيت يعرف أن سعادة الفرد الكويتي أو المقيم قد اختُزلت في دقائق أو ساعات الأكل، ويبدو أنها المتعة الوحيدة المتاحة، وبوفرة، للغالبية.
كما أن من السهل ملاحظة أن الكويتيين لا يشعرون بأن حياتهم ذات مغزى، فلا دور لهم في أي أمر. ولكي نعرف بدقة سبب شعور المواطن بالتعاسة فإننا فقط نعطيه ملف معاملات ونطلب منه، تحت درجة حرارة تبلغ الخمسين وحركة مرور بائسة، ومواقف سيارات شحيحة، ونفوس مديرين ضيقة، مراجعة وزارات الشؤون والتجارة والداخلية لإنهاء المعاملات فيها، فهنا سيصاب المواطن بالاحباط وسيدفعه الفشل الى الشعور بالتعاسة، وسيشعر بحزن أكثر إن تساءل عن المكان الذي «تذهب» اليه، سنة بعد اخرى، ما تحققه الدولة، مع مطلع كل شمس، كل الملايين المتحققة من بيع البترول، ولماذا فشلت الإدارة الحكومية في أن توفر أو تشتري بها الحد الأدني من الخدمة الجيدة أو الكرامة؟ فشعب «يتبهدل» غالبيته كل يوم في المستشفى أو الوزارة أو المخفر، في سعيه لإنهاء معاملاته بطريقة حضارية وكريمة، لا يمكن أن يشعر بالسعادة!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com