مبارك الدويلة

عوووووع..!

هناك عناوين انتشرت في الأسبوع الماضي لتسطر ‏الحالة الكويتية، وقد نتفق أو نختلف عليها، ولكن مما لاشك فيه ان هناك صورة اخرى اكثر عتمةً للكويت من عبارات التفاؤل التي ترددت في الايام القليلة الماضية. فالمطلوبون للبنوك بديون مرهقة اكثر من جياع بعض الدول الافريقية، والمواطن اصبح اكثر التزاما بالقانون ليس احتراماً وقناعةً بل خوف من التطبيق الخاطئ للقانون، وتحاشياً للانتقائية في تطبيقه! ولئن كان مرسوم الصوت الواحد بداية الوضع المتردي الذي تعيشه البلاد فان ما نتج عنه من تشكيلة غريبة لمجلس الامة وضعف الدور الرقابي لهذا المجلس تسببا في انتشار الفساد المالي والاداري بشكل غير مسبوق، واصبحت المحسوبية والواسطة والشللية صفة لازمة لترتيب العلاقات بين مكونات المجتمع..! لقد اصبح لخريجي المؤسسات الاصلاحية اليد الطولى في الاعلام، يرفعون ويخفضون من يشاءون من عباد الله دون رادع يردعهم، واصبح بعض الدخلاء على النسيج الاجتماعي الكويتي يشتمون عيال الديرة بأقذع الالفاظ، التي لا تكاد تجدها حتى في قواميس عيال الشوارع..! وصار التعامل مع الكويت وكأنها ستختفي خلال شهور او سنوات قليله مقبلة، الجميع يريد أن «يهبش» قدر استطاعته ولسان حاله يقول «تلحق او ما تلحق»!

صحيح أننا في حال اقتصادي وأمني أفضل من ايران والعراق وسوريا التي مزقتها الفزعة الطائفية، ولكن لا أظن كويتيا عاقلا يقبل ان نقارن الكويت بهذه الدول المتخلفة منذ عشرات السنين جراء الحكم الفاسد فيها. اليوم الكويت تعيش حالة من الردّة الى الوراء، اليوم نحن نعيش ظاهرة تقليص الحريات ومحاولة تكميم الافواه وتطبيق القبضة الحديدية في التعامل مع الاحداث السياسية، ومن يعلم فقد يأتي اليوم الذي نتساوى فيه مع الجيران في الكثير من الأمور..!

اليوم المواطن العادي والتاجر والسياسي والغني والفقير والشاب والفتاة جميعهم غير راضين عن الاوضاع التي يمر بها المجتمع الكويتي، والتحول في طبيعته الاصيلة وبروز ظاهرة الموجهين الجدد للمجتمع من اصحاب السوابق، والذين اصبحت لهم اليد الطولى بالاعلام ووسائل التوجيه، اليوم الجميع يقول عوووووع من هالحالة..!

***

عندما اشتد الضغط الامني على التيار الاسلامي المعتدل في الكويت، والمتمثل دعوياً في جمعية الاصلاح الاجتماعي، وسياسياً في الحركة الدستورية الاسلامية، قام وفدان من الجهتين بطلب مقابلة لسمو الامير، حفظه الله، وبعد عدة اسابيع تمت المقابلتان كل على حدة، وخرج الامين العام للحركة ليصرح عن المقابلة والجو العام لها، وثارت ثائرة الخصوم وأخذوا في التأويل والتفسير، وساءهم ان يقل الاحتقان السياسي ضد التيار، وفوجئنا ببعض الشركاء في الحراك السياسي يتأثرون بهؤلاء ويعتبرون ما حصل مخالفاً لتوجهات الحراك (!) وللحقيقة نقول انه لا يوجد اتفاق بين مكونات الحراك على مقاطعة القيادة السياسية او عدم التعامل معها، فهذا وضع لم ولن نصل اليه بإذن الله مهما اختلفنا، ولذلك من اعلن عن الزيارة هو الامين العام وليس غيره، كما اننا لم نلتزم بما يخالف مبادئنا وتوجهاتنا، ولم «نبع ونشتر» في شركائنا كما يروج الخصوم، بل اكدنا على ما نقوله داخل وخارج اجتماعات كتلة الاغلبية، وكان هدف الزيارة ازالة اللبس الذي ترسب في الاذهان نتيجة التشويه المتعمد والمستمر للتيار الاسلامي.

***

اتوقف عن الكتابة لمدة قد تصل الى شهرين كي أُريح وأستريح، على ان اعود اليكم بعد ذلك ما لم يستجد جديد.

حفظ الله الديرة وحفظ أهلها ومن فيها!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *