أصبح موضوع «التحشيد الطائفي» من الموضوعات القديمة، بل المملة والمكررة في البلد، ولكنه مع ذلك لا يجد تعاملا صارما، وقبضة «حديدية»من جانب الدولة… دولة القانون والمؤسسات، لكي تلقم كل طائفي حجرا؛ مما جعل الكثير من الناس يقولون: «إن الدولة لتريدُ ذلك».
ومن «يقولون» ليسوا من العامة، والسوقة، والغوغاء، بل من أصحاب العقول والحس الوطني الذين لا يمكن التشكيك فيهم!
هل الدولة تريد ذلك فعلا؟ ليس لدي الإجابة، ولكن قد يكون لدى الدولة ممثلة في وزارة عدلها وإعلامها وقوانينها ومجلس قضائها ومجلس إسلامها الأعلى، ونوابها… نعم نوابها الجواب عن ذلك السؤال!
لا بأس من إعادة التذكير بنقاط كثيرة أجدها مهمة. وتَكرارها هنا، يأتي من باب التنويه إلى أنها أمور مهمة، وأقول قد لا نرغب في استخدام مفردات مثل :»الفريقين… الطائفتين… المذهبين»، ولكننا – عَنوة – ندور في فلك ذلك الشحن الذي لا يكاد يتوقف من طرف حتى يشعله طرف آخر! والكل يتفنن… بعض صغار الكتّاب وكبارهم يتفننون… مشايخ وخطباء ما عرفوا الحق من الباطل يتفننون… معلمون ومعلمات يتفننون… ناشطون سياسيون، بل قل جمعيات برمتها تتفنن…والغريب أن الدولة صامتة تجاه أي حركة تحشيد! اللهم باستثناء بعض الخطوات الخجولة تحدث لتطييب النفوس… ثم ما تلبت تلك النفوس أن تشحن من جديد!
أصبح التحشيد يتقلص ويتقلص، لكنه ربما يعود للعمل النشط اليوم، أو غدا، أو ربما بعد ساعة من الآن… أما اليوم – أي ظهيرة يوم الجمعة المبارك – فلابد من أن هناك «بلاعيم» لا يمكن أن تسكن في تجويفها إعلانا للحق ودفاعا عنه (شعارات فحسب)… حسبي أن أولئك لا يريدون إلا أمرا واحدا، أن تتردى الأوضاع.
أصبح غالبية المواطنين يعلمون بأن «الذيب ما يهرول عبث»… كذلك الطائفي، والبوق، وصاحب التصريحات النارية المستمرة، ومديرو منتديات الفتنة، وأنا وأنت وأنتم… الكل مكشوف في عيون الناس، ولا شيء يخفى في بلادنا الصغيرة.
أغرب ما وقعت عليه خلال الفترة الماضية، هو أن بعض المنتديات المخصصة لإثارة الفتنة، وبعض أبواق منابر الجمعة، لا يتحركون إلا بنظام «هاتف العملة»! هل عرفتم القصد؟ أي أن هناك يا جماعة نظام مكافآت خاصا وسريا للغاية يصرف لمن يعمل في «الإعلام الطائفي» وخصوصا في المنتديات الإلكترونية!
أهم نقطة يا جماعة، أن الناس ترفض أن يضحك عليها أحد!