ذهب إلى الساحة التي ظن أنها خلت له ولأوهامه، جلب معه مايكرفون النضال لزوم الخطاب الناري الذي سيلقيه على الجماهير الغفيرة، دسّ أوراقا صغيرة في جيبه العلوي من بينها وصل استلام لسانه من صندوق الأمانات، كان قد تبرع فيه في معركة تخريس الأصوات وتكسير الرؤوس الحارة.
المناضل الهمام وهو في الطريق لاحظ أن الطرق المؤدية للساحة خالية من المركبات، في حين تؤكد حركة خفيفة أنه ليس الوحيد على كوكب الأرض، أخذ يسأل رفيقه الجالس على يمينه، الرفيق منشغل بلسانه يحاول تركيبه بصعوبة في مكانه، أين الناس؟ أين الجماهير التي تبحث عن النضال الحقيقي المعقم من الشوائب؟ رفيقه نجح بتركيب لسانه، بلعه ليرطبه ثم عمل اختبارا سريعا (تست، واحد، فقط واحد، لا شي غير رقم واحد)، أجاب سريعا يريد التخلص من الحقيقة الماثلة أمامه، ربما هم خلفنا لننتظر قليلا. متابعة قراءة قصة قصيرة: هل أوقظه الآن؟