سعيد محمد سعيد

متفوقون… يتحدون الظروف

 

نماذج مشرفة من شباب البحرين من الجنسين، لم يرضخوا لقساوة الحياة وشدة الأزمات، وخصوصا أولئك الذين عاشوا في كنف أسر ضعيفة أو متوسطة الحال، فتحدوا الظروف بتفوقهم ومثابرتهم، حتى استطاعوا بعزيمة وإصرار، مواصلة تعليمهم الجامعي، وذات العزيمة والإصرار التي يتمتعون بها، ستمكنهم من مواجهة أي عقبات تعترض طريق حياتهم المهنية مستقبلا.

هناك فئة من الشباب أكملوا تعليمهم الجامعي بتفوق وإرادة قوية، ولم يكترثوا لعقبات التمييز أو الإقصاء أو حرمانهم من الحصول على فرصهم الوظيفية وفق تكافؤ الفرص، فحققوا حلمهم، وبالتأكيد، أن من يتوكل على الله فهو حسبه، وهذا ما نأمله من شباب الدفعة الحادية عشرة من طلبة برنامج سمو ولي العهد للمنح الدراسية العالمية.

ولعل هؤلاء الشباب يقدمون أنفسهم كنموذج وقدوة لغيرهم ممن يستسلمون للظروف في بداية الطريق، فيتركون الدراسة والتحصيل العلمي لعلمهم بأن النتيجة واحدة وهي: لماذا التعب طالما سنبقى في صفوف العاطلين أو سنعمل في وظائف دون المستوى لا تليق بشهاداتنا العلمية؟

قد نعذرهم ونتفق معهم في أن هناك عددا كبيرا من الخريجين تعرضوا للظلم، لكن أن تواصل طريقك المهني وأنت مؤهل علميا أفضل بكثير من أن تكون بلا شهادة ولا حرفة، فالله سبحانه وتعالى يفتح في كل يوم أبواب التوفيق للمجتهدين، فما عليكم سوى التحلي بالصبر والإرادة وتحدي الظروف.

منذ تأسيسه في العام 1999، وفر برنامج سمو ولي العهد أكثر من 100 بعثة للطلبة البحرينيين المتفوقين في جامعات عالمية مرموقة، سواء كانوا من خريجي المدارس الخاصة أم الحكومية، وبلا شك فإن برنامجا كهذا استحق ثناء وتقدير أولياء الأمور وابنائهم الطلاب والطالبات، بل وشجع الكثير من المتفوقين على أن يواصلوا تفوقهم للحصول على هذه البعثات وخصوصا مع وجود النية لتقديم فرص لأولئك الشباب لمواصلة دراستهم الجامعية، حتى أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى صرح خلال استقباله الدفعة الحادية عشرة من طلبة البرنامج يوم الثلثاء الماضي بأن «عنصر الاستمرار كان أكبر تحدٍ لنا في هذا البرنامج، ولكن التزامنا التام نحو الفرد البحريني جعل من التحدي مسئولية وطنية نتبنى عبرها النخبة المتميزة ونعمل معا لبناء الأفضل».

شباب البحرين من المتفوقين (ثروة) حقيقية لا يجب التفريط بها أيا ما كانت الظروف، فمن المؤسف أن نسمع عن حالات من التسرب بين طلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية بل وحتى الابتدائية؛ لأسباب تعود في معظمها الى مصاعب المعيشة، لكن لا يجب أن ننسى بأنه على مر السنين، كانت الكوادر البحرينية المتميزة في مجالات الطب والهندسة والتعليم والتخصصات المهمة هم من أبناء الأسر الفقيرة في حالها المعيشي، الكبيرة بطموحها وتفاؤلها بالمستقبل.

سعيد محمد سعيد

السعودية والبحرين: نحو ترسيخ الرؤية المنهجية

 

بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، مقومات ومشتركات لها خصوصيتها بين البلدين بدرجة خاصة تختلف عن سائر دول مجلس التعاون الأخرى تاريخيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، ما يمكن وصفه بأنه علاقة تجاوزت الحدود الجغرافية وبلغت مبلغا – يمكن وصفه أيضا – بأنه جمع المملكتين في وطن واحد، على رغم التطلعات الكثيرة لدى أبناء البلدين لإزالة ما هو قائم من معوقات على الصعيد الاقتصادي وكذلك على صعيد بعض المعاملات الإجرائية القابلة للتيسير.

زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية إلى البحرين اليوم ونزوله ضيفا كبيرا على جلالة عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة وعلى شعب البحرين الكريم، ستفتح آفاقا أوسع لتدعيم هذه العلاقة، وخصوصا أن العمق الإستراتيجي المهم الذي تمثله السعودية والبحرين في منطقة الشرق الأوسط والعالم، لا يقتصر على العلاقات الثنائية فحسب، فهناك الكثير من الملفات الإقليمية المهمة التي تتطلب توحيد الجهود وفقا لحكمة العاهلين، وحرصهما على مسيرة دول مجلس التعاون والمنطقة العربية.

إن حساسية القضايا المشتركة في هذه المنطقة، والمرور بتحولات مقلقة على صعيد الأمن الإستراتيجي أولا، ومستقبل اقتصاديات المنطقة ثانيا، ألقت بظلالها على الداخل الخليجي، وعلى وجه الخصوص تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية والعلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية وملفات إيران والعراق ولبنان وانعكاساتها على الأوضاع الداخلية، ليس في البحرين والسعودية فحسب، بل في كل دول مجلس التعاون والدول العربية، وما برز خلال العقدين الماضيين من الزمن على الأقل، من مخاطر داخلية عنوانها الطائفية والإرهاب والخطاب الديني والإعلامي المدمر… كل ذلك يستوجب خطة عمل مشتركة وحازمة لمنع تجاوزها حدودها الحالية والتي لا يستهان بخطورتها.

ومن وجهة نظري المتواضعة، فإن أهمية الملفات السالفة الذكر، لا يمكن أن تكون أهم من إصلاح الداخل الخليجي أولا، ولعل البداية، بشارة خير بلقاء العاهلين عبدالله وحمد، نحو ترسيخ رؤية منهجية تعيد تأسيس (المواطنة والوطنية) على الصعيدين الوطني والخليجي للتحصن ضد مخاطر تلك الملفات، ذلك أن تقديم وطنية أبناء الوطن الواحد بمختلف مذاهبهم واتجاهاتهم وأعراقهم، هي اللبنة الأساسية للانطلاق نحو معالجة القضايا الأخرى، فلا يمكن أن يكتمل بناء البيت الواحد وسط انفلات خطاب التناحر والتأجيج والمساس بالأمن الوطني، وليس لذلك المنهج من رادع إلا بوجود قرار سياسي يقدم المصلحة العليا بناء على المواطنة والوطنية الخالصة من شوائب الطائفية والإرهاب والتآمر. السعودية والبحرين، لديهما هذا التوجه، فهنا في بلادنا، لدينا مشروع إصلاحي أطلقه جلالة العاهل، وهذا المشروع لا يمكن أن يجمد في حدود زمنية ولا بأس من العودة إلى أساسه والعمل وفق متطلبات كل مرحلة، وفي السعودية، برزت تجربة الحوار الوطني التي انطلقت في شهر يونيو/ حزيران من العام 2003 بمبادرة من جلالة الملك عبدالله، وكان أول محاورها: الوحدة الوطنية، ثم انتقل الحوار إلى محور آخر هو: «الغلو والاعتدال: رؤية منهجية شاملة»، أسست لمعالجة قضايا كالعنف والإرهاب والتطرف، والدعوة إلى الوسطية والتسامح باعتبارها المنقذ من المخاطر التي تهدد استقرار الداخل.

هذه زيارة تاريخية كبيرة ومهمة… الآمال والتطلعات أيضا كبيرة ومهمة، أما حكمة القائدين، فهي البوابة التي يمكن أن ننتقل من خلالها إلى صورة جديدة ترسم واجهة المستقبل.

سعيد محمد سعيد

فقر… فساد… فضائح… فتنة

 

لا أعلم كيف سيكون حالنا لو أن بلادنا كانت أكبر من ناحية المساحة الجغرافية ثلاثة أو أربعة أضعاف مساحتها الحالية؟ وقد زاد عددنا الى ما يتراوح بين 3 الى 4 ملايين (ولا سيما عددنا الأصلي كبحرينيين أبا عن جد، مع الاحترام لكل المجنسين الذين التحقوا بنا باستحقاق ووفق القانون، وليس وفق العشوائية)، وازداد النشاط التجاري وجاء الخير وانتعشت البلاد والعباد.

لا أدري كيف سيكون حالنا وقتذاك، طالما نحن بلد تجاوز المليون بخمسين ألف نسمة، ونعاني من شح الموارد ومحدوديتها وتزايد الضغط عليها وعلى الخدمات ووسط كل ذلك يضربنا الفقر والفساد والفضائح والفتنة من كل حدب وصوب، زد على ذلك، أن قضية (شجار عراد) لم تنته بعد، لتلحقها مباشرة قضية (شجار سترة – الرفاع الشرقي).

كل اللوم يقع عليك يا حكومتنا… اللوم كله، كيف؟ لأن كل تلك المفردات التي تبدأ بحرف (الفاء) سببها (فرار) كل من يخطئ ويختلس ويسرق ويثير الفتن الطائفية ويدمر ويخرب ويحرض ويظلم خلق الله، يفر من القانون ومن العدالة ولربما وجد من يطبطب على كتفه ويمسح على رأسه مثلما نريد نحن كمواطنين من حكومتنا أن تمسح على رؤوسنا! فنحن بمثابة أيتام يتوقون للخدمات الإسكانية والتعليمية والرواتب المجزية والخير الوفير.

قلت ذات يوم: «اللصوص يسرقون، لكن اللوم سيقع على رأس الحكومة لا محالة؟»، وأضيف أن المحرضين يحرضون ودعاة الفتنة يشعلون النار والظالمون يظلمون، وكل أولئك أنت المسئولة عنهم يا حكومتنا الرشيدة، اضربيهم بيد من حديد.

بعض من يخونون الأمانة، ويستغلون مناصبهم ويلعبون على كراسيهم، يسرقون، فينكشف المستور، ومن ثم تتلاقف ألسنة الناس أسماءهم حال تقديمهم الى المساءلة القانونية، لكن اللوم سيقع حتما على رأس الحكومة؟

مسئولون أجانب في شركات كبرى، يأتون الواحد تلو الآخر، ليملأوا كروشهم وجيوبهم وحساباتهم في بنوك الخارج، ويملأوا (بعض) الصحف هرجا ومرجا بإنجازاتهم الكاذبة وجهودهم الجبارة في تحقيق الربحية وإعادة الربحية، وتجاوز الخسائر ودخول مرحلة المستقبل، ثم نسمع، ويا غافل لك الله، عن أن فلانا «فر» من البلاد، و»فلتانا» «شال عليه»!

متنفذون و»مسيطرون» يتجاوزون الحدود، فيستولون على أراض وساحات وبحور وبساتين، وهناك من يتخاذل معهم في الخفاء، وتجري الأمور على خير ما يرام، لكن في النهاية، ستتلقى الحكومة ثورة الغضب.

اعتقد من الأهمية بمكان، أن تصب الحكومة ثورة الغضب على كل من يزعزع كيان البلد، ومن يحرض على القتال الطائفي ويدعو لهدم مذهب طائفة، أو يستغل منصبه لسرقة المال العام، ولطالما ملف الأراضي والفساد مفتوح، فلنر المزيد من الأبواب والنوافذ التي تفضح كل من يستحق الفضيحة، لا ترحميهم يا حكومة، وارحمينا نحن المواطنين.

سعيد محمد سعيد

«عراد»تدق ناقوس الخطر (3)

 

من المهم، وهذه هي الحلقة الثالثة والأخيرة من سلسلة قصيرة دار مضمونها حول حوادث التصادم العنيف في الإجازة الأسبوعية التي شهدتها قرية عراد… أن أوجز الصورة الكلية لدحض الأقوال التي علقت شعار «النزاع الطائفي» على ما حدث هناك، في محاولة يائسة قام بها البعض في الخفاء لتضخيم وقائع صبيانية واعتبارها نواة احتراب طائفي أكبر ستشهده مدينة المحرق، وأكرر مجددا… لن يحدث ذلك… لماذا؟

وببساطة أجيب على التساؤل، وهو أن الحوادث التي شهدتها قرية عراد، سواء كانت تلك التي دارت رحاها في مواقف السيارات أو الساحة القريبة من قلعة عراد، أو بالقرب من الممشى والحديقة، أو في الشارع التجاري، أو ما اشتعل بين طلبة مدارس، هو أمر يحدث بين حين وآخر، بين شيعة وشيعة، وبين سنة وسنة… يحدث في الحي الواحد بين أبناء الحي الواحد، ويحدث بسبب خلاف بين جيران… يحدث بسبب تصفية حسابات وعداوات حتى بين شباب من ذات (الفريج)… يحدث بعد المباريات، ويحدث حتى في المناسبات الدينية أحيانا.

لذا، يصبح من المضحك أن تتحول (هوشة) في الحي بسبب سائق متهور إلى خلاف طائفي يهدد السلم الاجتماعي، ويصبح الموقف مضحكا بدرجة أكبر حين يتنازع اثنين من الشباب وتشترك مجموعة أخرى مع هذا الطرف وذاك حين يكون السبب الحقيقي هو خلاف بين اثنين فشلا في الإيقاع بفتيات في جولة معاكسات سخيفة بشارع تجاري، والأشد والأمرّ، أن يكون الخلاف بسبب سلوكيات شاذة (جنسيا) بين شباب وصغار لم يحسن ذويهم تربيتهم، ثم تأتي أطراف جاهزة ببيانات خفية في المواقع الإلكترونية أو مقالات صحافية أخطأت الاتجاه، لتستغل كل تلك التصرفات الطائشة كعنوان كبير لتحذير خطير من تناحر طائفي.

حين استخدمت عنوان: «عراد تدق ناقوس الخطر»، إنما أردت التنبيه إلى أن الخطر الأكبر هو استغلال الشجار والخلافات التي تحدث في كل مكان في العالم بين المراهقين والناشئة والشباب، وليس في المجتمع البحريني فحسب، لتصبح صورة مخيفة من الصراع الطائفي الذي يهدد استقرار المجتمع، في حين أن الأوجب هو أن يكون لأفراد المجتمع ومؤسساته، وعلى وجه الخصوص علماء الدين والخطباء، الدور الأول في معالجة القضايا الاجتماعية وتكثيف توعية الناس حيالها ورفع درجة التحذير منها.

نعم، الصورة ستصبح أكثر خطورة حينما يكبر الشعور بين الناس، بقناعة نهائية، أن أي مواجهة بين اثنين، خصوصا في المناطق المشتركة بين الطائفتين، وأيا كانت أسبابها، هي نتاج نار مذهبية طائفية، فلو اختلف سائقان على أولوية السير، أو اختلف ولي أمر طالب مع معلم ابنه، أو تشاجر زبون مع صاحب المخبز، فالسبب هو: «ازدياد الكراهية بين السنة والشيعة»! هكذا أراد البعض نقل أفعال (اللوفرية)، إلى تأجيج بغيض لم يقتصر على منتديات طائفية، بل وصل إلى رسائل الجوال، والكتابات على الجدران، وملصقات صفراء تصل حتى إلى دور العبادة.

مسك الختام، يوجزه عضو المجلس البلدي الأخ علي المقلة بقوله: «هناك مشكلات ومشادات تحدث من حين لآخر يمكن وصفها بالمستهدفة للسلم الاجتماعي وتسعى لتفكيكه لأغراض مبهمة، لكن الأهم أن يكون هناك حراك داخلي من كل المناطق لتلافي أي صدام طائفي وفئوي. فالمحرق تتمتع بنسيج اجتماعي قوي من السابق على رغم الظروف السياسية الصعبة التي مرت، وتوجد علاقات طيبة وأهلية من دون أية تفرقة، وليس من السهل النيل من هذه البنية التي تكونت بفعل رجالات ومساعٍ أهلية قديمة».

أما بالنسبة لأولياء الأمور فنقول: «انتبهوا لعيالكم… فهناك ممارسات لاأخلاقية سيئة خطيرة تنتشر بينهم، ولا يمكن تخبئتها تحت عنوان «الصراع الطائفي».

سعيد محمد سعيد

«عراد» تدق ناقوس الخطر (2)

 

من المبشر أن تبادر مجموعة من شخصيات ووجهاء ومشايخ قرية «عراد»، ممن يشهد لهم بالاعتدال والحرص على مصلحة البلد؛ لأن يضعوا ظاهرة النزاع الأسبوعي المتكرر حول قلعة عراد، دوحتها وشارعها التجاري، بين مجموعات من الصغار والشباب… موضع الاهتمام والمتابعة، إلا أن ذلك لا يجب أن يكون في منأى عن التواصل مع المؤسسات الأهلية وكذلك مع المؤسسة الأمنية.

والمهمة التي ستقع على كاهل تلك الشخصيات ليست هينة أبدا! فليس من السهل التحرك لتطويق صدام يقع في إجازة نهاية الأسبوع بين مجموعات من الشباب والمراهقين المستهترين وذوي الميول العدوانية وأفعال العصابات، وخصوصا أن هناك من يحاول صبغ ذلك النزاع بصبغة طائفية… وليست هذه الحقيقة.

حسب علمي المتواضع، ليس هناك دليل على أن حالة الصدام المؤسفة بين الشباب منبعها طائفي… أي أن تتصادم مجموعات شيعية ضد مجموعات سنية انطلاقا من خلافات مذهبية… ذلك ليس صحيحا إطلاقا، والصحيح، هو أن هناك حالة متنامية وخطيرة لتفريغ الرغبات العدوانية في إثارة المشاكل والشجار كبرنامج «تسلية» اعتاد عليه عدد من «اللوفرية»، لكن بعضها لا يخلو من «تصفية حسابات» أو انتقام لخلافات بين اثنين سواء حدثت في المدرسة أو في المعهد أو حتى في منطقة السكن، فيجمع كل طرف منهما (الربع)، ويتبادلون الاتصالات ورسائل الجوال للالتقاء والتصادم، كل يفزع لصاحبه.

لكن مع شديد الأسف، يعتقد بعض الأهالي، كما صرح بعضهم لـ «الوسط» يوم الإثنين الخامس من أبريل/ نيسان الجاري، بأن السبب يعود إلى «مناوشات طائفية»، وأعتقد أنه من الخطأ الجسيم تصديق ما يكتب في بعض المنتديات الإلكترونية من دعوات للتصدي لهذه الطائفة أو تلك حتى لا تسيطر على (عراد) بذريعة أن ما يجري منشأه طائفي، حتى مع وجود نية لاحتواء الأمور عبر الجلوس مع أولياء الأمور ورجالات المنطقة وإرجاع الأمور إلى نصابها الأولي، بحسب وصفهم.

والمتتبع لما جرى، سيكتشف أنه في كل مرة يقع فيها الصدام، فإن أول شرارة فيه انطلقت يوم الأربعاء 28 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي 2009، بمثول طالب من طلبة معهد الشيخ خليفة للتكنولوجيا مع شاب آخر من خارج المعهد أمام النيابة العامة، إثر شجارٍ دامٍ دار بين مجموعتين امتد لمدة يومين متتاليين، تطلب تدخل رجال الأمن لفض العراك الدائر بين المجموعتين، إذ تم القبض على 11 شخصا من طرفي النزاع من قبل الأمن، وسُمح لهم بمغادرة مركز الشرطة مع أخذ التعهد منهم.

لكن الحوادث التي تكررت فيما بعد، وخصوصا في إجازة نهاية الأسبوع، لم تقتصر على المجموعتين المتورطتين في تلك الحادثة! أي أن هناك مجموعات أخرى واصلت التصادم لأسباب لا علاقة لها بقضية الشجار خارج معهد الشيخ خليفة للتكنولوجيا، حتى أن الحادثة الأخيرة التي وقعت الأسبوع الماضي كانت بسبب تحرشات بين مجموعة من الصغار من أهالي عراد ومجموعة أخرى كانت متواجدة في موقف سيارات القلعة، توسعت بعد أن ذهب الصغار ليحضروا من هم أكبر منهم سنا للانتقام.

للحديث صلة

سعيد محمد سعيد

«عراد» تدق ناقوس الخطر (1)

 

أكثر ما يثير القلق جراء صراع المراهقين الأسبوعي في «عراد» هو غياب أولياء الأمور عن ساحة الحوادث الدامية التي لا يمكن حصر مسئولية التصدي لها لرجال الشرطة فقط، فهناك مجموعات على هيئة «عصابات» من المراهقين والشباب وصغار السن الذين يقدمون لنا نموذجا مخيفا جدا لفئة تهوى العنف والدماء والصدام بكل ما يقع في يدها من أدوات.

قرية «عراد» تدق ناقوس الخطر لأهلها أولا، وعلى رأسهم أولياء أمور تلك الفئة من الشبان والمراهقين والناشئة، فلم تعد المشكلة كما يصفها البعض «شجار طلابي» معتاد! ففي كل مدارس الدنيا تقع مناوشات وشجار بين الطلبة، لكن أن يتحول الشجار إلى (طلقة انطلاق) تدوي في المعهد أو المدرسة ثم تنتقل إلى الشوارع التجارية والأحياء السكنية ويختلط فيها (العبث الصبياني) ذو الحدة الطبيعية – إذا جاز لنا التعبير – بالـ(صدام الطائفي) ذي الحدة الخطيرة على السلم الاجتماعي، فهذه واحدة من بشائر التأجيج الطائفي التي سعت إلى إ شعالها أطراف تنشط في الظلام كما هي عادتها.

ولن نظلم بعض أولياء الأمور ووجوه الخير من أهالي عراد ممن تحركوا لتطويق فتنة (عصابات الهوس العنفي)، لكن مع شديد الأسف، تلك الصدامات لا تكاد تختفي حتى تعود مرة أخرى وخصوصا في إجازة نهاية الأسبوع وكأنما الشباب في البحرين بدأوا يؤقلمون أنفسهم على إحياء طقوس موجعة في أيام الإجازة، وهذه طبعا لن تختفي وراء فراغ الشباب وإهمال الشباب ونقص مرافق الشباب، ذلك أن تلك الفئة، لا تعجبها إلا فكرة سلوك (الفايكنج) و(الهوليغينز) في نسخة بحرينية للتمرد وتكوين العصابات لشن الاعتداءات والهجوم، وهنا مكمن الخطر.

ما يضاعف حدة القلق، من خلال المعلومات المتوفرة، هو أن بعض الشباب ينظمون صفوفهم من خلال الاتصالات والاتفاق على نقطة الانطلاق وحمل ما يمكن الاستعانة به من أدوات حادة وأخشاب ثم يتجهون إلى الموقع المستهدف للانتقام، وحتى الآن، لا يبدو أن أولياء الأمور الذين تم استدعاء بعضهم إلى مراكز الشرطة قادرين على كبح جماح أبنائهم، كما أنه لا توجد حتى الآن إشارات على أن هناك تحركا من جانب علماء الدين أو الوجهاء أو العقلاء ذوي الكلمة المسموعة، للتدخل بكثافة.

والأخطر، أن الصراع لم يقتصر على عراد، كما حدث مساء الخميس الماضي في الساحة القريبة من القلعة، بل إن هناك مجموعات أخرى من الشباب تثير المشاكل في الحد والبسيتين والدير باتفاق فيما بينها، وقد تحدثت شخصيا مع العضو البلدي الأخ علي المقلة في شأن مخاطر ما يجري خصوصا وأنه يسعى مع بعض الشخصيات ليحُولوا دون اتساع رقعة ذلك الصراع الذي – حسب وصف المقلة – لم يكن معروفا إطلاقا في مدينة المحرق بكل مناطقها بين الكبار من الطائفتين الكريمتين، لكنه لم يخفِ قلقه مما يحدث متمنيا من أولياء الأمور أولا، أن يكون لهم دور في تطويق الظاهرة

سعيد محمد سعيد

احلف بـ «صلاة أمك وأبيك»!

 

منذ الصباح الباكر، كان الموظف المسكين يشعر بأن أمرا لا محالة واقع في ذلك اليوم الذي بدا منحوسا منذ شروق شمسه والعياذ بالله… فلا إفطار له وللأطفال بسبب اسطوانة الغاز التي سرقت البارحة على ما يبدو، ولا مجال لاستعمال السيارة التي (نامت بطاريتها) فرفضت الاستيقاظ.

تذكر أنه قبل أيام، كان يجلس مع مجموعة من الموظفين والموظفات الذين اجتمعوا لشرب الشاي في الاستراحة، وتناقشوا في معنى كلمة (فساد)، ومرادفاتها ومضامينها ونماذجها، وكان الحديث ممتعا بالنسبة له، هذا ما دار في خلده، لكن لماذا استدعاه الـ (بيك بوس) قبل قليل إلى مكتبه؟

استدعاه ليصفعه بصرخة مدوية هزت أركانه: «ألا تستحي على وجهك يا أسود الوجه؟ تريد أن تفضحني على رؤوس الأشهاد وتتهمني بالفساد وعدم نظافة اليد؟!»

خارت قوى ذلك الموظف المسكين، وكاد يبكي من شدة خوفه وخنوعه فقال: «مو أنا… صدقني مو أنا»، وأراد أن يحلف بصلاته لكنه لم يتمكن لأنه لا يصلي فوجد سبيلا آخر: «بصلاة أمي وأبوي مو أنا»، وأراد أن يضيف أدلة على خفوت صوته فقال: «صوتي لا يسمعه أحد إطلاقا… عمري ما رفعت صوتي… عمري… ولا مرة… ربما كانت المرة الأولى التي رفعت صوتي فيها وأنا أشجع المنتخب… بس والله العظيم صدقني».

كل تلك المحاولات باءت بالفشل، فالكلام كثير، والجيوب التي تمتلئ بالمال و(الظنون) والشكوك تصبح هي الأخرى، من مصائب الحياة الدنيا… لكن، هل يمكن أن تشتعل نار الفضيحة على يد هذا الموظف البسيط، الذي لا تتعدى مهام وظيفته تسجيل الصادر والوارد من البريد!

تقول بـ «صلاة أمك وأبيك أنك لست من تحدث عن (…) في إدارتي!»

هكذا رمقه بنظرة (خاطفة) وجد فيها المسكين لين جانب ففرح قائلا: لا يمكن أن أبوح بالأسرار! وما هي إلا أسابيع حتى ترقى ذلك الموظف «الكتوم» لينال جزاءه بالترقيات والعطاءات والكرامات نظير إخلاصه في العمل!

سعيد محمد سعيد

نصائح مهمة للشعوب العربية… وعلى الخصوص «البحرينيين»

 

كبيضة الديك، التي نقرأ ونسمع عنها ولم تقع عين الكثيرين منا عليها، هي حال المخترعات والأبحاث والدراسات المميزة التي يجريها أبناء الأمة العربية والإسلامية – وفيها تبارك الله الكثير من العقول المبدعة – فلربما قرأنا في الصحافة، طوال عام كامل مثلا، خبرا أو خبرين عن اكتشاف أو اختراع أو ابتكار مذهل لأحد الباحثين أو الباحثات، العرب أو المسلمين، أما بشكل يومي، فلا نقرأ إلا (المصائب) والعياذ بالله.

ولأن الأحوال في مجتمعاتنا من سيء إلى أسوأ – هذا إذا أغمضنا العين عن بهرجة الإعلام الرسمي الذي يعلن الإنجازات الضخمة – فإن المواطن العربي والمسلم، أكثر من غيره من خلق الله، معرض للنكبات والأمراض النفسية والجلطات، بسبب ما يحيط به من قهر وظلم واستبداد وقضايا فساد وأوضاع معيشية متردية، فلا ريب هنا من تفسير كثرة المواضيع والرسائل الإلكترونية التي تطلب من الناس قراءتها في دقيقة لحماية أنفسهم أو غيرهم من الجلطات، ولعلي هنا أعيد بعضها، ليس من باب الفكاهة والتندر وتلطيف الأجواء فحسب، بل لأنها مهمة للغاية:

– اطلب من مواطن أن يبتسم، واطلب منه أن يرفع كلتا يديه… اطلب منه أن يقول جملة بسيطة كمثال: «الحمد لله رب العالمين»، فإذا وجدت أنه يجد صعوبة في القيام بأي من تلك المهام، فاطلب له الإسعاف على الفور.

– إذا وجدت مواطنا حزينا مكتئبا ويظهر على وجهه شقاء الدنيا كلها، فقل له نكتة، وإن لم تعجبه فثانية، وإن لم يضحك فثالثة ورابعة، أما إذا وصلت إلى الخامسة ولم يضحك، فما عليك إلا الهرب بعيدا عنه لكي لا تجد أسنانك في يدك، أو تجد نفسك في طوارئ السلمانية والدم يسيل من عينك أو جبهتك.

– أبلغ مواطنا أن الأمور بخير، وزفّ له البشرى بقرب حصوله على وحدة سكنية أو زيادة في الراتب سينالها الناس قريبا أو صدور قرارات جديدة لمواجهة الغلاء الفاحش، فإن فزّ واقفا ورأيته ينظر هنا وهناك، فلا تعتقد أن حالة من الفرح الهستيري سيتصيبه، لأن حلاوة البشرى التي ستنالها هي ربما (شدخة لوح)على أم رأسك، ذلك فإنه إن نظر هنا وهناك، فلربما كان يبحث عن شيء صلب يجازيك به نظير الكذب عليه.

– لا تكاد تمر دقيقة واحدة، حسب الدراسات العلمية، إلا ويصاب في أميركا ثلاثة أشخاص بجلطة في القلب، وواحد من هؤلاء يلقى حتفه قبل أن يصل إلى المستشفى للحصول على العلاج، وتودي جلطة القلب بحياة نصف مليون أميركي سنويا، كما تودي بحياة 150 ألف إنجليزي في العام الواحد، وللأسف الشديد، فإن هناك تزايدا مريعا في حدوث هذا المرض في البلاد العربية والإسلامية، فإن قرأت هذه المعلومة، لا تصدقها لأنها كذب في كذب، فالسبب الرئيسي للوفاة هو الموت المفاجئ بسبب كثافة الأخبار السارة.

ومع كل ذلك، فلنتذكر رحمة الله التي وسعت كل شيء… والحمد لله رب العالمين

سعيد محمد سعيد

عائلة حرامية… طائفة حرامية… وأكثر!

 

لا يبدو أن جسم المجتمع البحريني سيتخلص من فيروس الاحتدام والاحتراب الطائفي في القريب العاجل، والخوف أن يبقى هذا الفيروس… أو يجدد نفسه مع تغير الظروف التي تمر بها البلاد وتمر بها المنطقة بدرجة يتمكن فيها من تجديد نسخه بصورة أكثر ضراوة، والسبب في ذلك كله، فئة من شعب البحرين – ذاتهم – مع شديد الأسف.

ليس المواطنون الجدد، أو المجنسون، هم وحدهم، كما يعتقد البعض، الذين يثيرون زوابع الصدام كلما عصفت بالبلاد عاصفة، بل هناك من أهل البلد أنفسهم، من سنة وشيعة، جبلوا على التلذذ بإبقاء فتيل الفتن والتصادم والتخوين والتسقيط، وهذه كلها، لا علاقة لها لا بالدين ولا بالعرف الاجتماعي ولا بما توارثه هذا المجتمع أبا عن جد من صفات قل نظيرها في الكثير من المجتمعات.

الوسائط الإعلامية المنتشرة بين الناس وأدوات الاتصال والتواصل التقني المتاحة للجميع، سهلت الطريق أمام تلك الفئة لترويج أفكارها الفاسدة، وأفسحت المنتديات الإلكترونية التي يلتقي فيها العشرات في جلسات الشيطنة المساحة لضرب كل قيمة أصيلة من قيم المجتمع، فأصبحت شعارات الوحدة المتماسكة والبيت الواحد والنسيج الوطني وكأنها كلمات حق يراد بها باطل.

وهناك فرق شاسع بين الإجماع الوطني على مكافحة الفساد وملاحقة المفسدين والمتورطين في ابتلاع المال العام والأراضي والثروات والإضرار بالاقتصاد الوطني بالتبييض والتغسيل والسرقة والرشا وتقديمهم للمساءلة القانونية وللعدالة، وبين استغلال هذا التوجه للنيل من السلم الاجتماعي، فمن يتورط في تهمة فساد أو تبييض أموال أو تجاوزات تخالف القانون، كما هو الحال بالنسبة لقضية ملف وزير الدولة السابق منصور بن رجب، فإن كلمة الفصل هي للقضاء البحريني، وأي متهم، أيا كان موقعه وموضعه ونفوذه، له الحق في الدفاع عن نفسه وتفنيد الاتهامات بالحجج والبراهين والأدلة، أما إذا عجز عن ذلك وسقط في يد العدالة متورطا بالأدلة الثابتة، فلا عزاء للمفسدين، ولا اعتراض على كلمة العدالة.

والعجب كل العجب من صورة التردي الأخلاقي المخيفة بين شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين الذين لم يتورعوا عن الإساءة إلى عائلة المتهم، وتبادل المعلومات المغلوطة تارة، والرسائل النصية الاستهزائية تارة أخرى، علاوة على تنشيط مجموعات ومجموعات في مجالس وفي مواقع إلكترونية للمطالبة بحرمان طائفة من حقوقها لأنها (خائنة وحرامية وعميلة)، بل والدعوة لرفع السيوف والحراب والنبال وإسالة الدماء، وتنبري مجموعات أخرى، من طائفة أخرى، لتوجيه دعوات مماثلة لا تخلو من الدمار والدماء هي الأخرى، وكأن الدولة، حين تبدأ في محاسبة حقيقية للمفسدين، فإنها تريد تأليب الناس ضد بعضهم البعض فنصل إلى ما لا تحمد عقباه وبدرجة أشد مما ورد في تقرير التحقيق في أملاك الدولة وفي تداعيات قضية بن رجب وهذا غير صحيح.

المتورطون في الفساد يجب أن يقدموا إلى العدالة، أيا كان انتماؤهم المذهبي ودرجة نفوذهم، ومن يسرق مال الدولة وشعبها ليملأ جيوبه فلا مكان له إلا وراء القضبان، بعد أن تثبت عليه التهم حقا، أما تحويل قضايا الفساد وتحقيقاتها ومحاكماتها إلى بيئة لنمو فيروسات الطائفية والأحقاد والعداوات والإضرار بأمن المجتمع وسلمه واستقراره، فهذا خطر مدمر لن يمكن السيطرة عليه إن توسع وانفلت.

سعيد محمد سعيد

دعوا عنكم «التصفيق» فالبلاء كبير

 

لم يكن للفتوى التي أصدرها أستاذ فقه خليجي شهير على مستوى العالم الإسلامي حين أباح «التصفيق» صدى يُذكر، فالناس كانوا من قبل صدور الفتوى يصفقون… يصفقون في المناسبات السعيدة ويصفقون للناجحين والمتميزين ويصفقون في المناسبات الرياضية… بل ويصفقون تلقائيا حين يشعرون بالفرح والسرور، وربما يصفقون كثيرا لعلماء الدين الأحقاء الذين يواجهون الظلم والجور والاستبداد ويعملون لما يُصلح حال الناس.

المسلمون، في كل بقاع الأرض، وخصوصا في البلاد الإسلامية يعانون الويلات والبلاء، ولا يجدون – مرة تلو الأخرى – إلا فتاوى تجعلهم يصفقون (قهرا) وغمّا، على رغم الظواهر الخطيرة التي تضرب في المجتمع الإسلامي كل يوم من طائفية وإشعال للفتن والعداوات بين أبناء الإسلام، ومن مساندة للحكومات الجائرة ضد الشعوب المستضعفة، ومن استمتاع عجيب غريب بإقصاء العلماء العاملين المخلصين، وفتح المجال لأصحاب فتاوى الفتنة والتدمير… هنا، يكمن السبب في استمرار بلاء المجتمع الإسلامي.

وماذا بعد؟ ليس غريبا أن ينتظر الناس من (فقهاء زمانهم) معالجة شرعية لقضاياهم وهمومهم وحقوقهم، فالناس تريد أن تنعم بعيش يكفل حقوقهم ويضمنها، ولا يريدون فتوى عميد في إحدى كليات الشريعة يجيز وقوع الطلاق في حال رفض الزوجة التصويت في الانتخابات لمن يحدد لها زوجها من المرشحين.

وليس غريبا أن يشهد قطاع الشباب انتكاسة تلو الأخرى، سواء في التحصيل العلمي أو حتى في الرياضة حين يُحرِّم عدد من المشايخ لعب كرة القدم إلا بتوافر عدد من الشروط، أهمها أن يرتدي اللاعبون ثوب النوم خلال ممارسة اللعبة، وأن يلعبوا ثلاثة أشواط، وتحريم وجود حكم أو جمهور خلال المباراة، بل من الضروري بصق اللاعبين في وجه زميلهم الهداف الذي يُعبِّر عن سعادته عند إحرازه هدفا حتى لا يتشبهوا بالكفار… (نحمد الله أن إنجازاتنا في كرة القدم لن تضعنا في مثل هذه المواقف).

والويل كل الويل لنا من الاختلاط في الحرم المكي، لكن لا بأس، هناك حل شرعي وفتوى تنظف ما في قلوبنا من أدران ومساوئ وأفكار (خبيثة) حتى ونحن نطوف ببيت الله الحرام ونسعى بين الصفا والمروة، فأحد فقهاء عصره وزمانه اقترح هدم المسجد الحرام في مكة المكرمة بشكل كامل لحل مشكلة الاختلاط بين الجنسين في الطواف والسعي وإعادة بنائه من عشرة أو عشرين أو ثلاثين دورا بحيث يؤخذ في الاعتبار الفصل بين الرجال والنساء فيه.

الناس تموت من الظلم والجور والمفاسد والقتل والعداوات كل يوم، لكن الذي يقتلها بشدة، أولئك الذين يضحكون عليهم بدعوى أنهم (علماء يدافعون عن الدين الإسلامي)