سعيد محمد سعيد

في رحاب الحسين «ع» (1)

 

بين يوم العاشر من العام 61 للهجرة ويوم العاشر من العام 1432 الحالي فارق زمني قدره 1370عاماً… ترى، كيف يمكن توظيف نهضة الإمام الحسين عليه السلام ومبادئها الإسلامية والإنسانية الرفيعة لإسقاطها على وقتنا المعاصر؟ وهل من المنطقي القول، كما يحلو للبعض أن يثير، أنه من الخطأ والشرك وفساد العقيدة أن يستمر إحياء ذكرى عاشوراء؟ وهل إحياء عاشوراء هو للطم والبكاء والنحيب فحسب وإثارة العداوات والحزازيات بين أبناء الأمة – كما يؤمن أصحاب النظرة الأحادية ومؤيدو الخط الأموي- أم أنها نهضة متجددة لها بعدها الديني والاجتماعي والوطني والإنساني؟ لعلني أوفق للإجابة على تساؤلات كثيرة من خلال هذه السلسلة.

@@@

ليس من الهين اليسير في وقتنا الحاضر الكتابة عن نهضة الإمام الحسين «ع»، كنهضة مرجعية أصيلة لكل أبناء الأمة الإسلامية، وليس لطائفة واحدة هي الطائفة الجعفرية، وتتبدى صعوبة الأمر في تكييف مبادئ النهضة الحسينية العظيمة بحيث تلامس معايشة العصر الحديث… وهذه المعايشة التزامنية تعني بصورة أو بأخرى، ترسيخ القيم الدينية في شخصية الإنسان المسلم قبال أشكال الظلم والطاغوت والفساد، إحياءً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه واحدة من مقدمات نهضة الإمام الحسين «ع» الذي قال قولته الشهيرة التي خلدها التاريخ :»وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، إنما خرجت (لطلب الإصلاح في أمة جدي)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر».

ولعل من الأهمية بمكان أن أشير الى بضع أفكار مقحمة يعتنقها البعض عمداً دون تفكير، وفيها ما فيها من محاولات بائسة لتفريغ محتوى نهج إسلامي قويم مثلته نهضة الإمام الحسين «ع»، ومن تلك الأفكار أن الشيعة اليوم يلطمون ويبكون (ندماً)على ما فعلهم أجدادهم الذين استدعوا الإمام ثم خذلوه وسلموه بعد ذلك! ولو فرضنا – جزافاً – أن هذه (حقيقة تاريخية)، فليس أقل من القول إنه إذا كان أحد أجدادي شارك في قتل الإمام، فعلى جدي وأمثاله اللعنة إلى يوم يبعثون! وإذا سلمنا إلى أن (الشيعة العرب) يبكون ويلطمون في ذكرى عاشوراء ندماً على ما فعله أجدادهم، فهناك من شيعة باكستان وإيران والهند وأوزبكستان ونيجيريا وغيرها من الدول يبكون ويلطمون ولا علاقة نسبية لهم بالأجداد العرب! إن الحقيقة الواضحة، هي أن من قتل الإمام الحسين «ع»، شراذم من المرتزقة، سواء كانوا من الشيعة أم من السنة، بقيادة أموية في الشام… فليس من حصافة العقل أن يحاول البعض إسقاط هذه الفكرة الهزيلة على واقع المجتمعات الإسلامية اليوم ليشرب نخبه مسروراً على إشعال المزيد من فتيل الفتنة.

السؤال: «ما مدى حاجة الأمة الإسلامية في عصرنا الحاضر لاستلهام مبادئ النهضة الحسينية كامتداد لتعاليم الإسلام؟»… للحديث صلة.

سعيد محمد سعيد

الإعلام الحسيني

 

ونحن على مشارف شهر محرم الحرام والاستعدادات الأهلية… بل والحكومية أيضاً قائمة على قدم وساق لإحياء ذكرى استشهاد أبي عبدالله الحسين (ع)، تتبدى أهمية الإعلام الحسيني العميق والمتزن في خطابه وأبعاده وأهدافه، ليصل تأثيره الإسلامي الكبير إلى أكبر شريحة من المتلقين من مختلف الجنسيات والمذاهب، فالحسين (ع) يجمع كل الطوائف وكل الشعوب في إطار نهضته ذات الأهداف الجوهرية لكل البشر في كل مكان وزمان، وليس لبني الإسلام فحسب.

في هذا السياق، تشرفت شخصياً والزميل قاسم حسين بتقديم دورة تدريبية في مجال الإعلام العاشورائي نظمتها مشكورة لجنة الثقافة والإعلام بمأتم آل شهاب بالدراز بحضور مجموعة من الشباب الواعد النشط في خدمة المأتم الحسيني مساء الأول من ديسمبر / كانون الأول الجاري، وكان المحور الأساسي للدورة يرتكز على تأهيل الشباب لتقديم عمل إعلامي عاشورائي قادر على الجمع بين إحياء الذكرى ضمن الأهداف الدينية والوطنية والاجتماعية وبصورة تجمع الكل تحت راية هذه الذكرى العظيمة، وأن تكون كل رسالة إعلامية خاضعة للتقييم قبل إنجازها لضمان التأثير الطيب في نفوس كل الطوائف وكل الديانات.

واتفقت تماماً مع الزميل قاسم حسين في طرحه الذي لفت فيه الانتباه إلى أن ذكرى عاشوراء يجب أن تكون مناسبة متجددة لتعزيز العلاقات الطيبة بين الطائفتين الكريمتين من منطلق الدين الواحد والأسرة الواحدة، وإزالة الأفكار والممارسات التي قد تثير الحساسية، فقد عرف عن المجتمع البحريني، منذ القدم، بأنه مجتمع متميز في تقديسه لهذه الذكرى واحترامها، بغض النظر عن بضع ممارسات تصدر من البعض وتأخذ صفة الطائفية والتكفير والاتهامات بالشرك وما إلى ذلك من افتراءات جاهزة معلبة، وهذا ما يتوجب على الإعلام العاشورائي وضعه في الاعتبار لمخاطبة العقول بأسلوب يستمد عمقه من أهداف النهضة الحسينية المباركة.

لذلك، تقع على عاتق الشباب الذين ينشطون في مجال الإعلام العاشورائي أن يكونوا على قدر من المسئولية في تقديم عمل إعلامي يتناسب مع مكانة الذكرى، ومن المهم للغاية تثقيف الجماهير من خلال الوسائل الإعلامية التي تعتمدها اللجان الثقافية والإعلامية في المآتم بأهمية نشر روح التسامح الديني والتركيز على الفكر الإسلامي الأصيل، مع الاعتبار للمعالجة الموضوعية للظواهر السلبية التي يشهدها المجتمع.

وفي الحقيقة، أبدت المجموعة المشاركة في الدورة مستوىً ممتازاً من الاستعداد الفكري للتعاطي مع مختلف القضايا المرتبطة بالموسم، فعلى سبيل المثال، كان من بين الأفكار الجيدة التي طرحها المشاركون، العمل على إزالة الشبهات والافتراءات التي يتعمد البعض إلصاقها بالذكرى، وتثقيف المجتمع بضرورة الاهتمام بالانضباط الدراسي في ذكرى عاشوراء، وكذلك معالجة الظواهر المسيئة التي تنتشر بين بعض الشباب من الجنسين في مواكب العزاء وخصوصاً في ليالي العاصمة المنامة، وغيرها من الأفكار التي تعكس رصداً دقيقاً لصور من الظواهر المرفوضة.

ختاماً، من الأهمية بمكان توجيه الشكر الجزيل إلى الأجهزة الحكومية التي نشطت في تغطية احتياجات الموسم، والشكر موصول إلى إدارة الأوقاف الجعفرية وهيئة المواكب الحسينية ونتمنى أن يكون التعاون بين مختلف الأطراف هذا العام أفضل من الأعوام السابقة، وأن نشهد تميزاً إعلامياً وثيق الصلة بالأهداف السامية لنهضة سيد الشهداء عليه السلام

سعيد محمد سعيد

حول «حوار المنامة»

 

يكشف أحد خبراء المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ومقره لندن، وهو المعهد المسئول عن تنظيم حوار المنامة الذي تستضيفه البحرين في الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أن الإنفاق العسكري المخصص لشراء الأسلحة في منطقة الشرق الأوسط تحديداً وخصوصاً بالنسبة إلى شراء أنظمة حديثة من كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا وألمانيا جاوز نسبة 70 في المئة من إجمالي الدخل القومي خلال العامين 2007 و 2008، إذ بلغ الإنفاق الدفاعي العربي 29.5 مليار دولار، لكن ذلك لا يدخل ضمن خطة مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي أو لتقوية منظومة الأمن العربية لمواجهة التحديات، بل يمكن اعتبار ذلك استعداداً لخطرين رئيسيين هما: الخطر الإيراني، أو لمواجهة التحولات السياسية داخليّاً وخصوصاً في ظل الانقسامات السياسية والمذهبية في بعض تلك الدول.

ويكشف خبير آخر متخصص في مجال التهديدات الدولية وتقييم المخاطر من المعهد ذاته، أن دول الخليج ليست وحدها التي تصدرت قائمة المشتريات، بل شملت سورية والجزائر واليمن وإيران ذاتها، وتلك الدول استحوذت على أكثر من 95 في المئة من إجمالي مبيعات السلاح الروسي إلى المنطقة، لكن في المقابل، وفي الوقت الذي يدعو فيه البعض إلى إيجاد منظومة دفاعية وأمنية تضم خاصة دول الخليج العربي وتركيا وإيران لمنع الاختراقات الخارجية وتحديداً الروسية أو الأميركية – الإسرائيلية للمنطقة بما يهدد استقرارها وأمنها على جميع الأصعدة، فإن هناك دعوات أخرى لأن تطور تلك الدول صناعاتها العسكرية والتسليحية وذلك من خلال تكامل عربي اقتصادي وتناسق بين المؤسسات العربية والإسلامية لتحقيق ذلك الهدف، وهي تشتري السلاح من التكتل الذي تريد الوقوف في وجهه.

ليت منتدى «حوار المنامة» يرفع تحذيراً إلى كل الدول المشاركة، وخصوصاً الخليجية والعربية منها، بأن يوجهوا تلك المليارات إلى قطاعات التعليم والصحة والإسكان والتوظيف وتحسين مستوى معيشة المواطنين وأن يخضعوا أنفسهم لـ «رقية شرعية» تكفيهم وساوس الشيطان.

سعيد محمد سعيد

يوميات مواطن مرهق: وفاقي!

 

أصر المواطن المرهق أمام حشد من الناس على موقفه المبدئي في أنه مؤيد للمشاركة في الحياة السياسية، وأنه لا يعادي الدولة ولا يعادي المعارضة ولا يعادي الموالاة ولا يعادي العوائل أو الأفراد… وأنه يرى أن المشروع الإصلاحي لجلالة العاهل هو المنطلق نحو أفق أوسع مستقبلاً بمشاركة صادقة في دفعه من قبل الدولة والموالاة والمعارضة ومن قبل الجميع.

لكنه… أصر أيضاً على أن هناك قائمة من المشاكل والملفات التي تؤرق المجتمع توجب وضع الحلول لها على طاولة التحاور، وفي الوقت الذي أصر فيه على رفض العنف والتخريب والتحريض، أصر أيضاً على أن للناس حقوقاً ومطالب مشروعة، ومن حقهم أن يوصلوا صوتهم بها إلى حكومتهم وعدم الاكتراث لاتهامات العمالة للخارج، وافتراءات المفترين الذين استساغوا نغمة التشكيك في الولاء، ومد مظلة الحملات الصحافية والإلكترونية والخطابية كل يوم… كل يوم… كل يوم على المنوال ذاته، المشكك في انتماء الناس ومواقفهم.

كان المواطن المرهق يشدد على أنه (بحريني) يحب وطنه وقيادته، ويعرف جيداً أن هناك قائمة من المشكلات الاجتماعية والسياسية والأمنية لن تجد لها طريق الحل الناجع إلا من خلال الحوار الهادئ واحترام دور كل الأطراف، بدءاً بالمسئولين في الدولة والعلماء، انتهاءً عند دور كل منظمات المجتمع المدني والناشطين والمهتمين، ويأمل في أن يكون للمجلس النيابي والمجالس البلدية في دورتها الجديدة المقبلة دوراً يتجاوز أي إخفاق أو أداء سلبي، وأن يكون التعاون بين السلطة التشريعية والتنفيذية قائماً على تقديم المصلحة العليا للوطن والمواطنين وليس على أي شيء آخر، مما خف وزنه وثقل ثمنه من مصالح فئوية وخاصة أرهقت الناس وجعلتهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة جراء استمرار ملفات المعاناة.

باغته أحدهم ليقول له: «تقول ذلك لأنك وفاقي… مشارك… أما المقاطعون فلهم رأي آخر!» فرد عليه القول: «نعم أنا وفاقي وأقولها علناً… احترم المشاركين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات… سواء قيل عنهم إنهم شاركوا بقرارهم الذاتي أو بالدفع الترهيبي أو بالتحشيد القسري أو ما شاكلها من أوصاف أصبحت تطلق بشكل يومي في قراطيس مختلفة… وكذلك أحترم رأي المقاطعين الذين لهم موقفهم ورأيهم ونظرتهم، ذلك أن المجتمع المتعدد يجب أن يستوعب كل الآراء».

وكان سعيداً جداً بقوله إن كونه وفاقياً أو مؤيداً للوفاق فإن ذلك (لا يعتبر تهمة تجلب العار كما يظن البعض ويعتقد)، بل ويشعر بالفخر لأن «الوفاق» أثبتت وطنيتها وحرصها على مصلحة الوطن وقيادته وشعبه بهذه المشاركة التي تقدم تأكيداً على أسلوب (المعارضة العاملة داخل النظام) بكل قوة وجدارة… واستطاعت أن تسقط آثار كل الحملات التي استهدفتها طيلة سنوات مضت للنيل من شعبيتها وللتشكيك في انتمائها ودورها الوطني الكبير، ولا تزال تستهدفها بعد فوزها ولكن بكلام جديد هذه المرة يناسب مرحلة ما بعد الفوز… ولم يغفل المواطن المرهق أن يوجه التهنئة للوفاقيين والمستقلين وللمنبريين وللأصالة ولمن فاز ولمن لم يفز… ولكل من شارك وقاطع الانتخابات، لأن الجميع أعطوا صورة حقيقية لحالة التعدد في مجتمع صغير ينتظر الكثير من العمل لرسم مستقبل البلد.

سعيد محمد سعيد

يوميات مواطن مرهق: معكم يا علماء

 

بينما كان المواطن المرهق جالساً مع مجموعة من أصدقائه في مجلسهم المعتاد الذي يتبادلون فيه الهموم، استشاط أحدهم ليهاجمه بالقول: «قرأت ما كتبته يوم الخميس الماضي في يومياتك عن ضرورة احترام دور العلماء الأفاضل والتواصل معهم من قبل المسئولين في الدولة، وأن هذا الدور لا يجب أن يبقى مهمشاً… وقلت أيضاً أن المخلصين من أبناء البلد وعلى رأسهم العلماء من الطائفتين الكريمتين، لديهم كامل الاستعداد للتحاور مع المسئولين ووضع النقاط على الحروف والعمل المشترك لما فيه المصلحة العليا للوطن وللمواطنين… أليس كذلك؟».

«بلى كذلك»… أجاب المواطن المرهق ليفاجئه صاحبه بالقول: «ولماذا لم تتطرق إلى العلاقة بين العلماء أنفسهم؟ لماذا لم تكن صريحاً لتقول إن هناك من يريد توسيع الهوة والخلاف بين العلماء أنفسهم؟ وهل يعجبك الشعار الذي يرفعه البعض وهو (معكم معكم يا علماء)، وهناك الكثير منهم من يخالف هذا الشعار؟».

هدِّئ من روعك يا أخي… هكذا أجاب المواطن المرهق صاحبه ليؤكد مجدداً على أن علماء البلد المخلصين يحملون مسئوليتهم تجاه وطنهم وتجاه الناس، أما من يرفع شعاراً ويفعل خلافه فهذه مشكلته، وكذلك بالنسبة لمن ينشط في تسقيط العلماء الأفاضل ولمزهم والإساءة إليهم… إنما هم مجموعة من الناس الذين يفتقدون للوازع الديني والأخلاقي – وإن فعلوا ذلك من باب التعبير عن الرأي ونفي (التقديس) حسب زعمهم – لكنني أجدك متفقاً معي في أن حالة التوتر التي تمر بها البلاد لا يجب أن تستمر، وتتفق معي أيضاً في أن العلماء الأفاضل لم يتأخروا في تقديم المبادرات التي تسهم في الخروج من الاحتقان والحفاظ على أمن الوطن واستقراره ونسيجه الوطني، بل وحثوا الناس على المشاركة في الانتخابات من باب المسئولية الشرعية والوطنية رغم المنغصات… فهذه كلها وغيرها كثير من المواقف التي تؤكد على أن البحرين التي عرفت على مر العصور بالتسامح والمحبة، تحتضن علماء يقومون بمسئوليتهم الكاملة الشرعية والوطنية لخدمة بلادهم، حتى وإن أوصدت الأبواب أمامهم، فلابد من حمل هذه الأمانة.

وبينما كان الصحب يتابعون ما يدور بين المواطن المرهق وصاحبه من حوار، بادر أحدهم بالقول: «لا توجد مشكلة تعاني منها البلد غير قابلة للحل… من قبل الدولة أولاً ومن ثم بالاستعانة بدور العلماء الأفاضل وقادة الرأي والناشطين في مختلف المجالات، وتصبح الأمور في غاية التعقيد والتشعب، حينما ينبري أكثر من طرف ليعمل على تسقيط العلماء والتشكيك في مواقفهم وضرب مبادراتهم ورؤاهم عرض الحائط… كلنا نحب البلد، ونلتفّ حول قيادتها الشرعية، ونقدر دول العلماء الأفاضل الذين حينما يقولون قولاً، إنما هم يشخّصون الواقع ويبحثون عن المصلحة العليا، ويقدمون استعدادهم للعمل مع المسئولين لوضع حلول لكل الملفات المثيرة للتوتر».

هاهي البلد تستعد لمرحلة جديدة بعد أن شارك من شارك في الانتخابات، وقاطع من قاطع، فلكل طرف حرية اختياره وقراره، لكن ستبقى الكثير من الهواجس قائمة، وستبقى الآمال معلقة على جهود جميع المخلصين للخروج من عنق الزجاجة، وفتح صفحة جديدة تنهي الكثير من المعاناة والألم والقلق والتوتر… لكن يتوجب على الجميع أن يحترم العلماء الأفاضل لأنهم صادقون في مساعيهم لخدمة الوطن

سعيد محمد سعيد

يوميات مواطن مرهق: توتر عام

 

كان المواطن المرهق يعتقد، وربما كان مخطئاً، أن كل المشاكل التي تعاني منها البلد ليست مستعصية على الحل، ولكنه اليوم يجد نفسه ضمن قافلة طويلة من المواطنين الذين وصلوا الى مرحلة اليأس وفقدان الأمل في أن ترى الكثير من القضايا والملفات العالقة (نور الحل) بسبب الانتقال من توتر الى توتر آخر، ومن مرحلة صعبة الى مرحلة أصعب، لكنه يصر على أن في يد الدولة مفتاح الحل لكل المشاكل، ويجزم أيضاً، أن التواصل بين علماء الدين والوجهاء وقادة الرأي مع الدولة وكبار مسئوليها، سيأتي بثمار يانعة، على شرط أن يثق كلا الطرفين في الآخر.

المواطن المرهق حاله حال الكثير من المواطنين، يتمنون أن تنتهي كل المشاكل والمنغصات، ويعيش الناس في طمأنينة وتفاهم، وتتطور الممارسة الديمقراطية من الشعارات الى التطبيق الحقيقي، ويتحقق التواصل المأمول بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات المؤثرة بدلاً من التخاطب عبر البيانات والصحف والإجراءات المفاجئة حيناً، والمباغتة حيناً آخر، ذلك أن هذا الجو المتوتر لا ينبئ أبداً عن مسار في طريق معالجة المشاكل من خلال الحوار.

أكثر ما كان يثير قلق المواطن المرهق أن البلد اليوم تعيش توتراً تلو الآخر، ويشعر أيضاً بأن هذه التتابعات المضنية لن تحقق ما يصبو اليه الناس ولا الدولة… حتى على مستوى الحملات الانتخابية، كان يراقب المشاهد المقلقة من مصادمات وملاسنات شديدة تارة، ومن اتهامات وتسقيطات تارة أخرى، ومن إجراءات كان يتوجب أن تخضع للتدقيق والتمحيص وقراءة ما بعد الخطوة، فالكل مسئول، والدولة على رأس المسئولية، في تجنيب البلاد والعباد أي شكل من أشكال التوتر والقلق والشحن، لأن الخسارة ستكون فادحة دون شك، ولا يمكن التعويل على تواصل بين أجهزة الدولة وبين العلماء وقادة الرأي وحملة الدور المؤثر في المجتمع من خلال البيانات والتصريحات الصحافية، ولعل المواطن المرهق محق حين يتساءل: «ما الذي يمنع من الجلوس على طاولة حوار للتباحث حول أوضاع البلد بكل إخلاص ومسئولية؟ ولماذا تتسع الهوة والتباعد يوماً بعد يوم؟».

من الصعب جداً التنبؤ بموعد الوصول إلى بر الأمان، فالبلد اليوم تمر بمرحلة عصيبة للغاية، ولا أحد يرغب أبداً في استمرار حالة التوتر والقلق، فالبلد بيت الجميع، والمخلصون من أبناء البلد وعلى رأسهم العلماء من الطائفتين الكريمتين، لديهم كامل الاستعداد للتحاور مع المسئولين ووضع النقاط على الحروف والعمل المشترك لما فيه المصلحة العليا للوطن وللمواطنين، لكن ما الذي يمنع، ولماذا كلما شعر المواطن المرهق بأن هناك إشراقة أمل، يعود هو وغيره من المواطنين ليعيشوا حالة من التشاؤم وخيبة الأمل؟ والسؤال الأهم: «متى ستوضع المشاكل على بساط البحث والتحاور؟».

سعيد محمد سعيد

يوميات مواطن مرهق: عداوات!

 

في لحظة لم يقوَ على مواجهتها بينه وبين نفسه، رضخ المواطن المرهق إلى القبول بحقيقة مرة للغاية لطالما حاول تفنيدها، وهي أنه كلما مرت بالبلاد مرحلة حرجة، يظهر زمرة من الأبطال، وفق تصنيفات مختلفة لهم في مقالاتهم ومنتدياتهم ومجالسهم وكهوفهم المظلمة، ينبرون ليجعلوا المجتمع ساحة قتال واحتراب تسبقه مجموعة من الشعارات والمقولات النفاقية الكاذبة.

بعضهم يدّعي حب الوطن وهو كاذب، والبعض الآخر يدّعي النضال وهو كاذب، وبين هذا وذاك، لا تجد للعقلاء مكاناً ولا لمن يطالبون بحقوقهم المشروعة سلمياً وقانونياً أثراً، والأصعب من ذلك، أن كل كلمة طيبة أو مبادرة صادقة، تصطدم بمصدّاتٍ قوية وجاهزة تظهر فجأة وتنتشر بقوة لتشكك في تلك الكلمة وتلك المبادرة تحت عناوين أولها (التقية) وليس آخرها (التكذيب والتفسيق والتسقيط والإهانات).

ولم يجد المواطن المرهق من القبول بأن هناك فئة وربما فئات، يعيشون بيننا لنشر العداوات والترصد لكل شاردة وواردة لتلوينها وفق اللون الذي يرتضونه، وليس لديهم شعار إلا (حب الوطن ومصلحة الوطن) وهو… وهم، يعلمون أن الحجم الأكبر من ذلك الشعار (كذب محض)، لكن، لطالما كان – أي الشعار – طريقاً للمتاجرة وتحقيق المكاسب الفئوية، فلا بأس، فالجيوب مفتوحة ومتعطشة، أما مصلحة الوطن العليا، فهي آخر ما يفكر فيه أولئك، ولو تتوقف عنهم الأعطيات و(دهن السير)، لانقلبوا على أعقابهم.

المواطن المرهق وغيره الكثير من المواطنين الشرفاء، يدركون أن قوم (العداوات) ومن يقف وراءهم ويشجعهم، إنما هم فيروسات تنشر الأمراض التي تفتك بالمجتمع… وخصوصاً أن هناك مطالب دستورية مشروعة من حق كل أبناء الشعب البحريني أن يعبروا عنها… وهناك حراك سياسي نشط استعداداً للانتخابات… هناك ملفات أمنية وسياسية تحتاج إلى حلول… لكن هناك دولة… دولة لها هيبة وكيان ونظام وقوانين، وهناك حقوق وواجبات، ومجتمع يجب أن يسوده الأمن والاستقرار والذي إن فقدناه، فقدنا ركناً من بين أثمن وأعز ما نملك، ثم هناك شعب يستحق أن يعيش في أفضل مستوىً معيشي، بعيداً عن الأفكار الملوثة التي أصبحت تنتشر كالنار في الهشيم، ولا ندري متى ستتوقف

سعيد محمد سعيد

يوميات مواطن مرهق:غربة الولد

 

أكثر ما كان يؤثر في قلب المواطن المرهق، هو الوضع الذي يعيشه ابنه الشاب… الذي تخرج منذ سنوات وهو لا يزال يلهث باحثاً عن عمل مناسب يلبي طموحه، ولا يدري هو شخصياً، كم عدد الواسطات التي أدخلها وأراق ماء وجهه وهو ينتقل من مكاتب أصحابها إلى مجالسهم بحثاً عن وظيفة مناسبة لابنه، حتى أنه ضحك في لحظة مع نفسه وهو يقول :»بل بل بل حتى بعض الواسطات… تحتاج واسطات»!.

ولأن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى، ولأن المواطن المرهق يدرك أنه لا واسطة تفوق (التوفيق) من رب العالمين، أخذ يشد من عزم ابنه ويشجعه على ألا ييئس، فقد تعب عليه وعلمه وصرف عليه الكثير مع ضيق الحال من أجل أن يصبح ابنه (مواطناً) صالحاً يخدم بلده، وهل هناك هدف أسمى وأقدس من خدمة الوطن؟ لذلك، كان عليه أن يستمر في تشجيع ابنه بل وتشجيع غيره من الجامعيين العاطلين، وغيرهم من الشباب، لأن لا ييئسوا مهما كانت الظروف، ويبذلوا أقصى جهد ويواجهوا المصاعب لحين الحصول على العمل الذي يضمن لهم اللقمة الحلال… حتى لو تطلب الأمر التدرج من وظيفة إلى أخرى فلا عيب ولا ضير في ذلك… ولكل مجتهد نصيب، والحكومة لن تقصر أبداً في إيجاد فرص عمل لأبنائها… أليس كذلك؟.

حسناً، الولد العزيز قد حصل على وظيفة بالفعل، وعلى رغم طول ساعات العمل ومشاقه، إلا أنه صبر من أجل أن يكتسب الخبرة ويثبت نفسه، لكن المواطن المرهق تلقى خبراً كالصاعقة بالنسبة له حينما فاتحه ابنه بالقول :»والدي… قررت السفر إلى إحدى الدول الخليجية فقد حصلت على عرض عمل براتب كبير وبامتيازات رائعة تماماً كما يحصل عليها غير البحرينيين الذين يعملون في بلادنا… هناك، سأتقاضى راتباً كبيراً وسيمنحونني سكناً فاخراً وسيارة فارهة، وبعد أن أتزوج وأنجب، ستتولى الشركة التي سأعمل بها تغطية مصاريف العلاج وتعليم العيال… هذه فرصة يا والدي… فرصة لا تعوض، والشيء الوحيد الذي سأفتقده هو أنت يا والدي وكذلك والدتي واخوتي…سأفتقد أيضاً ديرتي التي لا يمكن تعويضها أبداً وأهلها الطيبين… سأتحمل الغربة يا أبي، لكن، لن يتم ذلك إلا بعد موافقتك».

مع المرارة التي شعر بها المواطن المرهق، لكنها دعا إلى ولده بالتوفيق في سفره وحياته العملية، مع أنه كان يحلم منذ سنين بأن يكبر هذا الولد ويخدم بلده ويعيش بين أهله، ولم يتبادر إلى ذهنه يوماً أن ولده سيترك بلاده ليعمل في الغربة… إلا أنه كان يمني النفس بأن الولد سيعود يوماً ليخدم بلاده. وخصوصاً أن البلد في حاجة إلى أبنائها المتعلمين المؤهلين، متمنياً ألا يتعب الناس في تعليم أبنائهم ثم يضطروا للهجرة فبلادهم أولى بهم.

سعيد محمد سعيد

يوميات مواطن مرهق: الترقية

 

لا يعرف المواطن المرهق على وجه التحديد، ما هي الأسباب التي حرمته منذ سنوات من الحصول على الترقية المستحقة؟! لكنه يعلم في قرارة نفسه أنه بذل طيلة 20 عاماً من العمل قصارى جهده، حتى وهو يرى من يتوظف بعده، يتجاوزه بسرعة ليبقى هو (محلك سر).

ذات مرة، جلس على مكتبه وهو ينظر من الحاجز الزجاجي إلى مديره وهو جالس (يتفرفر)على مقعده الدوار و(يتكعكع)بين الفينة والأخرى، وتحدث في سره قائلاً لنفسه: «لو كان أبو فلان يحبني لكان وقف إلى جانبي ولو لمرة واحدة وطلب في تقييم آخر العام أن أحصل على درجة… ولو كان يحبني لكان قد رشحني للوظائف الإدارية الشاغرة التي توفرت وستتوفر أيضاً… لكنه لا يحبني! لكن لماذا لا يحبني؟ والله لا أعلم، بل ولا أستطيع أن أسأله أصلاً لأنني لا أملك الجرأة… أحسبه يعتقد أن الإدارة إدارة (جده) ورثها عن أبيه! يرقي من يشاء وحسب مزاجه، ويترك أمثالي لا حول لهم ولا قوة… الله ينتقم منه».

فجأة، وقف المدير صارخاً وملوحاً من وراء الزجاج: «أنت… تعالَ إلى هنا»… حمل المواطن المرهق نفسه ووقف أمام المدير: «نعم طال عمرك آمر»… فصرخ المدير في وجهه: «لماذا تدعو علي لأن ينتقم الله مني؟ لماذا تقول إنني أتحكم في الإدارة وكأنها ورث ورثته من أبي عن جدي… ها… هل تعتقد أنني لا أكون مديراً ناجحاً إلا إذا منحتك ومنحت من هم على شاكلتك من الموظفين والموظفات الترقية التي يطمحون إليها؟ هيا أجب».

من دون شك، وقف المواطن المرهق واجماً في غاية الاستغراب! فهو كان يحدث نفسه… فكيف التقط المدير ما كان يدور في قلبه من كلام؟ لا لا… لا شك أنها تهيؤات… وبالفعل، كان المواطن المرهق يتخيل…, نعم يتخيل وكأنه في أحلام اليقظة… كل ذلك المشهد كان من قبيل الأحلام والتخيلات، ففي الآونة الأخيرة، أصبح هو وبعض الموظفين يخشون الحديث عن أوضاعهم الوظيفية وعن حرمانهم من الترقي لئلا يركض أحد الوشاة من الموظفين والموظفات وينقل الكلام إلى المدير فيقع ما لا يحمد عقباه!

وهو يعلم أن الكثير من المسئولين أصبحوا يشجعون الوشاة، ويزرعون لهم عيوناً وآذاناً بين الموظفين لكي ينقلوا لهم ما يدور في الكواليس… وأولئك الوشاة، في الغالب، يحصلون على الترقيات والامتيازات والدلال والدلع حتى لو كان أداؤهم مثل وجوههم.

المواطن المرهق، كان يعلم جيداً أنه وغيره الكثير من الموظفين والموظفات… مساكين، محرومون من الترقيات لأنهم يعملون بكل إخلاص وأمانة من جهة، لكنهم لا يرتضون لأنفسهم أن يصبحوا كالدمى في يد هذا المسئول أو ذاك… فليس من شيمهم أو من أخلاقهم العمل كمخبرين في العمل ينقلون الأقاويل والافتراءات عن زملائهم وزميلاتهم إلى السيد المسئول المحترم الذي يعشق مثل هذا النوع من الوشاية بدلاً من معاملة الجميع وفق تكافؤ الفرص ووفق اللوائح الوظيفية التي تعطي كل ذي حق حقه… يتصرفون في إداراتهم وكأنها ملكاً لهم… غير أن المواطن المرهق قرر في لحظة من اللحظات أنه لن يسكت عن حقه، فهل سينجح، وهل سينجح أمثاله ممن يستحقون الترقيات فلا يحصلون عليها؟ ربما

سعيد محمد سعيد

يوميات مواطن مرهق: الطماطم!

 

كان المواطن المرهق متحمساً جداً جداً للمشاركة في الانتخابات منذ انطلاق دورتها الأولى في العام 2002، فقد كانت الآمال والطموحات تملأ رأسه وصدره حاله حال مئات الآلاف من المواطنين الذين وجدوا في إعادة الحياة النيابية أملاً في تحسين معيشة المواطنين والإسهام في تطوير البلد، وبقي على حماسه ذاته وشارك أيضاً في انتخابات 2006 لأنه كان يمني النفس بإنجازات تلامس حياته اليومية ولا بأس من الصبر لحين نضج التجربة.

وعلى رغم أنه بدأ يشعر بالكثير من الإحباط بسبب تحول العمل البرلماني في كثير من الأحيان الى ساحة اقتتال طائفي حيناً وفئوي حيناً آخر، إلا أنه حدث نفسه قائلاً: «رويداً رويداً ستنضج التجربة… وسنجني كمواطنين ما أملناه من نواب الشعب… حتى لو لكم أحدهم الآخر (بكساً) على وجهه، أو وقف آخر ضد ما يطمح إليه الشعب وكأنه مدافع عن الحكومة، وقرر ثالث أن يبقى ساكتاً ولا يهمه إن أطلق عليه الناس لقب (سعادة النائم)، فيما رابع يصرخ في وجه الوزراء أثناء الجلسة، ويلاحقهم خارجها ليقدم الرسائل وفيها ما فيها»، فالمواطن المرهق كان إلى قبل حين، يدرك بأن البرلمان هو بيت الشعب، وأن الدولة لن تقصر لا مع النواب ولا مع المواطنين، وإذا كان أداء بعض النواب سيئاً، فالعتب على المواطنين الذين أوصلوهم إلى قبة البرلمان ثم غسلوا ايديهم منهم، ولابد من المشاركة وإيصال النواب الأكفاء في انتخابات 2010.

ها هو اليوم يراقب المشهد عن كثب فقد اقترب موعد الانتخابات العامة، لكنه شعر بالكثير من القلق والخوف وحالة من اليأس التي حاول التغلب عليها بلعن الشيطان الرجيم، وخصوصاً حين يقطع الشوارع فيقرأ إعلانات من قبيل: «صوتك لنا كلنا»… و»حتى نصل للوضع الأفضل… انتخب الأفضل» وما شابهها، وحرص على قراءة الصحف لتصدمه أخبار القتال الذي بدأ مبكراً بتمزيق إعلانات مرشحين وحرق خيام والأشد من ذلك، أنه كان يسمع أيضاً عن بدء (التنافس الشريف) من خلال توزيع الهدايا والأعطيات والرشا والثلاجات والخرفان.

ذات مساء، جلس المواطن المرهق مع صاحبه المواطن المرهق الآخر، فراح الأخير يقرأ له خبراً نشرته الصحافة محاولاً طمأنة صاحبه: «اسمع اسمع يا خوك… أكد قضاة اللجنة العليا للإشراف العام على سلامة الانتخابات، بأن القانون حظر تقديم كافة أشكال الهدايا والمساعدات النقدية أو العينية في إطار ممارسة الدعاية الانتخابية، مطالبين كل من يدعي امتلاكه وقائع وأدلة تشير إلى وجود (رشا انتخابية) تقديمها إلى اللجنة العليا، وشدد قضاة اللجنة العليا بأن (الرشا الانتخابية) تعد جريمة يعاقب عليها القانون، مؤكدين أنه متى ما تبين ارتكاب أي شخص لتلك الجريمة فإنها ستحيل الأمر إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة»… تنفس قليلاً ثم قال: «أشوى… طمنتني الله يطمن قلبك… ترى الأمل في المرشحين المخلصين الذين يجب أن يصلوا إلى البرلمان فيحملون همومنا ويهتمون بمصالحنا».

لكن المواطن المرهق لم يتردد في أن يسأل صاحبه سؤالاً مهماً بالنسبة له وللغالبية من ذوي الدخل المحدود من المواطنين قبل أن ينهيا السهرة: «لكن يا خوك… سعر الطماطم وصل إلى دينار واحد… تراجع قليلاً إلى 700 فلس، هل تعتقد أن البرلمان القادم سيناقش هذا الملف الخطير؟»

ذهب كل منهما إلى منزله، وفي رأسيهما أمور أهم بكثير من سعر الطماطم.