-عربي الأمس لم يكن ليمارس انتحارا في عمل عسكري أو آخر، اذ كان يحرص على حياته وحياة الآخرين حتى في وسط القتال والمواجهات وخطف الرهائن. الفارق بين عرب الامس وعرب اليوم كبير، فعندما خطفت مجموعة فلسطينية تابعة لأيلول الأسود أعضاء في السفارة الاسرائيلية في تايلاند عام 1972 تبين أن ذلك اليوم كان عيد ميلاد الملك، قامت بإطلاق سراح الرهائن مقابل طريق آمن لمصر. في ذلك الزمن بعض أكبر العمليات العسكرية الفلسطينية كانت فلسفتها تقوم على أخذ رهائن مقابل إطلاق سراح سجناء، ولم تكن حالة الموت سلفا وبكل الاتجاهات جزءا من الخطة. اما اليوم فالعنف لا حدود له ولا يوقفه ظرف استثنائي. متابعة قراءة التطرف العربي .. أسئلة بلا نهاية
التصنيف: د. شفيق ناظم الغبرا
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
twitter: @shafeeqghabra
ذكرى «حرب 1967» والواقع العربي
يصادف اليوم ذكرى حرب 5 يونيو التي عصفت بالعالم العربي عندما وجهت إسرائيل ضربة عسكرية استباقية مفاجئة للقوات العربية في مصر وسوريا والأردن. تلك الحرب أسست، بصور كثيرة، للمشهد الذي يمر به العالم العربي اليوم. ففي حرب 1967 استطاعت إسرائيل ابان ساعات، وفي أوج تألق الرئيس عبدالناصر وشعبيته عربيا بل وفي وسط التنافس العربي المحافظ من جهة والقومي من جهة أخرى، احتلال صحراء سيناء المصرية والجولان السورية بالإضافة لكل ما تبقى من فلسطين كالضفة الغربية والقدس الشرقية.
كانت الضفة الغربية لعشية الحرب (ومنذ حرب 1948) تحت حكم الأردن بينما كان قطاع غزة منذ حرب 1948 تحت الحكم المصري. في حرب 1967 سقط البطل العربي القومي ناصر في فخ إسرائيل والغرب، وسقطت معه وإن مرحليا، الكثير من أحلام العرب في التحرر والتقدم وتحقيق العدالة في فلسطين. متابعة قراءة ذكرى «حرب 1967» والواقع العربي
العرب بين حلم التغيير وواقع الانهيار
تزداد الأوضاع العربية صعوبة، وهي سائرة نحو حالة أشد وطأة منذ ٢٠١١. ما قام به تنظيم «داعش» منذ أيام، من تفجيرات في مناطق في الساحل السوري ثم مقدرته على تدمير معدات وطائرات في مطار عسكري روسي في منطقة تعتبرها روسيا آمنة، يؤكد أن الحرب ستستمر في سورية وأن روسيا وقعت في ورطة لن تخرج منها بلا ثمن سياسي وعسكري. الثمن الذي ستدفعه روسيا لا يجعلها وحيدة في ذلك، فكل الأطراف ستدفع أثماناً مضاعفة في كل مكان. لكن هذا ليس كل ما في الأمر، فالمشهد في العراق وفي اليمن ومصر وليبيا يعكس طبيعة الحالة التي دخل فيها الإقليم، والتي أكثر ما تؤثر على المدنيين العرب في كل مكان.
في بيئة كهذه تهاجر الأموال وقلما يأتي غيرها، فمعظم صناع المال ممن يستثمرون في البلدان العربية سواء كانوا من العرب أم من المستثمرين الأجانب يعيشون حالة خوف من الحروب والنزاعات بالإضافة إلى عدم الثقة بالقوانين المفاجئة والفساد المستشري وسلطة النظام مقابل سلطة القضاء. من استثمر في هذا البلد العربي أو ذاك (مع استثناءات محدودة) لا يعرف إن كانت التعهدات التجارية للدول ستستمر من عهد لآخر أو من رئيس لمن يليه. الربح السريع هو سر التعامل مع المنطقة العربية، لكن ذلك سبب من أسباب أزماتها وضعف التنمية في ربوعها. متابعة قراءة العرب بين حلم التغيير وواقع الانهيار
تونس في التجربة العربية
يمثل مؤتمر حزب النهضة العاشر في تونس والمنعقد في 22 مايو 2016 مفترق طرق في إمكانية تطور الإسلام السياسي نحو مرحلة جديدة.. ففي بيان المؤتمر الختامي فصل للدعوي عن السياسي في ظل تأكيد الالتزام بالعمل الديمقراطي. الإسلام السياسي العربي تيار عريض، تحول منذ ثمانينيات القرن العشرين للمكان الذي لجأت إليه أعداد كبيرة من الناس ومن الطبقات المهمشة ومن الطبقة الوسطى والجماعات الاجتماعية التي هزت الدولة كما والحداثة أوعيتها التقليدية وحرفها التاريخية. وهذا بحد ذاته سيس قطاعات كبيرة من المجتمعات العربية ممن لم يكن لديها أي اتصال بالعمل السياسي.
لقد طورت الحركات الإسلامية المعارضة حينا والمتحالفة مع النظام السياسي حينا اخر فكرة الشريعة وتطبيقها بصفتها أقوى من الديكتاتورية في مجتمعات قرار النظام غير المسؤول فيها فوق كل قانون. لكن مع الوقت تبين بأن تفسير الشريعة وتطبيقها هو الآخر مجال خلاف. متابعة قراءة تونس في التجربة العربية
الصهيونية واستمرار النكبة
تعتقد إسرائيل والصهيونية أن الوقت كفيل بتأمين حالة من النسيان بين العرب الفلسطينيين ممن طردتهم عام النكبة في 1948، وبالفعل لقد أسقط التاريخ من قاموسه قضايا تطهير عرقي كثيرة، كما وقع بين الأتراك واليونان بعد الحرب العالمية الأولى أو بين الباكستان والهند بعد الثانية أو كما حصل في مواقع كثيرة في إفريقيا أم في استعمار أميركا.. لكن الذي لا تتوقف إسرائيل أمامه أنها أقامت ليومنا هذا نظاماً سياسياً وإدارياً واقتصادياً بل وعسكرياً مهيمناً هدفه الاستمرار في الطرد الجماعي والفردي والسيطرة على الأرض..
فالنكبة الفلسطينية ليست حدثاً تاريخياً فحسب، فهي لو كانت حدثاً تاريخياً فقط لكان أمرها انتهى مع الحدث ونتائجه، لكن النكبة اكتسبت منذ عام 1948 ديمومة محددة، لأنها مستمرة عبر ما تقوم به إسرائيل في فلسطين.. ما أخذته الصهيونية عام 1948، أسس لمصادرة المنازل والأراضي والحقوق ومنع العودة، وأدى بطبيعة الحال لحرب 1956 ثم لحرب 1967، والتي أسست لحروب شتي كحرب 1973 وحرب 1982 والانتفاضات والثورات التي لا حد لها في فلسطين وحولها في الأردن ولبنان.. لهذا فالحديث عن نهاية النكبة ليس في مكانه. متابعة قراءة الصهيونية واستمرار النكبة
في ذكرى النكبة: بين الصهيونية والاستبداد
في مثل هذا الأسبوع (١٥ أيار/ مايو ١٩٤٨)، قامت دولة إسرائيل على أنقاض عروبة فلسطين وحلمها بالاستقلال. انتهت تلك الحرب بتهجير أغلبية الفلسطينيين (ما يقارب ٩٠٠ ألف من أصل مليون وثلث مليون مواطن) من المناطق التي قامت عليها إسرائيل، وسط سلسلة مجازر تجاوزت ٢٣ مجزرة موثقة. وعندما قامت دولة إسرائيل أعلنت قوانين سمّتها قوانين أملاك الغائب التي نقلت بموجبها ملكية أراضي العرب (لم يملك اليهود في فلسطين عند قيام دولتهم إلا ٦ في المئة من الأرض) إلى الدولة اليهودية. هكذا نقلت أملاك الأوقاف الإسلامية وأملاك التجار وأصحاب الأراضي وأملاك القرى والمدن والبلديات وملكية المنازل الخاصة والمناطق التجارية والصناعية للملكية الإسرائيلية في فترة قياسية، وقامت إسرائيل بعد ذلك بجرف ومسح وتدمير أكثر من ٤٠٠ قرية فلسطينية تم تهجير سكانها، بينما انتقل مئات الآلاف من اليهود للسكن في المنازل الخاصة العربية نفسها التي تم تهجير أهلها في مدن طبريا ويافا وحيفا واللد والرملة وصفد والقدس الغربية وغيرها. منذ ذلك الوقت وحلم العودة قائم بين الأجيال الفلسطينية، ومع الوقت تحول حلم العودة إلى خليط بين حلم لإحقاق العدالة وحلم يوازيه بإيقاف الصهيونية بصفتها الحاضن الأهم لكل ما وقع. متابعة قراءة في ذكرى النكبة: بين الصهيونية والاستبداد
العرب وحصار السياسة
تطرفت الدول العربية في تجريم السياسة التي يميل الناس لممارستها بشكل فطري.. ففي الجوهر أخضعت المجتمعات العربية على مدى عدة عقود من قبل أنظمتها السياسية لحصار سياسي محكم. إن الحرب على السياسة وحركتها في المجتمعات من مسببات انفجار الحالة العربية أمام نفسها وأمام العالم.. فمرة انفجرت الحالة العربية من خلال الحادي عشر من سبتمبر 2001 (وذيول ذلك الحدث لم تختف ولم تنته ليومنا هذا) وانفجرت الحالة العربية مرة أخرى من خلال الربيع العربي 2011.
كما وانفجرت مرات عدة من خلال حروب أهلية وإقليمية مستمرة ليومنا هذا.. السياسة الغائبة في العالم العربي هي تلك التي تتعامل مع الاختلاف دون قتال وتمارس التداول (يوم لك ويوم عليك)، وتتقبل المحاسبة والمراقبة من أجل أداء أفضل وتضمن كل هذا من خلال العدل والأنسنة والحقوق الأساسية والصحافة الحرة، والانتخابات الشعبية لهيئات تمثيلية فاعلة. متابعة قراءة العرب وحصار السياسة
موجات مقبلة بلا ضمانات
ما وقع عام 2011 أدخل الحالة العربية في مناخ جديد لن تخرج منه في أي مدى قريب، بل ويتضح ان الامر سيتجاوز العقد، وعند مراقبة الحالة العربية قبل 2011 سنرى أن وضعا ثوريا عاصفا نشأ في الإقليم. كانت المقدمات لهذا الوضع كثيرة، وكان أوضحها في مصر بالتحديد، وفي بعض الحالات مثلت حالة السكون التي سادت بعض الحالات العربية كسوريا مثلا أحد علامات ما هو قادم، فالصمت، في ظل أوضاع مختلة، مقدمة للمفاجآت. أهم ما جاء به الربيع العربي بالإضافة لتغير رؤساء وإعلاء مطالب الشارع العربي هو عودة للعمل السياسي بين المجتمعات والشعوب العربية من أوسع أبوابه.
لكن ردة فعل النظام العربي الذي فاجأته الأحداث هو الآخر شكل جزءا من المنحى الذي سارت عليه الأمور، فلقد وضع الوضع العربي الكثير من الموانع والجدران والقوانين وشغل آلة القمع بصورة غير مسبوقة. فجأة أسقطت «الليبرالية الشكلية» التي تبنتها الكثير من الأنظمة العربية «شعار دع الناس تقول ما تريد لكننا سنعمل ما نريد» وأصبح دخول الشبان والشابات إلى السجن بسبب التعبير عن آرائهم في دول كثيرة من طبائع الأمور. اختلط المشهد وتعقد، لكنه بهذا التعقيد يمهد لمصاعب قادمة. متابعة قراءة موجات مقبلة بلا ضمانات
المنهج التقليدي في خضم التحولات
العالم العربي الرسمي من الجامعة العربية مرورا بالأنظمة السياسية وطرق الإدارة الرسمية تتفاعل مع المشكلات التي تواجهها في معظم الحالات بلا إبداع أو من خلال إهمالها. التقليدية تصلنا من زمن سابق وتعكس ضعفنا في اكتشاف الجديد وتميز المفيد من غير المفيد، فالتقليدية قيم في التعليم والإدارة والسياسة والقيادة والدين والتراث تؤثر في واقعنا من خلال حلول مناسبة لزمن سابق لم تعد تتناسب وواقعنا..
لهذا السبب لم تعد البيروقراطية الحكومية العربية في معظم الحالات إلا نموذجا لما يجب عدم القيام به.. وهذا وضع لا يمكن فصله عن أزمات العالم العربي الراهنة بالرغم من محاولات لإحداث نقلات جديدة.
المنهجية التقليدية تستلهم الآيات الدينية والأحاديث الشريفة التي تحث على الطاعة دون الالتفات لما يحث على التجديد في فهم القرآن والأحاديث، التقليدية التزام بما يحث على القبول بالاستبداد قولا وفعلا مع نسيان كل ما يحث على الشورى والديمقراطية وتقويم السلطة. التقليدية تركز على الفرض وقلما تلتفت لحالة (لكم دينكم ولي ديني).. في المنهج التقليدي إصرار على العقوبات والأوامر ونسيان لمكانة المغفرة، وهي بنفسها ضد الحقيقة وتسعى لإخفائها وتزييفها وتلوينها ولهذا نجدها مفصولة عن العالم كما ينشأ ويتغير. متابعة قراءة المنهج التقليدي في خضم التحولات
الإصلاح الاقتصادي الخطط لا يمكن فرضها من الأعلى
الإضراب الذي قاده اتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات في الكويت، والذي شارك به ألوف العمال والموظفين، أوقف شريان البلاد الاقتصادي(صناعة النفط) لثلاثة أيام، وأدى لهبوط سريع في إنتاج النفط من 3 ملايين برميل لما يقارب المليون. لقد وصلت الروح النقابية للكويت وربما لمنطقة الخليج من بوابة جديدة مختلفة عن البوابات السابقة التي عرفتها إضرابات الخمسينيات والستينيات ذات البعد القومي. فهذه المرة تجاوز الإضراب البعد السياسي كما والطائفي والقبلي، ومثل تحديا كبيرا لبيئة التقشف والخصخصة المطروحة من قبل الحكومة في أعقاب انهيار أسعار النفط.
لقد أكد الإضراب بأن سياسة الحكومة حول الاقتصاد والإصلاح الاقتصادي والخطط لا يمكن فرضها من الأعلى، وأنها تتطلب حوارا مجتمعيا فعالا وإجراءات ثقة وبيئة قانونية وبرلمانية وانفتاحا سياسيا جديدا بين قوى المجتمع والدولة قبل البدء بالإصلاح الاقتصادي. متابعة قراءة الإصلاح الاقتصادي الخطط لا يمكن فرضها من الأعلى