التقيت بعض الأصدقاء في جلسة هادئة في زخم صيف هو الأكثر حرارة بتاريخ الكويت، وإذا بالحديث عن 2-8-1990 يأخذ طابعاً مختلفاً.. بدأ أحدهم بسؤال : «لو أغلق أحدكم الراديو ولم يشاهد التلفزة أو الصحافة فسوف يكتشف أن 2-8 من كل عام يوم مثل أي يوم، ففي الدولة وفي البلاد لا يوجد ما يدلك على أن هذا اليوم مختلف ».
وبسرعة انتقل الكلام حول الطاولة لأحد الجالسين «يبدو أنك محق فقد حولنا 2-8 إلى حدث إعلامي يزداد كل عام ابتعاداً عن المضمون، بل وفرغناه من محتواه الاجتماعي وأبعاده حول التضحية والشهامة والتضامن بين الناس ودور الشباب ومكانة الصمود». متابعة قراءة الثاني من أغسطس «1990» .. زوايا أخرى
التصنيف: د. شفيق ناظم الغبرا
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
twitter: @shafeeqghabra
محاولة لفهم ما يجري في تركيا وتفسيره
فشل الانقلاب في تركيا وبقاء حكومة منتخبة ديموقراطياً في موقعها، على قدر كبير من الأهمية لمستقبل تركيا والإقليم العربي. فالحزب الحاكم في تركيا، «العدالة والتنمية»، فاز منذ ٢٠٠٢ بأكثر من عشرة انتخابات برلمانية ورئاسية. الفارق هذه المرة، أن الانقلاب الذي أراد أن يصادر الإرادة الانتخابية هزمته الحالة الشعبية التي صوّتت في انتخابات متتالية لحزب «العدالة والتنمية» كما وللمعارضة. لقد أنهى الانقلاب في ليلة واحدة وفي ساعات قليلة، دولة كمال أتاتورك التي استندت إلى نخب عسكرية ودور الجيش في حماية الدولة، وثبت فشل الانقلاب في دولة تستند الى إرادة شعبية. لقد تحوّل الشعب التركي الى الحكم الحقيقي والميزان النهائي في تركيا المستقلة عن مراكز النفوذ العالمية بما فيها الأميركية. متابعة قراءة محاولة لفهم ما يجري في تركيا وتفسيره
الانقلاب التركي .. مخاطر وتحديات
فاجأ الانقلاب التركي العالم، علمت بوقوعه من صديق سوري في ظل مناسبة فرحة لأصدقاء مشتركين في أوروبا. تحدثنا قليلا، كان خائفا: لو نجح الانقلاب ستسقط حلب قريبا ولن يكون للسوريين داعم، وسيدمر هذا ملايين اللاجئين الذين يلقون في تركيا معاملة متميزة“ حاولت ان أطمأن صديقي السوري فاردفت قائلا:
”الانقلاب في تركيا لن ينجح بسهولة، فتركيا دولة مؤسسات، هي دولة وسط بين الشرق الاناضولي والغرب الاسطنبولي، هي دولة بين الإسلام والعالم وبين الديمقراطية الحقة والديمقراطية النامية، الإنقلاب في دولة كهذه في هذه المرحلة من تطور اقتصادها ومؤسساتها لن ينجح، فالجيوش في الحكم لا تجلب سوى الكوارث . متابعة قراءة الانقلاب التركي .. مخاطر وتحديات
المأزق العربي وحرية الرأي
سيجد العالم العربي صعوبة كبيرة في الخروج من مأزقه الراهن بلا التوصل لقناعة تامة وجادة من قبل نخبه الراهنة والمستقبلية بضرورة الرأي الآخر مهما كان مخالفا وفجا. فبلا الرأي المعارض المسنود بقوة القانون، ستكون المجتمعات العربية غير قادرة على الخروج من محنتها، بل ستكون أكثر تفككا وتدميرا لذاتها. لقد استوردنا المحن أساسا من كون مجتمعاتنا تسير على غير هدى بسبب انشغال قادتها بغلق منافذ التعبير أمام منافسيهم. وتعج دولنا العربية بالقوانين التي تسجن وتقصي بسبب التعبير عن الرأي أو المساس بصانعي السياسة الرئيسيين. وما فشل الانقلاب في تركيا في اليومين الماضيين إلا تأكيد بأنه يوجد في الإقليم الإسلامي نماذج للرأي والرأي الآخر، وأن المدنية قادرة على الانتصار على النزعة العسكرية القمعية التي تدمر الحضارة بفضل وأدها لكل ما يرتبط بالرأي والرأي الآخر والحقوق والانتخابات وبناء المؤسسات. متابعة قراءة المأزق العربي وحرية الرأي
انسداد السبل الإرهاب وغياب الإصلاح
الإرهاب الذي ضرب مؤخرا المملكة العربية السعودية وبصورة أكثر وحشية العراق بينما يهدد الكويت وغيرها هو نتاج عنف سابق وراهن يزداد زخما في قاع البلاد العربية، العنف الأعمى يختلف من مكان لآخر، لكنه تعبير عن سلسلة أمراض تنخر البلدان العربية. يجب أن ندين العنف ونقف ضده لأنه يدمر الحياة ويقتل البراءة، لكن ذلك لن يكفي، إذ لا بد من التعامل مع الأسباب العميقة التي تنتج العنف. إننا نعيش في إقليم يسبح على بحيرات من العنف والحزن والفقر والاستلاب.
عنفنا نتاج للعلاقات السلطوية التي تتفاعل في قلب مجتمعات تعاني من الاكتظاظ السكاني والتكاثر العددي المفتوح، في ظل غياب المؤسسات القادرة على التخطيط والاستيعاب. إن الاستئثار السياسي الرسمي (غياب المشاركة وفصل السلطات) المصحوب بالفقر والبطالة والإذلال وقلة العمل وانهيار الأحلام وضعف الحريات وانتشار الفساد في ظل ضيق الافق وضعف العقلانية الرسمية يسهم في العنف الذي يعيشه العالم العربي. العنف نتاج علاقات غير متكافئة في الإقليم تتضمن إخضاع الشباب للكبار والفقراء للأغنياء والمحكومين للحاكم الفرد والمرأة للرجل والسني للشيعي أو الشيعي للسني، والأسرة لسلطة الاب، وغير المتشدد للمتشدد دينيا، والمدني للعسكري، والضعيف للقوي، والمثقف والمبدع لوزارات الإعلام التي لغتها معظم دول العالم، والإنساني للأمني، والتعليم للحفظ وللأهواء. متابعة قراءة انسداد السبل الإرهاب وغياب الإصلاح
تفكك الأمم والحالة العربية
عوامل تفكك الأمم متراكمة ومتداخلة. فعندما تنفجر سلسلة صراعات، كما هو حاصل في الوضع العربي، نجده يتفاعل بسبب تناقض جبار يخفي عشرات القضايا الفاصلة بين طموحات وآمال الناس من جهة، وبين الواقع المعاش من جهة أخرى.
وتتفكك الأنظمة، دون أن يشترط ذلك تفكك الجغرافيا، وذلك إن تراخت في بناء مؤسسات ذات مصداقية وفاعلية. ولا يوجد شعب ينمو ويتطور دون أن يمتلك مؤسسات تعبر عنه وتمثله، وإعلاما يتحدث بمصداقية ضمن ضمانات قانونية. لهذا ففي المجتمعات العربية تخضع المؤسسات (أكانت حزبية أم رياضية، أدبية، ترفيهية، اقتصادية، برلمانية، حكومية أم غير حكومية، قضائية، تنموية، إعلامية، مدنية) لتدخلات سلطوية فردية وتعيينات شكلية. متابعة قراءة تفكك الأمم والحالة العربية
آفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
تعكس نتيجة الاستفتاء الذي أخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حالة عدم استقرار النظام الدولي كما نعرفه، وتؤكد قدوم مفاجآت في المنظومة العالمية لا تقل إن لم تكن تزيد عن الأزمة الاقتصادية العالمية للعام ٢٠٠٨. الانسحاب البريطاني فاجأ العالم، لكنه في الوقت نفسه انعكاس لنمو تيارات في المجتمعات الغربية والأوروبية تشعر بالضيق من نتائج الحدود المفتوحة في مجال العمل والعمالة، إنها بدرجة ما ردة فعل على سرعة خطوات الوحدة الأوروبية وجرس إنذار لها حول ضرورة إدخال تعديلات تعيد لها الحيوية والنشاط والتفاؤل. صعود اليمين الأوروبي والجماعات المحافظة والرافضة لحركة الأفراد والمهاجرين الجدد ضمن أوروبا ومن الشرق الأوسط يعكس تراجع المنظومة التي تأسست بعد الحرب الباردة والتي استندت إلى تفاؤل في نمو الطبقة الوسطى وتحسن أحوال الطبقات المتوسطة والشعبية.
في العقد الماضي، ضعفت الطبقات الوسطى وتراجعت بصورة واضحة في دول العالم المتقدم، وفي أوروبا ازداد الفقر، وتراكمت الثروات عند أقلية من الأثرياء والمستثمرين ممن ساعدتهم الإجراءات المفتوحة. كل هذا جعل العولمة تواجه مأزقاً شعبياً لدى الفئات الأضعف والخاسرة نتيجة العولمة وهو ما انعكس في بريطانيا بصورة واضحة. متابعة قراءة آفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
تحديات مرحلة .. العربي الخائف من المجهول
بينما ينقلب العالم رأسا على عقب وتخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد استفتاء شعبي ديمقراطي تم احترامه من قبل الرسميين البريطانيين، يعيش الإنسان العربي في خوف من حاضره ومستقبله في ظل التآمر على صوته وحقه الإنساني في الحرية والاستقرار، العربي خائف على عمله لأن الاقتصاد لا ينمو والاستثمار لن يأتي لمنطقة بهذا الاضطراب. كما أنه قلق بسبب سقوط أسعار النفط لانعكاسها على دول النفط والدول الغير نفطية، وخائف من الحروب في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وخائف على اللاجئين ومن اللاجئين.
ومن الجمود السياسي في البلدان العربية وسوء الإدارة والفساد، وهو قلق على الحالة المصرية التي تقع على أراضيها المفاجأة تلو الأخرى. الخوف العربي يمتد لإيران وهجومها الإقليمي، ولداعش وصعوبة احتوائها. متابعة قراءة تحديات مرحلة .. العربي الخائف من المجهول
إرهاب أورلاندو وواقع الشرق والغرب
العمل الإرهابي الذي استهدف مدنيين في ناد ليلي في أورلاندو في الولايات المتحدة يطرح إشكالا كبيرا، فهذا العمل البعيد عن مناطق الصراع، ورغم ادانة المسلمين لهذا العمل وعدم تحملهم لمسؤوليته، إلا أنه يرفع منسوب الكراهية بين المسلمين وغير المسلمين. ترامب، المرشح الجمهوري للإنتخابات الاميركية يعلن في تصريح له انه يريد منع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، بينما يعلن الرئيس أوباما ان العمل الإرهابي جزء من حالة فردية داخلية لا علاقة لها بالارهاب العالمي، وانه يجب ان لا يعمم الامر على المسلمين أو غيرهم. متابعة قراءة إرهاب أورلاندو وواقع الشرق والغرب
العمليات الفردية الفلسطينية في غياب العمل المنظم
العملية الفلسطينية التي وقعت في تل أبيب في التاسع من هذا الشهر تؤكد أن ردة الفعل على العنف الإسرائيلي والتمدد على الأرض الفلسطينية أصبح منوطاً بأفراد يعيشون تحت الاحتلال. كان العنف الفلسطيني في السابق نتاج عمل المنظمات السياسية والعسكرية الفلسطينية، وكان يخدم أهدافاً سياسية حول الحقوق وتحرير الأرض، لكنه الآن بيد أفراد المجتمع الفلسطيني الفاقدين الثقة بالقوى السياسية المنظمة. ممارسة العمل المسلح والسياسي من قبل أفراد لا علاقة لهم بالعمل المنظم هي نتاج وصولهم لحالة من الأسى العميق ممزوجة ببارقة تفاؤل ورغبة جامحة في إثبات الوجود السياسي والوطني والحقوقي. إن طبيعة الانتفاضة الفلسطينية المندلعة منذ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٥ تؤكد بأن مدرسة العمل الفردي تزداد انتشاراً في كل فلسطين. متابعة قراءة العمليات الفردية الفلسطينية في غياب العمل المنظم