دخل دونالد ترامب البيت الأبيض بغرابة كبيرة بالمقارنة مع أي رئيس سابق، وهو ما يعكس عمق الانقسام وطبيعة المنحدر الذي تمر به الولايات المتحدة. في لحظة تنصيب ترامب لم تتجاوز شعبيته وفق الاستطلاعات ٤٠ في المئة، فيما كانت شعبية باراك أوباما ٧٧ في المئة في يوم تنصيبه. وفي يوم التنصيب نفسه حصل أوباما الجالس خلف ترامب على نسبة ٦٠ في المئة من القبول بينما لم يحصل ترامب إلا على ٤٠ في المئة. في حفل التنصيب وقف الرئيس الجديد، وبينما كان يجلس خلفه أربعة رؤساء سابقين ديموقراطيين وجمهوريين، مؤكداً أن تاريخهم خال من أية قيمة تذكر، وأن أميركا تعود إلى نفسها مع انتخابه وتنصيبه رئيساً. واستمرت الكاميرات المرتعبة من التنصيب تلتقط الوجوه والوجوم، بينما كان أوباما يستمع لخطاب ترامب الشعبوي ناظراً إلى الأرض وكأن لسان حاله يقول: ليت هذا اليوم ينتهي بسلام. لقد بدأ عهد ترامب مع الإثارة وسينتهي مع الإثارة. متابعة قراءة الولايات المتحدة والنزاع الأهلي المقبل
التصنيف: د. شفيق ناظم الغبرا
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
twitter: @shafeeqghabra
بين الديمقراطية والتسلطية
صراع النموذج الديمقراطي والتسلطي ليس جديدا وهو لن يحسم في مدى قريب في قارات كآسيا وإفريقيا والعالم العربي الممزق. فوفق المفكر السياسي هنتنغتون جاءت موجة معاكسة للديمقراطية بعد كل موجه ديمقراطية. الموجة الثالثة للديمقراطية التي فاجأت العالم في أواسط سبعينيات القرن العشرين، حتى سقوط الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية، حافظت على الكثير من مكتسباتها في مواقع عديدة، بالرغم من التراجعات التي برزت في آسيا وإفريقيا بشكل أساسي.
يمكن الاستنتاج بأن التسلطية مقنعة لمدد زمنية محددة، خاصة وأن هناك مناطق في العالم عصية على ممارسة الديمقراطية، بسبب عمق السلطوية في بنيانها الإداري والثقافي. متابعة قراءة بين الديمقراطية والتسلطية
سوريا .. ما وراء اللحظة
لم تكن الارادة الشعبية السورية التي انطلقت في شوارع درعا ودمشق (أسوة بالثورات العربية)، تريد أكثر من تعديل هذا الجزء أو ذاك من النظام السياسي السوري، ولم يكن كل النظام السوري مع الحل الأمني في التعامل مع تظاهرات الشبان والشابات. لكن طرفا أساسيا في النظام السوري حمل قيما مدمرة مستمدة من أسوأ ما يمكن أن يحتويه الاستبداد تجاه كل حراك شعبي وتعبير، وقد جسد رئيس النظام الأسد ذلك الجانب الأكثر ظلامية من مكونات النظام في سوريا. متابعة قراءة سوريا .. ما وراء اللحظة
خطاب كيري .. وقضية فلسطين
خطاب وزير الخارجية الأميركي الطويل يوم 28 ديسمبر 2016 الذي ركز على سياسات إسرائيل الاستيطانية المدمرة لحل الدولتين يعكس مأزق العلاقة الاسرائيلية الاميركية الراهنة والمستقبلية. جاء خطاب وزير الخارجية الاميركية، كما قالت افتتاحية الغارديان منذ أيام، متأخرا، لكنه ضروري في مرحلة مفصلية. ويحاكي الخطاب قيام إدارة اوباما بتمرير قرار مجلس الأمن ضد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس. إن تصفيق دول مجلس الأمن بعد القرار يؤكد الضيق الدولي من السياسة الإسرائيلية كما والخوف من نهاية حل الدولتين. متابعة قراءة خطاب كيري .. وقضية فلسطين
آفاق ومآلات الوضع العربي في العام الجديد
بدأ العام الجديد في أعقاب قدرة كل من روسيا وإيران والنظام السوري على السيطرة على معقل الثورة السورية في مدينة حلب. وتم ذلك ضمن صفقة سياسية ساهمت بها تركيا بعد انكشاف ظهرها السياسي والأمني منذ انقلاب الصيف الماضي. تدمير حلب واقتحامها أعادا الأوضاع إلى المربع الأول. فقد فتحت حلب مع العام ٢٠١٧ الباب لمرحلة لا تقل في قيمتها وعصفها عن المغزى التاريخي لنزول القوات الأميركية في قلب العاصمة العراقية بغداد في ٢٠٠٣. إن زيارة قاسم سليماني لحلب ودور القوات الروسية وقوات النظام في تدميرها يحملان العديد من الرسائل للسوريين كما للعرب. لقد أصاب الرئيس الأسد، فقبل حلب مختلف عما بعدها، لكن هذا ينطبق على ضحاياه في الوقت نفسه، فللضحايا في النهاية كلمتهم ومآلاتهم وهم لن يقبلوا بأقل من كرامة وتغيرات تصيب جوهر النظام وتحاسب على سياسات الموت والإبادة. سيكون عام ٢٠١٧ العام الذي يستوعب ما وقع لحلب وللثورة السورية، وسنشهد تأسيساً لمعارضة أكثر استقلالية ووحدة بل وأكثر وضوحاً في أهدافها تجاه الشعب السوري، وهذا سيتضمن تأسيساً لحالة مقاومة للوجود العسكري والأمني الإيراني الروسي في سورية. الهدف سيكون استعادة مكانة الشعب السوري في المعادلة التي صادرت حقه في تقرير المصير. هذه اللحظة التاريخية مفتوحة على الكثير من الاحتمالات. متابعة قراءة آفاق ومآلات الوضع العربي في العام الجديد
الثورة السورية
مكونات الاستمرار وتناقضات الحالة الإقليمية الدولية
ما وقع منذ 2011 حتى لحظة سقوط حلب الشرقية سيبقي الكتلة السورية الأكبر من السكان، والتي عانت من التشرد واللجوء وحرب النظام ضد الشعب، مؤمنة بحقوقها كاملة غير منقوصة. إن نزاع النظام السوري مع أغلبية السكان في سوريا سيترجم من قبله لتغيرات ديمغرافية وحالة من الفصل والاعتماد المبالغ به على القوى الخارجية. بنفس الوقت ستستمر الكتلة الأكبر من السوريين في سعيها لتحقيق العودة والكرامة والأمن وخضوع النظام السوري لآليات المساءلة وخروج الأسد من السلطة. هذه الأهداف لن تتحقق في المدى المنظور، وذلك بسبب سياسة النظام من جهة وبسبب دعم روسيا بوتين له، وبسبب سيطرة ميلشياته وميلشيات الداعمين الإيرانيين على العديد من ساحات الحرب.
لهذا فإن كل استسلام أمام النظام سوف يعني عمليا القبول بنظام سوري ضعيف مرتبط بالخارج. هذا بحد ذاته انقلاب استراتيجي كبير من الصعب استمراره موضوعيا في السنة والسنتين المقبلتين. من المنطقي إذن الاستنتاج بأن الظروف ستدفع لصالح استمرار الثورة السورية. فالسيناريو الأكثر منطقية في سوريا مرتبط بإمكانية نشوء وضع أكثر تعقيدا من العراق بعد 2003. الحرب في سوريا لم تصل بعد للنهاية وهي في مكان ما في منتصف الطريق وما وقع في حلب سيؤدي لمعارضة مختلفة أكثر قوة وتنظيما واستقلالية.
لهذا فالمعارضة السياسية والمسلحة لن نختفي من المشهد، وذلك لأن الظروف التي أنتجتها لازالت قائمة. لكنها بحاجة لنقد تجربتها، وللسعي للاندماج بين فصائلها، وهي أيضا مضطرة لتأمين مصادر مالية مستقلة عن الداعمين. إن بناء وحدة بين حركة أحرار الشام وجبهة فتح الشام سيقدم زخما جديدا لمشروع المعارضة، فهو سيجمع قوى إسلامية ذات فاعلية كبيرة على الأرض. الإندماج قد يضع المعارضة المسلحة في خانة تهم الإرهاب بسبب علاقات فتح الشام( النصرة سابقا) بالقاعدة. لكن بعد حلب ستتحول أطراف أكبر من المعارضة المسلحة لمزيد من الحزم والراديكالية في رؤيتها وتوجهاتها تجاه القضية السورية، وهي بالتالي لن تهتم كثيرا لتهم الإرهاب طالما أنها لا تمارس عنفا خارج الأراضي السورية. في الجوهر فعنف المعارضة السورية يبدو صغيرا نسبة لعنف النظام والميلشيات المتحالفة معه. وقد يكون من نتائج التصورات الجديدة أن تتفادى المعارضة خوض معارك مسلحة مع الأكراد ومع داعش لصالح أطراف دولية أميركية وتركية. فالمعارضة السورية بحاجة لتكثيف قوتها في مواجهة النظام وحلفائه. هذا يعني بأن الشخصية المستقلة للمعارضة السورية قد تتطور من جراء ما وقع في حلب ومن جراء إمكانية نزول قطاعات من المعارضة تحت الأرض وإتباع وسائل حرب عصابات في ظل حراك شعبي طويل المدى.
سيبقى السؤال مفتوحا حول حدود الدعم التركي للمعارضة، فتركيا ربما تخلت عن حلب لصالح صفقة مع روسيا ولصالح قتالها الموجه ضد الأكراد والدولة الإسلامية، لكنها لازالت تريد سقوط نظام الأسد. لقد اعتبرت تركيا بأن الانسحاب الأميركي من الإقليم تركها مكشوفة الظهر من أكثر من جهة، كما أن موقفها من روسيا مرتبط بالانقلاب الذي كاد أن يطيح بحكومة أردوغان المنتخبة في الصيف الماضي، كما أن الوضع الداخلي التركي الكردي والتركي التركي قلق للغاية. كما أن موقف الولايات المتحدة وموقف الناتو من الانقلاب التركي لم يكن كما تتوقع تركيا مما دفعها للتحليق باتجاه روسيا. وقد تكون علاقة تركيا بروسيا مرحلية ومؤقتة، وهي كذلك على الأغلب، فالعلاقة الروسية التركية ستكون مرهونة بسياسات الرئيس الأميركي ترامب تجاه سوريا وإيران وروسيا وتركيا وتجاه الدور الأميركي في الشرق الأوسط. هذه الصورة لن تنضج قبل أواخر 2017 وبدايات 2018. وستكتشف تركيا بأنها دفعت ثمنا مضاعفا من جراء سقوط حلب، لكن ذلك ربما قدم لها غطاء كانت تفتقده، في النهاية ستضطر تركيا للدخول في عمق النزاع السوري الإقليمي. يبدو كل ما يقع على الحدود التركية تسخين لحرب أكبر.
في المرحلة القادمة ستخضع سوريا لحرب تحرير معقدة ضد النظام وضد القوى الإيرانية والروسية الداعمة له والساعية لحسم معركة سوريا ضد الشعب ولصالح نظام لا يمتلك إلا القليل من المكانة الدولية والشرعية الداخلية. ستكون سوريا عصية على الهضم طوال عام 2017 وستستمر وجوديا في قلب العاصفة العربية- الإقليمية- العالمية.
معركة حلب وتحديات الزمن المقبل
تؤكد معركة حلب الكبرى أن الحرب في سوريا لن تنتهي في المدى المنظور، خروج المدنيين السوريين من حلب الشرقية، عوضا عن الاكتفاء بخروج المسلحين والجرحى سيؤسس لحرب طويلة ممتدة. ما حل بحلب الشرقية يذكر بما حل في بيروت عندما احتلها الجيش الإسرائيلي وصنع مجازر صبرا وشاتيلا. معركة حلب لن تجلب الاستقرار للنظام السوري ولا للتدخل الروسي والإيراني في سوريا. حلب التي صمدت لسنوات أربع صنعت قصة ممتدة، فالتناقض من الآن فصاعدا سيتحول نحو الاحتلال الروسي أولا ثم الإيراني ثانيا قبل ان يكون مع جيش النظام الذي دمرته الحرب. متابعة قراءة معركة حلب وتحديات الزمن المقبل
الموقت في الحال العربي
ما يقع في الإقليم العربي المفكك والمدمر يتميز بصبغته الموقتة، فـ «داعش» اليوم في الموصل، لكنه لن يكون فيها بعد غد، وسورية في حرب كبيرة وسط جريمة مرعبة، لم نستوعب مضمونها وآثارها، تمارس في مدينة حلب من قبل النظام وروسيا في واحدة من أسوأ حالات الحرب على السكان والأبرياء. هذه الأحداث الجسيمة هي الأخرى ستلاحق المشاركين. روسيا اليوم في سورية وقد لا تكون بعد غد، وإيران في حرب على جبهات عدة وقد يتغير هذا في وقت آخر. في إقليمنا كل صفقة سياسية ووقف إطلاق نار تمهيد لمعركة أشمل. العالم العربي في شلل في ظل حروب والخاسر هو الإنسان العربي الباحث عن حقوق ومستقبل. في بعض الدول حكومتان وسلطتان، وفي دول أخرى الحكومة في مكان والسلطة الفعلية في مكان آخر. في العالم العربي سلام موقت واقتصاد ريعي يهتز بفضل أسعار النفط المتدنية. هذه اللحظة العربية أصبحت موقتة بأكثر مما يسمح به التاريخ. متابعة قراءة الموقت في الحال العربي
قمة الخليج ..تحديات متنامية
تأتي القمم الخليجية وتذهب بينما تسعى دول مجلس التعاون لإدامة الاستقرار، على الأقل لريثما تمر العاصفة العاتية التي تعصف في طول الإقليم وعرضه. الخطوات الخليجية تجاه الأمن تنعكس مزيدا من التنسيق الأمني والتسلح، وستعتمد على التنسيق مع الغرب الذي فقد الاهتمام في خوض حروب جديدة. الظاهر على السطح مؤخرا أن مجتمع المواطنين بما فيه التواصل الاجتماعي بدأ يفقد الاهتمام بالقمم، وبدأ يشعر بأنها فقدت الكثير من زخمها.
ففي كل حوار مع أفراد من مشارب مختلفة تبرز بينهم حالة تخوف من أن المزيد من التسلح سيترجم لتراجعات مالية، فمرتبات الأمن ستخلخل مرتبات البيروقراطية والعمل، وهذا سيفاقم من التناقضات الاجتماعية والسياسية المحلية. إن المواجهة مع إيران تستنزف القوة المالية والعسكرية في الخليج، بينما يستمر الاستنزاف بكل مسبباته المختلفة في سوريا وليبيا والعراق واليمن ومصر والسودان. متابعة قراءة قمة الخليج ..تحديات متنامية
فلسطين وفتح .. الرعيل الأول والمصاعب المقبلة
خطاب الرئيس أبو مازن في مؤتمر فتح كان موجها لجهات عدة أولاها اعضاء مؤتمر فتح، لكنه وجه الخطاب أيضا للسلطة الفلسطينية والرأي العام الفلسطيني وكل من يتابع مجريات الوضع الفلسطيني. مصدر الخلط في الخطاب بين أن يكون موجها لأعضاء المؤتمر الخاص بحركة فتح، وبين أن يتجه للسلطة والإدارة الفلسطينية، مرتبط بذلك التداخل الكبير الحاصل بين فتح من جهة، والسلطة الوطنية من جهة أخرى. متابعة قراءة فلسطين وفتح .. الرعيل الأول والمصاعب المقبلة