سامي النصف

زمن الشركات الكبرى

نحن في زمن الشركات الكبرى التي تنتج من اندماج الشركات الصغرى كي تستطيع العيش والمنافسة في بحور تملأها الحيتان واسماك القرش الدولية المدعومة بقوة من حكوماتها، لذا يصعب فهم فلسفة اضعاف شركاتنا الكبرى التي خرجت من محيطنا المحلي للعالمية عبر حسدهم على نجاحاتهم، فيستبدل الدعم المفترض لهم كجائزة على حسن انجازهم بخلق المنافسين والاشكالات والمصاعب امامهم.

ان تلك الشركات وبسبب اتساع رقعة اعمالها وزيادة ارباحها المستحقة تقوم بتشغيل الشباب الكويتي كما تملك القدرة على المنافسة الخارجية وفتح اسواق جديدة لها، لذا فإن خلق شركات اتصال ثالثة ورابعة، الخ، يعني اننا نتوجه بعكس خط السير العالمي المشجع للاندماج ومن ثم نحول شركاتنا الكويتية الكبرى الى شركات صغرى ضعيفة لا تملك القدرة على المنافسة الخارجية او توظيف الكويتيين، بل ستلجأ على الارجح وكوسيلة للبقاء المؤقت للبحث عن العمالة الآسيوية الرخيصة وسيتسبب خفض ارباح الشركات القائمة كذلك في احتمال استغنائها عن الكويتيين.

ان شركتي الاتصال القائمتين تم تأسيسهما وتملك اسهمهما عن طريق الاكتتاب العام الذي شارك به جميع الشعب الكويتي، لذا فما الجديد في فكرة انشاء شركة اتصال ثالثة ستولد ضعيفة وستضعف معها الشركتان القائمتان، وانا ـ للعلم ـ لا املك سهما واحدا بأي منهما ولا علاقة تربطني بالقائمين عليهما عدا البحث عن الصالح العام الذي كم من جرائم ترتكب باسمه هذه الايام.

واذا كنا ندافع عن مبدأ الشركات الكبرى القائمة بشكل عام، فإننا في الوقت ذاته ندعو لأن يتوقف البعض من تلك الشركات عن مبدأ التوحش القائم على الايمان بحق السمكة الكبيرة المطلق بأكل السمكة الصغيرة، فتقوم على سبيل المثال من تملك عشرات الوكالات التجارية بتقصد من تملك وكالة واحدة مستخدمة جميع الاسلحة المشروعة وغير المشروعة للحصول عليها او ان تنافس الشركات التي تحوز المناقصات الكبرى الشركات الصغرى التي تعتمد في رزقها على مناقصات الالف والالفي دينار، وهي توجهات لا تناسب على الاطلاق الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة والموروثة في البلد.

آخر محطة:
مذابح وحروب وتفجيرات تجري بشكل متواصل في افغانستان والعراق والسودان وفلسطين والصومال ولبنان وغيرها من دول اخرى قادمة على الطريق، ما نعلمه ان دول المنطقة بأكملها لا تصنع حتى خرطوش بندقية صيد واحدة، فمن اين اذن يأتي كل هذا السلاح المدمر للارهابيين والقتلة والجزارين؟!

سامي النصف

طيران

شركة «كاسكو» لخدمات الطيران وان كانت تتنافس في السوق التمويني والخدماتي مع الشركات الخاصة الأخرى، إلا أنها في الواقع مملوكة بالكامل للدولة، وبالتالي فإن الاساءة الى سمعتها بحسن نية وبدعاوى غير دقيقة أو صادقة هي إضعاف ظالم لقدرتها على التنافس مع الشركات الخاصة الأخرى، وإساءة لجهود الآلاف من موظفيها ومنهم مئات الشباب الكويتي.

ومن ذلك الاشادة بالرد الوافي الذي تقدمت به وزيرة المواصلات المحترمة على أسئلة نشرت في الصحافة تضمنت اتهامات ابتعدت عن الموضوعية للأسف في جزء كبير منها لشركة كاسكو، وكان التعامل الأفضل مع تلك الاتهامات ـ أو حتى غيرها في وزارات ومؤسسات الدولة الأخرى ـ ان يتم التأكد من صحتها قبل نشرها على الملأ حرصا على المصلحة العامة التي يرومها الجميع.

ما طرحه الزميل علي البغلي في مقال الأمس، حول ضرورة شراء طائرات جديدة لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية بعد الدعم الواضح للمؤسسة من قبل كبار المسؤولين في الدولة وضمن سوق بتنا نرقب فيه بحسرة شراء دول خليجية لمئات الطائرات الحديثة لأساطيلها الجوية مما يضعف من القدرة التنافسية لمؤسستنا الوطنية العريقة، لا يحتاج إلا لدعم رجال سلطتنا التشريعية الأفاضل لمشروع زيادة رأسمال المؤسسة كي يتضمن المبالغ التي ستدفع لشراء تلك الطائرات الحديثة، وهو ما سيفتح الأجواء واسعة «للكويتية» للتنافس وخدمة المواطنين بشكل أفضل، كما سيتيح المجال لتوظيف المزيد من الشباب الكويتي في المؤسسة وخلق فرص عمل جديدة للآلاف.

وقرار شراء الطائرات متى ما اتفق عليه يجب أن يتم بالسرعة الممكنة، علما أن «الكويتية» تقوم ومنذ مدة بالدراسات الفنية اللازمة للاختيار الأفضل بين أنواع الطائرات المختلفة، حيث ان مواعيد تسليم الطائرات تتأخر مع كل يوم يمر وكنتيجة لانفتاح الصين والهند ممن أصبحوا كالثقب الأسود يمتص كل الطائرات المصنعة، اضافة بالطبع للتزايد المطرد في الحركة الجوية في بقاع الأرض المختلفة، علما أن أحد أسباب تأخر طائرات ايرباص A380 العملاقة هو رغبات شركات الطيران المختلفة بوضع تصاميم متباينة داخل الطائرة، مما خلق اشكالية في توزيع وتوصيل وايرات الكهرباء مع كل تصميم يختلف عن الآخر وخلق ضغطا على طلب الطائرات الأخرى.

آخر محطة:
أعجبني التعقيب العاقل من جمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية حول قضية الهبوط الاضطراري للطائرة الكويتية في رأس الخيمة وضرورة انتظار نتائج التحقيق الفني للموضوع الذي تشير بعض مؤشراته الأولية لعطب لا دخل للصيانة بالضرورة به في الجهاز المسؤول عن انزال العجل الأمامي للطائرة، ومن ثم صحة قرار الطيار بالهبوط الاضطراري واخلاء الطائرة، حيث ان العجل الامامي لم يكن في وضع النزول الآمن Down and locked المفترض، ومن ذلك كان دخول الشركة المصنعة كطرف مراقب في التحقيق، وبالطبع الجميع في انتظار النتائج النهائية للتحقيق الذي لم ينتج عنه ولله الحمد إصابات خطيرة مما يبقي سجل مؤسستنا الوطنية ناصعا في مجال السلامة الجوية.

سامي النصف

بوابة المغرب انفتحت

مع ارتفاع اسعار الاراضي في بعض الدول الخليجية، والاشكالات البيروقراطية المعرقلة في بلدان اخرى بدأت رؤوس الاموال الخليجية وفوائض البترودولار تتجه غربا للمغرب العربي للاستثمار فيه خاصة مع صدور القوانين المشجعة على ذلك وتبني جلالة الملك شخصيا تشجيع تلك المشاريع التنموية وتذليل العقبات امامها.

تزامن ذلك مع نزوح اوروبي ملحوظ، اسباني وفرنسي على وجه الخصوص، نحو المغرب للتقاعد والاستقرار فيه لتمتعه بالرخص النسبي والاراضي البكر والجو العليل والسواحل الدافئة الرائعة المطلة على المحيط الاطلسي من جهة والبحر الابيض المتوسط من جهة اخرى.
 
وضمن تلك البقعة تحديدا، وأعني البقعة الجبلية والساحلية التي تطل على المحيط والبحر، تقع مدينة طنجة التاريخية التي احتفظت بصفتها الدولية منذ بداية القرن الماضي وحتى الستينيات منه، والتي انشأها الفينيقيون واختلف على مسماها كثيرون، ومن ضمن اهم معالمها السياحية كهف هرقل المطل على البحر على شكل خارطة افريقيا والذي قال مضيفونا المغاربة ان ضربة يده على الارض هي التي تسببت بفصل اوروبا عن افريقيا، وحمدنا الله كثيرا على انه لم يكرر الضرب والا لاصبحت كل دولة في القارتين جزيرة منعزلة بذاتها.

وقد استضافنا قبل اسبوعين بيت التمويل الخليجي في رحلة ضمت جمعا طيبا من رجال الاعمال الكويتيين تقدمهم الاخوة الافاضل سليمان البريكان ومحمد العثمان وفوزي العتيقي وعبدالرحمن النصف وقتيبة العسكر واحمد الجسمي وثلة رائعة من الاخوة البحرينيين هم صالح البلوشي وحسين جمشير وعلي الرميحي ومهند حمد ممن اشرفوا حتى الكمال على حسن سير الرحلة وكرم الضيافة وقد اجرى الاخ الاكبر سليمان البريكان اثناء الرحلة اختبارا كتابيا له دلالات نفسية عميقة كشفت وبشكل دقيق التوجهات والاهتمامات الحقيقية لمن قبل المشاركة في ذلك الاختبار والذي احذر رفقاء بوداود المستقبليين من المشاركة به حفاظا على اسرارهم الشخصية.

وقد زرنا موقع المشروع الواقع على تل والمطل على البحر والمحتوي على 3 فنادق فخمة وملعب للغولف ومئات الوحدات السكنية، ويمكن لك وانت جالس في شرفة منزلك او غرفة فندقك ان تراقب حتى حركة السيارات على الجانب الاسباني او تتابع العبارات البحرية السريعة بين الشاطئين الاوروبي والافريقي اللذين كان بإمكانهما ان يكونا وحدة جغرافية واحدة لا تحوج للعبارات او حتى ان يحرق القائد المظفر طارق بن زياد سفنه لولا رعونة هرقل سامحه الله.

في المساء اقيم احتفال فريد في الموقع وحول القلعة التاريخية الواقعة في منتصفه، ازدان بالخيول والاعلام المغربية الجميلة ثم بدأ حفل ألعاب نارية يقارب في مستواه ـ ان لم يفق ـ ما رأيته في اميركا خلال اعياد الاستقلال، كما تبع ذلك حفل عشاء تخللته ألعاب ليزر ورياضة وخفة حركة اذهلت عقول الحاضرين.

ان توجه مجلس الوزراء الكويتي إلى اعادة فتح خط المغرب الشقيق يسهل امام السائحين والمستثمرين الخليجيين والكويتيين زيارة ذلك القطر الشقيق المضياف والمزيان بالزاف.

آخر محطة:
قضية منح الجنسية في العالم اجمع تخضع لمبادئ السيادة والتمحيص، والاهتمام بها على اعلى المستويات، حيث يتم الاختيار النوعي لمن يتم منحهم الجنسية دون تعميم، وقد عقد مجلس الوزراء المغربي اجتماعا قبل يومين برئاسة جلالة الملك للنظر في منح 512 حالة، تمت دراستها وفرزها بشكل مسبق، الجنسية المغربية بعد انتظار استمر عدة عقود وقد اعلن ذلك وزير الاتصال المغربي والناطق باسم الحكومة، وفي هذا السياق لماذا لا تعين الدكتورة الناطقة معصومة المبارك ناطقة باسم الحكومة، وفي ذلك دعم للمرأة الكويتية بشكل عام، كما انه افضل من تحديده بوزير الاعلام الذي يتم استبداله كل عام او عامين بسبب الاستجوابات؟!

سامي النصف

أبناء ميكافيللي

القاعدة العامة تقول ان الفرد ضعيف بذاته قوي بتجمعه مع الآخرين، ويقال عادة ان العرب هم شواذ هذه القاعدة، حيث تلحظ قوتهم كأفراد وضعفهم عندما يجتمعون، وقد يكون هذا القول صادقا كذلك مع كثير من حكوماتنا المتعاقبة، حيث نلحظ قوة وزرائها كأفراد مع ضعف عام للحكومات بسبب تنافر الوزراء بدلا من توحدهم وتضامنهم ودفاع بعضهم عن البعض.

وهذا التنافر للاسف الشديد هو احدى خصائص المجتمع الكويتي المعاصر بشكل عام، وليس الوزراء فقط، فلا تجد قطاعا مهنيا او نقابيا او ثقافيا او فكريا او اعلاميا او اقتصاديا او رياضيا او فنيا الا ويدب الخلاف الشديد بين افراده القلائل دون اسباب او مبررات عقلية او منطقية، وعادة ما يتصاعد الخلاف حتى يصل الى المستوى الشمشوني القائل «علي وعلى اعدائي يا رب»، ثم يتم بعد ذلك تدمير المعبد او البلد.

وضمن تلك الخلافات التاريخية المستديمة بين الوزراء او الخفراء او ما بينهم يكثر استخدام النهج الميكافيللي القائل ان «الغاية تبرر الوسيلة»، فلا مانع من وضع الفخاخ والمصائد والحفر والاستجوابات والاشاعات والتسريبات الاعلامية للنيل من الخصوم، كما تستحضر عادة روح الغائب «غوبلز» او الهارب «الصحاف» للكذب والمزيد منه لتشويه صورة الاعداء الذين هم بالطبع زملاء العمل او المهنة ـ او حتى الاقارب ـ واللجوء لسياسة الارض المحروقة الضارة بالذات قبل الاضرار بالآخرين، ولو وجدت اسلحة دمار شامل حقيقية لما تأخرت بعض العقليات الشريرة بالبلد في استخدامها ضمن مجتمع الكراهية الذي نعيشه.

لقد مل الناس حتى النخاع من تحميل علاقة يفترض بها الرقي والسمو وابتكار الاعراف الخيرة الباقية، كعلاقة الوزراء ـ الوزراء والوزراء ـ النواب والنواب ـ النواب بهذا الكم الهائل من الكراهية والعداء الشخصي في نهج لا مثيل ولا قريب له في العمل السياسي الممارس في دول اكبر منا عددا واكثر منا تقدما، والذي يتحول لدينا من مشاكل بين الافراد الى ازمات سياسية طاحنة تشغل البلد عن قضاياه الحقيقية وتبعد انظاره عن المتغيرات الجيواستراتيجية المحيطة المهمة التي تجري حولنا.

ان ما نراه من سخونات سياسية متكررة واستجوابات كيدية «ماسخة» هو في الاغلب جهود ضائعة لتصفية عداءات لا تنتهي ولكسب مكافآت شخصية كالحصول على المصالح الذاتية وترقية الاقارب والمعارف على حساب الكفاءات الكويتية الاخرى، وذلك ممن يرفعون رايات الوطنية والتدين والحفاظ على المصلحة العامة، وهم في الواقع وكما تظهر الوقائع والحقائق يهرولون ويتسابقون مع الايام لحصد المكاسب والمال الحرام من خلف ظهور ناخبيهم المخدوعين بهم كي يستغنوا من الصفقات كما استغنى من اتى قبلهم.

وأحد المفاهيم الخاطئة والضارة التي ساهمت بعض الممارسات والسياسات الحكومية في السابق بتثبيتها هو ان من يحسب على الحكومة هو بالضرورة من السراق والمسترزقين ومن يحسب على المعارضة هو بالقطع من الاطهار والانقياء والصالحين، والواقع يكذب في كثير من الاحيان تلك المقولة الواهمة، فكم من رجل من رجالات العمل الحكومي من وزراء ووكلاء وغيرهم خرجوا من اعمالهم وثيابهم بيضاء كيد موسى ( عليه السلام )، وكم من اسماء ورموز للمعارضة اكتنزت واستولت على الملايين كما يعلم الجميع، فالقضية في النهاية هي بالمبادئ والقيم التي يؤمن الفرد بها لا بالرايات التي ترفع او بالتعميم الذي قد يدين البريء او بالمقابل يبرئ المدان.

سامي النصف

متى زرت الكويت آخر مرة؟

زرت نادي صحارى للغولف الواقع على الدائري السادس ضمن أرض نادي الصيد والفروسية بصحبة رئيس مجلس إدارة شركة مجمعات الأسواق التجارية المالكة للمشروع السيد توفيق أحمد الجراح والعضو المنتدب السيد عبدالرحمن بهمن، وكان الانطباع الاول عند الدخول انك لست في الكويت، بل في أوروبا أو أميركا.

فالنادي متعوب عليه بحق، ولم يُبخل بالمال في التصميم والتنفيذ، حتى ان مخطط الكهرباء فيه قام به حفيد توماس اديسون مخترع الكهرباء، كما أن جميع مطاعمه وشاليهاته وأنديته الصحية تديرها وتشرف عليها شركة هيلتون العالمية، وقد صُممت جلساته المختلفة بحيث تطل بشكل رائع على ملاعب الغولف الخضراء وعلى حفر البداية والمنتصف والنهاية التي يهتم بها محبو ومحترفو لعبة الغولف العالمية.

وقد استغل المشروع الذي فاقت كلفته 80 مليون دولار المساحات غير المستغلة داخل مضمار الخيل كتكملة لملعب الغولف بعد ربطه بأنفاق تحت الأرض ولإنشاء بحيرات مائية تزيد المشروع جمالا وتضيف بالطبع للصعوبات المختلفة التي يواجهها اللاعبون ممن ينتقلون من بلد الى آخر ومن ملعب الى ملعب لمواجهة التحديات المختلفة التي يقوم بها مصممو ملاعب الغولف التي لا يشبه أحدها الآخر بعكس ما يعتقده الكثيرون.

وضمن المشروع الذي يسر ويشرح القلب قسم لتعلم الغولف أو للاحماء، وتلك اللعبة التي لا يكتمل حلم كويت المركز المالي دون توافرها كونها الرياضة الاولى للنخب المالية التي تعقد الصفقات الكبرى على مضمارها، أعتبرها شخصيا، وبعد أن استمعت لشرح واف من الأخ عبدالرحمن بهمن عن بروتوكولاتها واتيكيتها وطرق ممارستها، أقرب للعبة شطرنج رياضية حيث تعتمد كثيرا على الخطط البارعة والصبر والتنفيذ الجيد وما أحوج رجال أعمالنا بل وحتى ساستنا ومفكرينا وإعلاميينا ومثقفينا لاتقان تلك اللعبة المفيدة للعقل والجسد، وجعل الموقع ناديا لتلك النخب المؤثرة كحال الدول المتقدمة.

وللنادي ما يقارب 20 شاليها ما بين مزدوج وفردي الغرف في كل منها حمام سباحة خاص به وتطل الشاليهات على أرض الغولف الخضراء، كما تطل على مضمار سباق الخيل، لذا سيسعد الساكن وعائلته بمشاهدة الاثنين، هذا اضافة الى أندية صحية يقارب مستواها 7 نجوم ومثلها المطاعم الراقية مما يؤهل الموقع لأن يصبح منتجعات صحية للتخسيس واللياقة تغني عن الذهاب لأقصى الأرض ولا يحتاج الأمر إلا لتعاقد خارجي مع طاقم طبي مختص ووضع تعرفة للإقامة الطويلة.

والعمل جار على قدم وساق لإنهاء مشروع مول تسوق ضخم يمكن لرواد النادي والزائرين أن يقوموا بالتسوق فيه.

وفي أثناء التجوال الذي استغرق 3 ساعات روى لي الأخ توفيق الجراح، الذي هو بمنزلة مصنع للافكار التجارية الممتازة، عن مشروع التنس المقبل الذي سيمكن الكويت من إقامة بطولات التنس الدولية على أرضها.

وجميع تلك المشاريع قائمة بالطبع على نظام B.O.T الذي يرى بوجراح أن البديل الوحيد لإلغائه هو ان توفر الدولة الأراضي الواسعة للمستثمرين بأسعار رمزية كالحال في دبي وباقي الدول الأخرى.

وقد أنهيت يومي بزيارة سوق المباركية التراثي الذي تغص مطاعمه ومقاهيه بالرواد الباحثين عن الطعام الطازج والأرجيلة والشاي على الفحم.

آخر محطة:
 (1) الكويت جميلة بمشاريعها وأسواقها وشواطئها ومتنزهاتها وحدائقها وجزرها ومدنها الترفيهية، ولا يحتاج الأمر إلا لإعادة اكتشافها، وفي ذلك دعم للاقتصاد الوطني وتوفير للجهد والمال، فمتى زرت آخر مرة الكويت الشقيقة؟
 
(2) ومتى زار معارضو نظام B.O.T تلك المشاريع الرائدة حتى يبدلوا معارضتهم الى دعم فاعل لها حيث لا غنى للدولة ومواطنيها عنها؟

سامي النصف

أمير السلام المستحق لجائزة السلام

تظهر السيرة العطرة لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، ما يثبت اننا أمام قيادة تاريخية، جمعت في فكرها ووجدانها ما بين الحكمة وبعد النظر، وروح الابتكار والتجديد، فقد عاصر سموه أربعة حكام للكويت عمل معهم وتعلم منهم، كما عايش وتعامل مع كثير من القيادات التاريخية العربية والإسلامية والدولية.

وضمن الداخل الكويتي كان سموه عضوا في مجالس الأمة المتعاقبة طبقا لاستحقاق موقعه كوزير وكرئيس للوزراء لمدة 43 عاما متواصلة مارس فيها العمل الشعبي بفاعلية تحت قبة البرلمان، وقد يكون البرلمان الحالي هو البرلمان الوحيد، منذ نشأت الحياة الديموقراطية في الكويت، الذي لم يعد سموه عضوا فيه بعد تسنمه مقاليد الإمارة وترؤسه للسلطات الثلاث.

وتظهر صفحات التاريخ تقلد سمو الأمير المسؤوليات الكبار صغيرا، لم يتجاوز عمره حينها العشرينيات، فأبدع وانجز حيث تقلد في الخمسينيات مسؤولية دائرة (وزارة) الشؤون الاجتماعية والمطبوعات والنشر، فأنشأت الكلية الصناعية لتأهيل الكويتيين على العمل الفني، وخرج قانون العمل والعمال، وصدرت مجلة «العربي» الرائدة، كما تأسست الدور الصحافية ومعها قانون المطبوعات والنشر، وبدأت في الوقت ذاته القفزة الكبيرة عبر ظهور الأندية الرياضية والجمعيات المهنية والحركات المسرحية والنهضة الفنية.

وبعد تسنمه مقاليد وزارة الخارجية استطاع فكره الخلاق ان يبتدع مدرسة جديدة للديبلوماسية، ديبلوماسية تعتمد على الصدق في القول وتطابقه مع العمل، وتقدم قضايا العروبة والإسلام، بل والإنسانية جمعاء، على المصالح الذاتية الضيقة، مما أعطى الكويت دورا فريدا أكبر بكثير من حجمها الجغرافي أو تعدادها السكاني، كما سخّر سموه جهود الكويت السياسية والاقتصادية لخدمة قضايا الخير والسلام في المنطقة والعالم وتعزيز دور الأمم المتحدة.

وقد بدأت الكويت مسارها السياسي، ودول العالم أجمع ومن ضمنها دول عدم الانحياز، وهي في حقيقة الأمر منحازة لهذا المعسكر أو ذاك ومحسوبة بشكل واضح إما على الكتلة الشرقية أو الغربية، وقد انعكس ذلك الصراع على دولنا العربية والإسلامية فتخندقت واصبح بعضها يعادي بعضا عدا الكويت التي خلق لها سموه مسارا فريدا وثّق من خلاله علاقة بلدنا بالكتلتين المتضادتين ونأى بنا عن الدخول في محاور الصراع العربي ـ العربي حتى كانت الكويت المرجع الوحيد المقبول من كل الأطراف عند الخلاف والاختلاف.

وقد استفادت الكويت استراتيجيا وأمنيا من تلك العلاقة المتوازنة للحفاظ على كينونتها، فقد وقف الاتحاد السوفييتي عام 73 مع الكويت ابان حادثة «الصامتة» رغم انه وقّع قبل عام معاهدة صداقة مع العراق مما حرم صدام من حصد جائزة اعتدائه أو حتى التمادي فيه، كما حصدت الكويت خير تلك العلاقة المتوازنة منتصف الثمانينيات عندما تسابق الروس والأميركان على حماية ناقلاتنا الحاملة لشريان حياتنا من الاعتداء في بادرة لم يشهد لها العالم مثيلا منذ انتهاء الحرب الكونية الثانية، وقد تكرر ذلك الأمر عامي 90 و91 في الاصطفاف الدولي من شرق وغرب لتحرير بلدنا.

ومن الأمور التي اشتهر بها سموه حبه الفاعل والحقيقي للسلام بين الدول حتى استحق ـ كما نقترح ـ ان يرشح بجدارة لجائزة نوبل للسلام، وان يطلق عليه لقب «أمير السلام»، فمنذ اليوم الأول لتسنمه عمادة وقيادة الديبلوماسية الكويتية بدأ عمله الدؤوب لمنع الحروب وتعزيز فرص السلام في المنطقة والعالم، حيث تدخل إيجابا لحل الاشكال اليمني ـ السعودي ـ المصري منتصف الستينيات، واستضافت الكويت لقاء الاخوة على أرضها، ثم ألحق ذلك بتدخلاته الخيرة لحل الاشكال الأردني ـ الفلسطيني عام 70، ومشكلة ايران ـ البحرين عام 72، وحرب اليمنين في العام نفسه، ثم حرب الهند وباكستان، وبعد ذلك رئاسته للجنة السداسية لوقف الحرب اللبنانية ورئاسته للجنة السباعية لوقف الحرب العراقية ـ الايرانية، ومثل ذلك حل الاشكالات العمانية ـ اليمنية، واليمنية ـ اليمنية المتكررة، وجهوده الفاعلة لإيقاف حروب البوسنة وحرب الشيشان، وكلها تحركات لم يسبق لأي قيادي شرقي أو غربي أن قام بشيء قريب منها.

سامي النصف

قضايا متناثرة

صورة الآسيوي المنتحر التي نشرت في «الأنباء» قبل ايام هي قضية انسانية يجب الا نمر عليها مرور الكرام، حيث لا تمر برهة من الزمن دون ان نسمع بمثل تلك القصص المأساوية، لذا نتساءل: بأي حق يستخدم بعض الناس الخدم ويعاملونهم كسخرة وعبيد في البيوت ومراكز العمل وبطريقة لا يقبلها انسان لحيوان، فكيف لانسان مثله؟

وقد عجبت لاخفاء وزارة الداخلية صور الزوج والزوجة الكويتيين اللذين لم يكتفيا بضرب وشتم الخادمة العاملة لديهما، بل انقضا عليها وقاما بخنقها وقتلها، اي لماذا حماية من تجرد من انسانيته وهو ما يدفع الخدم في بعض الاحيان اما للانتحار او لقتل الاطفال المؤتمنين عليهم؟
 
السكوت عن السرقات الصغيرة هو ما يخرب الذمم ويشجع على السرقات الكبيرة، نشرت جريدة «الراي» قصة المواطن فاخر الهوشل الذي بدل زيت سيارته لدى جمعية الصليبخات ودفع 5 دنانير ليستلم وصلا بعد ذلك يـظهر انه دفع 150 فلسا، وهو ما يعني قدرة من يعمل بالجمعية على سرقة الباقي، وتلك قصة متكررة لسرقات يومية نرى الكثير منها في الكويت التي لا يهتم احد فيها بطلب فواتير لما يدفع بعكس دول الغرب التي يحتاج المواطن فيها لتلك الفواتير عند ملء اقراره الضريبي السنوي، ألحظ الامر نفسه في بعض دور السينما والعديد من المحلات، لذا أصر عادة على الحصول على الوصل لعدم تشجيع عمليات «الحرمنة»، مع يقيني ان مثل تلك السرقات تتم عادة بالتواطؤ مع المسؤولين عن تلك المحلات.

اتعامل مع احد البنوك الكويتية والذي كانت الحكومة تملك حصة كبيرة فيه لمدة طويلة، مما ادى الى سوء ادارته، وتحول البنك الى شيء قريب من اي ادارة بيروقراطية اخرى.

افتقدت مساء الخميس البطاقة الائتمانية الصادرة من قبل ذلك البنك، لذا قررت الابلاغ عن فقدها حتى لا يساء استخدامها، فلجأت للرقم المعلن من قبله لاكتشف انه يعمل اثناء فترات الدوام الرسمي فقط، ثم لجأت للرقم الدولي للمركز الرئيسي في اميركا ليتم اخباري بعد فترة انتظار جاوزت الساعة أنه لا علاقة لهم بالبنك الكويتي الذي وضع رقمهم لخدمة عملائه، ولنا ان نتصور فيما لو سرقت بطاقة الائتمان الصادرة من ذلك البنك في بداية احدى العطل الكويتية الطويلة المعتادة، حيث سيتفنن السارق في عمله.

نصيحتي لكل من يحمل بطاقة ائتمان ان يجرب الاتصال بالرقم المرفق معها لمعرفة هل يعمل حقا 24 ساعة في اليوم ام اثناء الدوام الرسمي فقط قبل ان تقع الفاس بالراس.

آخر محطة:
كشف النقاب اخيرا عن محادثات رسمية لاحدى الدول الثورية اجريت سرا مع اسرائيل واستمرت سنين عديدة، كما اعترف بالامس وزير خارجية حماس محمود الزهار بانه التقى وقياديون تابعون لعدة منظمات فلسطينية بقياديين اسرائيليين كشمعون بيريز وغيره، وان تلك المحادثات السرية بدأت ولم تنقطع منذ عام 1988، رغم نبرة الاصوات العالية الرافضة في العلن الاعتراف باسرائيل.

تساؤلنا للثوريين من جميع الالوان: ماذا لو ان تلك المحادثات مع اسرائيل قام بها وزير الخارجية الكويتي؟!

والى متى نخضع قرارنا السياسي لمزايدات الآخرين فنصدق ما يقولونه لا ما يفعلونه؟

سامي النصف

أنقذ لبنان حياً وميتاً وقتلوه حياً وميتاً

لم يكن للشهيد رفيق الحريري ميليشيات تضرب وتدمر وتخرب لبنان، بل كانت الميليشيا الوحيدة التي يملكها هي 30 الف طالب لبناني من جميع الديانات والطوائف، رفعهم من مستنقع الاقتتال الطائفي الى محاريب العلم والدراسة والتقدم.

وقد استطاع الشهيد الحريري ان يواصل ليلا ونهارا حتى اوقف الحرب التي اشعلها واستمر بها الآخرون عبر عقد مؤتمر الطائف الذي استطاع من خلاله اقناع المسيحيين الموارنة بالتنازل عن بعض صلاحيات رئيس الجمهورية المطلقة لصالح مجلس الوزراء على ان يمنحوا حق الثلث المعطل الذي يضمن الا تنفرد احدى الديانتين الرئيسيتين الاسلام او المسيحية بالقرار في المجلس.

وقد بدأت مظلمة الشهيد رفيق الحريري حيا عند دأب بعض لوردات الحروب ممن دمروا لبنان على التساؤل وبراءة الاطفال في أعينهم والدماء تقطر من أيديهم عن مبررات الدين العام، ناسين او متناسين ان السائل لا المسؤول هو المسؤول عن ذلك الدين، فكيف يتم ارجاع لبنان لسابق عهده دون اقتراض الاموال للتعمير؟

ثم استكمل ظلمه ميتا عبر العمليات الهادفة لحماية من قتله عبر تعطيل اجراءات المحكمة الدولية التي يريد البعض منها ان تمنح صكوك البراءة للقتلة قبل ان تبدأ مداولاتها الاولى.

وبالمقابل، لم يكتف الشهيد الحريري بوقف الحرب وتعمير لبنان حيا وجعله بلد 7 نجوم، حيث بدأت المليارات تدخل للبناء، مما اوصل بيروت لمصاف اجمل عواصم المنطقة قاطبة، بل ارخت روح الشهيد الحريري بظلها على مؤتمر «باريس ـ 3»، فأحيته وجعلته يجزل العطاء لبلده، والذي هو ـ اي المؤتمر ـ من بنات افكار الشهيد العظيم الذي خلقه لدعم تعمير واحياء لبنان النور والضياء، امام قوى الظلام التي تود تدمير لبنان وقتله، وقد قاربت على النجاح في ذلك المسعى السيئ بعد ان هرب منه السواح والمستثمرون الذين هم بمثابة بتروله وشريان حياته الوحيد.

وللمعلومة، فالثناء على عدم تدخل الجيش في عمليات قطع الطرق واغلاق المطار امر لا حكمة فيه، فلم تحدث الحرب الاهلية المدمرة عام 1975 الا بعد ان حيدت حكومة رشيد الصلح آنذاك الجيش ارضاء لقوى المعارضة وامرته بعدم التدخل فيما يجري حفاظا عليه (!) والتساؤل الحق هو لأي امر تتم المحافظة على الجيش اذا لم يكن لمنع الاضطرابات (لا الاضرابات) وقتال الشوارع الذي هو عادة المقدمة الطبيعية للحروب الاهلية؟!

لمعرفة ما يجري في لبنان، قرأت بالامس ما كتب في جريدة موالية للحكم وجريدتين للمعارضة، ففي «المستقبل» خبر عن القبض على قناصة في المدينة الرياضية يطلقون النار على الناس لتثويرهم، وقد اتضح انهم ينتمون لدولة عربية مجاورة، في جريدة «السفير» المعارضة تكتب جهينة خالدية تفاصيل ما حدث بعد الخناقة الفردية داخل الجامعة، حيث تقول ان باصات وفانات احضرت العشرات من شبان المعارضة ممن يلبسون الخوذات ومعهم عصي كالعصي التي استخدمت في يوم اضراب الثلاثاء الدامي لتشتعل المعركة وتخرج من حرم الجامعة الى الشوارع المحيطة، وفي جريدة «الديار» المعارضة مقال لفؤاد ابوزيد يقارن فيه بين ما حدث في الاضراب العام لعام 1952، حيث لم يحرق، حسب قوله، المضربون الدواليب ولم يطوقوا العاصمة ولم يتسببوا باغلاق المطار ولم يهددوا من لم يضرب بحياته ورزقه ولم يضربوه او يحرقوا سيارته، وبين الدمار الذي يحدث هذه الايام.

سامي النصف

في انتظار زيارة الرئيس

وصلت يوم الاثنين الماضي لديوان البابطين العام في النزهة متأخرا وكان رواد الديوانية قد غادروا ولم يبق الا احد السفراء العرب والذي كان يروي قبل مغادرته قصة قصيدة قالها في احدى الدول الثورية الثرية عندما كان يعمل بها والمبتلاة بنظام اباد الزرع والضرع وقتل الناس وكان السفير الفاضل يضطر للسفر للخارج لاحضار ضرورات الحياة كالخبز والزيت والبصل والطماط المفقودة هناك، وقد سعدت بأنه لم ينشر تلك القصيدة العصماء الجميلة على العلن في حينها والا كان قد اختفى كما اختفى كثيرون قبله ولقيل انه على الارجح قد استقل الطائرة الى روما وفقد الاتصال به بعد ذلك.

بقيت بعد ذلك مع الاخوين العزيزين عبدالعزيز وعبدالكريم البابطين نتبادل الحديث عندما اتى مبعوث يبلغهما بعزم فخامة رئيس جمهورية جزر القمر الصديقة زيارة الديوان رغم قصر مدة اقامته في البلاد، وقد حضر فخامته ومعه جمع من الوزراء والمرافقين من الديوان الاميري للديوان وكشف لنا منذ الوهلة الاولى انه من اصول يمنية ويتحدث العربية بطلاقة كما انه يعشق الشعر والادب مما فتح المجال واسعا للحديث الشائق معه والذي استمر ما يقارب الساعتين وقد قرر فخامته زيارة مكتبة البابطين للشعر العربي ان اتاح له الوقت ذلك قبل مغادرته صباح الامس.

وقد قرر الاخ عبدالعزيز البابطين في التو واللحظة بعد اعتذار فخامة الرئيس عن قبول دعوة الغداء في اليوم التالي نظرا لمغادرته البلاد ان يقدم بدلا منها تبني مؤسسة البابطين تدريس 10 طلاب من جزر القمر في اي تخصص يريدونه كالطب والهندسة والادب العربي واصول الدين من البدء حتى انتهاء رسالة الدكتوراه ثم يتلو بعثة العام الاول ارسال 5 طلبة من الجزر كل عام للدراسة في الخارج كحال سابقيهم العشرة وقد لقي هذا الكرم الكويتي الحاتمي استحسان الحضور وسعادة الوفد المرافق.

وقد جلست أتمعن فيما يقوم به هذا الفارس الكويتي الذي يخجلك بتواضعه واريحيته ونخوته وكرمه وحسن ملاقاته للآخرين فلم يكن هناك في الديوان ما يضطره للقيام بذلك العمل الخيري الانساني الرائع من حر ماله والديوان يخلو من الحضور وأعلم جيدا ان بوسعود اعتاد القيام بمثل تلك الاعمال الانسانية عند زيارة الآخرين له في ديوانه ويقوم بها كذلك عند زيارته للآخرين في دولهم.

ورغم ايماني بحسن نية من طعن بالبابطين بدلا من ان يشكره ويثني عليه خاصة انه بمثابة وزارتي خارجية واعلام كويتيتين شعبيتين قائمتين بذاتهما الا ان الحقائق الجلية تظهر مقدار الظلم الذي تعرض له ذلك الرجل العاشق لبلده وشعبه فالدولة على سبيل المثال في الكويت وغيرها تعطي كل من يرغب في بناء مشروع تنموي كمستشفى او مدرسة او جامعة او اسواق خاصة اراضي عامة يستغلونها وتحقق لهم عوائد مالية من تلك المشاريع وهو امر جيد سبق ان اثنينا عليه الا ان السيد البابطين بالمقابل قد استخدم الاراضي المستأجرة من الدولة لا لاقامة مشاريع تجارية بل لانشاء مكتبة عامة فريدة في الوطن العربي والعالم ترفع اسم الكويت عاليا دون مردود مالي منها بل على العكس من ذلك فهو من يشتري في كل يوم الكتب والمخطوطات الثمينة لها وهو من يدفع كذلك رواتب عشرات الموظفين واجهزة الانترنت فيها.

وفي انتظار وصول فخامة الرئيس استغللت الوقت لأسأل بوسعود اسئلة اكتشفت كم المغالطات التي اصابته، فالوقف الذي حكي عنه يبقى لوزارة الاوقاف لا للبابطين وارض الحديقة العامة سيتكفل هو بها وبالنصب التذكاري مع بقائها بالكامل ملكا للدولة بدلا من مخالفة القوانين المرعية وتحويلها الى عقارات اسمنتية يستفيد منها البعض المؤجج، كما ان عبدالعزيز البابطين وبعكس ما اشيع عنه لا يملك شركة الوقود بل اسهما قليلة فيها لا تزيد عما يملكه اي مواطن آخر.

في الختام بودنا ان ينتهي الإشكال ولربما سوء الفهم القائم بين ذلك الرجل الفاضل وبين من تعرض له بحسن نية قاصدا مصلحة الكويت التي هي بحاجة ماسة لدعم اهل الكرم والشجاعة والنخوة ممن يشرفون بلدانهم وشعوبهم، ولاشك في ان بوسعود هو احد هؤلاء الفرسان ممن تستحضر فيهم ذكرى عصورنا الذهبية الجميلة.

سامي النصف

ولا ينبّئك مثل خبير

الآن وبعد ان انخفضت اسعار النفط الى الاربعينيات اي ما يقارب النصف من سعرها قبل اشهر قليلة ومن ثم انخفاض دخل الكويت بنفس النسبة القابلة لمزيد من الانخفاض في المرحلة المقبلة، الا يستحق الجهد المضني الذي قام به السيد بدر الحميضي وزير المالية في وسائل الاعلام والمنتديات والديوانيات للدفاع عن المال العام امام الهجمة الشرسة لاستنزافه، كل الشــــكر والعرفان والتقدير من الشعب الكويتي بدلا من اللوم والاستجواب والتقريع الذي يــــهدد به البعـــض؟!

منحة 100 دينار لكل طالب في الجامعة والمعهد التطبيقي يعني عطاء ستستفيد منه ليس فقط 40 الف عائلة كويتية مكتوية بمصروفات طالب الجامعة الباهظة بل جميع العوائل التي سترسل ابناءها مستقبلا للجامعة، وهو ما يشجع على الارتقاء بالمستوى العلمي العام للبلاد، تلك المنحة لن تتسبب بغلاء الاسعار كما انها مبررة وضعف مبلغ 50 دينارا المطالب به دون مبرر للجميع.

ويتحدث الجميع عن الخطط المستقبلية للتعليم، واقول عبر المشاهدة والاختلاط برجال القطاع الخاص الفاعلين بالمحيط المحلي والعربي والدولي ان النظام الوحيد الكفيل بالقفزة النوعية التي تحتاجها البلاد لاستبدال عوائد النفط بعوائد الشباب المنتجين المؤهلين هو النظام القريب او المتطابق مع انظمة المدارس الاجنبية الخاصة، اي الذي يساعد على اتقان اللغات الحية والاستخدام الامثل للحاسوب وينمي منهاجية الاحتراف لا الهواية ويشجع التفكير والابتكار ويدفع لحسن القرار ودون ذلك سنبقى نتحدث عن التعليم ومخرجاته ومشاكله ونحاول اعادة اختراع العجلة لمائة عام قادمة.

بإمكاننا ان نغير اتحاد كرة القدم بأكمله ولن يتغير شيء في المستوى الهابط للكرة الكويتية، الحل لا يكمن في تغيير الاشخاص والافراد بل بتغيير طبيعة الاداء والادوار فالانجاز حتى يتحقق يجب ان يمر عبر اعطاء اللاعب والمدرب المحترف دورهما الحقيقي في الملعب لا تضخيم دور الاداري على حسابهما، كذلك فعلى الاداري ان يتفرغ لعمله الحقيقي وهو تسهيل الاجراءات التي تعيق اداء اللاعب من انذارات ورسوب وظيفي وغيرهما بدلا من تركها سائبة والاستفراد بخطف اضواء الكاميرات عند الانتصار والابتعاد عنها عند الهزائم وما اكثرها.

آخر محطة:
وصلتني للتو رسالة معبرة من السيد توفيق احمد الجراح رئيس مجلس ادارة شركة مجمعات الاسواق التجارية يشكرنا فيها على دعمنا لقضايا التنمية في الكويت ويثني على مقال «لا لعمر افندي» ويعاتبنا على عدم التطرق لمشاريع الشركة كسوق المباركية ومنتزهات الشعب الترفيهية ومرح لاند الصباحية ويدعونا لزيارة نادي الغولف الذي سمعنا من الاصدقاء انه انجاز رائع يضاف للبلد وسنقوم ان شاء الله بزيارة جميع تلك المشاريع الواعدة التي كما وصفها السيد الجراح ذات طابع تنموي يضيف للبلد، وعائد مالي متواضع بعكس ما يشيعه الحساد والمغرضون.. ولا ينبئك مثل خبير.