سامي النصف

سمك لبن تمر هندي

مـا قـام به رجل الثـقـافـة والادب الاخ عــبـــدالـعــــزيز البـــابـطين من شــراء 100 الف كـتـاب من مكتــبـة الربيـعـان وتوزيعـها مجـانا على المدارس فـعل ليس مسـتـغربا في البـدء على ابوســعــود، ويسـتــحق الاشادة والثناء، بودنا ان نسمع ببـــادرات ممـــاثلـة من قــبل آخـرين حــتى لا يكســد سـوق الكتـاب ولمـــسـاعـدة اجـيـالنا الصـاعـدة على القـراءة بعـد ان لاحـــظنا قــدم المطـبــوعــات المتوافـرة في المكتبات المدرسـية الختلفة.

في طريقي للجـهـراء ظهـر امس مستـخدما الطريق الدائري السادس، لفت نظري ستاد جابر الجـميل عـلى يمين الطريق الذي نود ان نرى سـريـعـا سـتـادات مماثلـة له في شــمــال البــلاد وجنوبها، فالبطولات الاقليـمية والعربية والدولية التي يفترض ان نستـضيفها مـستقبـلا لا تقام على ملعب واحد بل تحـتاج الى عدة ملاعب.

وفي هذا السياق، وددنا ان ينظر الى اي قصور صاحب ذلك الســتـاد الرائع الذي ـ لـلعلم ـ صدر قرار بنائه عام 1982 وانجز بعـــد ربع قــرن من الانـتظار، كــضــرورة ان تكـون مــواقف السـيارات مـتناسـبة مع اعـداد المتـفرجين وان تكون هناك عـدة مـصـاعد لا الاكـتـفـاء بمصـعـد واحـــــد، كــــذلك لا يـجــوز الاكـتفاء بالحمامات العربية في السـتـاد التي لا يعـرف طريقـة استـخدامـها الزائرون الاجـانب كما بلغني.

والحـقـيـقة انـنا لم نكتف بالاخفاقات الرياضية المتتابعة، بل واصلناهـا بالاخـفـاقـات في مجـالات الابداع الاخـرى، فبـعد الخــروج المبكـر للمــشــاركين الكويتـيين في مـسابقـات ستـار اكـاديمـي لم نجـد اسم شــاعـر كويتي ضمن المرشحين النهائيين لمسابقـة شاعر المليـون، حقيـقة مــاذا جـــرى للابداع الكـويتي الشهير؟!

اجرى الزميل حسان الزين لقــــاء بالامس مع الاعــــلامي المعـروف د. فيـصل القـاسم على صدر صفحات الزميلة «القبس»، وقد وددت لو طرح عليـه الزميل تساؤلات مـحقة حول برنامـجه الاتجـاه المعـاكس كـسرّ دفـاعـه الواضـح والمســـتـــمــيـت عن الديكتـاتوريات العـربيـة بشكل عام وصدام حسين بشكل خاص، وذلك بعكس مـا ذكره في اللقـاء من كراهيتـه للديكتاتوريات، ثم لماذا الانحياز الفـاضح للمدافعين عن الديكتاتوريات في برنامـجه واعطاؤهم المسـاحـة الاكبـر من الوقت؟

واخيرا سـؤاله عن مدى مـصــداقـيــة الاسـتـفــتـاءات المطبـوخـة سلـفـا والتي تقـارن نتـائجـهـا التسـعـينيـة نتـائج انتــــخـــابـات القــــيـــادات الديكتـاتوريـة التي يشـتـمـهـا د. فـيصـل في لقاءاته ومـقـالاته الصباحية ويدعـمها في برامجه الليلية؟

آخر محطة :
التمنيات القلبية بالشــفــاء العــاجـل للزمــيل «الأنبـائي» سـعـد الحـرمل، مـا تشـوف شـر والحـمــد لله على السلامة.

سامي النصف

أسئلة وأجوبة في العمل السياسي

هل هناك ضـرورة لان يكون التـشكيل الحكومي حاصلا على موافقة ودعم جميع النواب؟
لم يتفق البـشر بشكل عـام على احد بمن في ذلك الأنبـياء والرسل، فإرضاء الناس غاية لا تدرك، وبعـض الكويتيين بشكل خـاص اصبـح ما يرضي ويفـرح بعضـهم لحد البكاء يزعل بعضـهم لحد البكاء ايضــا، لذا فـالمهم الاسـتــجـابة للمطالب العاقلة الختصـة بالسياسات العامة دون غيرها.

ما هي متطلبات اي تشكيل وزاري؟
لا تملك الحكومـة في بـلدنا اغلبـيـة برلمانيـة، بل حـتى لو حـصلت عليـهـا بشكل مسبق فـسرعان ما تغير مـوقفها طبقا للقضية المطروحة، لذا فمن الاهمية بمكـان ان يتـم البــــحـث عن الـوزير السياسي الناطق الـقادر على الدفاع عن برنامج عـمل الحكومة وشـرح الخطط المسـتــقـبليـة لوزارتـه ورد الحـجـة بالحـجــة، فـخـصــوصـيـة الـعـمل الســـياسي الكويتي لا تسـمح بالاكثار ممن يســمون بوزراء التكنوقـراط غير المسيسين، الذين هم الاستثناء وليــسوا القاعدة في الديموقراطيات الاخرى ممن تحوز حكوماتهم الاغلبية البرلمانية.

ما هي محاذير اي تشكيل وزاري؟
ألا يعكس التشكيل الخارطة السياسية او نتائج المشاورات بشـكل جيد، او ان تتم تجـربة الجرب واعـادة الاخطاء فينتـهي الامــــر إلى المـزيد من اشـكالات الـداخل الحكـومي المحـــرض بعـــضــه عـلى استجـوابات بعضه اںخر، وهـي اختراع كــويتي صــرف لا يلـحظه احــد في اي ديموقـراطيـة اخرى، ومن ذلـك محـذور تشـكيل الحكـومـــة من وزراء اقـــوياء بأفرادهم ضـعفـاء بمجموعـهم لتطاحنهم وعرقلة بعـضهم للبعض اںخر على مـبدأ «مصلحتي وبعدي الطوفان».

ما هي رسالة التشكيل الجديد؟
الاصلاح ومـحاربة الفسـاد منهاج لا حـيـاد ولا فكاك عنه، وان مـحـاسـبـة الوزراء قـائمــة بالمطلق على تمـسكهم واستـمرارهم بتلك العـملية الهـامــــة التي يـطلبــهـا النـاس وتفــرضـهــا استحـقاقات المجتمع الدولي وتظهرها ارقام المؤسـسات الامميـة المختصة التي تصــدرها وتنشـرها عـلى الملأ كل عـام، وان من يهـادن او يـجـامل لعـدم الاخـذ بذلك الخــيـار الاسـتـراتـيـجي لاغـراض خـاصة فـسـينحى في اقـرب فــرصـة ولن يبــقى للـسنوات الأربع المقـبلة، فالسـياسي الجـيد هو قـصاب جيد.

مـا هي الطريقـة المثلى للتـعامل مع مـا يعلنه بعض النـواب من ضرورة عـزل هذا الوزير وتعيين ذاك؟
القبول بها شكلا ورفضـها موضوعا، فلو تم الاسـتـمـاع لكل ترشـيح من كل نائـب لوجب ان تـشكل الـوزارة من 50 وزيرا! . . ان عـلى النـواب الافـــاضل ان يركزوا على ضرورة الالتـزام بالقضايا والسيـاسات العـامة وهو مـا انتخـبهم الشـعب لاجله والـبـعـد عن الاسـمـاء والمحـاصـصات والشـخـوص حـتى لا يتـعـدوا على اخـتـصـاصـات السلطة التنفـيذية ومعـها القـفز على الدسـتور ذاته.

آخر محطة:
1 ـ التـهنئـة للاخوة اعـضـاء قائمـة الجـــمــيع ممـن نود ان يمدوا أيديـهم لاخوانهم في القائمة المنافسة لاعطـــاء القــدوة لما يفـتــرض ان تقـوم علـيـه عـملـــيـات التنافس في الانـتـخـابات المهنية.

2 ـ باقـة ورد للزمـيل العـزيز فـؤاد الهاشم والتـمنيات له بالشفـاء العاجل وما تشوف شر يا بوعبدالرحمن.

سامي النصف

آخر الأسبوع

نتمنى من القلب صحة ما جاء على صدر الصفحة الاولى للزميلة «الوطن» من ترشيح الكفؤ د. عبدالرحمن الاحمد لمنصب وزير التربية، وأجزم بأن د. الاحمد، بفكره المنظم وقدراته المميزة، قادر على تغيير مسار وزارة التربية للافضل وتحقيق القفزة النوعية المطلوبة، ويتبقى ان معايير المواءمة والملاءمة تظهر أن وزارة العدل اقرب لقدرات وتخصصات د. عادل الطبطبائي.

امران نرجو ان يتحققا مع قدوم الوزارة الجديدة، الاول اسقاط اي تعيينات وقرارات تمت في الوقت الضائع وابان فترة تصريف العاجل من الامور في هذه الوزارة واي وزارات مقبلة بل ووضع علامة «*» كبيرة على من يستهين بالشرائع والاعراف ويحرج الحكومة لاجل مصالحه الخاصة، الثاني هو كشف ملاءة مالية يقدم طواعية لسمو رئيس مجلس الوزراء من قبل الوزراء لتحقيق اكبر قدر من الشفافية.

زرت بالامس مستودع مكتبة الربيعان الحزين وشاهدت ملايين الكتب المتنوعة وحتى الجديدة منها التي مازالت في كراتينها، الناشر يحيى الربيعان ومثله اغلب الناشرين واصحاب المكتبات في عالمنا العربي هم مظلومون وظالمون في الوقت ذاته، مظلومون لانصراف الاجيال الناشئة عن القراءة وكراهيتهم الــــشديدة لها حتى ان طلبتنا يتميزون بثقافة «تمزيق الكتب» الشهيرة اواخر العام.

كما ان الناشرين العرب ظالمون في الوقت ذاته لعدم تقبلهم حقيقة ان الكتب حالها كحال اي سلعة اخرى يحتاج بيعها الى تسويق دائم لها عن طريق التنزيلات والتخفيضات فكتاب ينزل على سبيل المثال جديدا بـ 5 دنانير يجب ان يخفض سعره بعد عام الى 4 دنانير، ثم بعد عدة اعوام اخرى الى دينارين وهكذا، حتى تجدد الارفف بشكل دائم، لا ان يبقى على سعره مركونا على الأرفف بالآلاف والملايين، حارمين النشء من قراءته ليباع بعد خراب البصرة بربع دينار كما يحدث في سرداب مكتبة الربيعان.

كان اهل الفحيحيل في السابق يتوجهون للسالمية والعاصمة للتسوق والتنزه، هذه الايام اصبح اهل العاصمة هم من يتجهون للفحيحيل لزيارة منــشآت الـ B.O.T كسوقي الكوت والمنشر وفندقي روتانا الجديد وهيلتون المنقف، هذا الامر سنشهد مثيلا له مع انتهاء مشروع سليل الجهراء في الشمال، الواجب على سكان المناطق المختلفة حث نوابهم على دعم مشاريع الـ B.O.T لا محاربتها كونها الوحيدة التي توفر الاسواق والمتنزهات للسكان، وفي هذا السياق اسعدنا تبرع رجل الاعمال المبدع جواد بوخمسين بمشروع نهر الكويت للدولة لتنفيذه، وهو ما سيعطي مسحة جمالية رائعة لعاصمتنا غير الجميلة، لذا نرجو من نواب العاصمة الافاضل دعم ذلك المشروع والحرص على سرعة تنفيذه.
 
استمعت يوم السبت الماضي من الصديقين جابر الهاجري وسعد المعطش لقصص معاصرة وواقعية عن اصحاب العيون «الحارة»، الذين «يوقعون الطائرة وليس الطير من السما» كما يقول المثل الشعبي، كان رجائي ان تدون تلك القصص في كتاب قبل ان تنسى وتندثر، بالمقابل لم اجد مقنعا ما ادعاه بعض معتقلي غوانتنامو في لقائهم مع «الراي» من ان الاميركيين كانوا يعذبونهم بالسحر القادم من الفاتيكان!

مغزى كلام كهذا انهم لم يكونوا يعذبون بل كانوا يتخيلون!

آخر محطة:
رائع جدا دفاع الاسلامي السلفي د. ساجد العبدلي عن اللــيبرالي د. شفيق الغبرا امام قرار ايقاف برنامجه «ديوانية الاثنين».

سامي النصف

لا كبيرة للا‍رهاب الفكري

تظهر التـجارب الانسانية ان مـا لا يقل اهمية عن الديموقراطيـة هو تعزيز الوعي الديموقراطي والسـياسي لدى الناس وترسـيخ عمليات الحـوار الصحي في الجـتمع، ودون ذلك يصبح لا فرق كبيرا بين الديكتاتوريات المدمـرة التي يتفشى بها القمع وتكميم الافـواه والحجـر على الفكر واسـتسـهال اسـتـخدام مـصطلحـات التخـوين والارهاب والارعاب، وبين من لم يأخـذوا من الديموقراطيات والدسـاتير إلا يافطات يتاجـرون بها ويحصدون المكاسب من خلالها.

لقد دعونا كمحـبين للكويت وكغيورين على مصلحة شعبـها وانعكاسا لما نشهده ونسـمعـه من البـسطاء من اهلهـا في المنتـديات والدواوين لأن تمتـد مطالب الاصـلاح الشعبية لبيت الشعب ولمؤسسته التـشريعية بعد ان استغلتها قلة لاثراء المشروع الذي يعلم به القاصي والداني، وبعد ان تباطأت عـمليات التنمية كنتيجة للازمـات السياسية الطاحنة المتتالية، وقد شاركتنا هذا الرأي نخب من الدكاترة الافاضل في مقالات سطروها ونشرت في الصحف الكويتـية الختلفة، وليس لاحد ان يزايد في وطـنيته علينا او على هؤلاء المفكرين الخلصين.

ان محاولة ادخال مصطلحات التخوين والارهاب الفكري للعمل السياسي الكويتي ولتجربتنا الديموقـراطية الرائدة عبر محاكـمة النوايا وافتراض سوء المقاصـد وتوجيه السهام لمن يتـحدث عن تعديل الدستور للاحسـن والافضل كما جاء في مقـالتنا تشوبها عدة شوائب، منها:

1ـ ان فيها توجيه سهام الخـيانة للآباء المؤسسين الافاضل ممن دعوا ـ هم لا غيرهم ـ لاتاحة الجـال ـ دون تخوين او ارهـاب ـ لتعديل الـدستور بعـد 5 سنوات من التـجربة والتطبيق، وقد مرت هذه الايام عشرة اضعـاف تلك المدة.
 
2ـ كما ان في ذلك القول توجيه تهم الخيـانة «المسبقة» والتـآمر على الديموقراطية لثـلثي نواب الامة ممن يمثلون ثلثي الشعـب الكويتي وهم ما يحـتاجهـم اي تعديل دستـوري مفـترض.
 
3ـ سـتتسـبب تلك الدعاوى بخلق ديموقراطية (احنا غير) الفـريدة والجديدة على مستوى العالم، حيث لم يشهد التاريخ منذ بدء الخليقة حتى اليـوم في الدول الديموقراطية او غير الديموقراطية ان يخون فيها من يرى عبر التجربة ان هناك حاجة لتعديل الدستور للافضل في عمل يتم تحت قبة البرلمان ومن قبل اعضائه المنتخبين والمؤتمنين عليه.

لقد عكسنا في مـقالاتنا المكتوبة بلغة واضـحة ونهج مستـقيم لا اعوجاج فـيه ما يشعر به كل مواطن وكل محب للكويت العـزيزة ونقول نعم «لربما» هناك من يريد عبر تعديل الدستور القفـز على المكاسب الشعبية، وهو ما لن يتحـقق بوجود صاحب السمو الاميـر والاغلبيـة من النواب الخلصين، الا ان ذلك يقابـله من يقوم «فعـلا» وفي كل يوم بالقفز على المكاسب الشعبية عبر الممارسـة الخاطئة في غياب تلك التعديلات المفترضة، ان اول مبـادئ الديموقراطية الحـاجة للشفـافية المطلقـة وتشجيع الحـوار الصحي في الجتـمع المؤدي لتسليط الضوء على مـواطن الخطأ وتصحيـحها، وهذا ما قـمنا ونقوم وسنقوم به والحديث ذو صلة. .

آخـر محطة:
للمـعلومـة ومع الفارق الكبـير بالـطبع، تسبب رفض البـعض لاجراء اي تعـديلات على الدستـور اللبناني بحرب مدمـرة استـمرت 17 عامـا حتى انتهوا باقرار تلك التعديلات خلال سويعات قليلة في مؤتمر الطائف، وتعلم الاشقاء اللبنانيـون الدرس القاسي بأن الدسـاتير خلقت في البـدء والمنتهى لخـدمة الناس ودعم التنمية في بلدانهم وانه لا مصلحة على الإطلاق في إضـفاء القدسية على غير المقدس ومعاملته وكأنه كتاب منزل.

سامي النصف

أيها المسؤولون لا تورثوا ما ورثتم

أسـمع ويسـمع غيـري في الدواوين كـلامـا من بعض المسـؤولين يحـتـوي على شكـاوى مـريرة مما يجـدونه في الوزارات التي يتقلـدون امورها تتضـمن نواقص وتجاوزات مستمرة منذ عقود من الزمن.

وأول مـا يذهلني عند سـمـاعي لمثـل هذا الكلام المرسل المتكرر حقـيقـة سلسلة الاسماء «الاصـلاحية» الـكبرى التي مـرت على مثـل تلك الوزارات والمؤسسـات وامـضت سنوات طوالا في سـدة قـيـادتهـا دون ان تصـلحـهـا او حـتى تمنع التجاوزات فيها.

المضـحك المبكي في هذا الشـأن ما تسـمعـه من شكوى مريرة ـ من تاني ـ ممن يتسلم المراكـز بعد هؤلاء الشاكين من حقـيقة ان التجـاوزات مازالت قائمـة وعليه يصبح الشـعار الأهم للقضاء على امـراض الجهاز الحكومي المستعـصية هو «ألا نورث مـا ورثنـا» ومن ثم البـدء الفـوري في عــمليـات الاصلاح والتغـيير منذ اليوم الاول ايا كان الثمن ومـهما تكن التضحيات.

اوصل لي الصديق عبدالرسول ابوالحسن شكوى مريرة من اوضـاع ملفـات البلدية التي يتـداولهـا ويوصلهـا العمـال البنغال ويمـكن اضاعتـها او سحب الاوراق الهـامة منهـا، وقد اوصلت تلك الشكوى المـريرة لمدير عام بلديـة الكويت م. احمـد الصبيح الذي وعد بالنظـر للانظمة الموجودة في الدول الاخرى التي لا تستلزم تحريك الملف لمعرفة مـحتواه بل يكتفى بتخزين معلوماته ضمن الحاسوب الآلي واستحضاره منه.

ووصلتني رسالة من الأخ فيصل حامـد يعقب فيها على ما ذكـرناه في مقال امس من حـاجة ماسـة للبدء في عـمليات ترشيـد استهلاك الطاقـة والمياه في الكويت، وقد ذكـر أنه قام بتـقديم دراسة مـفصلة بهـذا الشأن تـوفر ما يقـارب 70% من الهـدر المائي الا ان تلك الخـطة اخـتـفت في دهاليـز الوزارات المعنية، نرجو اعادة النظر في مقترح الاخ فيصل، واي مقترح آخر، بعين الجدية وبعيدا عن توقيع «يحفظ» السهل المعتاد.

تعلن منظمـة الصحة العـالمية نظافة بلد مـا من مرض انفلونزا الطيور عند توقف تسلم وفيات الطيور لمدة اسبوعين متتالين، ارجو الا يترجم هذا الطلب من قبل الهيئات والاجهزة البيـروقراطية الخـتصة لدينـا عبر الاكـتفاء بحـرق الطيور المصـابة دون الابلاغ عنهـا فـالوضع جـد خطير خـاصـة مع احتمـال انتقال العدوى من الطـيور للبشر كمـا ذكرت بعض صحف أمس.

آخـر مــحطة :
تحـية عـطرة للمبـدعـة جنان الفـارس علىعرض الازياء الممـيز الذي استـضافتـه قاعات فـندق هيلتون المنقف قبل ايام قليلة.

سامي النصف

الظمأ .. كلنا يا سادة مذنبون

انقطاع الميـاه عنا خـلال الأيام الماضـيـة أشعرنا بأهميـة تلك النعمة في بلد لا أمطار به ولا أنهـار، لذا نود من وزير الطاقة الإصـلاحي الشيخ علي الجـراح وقبل أن يقـر إنشاء المزيد من محطات توليد الكهـرباء وتقطير المياه التي تكلف المليـارات ولا تحل شيـئا بذاتهـا في ظل الهــدر غـيــر العــقـلاني لـتلك الخـدمــات الاستراتيجية بشكل لا مثيل له حتى في البلدان الاســتـوائيــة التي لا تنقـطع عنهــا الامطار والشلالات الهادرة طوال العام ـ أن يعي أن حل الأزمـة الحـقـيـقي يكمن في كلمـة واحـدة هي «التـرشيـد» وجعل المواطن والمقـيم يدفع ثمن هدره وإسرافه، لذا يجب إرساء مناقصة عاجلة لتحديث عدادات الميـاه والكهرباء وتزويد كافة الفلل والشقق بـها، حتى شـقق التأجيـر ضمن فلل مناطق السكن النموذجيـة للكويتيين حتى تخـتفي للأبد لوحـة «إيجـار يشمل الكهـرباء والماء» المدمرة.

إن مشروعا حيويا كهـذا له فوائد مضاعفة للدولة، فمن ناحية ستستوفي ثمن العدادات مع هامش ربح من الملاك وسـينخفض الاسـتهـلاك الى النصف او اكثر، وسـيستفـيد الملاك من عدم استلامهم الإيجار بيـد ودفعه باليد الأخرى ثمنا للاستهلاك غير العـقلاني لمياه عذبة في بلد يمتد الصيف فـيه لما يقارب 9 اشهـر وترتفع الحرارة فـيـه عن 50 درجـة مـئـويـة، ولا مـانع في هذا السـيــاق ان يدفع الأبناء (أو المؤجــرون) ثمن استهلاك شققهم بعـد تركيب عدادات خاصة بها يدفع ثمنهـا مـلاك الفلل التي تقـام ضمنهـا تلك الوحــدات السكنيــة التي تفــشت بكثــرة في السنوات الأخيرة ضمن المناطق الجديدة.

كـمـا يجب ان يمتــد مـشـروع تركـيب العـدادات المنفصلة للوحـدات السكنية لشـقق التـمليك المتـزايدة ولجمـيع عـمارات الإيجـار السكنيـة التي يبـالغ بعض مسـتـأجريهـا في استخدام المياه حتى وصلني من بعض الملاك ان هناك من المستأجرين من يـقوم بفتح المياه على أقصـاها قـبل مغـادرتهم الشقـة نكاية بهم، ان تركيب العدادات سيصـاحبه بالقطع انخفاض في الايجـارات ستـفرضـه المنافسـة، ويخلص الملاك من كلفة عشـرات آلاف الدنانير ثمنا لمياه تذهب هدرا للـبـحـر، وبالإمكان الاسـتـعـانة بتـجـربة دبي التي توفـر لكل وحـدة سكنيـة عدادي مـياه وكهرباء ويتـم قطعهما حـال عدم سداد اثمانهما.

كذلك على الدولة أن تخلق أنظمة مـراقبة فاعلة لاستهـلاك المدارس والمساجد والوزارات ومـؤسسـات الدولة العـامة لتـرشـيدها قـبل وصـول سيف الـظمأ للأعنـاق، وتعلن وبشكل جـاد هذه المرة عن فـترة سـمـاح اخيـرة لدفع فواتيـر الكهرباء والماء ثم تلحقـه بنظام للدفع الشـهري (لا السـنوي) عبـر البنوك قـائم على معطى فـواتير استـهلاك حقـيقيـة لا تقديرية، ويمكن لهـا ان تستعـين بشركات قـطاع خاص للتحـصيل والتركـيب والمتابعـة، اننا جميـعا المذنبون الحقيقـيون في جريمة الظمأ وانقطاع الميــاه والكهــرباء وقــبل ان نلـوم الدولة او الآخـرين علينا ان ننظر لما يحـدث في بيـوتنا، ومن يشـاطـرنا العـيش بهـا مـن ابناء وخـدم وكيفية تعاملهم مع تلك الخدمات الضرورية.

لقد قررت الدولة إزالة التجاوزات خارج المنازل وأغلبـها زراعات غـير استـراتيجـية لا فائدة منها، ولا يجلس بـها احد عدا استهـلاكها للماء العـذب الصالح للشـرب، ومن الضرورة بمكان اصـدار «قانون الجـفاف» كحـال الدول الاوروبيـة وبريطانيا على وجـه الخصـوص الذي يفعل حـال وجود نقص مخـزونات المياه ويمنع بمقـتـضــاه ري الحـشـائش او غـسل السـيــارات، ويخـضع مـن يخـالفـه لـطائلة العقوبات المشددة، كما تحاسب الجهات المعنية على مقدار تسرب المياه في انابيبها العامة، وقد علمت ان مـقادير تسـرب الميـاه في الكويت هي من الاعلى في العالم اجمع.

آخر محطة:
علينا إعـادة النظر في مقولة ان مناهجنـا لا تصـدر العظمـاء والعــبـاقـرة للعــالم، الإرهابي خــالد الشــيخ الذي درس وتربى في الكويت ثبت انه سوبرمـان مسؤول عن كل جرائم البشرية منذ اليوم الاول للخليقة كـما من المتـوقع ان يعلن قـريبـا عن تسـببـه بحرائق غابات الأمازون وثقب طبقة الأوزون.

سامي النصف

ضرورة تعديل الدستور للأفضل

كـتبنـا وكتب بعض الاخـوة الآخـرين عن الممـارســات السـالبـة الـقـائمـة في تجــربتنا السـيـاسيـة، وظن البـعض ان هناك تـنسيـقـا ومؤامرة (خفية) على الديموقراطية (! )

وفي ذلك الظن الإثم كله وليس بعضـه، فجمـيع الكويتيين وبجـميع أطيـافهم الاجـتمـاعيـة والسيـاسيـة مؤمنـون بالديموقراطيـة كخـيار وحيـد، ويكمن التباين حول وسائل تحصينها من النقد والارتقاء بهـا وبالبلد مـعـها الى قـمم جـديدة من الانجـاز تجعلها المثل والقدوة للآخرين.

ان أبسط مبـادئ العقل والمنطق السـليمين تظهر ان الدستور واللائحـة الداخلية غير منزلين أو مـعـصـومين حـتى نخـشى من إعـادة النظر ببعض موادهـما من قبل ثلثي الأعضـاء كما نص على ذلك الدستور وعبـر اتفاق مسبق على أي من المواد تحتاج الى النظر بها وتغـييرها الى الأفضل والأحسن، اننا برفضنا غيـر المبرر نصبح ملكيين أكـثــر من الملك ودسـتــوريين أكـثــر من الآباء الدستـوريين للدستـور ممن لم يعطوه القدسـية والعصـمة بل طالبـوا بأن ينظر في تعديـله بعد خمس سنوات من الـتجربة، وقـد مرت هذه الأيام خمسـون عاما (لا خمسة) فـهل يعقل اننا لم نجد بندا واحدا يستحق التـعديل ونحن نرقب عمليات الاثراء غـير المشـروع وسوء اسـتخـدام الأدوات الدسـتـوريـة والغـضب الشـعـبـي على بعض الممارسات الخاطئة؟!

ان في الرفض المطلق غـير المسـبوق في أي ديموقـراطيـة أخـرى في الـعـالم لأي تعـديلات دسـتـورية تستـهـدف إزالة الشـوائب وتعـزيز الإيجابيات أمـورا سالبة عدة منهـا إبقاء الأخطاء وأوجه القـصور الى الأبد والإيحـاء بأن العمـلية الديموقـراطيـة في الكويت على قـدر كـبـيـر من الضـعف والهـزال لدرجـة ان اي تعـديل فـيـهـا سـيؤدي الى وأدها ومـوتهـا، ان اجتـرار الماضي واســتـرجــاع عـمـليـات التــوقف الخــاطئ للديموقراطيـة بشكل غير دستـوري أمر لا حكمة منه، فـقد توقـفت الديموقـراطيات في حـقبـة أو أخـرى في أعرق الديموقـراطيات في العـالم ولم يستـخدم هذا العذر لرفض التـعديلات المستـمرة التي تتم على دساتيرهم.

ان مــا هو مطلـوب تحـديـدا من تعــديل الدستور ليس انتزاع أي صلاحيـة مهمها صغرت من السلطة التـشريعـية ووضعـها بيـد السلطة التنفيذية لا سمح الله بل خلق آليات يفعلها رجال السلطة التشريعية التي هي سـيدة قراراتها للحد من إخـفاقـات تجارب الماضي ومـواكبـة التقـدم والتـوسـع السكاني الذي تم خـلال نـصف قـرن والحد من محاولة جعل الكرسي البرلماني وسيلة ل‍ثراء السريع عبر الاسـتخدام الخاطئ للأدوات الدستورية.

لقد باتت الاسـتجوابات الكيدية التي لا تستـهدف الصـالح العام تشكل حـرجا كبـيرا لشرفاء وحكـماء مجلس الأمة حيث تـضعهم بين خيارين أحـلاهما مر الأول ان يشاركـوا ويدعموا تلك المطالب والاستجـوابات بعكس قناعاتهم وما تمليه عليهم ضمـائرهم وحسهم الوطني والثاني ان يحجموا عن المشاركة بها فيحرجوا أمام بعض ناخبيهم ويتهموا بالتخاذل والتهاون.

ان في مـجلس الأمـة الحالي أغلـبيـة من النواب ممن لا يشك أحـد قط في نقاء ضـمائرهم وقــوتهم في مــواقف الحق والدفــاع عنهــا، والواجب ان يـناط بمثل هؤلاء مــســؤوليــة مراجعة الجـوانب السالبة لتجربتنا السـياسية التي شهـد عليهـا الغريب قبل الـقريب ثم وضع الحلول الناجـعة لهـا ودون ذلك سـيبـقى قطار التنمية ومصـالح المواطنين واقفا دون حراك في المحطـة في وقت تمـر بنا قـطارات الآخــــرين مسـرعة للمـستقـبل الزاهر لأوطانهم وأبنائهم، ويبقى تذمرنا الشـعبي مستمـرا الى ما شاء الله دون ان تروي ظمـأه ولا تشـبع جوعـه حـجج تجزم بالقـول ان دستورنا دون دساتيـر العالم أجمع لا يسمح بتغييره للأفضل والأحسن حتى لو غرق المركب بمن فيه.

آخر محطة:
 (1) العزاء الحار للنائب الفاضل عبدالله العـجمي لوفاة شقيـقه المرحوم بإذن الله تعالى مـساعد، للفقـيد الرحمة والمغـفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

(2) الحمـد لله على السـلامة للنائب الفـاضل علي الراشد وماتشوف شر يابوفيصل.

سامي النصف

الكويت في صحافة الزمن الجميل

أزور مصـر الحبـيبـة بشكل دائم ولا ارجع دون حــيـازة مـخطـوطات ووثائق قديمة، ومن ضمن مـجلدات مجلة «المصور» التي تغطي نصف القـرن الماضي، نجد عـدة تحقيقات تتصل بالكويت، ومن ذلك:

في العـدد الصادر في 11 يونيـو 1954 تغطيـتـان عن الكويت، الاولى صـفحـة 17 وفيها تحقـيق بعنوان «اغنى اغنياء العالم، افقـر فقـرائه» ويتضمن اسـتقـبال الرئيس محمـد نجيب لسمو الشيخ عـبدالله السالم وفيه ان دخل الامارة يجعل الحاكم بمصاف اغنى اغنيـاء العالم، إلا ان زهده وتواضـعه يجـعـلانه يعيش كـأفـقـر فقـراء العـالم، ويوضح التـحقـيق كـيف ان سمـوه لما زار اليـخت الذي اهدته اياه شـركـة البـتـرول وعاين فخامته وعظم فرشه ورياشه، التفت الى من معه قائلا: ان هذا اليخت تحفة ثمينة لذا ارجـو بيـعـه في الحـال وبدلا منه اريد مركبـا بسيطا من الخشب للرحـلات وصيد السمك.

وضمن اللقـاء الصحافي قول الامـير الراحل ان الارض والنفط همـا ملك خـالص لأهل الكويت جميعا ولـيسا ملكا خاصا به، لذا فهو بمثابة حـارس لاموال الشعب الذي يجب ان ينفق منهـا لنهضـته ورفـاهيتـه، وتعـيد الصـحيـفة للأذهان ان العـام الذي سبق شهد انتخاب الاهالي لجالس المصارف والصحة والاوقاف والشؤون البلدية، ووعد الامير بحصول الشعب الكويتي على حقوقه السياسـية كاملة، كما امر بتـخصيص ثلث الميـزانيـة العـامـة لقطاع الـتـعليم.

وعلى صـفحـة 41 من نفس العدد صـورة لعمـارة الكويت التي وصفت بأنها اجمل عمائر النيل والتي يقطنها الامـير الزائر بضيافـة مالكها الشيخ عبدالله الجابر وزير المعارف والعدل والاوقاف آنذاك.

في عدد المصور الصـادر في 3 اكتوبر 1958 صور ومقال من الكويت للدكتور احمد زكي رئيس تحــرير مـجلة العــربي التي صدرت بعد شهرين من ذلك التاريخ، تحدث فـيه عن 10 اشـياء لفـتت نظره في الكويت، اولهـا حـركة العـمـران الجـبارة وكـثـرة السـيارات وخضـرة البلد رغم عـدم وجود أنهار وكـثرة التنوع السكاني حتى اسـماها ببابل الجديدة، كما ابدى اعجابه بالدشداشة البــيـضـاء التـي تدل على نظافــة الناس والمسـاواة عند الكويتـيين حـتى لا تعـرف حاكـما من محكـوم ولا خادما من مـخدوم، ولفت نظره تـنوع البـضـائع في الاسـواق بسبب النشاط الاقتصـادي للتجار، ثم ختم بملاحظة حـول نساء الكويت اللاتي يقـول انهن يمتـزن بقوة الشـخـصيـة والجمـال والطول وقلة الشـحم بسبب وفرة الحـركة والعمل في البيت.

في العـدد الصادر في 30 يونيـو 1961 تحـقـيق بعنوان «هذه هي الكويت الحـرة» بمناسبـة استقـلال الكويت، ومن ضمنه ان عـدد السكان يقــارب المائتي ألف والاجـور مرتفعة والبطالة منعـدمة وقد بدأ العمل في شـارع فهـد السـالم بقلب العـاصمـة الذي ترتفع على جـوانبه عمـارات ضخـمة يبلغ عددها سبعين عمارة من احدث طراز، وثناء على قـرار الاسـتقـلال الذي تم بالحكمـة لا بإراقة الدماء.

ثم نقـفز لعـدد المصور الصـادر في 1 مـارس 1974 وفيـه عـدة صفـحـات تغطي نشاط الخطوط الجوية الكويتية، ولقاء مع رئيسها آنذاك فيصل الفليج، يتحدث فيه عن ازمة الطاقة والزيادات الضخـمة في اسعار الوقــود التي جـاوزت في بـعض المحطات 300%، كمـا يعرج على اعداد الـكويتيين في المؤسسـة وهم 3 كباتـن و27 مساعـد طيار و45 مـهندسـا ارضـيـا و14 مـيكانيكيـا و8 مـديري مـحطات خـارجــيـة، ولو لم تقم «الكويتـيـة» بشيء خـلال سنوات عـملهـا الطوال إلا بتـأهيل الـشبـاب الـكويتي على التخـصصـات الفنية النادرة ومـنح فرص عمل للآلاف منهم لكفاها هذا فخرا وتقديرا.

سامي النصف

حتى لا يخدع أحدا أحد

تتـزايد المطالبـات هذه الايام بان يبتعـد التشكيل الوزاري القادم عن قضـايا المحاصـصة التقـليدية، وان يتم البحث عن الكفاءة والامانة كـعنصـرين وحـيديـن للاختـيـار الوزاري، والحـقيـقـة ان هذا الكلام «النظري» الجـمــيل يذوب مع اول مـواجـهـة نيابـية، وسـتـحـاسب الحكومـــة حــال خلوهـا من هذه الشـريحـة الاجـتـمـاعـيـة او تلك الطائفية، وسـيطرح سؤال منطقي: هل خلت تلك الشـرائح الخلصة من افراد مؤهلين لتوزيرهم؟!

ان هناك في الحياة دائمـا فارقا بين النظـريات الجـمــيلة الحــالمة والتطبـيق الـواقـعي، لذا فـالوضع الامثل يكمن في النظر لحقائق الحياة السياسية والاجتماعية ووضعها في الحسـبان مـع محاولـة الاستـفادة القصـوى مما هو قائم ومـوجود، اي بمعنى انه لا مـانـع على الاطلاق من قضية التمثيل الشرائحي على ان يتم الاختيار الامثل لافـراده، فيبحث عن الاكفأ والاقدر.

ولا شك في ان مـجـتــمـعنا الفـاضل سـيـصـل في يوم مـا الى مـرحلة من الـتـقـدم والرقي تذوب حـينهـا تلك الـفـروقـات بين ابناء الوطن، وعندها ـ لا قبلها ـ لن يكون هنـاك مـــانع على الاطـلاق من ان تشكل الحكومـة من لون واحـد من ألوان الطـيف الاجــتــمـــاعي او السيـاسي، ويوم كهـذا هو حقيـقة حلم الـوطن الوردي الذي يـجب ان نسـعى جاهدين للوصـول له عبـر تجردنا من مظاهر التـعصب الذاتية وعمليات التخندق المدمرة.

حــضــرت بالامـس لقــاء مـعلومـاتيـا مهـمـا في جـمعـيـة الخـريجين الكويتـيـة، استـمـعت خلاله لكـوكبة من خـيرة السـاسة والمنظرين الأمـيركـيين الختـصين بشؤون المنـطقة، تقدمـهم السفـير البروفيسور ادوارد غنيم، وفوجئت بان عـدد الحـضور من المهـتـمين لا يزيد على اصابع اليد الواحدة.

وهو تكرار للقـاءات سـابقـة حضـرتها في نفس قاعـة الجمعـية الناشطة مع شـخـصيـات شـديدة الاخـتـصاص والمعـرفـة بشـؤون المنطقـة كـريـتـشـارد هس رئيس مجلس العـلاقات الخارجـية واسع النفوذ وتوماس فريدمـان احد كبار رجـال الصــحـافــة في الولايات المتحدة والعـالم، ولو ان احد توافه الامة ممن يدغدغون ويهرفون بما لا يعـرفون او من يسـوقون لقضـايا السحر والشعـوذة وتفسير الاحلام زار البلد لتـقاطرت الالوف لسـماع الدرر من ابداعاته، ويا امـة ضحكت من جهلها الامم.

آخر مـحطة:
نشرت صحيـفة الـ «وول سـتريت جـورنال»، وهي من أوسع الصـحـف الامـيـركـيـة انتـشـارا وتأثيـرا، مـقـالا في 8/3 كتبته ديبرا برلنـغيم، وهي شقيقة كــابتن الـرحلة 77 التي اصـطدمت بمبنى الپنتاغون، شنت فيه هجوما كاسـحا على معـتقلي غوانتـانامو الكويـتـيـين واتهــمـتــهم بـانهم مـحــاربون مع تنـظيم القــاعـدة تحولوا، حسب مقالها، الى مدرسين ابرياء يزورون افغانسـتان، بسبب الجهود التي بذلتـها الكويت للدفاع عن مـواطنـيـهـا وجـهــود مكتب شيرمان وستيرلنغ للمحاماة.

سامي النصف

خارطة طريق لإدارة حكومية جديدة

ليست حقيقية على الاطلاق مقولة «ان المنتج الجيد يبيع نفسه» فالواقع المعيش يظهر ان المنتج الجيد من السيارات الى الالبسة والإلكتـرونيات هو الاكثر دفعا وصرفـا على الحملات الدعائية والـتسويقية، لعلـمه انه في غياب عملـيات الترويج الناجحة سيبقى المنتج حبيس الخازن، لا يعلم بوجوده احد.

أحد الأخطاء الرئيسية والمتوارثة في الكويت والمنطقتين الخليجـية والعربيـة انها تخصـص ضمن خططها الرباعـية والخـمسـية والمسـتقـبليـة مليارات الدولارات للصـرف على برامج الحكومة التنـموية، وتنسى ان تلك المشاريع الناجـحة حـالها كـحال اي مـنتج آخر تحـتاج الـى تسويق فـاعل لدى الناس، ومن ثم ضـرورة تخـصيص مـبـالغ ضمـن الميزانيـة للتـرويج لها، كـي يعلم المواطنون بهـا فيـدعمـوها وتتـغيـر ثقافتهم السالبة الى ثقافات متفائلة موجبة، تجعلهم يشعرون بالأمل وحب الحياة وان اموال الدولة ليست متسربة للجيوب، بل تستخدم للعمران وبناء المستقبل.

تحتاج الحكومة المقبلة ووزراؤها لتفعيل دور العلاقات العامة في الوزارات الختلفة حتى نرى مسؤوليها بشكل يومي على وسـائل الاعـلام الخـتلفة وهم يـشرحـون مـا يدور في وزاراتهم ويسلطـون الضـوء الباهـر على المشـاريع والخطط المستقبلية التي يعلمون هم بها ولا يعلم بها اغلب الناس، كذلك نرجـو الإيعاز بتـفـعيل اقـسام اسـتـقبـال شكاوى المواطنين والتـفاعل معـها والنظـر في تغيـير ساعـات الدوام كوسـيلة لزيادة الانتـاجـية، وتقلـيل الزحام، واحـيـاء المدن البـعيـدة الجديدة، وتخفيف الاوزان الثقـيلة الناتجة عن وجبات الغداء الدسمة والنوم بعدها.

الجلوس والخـمول والكسل تسـبب الأمراض الختـلفة التي تدفع الدولة المليارات لعلاجها، كمـا انها من اسباب التذمر والتـحلطم والتـقـرطم من بعض مـن يجلسـون في الدواوين والمقاهي دون عمل شيء مفيد. اختارت منظمة الصحة الدولية الكويت كـواحـدة من اربع دول في العـالم ضـمت الى جـانب الكويت روسيا وتشيلي والبرازيل لتـفعيل النشاط البدني في الدولة ولدى كـافة مواطنيـها ومـقيـميهـا، وهو امر لو تبـنته الحكومة لأطال الاعمار وزاد جرعة التفاؤل وحمى الشباب من آفات التطرف والخدرات وحوادث السيارات.

آخر محطة:
وضع الكويت في المكانـة الاولى للملاءة الماليـة في العـالم يرجع في جزء منه لجهود السيد بدر الحميضي الخازن الامين للمال العـام والمدافع الشرس عن حق الاجيـال المستقـبلية في الاستفادة منه، لذا نرجو ويرجو الشعب الكويتي معنا ان يبقى على رأس تلك الوزارة الهامة.