سامي النصف

الرهائن والذكاء المعرفي المتوارث

في عام 1990 احـتجـز القائد «الملهـم» صـدام رهـائن غــربيين وأعلن انه سيوزعهم على المنشآت العسكـرية والحيوية حـتى يمنع قوات التحالف من مهـاجمته، وقد اسـتـغلت تلك الدعـاوى لحـشـد الرأي العام ضد صـدام، والغريب أن قـضـيـة الرهائـن تلك انتـهت بإطلاق ســراحــهم قــبـل بداية الحـرب التي يفــتـرض أن تكون سبب حجزهم منذ البداية.

في الأيـام الأولى للثـــورة الإيرانية احـتجز الطلاب أعضاء السفـارة الأميركـية مما نتج عنه حجز ما يقارب من 11 مليار دولار إيراني في البنوك الأميركية حتى اليـوم، وفـيـمـا بعـد سـبب ذلك الاحــتـجــاز إسقاط الرئيس الأميـركي الإنسان جيـمي كارتر وصـعــود نجم الرئيـس الصلب رونالد ريغان الـذي دعم العراق في حـربه ضــد إيران وخلق في عـهـده تجـمع المحـافظين الجـدد المؤثر.

في منتصف الثمانينيات تم احـتجـاز ركاب طائرة الجـابرية كرهائن للإساءة للكويت ولخلق فتنة بين أبنائها فانقلب السـحر على السـاحـر وتـوحـد الشـعب الكويتي بصـورة غير مـسبـوقة كـمـا ارتفـعت سـمعـة القـيـادة الكويتية الحكيمة لعنان السماء.

قبل أشهر تم احتجاز أسرى إسرائيليين فـي غـزة ولـبنان، قـامت على أثره أعمال عـسكرية دمــرت غــزة ولبنان وقــد أتت الأخبار بالأمس تشـيـر إلى أن الأسرى أو الرهائن الإسرائيليين الثلاثة مـا زالوا على قيد الحـياة وسـيطلق بالقطع سراحـهم طال الزمن أو قصر خـاصة وقد ضمت إسرائيل خـلال تـلك الأعمال العسكرية أعدادا اكبر من الأسرى والرهائن لمـبـادلتــهم بجـنودها المحتجزين.

بعد عدة تصـريحات نارية ضــد أمـــيــركــا وإسرائيل والهولوكست احتجزت السلطات الإيرانية 15 جنديا بريطانيـا أو أوروبيا بالمصطلح الحديث وبعد أن مــلأت أخبارهم الصــحف وحشدت العواطف ـ والأوروبية على وجه التحديد ـ بشكل مسبق خلف أي عمل عسكري يسـتهدف الشــقــيــقـــة إيران تم إطلاق سـراحهـم، حالهم كـحـال إطلاق ســراح أسرى ورهائن طهــران وبيـروت وبغـداد وغـيـرهم في السـابق ولم ولن يسـأل احـد في مـجـتـمـعـات الطـاعـة المطلقـة والقيادات الملهمة عن مكاسب تلك العملـيات الذكيـة جدا وأهدافها العبثية.

آخر مـحطة:
علينا أن نتعامل بجـدية تامـة مـع سـيناريوهات اليوم التالي لأي أعمال عسكرية قـادمـة في الخلـيج تسـتـهـدف المفـاعل النووي الإيراني اخـذين في الحسبـان الرد الإيراني تجاه تلك الأعمال.

سامي النصف

خياراتنا الصعبة

لا اعرف لماذا نضع بلدنا في خـيارات صـعبـة وغـريبة، واليـك عزيزي القـارئ بعضا من تلك الامثلة:

ـ خـيـار إما السـكوت على تجـاوزات بشـعـة على أملاك الدولة وصلت إلى حـد البناء فوق محولات الكـهرباء وتأجيرها أو عــدم إزالة تلك التــشـوهات إلا بعــد أن تصاحبها إزالة الحدائق الجميلة التي تزين البـيــوت في جـمــيع المناطق السكـنيـة الكويتـية، بمـعنى تعزيز خـيـار إما بقـاء الاثنين أو إزالة الاثنين، بينما الحل الواقعي والمفيـد للوطن يكمن في «إزالة» المخالفات البـشعـة و«تسـوية» أوضاع المخالفات الجميلة عبر وضع مـواصفات فنية وفرض رسوم مالية للدولة عليها.

ـ من المسـلمــات القــول أن القــوانين الوضعية لا يمكن أن تكون ملائمة ومنصفة لكل الحــالات ولجـمــيع البـشــر في كل الأوقات، لـذا اخــتـــرع العــالـم نظام «الاسـتثناء» لكي يتم تـطبيـقه في أضيق الحـدود لـلحـالات الإنسانية الفــريدة المسـتحـقـة له، لكن لدينا مـا أن يتم وضع نص الاسـتــثناء حـتى تتــوسع المطالب والضـغوط لنصـبح بين خـيارين: إما أن يغلق البـاب أمام الجـميع وفيـه ظلم أو أن يفتح الباب للجميـع وفيه ظلم كذلك، حيث يتحول الاستثناء المحدود إلى قاعدة عامة.

ـ ومهما بلغت الكويت من رقي في قطاع الصحـة فستـبقى هناك حاجـة للعلاج في الخـارج، وهو أمر مـعـمـول به حـتى في انجلتـرا وفـرنسا، حـيث تبـعث الحـالات المستـعصـية للولايات المتـحدة، أمـا لدينا فـتدخلت الألعاب السـياسـيـة الخاطئـة والمصــالح الانتـخــابيـة في هـذا القطاع الإنساني الحيـوي، فـأصبح الخـيار إما إرسال من لا يحـتاج للعـلاج للسيـاحة في الخارج أو إغلاق الباب أمـام المحتاجين لمثل ذلك العلاج المتقدم.

ـ وفي مـجال الإعلام، أغلق البـاب لمدة طويلة على خمس إصدارات يومـية عربية، وبدلا من أن يـفــتح البـــاب لإصدار أو اصــدارين جـديدين يـواكـبــان الزيادات السكانية كـحال انجلترا عندما فـتح الباب لإصدار «الاندبندنت»، تم فـتح البـاب على مصراعـيه على قاعدة خيـاري: إما ظلمة أو سـراجين، أي لا تصـاريح على الإطلاق أو« من طق البــاب لقي جــواب»، حـتـى بتنا نخــشـى أن نصل يومـــا إلى إصدارات السفارات والمزايدات التي تحرق الأوطان.

ـ وبقـيت الكويت طويلا لديـها شـركـة طيـران واحـدة كـأغلب الدول الصـغـيـرة تحمـيهـا قوانين النقل التـجاري المتـبادل، وفجأة تحـول الوضع من خيار المنع المطلق إلى الإباحة المصاحـبة لسـياسـة الأجواء المفتوحـة، حتى أصبحت شـركات الطيران الخليـجـيـة العـمـلاقـة تسـتـغل الوضع لعمليات Dumping غير مشروعة تسوق لها لعمليات الفائض والكراسي الزائدة بأسـعار ارخص من الأسعار التي تقدمهـا في بلدانها لنفس المحطـات، وفي ذلـك ليـس إضرارا بـ «الكويتية» فحسب، بل وبأي شركة طيران كـويتيـة أخرى قـائمة أو قـادمة تنشـأ في بلدنا، حـيث سـينافـسـون بميـزانيـاتهم المحـدودة شركـات عـملاقـة مـدعومـة من حكومـات شديدة الـثراء تنتـهج سـياسـة الإغراق لدى سوق النقل الكويتي.

آخر محطة :
العزاء الحار للـزميل نصار الخـمـسان على فـقـيـده الغـالــي، للابن الرحـمة والمغـفـرة ولأهله وذويه الصبـر والسلوان.

سامي النصف

لا أنام

«لا أنام» هو بنظري أجمل فيلم أنتجته السينما العربية، وهو مقتبس من قصة غير عادية للروائي إحسان عبدالقدوس، ومن تمثيل نخبة من كبار الممثلين لم يجتمعوا قط في فيلم غيره، وهم من الرجال يحيى شاهين وعماد حمدي وعمر الشريف، ومن النساء فاتن حمامة ومريم فخر الدين وهند رستم، والفيلم كحال فيلم «كازبلانكا» الأميركي الشهير، لا يمل الإنسان من مشاهدته.

ولا أنام إحدى أهم مشاكل عصر الكهرباء والإضاءة والقلق النفسي، وقد قرأت قبل مدة احد الكتب الصادرة من مستشفى مايو كلينيك الشهير تحت مسمى «لا نوم قليلا بعد الآن» وسأحاول في المقال اختزال معلومات 300 صفحة أتت ضـمنه، إضـافة الى بعض المعـلومات المستقاة من وضعنا المحلي والعربي «السهير» حيث أرى ان الأرق وقلة النوم هما من مسببات قلة الاتقان والانتاجية العربية وظاهرة التقاعد المبكر.

في البدء يجب معرفة ان هناك انواعا مختلفة من الأرق، كما ان هناك اسبابا كثيرة له، لذا فليس هناك برنامج أو علاج واحد لجميع المصابين به، فمن مسببات الأرق الرئيسية القلق والضغط النفسي واضطراب الهرمونات والحساسية واحتقان الأنف، او كرد فعل لأدوية معينة، او التدخين، او تناول الكحوليات، او المنبهات، كما ان الجسد قد يكون سبب الاستيقاظ المتكرر ليلا بسبب مشكلات في التنفس او آلام في القدمين او اليدين.

وهناك كثيرون ممن يشتكون من «الأرق الكاذب» اي انهم في حقيقة الأمر يحصلون في اليوم او الاسبوع على قدر كاف من النوم، الا انهم يظلون في شكوى دائمة من الأرق، كذلك هناك مبالغة في الشعور بعدم القدرة على اداء العمل بسبب قلة النوم، حيث يستطيع الإنسان ان يعمل لساعات طوال دون الحاجة لنوم عميق قبل ادائه لمهامه، وينصح الكتاب بأن يخصص وقت للأرق قبل نصف ساعة من الذهاب الى السرير يلجأ فيه الإنسان لمكان هادئ ثم يكتب على أوراق صغيرة ما يقلقه ويشغل باله وما يقترحه من حلول لكل حالة، وسيكتشف ان أغلب تلك الهواجس قد تبددت سريعا، ولن تصحبه الى الفراش وتحرمه من النوم الهادئ ليلا.

ومن حلول مشاكل الأرق الرياضة الجسدية، حيث اكتشف ان اغلب اصحاب الأرق هم من مدمني الجلوس، كذلك ضرورة الابتعاد ليلا ونهارا عن المنبهات كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية المستخدمة بكثرة في الديوانيات ومراكز العمل، وقد اكتشفت الدراسة تفاوت تفاعل الناس مع مادة الكفائين فهناك من لا تؤثر بهم وهناك بالمقابل من يختزن جسده اي مادة كـفائين يتناولها في النهار ثم يقوم بإطلاقها في المسـاء فيشعر الإنسان بالنشـاط الليلي والخمول بالنهار الذي يقوم بتعويضه بشرب الشاي والقهوة اللذين يسببان له الأرق ليلا، وهكذا دواليك، كذلك هناك حاجة لتنظيم دورات النوم والاستيقاظ وعدم تغييرها في أيام العطل.

آخر محطة:
تسمح الدول الأوروبية والأميركية ببيع حبوب النوم المتنوعة في الصـيدليات كوسـيلة للتعـامل المؤقت ـ لا الدائم ـ مع الأرق وهو أمر يجب ان تنظر فيه وزارة الصحة الكويتية، كما يوصـي الكـتاب باسـتخدام حبوب «Amitryptiline» المخصصة أساسا لمعالجة الاكتئاب لاستخدامها لتنظيم حالة النوم او على الأقل للحصول على نوم كاف ومريح خصوصا ايام العطل، ونوم سعيد هذه الليلة.. هين!

سامي النصف

حكمة وتعقل

تلقـيت بالأمس كـثيـرا من الاتصالات والمسـجات تثني على موقف وزيـرة التربية من جـلسة القـسم، والحقـيقـة أن ذلك الثناء يجـب أن يمتــد كـــذلك لـنواب إسـلامـيين أفـاضل تـعـاملوا مع الجلســة بكل حكـمـة وتعــقل، واعـتــقـد أن مـصلحــة الكويت تقتـضي من الجمـيع طي صفـحة الماضـي والعــمـل يدا بيـــد مع الوزيرة الفاضلة المختصة لما فيه صالح البلد.

وتلقـيت اتصـالا مطولا من أحـد كــبـار العــاملين في إدارة الطيران المدني حول مقال الأمس، حـيث أوضح ان أجهـزة تفتـيش الحـقائب أحـضـرت من الساحـة الخـــارجـــيـــة لداخل المبـنى لحساسيتـها ولعدم تأخير شنط الركـاب وان من الأفــضل الأخـذ بتوصيات سلطات الطيران المدني الدولية التي تقترح وضع ممرات حــمـراء وخــضــراء للركــاب والاكـتفـاء بتفـتيش عـينات من الركاب لا جميعهم، كما أوضح أن اللجنة التنـفيـذية القـائمـة على أمور المطار قـد أوصت في السابق بحسن اختـيار الموظفين العاملين فيه وضـرورة أن يكونوا قد أتموا دورات تدريبية مختصة، وأضاف أن تعمـيما سيـصدر فيـما يخص الإفـراط أو إســاءة اسـتــخـدام الهواتف النقالة أثناء العمل.

حضرت بالأمس في مسرح مكتبـة عبدالعزيز البابـطين حفلا جميلا للقيـادات العربية الشابة، حـيث اكتـشفنا من قـبل السيـدة المبدعـة مهـا الغنيم رئيسـة فرع تلك المنظمـة في الكويت، أن هناك جهدا طيبا مـبذولا لإعداد كفاءات كويتـية وعربية واعـدة، حيث تم مـؤخرا عـقـد لقاء ضم 100 شـاب كـويتي وعربي في نيـويورك مع 100 من كـبار القـادة الأمـيركـيين ترأســهم الرئيـس السـابـق بيل كلينتون، كمـا أن هناك لقاء قادما لتلك القيـادات مع قادة السيـاسة والاقتصاد في دول شرق آسيا.

وفي هذا السـيـاق أرجـو أن نغمـض جميـعا أعـيننا ونفكر في نوع الجـــيل الذي نود أن يـقــود بلداننا في عام 2050 وما بعده، هل هو المتسلح بعلوم العصر والمتمكن من اللغات الأجنبية الحية والقادر على مواجهة الصـعاب والتحديات والمنافسة؟ أم هو المعـادي لعصره والمختص بعـلوم الســـحـــر والشعـوذة والمليء قلبه بالتطرف وكراهية الآخر؟

الخيـار بيدنا عبر نوع التعليم ومناهـج التعليم التي نقرها هذه الأيام.

آخر مـحطة:
اشتريت قـبل مدة مئـات الكتب من مكتبة الربيـعان ولم أود أن أجـرح شعور الزمـيل والصـديق صالح الشـايجي عبـر إبلاغه بشرائي كـتابه أو مولوده الأول «بلا قناع» والثـاني «نقـاط سوداء» بمائـتين وخمسين فـلسا فـقـط لاغـيـر، وقــراءاتي لآرائه «العروبية» آنذاك، ثم سؤالي قبل أيام للأخ الفاضل سـليمان مـاجد الشـاهين وقـد كان سـفـيـرنا في مصـر عامـذاك عن خلفـيات ردود الراحل مــوسـى صــبــري على الناصري بوناصـر، ما قد يواسي الزمـيل الشايجـي انني اشتـريت كذلك عشرات الكـتب لزملاء كبار صــادرة في عــامي 2005 و2006 بطباعات فـاخرة وجميعـها كذلك بربع دينار.

سامي النصف

قطع المقاطع قول كل خطيب

ما طرحه الخبيـر الدستوري الإسلامي د. محـمد المقاطع علـى صدر الصفـحة الأولى لعـدد الزمـيلة «القـبس» بالأمس أزال اللبس وابعـد الغمـوض وحسـم قضـية «الإلهاء» السـياسـي الجديدة حـول لبس وليس فـقط غطاء رأس الوزيرة التربوية الفاضلة نورية الصبيح وغيرها من الوزيرات في المستقبل.

فقد ذكـر د. المقاطع ان مطلب الضوابط الشرعية ـ الذي أضيف على عجل للقانون ـ أتى محددا بقضايا التـرشيح والانتخاب فقط ولا يشـمل نـواحي الحـيـاة السـيــاسـيـة والبرلمانية الأخرى كالقسم وحضور جلسات مـجلس الأمة، وللمـعلومـة فقـد ترشـحت وانتخبت النسـاء في الكويت رغم تلك الفقرة الختصة بالترشـيح والانتخاب دون حجاب أو نقاب، ولم يطعن احـد بصحة ترشيـحهن والاهم انتخابهن، والا لتمت إعادة الانتخابات في اغلب الدوائـر على مـعطى نشــر صـور بعض الناخبات غير المتحجبات.

شكوى مريرة من رجـال جمارك المطار من أمرين، اولهمـا وضع مكائن الأشعة في الصالة أمام المسافرين ممـا يحد من قيـامهم بواجباتهم، حيث من الأفضل ـ حسب قولهم ـ أن يكون التفتيش فـي الخارج عند كل مخرج للشنط منعـا للازدحام والتـذمر، الثـاني هو تصـرفـات بعض الركـاب الكـويتـيين الذين يعـترضـون على تفـتـيش شنطهم في وقت يعلم الجميع أنهم يقبلون بمثل ذلك التفتيش وأكثر منه في البلدان التي يقدمون منها.

مطار الكويت هو الواجـهة الأولى التي تسـتقـبل الزائر للكويت، كمـا انها الانطـباع الأخير له عن البلد، لذا نرجو القـيام بعمليات تدريب وعلاقات عامـة لجميع موظفي المطار من جوازات وامن وجمارك ومـوظفي شركات الطيـران المختلفة وسـائقي التكاسي حـول الأسلوب الامثـل للتعامل مع الزائـرين، كذلك الحد من ظاهرة الاسـتخدام المفـرط للهواتف النقالة، مما يحـد من قدرة بعض رجال الامن على التركيز والقيام بعملهم الأمني على أكمل وجه، إضافة إلى ما في تلك الظاهرة الفريدة

التي يخـتص بهـا رجـال ونسـاء مطارنا من دلالة سيئة توحي بالتـسيب والإهمال وعدم الانضبـاط. للمعلومة لا يسـمح للعاملين في مطارات الدول المتـقدمة باسـتخـدام الهواتف النقالة.

حـتى لا تذهب عملـية ابادة 5¸1 مليـون طائر سدى، يجب ابادة جميع الطيور الأخرى في الكويت للتعـجيل بالقضاء علـى فيروس انفلونزا الطـيور القـاتل، وكي تـعلن الكويت سـريعـا بلدا خـالـيـا من الوباء، ودون ذلك سنسمع بعد فترة قـصيرة بظهور الفيروس في منطقة أخرى، ومع التعامل معه يظهر في منطقة ثالثـة ثم يعود الفـيروس إلى المناطق التـي أعلن خلـوها من الـوباء، ومن ثم يـتم إحضار ملايين الصـيصـان للبدء من جـديد وهكذا، وإعلان الدولة تعــويض مــزارع الدواجن خطوة ممتـازة للتعـامل الجدي مع ذلك الوباء القاتل.

المأسـاة الإنسانية للطفلة الصـغيـرة التـي ولدت طفـلة تحـــتـــاج لـلنظـر في التـشـريعـات القـائمة وضـرورة السـمـاح بعمليات الاجهاض لعمليات الاغتصاب حتى لا تلد الضـحيـة من يذكـرها دائما بالجـاني وبالفاجـعة، ولا اعتـقد أن بالامكان القـضاء على داء الاغتصـاب عبر التشدد فيـما تنشره الصحف والمجـلات من صور للنسـاء لوجود الفضـائيات والانتـرنت والغريزة الجنسـية الجامحـة لدى بعض الرجال، ولم اسمع ببلد إسلامي، حتى الأكثر تشـددا، يخلو من تلك الجرائم الدنيئة.

آخـــر مــحـطة:
لدي زوجـة وابنـة وهمـا متـحجبـتان، لذا لست ضد الحـجاب إلا أنني بالقطع ضـد فـرضه بالقـوة، كـما أنني ضـد نزعـه بالقـوة كـمـا يحـدث في بعض الدول الأجنبية، لذا أعجب من تناقض من يتـباكى على نزعه هناك ويحاول فرضه هنا.

ولا أعلم كيف اختزلت الضوابط الشرعية كمـا يفهمـونها في غطاء الرأس وليس كـافة الملبس طوال الوقت وليس فـقط إبان القـسم الدستوري. . وعجبي؟!

سامي النصف

المهم ما في الرأس لا ما فوقه

ليس مهما على الإطلاق ما تضعه الوزيرة الفـاضلة نورية الصبـيح على رأسهـا، القضيـة الحقـيقيـة هي ما في رأس الوزيرة أم عـادل من خطط وأفكار وتصـورات للارتقاء بالتـعليم الذي هو الاسـتـثـمـار الامـثل للأمم، ولا شك أن الوزيرة الفـاضلة، وهي اختـيار مـوفق جدا، قادرة على القيام بـالقفزة النوعية التي تجعلنا نشعر بأن ابناء الكويت في أيدي أمينة. . أو أيدي نورية!

في كل البلدان وضـمن كل القـوى والتكتـلات السـياسـيـة هناك العقـلاء والحكماء ـ كثر الله من أمثالهم ـ وهناك كذلك التوافه والمتـطرفون والمتشددون، لذا نرجــو ألا يشــغلنا الآخــرون عن الاستماع للأولين ومن ثم نترك «لتوافه الأمة» خلق أجندات الحـكومة والمجلس والمجتمع، فنشغل بالقشور عن القضايا التنموية الكبرى كحلم التحول بالكويت إلى مركـز مالي عالمي يغنـينا عن عوائد النفط الناضبة مع كل دقيقة تمر.

رفض الـوزير الـفــــاضـل بدر الحـميـضي مقـترح إسقاط القـروض بشكله الأول، ولولا ذلك الموقف الشجاع الذي مثل فـيه بومـشاري رأى القـيادة السياسـية والعقلاء في البلد مـن جميع التـوجهـات السـياسـيـة لتسـبب ذلك المقترح «الاكتع» بخـسارة المال العام ما يفـوق 12 مليار دينار (40 مليـار دولار) كانت ستذهب هبـاء لتسديد المديونيات الصعبـة واسقاط قروض كبـار التجار والمقــاولـين، ومن ثم تصـــبح المولات والأسواق والمجمعات السكنيـة وما تم استـيراده من مواد كمـالية كالسـيارات والالكترونيات ملكا خـالصا لمن اقترض عشرات ومئات ملايين الدنانير لمثل تلك الأمور، كمـا تسبب ذلك الموقف العـاقل والحازم في تغييـر القانون بعد طرحه، مما يعنـي الإقرار الصـريح بخـطئـه، وبدلا من نسيان ذلك المقترح المصيبة أو الكارثة نرى من يحـاول جاهدا أعادته للأضواء. . وعجبي!

وإذا كـان هناك عـضو واحـد يود الاسـتفـادة من طرح ذلك المقـترح فـإن المتضرر الأكبر هو بقـية الأعضاء، حيث خلق فـي الســابق إشكالات عــدة في التكتل الإسلامي ولدى التكتل الوطني، كما خلق انشـقاقا كبيـرا في كتلة العمل الشعبي أدت إلى التـهجم على احد ابرز قياداته، لذا نتسـاءل وبحق: ما الحكمة من إعادة طرح ذلك الموضـوع أو إشغال البلد باسـتجواب يـضر أكثـر مما ينفع ويشـغل البلد عن خططه المسـتـقبليـة والأوضاع الحرجـة المحيطة بالمنطقة؟ أم أن المبــدأ الطاغـي هو «أنا وبعــدي الطوفان» أو السير على نهج جحا الذي كذب وصدق كذبته؟

تظهر استطلاعات الرأي، كما نشر على احد المنتديات، أن هـيلاري كلينتون في طريـقـهــا لـلتــرشح عن الحــزب الديموقراطي، وهو الحزب المرجح فوزه في الانتخـابات الاميركيـة المقبلة، أي أن أقوى دولة فـي التـاريخ سـتــصـبح رئيستها والقائدة الأعلى لقواتها المسلحة امـرأة، ومع ذلك مـازال لديـنا من توافـه الامة من يرى ضرورة التـعامل مع المرأة بطريقـة القسـر والقوة والفـوقيـة، وما عليـه إلا أن يأمر فـتأتمر المرأة له، سـواء كانت خفيرة أو وزيرة. . هزلت!

ونخـتم بهـذه الحكاية الطريفـة:
كـانت هيـلاري في سـفـر مع زوجـهـا الرئيس بيل كلينتـون عندما توقـفا في محطة للتزود بالوقود، فقالت هيلاري: سأنزل لأسلـم على عامل الوقـود كونه زميـلا سابقـا لي في الكليـة، واذكر انه كـان يود الزواج بي.

علق بيل ساخـرا: لو تزوجـتـه لكـنت الآن زوجـة عـامل مـحطة وقـود.

ردت هـيـلاري بجـدية واضـحـة: لو تزوجـتـه لصـنعت منه بالقطع رئيسا للولايات المتحدة.

سامي النصف

قمة القمم وقمة الكويت

يرى اللواء أحمـد عبدالحليم عـضو مجلس الشـورى المصري وأحد الاخـصائيين الاستـراتيجيين القلائل المعـروفين على الساحة العـربية في لقاء له مع الاعلامي جـمال عنايت على قناة «أوربت» أن خطاب صاحب الـسمو الأمير الشـيخ صباح الأحمـد حفظه الله كان الابرز ضمن الخطابات التي ألقيت في اختتام أعمال قمة الرياض قبل الأمس.

لقد أصاب خطاب سموه كبد الحقيـقة حين أشار الى طغيان الخلاف السياسي على الحياة العربية المعاصرة، بل وازدياد جرعة السياسة في حياة المواطن العربي عن حدود المعقـول والمقبـول في المجتمعات المتـقدمـة الاخرى، مع تغليب المصلحـة القطرية على المصلحة القومـية واستفحـال حالة انعدام الثقـة بين دولنا وتنامي ظاهرة التشكيك مما أعاق العمل العربي المشترك وأفقده مصداقيته.

وقد كان رائعا وعقلانيا مـقترح سموه عقد قمم اقتصادية عربيـة يبتعد القادة بها عن قضايا السيـاسة المفرقة ويتجهـون لقضايا الاقتصاد والمصالح المـوحدة التي يشعر بأثرها مباشـرة المواطن العربي بدلا من الكلام السياسي المتصاعـد في الهواء، وقد وددنا أن تكون دولة الكويت، وحلمهـا الاقتصادي الكبيـر، هي صاحبة الاستـضافة الاولى لمثل تلك القمة الاقـتصادية، على أن تتبـعها قمة للتـعليم وقمة للصحـة وللبيئة ولتـشجيع السياحـة والاستثمار. . إلخ على أن تكون تلك القمم إمـا قبل أشهر من القمم السـياسية أو بالتناوب معها.

وتحول اسـتراتيجي كهـذا للقمم العربيـة يحتاج من القـادة العرب الى النظر في طبيعة منصب مهم يتسبب من يتقلده إمـا بنجاح القمم أو إخفاقها، ونعني منصب الامين العام للجـامعة العربيـة وهل هناك حاجة لأن يكون ذا خلفـية سياسـية ومن ثم تطغى آراؤه السيـاسيـة الثورية أحيـانا على أجندات تلك القمم مـقابل أن يتـسنم مقـاليد ذلك المنصب العام مـستقـبلا شخـصيات اقتـصادية عربيـة كعبـد اللطيف الحمد أو علمـية كالدكتور أحمد زويل وغيرهما؟ ويشهد التاريخ المعاصر توقف العمل الاوروبي المشـترك في الثلاثينيات وما قبلها عندما كانت الـتخندقات «السياسـية» والحروب تملأ أجواء أوروبا، ثم تغـير الحال الى الافضل عندما انشـئت منظومة السوق الاوروبية «الاقـتصادية» المشتـركة التي نجحت فيـما بعـد بتحقـيق الوحدة السـياسيـة الاوروبية ومنع الحـروب وترسيخ التـعاون الاقتصادي وإقرار العملة الواحدة في أوروبا، لذا نرجو أن تكون قمة الكويت الاقتصادية ـ متى ما تمت ـ الخطوة الاولى الكبيـرة في مشوار الوحدة العربية الواقعيـة والعقلانية التي تحفظ لكل دولة خصوصيتها وتسقط احلام الطغاة والثوريات التوسعية.

وقد كان جـميلا أن تتصدر بيـان الرياض قضايا غير سـياسية كتـحصين الهوية العربية وتطوير التعليم وتفعيل العمل العربي المشـترك ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتـاح ورفض كل اشكال الغلو والتطرف والارهاب (رسالة لبعض كـتابنا وسيـاسيينا) وترسـيخ مبادئ التضـامن العربي والتي احـتلت المراتب الخمس الأولى للبيان، ثم أتت في المرتبة السادسة عمليـة السلام في المنطقة والسابعة والاخيرة خلوها من أسلحة الدمار الشامل.

لقد وفقت قمة القمم العربية التي انعقدت في الرياض في اسقاط الحائط والحاجز الوهمي الفاصل بين العـروبة والاسلام الذي خلقتـه الثوريات العربية. عـبر استضـافة قادة الدول الاسلامية الكبرى واعطائهم صفة مراقب للاجتماعات العربية.

قمة الرياض والقـمة الاقتصادية المرتقـبة هما ركيزتان أقـرب لسكتي حديد جديدتين للعمل العربي المشترك ستدفعانه سريعا للأمام.

سامي النصف

بلد الورود والقرود

قـد تكون الجزائر أجمل الدول العربيـة قاطبة بسـواحلها البـديعة الممتـدة لأكثـر من 1200 كم، وطقسـها الشــرق أوسطي الدافئ المـعـتــدل، وجبالها الخضراء الرائعة، وواحاتها المغروسة في قلب الصـحراء الكبرى، إضافة إلى تراث تاريخي متنوع يمتد الى آلاف السنين، ويشـمل حضـارات الفـينـيـقـيين والرومــان والبـربر والعرب المسلمـين واليهود المهـجرين من الأندلس.

في الثــمـانينـيـات فـتــحت «الكويتية» خطا لـلجزائر، وقد تكون غلطة وزارة السـيـاحـة والثـقـافـة الجــــزائرية آنـذاك أنها زودت «الكويتـيــة» بصـور وبوسـتـرات للصــحـراء والواحـات الجــزائرية للتـسـويق، مما أعطى انطبـاعـا بأن الجـزائر مـا هي إلا مدن تحـيط بهـا الصـحراء من كل جـانب، وبالطبع لا يمكن إغراء الكويتي او الخليــجي بالسفر آلاف الأميال لمشاهدة ما يراه كل صـباح فـي بلده، وبديهي ان تلك الصـور والـبـوسـتــرات وضـعت لتـــــســــويق الجــــزائـر لدى الأوروبيين والأمـيركـان وليس لدى الخليجيين.

وفي سـفـري الأخير للجـزائر زرنا قمم الشريعـة في ولاية «بليدة» التي هي تصـغـيـر بلد، وتلك القـمم ترتفع 1600 متر عـن سطح البحر، أي أعلى كثيرا من كثـير من جبال لبنان، وتشتهر تلك القمـم التي هي محميات طبـيعـية تمتـد لأكثـر من 1500 كم2 بأشـجـار الـصنوبر والأرز والورود والزهور المـتنوعــة وآلاف الطيــور والفراشات والمخلوقات الفريدة التي من ضــمنهــا نوع نادر من القــرود الشبيهة بالإنسان.

وتنتـشر ضمن الجـزائر وعلى بعد ساعـات من العاصمة الكـثير من المدن والسواحل والجبـال، فهناك إلى الشـرق مدينتـا عنابة وقـسطنطينة عـاصمـة الثـقافـة الجـزائرية، والى الغرب مـدينتا وهـران، التي تشتـهر بموسـيـقى الرأي، وتلمـسـان ذات التراث الانـدلسي المميز، امـا الجنوب فيشتهـر بالواحات الخضراء ووجود قبائل الطوارق البربرية الملثمة.

ان الجزائر حـالها كحال كـثير من دولنا العربية ينطبق علـيها قول الشاعر: كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول اي نلحظ حـاجة دولـنا العربيـة للمال بينما تزخر أراضيها بالثروات المتـعددة، فـالجزائـر مثـلا تمتلك كل عناصـر النجاح مـن ثروة بتروليـة ومعادن ومـياه ومساحات شـاسعة وجمـال طبيعـة وتراث تاريخي، ولا ينقصها إلا الانفتاح وتشجيع عمليتي السياحـة والاستثمـار، وهو ما تقوم به جاهدة هذه الأيام حـكومة الرئيس عبـدالعزيز بوتفليـقة الذي وددنا لو تسلم مـهام منصـبه الحالـي قبل 45 عامـا، إذن لكانت الجزائر قـد تحولت إلى أحدى جنات الأرض، حالها كحال مصـر والعراق ولبنان وسـورية من دولنا العــربيـة التي أساءت لهـا النــظم الاشـتـراكـيـة والخـلافـات السياسية.

آخر محطة:
نرجـو أن يـدفع مـؤتمر القــمـة العربـية بعمليـة السلام في المنـطقة إلى الأمام، حتى يسـود الاسـتقـرار المنطقة ونتحول من حال إلى حال.

سامي النصف

الربيع السياسي للحكومة

مع إعلان التشكيل الوزاري الجديد علينا أن نسـتذكر حقـيقة إن الوزراء جـمــيـعــا هم أبناء الكـويت المخـلصـــــون الـذين يسـتحـقـون من نوابنا الأفـاضل الذين هم أبناء الكويت المخلصون كـذلك، الفرصـة الكاملة والفتـرة الكافيـة لإنجاز القـفزة النوعـية المطلوبـة للبـلاد والعـبــاد، فلم يعرقل مـسيرتنا التنمـوية خلال نصف القـرن المـاضي ويتـسـبب بتــخـلفنا عن الآخـــرين إلا هذا الصـراع المدمر وغـير المبـرر بين السـلطتين الـلتين يفـــتـــرض الدستور «تعاونهما» لا تقاتلهما.

أرجـــو أن تـكون البــــداية الصحـيحـة بين السلطتين والتي يجب ألا يعلو عليـها مطلب آخـر، هي دراسة برنامج عمل الحكومة الواعد الذي تبلغ كلفـته 14 مليار دينار، وبعـد الاتفــاق عليـه يتم دعمه من كـافة القوى السيـاسية والكتل الـبـرلمانـيـة بشـكل دائم ومسـتمـر، ويبعد ذلك الـبرنامج الطمـوح عن التباينـات والمعارك السـياسـية التي لا تنتـهي تحت قبة بيت الشعب المقابل للبحر.

والمرجـو من السلطة الرابعـة بدورها أن تـسـاهـم في تهــدئة الأوضاع السيـاسية في البلد لمدة عــام من الآن، أي حــتى الـربيع المقـبل، مع علمي أن بعض القـراء المتشائمين سيقولون أن أمرا كهذا لن يستمر حتى ليوم واحد، حتى يمكن التفرغ التام لعملية التنمية المسـتـدامـة في البلد ومـراقـبـة الأوضـاع الأمنيـة المحـيطة التي تتـجـه ســريعـا للتـصــعـيـد والمواجهة.

وقد تكلمنا في مقـالات سابقة عن إخفـاقنا الكويتي في الألعاب الرياضية المختلفة، هذا الإخفاق امــتـد في الماضي لــ «اللعـبــة السـيـاسـيـة» بـدلالة التـوقف المتكرر لها عبر استقالة الحكومة أو حل البرلمان، لذا فعلى جناحي الأمــة أو فــريقي مـــبــاراتنا السـياسـية خلق لـعبـة جمـيلة يسـتــمـتع الجـمـهــور المحلي ومراقبو الدول الأخرى بمهاراتها وأهدافها.

العـمل السـيـاسي يفـتـرض الكثــيـر من حـسن الـنوايا، لذا نرجـو إن يحـسـن بعض النواب الظن بالحـكومـة القــائمـة وأن تعطى لهم فترة إنجاز تمتد كذلك لعـام من الآن كي تبرر بعـد ذلك عمليـات المحاسبـة بعد أن أعطي الوزراء المعنيـون الوقت الكافي ـ بحــده الأدنى ـ لتــصــحــيح الأخطاء.

عــمليـات تـصـفــيـة الحـسـابات وافـتـعـال المعـارك الشخـصية تثـبت ان هناك من لا يهتم بمصلحة الكويت وشعبها.

آخر محطة:
أكــتب من قطـر، الشــعب القطري الشقيق يتابع بدقة مسير الأوضاع السـياسيـة في الكويت، ويناقشـها معنـا بمنطق العارف، إن لم أقل بمنطق الخبير.

تصدر خبـر توزير امرأتين الصحف القطرية، نجاح التجربة يجــعلنا نأمل أن نـرى المزيد من النساء في الوزارات المقبلة.

سامي النصف

حكومة تلبي الطموحات وسياحة الأسواق

في الطريق للمطار تلقيت خبر تشكيل الحكومة الجديدة، واعتقد ان الأسماء التي تضمنها التشكيل واعدة جدا وتلبي الطموحات ولا يبقى إلا أن يظهر ممثلو الشعب قدرا كبيرا من التعاون معها كي تبدأ قاطرة البلد بالتحرك سريعا الى الأمام.

انتشرت في فترة من الفترات في العالم «سياحة السواحل» وبعد ان بدأ التلوث يصيبها وينتشر مرض سرطان الجلد بسبب عمليات التعرض للشمس، تحول الناس الى ما يسمى بـ «السياحة الخضراء» أي سياحة الجبال والوديان الخضراء والمناظر البديعة والمملة للبعض، هذه الأيام تنتشر في المنطقة والعالم «سياحة الأسواق» أي زيارة الأسواق المكيفة الممتلئة بوسائل الترفيه من محلات ومطاعم وألعاب تسلية ودور عرض سينمائية ومسرحية، مما يؤهل للسائحين الفرصة لتمضية اليوم كله في السوق دون ملل.

زرت بالأمس سوق «ايفنيو» الجديد والتقيت مصادفة بمحمد الشايع القائم على ذلك الانجاز الرائع الذي زادت كلفته على ملياري دولار، وقد استمعت منه لمقترحات تستحق الاستماع اليها والعمل بها لما فيه خير الكويت ودعم تحولها الى مركز مالي واستثماري يستقطب سائحي الموجة الجديدة، أي سياحة الأسواق، والعمل على ابقاء أموال القطاع الخاص تعمل في بلدها بدلا من هجرتها للخارج.

ومما قاله الشايع انهم لا يطالبون بأرض إضافية لمشروعهم (ايفنيو) بل يطالبون بالمرونة في الاستخدام على ان تحصــل الدولة والمال العام على مبالغ اضافية لكل منشأة تقــام على قــاعدة WIN – WIN الشهيرة بدلا من علاقة خسارة الطرفين المتفشية في البلد بسبب الحقد والحسد وقصر النظر والمناكفات السياسية.

ومما اقترحه السماح لهم ضمن أرض المشروع بعمل أدوار تسمح بوقوف 15 ألف سيارة وانشاء فندق ومستشفى ومجمعات مكاتب وورش للحرفيين من الشباب الكويتي وأكاديمية لتدريبهم على أعمال تجارة التجزئة التي بإمكانها ان توظف وتمنح فرص عمل للآلاف من الشباب، كذلك تساءل عن السبب في منع عمليات التمدد الرأسي للأراضي المستأجرة وتحصيل الدولة لمقابل مالي لذلك التمدد الذي سيستفيد منه المستثمر والمواطنون عبر الخدمات التي ستقدم فيه، خاصة اننا بلد محدود المساحة والأرض فيه أغلى من الألماس، على ان يمتد ذلك السماح لجميع الأراضي المستأجرة الأخرى.

أخيرا.. اننا بحاجة ماسة لعملية فحص واسقاط كثير من القوانين والأنظمة البالية (DE-REGULATION) التي تكبل العمل وتتسبب بتأخر الكويت عن باقي دول المنطقة التي تقوم بعكس ما نقوم به تماما، حيث تسهل ما نقوم بعرقلته، ما يقضي في طريقه على الفساد المالي المستفيد الأول من عمليات العرقلة تلك.. والحديث ذو شجون.