سامي النصف

حروب العرب.. كارثة 67

تمخضت حرب السويس 56 عن مولد اعلام غوبلزي عربي من الطراز الممتاز، حيث اسرت آذان العرب صيحات احمد سعيد وكذبت على عقول العرب كلمات محمد حسنين هيكل، فتحول الانكسار الى انتصار واستخدم ذلك الانتصار الكاذب لقلب الجيوش على العروش فتساقطت في ايام حزينة الملكيات الليبرالية وحلت محلها العسكريات القمعية.

بدأت حرب 67 بخدعة كبرى حيث ادعى ثلاثي الحكم في سورية آنذاك «زعين، ماخوس، جديد» أنهم قرروا تحويل دمشق الى هانوي اخرى تستهدف بدء الحرب الشعبية لتحرير فلسطين، ثم ألحقوا ذلك بادعاء ان الجيش الإسرائيلي يهدد باحتلال عاصمتهم، وألقوا باللوم على عبدالناصر على صمته وسكوته كذلك على مرور البواخر الاسرائيلية امام جنده في مضائق تيران، ورغم ان ناصر لا يملك حق طرد القوات الدولية كونها موجودة بقرار من الأمم المتحدة الا ان امينها العام يوثانت لبى بشكل غريب طلب القيادة المصرية وسحب قواته على عجل من سيناء، وقد ظن عبدالناصر ان الأمر لا يتعدى تظاهرة عسكرية سيتدخل المجتمع الدولي لفضها مرة ثانية.

على الجبهة المصرية ابلغت المخابرات العسكرية القيادة السياسية ان مدى الطيران الإسرائيلي لا يتجاوز 300 كم وفاتها ان التقنية الاسرائيلية قد زودت طائراتها بخزانات وقود اضافية، كما اخفت عن القيادة حصول اسرائيل على قنابل عنقودية تدمر الممرات الجوية مما يجعل الطائرات المصرية تصبح كقطعان البط الجالسة بعد الضربة الجوية الاولى لعدم قدرتها على الإقلاع، في ظل تلك المعلومات المضللة قرر عبدالناصر القبول بمبدأ تلقي الضربة الجوية الاولى، بعد ان اخفى جميع طائراته في الغرب والجنوب متيقنا من ان اسرائيل لن تصل لها، ومعها بدأت اكذوبة «توقعناهم من الشرق فأتوا من الغرب»، التي كتبها هيكل وقرأها عبدالناصر في خطاب تنحيه المؤثر، والتي اسقطت فيما بعد النظام الأبوي للملك ادريس السنوسي الذي صادف موقع بلده الى الغرب من مصر.

بدأت الحرب صباح الاثنين 5 يونيو 67 وكان رادار عجلون في الاردن قد ارسل تحذيرا لمصر فحواه «عنب، عنب، عنب» وهو بعلم الشفرة يعني ان هناك طائرات اسرائيلية مغيرة، الا ان الشفرة تم تغييرها في الليلة السابقة، وفيما بعد خدع المشير عامر حليفه الملك حسين، وقال له ان 90% من الطائرات الاسرائيلية قد أُسقطت ودعاه لدخول الحرب للمشاركة في النصر، وقد قامت القيادة الأردنية والعربية المشتركة بالاتصال بالقيادة السورية طالبة منها ان تقوم طائراتها بضرب الطائرات الاسرائيلية القادمة من مصر دون وقود او ذخيرة، ولم تستجب القيادة السورية الا في المساء بعد ان قضت الطائرات الاسرائيلية على الطيران المصري بأكمله..

تم بالفعل تدمير الطائرات المصرية بالكامل، الا ان الطيارين المصريين لم يُقتلوا وكان بقاء القوات المصرية متماسكة في سيناء حتى دون غطاء جوي، وهو امر معتاد يعني وصول الطائرات الروسية والجزائرية والعراقية مما سيعدل كفة الجو، الا ان قرار المشير القاتل بالانسحاب الفوري من سيناء كان السبب الحقيقي للنكسة لا ضرب الطائرات التي يمكن تعويضها بسهولة.

يتبع…

سامي النصف

حروب العرب.. السويس 56

انشأ الخديو اسماعيل قناة السويس لاسباب سياسية بحتة هي رغبته في الاستقلال عن الباب العالي وحكم السلطان عبدالعزيز، واستبدال حركة مضيق البوسفور بحركة قناة السويس، لذا ابحر عام 1869 بيخته «المحروسة» ترافقه 6 فرقاطات بحرية لزيارة القائمين على امبراطوريات وممالك وجمهوريات اوروبا لدعوتها للحفل الاسطوري الذي سيقيمه لافتتاح قناة السويس وزيارة مصر لمدة 24 يوما وقد حضر في اليوم الموعود 6 الاف مدعو وغاب السلطان العثماني.

وقد اثبتت قناة السويس في بدايتها فشلا اقتصاديا ذريعا حيث كان مصممها ورئيس مجلس ادارتها المهندس الفرنسي دليسبس يتوقع ان يمر بها سنويا 6 ملايين طن نظرا لانفتاح اسواق الصين واليابان حسب قوله، فلم يمر بها الا 652 الف طن مما جعل اسهمها تنهار في بورصتي باريس ولندن (كحال مشروع اليوروتنل هذه الايام الذي يربط بريطانيا بفرنسا) وقد أصدرت الشركة سندات لم يرغب احد في شرائها وفيما بعد وبسبب انهيار اسعار القطن وتفشي وباء الكوليرا وكلفة القناة وقروض الخديو اسماعيل تم بيع اسهم الشركة ومعها حصة مصر في الارباح المقدرة بـ 15% من الدخل للشركات البريطانية والعالمية ابان عهد الرئيس الانجليزي درزائيلي.

السد العالي هو مشروع قديم لمهندس ري يوناني كان يعيش في مصر تم طرحه على برلمان 1924، وفي خطاب تأميم القناة في 26/7/1956 لتمويل بناء السد العالي يذكر الرئيس عبدالناصر ان اميركا عرضت عليهم دفعة اولى مكونة من 16 مليون دولار اي حسب قوله اقل من خمسة ملايين جنيه مصري كما ان الدفعة الاخيرة كما اتى في الخطاب هي 100 مليون دولار اميركي اي 35 مليون جنيه مصري اي ان الجنيه المصري عندما بدأ الحكم القمعي في مصر مغامراته العسكرية كان يعادل 3.3 دولارات اي اعلى من سعر صرف الدينار الكويتي هذه الايام الذي هو الاعلى في العالم والارقام لا تكذب.

وكان الحكم العسكري الانقلابي في مصر وعبر «محكمة الغدر» التي عقدت في عام 1953 قد تخلص من كبار ساسة مصر وعقولها المفكرة النيرة ولم يفرق بين الساسة الوفديين والسعديين والاحرار الدستوريين ووصمهم جميعا بالفساد وادخلهم السجون ثم دخل معترك الصراعات الدولية وحده دون خبرات متراكمة على الاطلاق حيث يقر في نفس خطاب التأميم والاعتراف سيد الادلة بأنه لم يحلم او يتدرب قط على شؤون الحكم (!) لذا سلم مقاليد الامور في مصر لاغبياء وحشاشين وانصاف مجانين امثال الاخوين صلاح وجمال سالم والمشير عامر فانتهى الامر بهم الى التصادم مع العالم اجمع ولم يستفيدوا من رعب الغرب التاريخي من المد الشيوعي كما استفاد من ذلك قادة دول شرق اسيا.

وقد عقد الرئيس عبدالناصر صفقة اسلحة تشيكية «فاسدة» مع الروس لم يستفد منها بشيء ولم ينتصر بها حتى وفاته في حرب مما جعل الولايات المتحدة والبنك الدولي يوقفان تمويل بناء السد بعد ان اظهرت مصر العداء لهما ثم قام الاتحاد السوفييتي على الفور بتقديم عرض بديل بشروط وفوائد اقل شعورا منه بالذنب ورغبة منه في دخول منطقة الشرق الاوسط من اوسع ابوابها.

وبدلا من ان يستبدل القادة الثوريون هذا العرض بذاك ومن ثم يتم بناء السد دون حرب او ضرب قام الرئيس عبدالناصر ودون ابلاغ مجلس قيادة الثورة او مجلس الوزراء باعلان قرار التأميم كحال قرار صدام باحتلال الكويت الذي لم يبلغ به احدا، والذي انتهى بكارثة الحرب والهزيمة، ومن ثم جعل السد العالي الاعلى كلفة في التاريخ بعد احتساب تعويضات قناة السويس المؤممة وكلفة دفعات السلاح المدمرة، وحقيقة ان فتح مضايق تيران ادى في النهاية الى كارثة حرب 67 التي هي الابن الشرعي لهزيمة 56 التي ابقت القيادات العسكرية «المنتصرة» امثال المشير عامر وقائد سلاح الجو صدقي محمود الذي ضربت طائراته على الارض في عامي 56 و67 والمشير الذي خسر سيناء مرتين كذلك في 56 و67.

آخر محطة:
كم هم اذكياء هؤلاء الاسرائيليون ممن سكتوا بل ربما ساعدوا على خلق اكذوبة النصر عام 56 رغم سهولة تفنيدها مما جعل الضفادع الثورية «المنتصرة» تنتفخ حتى انفجرت عام 67، هل من دروس هذه الايام معتبرة مما حدث؟ لا اعتقد..!

سامي النصف

حروب العرب.. فلسطين 48

لنبتعد هذا الأسبوع عن الهم الكويتي خاصة وانا في اجازة خارج البلاد وسنتطرق بمناسبة شهر مايو (ضياع فلسطين) ويونيو (ضياع الأرض العربية) في خمسة مقالات عن حروب العرب، واعتقد ان بعض ما سيأتي في هذه المقالات لم يتطرق له أحد من قبل، حيث ان الحقائق هي أول ما يضحى به عند كتابة تاريخنا الحديث لصالح التوجهات المؤدلجة.

من خصائص العرب الباقية حب المغامرة والمقامرة ومن طباع المقامر حقيقة ان ندمه على خسارته الصغيرة يجعله يتسبب في خسائر أكبر واكبر لتعويضها، ومن ذلك فإن رفض زعيم فلسطين المتوج أمين الحسيني قرار «لجنة بيل» عام 36 الذي يعطي اليهود ٪10 من الأرض والعرب ٪90 منها دون مبرر عقلاني جعله يدعي رغبته في الحصول على كامل الأرض عام 48 بتعارض مع قرارات المجتمع الدولي القاضية بالتقسيم حتى يعوض هذه بتلك.

وللحاج أمين الحسيني دور مفصلي شديد الغموض فيما يخص قضية فلسطين وحرب 48، فقد وصل لمنصب الافتاء الذي أهله لقيادة القضية عبر دعم الحاكم البريطاني الصهيوني لفلسطين، وتظهر أوراق الخارجية البريطانية السرية التي نشرها الباحث الفلسطيني تيسير قبعة ان راعي القضية كان وسيطا فاعلا في بيع الأراضي الكبرى لليهود (!) كما لجأ المفتي أواخر الثلاثينيات الى أباطرة القمع والإبادة هتلر وموسليني مما كان له أفدح الضرر على سمعة القضية الفلسطينية دوليا بينما راهن اليهود على معسكر الديموقراطية وحقوق الانسان، كما ضخم المفتي عام 48 من مذبحتي دير ياسين وكفر قاسم بحجة رغبته في خروج الشعب الفلسطيني من أرضه كي يتم تسليحه وعودته ظافرا لتحريرها، وقد خرج الشعب الفلسطيني بسبب تلك الغلطة الشنيعة ولم يعد بعدها.

وقد جعل انضمام اليهود لقوات الحلفاء منهم قوة عسكرية ضاربة لا يستهان بها بينما أباد جنرال البرد من غرر بهم المفتي من العرب بعد ضمهم للحملة النازية الفاشلة على روسيا، أما الشوام وأهل المغرب العربي الذين حاربوا مع الحلفاء المنتصرين فقد اعتبروا خونة للأوطان لا تجوز الاستعانة بهم في حرب فلسطين المقدسة التي قادتها العواطف لا العقول العسكرية المحترفة.

ومن أكاذيب تلك الحرب قضية «الأسلحة الفاسدة» التي أثارها الصحافي احسان عبدالقدوس، وقد حُقق في تلك القضية بعد انقلاب 52 ولم يثبت بها شيء، والحقيقة ان الحصار الدولي على العرب واليهود كان فاعلا الا ان اليهود استطاعوا عبر الرشاوى ان يحصلوا من بعض ساسة وجنرالات اميركا اللاتينية على الكثير من الطائرات والدبابات والاسلحة الجديدة الفائضة عن الحاجة بعد انتهاء الحرب الكونية الثانية ولم يستغل العرب وجودهم الملاييني في البرازيل والارجنتين والمكسيك للحصول على مثل تلك الأسلحة وتلك هي احدى الغلطات الكبرى المسكوت عنها.

والحرب هي مثلث على رأسه القرار السياسي الذي كان مختطفا آنذاك من قيادات لكل منها إما مصالح خاصة أو رغبة في ارضاء بعض الضغوط الداخلية، فالملك فاروق كان يأمل بتحقيق حلمه بإحياء الخلافة الإسلامية وقيادتها بدعم من الإخوان المسلمين عبر بوابة الحرب في فلسطين التي دخلها رغم معارضة رئيس وزرائه ووزير حربه، كما رغب الملك عبدالله في ضم أراضي فلسطين الخضراء لمملكته الصحراوية، أما أنظمة العراق وسورية ولبنان فقد دخلت الحرب لارضاء قياداتها العسكرية أمثال طه الهاشمي وشوكت شقير وعدنان المالكي وغيرهم، ومازلت لا أعلم بعد قراءتي آلاف الكتب والوثائق شيئا عن الاجندة الخاصة بالمفتي أمين الحسيني..!

سامي النصف

وزير الأوقاف الصوفي

د. احمد حسن الباقوري هو احد اشهر وزراء الاوقاف المصريين وترجع اصول عائلة الباقوري الى المسلمين الذين هجروا الاندلس بعد سقوطها وانتشروا في الشمال الافريقي حتى غرب مصر، وينسب لهؤلاء اغلب الطرق الصوفية المنتشرة في مصر ودول المغرب العربي.

وكان الشيخ الباقوري احد كبار الثائرين على الانجليز والحكومات الموالية لهم ابان العصور الملكـــية، وتم سجنه اكثر من مرة، كما كان صديقــا شخصيا للامام حسن البنا الذي يقول في كتاب ذكرياته انه كان صوفيا متــبعا للطريقــة الشــاذلية.

وقد تم تعيين الثائر الباقوري في عهد الثورة عام 52 وزيرا للاوقاف والشؤون الاسلامية وقد كان جالسا على المنصة في المنشية عام 54 ابان محاولة قتل الرئيس جمال عبدالناصر، ويقول كشاهد عصر عن تلك الحادثة انه ورغم خلافه اللاحق الشديد مع ناصر الا انها محاولة اغتيال حقيقية لا يمكن انكارها حيث شاهد اطلاق النار الذي اصاب بعض الجالسين الى جواره.

وفي هذا السياق فان انكار حادث المنشية من «بعض» رجال الاخـــوان يصيب مصـــداقيتهم بضـــرر، فقد شهد على صحته بعض رجال التنظـــيم الخاص في كتب صــدرت عن دار الزهـــراء، كما كانت وقائـــع تلك المحاكمات علنية ويحضرها رجـال الاعلام المصريون والعرب والاجانب وكان بامكان المتهمين والشهود ان ينــكروا على العلن ما حدث، وهـــو ما لم يحدث، وقد قرأت محاضر تلك المحاكمات الهامة اكثــر من مرة ولا يوجد ادنى شــك في ذهــني في حقيقة المحــاولة.

ان المأخذين الاساسيين المحقين اللذين يمكن للاخوان ان يعتمدوا عليهما في خلافهم مع ناصر هما: الاول عدم عدالة اخذ المئـــات والآلاف من الاخوان بجريرة قلة قليلة من رجال النظام الخاص الذين قاموا بمحاولة اغتياله، والثاني ان المحــكمة وان كانت علنية الا انها كانت هزلية من الطراز الاول في قضايا مصيرية تم خلالها اصدار اعدام ومؤبد على كثيرين وقد انتهج فيما بعد المهداوي خطى المجنون جمال سالم في علانية المحكمة وهزلها واشراك الجمهور في نقاشــاتها واحكامها القراقوشية الظالمة.

وللباقوري نهاية مأساوية مع عهد الثورة، التي طالب بها، فقد طلبه عبدالناصر في عام 59 واسمعه شريطا مسجلا قام فيه احد الحضور بشتم والدة عبدالناصر وقال الشاتم ضمن الشريط انه يقوم بذلك الامر بحضور وزير الاوقاف.

ويدعي الباقوري انه رد على الشاتم الا ان الشريط انــــتهى تسجيله مع نهاية الشتم ولم يتعداه.

وقد اقترح الباقوري ابان جـــمهورية الرعب والخوف ان يستقيل فــــقال له ناصر الذي كان في ابان مجده ان احدا لا يستـــقيل في حكومته بل يقال، وهو ما تم، وقد خرج البـــاقوري من اللقاء مرعوبا لدرجة انه سجن نفسه في منزله ولم يخرج اطلاقا لمدة 5 سنوات حـــتى ارضى ذلك الامر عبد الناصر وارسل يستـــدعيه لحضور حفل زفاف ابنته هدى.

سامي النصف

التاكسي

لست معتادا على قراءة الروايات، وأفضل عليها قراءة كتب العلوم الإنسانية المختلفة، إلا أن توصيـة الصديق جابر الهاجـري لي بقراءة رواية «التــاكــسي» للكاتب المـصـري خــالد الخميسي وقضائي أوقات استرخاء كثيرة على الشواطئ المصرية جعلاني ألقي نظرة عليها.

و«التـــاكـــسـي» هي رواية من الـنوع التحريضي والتنـويري على الأوضاع الرائجة هـذه الأيام وقــــــد وضع الـكاتـب كل أرائه الشخصية الخاصة على لسان سائقي التاكسي كمـا كان يضع توفيق الحكـيم آراءه على لسان حماره، والخـجل أن الكاتب الذي شبع من كيل الاتهامـات للشعب المصـري وقيادته الحكيـمة أفـاض في كــيل المديح ـ على لســان سـائقي التـاكسي بالطبع ـ على صـدام حسين وحـسن مـعاملتـه للمـصريـين إبان الحرب الإيرانية ـ العـراقـية، مـتناسـيـا آلاف الأكفان المصـرية الطائرة من بـغـداد للقـاهرة وقـد أثنى بشكل مـباشـر على إنسانية وحسن مـعاملة رجـال اسـتخـباراته الذين هم على الأرجح من مـوله، فأمـوال صدام المسـروقة من دم وعـرق الشعب العراقي مازالت ترزق وترزق الآخرين. .

والحقيقة أن سـائقي التاكسي في القاهرة هذه الأيام لا يـتكلمــون، ويخــبـرنـي في هذا السياق احـد الزملاء الكويتيين من كـتاب المقال انه حـال وصولـه للقاهرة يقـوم باسـتـئجـار تاكسي ويقـوم بقيادته كي يستـمتع أثناء ذلك بالحديث مع الزبائن بعد أن مل صمت وسكوت سائقي التاكسي.

والحقيقة أن الكلام الوحـيد الذي تسمعه من سـائقي التـاكسي، أن نطـقوا، هو عن غـلاء الأسعار، لشيء في نفس يعقوب، وكـيف كان كيلو اللحـمة والفراخ والسـمك بقروش قليلة، متناسين أن مشوارهم كان بقروش قليلة كذلك، وان من غير المـعقول أن تبقى الأسعار على ما هي عليه في مـصر فقط وسط غلاء عـام يسود العالم، فما كان آنذاك بدولار أو جنيه إسترليني او دينار كويتي أصبح الآن بعشرة.

سامي النصف

الساحل الشمالي

خرجت من ميدان لبنان في القاهرة إلى المحور ومدن 6 أكتوبر الجديدة، ثم اتجهت لطريق القاهرة ـ الإسكندرية ومشاريعه الإسكانية والزراعية العديدة ثم سرت على طريق الإسكندرية الساحلي إلى المارينا ثم أكملت حتى مدينة مرسى مطروح الساحلية وقد لحظت انخفاض الحرارة الملحوظ مما عليه الوضع في العاصمة ودون رطوبة في الجو.

مقدار العمران الجديد في المناطق المذكورة سلفا أي من القاهرة حتى مرسى مطروح يزيد بآلاف المرات عن كم العمران في دبي وان امتد لمساحة اكبر ولفترة زمنية أطول كما يزيد عما شاهدته في اغلب الدول العربية والأجنبية حيث قل أن ترى هذا الكم من المدن والمنتجعات الحديثة الفاخرة، فمنتزه المارينا على سبيل المثال هو بحجم عدة مناطق كويتية مجتمعة وبقربه عشرات المنتزهات الأخرى التي تحتوي على مئات الآلاف من الوحدات السكنية.

هناك دلالات عدة لما رأيت يجب ألا تخفيها حالات التذمر «الماسخة» عن الأوضاع في مصر، ففي البدء الذي أقام كل تلك المشاريع هو القطاع الخاص ورجال الأعمال المصريون وبأموال مصرية، كما أن اغلب السكان والملاك هم من المصريين، ومن ثم فان هناك الملايين منهم من الطبقات الوسطى والعليا المرتاحة ممن يملكون تلك الوحدات السكنية المخصصة للترفيه وسكن الصيف وهو أمر لم يكن موجودا في السابق، كما ينفي أكذوبة أن مصر منقسمة ما بين قلة شديدة الثراء وأكثرية شديدة الفقر ولا شيء بينهما.

ولو سأل الغوغاء والثورجية العرب أين ذهبت أموال مصر ـ وحتى الخليج ـ خلال ربع القرن الماضي؟ لكفت الإشارة لتلك المشاريع العمرانية والتنموية والبنى الأساسية كدلالة على الحكمة في الصرف والتصرف، وأعتقد لو باعت مصر اسمنت وحديد تلك المنشآت لأصبحت أغنى بلد في العالم، وبالمقابل: ماذا لو سألنا هؤلاء الغوغاء من مفكرين وإعلاميين: أين ذهبت أموال الثوريات التي تدعمونها كصدام وأمثاله خلال نفس المدة ونحن لا نرى في بلدانهم إلا الخراب والدمار.

سكنت في فندق بورتو مارينا الشهير في الساحل الشمالي وكانت نسبة الامتلاء هذه الأيام قليلة لعدم بدء عطلة المدارس، على بعد 150 كم غربا من المارينا و30 كم من مدينة مرسى مطروح زرت منتجعا يسمى «المازة» وذهلت مما شاهدت، نسبة امتلاء تقارب 100% وجميع القاطنين من الاوروبيين في منتجع اقرب الى الخيال في الجمال ممن تحضرهم طائرات الشارتر لمطار مرسى مطروح، وقد اخبرني مدير الفندق أن ما أراه اقل من 10% مما هو قادم لذلك المنتزه الذي فتح قبل اشهر حيث سيحتوي على 6 فنادق جديدة وجميعها مملوكة لرجل أعمال مصري لم اسمع به من قبل.. وعمار يا مصر!

آخر محطة:
مصر وبعض الدول الخليجية وعلى رأسها الكويت في حاجة لعمل جاد لتغيير الثقافات السالبة السائدة كي يتم خلع النظارات السوداء عن أعين الجميع واستبدالها بنظارات تفاؤل واقعية بيضاء، فالدنيا بخير في بلداننا..

سامي النصف

القاهرة

قمت بزيارة قصر عابدين في القاهرة الذي يشتمل على 7 متاحف بالغة الروعة تحتوي على مقتنيات وهدايا سلاطين وملوك ورؤساء مصر المتعاقبين من نياشين واوسمة واسلحة وهدايا متنوعة، وبودنا ان ينظر في إنشاء متحف اميري يقوم على نفس الأسس خاصة ان القيادات الكويتية المتعاقبة اشتهرت بعلاقاتها الجيدة مع الجميع وحب قادة العالم لها ومن ثم حصولها على كثير من الاوسمة والشهادات والنياشين التي تستحق ان يطلع الشعب الكويتي عليها.

كما زرت قلعة محمد علي وضمنها مجموعة متاحف جميلة اخرى منها متاحف مختصة بحروب وانجازات الجيش المصري الشقيق، ومرة اخرى نعتقد ان بالامكان انشاء متحف عسكري كويتي يخلد تاريخ حروبنا وانجازات شهداء وقادة وافراد الجيش الكويتي الباسل الذي خاض الحروب والمعارك على الجبهتين المصرية والسورية وشارك في نصر اكتوبر 73 وهي امور كادت ان تنسى لعدم وجود ذلك المتحف، ثم حرب تحرير الكويت اضافة الى المقاومة الكويتية المجيدة التي كان يشارك ويقود كثيرا من اعمالها افراد الجيش الكويتي.

ومما زرته متحف الآثار المصرية الذي يعتبر الاكبر في العالم لمثل تلك الآثار الانسانية الخالدة ومسجد عمرو بن العاص الذي يعتبر رابع اقدم مسجد اسلامي ومسجد احمد بن طولون وكنيسة ابي سرجة والكنيسة المعلقة ويعود تاريخهما للقرن الرابع الميلادي ويقعان على بعد خطوات قليلة من مسجد عمرو بن العاص على ضواحي القاهرة وبالقرب منهم قلعة صلاح الدين واسوار القاهرة التي شرع في بنائها القائد جوهر الصقلي قبل الف عام.

ومما يستحق الزيارة حديقة الازهر الجديدة التي هي غاية في الجمال والذوق وتحتوي على مجموعة من المطاعم الراقية كما تقع على مسافة قريبة من مساجد الحسين والسيدة زينب، والسيدة نفيسة وجوامع قايتباي والظاهر بيبرس والجامع المرمري وجميعها آثار إسلامية رائعة.
 
يحسب لوزير الثقافة المصري فاروق حسني عمله الدؤوب لتجديد عشرات المواقع الاثرية التي طالها الاهمال ابان حقبة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» حتى تهدم البعض منها آنذاك، وجزء من ابداع الوزير الفنان يرجع لثقة القيادة به واستقراره في موقعه حيث ان امور الثقافة تحتاج الى زمن كما انها بطيئة المردود.

آخر محطة:
لا اعلم لماذا ونحن في موسم سفر لا يزور الكويتيون والخليجيون الاماكن الاثرية والمتاحف في القاهرة والكثير منها يعــــادل اذا لم يفق مثيله في الدول المتقدمة كما اعجب من عدم قيادة الكويتيين للسيارات في مصر رغم سهولة الطرق كي يشاهدوا المعالم السياحية القائمة خارج القاهرة كالساحل الشمالي ومنتجعات البحر الاحمر.

سامي النصف

هل فشلنا في إدارة أوطاننا؟!

الإجابة على مستوى المحيط العربي هي «نعم» كبيرة، حيث قامت اغلب الحكومات «الوطنية» التي اتت في حقبة ما بعد الاستعمار بالتحول يساراً والأخذ بنهج النظم العسكرية القمعية، فعلقت البرلمانات وصادرت الصحف وأممت المصانع وفتحت السجون وأرعبت الشعوب وقادت جيوشها من النكسات الى النكبات.

واشتهرت تلك الحكومات الثورية بإدمان الرهان على الخيول الخاسرة، فلم يبق حصان كسيح او فكر ساقط مريض الا وضعت رهان امتها وآمالها عليه، كما اضاعت تلك القيادات الملهمة بوصلتها وانعكست الجهات الأصلية لديها، فكلما انتظروا العدو من الشرق اتاهم من الغرب، وإن رابطت جيوشهم في الشمال اتاهم ـ قاتله الله ـ من الجنوب، والمخطئ بالطبع في تلك الهزائم هو العدو الجائر الذي يؤمن بأن «الحرب خدعة».

ورغم ان الدول التي ورثتها تلك الثوريات كانت مرتبطة بأشد الوشائج الحميمة مع الدول الغربية المتقدمة، وكان بإمكانها، ضمن نظام الاقتصاد الحر، الحصول على أحدث التقنيات والجامعات والعلوم الصناعية والزراعية (كما حدث مع دول الخليج وشرق آسيا) إلا انها قامت وبذكاء تحسد عليه بخلق حالة عداء معها واستبدالها بعلاقة مع دول استبدادية وشديدة التخلف هي دول المعسكر الشرقي التي لم تنفع ذاتها، فكيف تنفع دولنا؟! وقد أهدرت تلك الحكومات الثورية المتأزمة موارد اوطانها على السلاح والجيوش والحروب الخاسرة، والصناعات الثقيلة التي لا قيمة ولا حاجة لها، كما تسببت تلك الحكومات الوطنية (لا الاستعمار) بنزوح كبير للعقول الوطنية، فتوقف الإبداع العربي عند انجازات وإبداع عهد ما قبل الحكم الوطني المجيد.

ونلحظ من هذا السياق ان بلداً كمصر الولادة، جل مبدعيها في الفنون والآداب وكافة العلوم الإنسانية على المستويين العربي والدولي هم نتاج حقبة ما قبل انقلاب 52، رغم ان تعداد سكان مصر آنذاك يقل عن 20 مليونا، بينما ازداد العدد فيما بعد الى اضعاف ذلك العدد دون ان تصاحبه نفس الزيادة في عدد المبدعين وحاصدي الجوائز العالمية بسبب القمع وأنظمة التعليم الثورية التي يفاخر بها عادة قادة ذلك الانقلاب الذي اودى بمصر والأمة العربية معها الى المهالك والتخلف.

وكان الشارع العربي يسمع القرآن من الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والغناء من أم كلثوم ويقرأ الصحافة من الأهرام.. إلخ، فأصبح الخليج العربي غير المبتلى بنهج الثورية هو صاحب الإنجاز والثقافة السائدة من الماء الى الماء، فالديموقراطية كويتية، والإعلام المرئي قطري، والمقروء سعودي، وأرقام التنمية الاعلى خليجية، والقرآن يرتله الشيخ مشاري العفاسي في شوارع العواصم العربية، والغناء تسيده مطرب العرب محمد عبده وبقية فناني الخليج، والمسرحيات كويتية، والمسلسلات اماراتية، والإنجاز الرياضي سعودي.. إلخ.

آخر محطة:
 سلاح المخيمات في لبنان الذي قتل عشرات آلاف الفلسطينيين بسببه تم القبول به كوسيلة للمقاومة الفلسطينية ضد اسرائيل، الآن هناك اربعة جيوش تحد من وصول الفلسطينيين الى اعدائهم هي الجيش الإسرائيلي والتحالف الدولي والجيش اللبناني وحزب الله، فما فائدة سلاح المخيمات إذن؟!

انزعوا ذلك السلاح لحماية دماء الأبرياء الفلسطينيين وكخطوة متقدمة اخرى لبسط الدولة اللبنانية لسلطتها على جميع ارضها.

سامي النصف

وقف الأزمات بتغيير الثقافات

اغمضت عيني وتصورت اننا اصبحنا في العام 2050 وتساءلت: هل سنرى عامذاك لعبة سياسية هادئة ومختلفة القواعد؟

شخصيا، اعتقد اننا سنرى تماما ما نراه هذه الايام من ازمات تلد ازمات لسبب بسيط هو ان استخدام نفس الطريق سيؤدي بالقطع الى نفس النهايات، وليس من الحكمة بشيء الاعتقاد بأن استخدام الطريق ذاته سيؤدي الى نهايات مختلفة.
 
يقول بعض الحكماء ان تجربة 50 عاما قد تكون تجربة سيئة لعام واحد مكررة 50 مرة فالزمن لا يحل شيئا بذاته ما لم تتغير قواعد اللعبة والخارطة الزرقاء التي قامت عليها، وعندها فقط يمكن ان ننتهي بنتائج مختلفة ومن ثم نجد في عام 2050 وقبل ذلك بكثير لعبة سياسية جميلة تدعم التنمية وتدفع بتطور البلاد وتحريك اقتصاده.
 
ابان عهد الوزير محمد السنعوسي تحدثنا في قضية السياسات السالبة السائدة التي ترى في البلد ظلاما في ظلام وخرابا في خراب ومستقبلا كحليا عبر عنه، كما يخبرني الصديق الاعلامي يوسف الجاسم، احد السياسيين الذين التقاهم في برنامجه الشائق بقوله ان الكــويت مقبلة ـ والعياذ بالله ـ على انهيار سريع واختفاء من الخارطة..! النظرة التشاؤمية السابقة ومثلها من يرى في كل مشروع تنموي قصة سرقة، وفي كل مسؤول حكاية تجاوز هي في حقيقة الامر العامل الشعبي الضاغط على النواب لتسخين الاجواء السياسية والتصعيد الاعلامي والتصدي للحكومة عبر الاستجوابات المتتالية، ولو تغيرت تلك الثقافة السالبة الخاطئة الى ثقافة جديدة متفائلة لتقلصت الى الحدود الدنيا تلك الازمات ولتفاءلنا خيرا في المقبل من الايام.

لقد تم تشكيل لجنة لتسليط الضوء على المشاريع الموجبة في الدولة، ومعها بدأ العمل المؤسسي الجاد للمرة الاولى في تاريخ الكويت لتغيير الموروثات السالبة المدمرة، وقد التقى فريق العمل عشرات المرات واصدر العديد من التوصيات، كما استقدم العديد من العروض من الشركات المختصة في الداخل والخارج، ثم توقف كل شيء في بلد غريب لا يمانع من صرف عشرات الملايين لحل اشكالات تخصّ قلة قليلة من المنحرفين كالمتطرفين ومدمني المخدرات ويبخل على عمل جبار غير مسبوق يفيد الدولة بأكملها وكافة افراد الشعب،.. و.. تحصل فقط في دولة الكويـــت.. الذكية…!

آخر محطة:
جزء من مشروع ترويج المشاريع الوطنية القائمة والمقبلة يهدف لتسليط الضوء على اماكن الترفيه العديدة في الكويت التي لا يعلم بها السائحون ولا المستثمرون ولا المواطنون ولا المقيمون، ومع ذلك نحلم بالتحول الى مركز مالي وسياحي.. كيف؟!

سامي النصف

منتصف الأسبوع

حريق آخر وضحايا أبرياء آخرون، نحتاج لمنع تكرار تلك المآسي الى ثلاثة امور محددة: الاول التوعية العامة بمخاطر الدخان في الحرائق فهو ما يقتل باكثر من النيران ذاتها، الثاني تشجيع تزويد البيوت بأجهزة الانذار الخاصة بالدخان ـ رخيصة الثمن ـ كون الحرائق تبدأ دائما بدخان كثيف يمكن لتلك الاجهزة اكتشافه وتنبيه اهل البيت اليه والثالث إحضار خبرات اجنبية للارتقاء بالاداء العام لخدمة الاطفاء في البلد.

أصم اذاننا بعض القادة العرب و«تابعهم» هيكل عام 91 بالحديث عن الحل العربي والاستشهاد بما حدث عام 61 ابان ازمة قاسم، ضمن كتاب «الحروب الديبلوماسية الكويتية» يكشف السفير عبدالله بشارة ان الوثائق واللقاءات الرسمية تظهر وجود قرار آنذاك للجامعة العربية بسحب قواتها من الكويت فور بدء الهجوم العراقي «خوش قوات» وهو ما دعا القيادة الكويتية الحكيمة لطلب خفض تلك القوات لحدودها الدنيا مادامت شكلية وباهظة التكاليف دون فائدة.

وفي هذا السياق التاريخي ارسلت سكرتارية حكومة الكويت عدة وفود للدول العربية لشرح بطلان مزاعم قاسم العراق وكان اخي الاكبر خالد، رحمه الله، ضمن احد تلك الوفود وأخبرني بان محطتهم الاولى كانت لبنان، وفي لقاء مع احد رؤساء التحرير المشهورين اطال الله في عمره، قال زرناه متأملين خيرا حيث كانت بقية الصحف مشتراة آنذاك من النظام الناصري وأمضينا ساعتين نشرح القضية الكويتية وهو صامت يهز رأسه وعندما انتهينا قال لنا: العراق يدفع 20 الف استرليني فيكم تدفعوا 25 الفا؟!

وتابع اخي انهم توجهوا بعد ذلك للمغرب وشرحوا في منتدى ثقافي وشعبي القضية بحرارة فصفق لهم الجمهور بحرارة، وقام بعد ذلك اول المعقبين وقال ان الكويت رجعية والعراق شيوعية، وبالتالي هما فخار يكسّر بعضه بعضا، فصفق له الجمهور بحرارة.

السخرية هي احدى وسائل الامم المتحضرة الحادة في مكافحة الامراض التي تصيب مجتمعاتها، نقترح اصدار «بوست كاردات» كويتية تظهر صور حوادث السيارات الغريبة والغبية التي تحدث في بلدنا كوسيلة لتخجيل بعض الناس من افعالهم ووقف نزيف المال والدم الذي نراه في شوارعنا كل صباح، ولا مانع من ان نضيف لتلك الكروت الخاصة بالسائحين كلمات مختارة مثل «هم يصنعون ونحن ندمر» او «الكويت الارخص في الحوادث، استغل الفرصة واعمل حادثا خاصا بك اثناء زيارتك القصيرة لبلدنا، ذكرى لن تنساها الى الابد».

اعلنت ليبيا عقدها صفقة قيمتها 18 مليار دولار لشراء طائرات حديثة لشركة طيرانها المملوكة للدولة.

نرجو الاسراع في ايجاد الوسيلة المناسبة لشراء الحكومة الطائرات لمؤسستنا الوطنية لابقائها محلقة في السنوات القادمة في ظل التنافس الشرس من شركات دول المنطقة العملاقة خاصة ان مؤسستنا الوطنية تضم آلاف الفنيين والاداريين من خيرة الشباب الكويتي وهي مقبلة على مضاعفة اعدادهم متى تم الاتفاق على تحديث اسطولها والتوسع في محطاتها.

آخر محطة:
العزاء الحار لعائلة الغانم الكرام بوفاة المغفور له حمد الغانم، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وانا اليه راجعون.