سامي النصف

في الكويت الاسترزاق الحقيقي بالقدح لا بالمدح

رغم ان الرئيس الاميركي جورج بوش المحبوب من الشعبين الكويتي والعراقي اكبر مني بست سنوات إلا اننا قررنا بالامس عمل منظار قولون معا مع الاخذ بالحسبان فارق التوقيت بين بلدينا، هو سلم القيادة بعده لديك تشيني وانا لحرمنا المصون، وانتهت العمليتان بسلام في وقت واحد علما بأن الخدمة الطبية التي حصلت عليها في كويت القطاع الخاص قد لا تقل عما حصل عليه الرئيس الاميركي جورج بوش الابن (بوكاظم) ابن الرئيس جورج بوش الاب (بوعبدالله).

لا احب عادة عيادات الاطباء ولا مكاتب المحامين حيث لدي قناعة لا اعرف مدى صحتها بأنك تدخل عليهم بمشكلة واحدة فتخرج بعشر، الاستثناء من ذلك ما رأيته في العيادة الخاصة لدكتور استشاري الامراض الباطنية محمد عايش الشمالي من علم مميز وخدمة واجهزة متطورة مع سمو ورقي بالأخلاق اكثر الله من امثاله وامثال الطاقم المصاحب له بعد ان اصبحت الكويت تفتقر بشدة للمميزين في اعمالهم.

يتساءل البعض وبحق: هل هناك ثمن يتحصل ممن يُثنى عليه؟ والحقيقة المطلقة هي «لا» كبيرة للشرفاء واباة النفوس ممن لا يثنون إلا بالصدق والحق ويقيسون كلماتهم بميزان الذهب، اما المرتشون والفاسدون فكثير منهم لا يقبض من الثناء بل من «الشتم» الجارح وتسليط قلمه المأجور على الشرفاء والعقلاء والحكماء مستحصلا اثمان حبره آلافا مؤلفة ومصالح كبرى ممررة.

في زمن كثر فيه من يدعون الاصلاح وهم في الحقيقة اعدى اعدائه، ومن يدعون الامانة وهم اكبر سراق ماله العام والمتجاوزون على حرمته تفضحهم في ذلك افعالهم الشائنة قبل اقوالهم الصالحة، وفي بلد لا يخاف فيه احد من احد ولا يدفع فيه احد قط ثمن معارضته بل يستحصل اثمانها مضاعفة تارة ممن يقف خلفه وتارة اخرى ممن يستقصدهم من الخائفين والمرتعبين.

وفي حقبة طغت بها الماديات وتسابق فيها من يحصد آلاف الدنانير لطلب المزيد منها دون خوف او وجل او خجل، يصبح تسليط الضوء على كرام القوم وعفاف النفوس وطاهري اليد من الوزراء حتى الخفراء واجبا وطنيا حقيقيا حتى يشعروا بأن الدنيا مازالت بخير وان الاقلام وقبلها قلوب ودعوات الناس الطيبين معهم فيبقوا في مراكزهم ومناصبهم حتى لا يصل لها الاشرار والسراق والمتجاوزون ممن اصبحوا يتلبسون ملابس الزهاد والوعاظ وحان وقت فضحهم وتمزيق ارديتهم الزائفة.

آخر محطة:
في البعض من النقد الكاذب المتواصل واتهام الابرياء بالتجاوز هدف شرير يمارس بخبث وخسة بقصد تظليم الصورة امام الاجيال الصاعدة حتى يمكن تحريضهم للقيام بالاعمال المخلة بالأمن وهذا بيت القصيد.

سامي النصف

دولة غنية ومؤسسات فقيرة

وصلنا من العقيد د.عبدالله محمد الطريجي كتابه المعلوماتي الهام «جغرافية المخالفات والحوادث المرورية في دولة الكويت»، وضمن الكتاب الذي لا غنى عنه للباحث والمهتم بـ «الكارثة المرورية» التي يعيشها البلد عدة مقترحات وتوصيات نأمل ان ترى النور كمقترح انشاء مدرسة للتوعية المرورية وشن حملة وطنية شاملة حول موضوع المرور وحصر السائقين المخالفين وتقسيمهم الى مستويات تتدرج من خطر جدا الى مخالف مبتدئ.

لدى كل رب اسرة في الكويت مشكلة مرورية فريدة، حيث انه على الارجح من يسجل سيارة والدته وسيارات بناته وسيارة السائق اضافة الى سيارته الخاصة باسمه، الإشكال يقع عندما تتجمع عليه مخالفات جميع تلك السيارات فيظهر الرجل الرزين وكأنه سائق ارعن يطوف الاشارات ويسابق السيارات الاخرى بل قد تصدر عليه احكام بسحب رخصة القيادة دون ذنب حقيقي منه.

مع وصول سعر النفط الى اعلى مستوى له في تاريخ الدولة ومعه بالتبعية ارتفاع مداخيل الموازنة العامة من البترودولار، نلحظ بالمقابل الفقر والمعاناة المالية الشديدة لمؤسسات الدولة المختلفة، فمؤسسة التأمينات تعاني من عجوزات اكتوارية تقارب 10 مليارات دينار، وبنك التسليف 2 مليار دينار والحال كذلك مع هيئة الاسكان و«الكويتية» وغيرهما من مؤسسات وشركات وهيئات حكومية يعمل بها عشرات الآلاف من الكويتيين، التساؤل المحق: اذا لم تستفد تلك الجهات من الفوائض النفطية هذه الايام فمتى تستفيد؟! ان بقاء العوائد على شكل اموال سائلة قد يغري الطامعين ويجعلنا نخشى ان ينطبق علينا المثل العامي القائل «مال البخيل ياكله العيار».

بالمقابل نجد ان بعض دولنا الخليجية تستخدم جل مداخيلها النفطية لدعم واثراء عمل مؤسساتها وشركاتها وتعزيز بناها التحتية، في محاولة منها لخلق موارد بديلة للنفط، بودنا ان تجرى دراسات معمقة لتقرير اي من الطريقين افضل، اي الاحتفاظ بالثروات النفطية سائلة وعلى شكل استثمارات في الاسهم والسندات الدولية، ام الاستثمار المباشر لها في البنى التحتية والمشاريع المختلفة في بلدها، واضعين في الاذهان حقيقة استفادة الكويت من الاستثمارات إبان الاحتلال والقول المضاد بأنه لولا تلك الاموال السائلة لما احتلنا صدام.

آخر محطة:
العزاء الحار لآل الصقر الكرام بوفاة العم المرحوم عبدالوهاب حمد الصقر، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

سامي النصف

شخصيات منجِزة وأخرى مدمِّرة

سعدنا كثيرا لعدم صحة الاخبار التي ادعت تقديم الوزيرة الفاضلة نورية الصبيح لكتاب استقالتها، فأم عادل ابنة الوزارة المخلصة واذا لم تصلح الوزارة في عهدهـــا فلـــن تصـــلح ابدا، اخشـــى ما نخشاه وجود موجة فساد عاتية تضرب البلد تستقصد الشرفاء فقط تحت رايات كاذبة وادعاءات زائفة وتغض النظر بالمقابل عن السرّاق والفاسدين، ولنا عودة مفصلة لهذا الموضوع الهام.

امل الناس بإصلاح البلدية كبير بوجود الوزير الفاضل موسى الصراف ومدير عام البلدية، حتى لا نعيد اختراع العجلة نرجو استيراد الانظمة والتشريعات القائمة في بلدية دبي وتطبيقها بالسرعة الممكنة، فواضح بساطة التعامل هناك وسرعة الانجاز واختفاء الفساد، فلماذا لا نجرّب المجرَّب؟

كلمة حق بحق العم الفاضل براك المرزوق رئيس ديوان المحاسبة الذي يشهد له القاصي قبل الداني بنظافة يده الشديدة والحكمة في العمل والتعامل، هناك رغبة شديدة بأن يبتعد عمل الديوان الهام عن التسييس المدمر السائد في البلد وألا تستغل تقاريره في غير مقصدها الخيّر عبر تسريب الملاحظات دون ذكر الاجابات المقنعة عليها، ديوان المحاسبة هو عين وضمير الشعب الكويتي على امواله العامة ونرجو ان يقوم عمله على دعم الشرفاء والمنجزين ومحاربة السرّاق والفاسدين.

على صفحتين كاملتين نشرت الزميلة «الوطن» يوم الاربعاء الماضي سيرة رجل من رجال الكويت الكبار هو المرحوم بدر محمد ناصر الساير، ومما اتى في سيرته العطرة التي خطها د.يعقوب الغنيم كرم المرحوم وتواضعه الجم ومساعدته الكويتيين في كل مكان، التساؤل: ماذا فعلت الكويت لتكريم مثل تلك الشخصية المنجزة والفذة؟

علينا ان نسرّ ونسعد ببراءة الشخصيات العـــامة مـــن اي اقاويــل او شبهات توجه لهم وعليه سعدنا بتبرئة لجنة حماية الاموال العامة للأخ بدر السعد من التهمة التي وجهت له ونرجو من القلب ان يقف الموضوع عند هذا الحد وان يتدخل المصلحون والخيرون لإنهاء تداعياته، فالبلد في امس الحاجة للهدوء السياسي واطفاء النيران لا اشعالها والامل كبير في حكمة النائبين الفاضلين المعنيين وامتثالهما لرغبات زملائهما.

صدر اخيرا للزميلة حمدية خلف كتاب عنوانه «دانة من بحر الكويت» يتناول سيرة شخصية كويتية منجزة اخرى هي السيدة غنيمة المرزوق التي اشتهرت بأعمالها الخيرية ومشروع طبق الخير وقرى الحنان في لبنان والسودان وغيرهما، نرجو تكريم السيدة غنيمة المرزوق وشقيقتها سارة ممن هم بمنزلة اضاءات وقدوات حسنة لأجيال طغت عليها مفاهيم حب المادة والاخذ دون العطاء.

آخر محطة:
ومن الشخصيات المنجزة الى الشخصيات المدمِّرة فمع اقتراب حرب مخيم نهر البارد من نهايتها يسود لدي شعور بأن احدا لن يجد المدعو شاكر العبسي الذي سينضم لقائمة طويلة من الاختفاءات لشخصيات ارهابية بارزة مثل عزة الدوري والظواهري وغيرهما وقد يكون تفسير الاختفاء ومبرره هذه المرة هو ان العبسي قد انسحب من المخيم قبل بدء الحرب وان الصور التي شاهدناها على الفضائيات قديمة وسجلت له قبل بدء المعارك، الخيار الآخر هو القبض عليه وسجنه في زنزانة «جعجع» الانفرادية التي لا يعلم احد كم بقي داخلها وكم بقي خارجها، الاختفاءات والمعتقلات الانفرادية هما احد ألغاز المرحلة..!

سامي النصف

جزر وجواسيس

تضم جمهورية اندونيسيا محدودة الموارد 14 الف جزيرة ومع ذلك نجد العناية والاهتمام الشديد بكل جزيرة منها، في الكويت الثرية الطافحة بالموارد المالية لا يوجد الا ثلاث جزر رئيسية يرحل اليها الناس، ومع ذلك تعاني من الاهمال الشديد والبشاعة البصرية والبيئية وتحولها لتجمعات عزابية تضم آلاف الذكور بعد ان كانت ملاذا للعائلات والاطفال.

تحتاج جزرنا بعد ان دمرنا العامل البيئي الاصلي فيها الى خلق بيئة جديدة عن طريق انشاء محطات تقطير مياه صغيرة تقوم على الطاقة الشمسية كي تستخدم المياه العذبة في زراعة النباتات والاشجار كالنخيل وجوز الهند حتى تكتسب جزرنا اللون الاخضر بدلا من الاصفر القائم ويسمح للطيور الملونة بالتكاثر فيها ثم تسيّج ويحمى داخل الجزر ويترك للزائرين استخدام السواحل فقط.

بعد سنوات من تلك الحماية ونمو وثبات الاشجار والطيور يمكن اضافة خدمات محددة كمطعم وشاليهات خشبية ذات ارضيات زجاجية داخل البحر تدار بطريقة الخدمة الفندقية كحال جزر بورا بورا وحتى بعض الجزر الاندونيسية، ومعيب حقا عناية الدول الفقيرة ومحدودة الموارد بجزرها واهمالنا الشديد رغم الاموال الوافرة بجزرنا.

ومن الجزر الكويتية الى الجزر الاماراتية وبيان صحافي معتاد عن قضية الجزر يتكرر منذ عقود اتى الرد الايراني عليه بشكل مفاجئ وغريب وغير مبرر حيث امتد الى المطالبة بمملكة البحرين واعتبارها «محافظة» تابعة لايران (!)، ولاحقا لعملية الاعتداء المؤسف على الديبلوماسي الكويتي في طهران دون وجه حق مما يجعل الامر بعيدا عن الصدفة وكأنه يختلق الاعذار لتبرير اعتداءات لاحقة.

ان الجارة الاسلامية الكبرى ايران تتعرض للتهديدات والمخاطر هذه الايام على معطى السلاح النووي الايراني (شبيه بأسلحة الدمار الشامل لدى صدام) ومع ذلك تقوم بالتصعيد بدل التهدئة مع الدول الكبرى والولايات المتحدة (مؤتمر قمة بغداد 90 ضد اميركا) ثم باستفزاز قوة اقليمية مؤثرة هي اسرائيل عبر الدعوة للقضاء عليها (تهديد صدام بحرقها بالكيماوي المزدوج) ثم الاساءة القائمة لعلاقة ايران مع شقيقاتها الخليجيات (تهديد صدام للامارات والكويت 90) ويبث التلفزيون الايراني هذه الليلة ما اسماه باعترافات الجواسيس الاميركان من اصل ايراني هالة اصفندياري وكيان تاجبخش (بث تلفزيون صدام اعترافات الجاسوس البريطاني من اصل ايراني بهزاد بازوفت في 15/3/90)، ان الخليج يخشى من ان تشابه المقدمات لحد التطابق قد يؤدي إلى تشابه النهايات، ومن ثم نشهد عراقا آخر في ايران وهذا ما لا يريده او يوده احد.

في ظل الاجواء السياسية والامنية الحرجة القائمة في الخليج وحقيقة وجود «وزارة» دائمة للامن الاستراتيجي في اسرائيل، يتم صرف الدكتور اللامع شملان العيسى من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة بعد الجهد والانجاز الكبير له في ذلك المركز تمهيدا لاغلاقه – من يحتاج حقا رؤى او دراسات استراتيجية – او اسوأ من ذلك تحويله لمركز لقضايا الزواج والطلاق المجتمعية ولا حول ولا قوة الا بالله.

آخر محطة:
ومع تلك السخونة الامنية والسياسية تأتي اهمية اختيار من سيدير مكاتبنا الاعلامية في الخارج ومن ذلك حاجتنا الشديدة لجهد وعقل امثال الاخت الاعلامية البارزة سلوى العيد لادارة احد تلك المكاتب، الاخت سلوى هي وجه اعلامي بارز ومشرف، سبق لها ان عملت مع اكبر الصحف العربية والدولية، كما تملك رؤى واطلاعات سياسية واستراتيجية مهمة بعد ان عملت في الجامعة ومركز دراساتها الاستراتيجية لسنوات طوال.

سامي النصف

من المشرق والمغرب

يظهر ان هناك دولا اوروبية معينة مليئة بالسائحين، لذا لا تود ان يصلها المزيد من سائحي الكويت، لذا تتفنن في إيذاء من يتقدم لطلب تأشـــيرة لزيارتها، من الأفضل لتلك الدول ان تضع لائحة سوداء بالجنسيات التي لا تود ان تزورها وينتهي الأمر، الملايين من مواطني تلك الدول يتركونها صيفا للسياحة في الدول العربية كمصر والمغرب وتونس، فلماذا لا يتجه سائحونا لتلك الدول التي لا تحتاج فيزا وكفى الله المؤمنين القتال!

وما دمنا في السياحة فلماذا لا تقام على امتداد الساحل الجنوبي للكويت قرى سياحية كحال الساحل الشمالي لمصر، وذلك عبر تأجير الأراضي البحرية للشركات العقارية لتنشأ عليها آلاف الشاليهات والفنادق والسينمات والمسارح وأماكن الترفيه المختلفة، ويمكن أن يخصص جزء من كل مشروع لأصحاب الشاليهات الحاليين مما سيزيد من استمتاعهم لتلك المنشآت أكثر من بقائها مغلقة أغلب العام.

ومن اللافت ما تشهده صحف العالم من جدل حول ديانة وجنسية زينة زوجة عمر اسامة بن لادن الذي أرسل والده ابناء الآخرين للموت وأبقاه ليستــــمتع بنساء الدنيا بدلا من حوريات الآخرة!

جلست مع أحد الاصدقاء في أحد المقاهي المطلة على البحر نشرب القهوة ونقرأ الصحف، وفجأة وجدت الصديق يقفز ويقهقه ويصفق، فظننت انه تحول الى «ميدو» حسب المصطلح المشترك بيني وبين الزميل جابر الهاجري، سألته عن سبب ما فعله، فقال انه قرأ خبرا غريبا عجيبا جعله يقوم بذلك العمل غير المعتاد ممن هم بمثل سنه، تفاصيل الخبر هي صدور حكم إدانة بحق تاجر مخدرات بعد ان تم القبض عليه بالجرم المشهود وفي جيبه آلاف الدنانير المرقمة التي سلمه إياها ضابط المباحث وفي سيارته عدة كيلوغرامات من المخدرات، استغربت من استغرابه للخبر، الا انه ظل يهز رأسه ويردد «عجيبة ما طلع براءة».

أصدر بابا الڤاتيكان ومرجع الكاثوليكية الأول في العالم ضمن تأملاته في العقل والإيمان فتــــوى قال فيها ان اصحاب المذاهب المــــسيحية الأخرى ايمانهم منقوص، شاهدت بعد ذلك على قناة أوربت لقـــــاءات مع مرجعيات قبطية أرثوذكسية وبروتستانتية مصرية وقد كان كــلامهم متسامحا الى حد كبير مع تلك الفتوى التي تمسهم وتعنيهم ولم تسفك قطرة دم واحدة على تداعياتها.

التساؤل: هل للإسلام مصلحة حقيقية في عملية التسابق على إخراج المسلمين من الإسلام وسفك دمائهم أنهارا على معطى فتاوى سنية تُكفِّر الشيعة وفتاوى شيعية تُكفِّر السنة وفتاوى شيعية تُكفِّر الشيعة وفتاوى سنية تُكفِّر السنة؟ آخر الاختلافات هو بين التوجه السلفي والتوجه الصوفي، علما ان المذهبين موجودان منذ مئات السنين في ديار المسلمين، ولهما مئات الملايين من الأتباع المتواجدين في نفس الدول والبلدان. الحكمة الحكمة والتسامح التسامح حتى لا يتفانى المسلمون تحت رايات الحفاظ على الإسلام.

آخر محطة:
مع تواتر اخبار التغيير والتعديل على الحكومة المقبلة نرجو ان نرى أسماء مثل الشيخ ثامر جابر الأحمد وم.عادل الخرافي في سدة الوزارات المختلفة لكفاءتهم وحب الناس لهم.

سامي النصف

ناطحات السحاب في الكويت

قد يكون مصطلح ناطحات السحاب ليس دقيقا في بلدنا، حيث لا يوجد السحاب اصلا لتنطحه العمارات، كما انه يصل الينا عادة – بسبب حرارة الارض اغلب العام – على ارتفاعات شديدة العلو بعكس نيويورك على سبيل المثال.

احد اشكالات انشاء الناطحات في العاصمة، ان صح التعبير، هو الازدحام القادم نظرا لوجود الوزارات المختلفة ضمن محيط السور القديم، وقد يكون الحل الامثل والافضل هو عبر بيع مجمع الوزارات ومباني اغلب الوزارات المختلفة الاخرى للقطاع الخاص، ثم تخصيص «نصف» المبلغ المحصل لبناء مجمعات وزارات جديدة في جنوب السرة او جليب الشيوخ في حال تثمينها او غيرها من مناطق محيطة بالعاصمة، بحيث تنقسم الحركة المرورية الى قطاع خاص في قلب العاصمة وقطاع عام على اطرافها.

عمل كهذا يمكن ان تبدأه الكويت ويصبح سبقا ومثالا جيدا قابلا للتطبيق في اغلب العواصم العربية الاخرى المكتظة بالسكان والتي تعاني من الاختناقات المرورية القاتلة، فيمكن لمصر، على سبيل المثال، ان تبيع مباني الوزارات القائمة في قلب القاهرة وتبني بجزء من ثمنها مجمعات اكبر واحدث في 6 اكتوبر او القاهرة الجديدة وغيرهما من مساحات فضاء محيطة بالعاصمة، وقد كان العرب ابان مجدهم يقومون بمثل تلك الامور، حيث يقومون بعد فتحهم البلدان المختلفة ببناء مدن جديدة كالفسطاط وبغداد على ضواحي المدن القديمة.

وأحد اشكالات بناء الناطحات هو الحمل الكهربائي اللازم لتشغيلها، وهو امر يمكن بسهولة التعامل معه والتغلب عليه حالما يبدأ تركيب العدادات المصاحبة لعملية الارشادات القائمة، وهو الكفيل بتخفيض الاستهلاك لما يقارب النصف، حيث سيضطر كل مواطن ومقيم الى اطفاء المكيفات والاضاءة وترشيد المياه كي يقلل من قيمة الفواتير الشهرية التي ستصله تباعا، والتي يجب ان تقوم على مبدأ توزيع الاستهلاك الى اسعار وشرائح، فمن يستهلك اقل يحصل على سعر افضل، ومن يبالغ في الاستهلاك تتضاعف عليه اسعار الوحدات.

وأحد المعوقات الرئيسية لاستخدام الفوائض النقدية القائمة لاعلاء البنيان هو قانون المجلس البلدي الذي ينص على توفير المواقف لكل شقة، وهو تشريع غير معمول به في الاغلبية المطلقة لبلدان العالم، وتحصره الدول القليلة التي تعمل به في المناطق الجديدة، حيث ينعكس على سعر الارض منذ البدء. ان توفير المواقف او حمامات سباحة او اندية رياضية في العمارات السكنية هو قضية اختيارية للملاك والمستأجرين دون ارغام، ولم تغلق شوارع قط بسبب عدم توفير مواقف للمستأجرين حتى في نيويورك او القاهرة او بكين.

التمدد الرأسي حتى مستوى ناطحات السحاب بقصد السكن ومعه توزيع الشقق الحكومية كحال مجمع الصوابر والمشاريع الاسكانية القادمة او بيعها كمشاريع القطاع الخاص المختلفة هذه الايام يقتضي صدور تشريعات قوية، كحال جميع دول العالم، تلزم بانشاء مجالس ادارة للعمارة تقوم بالتحصيل «القسري» للاموال تحت طائلة الغرامات الباهظة او حتى مصادرة الوحدات السكنية لمـن لا يدفع لغرض الصيانة والتجميل وخدمات الاسانسير، وفـــي ذلك التشريع الواجب اصداره الفيصل بين نــجاح مشاريع الاسكان العمودي في القطاعين العام والخاص او فشلها، دون مثل ذلك التشريع ستصبح جميع مشاريع الاسكان العمودي نسخة من مشروع مجمع الصوابر الذي قتلته ودمرته قلة الصيانة والعناية بسبب غياب التشريعات اللازمة.

سامي النصف

ضرورة الحفاظ على رموز الكويت

في زمن أصبحت فيه القدوة الحسنة عملة نادرة أجد لزاما على الجميع ان يحافظوا على رموزنا السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية كونها أقرب لأعمدة الخيمة التي متى ما اهتزت اهتز معها الغطاء الذي يظللنا جميعا.

حُلت بإذن الله مشكلة الاخوة الأفاضل المهندسين الأرضيين بفضل جهود طيبة لأحد رموز البلد الكبار ممن ساهم بحكمته وتجرده في تقريب وجهات النظر، وقد أبى ذلك الرمز كعادة أهل الكويت ان يشار اليه في أي بيان يصدر من «الكويتية» أو جمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتيين، مشكور وما قصرت.

كان محزنا ما خطه أحد مخضرمي السياسة الكويتية في كتاب ذكرياته بحق أحد رموز البلد اللامعين ونعني المرحوم الشيخ فهد السالم الذي كان وافر الثقافة والعلم بحكم دراسته في الجامعة الاميركية في بيروت، كما عرف عنه الحزم والكرم وحفظه لكرامة الكويتيين حيث كانــت له عطـــاءات ومواقـــف لا تنسى يذكرها من عاصروه وعملوا معه ومنهم العم الفاضل عبدالعزيز البحر، الرواية التي قيلت في كتاب ذكريات ذلك السياسي المخضرم لا يمكن حدوثها لسبب بسيط جدا وهو انها لو تمت كما ذكر وبوجود الشهود لسارت بها الركبان ولعلم بها القاصي والداني.

ومثل ذلك ما أتى في نفس كتاب الذكريات عن القصة المتواترة المعروفة منذ نصف قرن من ان الشيخ عبدالله السالم – رحمه الله – لم يرض ان يبت بنفسه في مشروع مد المياه من شط العرب فدعا 60 من رجال الكويت لاجتماع رأسه بنفسه في مدرسة صلاح الدين، ووصلوا بعد التشاور الى قرار سادته الحكمة وبعد النظر بل وحتى النظرة الاقتصادية والاستراتيجية الصحيحة، وهو تفضيل بناء محطات تقطير المياه على مد الأنابيب من الشط، وهو قرار منطقي متى ما علمنا التوجه القومي للكويتيين آنذاك المعادي لحكومة نوري السعيد التي تقدمت بالمشروع، ولنا ان نتصور ما كان سيحدث لو أخذ بخيار مياه الشط وحجم المعاناة والابتزاز والعطش الذي كنا سنتعرض له في عهد حكومات قاسم وصدام.

تلك القصة الجميلة المتواترة لرموز الكويت والتي يوجد عليها عشرات الشهود والدالة على ديموقراطية الحاكم وحكمة الشعب تحولت في كتاب الذكريات الى جهل أهل الكويت ممن فضلوا مد الأنابيب من العراق رغم كلفتها الباهظة وخطرها الأمني وكونها مشروطة بالحصول على جزيرتي وربة وبوبيان، ودلت كذلك على قمع الحاكم الذي استخدمهم «كممشة زفر» كما أتى في الكتاب، مرة أخرى لو كانت الرواية التي أتت في الكتاب صحيحة لسمع بها القاصي قبل الداني خاصـة في وجـــود 60 شاهدا عليها، اضافة الى ان وثائقها نشرت قبل مدة في الزميلة «القبس» تحت مسمى «60 شخصية كويتية ترفض شروط العراق» كما أوردها المؤرخ د. يعقوب الغنيم في كتابه «الكويت تواجه الأطماع».

وضمن عدم الدقة التاريخية التي سادت كتاب الذكريات السالف ذكره تمت الاشارة الى ان الشيخ عبدالله السالم كلف الشيخ يوسف القناعي بدعوة رجال الكويت لاجتماع مدرسة صلاح الدين الخاص بمد مياه شط العرب، بينما تظهر وثائق الزميلة «القبس» ود. يعقوب الغنيم ان الداعي كان الوالد المرحوم عبداللطيف النصف، ولنا رغبة حقيقية في ان يتم تصحيح الأخطاء التاريخية والحفاظ على الرموز في الطبعة القادمة للكتاب.

آخر محطة:
من الأمور المؤسفة جدا تعدي البعض في مجلس الأمة على رموز كويتية أعطت للبلد عطاء كبيرا ورحلت مخلفة وراءها السمعة الطيبة بين الناس، فسمعنا بالأمس التعدي على العم المرحوم جاسم الصقر وقبل الأمس على العم المرحوم عبدالعزيز الصرعاوي، والغريب ان يتم التعدي على الاثنين تحت قبة البرلمان الذي كانا عضوين فيه بحكم مناصبهما الوزارية والنيابية، وحرام حقا التعرض لرموز الكويت والواجب – إن أمكن – سن تشريع بمنع ذلك.

سامي النصف

سبتيات

نرجو أن تحل اليوم مشاكل الاخوة مهندسي الطيران وهم قطاع فني هام لا يختلف اثنان على ضرورة دعمه والاستماع لمطالبه، كل قضايا الدنيا تحل متى ما حسنت النوايا وسادت الحكمة وتفهم كل طرف مسؤولية الطرف الآخر الذي يجلس معه.

فات الاخوة القائمين على المشروع الإعلامي لترشيد الطاقة في البلد نصح المواطنين والمقيمين بإمكانية الاستغناء هذه الأيام عن الطباخات والأفران عبر وضع ما يراد طهيه تحت اشعة الشمس وأخذه ناضجا خلال دقائق قليلة.

ربح السفر، استفاد من سافر هذه الايام حتى لو استلف واقترض عبر البعد عن الأجواء الصيفية الساخنة جدا وهو أمر لم تتضمنه فوائد السفر السبع القديمة لعدم وجود الطائرات آنذاك التي تنقلك من حال الى حال في سويعات قليلة، المقصد الخير للسفر لا يتحقق الا عبر ان يبعد الإنسان ذهنه كما أبعد جسده عن مشاكل البلد التي لا تنتهي.

الأجواء الساخنة في صيفنا العربي عموما تجعل الناس في مزاج سيئ للغاية، لذا تجدهم في حالة نرفزة وغضب شديدين ومن ذلك نلحظ ان الحروب والانقلابات العربية لا تحدث الا في موسم الصيف وتموز (يوليو) تحديدا، في الكويت تزداد حالات القتل والانتحار بسبب الاجواء الخانقة التي لا حل لها الا بالسفر وتغيير المزاج.

«مفترق طرق» برنامج شائق للدكتورة كافية رمضان استضاف يوم الاربعاء الماضي اثنين من حكماء مجلس الأمة هما النائبان الفاضلان د.حسن جوهر ود.دعيج الشمري وقد سلطا الأضواء على كثير من المشاكل والحلول المفترضة لها ومنها اصدار تشريع بمنع زيارة النواب للوزارات والمؤسسات الحكومية، اقتراح في محله نأمل أن يرى النور في دور الانعقاد المقبل حتى يتم إبعاد مراكز العمل العامة عن الصراعات السياسية الدائمة.

وزير الإعلام السابق محمد السنعوسي رفع درجة حرارة ستديو برنامج «اضاءات» على «العربية» الذي بث ظهر الامس الى درجة الغليان عبر حديثه عن الأوضاع السياسية في الكويت، ستكون لما قيل في البرنامج أصداء وردود عديدة بدأ البعض منها على شبكات الإنترنت.

آخر محطة:
(1) أجمل التمنيات بالشفاء العاجل للصديق الدكتور عجيل الظاهر وما تشوف شر.

(2) وأجمل التهاني للصديق الدكتور سعد بن طفلة بتدشين موقع جريدته الالكترونية «الآن» www.alaan.cc التي أصبحت مرجعا هاما للأخبار.

سامي النصف

الكويت والتحوّل إلى المجتمع الذكوري

تابعت حلقة 6/6 الأخيرة التي دار النقاش فيها حول قانون «الساعة الثامنة» وقد وجدت ان هناك الكثير مما يفترض ان يقال ضمن اللقاء، ومن ذلك أن المهم في التشريعات الدولية – وحتى المحلية – هو «التطبيق» وليس «التشريع»، فهناك مئات التشريعات العالمية الخاصة بحقوق الإنسان الصادرة منذ عقود دون ان يطبقها احد، ومثل ذلك القرارات الدولية الخاصة بفلسطين وغيرها، ومن ثم فالحجية والاستدلال يتمان على ما يطبّــق لا على ما يشرّع.

صلب وحجة ومرجعية قانون منع النساء من العمل بعد الساعة الثامنة في الكويت هو «القوانين الدولية» الخاصة بهذا الأمر، والبعض منها صادر عام 1919، والسؤال الهام الذي يعلم الجميع اجابته لوفرة سفر الناس لمشارق الأرض ومغاربها ومعرفة ما يجري بها هو: هل هناك دولة «واحدة» ضمن الـ 200 دولة المنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة تطبق قوانين منع النساء من العمل في المساء؟!

الجواب هو «لا» قاطعة، ولا يهم في هذا السياق الحديث عن تشريعات محلية في هذا البلد او ذاك ما دام انه لا أحد يسمع بها او يطبقها وهو ما يذكرنا بإحدى الدول الاسلامية التي تم الاستشهاد بها في اللقاء الإعلامي، والتي ينص دستورها حرفيا على ان الاسلام المصدر الرئيسي للتشريع، ومع ذلك نجد بها اماكن اللهو والخمور… الخ. مرة اخرى: المهم التطبيق لا التنظير.

وقد تم التحدث ضمن اللقاء عما يجري في صالات الألعاب من وجود نساء آسيويات وقد قيل ان الوضع الأخلاقي سيتحسن متى ما تم التخلص منهن، والواقع هو العكس تماما، فمرتادو تلك الأماكن هم شريحتان اطفال صغار ومراهقون كبار وبوجود النساء لا خوف على الأولين، اما الكبار فلن يستطيعوا ممارسة الخطأ مع النساء في أماكن مفتوحة كصالات الألعاب. التخلص من النساء سيعني استبدالهن بالرجال العزاب وسيكون هناك خطر دائم على الأطفال الصغار من استغلال حاجتهم للعب بعد نفاد نقودهم بالتعدي الجنسي عليهم في حمامات الرجال، على سبيل المثال، وهو خطر حقيقي وواقعي وليس نظريا كحال خطر تواجد النساء ممن يمنع فارق الجنس تواجدهن مع الرجال في أماكن مغلقة كالمرافق العامة.

ومما لا يقل أهمية عن ذلك هو حقيقة ان فرض القانون الفريد سيعني تخلص ارباب العمل من مئات الآلاف من النساء واستبدالهن بالذكور العزاب، ومن ثم سيتم تحول المجتمع الكويتي من التوازن الجميل القائم الى مجتمع ملايين الذكور المتواجدين في كل مكان، وما سينتج عنه بداهة من ازدياد جرائم التعدي والشذوذ والاغتصاب التي ينفرد بها الرجال، وحتى الخوف على النساء من بنات واخوات من الذهاب للأسواق والأماكن العامة لقضاء حاجاتهن الضرورية.

إن القوانين تسنّ في الدول المتقدمة بعد تفحيص وتمحيص شديدين ولـــــسد حاجات مُلحة في المجتمع بعد ان تستنفد كل الـــــوسائل الأخرى، وعليه فلا يمكن القبول بتشـــــريع يقوم على قوانين «دولية» لا تطبـــق على احد من الـ 5 مليارات نسمة الآخرين او حتى التحول من حالة لم تســـــجل بها حادثة اعـــتداء واحدة في صالات الألعاب الى وضع قد تنــــتج عنه على الأرجح عشــرات الاغتــصابات المؤسفة.

آخر محطة:
اختار منظمو «العجائب السبع» الجديدة تاريخ 7/7/2007 للإعلان عنها وقد كسبت الأردن كثيرا بدخول البتراء وخسرت بالمقابل مصر كثيرا بعدم قبولها دخول الاهرامات ضمن المسابقة، علما ان تلك الأعجوبة الدائمة كانت ستفوز دون ادنى شك وقد تسبب هذا الأمر بإبعاد الأهرام الشامخة عن عمليات التسويق الدولية التي ستستمر لسنوات طويلة مقبلة للعجائب السبع الجديدة. شخصيا أعتقد ان معجزة البناء الإنساني الأهم والأعم في التاريخ هي ما نراه هذه الأيام يعمر في امارة دبي.

سامي النصف

الاستجوابات والتنمية ودور ديوان المحاسبة

ليس هناك أكثر خطأ من التنظير الرقمي أو النوعي للأزمات السياسية وتحبيبها للعامة والمزايدة على نواب الاستجوابات والأزمات ممن باتوا يدعون – وهو أمر طيب – للتفرغ لعمليات التنمية وحل مشاكل الناخبين الحقيقية بدلا من التفرغ لعمليات الاستجواب التي خرجت، للعلم ومنذ زمن بعيد، عن مقاصدها الخيرة عندما باتت تستهدف المصلحين وتغض النظر عن المتجاوزين وتبحث عن الهوية في المحاسبة لا عن القضية وتروم دغدغة المشاعر لا البحث عن طرق الإصلاح والوصول للحقيقة.

يستنكر أحد المختصين مقولة ان الاستجوابات تعطل عمليات التنمية عبر القول ان الحكومة لم تقدم منذ منتصف الثمانينيات اي خطة خمسية للتنمية!

وهو استشهاد عجيب وغريب بنظري، حيث انه يفترض انه لا تنمية قامت او تمت في البلد منذ ذلك الزمن البعيد، اي ان التنمية الحقيقية بذلك المفهوم تقاس بالحبر والورق لا بالحديد والاسمنت ولا حتى بالواقع الذي نعيشه والذي نشاهده كل يوم من قفزات ضخمة تمت في البلاد خلال العقدين الماضيين، حيث أستمع شخصيا بشكل شبه يومي لكلمات اعجاب شديدة من الاخوة العراقيين الذين تركوا الكويت في الثمانينيات واصبحوا يذهلون لما يرونه قائما هذه الأيام من المطار حتى المطار.

وطرح كهذا يجعل المرء يشك حتى في صحة شقه النظري، فهل حقيقة لا توجد خطط تنموية في البلد منذ منتصف الثمانينيات فقط لعدم وجود مسمى خطة خمسية؟!

الواقع انني اطلعت قبل مدة على خطة برنامج عمل الحكومة للسنوات الأربع المقبلة وهي خطة طموحة وتعتبر من صلب العمل التنموي، حيث تشتمل على مشاريع ضخمة في كل قطاع من قطاعات الدولة، موزعة على السنوات الاربع المقبلة، ومعها المبالغ المالية والاعداد البشرية والتشريعات اللازمة لتحقيقها، فإذا لم تكن تلك خطة تنموية فما هي الخطط التنموية اذن؟!

ومما لا شك فيه ان الاستجوابات والأزمات السياسية واستقالة الحكومات المتعاقبة كنتيجة لتلك الأزمات والتغيير الشهري للوزراء وتفرغهم خلال المدد القصيرة للاستجوابات والواسطات التي تقتات على الاستجوابات تؤثر بشكل مباشر على متابعة تلك المشاريع الحيوية التي تتحول الى ادوات استجواب وحطب لنيران الأزمات المتلاحقة.