سامي النصف

سحور الإيمان والتسامح

بودنا أن يستضيف سمو رئيس مجلس الوزراء حفظه الله سحورا رمضانيا في قصره العامر يضم القيادات الروحانية في البلد من مسلمين ومسيحيين وغيرهم لإظهار كمّ التسامح الديني الذي يشتهر به بلدنا وسط بحور متلاطمة من التعصب المقيت تعج بها للأسف المنطقة العربية.

أحسن الداعية الشهير سلمان العودة بتبرئه المعلن ضمن برنامجه «حجر الزاوية» مما يفعله تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، وتساءل الداعية في الحلقة التي بثت قبل أيام عن المكسب في قتل التنظيم الارهابي للآلاف من الابرياء وعما جناه الاسلام من تدمير شعوب بأكملها في العراق وأفغانستان، وعن الفائدة كذلك من جر البلدان الاسلامية للحروب الأهلية؟! حقيقة ما الفائدة؟

أعلن بالمقابل تنظيم القاعدة في العراق عن جائزة قدرها 100 ألف دولار عدا ونقدا لمن يقتل رسام ورئيس تحرير صحيفة سويدية، وأضاف التنظيم انه سيرفع المبلغ الى 150 ألف دولار إذا ما تم نحر رئيس التحرير كما تنحر الأغنام، أي عند تحقق هدف تشويه سمعة الاسلام المعتاد واظهاره بأنه دين دموي، في هذا السياق لم يوضح التنظيم مقدار الاموال التي يمتلكها، والأهم.. مصدرها!

حتى لا تشغلنا المظاهر عن المخابر، بودنا أن نتمعن في الحكم الربانية من التعبد في الشهر الفضيل والذي ما وضع إلا رحمة ومغفرة للناس كافة، وعليه بودنا أن تنتشر عمليات التصالح والتسامح والمحبة بين الناس بعد أن كثرت عمليات التباغض والكراهية التي مست الاقرباء قبل الغرباء وطالت حتى زملاء العمل الواحد، تسامحوا وتحابوا في شهر رمضان المبارك، فما عمرت الأوطان والبيوت إلا بهما.

جلست بالأمس أستمع من صديق عراقي مخضرم لقصص أغرب من الخيال حصل عليها من أقرب المقربين لصدام، كما استمعت منه لروايات مرعبة أخرى كان مصدرها لجنة السجناء السياسيين العراقيين ابان حكم الطاغية وروايات ثالثة عن شرور عدي وجنونه، بودنا أن تدوّن تلك الجرائم وتنشر في كتب كي يطلع عليها المخدوعون، فقد تحول صدام وأبناؤه سريعا الى ملائكة أطهار ونخشى ان طال الزمن دون ايضاح لحقيقة الشياطين الصداميين ان يتحولوا الى أبقار مقدسة لا يجوز مسها أو الحديث عنها.

آخر محطة:
نرى ونسمع بين حين وآخر رسائل وأشرطة لابن لادن والظواهري، والتساؤل المحق هو عن مصير الناطق الرسمي باسم القاعدة سلمان أبوغيث وعما حل به، وهل سيتعرض التنظيم الارهابي بالأذى للداعية سلمان العودة بعد بيانه الأخير؟!

سامي النصف

الملك الضليل

اول من بدأ بتزييف تاريخ مصر الحديث هو الرئيس محمد نجيب الذي نص اول قرار اصدره بعد انقلاب 52 على الغاء اسم سعد زغلول من المناهج الدراسية عند التطرق لثورة 1919، وقد ذاق الرئيس نجيب مرارة نفس الكأس عندما تم الغاء اسمه كأول رئيس للجمهورية في مصر بعد الانقلاب عليه.

ومما تم تزييفه واشاعته بعد عام 52 ان خديويات وسلاطين وملوك وباشوات مصر كانوا موالين للانجليز وضد الشعب المصري وقواه الوطنية، والحقيقة ابعد ما تكون عن ذلك حيث كان توجه الحكام من ابناء واحفاد اسرة محمد علي معاديا تماما للغرب لذا كثرت عمليات عزلهم وابعادهم عن مصر كما قاد الباشوات كأحمد عرابي ومصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول ومصطفى النحاس وغيرهم الحركة الوطنية المطالبة بالاستقلال وتعرضوا بسبب ذلك للسجن والنفي ومصادرة الاموال.

فبعد نفي الخديوي اسماعيل عام 1879 تم في عام 1914 نفي الخديوي عباس حلمي الثاني الذي كان في زيارة لتركيا لتحضير جيش يقوده لتحرير مصر من الانجليز لذا انتشرت في مصر آنذاك مقولة «الله حيّ، عباس جيّ» وقد تولى الحكم بعده السلطان حسين كامل بعد الغاء لقب الخديوي الذي تعرض لاكثر من محاولة اغتيال لقبوله الحكم، وما ان توفي عام 1917 حتى رفض ابنه الوحيد وولي عهده الامير كمال الدين حسين عرش مصر مادام الانجليز يتواجدون على ترابها لذا سُلم الحكم للملك احمد فؤاد بعد الغاء لقب السلطان والذي عاش في وقت سابق منفيا مع والده الخديوي اسماعيل في ايطاليا واصبح ضابطا رفيعا في جيشها ثم سفيرا لتركيا وكان واسع الثقافة محبا للفن ويتكلم بطلاقة 6 لغات وقد رشح لحكم ألبانيا عام 1914 الا انه عاد لمصر واصبح ملكها في وقت لاحق.

تولى الملك فاروق الحكم وعمره 18 عاما وتركه وعمره 32 عاما بينما تولى من اسقطه ونعني الرئيس عبدالناصر الحكم وعمره 36 عاما وتوفي وعمره 52 عاما وقد كان للملك فاروق رغم صغر سنه طموحات لا حدود لها في جعل مصر عاصمة الخلافة الاسلامية او زعيمة الامة العربية وحافظ في عهده على السودان كجزء من مصر، كما ان هزيمة جيشه العسكرية عام 48 لم ينتج عنها فقدان اراض مصرية كما حدث في هزائم الانظمة الثورية التي خلفته بل على العكس نتج عن دخوله حرب فلسطين ضمه لقطاع غزة لمصر وهو حال مصر عندما تركها وعاش كالملك الضليل في ايطاليا يحلم بعودة عرشه حتى قتله بالسم ضابط المخابرات المصري ابراهيم بغدادي ونقلت جثته لمصر على شرط عدم تشريحها، ويمكن لابنائه هذه الايام ان يطالبوا بفحص الجثمان لحسم قضية سبب وفاته، خاصة ان السم لا يزول مع تقادم الزمن.

آخر محطة:
مازال مسلسل الملك فاروق هو الاكمل والاجمل في الاعمال الدرامية كما ان برنامج مسابقات سندريلا الكويت حليمة بولند هو الاروع والامتع ضمن برامج المنوعات، خوفنا الحقيقي على الاخت حليمة من الحقد والحسد وعمليات العرقلة التي يتعرض لها دائما المبدعون في بلدي.

سامي النصف

أحوال الديرة

تنشأ الأزمات السياسية في البلدان عادة على معطى رئيسي هو شح الموارد الاقتصادية وكيفية اقتسامها، لذا قل أن ترقب اشكالات سياسية حادة في الدول وافرة الثراء وقليلة السكان كسويسرا وسنغافورة ولوكسمبورغ والامارات وقطر والنرويج.. إلخ، بينما نلحظ بالمقابل الكثير من الاشكالات السياسية في الدول الفقيرة كثيرة السكان.

الاستثناء من تلك القاعدة العامة وكالعادة هو بلدنا العامر حيث تتزامن إشكالاتنا السياسية الحادة والطاحنة مع بلوغ أسعار نفطنا وعوائد استثماراتنا أرقاما قياسية غير مسبوقة مما يؤهل مواطنينا لأن يكونوا الأكثر سعادة في الدنيا ويؤهل بلدنا لأن يكون الأكثر استقرارا فيها.

اننا بحاجة الى وقفة حقيقية مع النفس لشرح اسباب الاشكالات القائمة المتلاحقة دون إلقاء اللائمة على معطيات غير حقيقية، أو اعطاء وعود حالمة تعلق الحلول على نتائج افضل للانتخابات المقبلة، حيث ان مخرجات الدوائر الخمس لن تختلف كثيرا – للعلم – عن المخرجات الحالية، كما ان شخوص وأداء رجال السلطة التنفيذية القادمين لن يكون بعيدا كثيرا عما هو قائم خاصة في غياب عمليات تنمية سياسية جادة وواعية لمن يريد ممارسة اللعبة السياسية تحت قبة البرلمان.

آخر محطة:
ستظل الاشكالات قائمة ما بقي سوء النوايا يلقي بظله على تلك العملية السياسية، ومما نحتاجه – عبر روشتة طويلة للعلاج – سلسلة لقاءات متتابعة تزيل الشك وتبدد الاوهام وتشعل الشموع وسط الظلام الغالب على علاقة السلطتين بدلا من الاكتفاء بمشورات ما قبل تشكيل الوزارة والتوقف عندها.

سامي النصف

كل عام وأنتم بخير

بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك نرفع اسمى آيات التهنئة القلبية لمقام صاحب السمو الأمير المفدى وولي عهده الامين ولحكومتنا الرشيدة وللشعب الكويتي كافة والامتين العربية والاسلامية آملين من الباري عز وجل ان يعيده على الجميع باليمن والبركات وان يتقبل صوم الصائمين وقيام القائمين وكل عام وانتم بخير.

فقرة سأظل اكتبها كل عام مع قدوم الشهر الفضيل وبدء زيارات الدواوين وهي الحاجة الملحة لخلق بروتوكولات بسيطة لمثل تلك الزيارات توحد اجراءات ادائها حتى لا تتكرر كل عام «لخبطة» توجه بعض المهنئين لاصحاب الديوانية والبعض الآخر للبدء من اليمين ثم تصادمهم وسط الديوانية، اضافة الى ظاهرة زيارة دواوين تركها اهلها لزيارة الآخرين، الأمر يحتاج بكل بساطة الى اتفاق حكماء الدواوين على اعراف معينة واعلان الاجراءات المتفق عليها لموسم أو موسمين كي تتعود الناس على النهج الصحيح للتهنئة وينتهي الاشكال الدائم.

يبيح ديننا الحنيف بمذاهبه المختلفة الزواج من اربع والطلاق دون عدد حتى وان كان ابغض الحلال، ما يمكن للمغرضين ومحبي الفتن ان يخلقوا اعمالا درامية شائنة تقوم على المبالغة في استخدام تلك الاباحة بقصد تشويه سمعة الاسلام وهو امر لن نرضى عنه بالطبع كمسلمين، امر كهذا تم في مسلسل «للخطايا ثمن» في اساءة واضحة لاحد الأمور المباحة في المذهب الشيعي لذا وجب وقف المسلسل حتى لا تتم الاساءة لسمعة الاسلام والمسلمين وكي لا نساعد على اثارة الفتنة التي تمزق الاوطان تحت ذريعة حرية الرأي غير المسؤولة.

اخترت هذا العام – ان امكن – متابعة مسلسل الملك فاروق املا ان يتم انصافه وايقاف عمليات التجني الظالمة التي تعرض لها في حياته وبعد مماته، شاهدت ليلة أمس لقاء نادرا على قناة mbc مع احدى بناته التي سألها المذيع ضمنه عن مفارقة ان النظام الاشتراكي الذي اسقط عرش والدها عاش ابناؤه في القصور وتوفي احد اصهاره قبل مدة عن ثروة جاوزت مليارات الدولارات بينما عاشت هي ووالدتها واخواتها في شظف العيش رغم الاتهامات الكاذبة لوالدها بتكوين الثروات وقد كان جوابها الهادئ ان الله مسامح ولا فائدة من بث الكراهية والنظر الى الخلف.

آخر محطة:
نتمنى ان نسمع ببيان عاجل من الجهات المسؤولة ترد زيف الاكاذيب والمغالطات عن الشرفاء من أهل الكويت والا فمن رد على دعاوى واكاذيب ماكينة صدام الغوبلزية الكبرى قادر على الرد بكفاءة على ما هو اقل منها، وكل عام وانتم بخير.

سامي النصف

قضايا الأربعاء

العزاء الحار للأصدقاء الأفاضل طلال النفيسي وصلاح البرجس وفواز الفضل على مصابهم الجلل بأبنائهم وفلذات اكبادهم المرحومين يوسف وحمود وعبدالله ممن وافاهم الاجل إثر حادث مروري اليم، للفقداء الاعزاء الرحمة والمغفرة والجنان الواسعة ان شاء الله ولاهلهم وذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا اليه راجعون.

لا صحة على الاطلاق لخبر احالة مجلس ادارة «الكويتية» للنيابة العامة كما نسبت ذلك احدى الصحف بالامس للمسؤول المختص، كما لا توصية بهذا الخصوص من مجلس الامة أو لجنة التحقيق فيه، فشخوص اعضاء مجلس الادارة وتاريخهم المعروف والمشرف في البلد اكبر بكثير من تلك التخرصات وتلك الأكاذيب المعروف مصدرها ومقصدها.

نشرت قبل الاجازة رسالة من احد العاملين في السجن المركزي، كشف خلالها كثيرا من الممارسات الخاطئة فيه، وهو أمر اقرب للمسلمات، حيث لا يمر يوم دون القبض على احد العاملين أو السجناء ممن يتاجرون في المخدرات والممنوعات، وقد وصلنا اثناء الاجازة رد من مدير العلاقات العامة بالداخلية ينكر فيه ايا من تلك الأمور، ويرى ان الجهات المحلية والدولية تشيد بمستوى السجون الكويتية و«ريادتها»، كنا سننشر الرد لولا المغالطات والأمور المخجلة التي اتت في بدايته مما يظهر ان هناك من يوقع على الكتب دون قراءتها.

وهناك استياء من تصرفات بعض العاملين في وزارة الداخلية الكويتية تجاه المواطنين والوافدين مما يثير الشكاوى في الداخل والخارج، ويخلق المشاكل المتكررة لبلدنا، ويمحو نجاحات الديبلوماسية الكويتية التي بنيت عبر اعوام طوال، بودنا ان تتم عمليات تدريب وارشاد مستمرة لرجال الامن لكيفية التعامل الامثل مع المواطنين والمقيمين خاصة ونحن نخطط لكويت المركز المالي والانفتاح، وارشح في هذا السياق الصديق الاعلامي طارق الرجيب لعمل مثل تلك الكورسات الواجبة والدائمة.

تم سحب المحققين من مخافر الشرطة في جميع المناطق مما جعل المخافر جسدا بلا روح، وقد تم نقل جميع المحققين لمبنى التحقيقات المركزي في منطقة شرق، زرت المكان للابلاغ عن حادث وقع لسيارتي فوجدته في حالة مزرية جــــدا ولا يمكن ان يتناسب مع وضعنا كدولة راقية لديها فوائض مالية لا تعرف ماذا تفعل بها، فمتى تتوقف متناقضة الدولة شديدة الثراء والمؤسسات شديدة الفقر والعوز؟!

سامي النصف

إيضاح لابد منه

اتفقنا ظهر قبل الامس كأعضاء مجلس ادارة «الكويتية» تقديرا منا لدور مجلس الوزراء الموقر على ألا نصرح بشيء لوسائل الاعلام عن الاستقالة المسببة التي تقدمنا بها للجهات المسؤولة كي تقرر التوجه الاصوب لتحسين اوضاع مؤسسة «الكويتية» وقد التزمنا حرفيا بهذا الامر الا ان اطرافا اخرى لم تلتزم به بل قامت بتسريب اخبار غير دقيقة – اذا لم نقل مسيئة – ما اقتضت الحاجة إيضاح بعض الامور.

فقد اتى في بعض الصحف ان مجلس الادارة ابدى استياءه من اعمال لجنة التحقيق البرلمانية والواقع هو العكس من ذلك تماما فقد تعاون مجلس الادارة مع تلك اللجنة الموقرة بالكامل ورغم انها اصدرت «توصيات» غير ملزمة بتحويل بعض القياديين للنيابة العامة فان ادارة المؤسسة قامت بإصدار قرار يقر ذلك ايمانا منها ببراءة هؤلاء القياديين ودعما لدور السلطة التشريعية.

كما اتى في بعض ما نشر بالأمس ان مجلس الادارة اصر على الحديث فقط عن عملية تحديث الاسطول وشراء الطائرات بعيدا عن احوال المؤسسة العامة ومستوى الاداء فيها، والحقيقة هي العكس من ذلك تماما حيث ناقش واوضح اعضاء المجلس الاحوال العامة في المؤسسة وواقع مستوى الخدمات والسلامة فيها بموضوعية تامة، بعيدا عن المبالغة في القدح او المدح.

وقد اوضح اعضاء مجلس الادارة عدم صحة وضع «اسقف واحلام وردية» للأداء في المؤسسة حيث ان التأخير الفني الطارئ هو صفة ملازمة لعالم الطيران وقد اظهرت احصائيات الطيران المدني الكويتي، وبلغة الارقام التي لا تكذب، ان تأخير «الكويتية» يقل عن تأخير شركتي الطيران الرائدتين في العالم اجمع هذه الايام ونعني «الاماراتية» و«القطرية» ومن ثم لا توجد عصا سحرية تقضي على عمليات التأخير وخاصة في موسم الصيف بوجود طائرات متقادمة والتي تثير غضب وشكوى الركاب وان كان بالإمكان التخفيف من ذلك مع عملية الحصول على طائرات جديدة في وقت مبكر كما قام بذلك مجلس الادارة في خطته لتحديث الاسطول بدءا من العام المقبل.

كما اوضح اعضاء مجلس الادارة في اللقاء ان سلامة الطيران هي عملية شديدة التخصص تدرس علومها في ارقى الجامعات والمعاهد العالمية وليست قميص عثمان يرفعه من يريد دون علم او دراية امام المسؤولين ومن ذلك تظهر جميع المؤشرات «العلمية» الاداء المتميز للمؤسسة في هذا المجال وان الوضع لا يحتمل الترويج لغير ذلك لأسباب لم تعد خافية على احد.

كما اوضح مجلس الادارة ان التسويق لعملية التحول السريع لشركة كحل «وحيد» لجميع مشاكل المؤسسة امر فيه اخفاء تام للحقائق وترحيل للمشاكل في غياب الدعم الفاعل لأعمال المؤسسة من قبل السلطتين التنفيذية والتشريعية كما هو الحال لدى الدول المجاورة وان بإمكان التحول الى شركة ان يكون احد روافد الحلول بعد التشاور مع الجهات النقابية المختصة وضمن الحفاظ الكامل على حقوق العاملين في المؤسسة اما ان يتم طرحه على انه حل سحري شامل ما ان يتم الاخذ به حتى تختفي جميع المشاكل فهو امر لا يقول به مختص في علوم الطيران او الادارة او الاقتصاد.

ومما تم طرحه عدم صحة القفز على خطة تحديث الاسطول دون ايجاد البدائل المناسبة خاصة ان عمليات تحديث الاسطول للشركات المنافسة في المنطقة قد تمت قبل سنوات طوال واصبحت على ابواب تسلم طائراتها الحديثة والجديدة في وقت قيدت فيه ايدي ادارة المؤسسة في تفعيل عمليات تحديث الطائرات اللازمة لبقاء المؤسسة في وضع تنافسي مع الآخرين ودعما لمستويات السلامة المتقدمة التي عرفت عن «الكويتية» مع الاخذ بعين الاعتبار ان المادة 2 من نظام انشاء المؤسسة الصادر في سنة 1965 تنص على «ان للمؤسسة في سبيل تحقيق اغراضها ان تقوم بشراء وبيع وتأجير الطائرات» وفي المادة 5 «مجلس الادارة هو السلطة المهيمنة على شؤون المؤسسة وتصريف امورها» في وقت نفخر به دائما بأننا دولة مؤسسات.

كما انتقد اعضاء مجلس الادارة بشدة عملية الترويج غير الصحيحة لأسعار الطائرات المنخفضة التي تم ادعاء ان بعض الشركات الخاصة حصلت عليها في وقت ثبت فيه قطعا ان اسعار نفس الطائرات المقدمة من المصانع للجهات المسؤولة تقارب «ضعف» ما يروّج له واعلى بكثير مما حصل عليه الفريق التفاوضي للمؤسسة.

آخر محطة:
نحن في بلد صغير لا يخفى به شيء ماض او حاضر ومن ذلك حقيقة نظافة اليد الشديدة والكفاءة المتميزة للشخصيات الكريمة التي شاركناها مسؤولية ادارة «الكويتية» فلهم الشكر الجزيل والجميل على طول الصحبة ونقاء السريرة.

سامي النصف

أمانة جابر

في الستينيات ساءت علاقة مصر الناصرية مع جميع الدول العربية وخاصة المحافظة منها والتي سميت بالرجعية آنذاك، ومع ذلك بقيت العــــلاقة بين مصر الثورية والكويت المحافظة على احسن ما يكون الود حتى ان الرئيس عــــبدالناصر وقف مع الكويت ضد تخــرصات احد الحكام الثوريين في المنطـــقة في وضع شبيه بوقوف الرئيـــس مبارك مع الكــويت ابان الاحتلال الصـــدامي الغاشـــم.

وقد ألقيت ذات مرة محاضرة في القاهرة حول العلاقات بين مصر والكويت قلت فيها انه برغم التباين الكبير في المساحة وعدد السكان ونظام الحكم والبعد الجغرافي كونهما واقعتين في قارتين مختلفتين، مع تباين النظم الاقتصادية وتغيير توجهات مصر السياسية خلال العقود الماضية من يسار ثوري الى يمين حاد الى وسط، كما هو الوضع القائم، الا ان العلاقة بين البلدين بقيت متميزة حتى في احلك ظروف مقاطعة العرب لمصر ما يجعلها بمنزلة القدوة الحسنة لبقية العلاقات العربية – العربية التي نجد ان بها قواسم مشتركة اكثر من الواقع المصري – الكويتي الا انها تمتاز بتوتر العلاقات الدائم بينها كحال العلاقة العراقية – الســورية علي سبيل المثال.

لقد اختلط الدم المصري بالكويتي ابان حروب 67 والاستنزاف و73 ثم بعد ذلك حرب تحرير الكويت وليس بعد رابطة الدم رابطة، وقد حرص المغفور له الشيخ جابر الاحمد – ومن قبله الشيخان عبدالله وصباح السالم ومن بعده صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد حفظه الله – على الحفاظ على العلاقة المميزة جدا بين البلدين الشقيقين التي من اهم دلالاتها عدد الاخوة المصريين العاملين في الكويت وحجم الاستثمارات والسياحة الكويتية في مصر.

ان السياسة الحكيمة تقتضي تعزيز العلاقة مع الاصدقاء لا البحث عن اعداء، خاصة مع الظروف الحرجة القائمة في المنطقة ولاشك في ان البلدين سيمران سريعا على زوبعة الفنجان الاعلامية الحالية وسترجع المياه لمجاريها ويتم الحفاظ على امانة جابر الدائمـــة التي تحث على توطيد العلاقة مع ارض الكنانة.

آخر محطة:
بدأت الازمة قبل اسابيع قليلة بمقال لرئيس تحرير احدى الصحف القومية بدأه بشكوى من انتظاره لمدة ساعة وربع قبل لقاء احد المسؤولين الكويتيين ثم شن حملة في نفس المقال على الكويت متذرعا بسوء الاستقبال والتوديع وتوسع في الحديث عن قضايا اخرى وهو نقد نقبله – ان صح – ونوصي بشدة بأن نعتني بضيوف الكويت الاعزاء من المطار الى المطار او لنبقهم في بلدانهم معززين مكرمين، الا اننا في الوقت ذاته لا نفهم لماذا تتم محاولة اساءة العلاقات بين البلدين الشقيقين على معطى قضية شخصية كما لا نفهم ما ادعاه نفس الزميل المحترم من ان المرحوم جاسم الصقر ويقصد الزميل محمد الصقر المنتمي للإخوان المسلمين (!) هو من اشاع واذاع في محطته الفضائية (!!) خبر مرض الرئيس مبارك (!!!) في وقت نشرت فيه صحيفته وفي نفس العدد خبر بدء التحقيقات مع الاعلامي ابراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور المصرية لنشره مثل تلك الاشاعة الكاذبة.

سامي النصف

الحمد لله على السلامة

التهنئة القلبية لسمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد – حفظه الله – على الشفاء التام وعودته المباركة لشعبه ووطنه، ما تشوف شر والحمد لله على السلامة ونورت الكويت.

جرت مياه كثيرة تحت الجسور في غيابنا ابان العطلة الصيفية التي حرصنا على ان نبتعد خلالها جسديا وذهنيا عن الوطن فلم نتابع الصحف خلالها، وقد بدأت في الايام القليلة الماضية متابعة ما يجري على ارضنا العزيزة، ومن ذلك فنحن ضد اعتقال الزميلين بشار الصايغ وجاسم القامس كونهما لم يكتبا الاساءة التي وردت في منتداهما، الا اننا مع العقاب الشديد لمن تحامل على رمز الكويت واميرها.

فنظرة سريعة لمآسي وكوارث العراق ولبنان وفلسطين والصومال وكثير من الدول الاخرى نجد ان قاسمها المشترك هو غياب الرمز المتفق عليه، وتضعضع هيبة الحكم الواجبة لاستقرار البلدان، وعليه فاننا ان غضبنا مرة لأي تعسف يصيب زملاءنا في المهنة، فان علينا ان نغضب الف مرة لمن يمسّ رمز البلاد او يحاول التقليل من هيبة الدولة التي ان ضاعت ضعنا معها.

استقالت قبل مدة الدكتورة الفاضلة معصومة المبارك بسبب اهمال بعض الموظفين، والاهمال الوظيفي اصبح ظاهرة عامة في البلاد بسبب غياب عمليتي العقاب والثواب وفي ظل تفشي الواسطات والمحسوبيات، الكويت هي الخاسر الاول لفقدان تلك الانسانة الكفؤة الرائعة التي جلبت لنا السمعة الحسنة بنهج دخولها ونهج خروجها كذلك من الوزارة، الذي كان له صدى طيب في الصحافتين العربية والدولية.. أم محمد نهارك سعيد أينما كنت.

البلد بحاجة ماسة الى قرارات سياسية هامة تصدر هذه الايام – لا في الغد – فالحزم والحسم وسرعة اتخاذ القرار في العمل السياسي امر تقدره الشعوب وتتم من خلاله المحافظة على هيبة الدولة والحكم. بقاء ما يسمى في علم السياسة بوضع «البطة العرجاء» اي غير القادرة على التحرك السريع يخلق في العادة فراغا سياسيا تسارع عادة القوى السياسية المختلفة لملئه وكسب عطف الناس.. اعقلوها وتوكلوا.

بعد ان أضرّ – ان لم نقل دمّر – التطاحن السياسي، الذي لا ينتهي، البلد، نرجو ان نرى قريبا وزارة تكنوقراط غير مسيس افرادها حيث اتضح بالتجربة المتكررة ان تعيين وزير منتم للكتل السياسية لا يرضي احدا حتى من ينتمي لهم، حيث يبادرون منذ يوم تعيينه الاول باعلان تخليهم عنه او حتى مهاجمته، واعتقد ان توجه التكتل الشعبي بعدم توزير اعضائه يجب ان يعم بقية الكتل التي يجب الا تتسابق لطلب تعيين هذا او الزعل لتعيين ذاك، اسرة الخير وبقية افراد الشعب الكويتي مليئة بالطاقات والقدرات المميزة وسيجدها بالقطع من يبحث عنها.

آخر محطة:
ليت بعض من تركوا الوزارة بقوا، وليت بعض من بقي في الوزارة تركوا.

سامي النصف

صباح إنساني جميل في كوستا

اختتم صباح امس بمقهى كوستا في كيفان النشاط الانساني الجميل الذي تم ابان فترة الصيف ولمدة شهرين وتضمن التعاون بين شركة كاسكو لخدمات الطيران المالكة لسلسلة مقاهي كوستا الدولية، والجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين.

وكانت شركة كاسكو قد قامت في الفترة ما بين شهري يونيو وأغسطس بتشغيل الأبناء المعاقين ضمن أنشطة خدمات الشركة، كون هؤلاء الابناء هم عناصر فاعلة ومفيدة في المجتمع الكويتي لا يجوز أن يركنوا أو يتركوا دون الاستفادة من طاقاتهم المميزة.

وقد ألقيت كلمات مؤثرة في ختام النشاط اظهرت الدور الانساني الرائع الذي يقوم به اعضاء مجلس ادارة الجمعية ومساهمتهم الفاعلة في تغيير نظرة بعض أولياء الأمور لأبنائهم كي يساهموا في تطوير قدراتهم لما قد يفوق نشاط بعض الأصحاء، ومن ذلك ما ذكره السيد ابراهيم الصيخان من ان وجود ابنة معاقة له قد أصبح نعمة عليه، وفتح له أبواب الخير على مصاريعها.

وقد شكرت السيدة هناء الصانع في كلمتها القائمين على ذلك المشروع البناء الذي تمنت ان يمتد الى باقي مؤسسات الدولة، كما شارك الفنان الانسان طارق العلي بالحفل وذكر أنه سيقوم بالإعداد لعمل درامي مع زملائه الفنانين الآخرين ليضع صورة أبناء الوطن من المعاقين في مكانها الصحيح.

ومما طرح في الحفل المشروع الرائع الذي يتبناه ويسوقه السيد جاسم البدر والد الابن المنجز مشعل البدر وهو عبارة عن رحلة بحرية تنطلق من الكويت لشرح قضية المعاقين في العالم تمر بدول الخليج ثم البحرين الاحمر والمتوسط وتنتهي بعبور الاطلسي بصحبة جمع من هؤلاء الابناء ومن يعرف ارادة وعزيمة وعمل أبومشعل لا يستغرب أن يحول هذا الحلم قريبا الى واقع معيش يرفع من خلاله اسم الكويت عاليا.

وقد أهدانا الأبناء، رسائل بسيطة مست شغاف قلوبنا منها «هذا العمل شيء جميل، وأنا أحببت العمل كثيرا وفيه متعة وصدق» من الابن عبدالرحمن العصفور، و«شكر وتقدير لمن ساهم بهذا العمل وجعله ناجحا، وكان لي الشرف بأن أكون من أوائل المشاركين» للابن محمد اسلامبولي، و«نشكر الجهات التي قامت بتوظيفنا في عطلة الصيف لإظهار الكثير من قدراتنا ومهاراتنا» من الابن يوسف الصيخان، وهناك الكثير من الرسائل المماثلة من الاطفال والكبار ممن ملأ سرورهم وحبورهم أنفسنا بالغبطة والسعادة.

ولأن أفعال الخير لا ينتج عنها الا الخير العميم، فقد أظهرت نتائج شركة كاسكو للنصف الاول من هذا العام أرباحا غير مسبوقة في تاريخها، حيث فاقت الارباح التشغيلية في المجمل 50% مما هو مقرر في الميزانية (1.14 مليون بدلا من 770 ألفا)، كما زادت أرباح بعض نشاطات دائرة المشاريع المشرفة على مثل تلك النشاطات بمقدار 492% أما الاستثمارات فقد فاقت عوائد الكثير منها 80% بسبب توفيق الله ثم جهود واخلاص العاملين في الشركة ولله الحمد والمنة.

آخر محطة:
أتوقف بعد هذا المقال لبدء العطلة الصيفية، آملين لقاءكم في مثل هذا اليوم من الشهر المقبل… ودمتم.

سامي النصف

أسلحة الـ G.C.C

لا يمكن أن تمر علينا ذكرى الاحتلال دون استحضار الموقف التاريخي والإنساني للراحل الكبير فهد بن عبدالعزيز وشعب المملكة العربية السعودية ممن استقبلوا اخوانهم المواطنين على الحدود بالماء البارد والثلج والمال، ثم اقتسامهم بيوتهم معهم، نشرت جريدة «إيلاف» بالأمس خبرا آخر يدل على حكمة الراحل الكبير عندما عرضت اوكرانيا عام 94 على السعودية تزويدها بالسلاح النووي فأجابها الملك فهد بأن شعب المملكة في حاجة لعمليات التنمية والبناء والتعمير لا استنشاق الغبار الذري والتعرض للمقاطعة الدولية.

أثبتت تجربة الاحتلال أنه لا فائدة من عمليات التنمية دون قوة تحميها وتردع الطامعين، لذا فمن الأمور الجيدة ما قرأناه عن عرض الولايات المتحدة بيع أحدث الأسلحة لدول الخليج، المهم ان نتعلم من دروس الأمس وان تشتري منظومة G.C.C أسلحة متقاربة يكمل بعضها بعضا، فقد اخطأت الكويت في الماضي عندما اشترت طائرات F18 الفريدة في وقت اشترت فيه السعودية والإمارات وتركيا، بل حتى اسرائيل طائرات F15 وF16 ومثل ذلك شراؤنا طائرات نقل عسكري من نوع DC9 التي لا يوجد لها مثيل في المنطقة بدلا من شراء طائرات نقل تملك مثلها «الكويتية» او باقي دول المنطقة كي تسهل عملية الحصول على قطع الغيار الضرورية.

لو تسلم كل فرد من أفراد الشعب الكويتي دولارا أو ربع دينار لكل اشاعة تطلق عن الحل غير الدستوري للمجلس لأصبح شعبنا الأكثر ثراء في العالم، الغريب انه ومع اختفاء وانتهاء دخان كل اشاعة لا يحاسب قط من اطلقها او روج لها.

للشيخ أحمد اليوسف أفضال كثيرة وكبيرة على الكرة الكويتية، كما ان له بالقطع اخفاقات كبيرة ايضا، وددنا لو تنازل بوتركي طواعية لمنافسيه محمد المسعود أو عماد الغربللي عن رئاسة الاتحاد فإن نجح أحدهما في انتشال الكرة الكويتية من واقعها الحالي كان هو الرابح بحكم انتمائه لهذا الوطن، وان اخفق سقطت الملامة التاريخية عنه، لذا فهو الكاسب في الحالتين، أحد الامور التي نحتاجها في المرحلة المقبلة هو تقليص ضلع الاداري في المثلث الكروي واعادته لحجمه الطبيعي، حيث يفترض ان يكون الضلع الأكبر للاعب ثم المدرب واخيرا الإداري وليس العكس.

في حفل غداء الصديق سعد المعطش على شرف سعادة سفير الكويت في باكستان عزيز الديحاني الذي امتلأ بالإعلاميين تم طرح موضوع إغلاق المكاتب الإعلامية في الخارج، وكان هناك شبه اجماع على صحة القرار في ظل الممارسة الخاطئة جدا التي تمت في كثير من تلك المكاتب وابتعادها عن الدور المناط بها في الدفاع عن الكويت ابان حربها الإعلامية الشرسة التي انتهت بسقوط المقبور صدام، بعد ان تهدأ الامور في السنوات المقبلة يمكن إعادة النظر في فتح البعض منها على معطى مصلحة الكويت لا مصلحة الأفراد.

آخر محطة:
التهنئة القلبية للطيارين والمهندسين الفائزين في انتخابات جمعية الطيارين والمهندسين الكويتية راجين ان يكون العمل الاول للمجلس هو تصفية النفوس وإنهاء الخلافات غير المبررة التي تعصف بجسد الطيارين والمهندسين منذ عقود.