سامي النصف

أمير الحسم

نتحمّد للأمير المفدى على السلامة بعد الفحوصات المطمئنة التي أجراها ونشكر لسموه وللأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله ولولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد ولسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ولنــائب الرئيــس الشيخ د. محمد الصباح ومعالي نائب الرئيس فيصل الحجي والشيخ مشعل الأحمد ولأسرة آل الصباح الكرام والوزراء وأعضاء السلك الديبلوماسي وللزملاء في الديوان الأميري وفي جريدة «الأنباء» وللإعلاميين وللعاملين في حقل الطيران ولكافة أفراد شعبنا الطيب والواصل على مشاركتهم جميعا لنا العزاء في فقيدتنا الغالية وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا أراكم الله مكروها.

إن صحت تسمية الأمير الراحل المغفور له جابر الأحمد بـ «أمير القلوب» فإن لأميرنا الحالي الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، من السمات الطيبة ما يؤهله لحمل لقب «أمير التواضع» لابتعاده وكراهيته للمظاهر والزخارف واعتماده على البساطة والسهولة في التعامل، كما يستحق سموه لقب «أمير الحسم» لسرعته في حسم الأمور واتخاذ القرارات الصحيحة في أوقاتها مما أطفأ كثيرا من النيران التي اشتعلت في الآونة الأخيرة.

«عام جديد، بداية جديدة» للعمل السياسي، علينا ونحن نطوي صحيفة الاستجواب الراقي الذي شهدناه ان نجعله آخر الاستجوابات المعرقلة لعمليات التنمية وان نعزز مما جرى في اليوم التالي من انجازات ضخمة كان ينتظرها ويستحق أمثالها هذا البلد وشعبه الطيب، لقد أدى النائب الفاضل د.سعد الشريع ما عليه وارتفع بالاستجواب عن التجريح بالقول أو بالصورة وكانت وزيرة التربية نورية الصبيح مبدعة وخطفت الأنظار بردودها المقنعة وحان الوقت لأن تصفو القلوب «فلا غالب ولا مغلوب» بل شعب واحد متماسك ومترابط يدفع بوزرائه ونوابه لتحريك عجلة الكويت سريعا الى الأمام بدلا من تعطيلها بكثرة الخلاف ووفرة الاختلاف.

وضمن عملية الانفراج السياسي الواجبة ضرورة الصفح ونسيان ما حدث في الماضي القريب والبعيد، فالعمل السياسي الراقي لا يمكن ان تتم تأديته بالشكل الصحيح دون كم كبير من المغفرة والتجاوز عن الهفوات والبعد عن منهاجية الحروب السياسية التي لا تنتهي وعليه فنرجو ان تشمل عملية الانفراج القائمة، والتي تقودها القيادة السياسية الحكيمة، التقاء كافة الأطراف «دون استثناء» للاتفاق على خارطة طريق تنموية واحدة تلم شمل الكويتيين وتجعل جهودهم تسير في اتجاه واحد.

وليس في هذا المطلب استحالة في بلد «الأسرة الواحدة» بل هي وصفة النجاح التي يطبقها ويعمل بها أشقاؤنا في الخليج ممن يستقر مسؤولوهم في مناصبهم طويلا فينتجون ويبدعون، وتتظافر جهود شعوبهم وممثليهم على دعم عمليات التنمية والانفتاح، لا عرقلتها فنشهد سرعة تحرك مراكبهم وبطء محملنا رغم اننا لا نقل عنهم – فيما لو وحدنا جهودنا – إبداعا وقدرة على العطاء والسبق، فهل سيشهد عامانا الهجري والميلادي الجديدان «كويتا جديدة» تبهر الأنظار بإنجازاتها، لا خلافاتها، وعلو عمرانها، لا علو أصوات تبايناتها؟!

آخر محطة:
أبت أسرة المرحوم عباس الحاج إلا أن تشاركنا العزاء بالحضور ثم بقصيدة مؤثرة تحرك الأفئدة والمآقي في راحلتنا الكبيرة، فلهم الشكر والعرفان على ما قدموا.

سامي النصف

رأفت الهجان أم إيلى كوهين؟!

في البدء نتمنى ان يغلق ملف المعتقلين الكويتيين في سجن غوانتانامو مع الزيارة التاريخية للرئيس الاميركي جورج بوش للكويت الخميس المقبل خاصة انها رغبة متكررة من صاحب السمو الامير – حفظه الله – ومن الشعب الكويتي قاطبة، ولا نعتقد ان الرئيس المحبوب من الشعب الكويتي سيرفض ذلك الطلب المتفق عليه وطنيا.

هل يمكن لنا ان نبعد التسييس المدمر المعتاد عن قضية احد المتجنسين التي طفت على السطح هذه الايام وان نبعد عنها كذلك محاولة إلقاء اللوم على هذا المسؤول او ذاك خاصة إذا ما عرفنا ان قضايا الجنسية لا يبت بها شخص واحد فالقضية اكبر واخطر من ان نتعامل معها بهذه الخفية وننسى بالمقابل مصلحة البلد وامنه.

لقد صنفت احدى الجهات الاعلامية الشخص المعني بما هو اقرب للبطل رأفت الهجان الجاسوس الذي زرعته مصر في اسرائيل، بينما اظهرت جهة اعلامية اخرى قرائن وادلة تدل على انه اقرب لإيلى كوهين الجاسوس الذي زرعته اسرائيل في سورية ووصل عبر علاقاته الشخصية وعمله الدؤوب الى اعلى المستويات في الدولة.

لقد فشل النظام الصدامي في كل الامور إلا انه وكحال جميع انظمة الطغاة كان يقارب الكمال في اعمال المخابرات والخداع وبث الاعين والمخربين والجواسيس او من يسمون بالنائمين (Sleepers) في صفوف اعدائه وقد اخبرني صديق عراقي انه تعرف على احد رجال مخابرات صدام (النائمين) الذي اخبره كيف كان يتم تدريبهم وزرعهم في الدول المختلفة دون ان يطلب منهم شيء لسنوات طوال مع اغداق الاموال عليهم على ان يلتزموا بما يطلب منهم حرفيا حال وصول الاوامر بعد تلك المدد الطويلة.

واذكر في هذا السياق حقيقة معاناة المعارضة العراقية في التمييز بين المعارض الحقيقي ومن تدسه مخابرات صدام بينهم، فالاثنان يشتمان صدام بأقبح الألفاظ، والاثنان يظهران آثار التعذيب والسجن عليهما، والاثنان يهاجمهما الاعلام الصدامي، كما يشتكي الاثنان احيانا من قتل صدام لأقاربهما، وهل ينسى احد النائم صبري الحديثي الذي كان يدعي مقتل اخويه على يد صدام لنكتشف في النهاية انه احد رجاله المخلصين حتى انه اصبح الناطق باسمه في احرج مراحل حكمه الاخيرة.

ان تغليب المصلحة الوطنية يقتضي على وجه السرعة طلب تحقيق رسمي من جهة امنية محايدة في التهم المتبادلة والوثائق المعروضة حتى ينتهي التحقيق اما باعتذار واعطاء وسام البطولة والاستحقاق لذلك الشخص او ادانته بتهم الخيانة العظمى والتعاون مع العدو خاصة انه قد اصبح كويتيا ولا خيار ثالثا بينهما.

آخر محطة:
(1) يكشف فيلم «حرب شارلز ويلسون» القائم على معطى قصة حقيقية الدور الذي قام به عضو الكونغرس المذكور في تبني المخابرات الاميركية الحرب «الخفية» ضد الروس في افغانستان ومن ثم تسبب عملاء المخابرات في إلحاق اول هزيمة بالامبراطورية السوفييتية والتعجيل بإسقاطها ومن ثم كانت تلك الحرب في حقيقتها انتصارا لشارلز ورجاله لا لأسامة بن لادن ومن معه.

(2) يمكن ان تشاهد «بعض» ذلك الفيلم في دور السينما الكويتية هذه الايام على ألا تدفع اكثر من ثمن نصف تذكرة لأنك لن تشاهد إلا نصف الفيلم بعد ان تفنن الرقيب الشاطر في بتر اوصاله، لماذا لا توضع صورة الرقيب على كل مقطع يقطعه حتى يعرف الجمهور لمن يوجه «شكره» له؟!

سامي النصف

كسر العصا وأكل الجزرة

العزاء الحار لأسرة آل الصباح الكرام في وفاة المغفور لها صبيحة عبدالله الأحمد الصباح، للفقيدة الرحمة والمغفرة، ولأهلها وذويها الصبر والسلوان و(إنا لله وإنا إليه راجعون).

هناك دائما فارق بين الرغبة والقدرة، وبين النظرية والتطبيق، فكثير من دولنا العربية ترغب في أن تسوّق بالشكل الصحيح مقوماتها السياحية، الا انها تفتقر لوضع الخطط المناسبة لتحقيق ذلك الحلم، فتبقى دائما في واقع أقل كثيرا مما يفترض، مما جعل بلدا كالمكسيك يفوق دخله من السياحة ضعف دخول الدول العربية مجتمعة.

ولا يمكن للأداء الوظيفي المحلي الحالي أن يتناسب مع طموح «كويت المركز المالي» ومن ثم علينا ونحن نصبو لتحقيق ذلك الهدف السامي ان نعمل على تغيير كثير من الانظمة البيروقراطية البالية القائمة، وأن نعزز من نهج استخدام الحاسوب والانترنت، كما علينا أن نعيد النظر في الثقافة الادارية السائدة التي «قد» تعاقب من يخطئ، الا انها لا تحاسب ولا تعاقب – وهذا الأهم – من يقوم بتعطيل وتأخير المشاريع الحكومية والاهلية سنوات عدة حتى تلغى أو تتضاعف كلفتها، ومثل ذلك محاسبة الموظف الذي يستهدف في عمله العرقلة لا الانجاز، حيث تسود المقولة الخالدة «معاملتك ناقصة تعال بكرة».

إن الذي يشتكي من تأخر الكويت عن بعض شقيقاتها الخليجيات عليه أن يعلم أن لذلك التأخر اسبابا عدة ما لم نعالجها فسنبقى ندور في حلقة مفرغة ونظل في الخلف، ومن ذلك ان العمل ابان حقبة «كويت الانجاز» كان يقوم على معطى العصا والجزرة، فالمخلص والكفء يكافأ، والمتجاوز ومحدود القدرات يعاقب.

تلت تلك مرحلة تم فيها تسييس كل شيء كسرنا خلالها العصا وأكلنا الجزرة فلم نعد نعاقب المسيء او نكافئ المخلص، مما ساهم في بطء المسيرة التنموية وفتح المجال لأن يتقدم الآخرون عن ركبنا، وقد تحولنا من البطء الى التوقف ثم السير سريعا الى الخلف عندما قمنا بخلق اختراع كويتي فريد غير مسبوق في العالم يقوم على استعمال العصا والعقاب مع الاكفاء والمبدعين لمنعهم من الابداع، والجزرة والمكافأة السخية مع المتجاوزين حتى اعتدنا سماع الشكاوى المريرة من الاكفاء، والرضا والسعادة من الاغبياء.

ان للبشر قدرات ربانية في التميز والابداع كما ان للبعض منهم ضمائر حية لا تخترقها الاغراءات، ولا تضعف أو تقبل بالتجاوزات، وأولى خطوات عودة عصر النهضة الكويتية وتحويل حلم المركز المالي الى حقيقة واقعة هي تسليم مثل هؤلاء المسؤوليات وإبعاد محدودي القدرات وأصحاب الضمائر اللينة والمرنة عن المواقع التي حصلوا عليها عبر الاخطاء التاريخية، وعند ذلك سنرى الرضا على الوجوه ونسمع الثناء من الألسن، وستختفي تدريجيا الازمات السياسية فلن يرضى احد بتعطيل القطار المسرع الى الامام.

آخر محطة:
نرجو من الاخ الفاضل وزير العدل ان يأمر بتوفير واجبات الضيافة من قهوة وشاي في مباني المحاكم، فليس من المنطق في شيء أن يدفع منتسبو الوزارة من جيوبهم الخاصة أثمان ضيافة المراجعين.

سامي النصف

نهاية الأسبوع

رأس السنة يعني لي شخصيا النوم مبكرا، ومع ذلك نقول بدلا من العكننة على المبتهجين والفرحين بالعام الجديد لماذا لا نضفي كثيرا من جرعات الفرح البريء على اعيادنا الاسلامية بعد ان اصبحت وسيلة للهرب من البلد، وفي هذا السياق ومنعا للمشاكل المتوقعة ليحتفل بعيد رأس السنة الهجرية في وقته، كما ان من الافضل ان يلغى القرار «الفريد» بترحيل العطل الى ايام اخرى.

رغم ان الجنسية المصرية من الجنسيات التي يصعب الحصول عليها، حتى ان ابناء «الوحدة»، اي الذين ولدوا من ام مصرية واب سوري ابان وحدة البلدين اعوام 1958 – 1961، لم يحصلوا حتى اليوم على الجنسية المصرية، الا ان مصر اهدت جنسيتها لشخصيات فنية بارزة كالمايسترو سليم سحاب والمطرب وديع الصافي، نرجو ان تمنح الجنسية الكويتية استثنائيا للمبدعين وللشخصيات البارزة في مجالات العلم والاقتصاد والاعلام والطب والادب والشعر والفن والرياضة والدعاة المعروفين، فأمر كهذا يضيف الى بلدنا ولا ينتقص منه.

دعوتنا الدائمة لفك التأزمات والتخندقات السياسية – وما اكثرها – سببها ان تلك الامور تجعل البلدان اشبه بالحطب المبلل بالوقود والبارود ينتظر فقط وقوع حادثة ما التي هي اشبه بعود الثقاب كي تتفجرالاوطان المبتلاة بالتشرذم والتقسيم، اما دون تلك التخندقات فيصبح الوضع اشبه بالخشب المبلل بالماء البارد الذي لا يشتعل مهما القي عليه من اعواد ثقاب.

فعندما كانت اوروبا متأزمة فجرها وفجر العالم معها اغتيال ولي عهد النمسا وزوجته، كما تسبب سقوط طائرة رئيس رواندا عام 94 بمذابح فاق عدد ضحاياها المليون بريء، والحال كذلك مع تداعيات اغتيال الرؤساء والشخصيات سالم ربيع علي والغشمي والحمدي وسلفادور اللندي ومعروف سعد وكمال جنبلاط والسادات وبشير الجميل ورشيد كرامي ومحمد ابوضياف والسيد محمد باقر الحكيم ورفيق الحريري وانديرا غاندي وابنها وحفظ الله امين واحمد شاه مسعود واخيرا بينظير بوتو وما تلاهم جميعا من مذابح واعمال عنف.

بالمقابل لم يتسبب مقتل الرئيس الاميركي جون كنيدي او محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريغان او اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز او رئيس الوزراء الايطالي الدو موروا او رئيس الوزراء السويدي اولف بالمه او وزيرة الخارجية السويدية اناليند او رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحاق رابين بأي اضطرابات في البلدان المعنية لاستقرارها السياسي رغم التباين الكبير في انظمة الحكم فيها.

آخر محطة:
اتضح من فاجعة منطقة عبدالله المبارك ان بامكان عامل بسيط ان يصنع «كيماوي مزدوج» محليا يقتل البشر دون ان يكتشف اعراض تسممه أحد حتى الاطباء المختصون، لقد اثبت ذلك العامل رغم سوء عمله انه اكفأ من علماء صدام وكيماويهم المزدوج الذي لم يجرح بسببه احد رغم التهديدات الفارغة التي غررت بالملايين من السذج.

سامي النصف

سمك.. لبن.. تمر هندي

زرت وبعض الاخوة والاصدقاء د.احمد الربعي في منزله وقد استرجعنا ذكريات عدة سفرات قمنا بها معا، ولم تتوقف ضحكات وقفشات «ابوقتيبة» طوال الجلسة التي قررنا بمشورة الاصدقاء ان نجعلها دورية، متمنين الصحة الدائمة لـ «أبوالتفاؤل» والنظرة المشرقة للحياة د.الربعي.

ضمن الجلسة حدثنا الفنان عبدالحسين عبدالرضا عن مسلسله الجديد «التنديل» الذي ينوي عرضه في شهر رمضان المقبل، وذكر ان البطل فيه يترك حياة البحر ويقرر الارتحال للصحراء، وسأل بوعدنان في هذا السياق الزميل حمود البغيلي عن اسم ابعد بر في صحراء الكويت ابان الثلاثينيات كي يرتحل له بطل المسلسل فأجابه بومحمد «بر الاڤنيوز».

تساؤل محير، عندما يرتفع الدولار ترتفع معه بداهة اسعار المنتجات الاميركية من سيارات والكترونيات واغذية.. الخ، منذ بداية العام الماضي والدولار الاميركي في انحدار سريع امام الدينار وباقي العملات، ومع ذلك نجد ان البضائع الاميركية في الكويت يزداد سعرها مع كل يوم يمر في وقت يفترض فيه العكس فما السبب يا ترى؟!

قررت الدولة العام الماضي تحويل الاجازة الاسبوعية الى الجمعة والسبت وتم الامر بسهولة ويسر وكسبنا يوما في تعاملنا مع العالم، بودنا ان نرى قرارات مهمة مماثلة العام الحالي، كأن يتم بدءا من سبتمبر المقبل تغيير الدوام من 7 – 2 الى 9 – 4 اي تأخير الدخول والخروج ساعتين لزيادة انتاجية الموظف ولتشجيع السكن في المناطق الجديدة البعيدة، ولماذا نخاف من تجربة انماط مختلفة للعمل كالدوامين او العمل من المنازل او عبر ساعات مرنة وغيرها؟! لننفض الغبار ولنجرب ولنتحرك، فالسكون موت والحركة حياة.

اعتقد اننا في حاجة ماسة لعدة معاهد تدريب في البلد كي تؤهل المواطنين والبدون والمقيمين لاتقان المهن المختلفة وهو ما يرفع من دخولهم ويكفي البلد حاجته من العمالة الفنية المختصة بدلا من اللجوء للاستيراد الدائم لمثل تلك العمالة من الخارج، وبودنا ان تتغير التشريعات كي يسمح للموظف الكويتي بان يعمل مساء في القطاع الخاص او يفتح مكتبا خاصا به كحال الاطباء لزيادة دخله ولإبعاده عن الجلوس دون عمل في الدواوين.

تمتاز الحدائق المنزلية بشكلها الجميل وفوائدها الصحية للبلد، بالمقابل لا توجد فائدة واحدة لكثير من الدواوين المخالفة والمقامة على ارض الدولة والتي تعلم الشباب الكسل وتبعدهم عن زوجاتهم وابنائهم، وتؤثر سلبا على مهنيتهم، كما تشغلهم باللغو السياسي، وتدفع البعض منهم الى المخدرات او التطرف، الغريب في بلد الاوضاع المختلفة اننا نزيل الحدائق الجميلة ونبقي الدواوين!!

سامي النصف

كيف نمنع مقتل 400 بريء؟!

منذ اليوم وحتى 1/1/2009 ستخطف الحوادث المرورية – غير المبررة – ما يقارب الـ 400 ضحية في الكويت وستتسبب بتحويل الآلاف غيرهم من الأهلية الكاملة الى الاعاقة التامة، شوارعنا واسعة واحوالنا المناخية ممتازة فلا ضباب ولا ثلوج ولا امطار كما ان رضنا مستوية فلا جبال ولا منحدرات ومن ثم يفترض ان نكون من الدول الاقل حوادث في العالم
لا اكثرها كما هو الحال الآن.

ما يتسبب بحوادث المرور هو عدم انضباط العنصر البشري لذا علينا ان نفرض ادابا وثقافات مرورية صارمة جديدة تمنع تلك الحوادث والكوارث وان ندخل علم المرور في المقررات المدرسية الاولية منها والمتقدمة، فالمناهج يجب ان تعكس حاجات المجتمع، اضافة – وهذا الاهم – الى الحاجة لضبط رجال المرور واعطاء دورات تثقيفية متواصلة لهم، فلن يضبط المرور ولن تتوقف معارك الشوارع دون توعية رجل المرور وفهمه لدوره الصحيح في الشارع.

في العالم اجمع ما ان يحدث طارئ مروري وتزدحم الشوارع حتى يقوم رجل المرور بتنظيم السير وفك الاختناقات المرورية، لدينا يحدث العكس تماما حيث يتسبب رجل المرور عادة بالاختناقات المرورية الحادة بدلا من فكها ما يدل على الحاجة الملحة للرقابة الدائمة على اداء رجل المرور واعطائه دورات تخصصية متكررة يمكن ان يقوم بها القطاع الخاص.

وسأعطي بعض الامثلة السريعة التي كنت شخصيا شاهدا عليها خلال الايام العشر الماضية مما يدل على انها ظاهرة متفشية في البلد وتوحي بجهل بعض رجال او تحديدا شباب المرور بواجبات مهنتهم، كنت مستخدما لشارع الاستقلال قبل ايام ولاحظت زحمة غير مسبوقة لأكتشف لاحقا ان سببها وقوع حادث فوق جسر بنيد القار على الحارة اليمنى بين سيارتين وبدلا من ان تقف سيارة المرور خلفهما لحمايتهما وترك الحارتين الاخريين للسيارات، قام رجل المرور بوضع سيارته بمحاذاة الحادث فأغلق الحارة الثانية مما تسبب بتلك الزحمة دون ان يرف له جفن!

وعلى طريق السفر السريع شمال شاليهات بنيدر توقف السير تماما لمدة قاربت الساعة لأكتشف في النهاية ان هناك رتلا من الناقلات المدنية الفاضية القادمة من مستودعاتها قرب الشاليهات والملتحقة بطريق السفر مستخدمة الحارة اليمنى منه، وقد قام رجل الامن المصاحب لها بإيقاف سيارته بالعرض مغلقا الحارات الاخرى وموقفا السير تماما حتى التحقت جميع سيارات النقل بالشارع العام، والحقيقة ان اغلاق مسار حيوي كطريق السفر الذي يربط الكويت بالسعودية من قبل رجل مرور صغير السن امر لا يحدث إلا في بلدنا.

وقد شهدت قبل ايام اغلاق الطريق الخامس الحيوي بسبب احتراق سيارة اطفئت وبقيت على حارة الامان، إلا ان سيارتي مرور قامتا – كالعادة – بإغلاق حارات الطريق الاخرى فامتد الزحام من برج الساعة حتى دوار البدع، كذلك قامت سيارتا مرور بالتوقف على الدوار خلف مجمع الاڤنيوز الساعة 10.30 ليلا في العيد ونزل شبابها لا لتنظيم السير بل للإيقاف العشوائي للسيارات بهدف واضح هو مغازلة الفتيات الخارجات من الاڤنيوز مما خلق زحمة غير مبررة.

سامي النصف

آمال على أبواب عام جديد

إذا كان عام 2007 قد حمل كثيرا من المآسي والفواجع فنرجو ونحن على ابواب عام جديد ان نرسم بأيدينا خارطة طريق «جديدة» لبلدنا نستطيع من خلالها ان نحد من سلبيات الماضي وان نخلق نظرة تفاؤلية مستحقة للعام الجديد نشهد من خلالها القليل من القلاقل والمشاكل والكثير من الانجازات.

ومبررات واسباب التفاؤل كثيرة جدا فالشق الاقتصادي اللازم لدعم عمليات البناء والتعمير وتحقيق اماني الشعوب في كل الدول موجود ومتوافر، والوضع الامني الذي لا غنى عنه كذلك لعمليات التنمية وتعمير البلدان متوافر عبر اتفاقياتنا الامنية مع الحلفاء والاصدقاء وترسخ مفهوم الاسرة الواحدة في الداخل الكويتي.

كما ان محفز الإعمار موجود بما نراه لدى الجيران من عمليات تنمية مستدامة تبهر القريب قبل الغريب والواجب ان نتخذ من كل تجربة ناجحة قدوة لنا تجعلنا نسخر الموارد والارادات للوصول لها خاصة ان من سيسبق بوضع نفسه كمركز مالي امام العالم سيقطع الطريق امام الآخرين، وفي هذا السياق فإن السباق مازال قائما ولم تفقد الكويت فرصتها فيه متى ما جدت واجتهدت وقدمت الاهتمام بالاقتصاد على الانشغال بالسياسة.

والحقيقة ان أثرى اثرياء العالم من دول (سويسرا، لوكسمبرغ، سنغافورة، الخ) وافراد كبيل غيتس لا يملكون، كما كان الحال في السابق، المزارع والمصانع والثروات الطبيعية كالنفط والذهب والألماس، بل اصبح الثراء يرتكز على النجاح في القطاع الخدماتي من سياحة واستثمار، وان تتحول الى مركز مالي معترف بك عالميا في اقليمك الجغرافي عن طريق دعم ذلك الهدف الاستراتيجي لخطوات عملية كإحضار وتوطين الخبرات الاجنبية اللازمة وسن التشريعات وتسهيل المواصلات عبر خلق شركات وطنية عملاقة وموانئ ومطارات ضخمة وسكك حديد.

اننا ومع مطلع العام الجديد امام مفترق طرق فإما نلتزم بخارطة الطريق السابقة ونستمر بالخلافات السياسية التي لا تنتهي او ان نستبدلها بخارطة طريق جديدة ترص الصفوف فيها بين القيادة ومختلف الكتل والمشارب السياسية لدعم عجلة التنمية سريعا الى الامام، فالسنوات تمضي سريعا والتاريخ واجيالنا المستقبلية لن ترحمنا.

لقد مللنا ثقافة الشقاق والافتراق وحان الاوان لتحويل التعاسة الى سعادة والجلوس الى نهوض والسكون الى حركة والاجندات الفئوية المفرقة الى اهداف وطنية جامعة، والتضحية بالمستقبل لأجل الحاضر الى العمل الجاد في الحاضر لخلق مستقبل لأبنائنا جميعا كي
لا نصحو يوما على فوز كل التخندقات و… موت الوطن..!

آخر محطة:
نرجو ان تتوقف مع مطلع العام الجديد اي حملات داعمة او معارضة للاستجواب القادم فلا شيء يستحق اختلافنا وتفرقنا كما نرجو ان نشهد فترة سكينة لاحقة كي يتفرغ الجميع للعمل التنموي الجاد الذي شغلتنا الهموم السياسية بعيدا عنه.

سامي النصف

2007 سنة سيئة بامتياز!

العزاء الحار لآل الشايع الكرام بفقيدتهم الشابة، فللراحلة الرحمة والمغفرة ولأهلها وذويها الصبر والسلوان، والعزاء الحار للصديق ساير العنزي في وفاة المرحوم والده فلاح الضيدان العنزي، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

لست من المؤمنين بما يقوله المتنبئون والفلكيون من متتبعي الكواكب السيارة ممن ذكروا في مثل هذه الأيام من العام الماضي وقبل دخول عام 2007، أن قراءاتهم لتحركات الكواكب تظهر أن العام الحالي سيكون عاما استثنائيا بكل المقاييس، والحقيقة وبعيدا عن أقوالهم التي ينطبق عليها القول المأثور «كذب المنجّمون ولو صدقوا» كان هذا العام والذي سنشهد في الغد آخر أيامه لكثيرين عاما استثنائيا في السوء حتى شبّهه البعض بعام 90.

في الخارج كوارث وإشكالات يصعب حصرها، أما في الداخل فقد ارتفعت مداخيل البلد مما يفترض معه ان يعم الرخاء ويرتاح الناس وتقل المشاكل الناتجة عن الاقتصاد، إلا أن الواقع كان على العكس من ذلك، فقد صاحب ارتفاع أسعار النفط غلاء عالمي انعكس بالسالب على القدرة الشرائية للمواطنين فضاقت أحوالهم المعيشية، كما تسببت تلك الزيادة المؤقتة الآخذة في الانحسار بطلبات استهلاكية غير مسبوقة تسبب رفضها المنطقي في موجة ضيق لدى من فضلوا لو لم تطرح تلك المطالبات أصلا التي خلقت آمالا وأحلاما كاذبة وتسببت في تورط البعض بأخذ قروض لا يحتاجونها.

سياسيا شهدنا أزمات متلاحقة قاربت ان تقسمنا الى قوى 14 آذار وقوى 8 آذار كويتية، كحال لبنان أو التخندقات التاريخية لدول البلقان التي تحولت خلالها التباينات السياسية المؤقتة إلى انقسامات مجتمعية حادة دائمة.

وشهدنا في هذا العام المنصرم ظاهرة انفلونزا الطيور، كما أصابت الكويت هزة أرضية بمقدار 4.8 درجات على مقياس رختر، وضرب الخليج لأول مرة إعصار مدمر، وجمّد «الفيفا» عضوية الكويت، كما عمت الاضرابات البلد وكانت ستقود إلى ما لا تحمد عقباه لولا تدخل القيادة السياسية الحكيمة في الأمر، كما شهدنا ساعة «التخريع» الكهربائية التي كانت كالسيف لا تعلم متى تنزل على الأعناق.

وعلى الصعيد الأمني جرت حادثة وحش حولي، واحتراق مستشفى الجهراء الذي أدى الى استقالة الوزيرة الفاضلة د.معصومة المبارك، وحصد التخزين غير السليم للمواد الكيماوية أرواح الأطفال والنساء، كما بلغت ضحايا المرور أعدادا غير مسبوقة، وضرب غول الإرهاب دولا عربية كالمغرب والجزائر والعراق ولبنان، كما أنهى ذلك الغول الضاري العام بقتله الراحلة بينظير بوتو بقصد خلق عراق آخر في باكستان.

آخر محطة:
نأمل الخير كل الخير في العام الجديد 2008، وإن كان الأمر مرتبطا تماما بما يفعله كل منا، فإن أردنا التنمية والمستقبل الزاهر فعلينا أن نخفف من الأزمات والإشكالات وأن نزيد من جرعات العمل والتآلف والتسامح، فرب العباد لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وكل عام وأنتم بخير.

سامي النصف

قضايا نهاية الأسبوع

الحادث المؤسف الذي حدث أمس الأول في منطقة عبدالله المبارك والذي راح ضحيته اطفال ونساء ابرياء يحتاج الى وقفة مع من يستخدمون سراديب البيوت والعمارات السكنية لتخزين مواد كيماوية خطرة او حتى غازات قابلة للانفجار، للمعلومة كثير من اعلانات حفلات الاعراس التي تنشر في الصحف الاعلانية قائمة على معطى مطابخ ومطاعم تستغل سراديب بيوت وعمارات بعيدة عن رقابة الاطفاء او حتى الجهات المختصة بسلامة الغذاء.

قانون تنظيم الانتخابات الذي اقره مجلس الامة هو خطوة متقدمة في الحياة السياسية الكويتية، حيث يجذر واقعا جديدا هو ان الانتخابات لا تحتاج الى اموال طائلة كما انها لا تستوجب تدمير الارصفة والشوارع، لوحة واحدة في كل منطقة تحوي اسماء جميع المرشحين حسب الاحرف الابجدية تكفي.

كويت المركز المالي حلم يجب ان نعمل جميعا جاهدين لتحقيقه حتى لا تذهب 200 مليار دينار هباء منثورا، نشرت «الأنباء» في عدد امس تقرير لجنة الاصلاح والتطوير التي يرأسها العضو خليفة الخرافي، وكانت اولى ملاحظاتها عدم تضمن استراتيجية البلدية للأعوام 2007 – 2012 اي اشارة لمشروع كويت المركز المالي، وكنت قبل ذلك قد اظهرت التعارض الصارخ بين ذلك المشروع الحيوي العام ومشروع تخصيص «الكويتية» المستعجل الذي فيه اضاعة للوقت والمال دون فائدة.

المياه الجوفية ثروة وطنية لا تقل اهميتها عن النفط، زرت قبل مدة مزارع العبدلي والوفرة وكان اول ما لاحظته هو الاستنزاف الكبير للمياه الجوفية عبر الحفر لاعماق كبيرة والاستخدام البدائي جدا لوسائل الري، لماذا لا تتدخل هيئة الزراعة للحفاظ على تلك الثروة الناضبة عبر الالزام باستخدام وسائل الري الحديثة من تنقيط وغيره في المزارع وتحديد اعماق سحب المياه حتى لو استلزم ذلك دعما ماليا من الدولة للتحول لمناهجية الزراعة الحديثة التي ترشد استخدام المياه الجوفية؟

وبرسم صندوق التنمية الكويتية، صديق قرر السفر مع اطفاله ومربياتهم الفلبينيات الى الزنجبار، رفضت شركة الطيران من دبي قبول الكويتيين لعدم وجود ڤيزا معهم وقبلت الفلبينيات، المقترح لماذا لا يكون ضمن متطلبات تسلم مساعدات وقروض الصندوق الكويتي للدول المختلفة اسقاط حاجة الكويتيين الى ڤيزا، خاصة اننا قليلو العدد، كما ان الكويتي لن يعمل او يستقر في تلك البلدان، قضية تستحق المحاولة والملاحقة.

من امضى عطلة العيد في الكويت ثبت له ان الانجاز البنيوي والتنموي شبه الوحيد في الكويت خلال الـ 30 عاما الماضية هو مشاريع الـ B.O.T من مطار واسواق حديثة وتراثية واماكن ترفيه وغولف وجامعات ومستشفيات.. الخ، الامر المستغرب اننا بدلا من تشجيع ذلك التوجه وتوفير المزيد من الاراضي للمستثمرين وزيادة مدد التأجير نقوم بالعرقلة وفسخ العقود، وتحصل فقط في الكويت.

في جميع انحاء العالم يضرب المثل بالقاعدة، في الكويت يضرب المثل بالاستثناء (!)، حيث يبحث البعض منا عن حادثة استثنائية «واحدة» في تاريخ بلدنا ليضرب المثل بها لدعم حججه ودعاويه كحال الاستشهاد بدعوى ان «احد» حكام الكويت انضم لاحد الاحزاب لاثبات الحزبية، وان هناك اضرابا «واحدا» تم في الكويت عام 1928 اي قبل 80 عاما لاثبات صحة الاضرابات، والواقع ان تلك الحالات الاستثنائية تثبت تماما العكس مما يراد منها.

عندما يدعو طرف للأخذ بنهج ما ويتحقق ذلك الهدف، فالمتوقع ان تتلوه الكتابة عن «محاسن وفوائد» ما تم، لدينا يحدث العكس من ذلك، فقد كان احد الزملاء الاغراء اكبر الداعين للتحول للدوائر الخمس، وقد قرأت له بالامس تحقيقا مطولا يظهر فيه «مثالب وصعوبات» تطبيق ذلك النظام في الانتخابات القادمة، اي اننا تحولنا من النظام الانتخابي السهل القائم والذي تظهر نتائجه بعد ساعات قليلة من اغلاق باب الاقتراع الى عملية جديدة معقدة على الناخب وشديدة الصعوبة على القضاة والمندوبين ممن سيبقون في مراكز الاقتراع الى ظهر اليوم التالي.

آخر محطة:
ما هو اهم من التغيير ان يتم التغيير الى.. الاحسن!

سامي النصف

الاستجوابات الكويتية مأتم للديموقراطية

يتكلم البعض عن عشرات الاستجوابات التي تقدم في البرلمان المصري، او غيره من البرلمانات، واحيل هؤلاء لكتاب المحررة البرلمانية المصرية سوسن الجيار «استجوابات نص الليل» الذي اثبتت فيه ان جميع الاستجوابات لديهم يتم نقاشها والبت فيها في دقائق مع قرب انتهاء الجلسات المسائية عند منتصف الليل وابان مغادرة نواب الاقاليم الى مناطقهم. اعطونا مثل تلك الاستجوابات التي لا تعطل شيئا ولا ينشغل بها احد ولا مانع من ان يقدم مثلها العشرات في كل جلسة.

وبعيدا عن الاستجواب الحالي ومقدمه النائب الخلوق د.سعد الشريع لا نعلم حقيقة من الذي ابتدع الطابع الاحتفالي الضار المتصل بتقديم الاستجواب في بلدنا ومعه من أسمى الاستجواب بـ«عرس النائب» والاجدر ان يسمى بـ«مأتم الوطن» كونه يعطل الاعمال ويسيء للعملية السياسية ويعرقل مصالح المواطنين، واحدى البدع المستحدثة التقاط صور المستجوبين وهم يقدمون صحيفة الاستجواب وكأنها وثيقة استقلال اميركا او استسلام اليابان او فتح القسطنطينية، صرنا طماشة!!

ومع ابتعاد كتلة العمل الشعبي المشكورة عن الاستجواب الحالي ومثلها كتلة العمل الوطني واحتمال ان تقف الحركة الدستورية وكتلة المستقلين على الحياد (لهم وزراء في الحكومة) ومعهم بعض السلف، ما يعني ان الاستجواب سيتوقف قبل طرح الثقة بالوزيرة، المرجو الا تحدث اخطاء حكومية جسيمة تلخبط الحسبة وان ينظر لخيار التحول للمحكمة الدستورية بصورة صحيحة وبعد التشاور مع حكماء المجلس، يبقى ان تأجيل البت في قرار التجنيس لحين الانتهاء من الاستجواب لانشغال الحكومة به يظهر حنكة ولربما خبثا سياسيا.

وهناك 40 استجوابا تمت في الحياة البرلمانية الكويتية الممتدة لنصف قرن قابلها مئات النواب الذين نجحوا في الانتخابات النيابية مرات ومرات دون ان «يستجوبوا» احدا، وعكسهم نواب سقطوا في الانتخابات اللاحقة للاستجوابات التي تقدموا بها مما يدل على خطأ النظرية القائلة بأن الاستجواب هو مفتاح النجاح في الانتخابات.

يطرح البعض تساؤلا عن سبب الخوف من الاستجواب وهو اداة دستورية وقد يكون الرد الفوري: ولماذا الخوف بالمقابل من الحل الدستوري وهو اداة دستورية كذلك؟! ان الاستجوابات في الكويت تختلف عن الاستجوابات في الدول الاخرى واغلب استجواباتنا، وخاصة المطولة منها، تتم وبعض النواب غائبون في الاستراحة او يسولفون او مشغولون بإنجاز المعاملات، ولكن ما ان يتم طلب طرح الثقة حتى تجد ان اول المصوتين بالإيجاب او السلب هم الغائبون ممن لم يستمعوا للرأي والرأي الآخر فكيف يصوتون؟ لست ادري!

نود ان يكون الاستجواب الحالي هو آخر استجوابات «الكرنفال السياسي» وان يرجع الاستجواب الى اصله كسؤال برلماني مغلظ، حالنا حال البرلمانات الاخرى وهل «حلم» احد بأن يرى النواب الانجليز والفرنسيين واليابانيين وغيرهم وهم يقومون بحملات لدعم الاستجـوابات او الاعتراض عليها؟! الرجاء اطفاء الاضواء مستقبلا عن الاستجوابات حتى تؤدي الغرض الحقيقي منها بعد ان انحرفت بعيدا عن مقاصدها الخيّرة وان تعتاد الحكومة على اعفاء الوزراء المتجاوزين…

آخر محطة:
الاستجوابات ومثلها الاضرابات في بلدنا اصبحت للأسف كالدواء الاكثر ضررا من الداء.