سامي النصف

اللقاءات كبديل للاستجوابات

أكل اللحوم الحمراء أمر مسموح به في كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، إلا انه ليس من الحكمة في شيء اللجوء اليه متى ما ثبت انه يتسبب في الضرر الجسيم لمن يستخدمه كحال من لديه دهون في الدم أو مرض في القلب، ومن ثم فهناك «بديهية» تظهر ان السماح بالشيء لا يعني بالضرورة استعماله، هذا الأمر ينطبق كذلك على الاستجواب الذي وان أباحه الدستور، إلا ان ضرره الواضح على التنمية والوحدة الوطنية يعني وجوب استخدامه كآخر العلاج لا أوله، كما هو الأمر القائم منذ بدء العملية الديموقراطية حتى اليوم.

وتتسبب الاستجوابات والأزمات السياسية شئنا أم أبينا في عرقلة التنمية وتخلف الدول ولا أدل على ذلك من حال دول ديموقراطية عربية، كالعراق ولبنان والسودان والصومال، ابتليت بأزمات سياسية مشتعلة دائما وتنمية متوقفة ابدا، بل تظهر مؤشرات التنمية الاوروبية أن بلدان الأزمات السياسية المتكررة كما في ايطاليا واليونان هي الأقل انجازا مقارنة بالدول الاوروبية المستقرة سياسيا كحال سويسرا ولوكسمبرغ والنرويج وشمال اوروبا بشكل عام.

إن على ناخبينا الواعين أن يلوموا «بعض» النواب ممن يلجأون للاستجواب الكيدي أو المستعجل أو ما يهدفون من خلاله للتكسب الشخصي كونهم يعطلون قضايا التنمية في البلد ويتسببون في الضرر الفادح على المواطنين والناخبين (المتضرر الأكبر من ذلك التعطيل) بدلا من تشجيعهم والتصفيق لهم فرحين بما يسمى كذبا وزورا «عرس النائب» الذي هو في حقيقته «مأتم وطن» شبعنا من مواكب العزاء على قضايا التنمية فيه.

إن الاستجوابات القادمة والتي وُعدنا بها بعد عطلة الربيع ستقسم البلد مرة اخرى – شئنا أم أبينا – على معطى الفئوية كحال الاستجواب الأخير الذي لم يقصد بالقطع مؤيدوه او معارضوه المس بالوحدة الوطنية، إلا ان الشرخ قد تم والوقت هو وقت تضميد الجروح لا فتحها مرة أخرى.
 
إن استجوابا يقدم على معطى اعطاء الجنسية او يوجه لوزير التجارة سيقسم البلد مناطقيا «من تاني» لذا نطرح مقترح حل «اللقاءات بديلا للاستجوابات» كعلاج لهذين الاشكالين ومعروف ان الديموقراطيات المتقدمة «تبتكر» حلولا للاشكالات التي تواجهها.

إن بإمكان سعادة رئيس مجلس الأمة أن يرتب للقاء يضم سمو رئيس مجلس الوزراء والوزير المعني – وطاقم الوزارة إن لزم – والنائب الراغب في تقديم الاستجواب وممثلي الكتل الأربع، وعلى النائب المعني ان يقدم حججه وأدلته وبراهينه في ذلك اللقاء ويعطي بعد ذلك للوزير وطاقم وزارته مجالا للرد.

بعد سماع الرأي والرأي الآخر في غرف مغلقة وبعيدا عن الأضواء الإعلامية المؤججة يتم اتخاذ قرار من قبل المجتمعين، وجميعهم في العادة مخضرمون في السياسة ومشتهرون بالحكمة وحب الكويت، إما بتصحيح الوزير للأوضاع الخاطئة متى ما ثبت صحة طرح النائب أو اقناع النائب بسحب الاستجواب المزمع طرحه متى ما ثبت ان رد الوزير كان مقنعا للحضور، وبذا يمكن خلال ساعتين حل اشكالات توقف عادة حال البلد لمدة شهرين.

يتبقى ان امرا كهذا لا يعني عدم محاسبة المسؤولين التنفيذيين في مختلف المراكز الوظيفية، واول المبادئ التي تحتاج الى اصلاح وتصحيح: الاعتقاد الخاطئ السابق بأن الطعن في مسؤول ما يعني بالضرورة انتقاصا من مكانة من عيّنه، مما يضطره للدفاع عنه للرمق الأخير، ان على المسؤولين ان يكونوا اول المحاسبين لرجال السلطة التنفيذية وألا يسمحوا لهم بالوقوف على أكتافهم وسط بحور السياسة المتلاطمة فيغرقوا ويغرقوهم معهم وكم في بحرنا السياسي من ضحايا لمثل تلك المواقف الخاطئة!

آخر محطة:
الحل المقترح يعتمد على حقيقة ألا يوجد وزير قط يرغب في الوقوف على المنصة ومن ثم يتم اعطاؤه عبر اللقاء فرصة اخيرة لتصحيح الأخطاء لمنع الاستجواب، كذلك لا يوجد نائب قط يرغب في تصعيد الامور ووصولها لحل مجلس الأمة، ومن ثم فهناك كذلك فرصة اخيرة عبر ذلك اللقاء للوصول لحلول تستهدف قطف العنب لا قتل الناطور، وهناك فائدة أخرى لمثل تلك اللقاءات كونها ستكشف بشكل واضح وسريع من يدفع بعمليات التأزيم للتكسب الشخصي، حيث سينفضح أمام ممثلي الكتل البرلمانية وتصبح في حل من دعمه وتحقيق مطامعه.

سامي النصف

برقية تسقط عاصمة عربية!

نبارك لسورية الشقيقة اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية، والحقيقة ان سورية، الرقم الصعب هذه الايام، لم تكن كذلك في مراحل تاريخية من تطورها الحديث، بل اشتهر في الخمسينيات ما سمي بـ «الصراع على سورية»، حيث تجاذبتها قوى مؤثرة ارادت اما ضمها للعراق او للتحالف مع تركيا او للوحدة مع مصر.

ادى تبني حكومة الاتحاد والترقي في تركيا للنهج الطوراني المتشدد وبعدها عن الحكم بالشريعة الاسلامية وتكفير بعض العلماء لها، وتحولها للنهج الدستوري في 23/7/1908، وهزائم جيوشها امام دول البلقان ولجوء القائد جمال السفاح لارسال احرار العرب للمشانق في بيروت ودمشق وارسال نسائهم واطفالهم كسبايا الى الاناضول، لقيام الثورة العربية الكبرى عام 1916 ضد الاتراك بعد ان شارك العرب في الحرب مع تركيا ابان العام الاول من الحرب الكونية الاولى، وقد توقفوا مع بدء الاعدامات اي في عام 1915.

هزمت تركيا في الحرب الكونية ودخل الامير فيصل بن الحسين دمشق على رأس جيشه العربي وتوّج ملكا على الدولة العربية الناشئة فيها، وقد تلا ذلك اعلان الانتداب الفرنسي على سورية ولبنان وارسل الجنرال غورو انذارا للملك فيصل تضمن طلبه بحل الجيش العربي وقبول الانتداب ووقف المقاومة المسلحة وتسليم محطات السكة الحديدية، على ان يأتي القبول قبل منتصف ليلة الثلاثاء 20/6/1920 وإلا امر قواته باحتلال دمشق.

اعلن البرلمان العربي السوري رفضه للانذار وارسل الملك فيصل وزير المعارف ساطع الحصري للتفاهم مع غورو على بدائل اخرى، كما ارسل وزيري الداخلية والدفاع هاشم الاتاسي ويوسف العظمة لاقناع البرلمان بقبول الانذار حقنا للدماء وزايدت الاحزاب على بعضها البعض في الرفض ونزلت الجماهير للشوارع بحثا عن السلاح للمقاومة، فتصدت لها قوات الامير زيد وسقط 200 قتيل، كما بدأت الوزارة في يوم الاثنين 19/6 بانجاز الخطوات اللازمة لقبول الانذار فسرحت الجيش وعطلت اعمال البرلمان لمدة شهرين.

وعقدت الوزارة الساعة السادسة من مساء الثلاثاء 20/6 (اليوم الاخير للانذار) اجتماعا تمخض عن صدور قرار بارسال برقية للجنرال غورو تخبره بقبول الانذار، وقد استلم موظفو البريد والبرق في دمشق الساعة السابعة والنصف مساء من مديرهم حسن بك الحكيم البرقية كي يرسلوها قبل منتصف الليل، الا ان التباسا حدث خاصة انها لم تكن مصحوبة بالمال اللازم لارسالها، مما جعلها تأخذ الدور العادي دون اولوية في الارسال، ما نتج عنه تحريك غورو لقواته في الصباح وعدم قبوله للايضاح المتأخر حول اشكال ارسال البرقية.

تقدمت القوات الفرنسية التي يفوق عددها 9 آلاف جندي (ثلاثة اضعاف المدافعين) كان اغلبهم من المغاربة والجزائريين والسنغاليين، كما ان مخابرات الجيش كانت تتكون من اللبنانيين نحو «ميسلون» التي تقع على بعد 28 كلم من دمشق مدججة بالاسلحة والطائرات، وطلب الملك فيصل من رافضي الانذار ان يثبتوا مصداقيتهم بالصمود امام الجيش الزاحف، وحدث حوار مثير بين الملك ووزير دفاعه يوسف العظمة، حيث حثه وزير الدفاع على اعادة الاتصال مع غورو وقبول الانذار، فسأله الملك لماذا كنت تصر اذن على الحرب، فأجابه الوزير بأنه كان يعمل «مناورة» على الفرنسيين، فقال له الملك يجب الموت ما دامت الحالة قد وصلت الى هذا الحد، فأجابه الوزير انت اذن تأمرني بالموت، ويجب ان نموت شرفاء، وقد قتل الوزير برصاصة الساعة الحادية عشرة صباح يوم المعركة في 24/6/1920 عندما كان واقفا يراقب المعركة فوق تلة بعد ان حاول مرافقه العسكري ياسين جابي ان يقنعه بعدم الوقوف وتعريض جسمه للرصاص.

بعد دخول الجنرال غورو دمشق اعلن انشاء دولة دمشق ودولة حلب ودولة العلويين ودولة الدروز، فأعلن على الفور الشيخ العلوي صالح العلي رفضه لقيام دولة علوية، وقام بثورة متصلة ضد الفرنسيين لمدة قاربت الاربع سنوات متحالفا مع الشيخ ابراهيم هنانو الكردي وعزالدين القسام، كما اعلن الامير الدرزي سلطان الاطرش ثورته السورية الكبرى رافضا كذلك مشروع الدولة الدرزية، وقد تكللت تلك الثورات المجيدة بوحدة التراب السوري واعلان الاستقلال عن فرنسا في عام 1943 وتم تسطير صفحة مضيئة اخرى من تاريخ العروبة المجيد في بلداننا.

سامي النصف

جعلها الله آخر الأزمات

أكتب من بيروت حيث تواترت الانباء عن انتهاء ازمة الاستجواب في الكويت، واشتداد ازمة الحكم في لبنان حيث تم تأجيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية للمرة 13 (رقم الحظ) وبقي القصر الجمهوري والبرلمان مغلقين بالضبة والمفتاح امام شاغليهما وكأنهما ديكور زائد في العملية السياسية ومعروف ان الديموقراطيتين اللبنانية والكويتية هما الاقدم والاكثر عراقة في الوطن العربي ويعتبران المثل والقدوة للشعوب العربية الاخرى.

شاركت بالامس في حلقة من برنامج «حوار العرب» الذي سيبث الخميس بعد القادم الساعة التاسعة مساء على قناة «العربية»، والبرنامج شهري وقد تم الحديث فيه عن اشكالات الديموقراطية العربية وهل هي في النهاية نعمة ام نقمة لشعوبنا، وقد ضمت الحلقة نخبة من مفكري الوطن العربي كان منهم الوزير السابق ورئيس الديوان الملكي ودكاترة مختصون اضافة الى ضيوف في الاستديو من طلاب ومخضرمين ينتمون الى مختلف التوجهات السياسية والتخصصات العلمية.

وبالنسبة للسؤال المفصلي الذي دارت حوله الحلقة حول فيما إذا كانت الديموقراطية العربية «نعمة او نقمة» وجدت ان الامر متعلق تماما بالدول والشعوب المستقبلة لها وكيفية استخدامها للأدوات المصاحبة لها فقد تصبح «نعمة» متى ما استخدمت الادوات لتعزيز الاستقرار السياسي والسلام الاجتماعي ودعم عمليات التنمية ومنع الحروب والفقر والمجاعات، وستصبح بالمقابل «نقمة» متى ما استخدمت الادوات الدستورية لخلق عمليات تأزيم سياسية مستمرة ولضرب السلام الاجتماعي بين فئات المجتمع وتفتيت الوحدة الوطنية وعرقلة عمليات التنمية وافشاء عمليات الحروب والقتل والمجاعات، ولنا عبر النظر للتجارب الديموقراطية القائمة في بلداننا العربية كالعراق والصومال ولبنان والسودان وحتى الكويت الحكم عما إذا كانت نعمة او نقمة او شيئا من هذا وشيئا من ذاك…!

ومما ذكرته في اللقاء ان رفع شعار «الديموقراطية هي الحل» هو تماما كحال رفع شعار «الاسلام هو الحل» او «الماركسية هي الحل» الخ ودون الدخول بتفاصيل هذا الحل امر لا نرى صحته خاصة بعد ان استمعت لدكتور علوم سياسية مشارك ادعى – دون بينة – ان جميع ما طبق في العالم العربي منذ بداية القرن الماضي حتى اليوم ليس تجارب ديموقراطية (!) وهو طرح يجعل العالم العربي لا يستفيد من اخطاء تطبيق الديموقراطية في العالم العربي الحالية والسابقة لتصحيحها ومنع تكرارها مستقبلا.

وقد رأيت ان على شعوبنا العربية ان تتعلم من الاخطاء الفادحة في الماضي القريب فإبان حكم الديموقراطيات الليبرالية العربية قيل بعد نكسة 48 ان الحل يكمن في التحول لنهج الحكومات العسكرية التي ستحقق الانتصارات الباهرة على اسرائيل وتطبق اشتراكية الرفاه على الشعوب، وبعد ان ثبت خطأ ذلك التصور بعد تطبيقه في مصر والعراق وسورية وليبيا الخ قيل بعد نكسة 67 ان الحل يكمن في الماركسية العلمية وجربت في اليمن الجنوبي والصومال فانتهت بالكوارث وعندما ثبت فشلها قيل «ان الاسلام هو الحل» دون الدخول بالتفاصيل فطبق ذلك الخيار في افغانستان ابان حكم المجاهدين والطالبان وايران والسودان فانتهى الامر بالمجاعات والحروب وتعطل عمليات التنمية.

ان الحل الحقيقي للاشكال العربي يكمن بالتوقف عن التسويق الاعمى للديموقراطية دون الدخول في التفاصيل الدقيقة الهامة حتى لا يخيب امل الشعوب فيها فترتد عليها لذا فالواجب ان تحدد كل دولة عربية «حاجياتها» من الديموقراطية القائمة او القادمة و«مخاوفها ومحاذيرها» من التطبيق فحاجة دول خليجية وافرة الانجاز في الشق التنموي كالإمارات وقطر تختلف تماما عن حاجة دول كالعراق والسودان التي هي في امس الحاجة الى دعم الشق التنموي كما ان لها حقا مشروعا في التخوف من ان يتسبب التطبيق الديموقراطي السريع والمباشر في انشطارها او قيام حروب وعمليات قتل وارهاب فيها، ان على كل دولة عربية ان «تفصل» ديموقراطية مباشرة او متدرجة ودساتير على مقاسها بما يعزز ما تريده منها ويمنع بالمقابل تلك المخاوف فلن توجد قط ديموقراطية «Free Size» تناسب الجميع.

سامي النصف

من الشرق والغرب

يتجول امين عام الجامعة العربية السيد عمرو موسى منذ اشهر من وإلى لبنان للتوسط في حل اشكال الانتخابات الرئاسية اللبنانية، تساؤل بسيط: هل توسط قط السيد عمرو موسى في مشكلة ما وحلت؟! واضح ان نهج السيد موسى الحاد والمتخندق دائما لاحد الاطراف لا يحل المشاكل بل يزيدها اشتعالا وتعقيدا.

وصلنا من «المركز الفلسطيني للديموقراطية وحل النزاعات» وبالتعاون بينه وبين العديد من المؤسسات الاهلية والفعاليات الشعبية في غزة والضفة الغربية طلب للمساهمة منا في جهد شعبي للقيام بمصالحة وطنية بين «فتح» و«حماس» ويروم المركز من دعوته كما اتى في رسالة واتصال مديره العام السيد سعيد المقادمة الحصول على دعم وتبني العديد من الشخصيات العربية والاسلامية لتلك المبادرة، من جانبنا نرى ان اي عمل يهدف لدعم السلام على ارض السلام بين جميع الاطراف المتنازعة، سواء كانت على المحور الفلسطيني – الفلسطيني او الفلسطيني – الاسرائيلي هو جهد يستحق الدعم والمثابرة، فقد شبعت الارض هناك من دماء الابرياء.

ورسالة موقعة من «ابناء وسكان منطقة اليرموك» تطلب منا كأحد سكان المنطقة السعي لدى المسؤولين المعنيين للاهتمام بها كونها منطقة مهملة مقارنة بالضواحي الاخرى، حيث لا اهتمام بالمساحات الجرداء ولا زهور ولا ورود كالموجودة في المناطق الاخرى، بل اشجار قليلة زرعت ونسيت، وتمتد المطالبة للسعي لدى اللجنة العليا لازالة التعديات على املاك الدولة لازالة التعديات التي استفحلت في المنطقة بشكل عام والتعديات الموجودة على شارع عبدالعزيز بن باز بشكل خاص، القضية مهمة وقد قمنا ببعض الاتصالات مع مسؤولين حال وصول الرسالة ووعدونا خيرا وسنتابع الموضوع حال عودتنا من سفرنا الحالي.

لم استغرب مما جاء في لقاء «الأنباء» المؤثر مع ارملة البطل الشهيد سيد هادي العلوي من انه بلغ ابان حياته من الرقة والحنان لدرجة قيامه بتقشير حتى الطماط كي لا يؤذيها عند الاكل، من يملك تلك الرقة للاحبة هو من يحيلها الى قسوة وقوة ومقاومة عنيدة لاعداء الوطن كما قام بذلك الشهيد البطل، تبقى الدعوة لأن يتجاوب مكتب الشهيد مع طلبات عوائل الشهداء ممن قدموا اغلى ما يملكون فداء للكويت.

دائما ما نبتعد في بلدنا عن القضايا الرئيسية ونتوجه للفروع غير ذات الاهمية، في قضية التعدي على المكتبات الاسلامية لا يهم حقا اصل او لون او مذهب او جواز سفر الفاعل، فتلك قضايا قشرية لذلك الفعل الشائن الضار الذي يمكن ان يقوم به كويتي او خليجي او عربي او اجنبي لا فرق، المهم ان ينال الفاعل عقابه المستحق وان يكافأ المواطن الفطن الذي تسبب تسجيله لرقم السيارة في القبض على الجاني الذي يدل فعله لا على مرض نفسي بسيط بل الجنون بعينه.

هل يمكن لنا ونحن في بداية العام ان نختار بعض القضايا التي يجب ان نتفق كشعب وحكومة ومجلس امة على تحقيقها مثل التوقف عن الاستجوابات الساخنة والمطالبات المالية المدغدغة التي يستفيد منها بعض المواطنين وتحرج كثيرا من النواب، كذلك نحتاج هذا العام لحسم قضية حقول الشمال فاما انه مشروع مفيد للبلد كما اسمعنا ذلك بعض المختصين الكويتيين في المجال النفطي ومن ثم يتم اقراره عبر الشفافية التامة والسرعة الممكنة واما انه غير ذلك ومن ثم اغلاق ذلك الموضوع الى الابد.

آخر محطة:
 اكد رئيس نادي كاظمة السيد اسعد البنوان على انه بصدد احضار فريق عالمي للعب في الكويت بهدف كسب الخبرة لفرقنا واعادة الجماهير لملاعبنا، الشكر على المبادرة الطيبة، واتعاظا من تجارب الماضي نرجو من الاخ اسعد التأكد من دفء الطقس حتى لا يهجر جمهورنا «المدلل» والحساس الملاعب فننفضح امام الفريق الزائر.

سامي النصف

حار وبارد

قبل الدخول في البرودة لندخل في موضوع الحرارة المأسوف على فقدانها هذه الايام لنضيف دفئا الى موضوع اليوم، بقليل من الجهد يمكن لنا ان ندخل الكويت بموسوعة «غينيز» العالمية الشهيرة من باب تحطيم ارقام قياسية في الحرارة القصوى خلال الاشهر الممتدة من يونيو حتى سبتمبر.

فيمكن لنا ان نسجل اعلى درجة «مفردة» لمدينة سكنية مأهولة في العالم، واعلى معدل درجة حرارة «ليوم كامل» خلال شهر يوليو حين تصل الحرارة لما فوق الخمسين نهارا وما يقارب 45 ليلا، واعلى معدل درجة حرارة «لشهر» خلال شهر يوليو، كما يمكن لنا ان ندخل في شهر اغسطس لاعلى درجة حرارة «بحر» في العالم عندما يتراكم تأثير حرارة اشهر يونيو ويوليو واغسطس فيصبح البحر عند الشواطئ اقرب للشوربة الساخنة.

في دول الشمال على خط 50 شمالا وما فوق وبسبب الابتعاد عن الشمس نجد ان البرودة تحدث محليا ودون الحاجة لرياح الشمال، تقع الكويت على خط 29 شمالا لذا لا يقع البرد محليا بل يأتي قادما من رياح الشمال المنطلقة من سيبيريا وروسيا وغيرهما، وعليه يجب ان يضاف لدرجة الحرارة ابان البرد في الكويت عامل تأثير الرياح «Chill Factor» المعروف حتى يعلم الناس ان درجة حرارة «ثابتة» تبلغ 5 درجات على سبيل المثال يمكن لتأثير تحرك الهواء ان يجعلنا نشعر وكأنها 2 تحت الصفر او اكثر طبقا لنشاط الرياح وسرعتها وهو ما يجعل برد الكويت «غير» كما يروي كثير من المواطنين والمقيمين دون ان يعرفوا السبب.

قبل ايام ذهبت الى نادي القادسية للمرة الاولى منذ ما يقارب 30 عاما مع بعض الاصدقاء لمشاهدة مباراة المنتخب ضد منتخب ساحل العاج، الذي قام مشكورا فواز الحساوي باستضافته، المليء بنجوم عالميين لا يحلم احد بمشاهدتهم عن قرب الا بأغلى الاسعار، وبجهد جهيد وصلنا الملعب وكانت المدرجات فاضية على الآخر رغم ان اسعار التذاكر متهاودة جدا، وقد قيل ان سبب العزوف هو «البرد»، وهو امر لا اكاد اصدقه حيث تتكفل الملابس الصوفية والقطنية بمقاومته وقد يكون السبب هو الكسل الشديد الذي بات يخيم على حياتنا والذي امتد لرياضيينا من جمهور ولاعبين باتوا يتساقطون بعد الشوط الاول.

هناك من مواطنينا من لا يتوقف عن الشكوى والتذمر من كل شيء، ففي الصيف شكوى من الحرارة وفي الشتاء من البرودة ومعروف ان ظواهرنا المناخية لا تهدم البنيان ولا تقتل الانسان كحال الظواهر المناخية القاسية للدول الاخرى، امثال الفيضانات والثلوج والاعاصير والبراكين والحمد لله على الحر والبرد.

تثبت الحقائق العلمية المطلقة عدم قدرة الانسان على التنبؤ بالانواء الجوية قبل اسابيع او اشهر او سنين من حدوثها، التنبؤ المناخي القصير والدقيق يقوم على مراقبة خطوط الضغط وحساب سرعة الريح واتجاهها، فاذا ما كانت شمالية وتعرضت بغداد على سبيل المثال لبرد شديد فيمكن من معرفة المسافة وسرعة الرياح حساب الوقت اللازم لوصول الهواء البارد الى بلدنا.

ومثل ذلك عندما تتحول الرياح الى جنوبية شرقية وتمر سحب ممطرة على البحرين او ميناء بوشهر الايراني فيمكن التنبؤ بوصول الغيوم وسقوط الامطار علينا بعد كذا ساعة، ويعتمد المتنبئون طويلو المدد على الدورات المتكررة المعتادة للانواء كل عام ومعها ضعف ذاكرة الناس، فعندما يصدق المتنبئ يذكره الجميع وعندما يخطئ لا يذكره احد كحال المنجمين في توقعاتهم قبل نهاية كل عام التي يتذكر الناس القلة التي تصيب منها وينسون العشرات من التنبؤات الخاطئة.

سامي النصف

إعلام وعلوم طيران

التهنئة لدارنا «الأنباء» في عيدها الـ 32 وللزميلة «الوطن» في عيدها الـ 34 وللاخوة يوسف الجلاهمة وماجد العلي على تسلم قيادة «الراي» وللأخ شريدة المعوشرجي على قرب صدور «الرؤية».

والتهنئة موصولة للأخ حمد الفلاح على رئاسة «الكويتية» متمنين ان يسخر الجهود «لتوحيد الصفوف» للارتقاء بالمؤسسة ومواجهة التحديات الضخمة القادمة فأعين المسؤولين والنواب والإعلاميين والعاملين في المؤسسة والمواطنين مسلطة على ما يجري في «الكويتية» خلال الفترة المقبلة.

في لندن هبطت قبل يومين ما توصف بأنها أأمن طائرة في العالم ونعني البوينغ 777 التابعة للخطوط البريطانية والقادمة من بكين على الحقل الأخضر الواقع قبل ممر الهبوط بعد أن توقفت محركاتها وأجهزتها الإلكترونية والكهربائية على ارتفاع 500 قدم، وقد أتى الثناء سريعا من الصحافة والمختصين لكابتن الطائرة بيتر بريكل الذي قيل انه يستحق ميدالية كفاءة ذهبية بحجم مقلى الزيت كونه أنقذ الطائرة وركابها من موت محقق عبر الطيران الشراعي GLIDE بالطائرة للأرض متفاديا المنازل والطرق السريعة تحته.

إلا أن الكابتن أشار وبتواضع الى ان من أنزل الطائرة هو مساعده جون كوارد كما أثنى على رئيسة طاقم الضيافة شارون اثيون لكفاءتها في قيادة عمليات اخلاء الطائرة، وفي مثل هذه الحوادث يبقى الطيار هو البطل – حتى يثبت عكس ذلك – وقد كان أمامه هو ومساعده 25 ثانية للتصرف قبل الارتطام بالأرض مع ملاحظة انهم قادمون من رحلة ليلية طويلة مرهقة وهو ما يسبب عادة الأخطاء البشرية.

والحقيقة ان الطيار هو من يتحمل أخطاء الآخرين من مصنعين للطائرات وفنيين ولا يوجد خلفه من يصحح خطأه، كما انه الأول في التضحية بنفسه كونه يجلس في مقدمة الطائرة حيث تشير بعض الدراسات المختصة الى ان خلف الطائرة يزيد من فرصة نجاة الراكب بمقدار 40% عن المقدمة نظرا لكون الجزء الأمامي هو ما يرتطم بالأرض ويمتص الصدمة أولا، ولو استخدمنا لغة الألوان لقلنا ان الجزء الأمامي هو الأحمر أي الأكثر خطورة والأوسط هو الأصفر والأخير أي «السياحية» هو الأخضر.

وقد أخر ذلك الحادث رحلة رئيس الوزراء البريطاني على البوينغ 747 المؤجرة والمتجهة الى بكين والمنتظرة قرب ممر الهبوط وقد كان بمعيته 25 رجل أعمال على رأسهم السير ريتشارد برونسون صاحب شركة «فيرجن» للطيران المنافس الرئيسي للبريطانية والمعروف بولعه الشديد المتكرر بالتحليق الخطر بالمنطاد الى ارتفاعات عالية في محاولة منه لكسر الأرقام القياسية للدوران حول العالم.

والسفر من برد الى برد اكثر، اتجه اليوم الى بيروت للمشاركة في برنامج على «العربية» مع الاستاذ غسان تويني واخرين للحديث عن الديموقراطية في الوطن العربي وبسبب ذلك اعتذرت عن التوجه للشقيقة قطر للمشاركة في برنامج «الاتجاه المعاكس» هذا الاسبوع حول زيارة الرئيس بوش الاخيرة للمنطقة، بعد متابعة درجة الحرارة في العاصمتين وجدت انني قد أكون اتخذت القرار الخطأ.. مناخيا!

آخر محطة:
بعد الاستجواب الراقي الذي قدمه، لو كنت من النائب الخلوق د.سعد الشريع لأعلنت «لأجل الكويت قدمت طلب الاستجواب ولأجل الكويت أطلب إلغاء مقترح سحب الثقة» ولن استغرب ان فعلها الدكتور الفاضل حفاظا على وحدة الصف ومنعا لانقسام الكتل النيابية واحراج بعض زملائه من جميع الكتل.

سامي النصف

سمك له وجوه الرجال!

في البدء الشكر الجزيل للاخوين الفاضلين علي اشكناني وماهر الايوب من منضوي الادارة العامة للجوازات والجنسية على حسن الاداء ورحابة الصدر في تعاملهما مع المراجعين، وقد ابتدع الاخ ماهر الايوب روزنامة جميلة لعام 2008 يمكن للمراجع ان يعرف من خلالها الوقت المناسب لاستبدال الجواز، وقد علمت من ابو عبدالله ان جواز السفر يكلف الدولة 25 دينارا ويدفع المواطن 3 دنانير للحصول عليه، الا ان البعض ما ان يغضب على زوجته واولاده حتى يقوم بتمزيق جوازاتهم ويدفع المال العام ثمن ذلك الغضب.

اتى في الحديث النبوي الشريف الحث على طلب العلم حتى من الصين، مما يعني ان العرب كانوا يرتحلون الى تلك الديار البعيدة عندما لم تكن هناك طائرات او جوازات سفر او عملات عالمية كالدولار او شيكات سياحية او حتى لغة كالانجليزية يستخدمها الجميع للتفاهم بينهم كالحال هذه الايام، وقد اطلعت قبل مدة على كتاب لتاجر خليجي يسمى سليمان كتبه عن ذكريات ترحاله للهند والصين وغيرهما من البلدان في القرن الثاني الهجري، اي التاسع الميلادي.

يقول ذلك التاجر انهم كانوا يتزودون بالمياه من شط العرب، الا ان السفن تغادر لتلك البلدان البعيدة من ميناء يدعى «سيراف» على الشاطئ الشرقي للخليج ثم يتوقفو في مسقط في عمان ثم يعبرون عن طريق «الدردور» الى جزيرة سرنديب (سيلان) وبعد ذلك للهند ثم اخيرا لميناء «خانفوا» الصيني الذي يعتقد انه ميناء «كوانزوا» الحالي القريب من هونغ كونغ.

ويقول التاجر سليمان ان البضاعة تبقى في بيت المال في «خانفوا» تحت رعاية وال عربي مسلم يعينه امبراطور الصين حتى تجتمع البضائع القادمة من السفن الاخرى المحملة من الهند والمنطقة العربية، فتعرض جميع تلك البضائع على التجار الصينيين القادمين من جميع المناطق بعد فترة تأخير وانتظار تمتد الى 6 اشهر (الارجح ان ذلك الوالي تدريب بلدية الكويت ومعتاد على «راجعنا الشهر الياي»).

ومما اتى في الكتاب القيم الذي حققه د.سيف المريخي واصدره مركز زايد للتراث والتاريخ ان الدولة الاموية كانت اول من تبادل السفراء مع الصين، كما عززت تلك العلاقات الديبلوماسية ابان حكم ابوجعفر المنصور اوائل الدولة العباسية، ويروي التاجر سليمان ان اول جوازات سفر استخدمت في الصين، حيث كان الولاة يصدرون اوراقا للمسافرين تتضمن اسماءهم واعمارهم واسماء واعمار من معهم (جواز سفر جماعي) وتتضمن الاوراق توصية من امبراطور الصين بتسهيل سفرهم.

ويطنب الرحالة التاجر في وصف عادات شعوب الدول التي مر بها من الخليج الى الصين، ويرى ان هناك اتفاقا آنذاك على ان اعظم ممالك الارض هي مملكة العرب (الدولة العباسية) تليها مملكة الصين ثم مملكة الروم واخيرا مملكة الهند (لا ذكر للولايات المتحدة)، وقد وصف التاجر في كتابه الطريف والظريف فواكه تلك البلدان وحيواناتها واديانها وعاداتها الغريبة كحرق الزوجات في الهند بعد موت ازواجهن، ومما قاله ان ملك الصين لا يقبل اي شكوى شفهية بل يجب ان تكون مكتوبة بشكل مفصل واسلوب جميل، ويضيف التاجر ان جميع اهل الصين يعرفون القراءة والكتابة.

ويظهر ان سليمان التاجر كان يصيبه دوار بحر اثناء الرحلة فيبقى في «الخن» طوال الوقت ليقص عليه البحارة بعد ذلك ما يدعون انهم رأوه، فبعد شرحه الدقيق لاحوال البر نجد ان الامر يختلف عن شرحه لاحوال البحر، فيتحدث عن اسماك لا يمكن ان تكون حقيقية منها سمك له وجه انسان اسمه سمك «الميج» وسمك آخر يقفز من البحر الى جوز الهند فيشرب ماءه ويأكل ثمره ويرجع للبحر، وسمكة ثالثة اسمها «الطوال» ما ان تصطادها حتى تجد داخلها سمكة وداخل السمكة سمكة (هكذا)، ولم يذكر ما اذا كانت السمكة الاخيرة تجدها محشوة بالثوم والبصل والطماط وجاهزة للشواء ام لا، واخيرا سمكة عظيمة تنفخ الماء فيكون كالمنارة (الحوت بالقطع) وان اصحاب السفن كانوا آنذاك يقرعون الناقوس طوال الليل والنهار كي يرعبوها فتبقى بعيدا عن السفن كي لا تغرقها، ولك ان تتصور حالة السمع لدى المسافرين عند الوصول (عمك اصمخ).

سامي النصف

سفيرة وسفير فوق العادة

حضرت الليلة قبل الماضية حفل مجلة «العربي» بمناسبة مرور نصف قرن على صدورها الذي رعاه صاحب السمو الامير وحضره وزير الاعلام وكبار المسؤولين في الوزارة ورئيس تحرير مجلة «العربي» وحشد كبير من الضيوف العرب والاجانب، وقد اقيم ضمن الانشطة المختلفة حفل موسيقي جميل للدكتور سليمان الديكان، وقد كان تنظيم الحفل رائعا ومشرفا، فمبروك لمجلة «العربي» التي هي بمنزلة سفيرة كويتية فوق العادة لدى الامم المتحدة.

وقد القى د.عبدالهادي التازي رئيس البلاط الملكي المغربي الاسبق كلمة الضيوف المكرمين، وقد كان رغم كبر سنه الذي تجاوز حسب قوله الثمانين بكثير طريفا وعميقا في طرحه، فمما ذكره انه كان في الكويت عام 58 ابان عقد مؤتمر الادباء العرب الرابع وصدور مجلة «العربي»، وقد شاهد آنذاك الامهات الكويتيات يلبسن العباءة السوداء وبناتهن يشاركن في العرض الرياضي وهن يلبسن التنانير البيضاء، فأبرق لزوجته بأنه يشهد من مكانه دولة قررت السير سريعا الى الامام وتوقع لها ان تسبق الامم الاخرى.

خرجت من حفلة المجلة السفيرة الى ديوان سفير النوايا الحسنة الكويتية الصديق عبدالعزيز البابطين الذي اجاب احد ضيوفه العرب بأنه عرض شراء مكتبة برهان باشا اعيان في البصرة حتى لا تتلف او تحرق مخطوطاتها الاثرية التي لا تعوض على ان تبقى باسم صاحبها ومازال بانتظار رد الورثة حتى يستقدمها للكويت للحفاظ عليها، وكان تعقيب الضيف العربي الكريم ان الواجب يقتضي من الورثة الاسراع بتسليمها لتجديدها قبل ان نفجع بها كما فجعت الانسانية بضياع ما تبقى من آثار السومريين والبابليين والآشوريين القديمة في عراق الميليشيات.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد تطرق الحديث في جانب منه عن الباب التاريخي الذي اهداه المغفور له الشيخ مبارك الكبير لأحد ولاة الزبير، وقد بقي الباب هناك حتى الثمانينيات عندما احضره ابوسعود من العراق ورممه واعاده لوضعه الاول، الا ان الاحتلال الصدامي تسبب بفقده مرة اخرى، وهناك محاولات جادة للوصول اليه واعادته للكويت بعد ترميمه ووضع قصة مساره وترحاله عبر العقود في لوحة قريبة منه.

ونود من الاخ ابوسعود – وكذلك الاخيار من رجال الكويت – اصدار كتب الذكريات تباعا بدلا من الانتظار واصدارها دفعة واحدة، فيمكن على سبيل المثال لابوسعود ان يتناول كتابه الاول سيرته الذاتية والثاني ذكرياته مع القادة والرؤساء وثالث عن هواية القنص ورابع عن الاسفار والرحلات وخامس عن المشاريع الخيرية وسادس عن اللقاءات التي يرعاها كل عامين للشعراء العرب والمسلمين في إحدى عواصم العالم وكما يقال خير البر عاجله.

آخر محطة:
كرمت مجلة «العربي» العم بدرخان البدر مدير دائرة الارشاد عام 1955 وصاحب عدة مؤلفات تناولت سيرته الذاتية، نرجو من جمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية ان تقوم بتكريم العم بدر البدر كونه اول طيار كويتي حلق بطائرته في انجلترا في اوائل ثلاثينيات القرن الماضي.

سامي النصف

بيزنطة واحدة تكفي!!

«عدم الحل» هي قراءة واختزال غير مكتمل للقاء القيادة السياسية برؤساء الكتل البرلمانية، فلم يطرح خيار الحل في الشارع السياسي الكويتي الا بعد ان ضجت الناس من بعض الساسة ممن يرومون بناء امجادهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن، لو كانت الممارسة الصحيحة للديموقراطية ودفع قضايا التنمية تمر عبر الازمات السياسية المتلاحقة لكانت الدول المتقدمة في الشرق والغرب سباقة في هذا الخصوص، امامنا تحديات كبرى في الداخل والخارج ولا نود ان نصرف انظارنا عنها عبر خلافات بيزنطية متواصلة على قشور الامور فبيزنطة واحدة في التاريخ تكفي.

منع الازمات والاستجوابات يقتضي في جانب منه الاخذ بما طرحه سمو ولي العهد من الحاجة لتقييم اداء بعض المسؤولين ومحاسبتهم اولا فأولا حتى لا ينتهي السكوت عنهم باستجواب النواب لهم وابعادهم عن طريق طرح الثقة بهم، امر كهذا ان تم فسيسحب البساط من عشاق التأزيم المتواصل.

وعلى معطى الاطفاء المسبق لأي استجوابات لاحقة نتساءل بحق هل سيتم استجواب الوزراء على اي عمليات تعد جنسية او انحرافات شرعية او مساس بالدين الحنيف تتم دون علم منهم في اروقة وزاراتهم؟! ان كانت الاجابة بـ «نعم» فنقول اننا بحاجة الى عشرة وزراء يوميا كون مئات الآلاف من العاملين في الوزارات المختلفة هم بشرا خطائين، اما اذا كانت الاجابة بـ «لا» فهل يصح ان تستخدم مقاييس مزدوجة لنفس الحالات فيستجوب وزير على اخطاء لا يحاسب على مثلها وزير آخر؟!

جميع النواب الافاضل في قضية طرح الثقة بالوزيرة هم اقرب لقضاة العدل ممن يجب ان يحكموا ضمائرهم ولا شيء آخر في القضية المطروحة امامهم، من يتحدث عن قضايا خارجة كولاية المرأة نذكره بأن خلفاء الاسلام وقضاتهم حكموا لليهود والنصارى والمجوس في قضايا كان الخصوم فيها من كبار الصحابة والتابعين ولم يدخلوا الجانب الشرعي وصحة المعتقد في الاحكام العادلة التي اصدروها والتي بنوها على قرائن وأدلة القضية الماثلة امامهم، وهذا هو الخيار العادل لاستجواب ام عادل وغيرها مستقبلا، اطروحة الولاية هي للاسف كلمة حق يراد بها باطل، والا فلماذا لم تطرح خلال الاشهر الماضية وقد كانت الوزيرتان تصوتان كحال الآخرين على القضايا المختلفة؟!

«التثمين» هو احدى وسائل تقسيم الثروة التاريخية على المواطنين في الكويت منذ نصف قرن، وقد استفاد المواطنون في حينها من تلك التثمينات كما استفادت الدولة كثيرا، حيث اقامت الخدمات على تلك الاراضي، كما ارتفعت اسعارها اضعافا مضاعفة، نبارك لاهالي جليب الشيوخ والسالمية عمليات التثمين التي نرجو الا تتم عرقلتها ونقول ان الدولة رابحة في النهاية من تلك العمليات التنظيمية، خاصة متى تم تغيير استخدام تلك الاراضي من سكني الى تجاري او استثماري.

اخيرا، قد يكون تكسير المكتبات الاسلامية قد تم من قبل فرد او افراد محترفين سيتم القبض عليهم لاحقا وتنتهي القضية، وهذا ما نأمله، الوجه الآخر للعملة الذي علينا ان نحذره قد يشير الى ان ذلك الفعل هو بداية لعمليات تأجيج وعمليات مضادة يقوم بها «اشباح» لا يعلم بهم احد بقصد زرع الفتنة الطائفية بعد ان حاولوا زرع الفتنة المناطقية، تصاحبها كتابات مؤججة من قبل منحرفين او محترفي اشعال اوطان فالحذر الحذر.

سامي النصف

تحية للرئيس الأميركي عبدالله

حالت الظروف دون الترحيب عبر المقال بالرئيس الاميركي الصديق جورج بوش اثناء وجوده، والحقيقة ان انجاز الرئيس الابن بحق الكويت لا يقل عن انجاز الرئيس الاب، فإن كان جورج الاول قد حرر الكويت فإنجاز كهذا يظل ناقصا بوجود صدام ونواياه العدوانية الدائمة نحونا لذا فامتنان الكويت هو للرئيسين جورج بوش الاب (بوعبدالله) وجورج بوش الابن (عبدالله) وللشعب الاميركي كافة من قبل قيادة وشعب لا ينكرون المعروف ولا يلدغون اليد التي تمتد لهم ابان المحن.

لقد امتد الامتنان الكويتي للساحة العربية الممتدة من الخليج الى المحيط فأصبح اعلاميو ومفكرو ومثقفو الكويت هم من يمثل النظرة الموضوعية والعقلانية والحكيمة تجاه الولايات المتحدة مقابل ثقافة التشنج والغوغائية الموروثة من عهود الامبراطورية السوفييتية التي يمثلها الشيوعيون المتحولون الى افكار التطرف الديني ممن لا يرون في اميركا إلا شيطانا اكبر وعدوا دائما مهما غيرت من سياساتها واقوالها وافعالها.

ان تحركات الرئيس بوش الداعمة لنشر الديموقراطية في العالم ووقوفه خلف مشروع انشاء دولة فلسطينية مستقلة وحق تقرير المصير للشعوب والاقليات يشبهه الى حد كبير ما قام به الرئيس الديموقراطي ودرو ويلسون قبل ثمانية عقود ومبادئه الـ14 ودعوته لمؤتمر السلام العالمي في باريس ورفضه لوعد بلفور ما جعل شعوبنا العربية تطالب آنذاك بوصاية او انتداب اميركي عليها حتى حصولها على الاستقلال، وقد حصل الرئيس ويلسون على جائزة نوبل للسلام ونعتقد ان محاولات الرئيس الاميركي بوش الجادة هذه الايام لحل القضية الفلسطينية تؤهله لحصد تلك الجائزة مع نهاية العام الحالي وانتهاء رئاسته.

بعد الاداء المنفرد الراقي للسيدة نورية الصبيح الذي جعلنا نفخر بحصول المرأة الكويتية على حقوقها السياسية، اتى العزف الجماعي الرائع لجمع من الفعاليات النسائية الكويتية التي التقت بالرئيس جورج بوش وعكست بشكل مشرف ومشرق وجه الكويت الحضاري فالشكر المستحق للدكتورة رشا الصباح ود.معصومة المبارك ود.موضي الحمود ود.رولا دشتي ود.ندى المطوع ود.فاطمة العبدلي ود.عنود الشارخ وم.جنان بوشهري والمحامية نجلاء النقي والناشطة لولوة الملا والشكر موصول كذلك لطاقم السفارة الاميركية التي ساهمت بتنظيم وانجاح ذلك اللقاء الهام.

آخر محطة:
العزاء الحار لدار «الانباء» على وفاة المرحومين حسام السعيد عبدالسلام ورضا عبدالعليم غالي في الحادث المروري المروع الليلة قبل الماضية وكنا قد بدأنا العام الجديد بمقال عن كيفية منع مقتل 400 بريء ستشهد شوارعنا مصرعهم خلال هذا العام ولم نتوقع ان يكون العاملان في الدار هما اول ضحايا حروب شوارعنا التي لا تنتهي، للفقداء الرحمة والمغفرة ولأهلهم وذويهم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون.