سامي النصف

قضايا أول الأسبوع

لا اخشى شخصيا على الكويت ومستقبل الكويت من ممارسة صحية قائمة حتى في اكثر دول العالم رقيا وحضارة وتقدما وايمانا بحرية القول، ونعني لجوء كل من يشعر بالضرر من كلمات كتبت او خطب ألقيت باللجوء الى القضاء النزيه ليصدر حكمه العادل بما يقدم امامه من اوراق ودفوع، ونحمد الله ان تاريخنا القديم والحديث يثبت عدم وجود قمع او تعسف او زوار فجر لدينا ضد من يدلي برأيه في القضايا المختلفة، لذا لن ينجح او يفلح مشروع محاولة خلق «غاندي» او «مانديلا» في كويت الحريات وسيادة القانون.

ان الحريات العامة ترتبط دائما وابدا – وكما يعرف اي مبتدئ صحافة واعلام – بالاحساس بالمسؤولية وعدم مخالفة القوانين المرعية والبعد عن الامور الشخصية التي تمس الآخرين والتي تتوقف حريتك عند حاجز حريتهم، وقد شهدنا ومنذ امد التعدي على الثوابت الوطنية المتوارثة ومحاولات كسر هيبة الدولة والدعوات المتكررة للفوضى العارمة وحث الناس على الخروج للشوارع بدعوى الاصلاح! فهل ننتظر حتى ينجح الساعي في مسعاه فنصبح بالتالي «عراق او لبنان او صومال» آخر تحقيقا لاهداف شخصية مريضة او انجازا لاجندات خفية لا تستهدف بالقطع الخير لاهل الكويت؟

ان المناصحة التي نعرفها ويعرفها الجميع والتي تروم الاصلاح هي التي تقال شفاهة امام المسؤول او تكتب برسالة خاصة يستغنى فيها بالتصريح المشتمل على الاسماء والوقائع عن التلميح غير المجدي، فهل تمت تلك البديهية ام ان هناك من تحوّر وأصبح يطالب بعد ذلك بأن تكون له دون غيره من كتّاب ومواطنين مكانة.

خاصة لا يحاسب فيها على ما يقوله او يكتبه، يتبقى ان كان ما كتب لا غبار قانوني عليه ولا يستحق المحاسبة، فلماذا مسح وازيل من موقعه حال رفع الدعوى القضائية؟!

صدح الحق المبين بمنطوق الحكم القوي الذي اصدره المستشار الفاضل محمد بن ناجي ونشرته الزميلة «الوسط» والمتضمن الغاء قرار وزارة المالية بفسخ عقد استثمار «الخيمة مول» في الجهراء بسبب دعوى تغيير «النشاط»، ومما قاله الحكم ان ما نسب للشركة المستثمرة قد يكون في صالح المرفق وجمهور المستهلكين على حد سواء، وطالبت المحكمة الموقرة بتوفير الحماية للعقود المقامة على املاك الدولة كي لا تشعر بالخوف او الرهبة من اجل تنمية اقتصادية ناجحة في البلاد، وهو حكم يستحق بنظرنا ان يكتب بماء الذهب بعد ان تسببت حالات الفسخ المستعجلة والارهاب والارعاب بهجرة عشرات المليارات من الدنانير التي ساهمت بتعمير بلدان الآخرين.

آخر محطة:
للمعلومة، رفع النائب علي الراشد الدعوى القضائية على من هدده دون ان يعرف شخصه، مما يعني عدم الكيدية في الامر، الصحيح في هذه القضية او غيرها ان يتم التعامل بجدية مطلقة مع اي تهديد يصدر لا الانتظار لما بعد تنفيذ التهديد ووقوع الفاس بالراس للمحاسبة، يتبقى ان سن الفاعل وشخصه قد يوحيان بعدم جدية تهديده، وقد تقتضي الحكمة وكرم الخلق المعروف عن الراشد المسامحة واغلاق الملف.

سامي النصف

حوار حول الليبرالية والإسلامية

في البدء مع الزملاء الاعزاء، والعزاء الحار للزميل والصديق فيصل عبدالعزيز الزامل على وفاة المرحومة عمته، فللفقيدة الرحمة والمغفرة ولأهلها وذويها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وعودة سالمة غانمة للزميل عادل القصار من رحلة المرض الذي ألمّ به وأجر وعافية ان شاء الله، وعدت أخي عادل والعود أحمد.

حضرت لقاء في احد الدواوين التي يغلب عليها الطابع الليبرالي وبعد العشاء طرح احد الحضور المميزين قضية مهمة وهي كيف لأحد ان يدعي الليبرالية وهو يرفض تزويج ابنته من شيعي اذا ما كان سنيا ومن سني اذا ما كان شيعيا، وقد ابتدأ النقاش حول هذا الموضوع لحظة مغادرتي المكان، وقد وجدت ان القضية تستحق الكتابة حولها، فكان هذا المقال.

وسأرجئ رأيي الشخصي الى الختام، وأبدأ بالقول ان هذا المنطق شبيه بمن يقول للاسلاميين الكويتيين ان كنتم صادقين في انتمائكم الاسلامي فعليكم الا تمانعوا في تزويج بناتكم لأي مسلم آسيويا كان أم افريقيا كما يوجب هذا المنطق الا يمانع الاسلاميون في منح الجنسية الكويتية لأي مسلم لحظة وصوله البلاد لكون الهوية الاسلامية واحدة وتجبّ ما غيرها.

وإشكالية مثل هذا الطرح انه لا ينظر للثقافة المجتمعية السائدة، كما أنه يساهم في اخراج الناس من الليبرالية بدلا من ادخالهم فيها على طريقة «احرجوا فاخرجوا» حاله كحال المتطرفين المؤدلجين ممن يسارعون في اخراج الناس من الدين بدلا من ان يتسابقوا في ادخال الناس له.

ثم أين يقف مثل ذلك الطرح فيما يخص الليبراليين؟! أي لو وصلنا الى مرحلة قبل بها الجميع بإلغاء الحواجز المجتمعية المفرقة بين الطوائف والاعراق، وهو أمر ممتاز ونأمل ان يتم سريعا، فهل سيتوقف الأمر عند ذلك الحد، أم سيأتي من يضع محكا وشرطا جديدا للانضواء تحت الليبرالية وهو القبول بالزواج المثلي للابناء أو التفسخ الخلقي للبنات، ومن لا يقبل بمثل تلك الاشتراطات مستقبلا فلن يحق له الادعاء بالليبرالية!

إن «الليبرالية» ومثلها الديموقراطية، وحتى الانتماءات الدينية لها ألف وجه ووجه عند التطبيق، والذي يختلف باختلاف قيم وثقافات المجتمعات المعنية، فالليبرالية اليابانية تختلف عن الاميركية تختلف عن الاسكندنافية تختلف عن العربية، بل ان الليبرالية في صميم فهمها هي الايمان بحق كل ليبرالي بأن يكون له تفكيره ومجموعة القيم الخاصة به دون ان يتسبب ذلك بإخراجه منها، بعكس بعض التوجهات السياسية الاخرى التي تصنع قوالب جامدة يتم الالتزام الاعمى بها أو… الطرد!

يتبقى اننا وضعنا في مقالات سابقة حلا واقعيا ومتقدما لبعض الاشكالات المجتمعية التي تفرق وتميز بين الناس في الزواج وغيره، وهو ما يتعارض مع القيم الانسانية والدينية والليبرالية التي تطالب بالعدل والمساواة بين الجميع، وقد كان المقترح هو الغاء ما بعد الاسم الثاني أو الثالث للانسان كي تسقط الفوارق بجميع أنواعها، ويصبح المحك الحقيقي هو الكفاءة وحسن الخلق وطيب التعامل مع الآخرين ولا شيء غير ذلك.

آخر محطة:
آلمنا الحكم الذي صدر بحق السيد جميل السلطان دون ان يعلم به، في الدول الاخرى يفرش السجاد الاحمر لرجال الاعمال، ويتم سؤالهم عن العراقيل التي تواجههم لازالتها، لدينا يتسابق كثيرون لرمي الاشواك امام رجال الاعمال عن طريق افشاء الحسد وتعزيز البيروقراطية وفسخ العقود الحكومية، وآخر الابتكارات رفع الدعاوى القضائية عليهم دون علمهم، كويت المركز المالي تعني دورا أكبر للقطاع الخاص، وهو دور لن يستطيع القيام به رجاله من خلف قضبان السجون!

سامي النصف

إشعاعات

في مذكرات الأغاخان مقطع لطيف عن قيامه وشاه ايران أوائل القرن الماضي بحضور تجربة لليورانيوم المشع قامت بها لأجلهم العالمة مدام كوري في أحد فنادق النمسا، ويضيف ما ان أضاء اليورانيوم المشع القاعة المظلمة حتى هلع الشاه وبدأ يقفز ويصرخ من الخوف، ولم تقبل بعد ذلك مدام كوري اعتذاره وارجعت المجوهرات التي ارسلها الشاه لترضيتها، وأثبتت الأيام صحة مخاوف الشاه!

مع بداية اكتشاف X-Ray أو الاشعاعات الأكثر مغناطيسية التي تمر عبر خلايا الجسم، فرح وانشرح الأطباء في حينها وقاموا بالمبالغة في استخدام تلك الأشعة، الا اننا اكتشفنا بعد عقود من الزمن ووفاة الآلاف ان تلك الأشعة ومثلها التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة بإمكانهما ان ينشطا الخلايا السليمة في الجسم ويحيلاها الى خلايا سرطانية كما حدث مع منتج آخر هو السجاير التي سعد بها الناس في حينها، وبدأت قبل سنوات قليلة عمليات التحذير المكتوب من خطورتها.

ويشتكي كثيرون هذه الأيام من تفشي الأمراض السرطانية في مجتمعاتنا الحديثة متناسين اننا نتعرض جميعا وفي كل دقيقة لاشعاعات غير مسبوقة في تاريخ البشرية من محولات الكهرباء التي يفخر البعض بالسكن قربها (!) وقد سبق ان طالبنا وزارة الصحة برسم خرائط لمواقع الاصابة السرطانية في الكويت كحال الدول المتقدمة ولدي يقين انهم سيكتشفون ان كثيرا من تلك الاصابات قائمة في مناطق وشوارع تقع قرب المحولات وتحت خطوط الضغط العالي التي يخيم كثيرون بسعادة بالغة تحتها.

ومن الشوارع الى المدارس والمنازل واشكالات أبراج تقوية الهواتف المتنقلة التي مازال الحوار يدور حولها في بريطانيا عبر لقاءات ومقالات قرأتها في صحيفتي «التايمز» و«الدايلي تلغراف» الرصينتين وقرأت معها توصيات وكالة الاشعاعات الدولية ICNIRR بألا تزيد قوة الاشعاع من الأبراج عن 10 وات لكل متر مربع.

ويرسل نظام Wi-Fi اشعة أقوى 3 مرات من الأشعة الصادرة من أبراج الهواتف حسب دراسة نرويجية، لذا بدأ في بريطانيا النظر في تأثير تلك الأنظمة على المنازل ومدارس الأطفال التي تستخدم الانترنت وبالطبع كانت هناك نظريات ترى عدم وجود أدلة كافية لمخاطر تلك الاشعاعات ونظريات تعارضها وتلوم الحكومات والجهات الصحية على عدم توفير أموال ودراسات كافية تثبت تلك المخاطر، والله أعلم!

وقد تابعت ليلة الخميس على محطة KTV2 برنامجا منوعا ومعلوماتيا رائعا يسمى «كولاج» تقدمه مذيعة مميزة تدعى شها استضافت خلاله د.عدنان خريبط الذي حذر من تأثير اشعاعات بعض الهواتف المتنقلة على الرجال والأطفال والحوامل وقد قدم الدكتور خلال البرنامج 15 توصية للحد من أي أضرار محتملة للهواتف منها ضرورة ترشيد الاستخدام وابعاد الهواتف عن الاذن والجسم والاطفال حال عدم الاستخدام، خاصة ابان فترة النوم كما اقترح تنبيه الصغار لعدم الاستخدام المطول وغير المبرر للأجهزة النقالة.

آخر محطة:
سواء اختص الأمر بالغذاء أو التعرض للاشعاع، يبقى الاعتدال في الاستخدام هو الحل لكل المشاكل فلا يأتي الضرر الا من المبالغة غير المحمودة في استعمال أي شيء مهما صغر شأنه.

سامي النصف

رطنة الرطيان

يكتب محمد الرطيان عن «التباسات الملابس» فيقول ان الحرية ليست «عريا» بل ان الحرية ان ترتدي من الملابس والافكار ما تشاء وعلى الآخرين احترام ذوقك فيما ترتديه، ويضيف ان العرب لبسوا «العقال» الاسود فوق رؤوسهم حزنا على سقوط الاندلس ومنذ ذلك التاريخ والعقل تتراكم على رؤوسهم بسبب الهزائم والنكسات و«العقل» سيخرج من تلك الرؤوس!

يقول ناطق رسمي هذا خبر «عار» عن الصحة ولا تدري ايهم اكثر عريا الخبر ام الناطق الرسمي حسب تساؤل الزميل الرطيان.

وفي مقاله «حرية الضجيج» الذي نشره في جريدة «الوطن» السعودية يقول: من حولي ضجيج رائع ولكنه يبقى ضجيجا! «الضجيج» يسيطر على جميع المنابر «والهدوء» العاقل لا منبر له! الهدوء يحتاج الى كثير من الجهد، «الضجيج» يكفي اتقانه ان تمتلك موهبة الصراخ! فلسفة الضجيج تقول لك: «اصرخ ما تشاء، والوضع سيظل كما هو»، للضجيج نجومه وأبطاله المعروفون جميعهم يقفون بجانب الضجة ايا كان مصدرها ليلتقطوا الصور التذكارية معها، تعالوا نستعيد كل «ضجة» حدثت العام الماضي ايا كان شكلها ومضمونها واتجاهها، ما الفائدة منها للوطن؟! لا شيء!

وضمن مقاله «فاكهة آب»، عندما تهب الريح العاصفة على البلاد لا يبقى ثابتا في وجهها سوى الاشجار العتيقة ذات الجذور الثابتة في اعماق الارض، رأسه: قبو، افكاره: نبيذ وكلما تأخرت بالخروج من قبولها كلها «تعتقت» بالحكمة اكثر… واسكرتنا!

«ثاني اكسيد الرقيب» تحاول ان تقول ما يجب ان يقال، يقول لك: ليس كل ما يعرف يقال، تقول له: انا «ناقد» للاوضاع، يقول لك: خطأ مطبعي يحول النون الى حاء، وتصبح «حاقد» على الاوضاع، ككاتب الورقة ملعبك، تحاول بكل ما تملك من مهارات ان تراوغ كي تصل المرمى وبعد ان تسجل الهدف امامك احتمالان: الخروج بنقالة او الطرد من الملعب! تحب البلاد اكثر من الرقيب، يحب الرقيب القانون اكثر منك!!

«كتابه عن الكتابة» قال لي – باحترام وتقدير مبالغ فيه: اريد ان اشبهك يا استاذ، قلت له: الاكثر شبها بي هو الذي لا يشبهني!

اجمل النصوص هو الذي تقرأه بعد سنوات من كتابته وتراه طازجا ولذيذا، اتعسها الذي يأتيك باهتا وباردا وهو على المائدة، على اطراف اصابعه الخمسة يقف شيخ الدين والوزير والسيد والقبيلة بعلاقاته الاجتماعية ومن ثم يدعي بأنه يكتب بأصابع حرة! جاء في التقرير الطبي – ربما في حادثة شنق المقبور صدام – انه مات مختنقا بحرف «الراء» في كلمة «حرية»!!

«البديل» قلبي معكم يا من تقاتلون من اجل التغيير وجموع الاهل من حولكم، يرددون دعاءهم الاثير «الله لا يغير علينا»! والفرق بينك وبينه: انه يتحدث عن الامور البسيطة بلغة معقدة وانت تتحدث عن الامور المعقدة بلغة بسيطة، لذا يظنونه اكثر ثقافة ووعيا منك!

آخر محطة:
الرطيان في رطنته التي اوردتها بتصرف كبير اكثر وضوحا في مفرداته التي هي حسب ما خطه كلمات يحيلها في مقالاته الى لكمات، من اغلب مثقفينا العرب الجالسين دون حركة ومنذ نصف قرن على عقول وانفاس شعوبنا العربية.. حتى اختنقت واستغبت وماتت احاسيسها!

سامي النصف

وماذا عن الكبار؟!

لي صديق مخضرم يشغل مركزا مرموقا في الدولة وله آراء قيمة وحكيمة في كثير من قضايا الحياة اكتسبها من قراءاته المختلفة وعمله الدؤوب داخل وخارج الكويت، تحدثت قبل ايام مع الصديق العزيز وكانت له وجهة نظر تستحق الكتابة حولها.

يرى المتحدث انه من الطبيعي ان تهتم الدولة بالنشء الجديد والبراعم الشابة إلا ان عليها في الوقت ذاته ألا تهمل جناح الوطن الآخر اي المخضرمين من المتقاعدين او من باتوا قريبين من سن التقاعد بعد ان اكتسبوا من الخبرات الثرية المتراكمة ما لا يقدر بثمن عبر مسيرتهم الطويلة في العملين الحكومي والاهلي.

واول ما يلحظه الصديق هو عدم وجود برامج جادة للاستفادة من تلك الخبرات في حال رغبتها بالعمل في مجالات اخرى بعد التقاعد رغم ان الدولة تستورد الخبرات المختلفة من مشارق الارض ومغاربها وان كثيرا من تلك الخبرات قد تقاعدت في اوطانها، فلم الاستفادة – حسب قوله – من تلك الخبرات وعدم الاستفادة من متقاعدينا؟!

وهناك من يرغب بعد طول العطاء بالراحة ويلحظ الصديق كذلك عدم وجود برامج «طوعية» يمكن من خلالها استقطاع مبالغ اضافية ممن يرغب من المواطنين، على ان تمنح لهم بالمقابل مزايا تقاعدية عديدة وجديدة كأن يصبح لهم ضمان صحي خاص يوفر لهم العلاج بالخارج او في المراكز الطبية الراقية في الداخل!

كما يمكن لذلك الاستقطاع الاضافي ان يوفر خصومات معينة في الاندية الصحية كوسيلة لإطالة الاعمار والحفاظ على الصحة بدلا من ركون المتقاعد للدعة وقلة الحركة والاكتئاب والتعرض بالتالي للأمراض المختلفة، كما يمكن لجهة معينة ان ترتب لهم خصومات مع شركات الطيران والمنتجعات السياحية والفنادق حتى يحظى من قدم زهرة شبابه للوطن بحياة مريحة ومرفهة حتى انقضاء اجله.

وما سرني في حديث الصديق ومقترحاته خروجهما بعيدا عن الكليشيهات النمطية المعتادة التي تستهدف بقاء الاحوال على ما هي عليه عبر مقولات مترسخة في الوجدان مثل «الله لا يغير علينا» و«ليس بالإمكان احسن مما كان» او المطالبات الضارة بالوطن كالدعوة لتقليل سن التقاعد او الاخذ دون عطاء، اننا بحاجة كل صباح الى سماع آلاف الافكار الجديدة على ان يقابلها – وهذا هو الاهم – التعامل الجاد معها ودراسة امكانية التطبيق السريع، ودون ذلك تتحول الافكار القيمة الى .. دخان ساخن متصاعد في فضاء العدم.

آخر محطة:
من وسائل تعامل الولايات المتحدة وغيرها من دول متقدمة مع المتقاعدين وكبار السن خلق نظام مزايا عام في الدولة لمن يسمون بـ SENIOR CITIZEN اي من هم فوق 55 عاما، وهناك آلاف المنتجعات والمعاهد المتخصصة لهم في كليفورنيا وفلوريدا حيث يتجاوز معدل اعمار منضويها التسعين والمائة عام بسبب برامج الرياضة والحركة والاكل الصحي، كما تختص معاهد اخرى بتدريسهم علوم العصر من كمبيوتر وانترنت حتى لا يتخلفوا عن ركب المجتمع.

سامي النصف

بداية الأسبوع

كادت موجة البرد أن تقضي على أسرة كويتية بسبب الفحم المشتعل، رغم أخذهم الاحتياطات اللازمة، فالحمدلله على السلامة للزميل العزيز محمد عبدالحميد الصقر وعائلته الكريمة وما تشوف شر يا أبوأحمد.

فقدنا هذه الأيام الفنان الكبير خليل إسماعيل، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان، ومازلنا نرجو أن يكون ضمن حلم كويت المستقبل وكويت المركز المالي مكان مرموق لنهضة مسرحية وأدبية وفنية تعيدنا لعصر الريادة والقيادة في المنطقة، وقد تكون أولى بدايات تلك العودة انشاء عدة مسارح دولة على أرقى مستوى واعادة بناء موقع رابطة الأدباء في العديلية والاهتمام بالفنون التشكيلية حتى تمتلئ تلك الأماكن بشباب يحبون الحياة بدلا من تركهم لمن يملأ رؤوسهم بحب الانتحار والموت.

ما ان يقرر المواطن بيع سيارته حتى يجد نفسه في ورطة كبيرة، حيث لا يوجد في بلدنا سوق حراج سيارات منظم كالحال في السابق، كما ان مكاتب بيع السيارات لا تقبل عرض سيارات الآخرين لضيق المساحة ويتسبب تركها على الأرصفة العامة في مخالفتها، أما التثمين عند بعض وكالات السيارات فهو ظلم فادح، حيث يقدرونها عادة بربع ثمنها، لذا يصبح من الضرورة بمكان الأخذ بمقترح عضو المجلس البلدي الأخ عبدالعزيز الشايجي الداعي لإنشاء عدة مواقع لحراج السيارات في شمال ووسط وجنوب البلاد على ألا تقل مساحة الموقع الواحد عن 500 ألف متر مربع، فأراضي الدولة العامة يجب ان تستخدم لسد حاجة المواطنين.

وفي هذا السياق نرى كذلك دعم مقترح د.فاضل صفر الداعي للسماح للشركات الزراعية بتخضير المساحات الرملية في المناطق السكنية المختلفة وان نرى المزيد من الاقتراحات المشابهة الهادفة للصالح العام بعيدا عن التكسب الشخصي.

الدول تخطط في أيام الرفاه لأيام الشدة وفي الحاضر للمستقبل البعيد، لدينا هذه الأيام وفرة مالية ضخمة، لذا لماذا لا تحول جميع مواقف السيارات المكشوفة في العاصمة وضواحيها الى مواقف ومبان وأسواق متعددة الأدوار؟ فموقف مكشوف بطاقة 100 سيارة يمكن له ان يستوعب ألف سيارة أو أكثر، متى ما أقمنا عليه مباني متعددة الأدوار تحت الأرض وفوقها بدلا من ترك أموالنا تعمر بلدان الآخرين.

لجنة إزالة التعديات على أملاك الدولة أعادت الهيبة مرة أخرى للدولة وللقانون، إزالة الدواوين المخالفة سيستفيد منها الأهالي عبر عودة الآباء والأبناء الى بيوتهم وعائلاتهم وانصراف البعض الآخر للعمل المسائي كوسيلة لتحسين دخله، بدلا من قضاء الأوقات في «التحلطم والشكوى والحش» المعتاد كما سيزيد ذلك بشكل مباشر من كفاءة وانتاجية الكويتيين ويقلل بشكل غير مباشر من الازمات السياسية التي يتسبب بها تحريض الدواوين الدائم للنواب كلما زاروهم.

آخر محطة:
للتذكير فقط، تقدمنا سابقا باقتراح نرى وجاهته وفائدته القصوى حول بيع ارض مجمع الوزارات للقطاع الخاص وانشاء «بربع ثمن» البيع مجمع وزارات جديد اكبر واجمل في جنوب السرة او غيرها من الضواحي، حتى يتجه موظفو القطاع العام بعكس حركة سير موظفي القطاع الخاص، منعا للزحام، بدلا من تحرك موظفي القطاعين معا صباحا لداخل المدينة وظهرا لخارجها، هل يخبرنا احد عن المانع من تطبيق ذلك المقترح؟!

سامي النصف

ملكة العراق ودروس الحاضر

ولدت غروترود بيل في 14/7/1868 لعائلة انجليزية شديدة الثراء وقريبة الصلة بالعائلة المالكة البريطانية كما كانت والدتها ابنة لاحدى العائلات التجارية الثرية في مدينة نيوكاسل الانجليزية، وقد توفيت والدتها عندما كانت في الثالثة من عمرها واعتنت بها زوجة ابيها ومربية المانية تدعى هولاغ احضرها والدها لتدريسها في المنزل كعادة الانجليز آنذاك، وفيما بعد التحقت بالمدارس الخاصة وتخرجت في جامعة اكسفورد بامتياز.

وقامت ابان دراستها الجامعية وبعد تخرجها بزيارة اغلب الدول الاوروبية، تلتها بالقيام برحلات عدة الى ايران، حيث وقعت في حب الملحق الديبلوماسي الانجليزي، الا انه توفي قبل عقد زواجهما، وتكررت بعد ذلك زياراتها لفلسطين وسورية حيث درست العربية، ثم قامت بعدة رحلات على الجمال في جزيرة العرب والتقت بابن رشيد واستقرت في العراق كسكرتيرة شرقية للمندوب السامي البريطاني، وبدأت بدراسة احواله، وقد ذكرت في احدى رسائلها للخارجية البريطانية ان احرار العرب واحرار العراق واقطاب الوحدة العربية ينظرون بعين الاعجاب الى قيادة طالب النقيب في البصرة ومبارك الصباح في الكويت وابن سعود في نجد.

وقد كان بامكان ساسة الولايات المتحدة وهم ينتوون احتلال العراق 2003 ان يتعلموا من دروس مس بيل وكيف ادارت العراق كملكة غير متوجة له وطوعته للانتداب (الاحتلال) البريطاني بعد ثورة العشرين الشهيرة، فقد رأت «خاتون» كما كان يسميها العراقيون ان مصطلح «احتلال» يثير حفيظة العرب والعراقيين، لذا غيرت مسمى الانتداب (الاحتلال) البريطاني الى معاهدة «التعاون» بين بريطانيا والعراق.

ورفضت مس بيل ان تفرض بنود معاهدة «التعاون» حاكما ما على العراق فيظهر وكأنه قادم على حراب الانجليز مما قد يثير غضب العرب والعراقيين، لذا قامت بحملة ذكية تشاورت خلالها مع القيادات العشائرية والدينية والسياسية والاعلامية حتى قرروا هم اختيار الامير فيصل ابن الشريف حسين ملكا على العراق، وقد كان في حقيقة الامر هو اختيارها الاول والوحيد، ولم ينس لها الملك فيصل هذا الفعل قط، لذا كانت الوحيدة التي تلتقيه دون موعد مسبق طوال الاوقات، كما قامت بنفي الزعيم الشعبي السيد طالب النقيب من البصرة الى سيلان حتى يستتب الامر للملك فيصل.

وطلبت مس بيل ان يكون تتويج الملك فيصل دستوريا عبر استفتاء عام حتى يحظى برضا الشعب العراقي، وقد رافقت الملك في جولاته لكسب الاتباع والمؤيدين وممن التقاهم الملك فيصل شيخ مشايخ الدليم علي السليمان وشيخ غزة فهد الهذال كما طلبت من الصحافة العراقية حشد الدعم لذلك الترشيح، وفي 23/10/1921 اكدت النتائج حصول الملك فيصل على 97% من الاصوات.

وقد زار بغداد والتقى مس بيل وفد يمثل اهالي البصرة ضم الحاج طه السلمان وعبدالرزاق النعمة وعلي الزهير واحمد باشا الصانع وعبداللطيف باشا المنديل واعلنوا استعدادهم لقبول ملك مشترك للعراق على ان يكون للجنوب حكم ذاتي خاص به عبر انشاء مجلس تشريعي وجيش وشرطة خاصة به، وقد رفضت مس بيل ذلك الطلب وقالت ان ذلك الامر ليس في صالح البلاد، كما ان الايام ستثبت انه في غير صالحهم، كما التقاها وفد يمثل منطقة كردستان طالب كذلك بالسماح بحكم ذاتي لهم وتدريس الكردية في مدارسهم بدلا من العربية، وقد رفضت مس بيل ذلك الطلب واصرت على التعلم بالعربية، خاصة في ظل عدم وجود كتب تدريس بالكردية، وقد توفيت الملكة غير المتوجة في 12/7/1926.

سامي النصف

إلى وزير الصحة مع التحية

نوجه رسالتنا الى وزير الصحة عبدالله الطويل المعروف بكفاءته وديناميكيته وتجاوبه السريع مع اي مقترح فيه مصلحة للوطن والمواطنين بعد ان اصبح مسؤولا عن اهم ما يملكه اي انسان، بوعبدالرحمن لقد كتبت قبل مدة قصيرة مقالا عن كيفية انقاذ حياة ما يقارب 500 بريء ستحصدهم شوارعنا حتى نهاية هذا العام.

ان سبب وفاة هؤلاء الضحايا يرجع في البعض منه للمرور والبعض الآخر لوزارة الصحة حيث يتسبب البطء او التعامل الخاطئ في موت الضحية او إعاقتها، وقد شاهدت قبل ليلتين حادثا مروريا مؤسفا على الدائري الرابع وعدة سيارات اسعاف متوقفة في الزحمة المرورية على نفس الشارع محاولة الوصول اليه علما ان الفارق بين الحياة والموت يكمن في سرعة الوصول للمصابين وعلاجهم، ومقترحنا هو تطبيق ما هو معمول به في بعض الدول المتقدمة من استخدام الممرضين لـ«دراجات نارية» يمكن لها المرور بين السيارات وفوق الارصفة مزودة بالاكسجين وكل ما يحتاجه المصاب كي يمكن الوصول السريع للضحايا حتى قدوم سيارات الاسعاف البطيئة.

وإذا كان بعض الشباب يذهب ضحية لحوادث المرور فإن بعضهم الآخر يذهب ضحية للمخدرات وما نقترحه في هذا الصدد هو السماح للمختبرات الاهلية بالقيام بـ «فحوصات المخدرات» بدلا من حصرها بوزارة الداخلية حتى يمكن لكل ولي امر او رب عمل ان يرسل عينة بول لتلك المختبرات ويطمئن بعد ذلك على خلو الابناء او الموظفين المشكوك بهم من تلك الآفة القاتلة بدلا من الانتظار حتى فاجعة موتهم وفوات الاوان، اقتراح بسيط معمول به في الدول المتقدمة ولا يحتاج إلا لقرار وزاري لتفعيله.

ووزارة الصحة كبقية الوزارات يمر عليها وزراء يتركون اثرا ملحوظا وعابرون لا اثر لهم ونرجو ان يكون الوزير الحالي احد المؤثرين في مسارها، فيما يخص العلاج بالخارج، نرجو من الوزير الفاضل ان يقارن فواتير علاج مواطنين ذهبوا لإنجلترا او ألمانيا وغيرهما على حسابهم الخاص والفواتير التي تقدم من نفس المصحات ومن نفس الاطباء لتقديم نفس العلاج لوزارة الصحة الكويتية ومكاتبها في الخارج وسيجد معاليه وبشكل واضح ان الفارق يصل الى 10 اضعاف مما يظهر بشكل جلي ان هناك فسادا مستشريا تستحصل من خلاله الاموال الحرام بدلا من ان يستفيد المرضى من هذه الأموال المهدرة.

آخر محطة:
دعوة لزيارة مكتبة عبدالعزيز البابطين أوجهها لأبنائنا الطلبة بدلا من التكدس في مكتبة الجامعة، وأوجهها للاعلاميين عامة وللمصريين خاصة للاطلاع على الصحافة العربية والمصرية القديمة والاعداد الأولى منها فالقراءة بها متعة وتعلم، كما أوجه الدعوة لأصحاب التخصصات المختلفة حيث تحتوي المكتبة على مخطوطات نادرة في العلوم الإنسانية اضافة الى الانترنت المجاني للبحث والاطلاع والاطلالة الجميلة على البحر والخضرة.

سامي النصف

الأمير الإنسان

مع حلول الذكرى الثانية لتسلم سمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم في البلاد يلحظ الجميع قفزات حضارية مميزة الى الأمام شهدتها تلك الفترة الزمنية القصيرة كاطلاق الحريات الصحافية وتعديل الدوائر الانتخابية وغيرهما من مكاسب وطنية تضاف الى سجل سموه الناصع ابان فترة توليه رئاسة الوزارة بالتفويض وبالاصالة وقبلها تولي وزارة الخارجية والادارات العامة في الدولة منذ الصغر.

وإلى جانب الانجاز العام هناك الجانب الشخصي والانساني الرائع لصاحب السمو الأمير حفظه الله يعلم به من عرف سموه عن قرب أو اشتغل معه والذي قد يخفى على البراعم الكويتية الناشئة بسبب صغر السن واتساع رقعة العمران وزيادة عدد السكان مما قد يحول دون اطلاعها على تلك الجوانب المضيئة لسموه.

وأول ما يلفت النظر في سموه تواضعه الجم ووفاؤه وكراهيته الشديدة للكبر والتصنع، ومن دلالات ذلك قضاء سموه عطلاته في الحداق على سواحل عمان بدلا من التوجه لشواطئ الاثرياء ومنتجعات الأغنياء كالسواحل الفرنسية أو الجبال السويسرية أو بحور الكاريبي وغيرها.

وفي هذا يذكر سموه للاعلامي يوسف الجاسم في لقائهما الاعلامي الشهير على الطائرة أنه كان وأصدقاؤه السبعة يعيشون في غرفة واحدة على ذلك الساحل العماني المتواضع حيث يتولون شؤون أنفسهم بأنفسهم، كما ان سموه هو من يقوم شخصيا بتحضير عدة الحداق والاعتناء بصيده، وان اكثر ما يحبه في الحياة هو البساطة الشديدة والبعد عن التعقيد.

وصاحب السمو الأمير حفظه الله هو رجل حسم وحزم من الطراز الأول حيث يترك سموه عادة المجال وبكل رحابة صدر للآخرين للحديث المسهب والديموقراطي عن القضية المطروحة وشرح المواقف المتباينة، الا ان سموه لا يترك بعد ذلك الأمور سائبة بل يتبعها بقرار يحسم الأمور ويعيدها لنصابها الصحيح.

ويهتم سموه كثيرا بالخيار الاستراتيجي بعيد المدى، فلا يبحث عن الكسب الآني المدغدغ على حساب المصلحة العامة كما يفعل بعض الساسة ومن ذلك عدم رضاه بأن تقاس الأمور بالحسابات الرياضية البسيطة، بل يجب ان تضاف اليها المكاسب طويلة المدى للكويت وشعب الكويت، وهو ما كان خلف دعم سموه لعلاقات الكويت المتوازنة بين الشرق والغرب ودعمه للاخوة في الخليج والتي حصدنا مكاسبها اضعافا مضاعفة ابان رفع الاعلام الأميركية والسوفييتية على ناقلاتنا النفطية، ومرة اخرى عند اتفاق الشرق والغرب كحالة استثنائية في التاريخ على تحرير الكويت ومعها تسخير الأشقاء الخليجيين أرضهم وماءهم وسماءهم خدمة لذلك الهدف السامي مما قصر معاناتنا الى الحدود الدنيا وأنجز تحريرنا خلال 6 أشهر.

ولا يكتفي سموه بتحديد الاهداف ثم تركها للآخرين لتطبيقها بل يتبع دائما القول بالفعل عبر التحرك الديناميكي الذي يصل الليل بالنهار للوصول إلى الانجاز وهو ما كان يفعله ابان اهتمام سموه بالشأن العربي والعالمي حيث لم يعرف عنه توكيل الأمور للوزراء أو السفراء بل كان يتابع القضايا بنفسه مستقلا الطائرة من بلد إلى آخر حتى يتحقق الهدف ويحل الاشكال.

وقد استخدم سموه نفس منهاجية الديناميكية الذاتية في حل الاشكالات السياسية الداخلية – كما حدث قبل ايام قليلة – حيث دعا الاطراف المعنية ولم يخرجوا من مجلس سموه الا وقد حل الاشكال تماما مع متابعة لاحقة لصيقة مستعدة للتدخل في أي وقت لتذليل العقبات التي تطرأ تباعا، ان تلك الديناميكية والنظرة الاستراتيجية البعيدة والقدرة الدائمة على الحسم هي وصفة ناجحة من سمو الامير، حفظه الله، جربها في الخارج فنجحت واستخدمها في الداخل فاطفئت اكثر من مرة الأزمات الحادة المتلاحقة والنيران السياسية المشتعلة.

آخر محطة:
وضمن سيرة حياة سموه يتضح تفعيله الدائم لدورين مهمين أولهما دور «راعي السلم العالمي» لقضايا الخارج، ولو أنصف المجتمع الدولي لقلده أو رشحه لجائزة نوبل للسلام كونه أكثر استحقاقا لها من شخصيات حصدتها رغم ما عرف عنها من مشاركتها في الحروب وقتل الأبرياء، كياسر عرفات وشيمون بيريز واسحاق رابين ومناحيم بيغن.. إلخ، والدور الآخر هو «الاطفائي الفاعل» لاشكالات الداخل، وهذان الدوران لا يتقلدهما أو يتمكن منهما الا رجال الدولة من الطراز الفريد.

سامي النصف

إعلاميات

كنت قد انتهيت للتو من تسجيل حلقة للبرنامج الشائق «على مفترق الطرق» الذي تقدمه الدكتورة الفاضلة كافية رمضان بمشاركة نائب رئيس مجلس الامة د.محمد البصيري حول الذكرى الثانية لتسلم صاحب السمو الامير المفدى مقاليد الحكم والذي سيتم بثه مساء بعد الغد الاربعاء، عندما وصلتني رسالة حول توقيف برنامج الزميل الاعلامي المعروف يوسف الجاسم (6X6).

تحدثت مع الصديق يوسف الجاسم وقد بدا واضحا ألا علم لديه عن خلفيات القرار او اسبابه، كما تسلمت رسالة اخرى عن ايقاف برنامج الاخت كافية رمضان كما قرأنا في الصحف بعد ذلك ما اتى من اخبار ومقالات واسئلة برلمانية حول ذلك الموضوع.

وقد وجدت ان الانصاف يقتضي قبل الكتابة في الموضوع الاستماع للرأي الآخر فاتصلت بوكيل وزارة الاعلام الشيخ فيصل المالك الذي ابدى استغرابه من ردود الفعل المستعجلة على ذلك القرار «المؤقت» المتخذ منذ عدة اسابيع وقبل حلقة اشتباك النيباري والخنة في برنامج (6X6)، ومما قاله الصديق بوعبدالله ان الامر لا يتعدى توجيه الطاقات في الفترة القصيرة المقبلة نحو الاحتفالات الوطنية التي تعزز وحدة الصف واستغلال فترة التوقف لتقييم «كافة» الاعمال التلفزيونية من برامج حوارية وغيرها استعدادا لفترة ما بعد تلك الاحتفالات.

ان برامج (6X6) و«على مفترق الطرق» و«الديوانية» هي النافذة التي تعكس من خلالها الكويت وجهها الحضاري وخيارها الديموقراطي كما انها تدار بحرفنة تامة وبشكل متوازن ويمكن للوزارة بالطبع ان تتدخل وهذا حقها المطلق متى ما رأت ان هناك انحيازا غير مبرر او عدم موضوعية في تناول موضوع ما حيث ان تلك البرامج تبث في النهاية من تلفزيون الكويت الذي يسأل عنه مسؤولو الوزارة آملين بعودة سريعة لتلك البرامج الهادفة.

سيعتقد البعض بأن اختلاف طرفين يعني بالضرورة ان احدهما على حق والآخر على باطل، بينما قد يختلف اثنان كلاهما على حق او كلاهما على باطل، سكوت الاعلام العربي على ممارسات الطغاة الاباديين امثال البائد صدام وغيره هو ما شجعهم على التمادي في جرائمهم ضد الابرياء، لذا لم يكن مستغربا ان يتصدى قلم بارز على الساحة العربية هو قلم الزميل فؤاد الهاشم لإحدى الثوريات العربية بالانتقاد والتعرية.

كذلك لم يكن مستغربا ان تطبق وزارة الاعلام القوانين وتحيل الموضوع للنيابة، الدور الآن على القضاء الكويتي الشامخ في ان يعلن موقفا واضحا لا مواربة فيه من دعم الحريات الصحافية في الدولة وتعرية الطغاة العرب عبر ابراء ذمة الزميلة «الوطن» وكاتبها المتميز فؤاد الهاشم ودون ذلك سيحاول الطغاة رفع الدعاوى في الكويت لوأد الحرية في بلدنا بعد ان اشبعوها موتا في بلدانهم.

آخر محطة:
 (1) التهنئة القلبية للزميلين احمد وسليمان الجارالله بزفاف الابن سطام وادام الله الافراح عليهم.

(2) وامنيات قلبية بالشفاء العاجل لابن الزميل ثامر الدخيل في رحلته العلاجية للولايات المتحدة وعودة مباركة قريبة ان شاء الله مكللة بالنجاح والصحة.