سامي النصف

إلا الولاء للكويت

في البدء التحية القلبية لوزير الداخلية الشيخ جابر الخالد على مواقفه الحازمة فيما يخص الاستهانة بمشاعر الكويتيين، ونقترح على العزيز ابونواف النظر في القانون المصري الجديد الذي سيقدم لمجلس الشعب هناك والذي ينص على عقوبة السجن عشر سنوات لمن يشارك في معسكرات تدريب عسكرية، كما يقضي بأن يعاقب المحرض بنفس عقوبة الفاعل، فاذا نتج عن التحريض عمل ارهابي يؤدي للاعدام يتم اعدام المحرض كذلك، ولو طبق قانون حازم كهذا في الكويت في السابق لما فقدنا خيرة شبابنا قبل اعوام.

ان كنا رفضنا سابقا ان يخرج بعض الاسلاميين الخلق من الاسلام ويخرج بعض الليبراليين الخلق من الليبرالية فإننا بالقوة ذاتها نرفض ان نسارع باخراج احد من عباءة الوطنية، لذا علينا ان نفترض حسن النوايا ونقول ان مجلس العزاء قد تم على عجل وقبل معرفة ان «مغنية» الارهابي هو قاتل الكويتيين والذي اثبت الجرم عليه شهود عدل لم يلتقوه لثوان في احد الاسواق بل عاشوا معه ايام رعب لا تنسى استمرت لاكثر من اسبوعين، فهل يعقل ان يتعاطف بعد ذلك انسان وتحديدا الكويتي مع القاتل (مغنية) وليس مع المقتولين (الايوب والفيلكاوي) ومع الجاني غير الكويتي على حساب الابرياء دون ذنب من ابناء وطنه؟!

ولو عدنا للدستور الذي نحتكم له دائما فأول ما يصدح به النائب تحت قبة البرلمان هو القسم العظيم بالله تعالى على الاخلاص للوطن والامير واحترام الدستور الذي تنص مادته 108 على ان عضو مجلس الامة «يمثل الامة بأسرها ويرعى المصلحة العامة»، فهل في تأبين مغنية تمثيل للامة المسفوك دمها منه، وهل هذا ما تريده الامة بجميع طوائفها واعراقها من نائبها؟! ان النائب، للتذكير، لا يمثل نفسه مهما كانت آراؤه الخاصة بل يمثل رغبات الامة التي اعلنت موقفها بكل صراحة من جريمة خطف «الجابرية» النكراء.

كم احزننا بعض ما جاء في البيان الصادر بالامس وحرك قلمنا، فتجريم عملية «الجابرية» دون تجريم الفاعل يطابق ما عشناه عام 1990 ممن كانوا يجرمون الاحتلال الغاشم ويخرجون في الوقت ذاته المظاهرات الحاشدة دعما للقاتل! كما ان الشعب الكويتي لم يعد يستسيغ على الاطلاق تبرير سفك دمه تحت ذريعة نصرة القدس التي كم من الجرائم ارتكبت وترتكب تحت راياتها.

انني شخصيا احمل ودا خاصا لاحمد لاري والدكتور فاضل صفر الذي لم يجف حبر قلمي من الثناء على نشاطه المميز في المجلس البلدي قبل ايام قليلة، كما اعجبتني في السابق بعض مواقف عدنان عبدالصمد تحت قبة البرلمان، لذا ولاجل وحدتنا الوطنية ومستقبل الابناء والاجيال القادمة ولاطفاء نار الفتنة قبل ان تكبر وتستفحل، نرجو ان نقرأ بيان «اعتذار» عاجل وليس توضيحا، يكون صريحا ولا لبس فيه وقد قام بمثل هذا الاعتذار الوزير وابن الاسرة الحاكمة الشيخ علي الجراح في قضية اصغر بكثير من تأبين الارهابي عماد مغنية ويا حبذا لو استعين بالنائب العاقل والحكيم حسن جوهر في صياغته هذه المرة.

آخر محطة:
لم يكن مستغربا موقف العلامة محمد حسين فضل الله المتعاطف مع الكويت في هذه الايام العصيبة، فحاله كحال الراحل الكبير المرحوم محمد مهدي شمس الدين وشهيد المحراب محمد باقر الحكيم من حب مميز لبلدنا لا يقل عنه حب اهل الكويت جميعا لهم.

سامي النصف

الملكة الضليلة

شهدت مصر بداية القرن الماضي صعود نجم الأميرة «نازلي» صديقة الانجليز التي كانت شديدة الثقافة والعلم والاطلاع وكان صالونها الراقي الشهير الممر الذي استخدمه كثير من الساسة وعلى رأسهم سعد زغلول للوصول الى الوزارة والمجد بل مكنته من الزواج بصفية ابنة رئيس الوزراء المصري آنذاك وللأميرة نازلي وصالونها مقال آخر.

«نازلي» الأخرى موضوع المقال هي حفيدة سليمان باشا الفرنسي الشهير الذي أعلن إسلامه، وطليقة خليل باشا وخطيبة سعيد زغلول ابن شقيق سعد زغلول الذي أرغم على فسخ خطوبتها كي يتزوجها الملك فؤاد والتي حملت كأول امرأة في تاريخ مصر ألقاب «السلطانة» و«الملكة» و«الملكة الأم» وفيما بعد أحبت وتزوجت أحمد حسنين باشا وقررت ترك مصر بعد وفاته.

وقد تسبب كبت وظلم الملك فؤاد لها في إصابتها بمرض نفسي خطير هو «العداء للمجتمع وقيمه» والذي جعلها تجهر بالأخطاء والمعاصي حتى تسببت فضائحها المتكررة في سقوط عرش ابنها الملك فاروق وعيشها بعد ذلك حياة هي إحدى أكثر قصص العصر الحديث إثارة وغرابة ومأساوية.

خرجت الملكة نازلي من مصر عام 1947م بصحبة ابنتيها فايقة (19 عاما) وفتحية (16 عاما) عازمة على ألا تعود أبدا، كي تستمتع بحياتها دون قيود وقد أمضت عاما في باريس ثم اشترت قصرا منيفا في بيفرلي هيلز حيث زوجت ابنتها فتحية من سكرتيرها رياض غالي وهو موظف قبطي صغير مما جعل الملك فاروق يبادر بقطع مخصصاتها وتجريدها من لقبها وقد ردت بلقاء مع جريدة فرانسيسكو كرونكل في 25/11/1949 حرضت خلاله الرأي العام الأميركي عليه.

عاشت الملكة «نازلي» حياة بذخ في قصرها إلا أن سقوط عرش ابنها كان بداية المصائب عليها حيث تسابق الخدم والعاملون معها وعلى رأسهم زوج ابنتها رياض غالي على سرقتها ولعب القمار بأموالها بعد ان أمن سطوة ابنها، كما قامت هي بإلغاء تعاقدها مع إحدى دور النشر لكتابة مذكراتها خوفا من استغلال الثورة للكتاب لإثبات فساد فاروق، مما تسبب في دفعها غرامة باهظة قاربت مليوني دولار وقد تركت كاليفورنيا وعاشت مع ابنتيها خمس سنوات في بيتها في جزيرة هاواي إلا أن رياض غالي استغل غيابها ليسيء استخدام وكالتها له ويتسبب في خسائر جاوزت مليوني دولار مما تسبب في النهاية في صدور حكم بإفلاسها عام 1973.

وفي لقاء للأميرة فتحية مع جريدة لوس انجيليس تايمز في 19/9/1976 أي قبل مقتلها بثلاثة أشهر، أعلنت انها عملت خادمة في المنازل (Domestic Worker) لإعالة أبنائها الثلاثة وأمها المريضة، وبعد ذلك اللقاء أرسلت لهم ابنة شاه إيران وحفيدة الملكة نازلي من ابنتها فايزة بعض المال، كما قرر الرئيس السادات القبول بعودتهم لمصر وقبل تلك العودة قام رياض غالي بقتل زوجته فتحية ومحاولة قتل نفسه بحجة انه لا يريد البقاء وحيدا بعد سفرهم وفي 15/11/1978 توفيت الملكة نازلي عن عمر يناهز 84 عاما ودفنت في مقابر الهولي كروس الخيرية بعد ان عاشت سنوات طويلة في إحدى شقق الأحياء الفقيرة في لوس انجيليس وقد غير أحفادها من ابنتها فتحية أسماءهم واختفوا بين الناس كما تروي الإعلامية راوية راشد.

سامي النصف

السفير المثقف

اشكالية وطننا العربي من خليجه الى محيطه هي قلة المثقفين وزيادة عدد الجهلة المتطرفين ولا أعلم شخصيا بأمة أضر بها مثقف ولا أعرف بلدا لم يدمره التطرف، لذا أسعد كلما شاءت الصدف ان ألتقي أحد مثقفي الأمة، ولا شك في ان سفير مملكة البحرين الجديد الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة هو أحد هؤلاء المثقفين من اصحاب الفكر المتقدم والحكيم.

والسفير محب للكويت التي درس بها في إحدى مراحل حياته الأولى ومؤمن بشدة بالدور الريادي للكويت بحكم اسبقيتها في مجال الديموقراطية وحرية الرأي، ويرى الشيخ خليفة ان التنوع بالرأي نعمة فلو تحدثنا جميعا برأي واحد لما تم اثراء موضوع البحث كحال حدوث التنوع الا ان هذا التباين الجميل في الرأي يجب ألا يجعلنا – حسب قوله – نفقد «احترام» بعضنا البعض، فالتباين المصاحب بالاحترام يرطب النفوس ويقرب القلوب، اما قلة الاحترام فتنسي عادة الأطراف المعنية أصل الموضوع وتجعلهم يركزون على المفردات الخارجة.

ويرى السفير الفاضل ان البحرين والكويت ودول الخليج بلدان خير ونعمة، لا فرق بين حاكم ومحكوم فيها ولا يوجد هناك مصطلح «نحن وهم» بل اسرة واحدة متراصة، وتلك النعم – حسب قوله – تحتاج منا جميعا الى تقديرها والشكر للحفاظ عليها، حيث يلحظ ان البعض منا يتصرف وكأنه يريد زوال النعمة ثم البكاء عليها بعد زوالها.

ويعجب السفير البحريني من تفرقنا واختلافنا كمسلمين في وقت توجد فيه أربعة ثوابت تجمعنا وهي الايمان بالله جل جلاله، وبالقرآن المنزل، والنبي المرسل، والقبلة الواحدة، فلم التشرذم والتطاحن والتفرق والتقاتل فيما بيننا؟!

وفي المحكومية وعلاقة الحاكم بالمحكوم يضرب السفير المثل بكيفية تعامل رب العباد مع فرعون الذي ادعى الربوبية كذبا وزورا.

وقال «انا ربكم الأعلى»، ومع ذلك ارسل اليه الرحمن جلت قدرته نبيين اثنين هما موسى واخوه هارون عليهما السلام، وطلب منهما ان يحدثاه بالرفق واللين فهل هناك على الأرض هذه الأيام من هو أشر من فرعون ودعاويه؟ وهل يجوز لأحد ان يزايد على رب العباد في التعامل مع عبيده؟

وقد رأس السفير الفاضل ابان عمله السابق بعثة الحج البحرينية لمدة جاوزت العشرين عاما، وهو متبحر في أمور الدين، وله كتيب عبارة عن «رسالة الى المصطفى ( صلى الله عليه وسلم )»، ويرى انه رغم ان الانس والجن لم يخلقا الا لعبادة الرحمن فإن أول كلمة نزلت في القرآن لم تكن «اعبد» بل «اقرأ» مما يعني ان الطريق للعبادة الصحيحة يمر عبر التعلم والتثقف لا الركون للجهل والأمية.

آخر محطة:
سفراء دول مجلس التعاون في بلدنا ومثلهم سفراء دولة الكويت في بلدانهم هم أقرب لأهل الدار من كونهم ضيوفا عليها ولا نحتاج الا الى المزيد من الخطوات التوحيدية توازيا مع استنباط وابتكار نظام جديد للادارة يكسبنا جميعا مزايا الوحدة ويحافظ في الوقت ذاته لكل دولة على خصوصيتها.

سامي النصف

أحبّوها أو اتركوها

عماد مغنية ليس مرجعا دينيا يجب على المسلمين تأبينه، كما انه ليس كويتيا بل لبناني قتل وأبّنه الأتباع هناك، لذا لا يوجد مبرر واحد على الإطلاق يفسر عملية العزاء التي أقيمت لأجله في بلدنا والتي قسمت للأسف المجتمع الكويتي، ولن يزايد أحد في هذا السياق على موقف وكيل المرجعيات الدينية السيد محمد المهري الذي لم يؤبنه وقال انه ينتظر الرأي الرسمي للدولة لاتخاذ قراره.

ولدي معرفة وصداقة مع الكابتن عيد العازمي تمتد لربع قرن، أعلم من خلالها مدى صدقه في القول واعلم معها ان بويوسف هو من كان صلة الوصل بين الطاقم والخاطفين وله الفضل الحقيقي في إنقاذ «الجابرية» من التحطم والغرق أمام شواطئ بيروت عندما اعتقد الخاطفون – الأذكياء – أن بإمكان الطائرة ان تطفو على الماء وتسير كالباخرة بعد رؤيتهم نشرات السلامة، الكابتن عيد والمضيف المخضرم يسري يؤكدان بما لا يقبل الشك ان الخاطف هو مغنية والاثنان شاهدا عدل ولا مصلحة لهما في اتهام الأبرياء.

وبكل صراحة ودون مجاملة خوفنا الكبير ليس من مجلس العزاء ذاته بل من «احتمالية» ان يكون قد تم بأوامر «خارجية» لا تستهدف الخير لمجتمعنا، بل تروم تقسيمه واستخدامه بعد ذلك في حروب الوكالة التي تشنها بعض الدول ضد أميركا ومن ثم ارتعابنا من تكرار الدمار القائم في العراق ولبنان وفلسطين على معطى الحرب على تخوم الدول الأخرى، يقول مثل انجليزي عن الوطن (love it or leave it) ونقول لجميع الكويتيين أحبوا الكويت أو اتركوها حتى لا تخربوها.

سبق لنبيل العوضي ان قال ان في الكويت شواطئ عراة وان الفتيات في الكويت يتركن أجسادهن للرجال لرسم «الوشم» على عوراتهن في الأسواق! وقد أصبح ما كتبه وعلقنا عليه في حينه الخبر الأكثر انتشارا على موقع «العربية» الشهير وقد تبعته تعليقات شاتمة وشامتة في الكويت آنذاك، عاد نبيل العوضي لتكرار دعاواه الزائفة الضارة بالكويت هذه الأيام عبر الادعاء بأن هناك من الكويتيين من يسمح بدخول الرجال لمخادع بناتهم، يتبقى إما أن الكاتب كذاب أشر ومعروف ان الكذب من الكبائر ومن علامات النفاق أو انه يروي ما يسمع، ومعروف حكم الدين بمن يقوم بذلك ولا مانع لديه من الإضرار بوطنه الكويت، مرة أخرى أحبوا الكويت أو اتركوها، فلم يعد يحتمل الوطن من يأكل من خيره ويضره.

ولا نفهم على الإطلاق بيان جمعية الإصلاح (حول التعليم المشترك) والتي كنا نرتجي منها الحكمة والتعقل والتي نعلم ان الأغلبية المطلقة من قياداتها والمنضوين تحتها – من رجال ونساء – هم من خريجي «التعليم المشترك» في الكويت وخارجها ولم تضار أخلاقهم بشيء، كما نعلم ان المخافر وطوال 3 عقود من التعليم المشترك لم تسجل حالة تعد لا أخلاقية «واحدة» بين الطلبة بينما شهد مأذونو الزواج عقد آلاف الزيجات اللاحقة بين الطالبات والطلبة.

آخر محطة:
كلنا خطاءون وخير الخطائين التوابون، لذا نرجو ممن وردت أسماؤهم في عزاء الإرهابي عماد مغنية ومن جمعية الإصلاح ومن الزميل نبيل العوضي ان يتقدموا باعتذارات مستحقة معلنة للكويت ومواطنيها حتى تقفل وتنتهي القضايا المدمرة التي أثاروها علما أن عدم الاعتذار يعني الإصرار على الإضرار بوطنهم الكويت الذي لا يستحق منهم ذلك.

سامي النصف

اللطّامون العرب

شيعة الكويت ولبنان بريئون من ارهاب وارعاب واجرام عماد مغنية حالهم حال براءة سنّة السعودية والكويت والاردن من ارهاب وارعاب وجرائم القاعدة وخليف والزرقاوي، يتبقى ان هناك دائما وابدا من يغرر به من السذج ويتبع بحسن نية الطغاة والقتلة وهؤلاء لا يعتد بآرائهم او برقياتهم!

مناسبتان أضرت بهما الانواء الجوية، الاولى تجمع تيار المستقبل في بيروت لإحياء ذكرى مقتل الحريري الذي هطلت خلاله الامطار الغزيرة، والثانية بدء أنشطة «هلا فبراير» الذي غطاه الغـــبار، لو كنت من المنظمين لزرت موقع weather.com وطلبت حالة الطقس للعشرة ايام المقبــــلة وقررت بعد ذلك وبوقت مبكر قيام الأنشطة او تقديمها او تأخيرها لتخفيف العبء على الجمهور الحاضر، للعلم بعض المتنبئين المحليين يزورون او يزور موظفوهم ذلك الموقع ثم يعلنون بعد ذلك تنبؤاتهم الدقيقة!

بودي من الوزير الفاضل عبدالله المحيلبي ان يزور او يبعث احدا لزيارة مقسم حولي وسيصعق مما سيجده، حيث الأثاث الممزق والادراج المحطمة تستقبل المراجعين، كما ان الكمبيوترات «مؤجرة» والمرافق العامة غير صالحة للاستعمال الآدمي، وكأننا في احدى الدول المدقعة الفقر والشديدة الجهل، لا يحتاج الامر إلا الى زيارة او ارسال كاميرات لتصوير مقاسم الهواتف ولن يرضى بوفهد بالقطع بما سيرى.

في طريقي للقاهرة قبل ايام قرأت تصريحا لأحد الابناء القائمين على اتحاد الطلبة في مصر طالب فيه بعزل وارجاع رئيس المكتب الصحي للكويت، لاتحاد الطلبة والمكتب الصحي ان يتباينا في الرأي، إلا انه ليس لأحد التدخل في قضايا سيادية كالتعيين والعزل التي هي من صميم اعمال السيادة في الوزارة المعنية، للمعلومة زرت المكتب الصحي لسماع الرأي الآخر ووجدت ان هناك قضايا رقابية ومستندية لا يمكن تجاوزها او السكوت عنها كتقديم فواتير شراء ادوية دون وصفات طبية او طلب 6 آلاف جنيه ثمن علاج خراج في الاصبع الصغير.

اجتمع وزراء الاعلام العرب في القاهرة وخرجوا بوثيقة – وليس بقانون ملزم – هي اقرب لميثاق شرف اعلامي عربي للتحكم في فوضى بعض الفضائيات التي تزوّر وتزيف وتثوّر الشارع العربي وتقوده من كوارث الى كوارث ومن ازمات الى ازمات، وقد كنا في الكويت من ضحايا بعض الممارسات الاعلامية غير المهنية، قرأت بنود تلك الوثيقة التي تحث في الاغلب على المزيد من الحرية والمهنية، ثم قرأت بعد ذلك ما يكتبه ويقوله «اللطّامون العرب» ممن يبحثون كل صباح عن «مأتم» يصيحون فيه واراهن ان كان احد ممن اعترض على تلك الوثيقة قرأ سطرا واحدا فيها.

آخر محطة:
كلما تظاهرنا وصعدنا ضد المنحرفين من الكتاب كالقميء سلمان رشدي او رسامي الكاريكاتير، تكاثر علينا السفهاء والباحثون عن الشهرة في مجتمعاتهم وزادت الاساءة لمقدساتنا، هل نجرب هذه المرة منهاجية التجاهل كما قام بها رسول الأمة مع كفار قريش ونرى النتيجة.

سامي النصف

مغنية وأسرار «الجابرية»

هل حقا قتل الإرهابي عماد مغنية ابان تفخيخه سيارة كان يعتزم ارسالها لقتل الأبرياء في لبنان، أم انها لعبة لإخفاء إرهابي آخر وابعاده عن المحاسبة المستقبلية على جرائمه التي قد يكون الخافي منها أكبر بكثير من الظاهر خاصة انه كان – كحال أبونضال – بندقية قتل مأجورة لمن يدفع أكثر.

ثم ماذا لو ان قتل وتفجير مغنية قد تم في لبنان الجريح، فهل ستعتق حينها المعارضة اللبنانية حكومة بلدها من المسؤولية أم ستوجه لها الاتهامات المعهودة بالتواطؤ مع أميركا واسرائيل لقتله وتطالبها بمعرفة الفاعلين وعدم التغطية عليهم وما يتلو ذلك من تعبئة الأتباع وانزالهم للشوارع؟!

من العمليات الشهيرة لذلك الإرهابي اختطاف طائرة الجابرية التي أبقت شعبنا ساهرا لمدة 16 يوما، ودخلت موسوعة غينيس كأطول عملية اختطاف طائرة في التاريخ وقد قام مغنية خلالها بقتل الشباب الكويتي بدم بارد والقى بجثثهم من أبواب الطائرة كما حاول إشعال الفتنة بين أفراد الشعب الكويتي الواحد عبر اطلاق سراح بعض الكويتيين وابقاء بعضهم الآخر إلا أن الله أفشل مسعاه وعاقبه بأن أشعل منطقته حال عودته لها، ولم تكن الحرب الأهلية قد مستها قبل ذلك، ثم جعله شريدا طريدا حتى يوم مقتله أو اختفائه.

ومن أسرار عملية اختطاف «الجابرية» سفر وفد أمني كويتي قبلها بأسابيع قليلة مكون من الضابط جاسم.ق ممثلا عن الداخلية وعبدالكريم.ع ممثلا عن أمن «الكويتية» لتايلند والفلبين بعد عملية النزوح الكبيرة للمنظمات الإرهابية من أوروبا الى شرق آسيا بسبب انخفاض أسعار النفط الشديد آنذاك مما اضطر الدول الداعمة لتلك المنظمات لفرض ذلك النزوح عليهم تخفيضا لنفقات الإرهاب!

وقد أنهى الاثنان زيارتهما وكتبا تقريرا خطيرا ينبهان ويحذران فيه من احتمال حدوث عملية خطف من احدى هاتين الدولتين لطائراتنا بسبب تفشي ثقافة الرشوة والإهمال لدى بعض القائمين على الأجهزة الأمنية في تلك المطارات، ولم يتم عمل أي شيء على معطى ذلك التقرير الهام الذي تم طمسه بعد خطف «الجابرية».

وبمقابل من يرى ان اختطاف طائرتي كاظمة والجابرية قد تم على معطى تهريب السلاح للطائرتين من مطاري دبي وبانكوك، هناك نظرية أخرى ترى ان السلاح قد تم وضعه على الطائرتين أثناء توقفهما الليلي أو أثناء اجراء الفحوصات الفنية لهما في الكويت حيث لا رقابة أمنية على الطائرات بعكس ما يحدث ابان توقف الطائرات السريع في دبي وبانكوك، ويمكن لمن وضع السلاح ان يخبر الخاطفين بمسار الطائرة ومكان وضع السلاح، ومعروف ان السلطات في المطارين لم تتوصل لكشف أي عملية اختراق كما لم تخطف قط أي طائرات أخرى منهما، والمرعب في سيناريو وضع السلاح من الكويت انه قابل للتكرار وبطريقة أكثر ضررا.

آخر محطة:
عشرون جريمة كبرى في لبنان ولم يصل أحد الى فاعليها ولكن ما ان يمس الأمر الإرهابي عماد مغنية حتى تتكشف خيوط الجريمة في لحظاتها الأولى، ولا تعليق!

سامي النصف

النازيون العرب يا حليلهم

كلما مررت على المكتبات أو معارض الكتب في القاهرة وبيروت وحتى الكويت وجدت كتاب «كفاحي» لزعيم النازية هتلر يعرض على الواجهات، ما يعني ان الكتاب وصاحبه يلقيان القبول عند بعض العرب خاصة، وقد سبق ان لجأ الزعيمان الفلسطيني والعراقي الحسيني والكيلاني لحمى النازية فهل كان النازيون وحلفاؤهم أصدقاء للعرب ومن ثم سيحققوا احلامهم بالرفعة والاستقلال حال انتصارهم؟

ولنبدأ بالأمور الواضحة والمعلنة وهي حقيقة انه لا الايطاليون الفاشست ولا الألمان النازيون ولا حلفاؤهم في حكومة فيشي الفرنسية اعطوا ليبيا ودول شمال افريقيا وبلدان الشام استقلالها، بل استمروا في احتلالهم البغيض لتلك الأوطان العربية وحتى دون وعود شفوية بمنح الاستقلال للعرب كحال وعد وزير الخارجية البريطاني «ايدن» في مجلس العموم البريطاني عام 43، ومن ثم فقد كانت مشكلة فلسطين ستبقى بشكل أكثر مأساوية وقتلا وقمعا حال انتصار هتلر وستنتقل آلة الابادة النازية منها الى باقي الدول العربية لخلق «هولوكوست عربي» كحال أبناء عمومتهم اليهود.

وتظهر الحقيقة الغائبة الكثير من الاضطهاد الذي عانى منه العرب في ألمانيا والنمسا قبل الحرب الكونية الثانية، والذي تظهره كتب لا نقرأها ونكتفي بقراءة كتاب «كفاحي» القميء، ومن ذلك ان رابطة الطلبة المصريين في ڤيينا ابلغت عام 32 قنصلية بلادها بالاهانات والمضايقات التي يختصهم بها النازيون في النمسا، وفي 34 اشتكت المفوضية المصرية في برلين الى وزارة داخلية الرايخ من الاهانات التي يتعرض لها المصريون الدارسون والعاملون في ألمانيا، كما صدر في 1935 قرار تعقيم من يسمون بـ «الهجناء المغاربة» أي أبناء الألمانيات المولودين من آباء مغاربة.

ومع بداية الحرب مباشرة أي في سبتمبر 1939 صدر الأمر النازي باعتقال العرب من مصريين وعراقيين وفلسطينيين ومغاربة في ألمانيا والنمسا وبولندا المحتلة، وارسالهم الى معسكرات الاعتقال الرهيبة في فورتسبورغ، وكان بين هؤلاء رئيس غرفة التجارة الألمانية المصرية الزائر (!) كما أصدر وزير الدولة روتبتروب تعليماته باعتقال المزيد من المصريين «حتى يكون هناك مصريان مقابل كل ألماني يعيش في مصر»، حسب التعميم، فامتدت الاعتقالات حتى للديبلوماسيين والقباطنة والبحارة المصريين في السفن الراسية على الشواطئ الألمانية كالسفينة «زمزم»، ومن ناحية اخرى كان هناك 67400 عسكري من الشمال الافريقي معتقلين في معسكرات الابادة النازية اثر استسلام الجيش الفرنسي.

ان ذلك الولع العربي بهتلر وبعده ستالين وماو وسونغ وكاسترو وغيرهم من الطغاة الاباديين هو ما زرع البذرة وتسبب في خلق وتوقير وتبجيل شعوبنا لظاهرة الاباديين العرب أمثال صدام وباقي جوقة الديكتاتورات الاحياء منهم والأموات ولن يصلح قط حال امة تعتبر هتلر وصدام وأبناءه شهداء ابرارا تزدان بهم الجنة.

آخر محطة:
أثناء عودتي قبل أيام من حفل غداء في الجهراء بصحبة بعض الاعلاميين وجدنا أثناء دخولنا شارع الصحافة سيارة يقودها شاب صغير وقد لصق على الدعامية الخلفية علما نازيا كبيرا يتوسطه شعار الصليب المعقوف ولا يعلم ذلك الجاهل الغر انه يسوّق لمن يريد استعباده واذلاله.

سامي النصف

حتى لا نطفئ شمس النهار

الديموقراطية ليست صناديق انتخاب بل هي ممارسة ترسخ في الوجدان ومن استحقاقاتها الرئيسية التسامح والقبول بالرأي والرأي الآخر وغض النظر والترفع عن اشياء كثيرة خاصة الصغيرة منها، ومعها الايمان بأن التصويت على القضايا ينهي كل خلاف ونزاع ويفرض البدء بالنظر في قضايا جديدة بدلا من تكرار طرح نفس القضايا، والديموقراطية هي الايمان بالفروسية والروح الرياضية في التعامل مع بعضنا البعض وتجذير مبدأ «عفى الله عما سلف».

ومنذ اليوم الاول لبدء الدعوة الاسلامية انقسم المسلمون الى معتدلين آمنوا بقضايا عصرهم وكيفوا مواقفهم على معطى متغيرات الحياة، فأوصلوا بذلك النهج المتسامح الاسلام الى أعلى مجده وانتشر تبعا لذلك في مشارق الارض ومغاربها، وبالمقابل كان هناك رهط متشدد كـ«الخوارج» ديدنه وعمله قتل المسلمين ومقاتلة جيوش الخلفاء ولم يكن هناك اضر منهم على الاسلام رغم حسن نواياهم بالطبع!

قامت الكويت منذ اليوم الاول لنشوئها حتى منتصف السبعينيات بدور تنويري وثقافي مهم في منطقة كان يغلب عليها التشدد والتخلف، فتسابقت دول العالم لحمايتها والتأكد من بقائها فبقيت ثرية زاهرة – رغم قلة الموارد الطبيعية – يهاجر لها الآخرون في وقت اختفت في دول اخرى اكبر واعظم شأنا منها كدول الادارسة والاشراف والمحمرة.

ومع تعاظم وتضاعف موارد النفط منتصف السبعينيات، شعر البعض ان الكويت لم تعد تحتاج لدول العالم والانفتاح عليها او حتى الاستمرار في لعب دورها التنويري المعتاد، فبدأت مرحلة الانغلاق لأسباب سياسية واجتماعية يطول ذكرها ودفعنا سريعا ثمن ذلك التوجه بنكبات امنية واقتصادية وسياسية غير مسبوقة، وتوقفت تماما عجلة التنمية حتى انتهينا بالاحتلال والاختفاء خلال سويعات قليلة من ليل دامس الظلام.

اتى التحرير وانتشرت آنذاك اغنية كتبها المبدع بدر بورسلي واسماها «وطن النهار» حتى ظننا من تكرارها في حينها انها اصبحت عنوانا للمرحلة المقبلة، واننا سنفتح مرة اخرى نوافذنا لأفكار الشرق والغرب دون خوف او وجل، بعد ان جربنا الانغلاق ودفعنا اثمانه الباهظة.

إلا اننا فوجئنا بردة شعبية قوية غير مفهومة تدعو للانغلاق مرة اخرى بشكل اشد واقوى تمثلت راياتها وممارستها في منع التعليم المشترك وفرض ضوابط الحفلات التي قضت على مهرجان «هلا فبراير» والتشدد في رقابة معرض الكتاب وافلام السينما حتى هجرها الجميع، والتوقف عن تجديد او بناء المسارح الجديدة وكليات الفنون الجميلة، توازيا مع الاستغناء عن حصص الموسيقى والرياضة والمكتبات والهوايات في المدارس العامة.

ويعلم الجميع ان البديل «الوحيد» للنفط هو العودة للدور التاريخي للكويت اي دور المركز المالي والخدماتي في المنطقة، وهو خيار لا يمكن ان يتحقق تحت ظلال الانغلاق والتزمت والتشدد.

آخر محطة:
(1) الحقيقة التي لا مجاملة فيها اننا كلما تشددنا في قضية كانت الحكمة تقتضي ان نعف او نغض النظر عنها، اطفأنا شمعة اخرى في مسار الكويت المستقبلي المحفوف بالمخاطر الخارجية والداخلية، والخوف كل الخوف ان نختفي مرة اخرى مع انطفاء آخر شمعة تنوير دون ان يشعر بنا احد.. من تاني!

(2) قد يكون مستغربا جدا اننا نتشدد في وقت يتجه فيه العالم اجمع الى مزيد من الانفتاح والقبول بالآخر، ودلالات على ذلك الامر ما يحدث في الانتخابات الاميركية والسعودية وتركيا وبريطانيا من متغيرات.

سامي النصف

فصل سيناء عن مصر!

نبارك للاخوة المصريين وللعرب أجمعين الفوز الرائع والأداء البارع للمنتخب الكروي المصري في نهائيات كأس الأمم الأفريقية وقد أعطى «المعلم» حسن شحاتة دروسا قاسية لمدربي المنتخبات المشاركة الأخرى فهنيئا لمصر فوز مستحق التف الشعبان المصري والعربي حوله.

عبدالباري عطوان شخصية إعلامية لا تنطق عن هوى بل تملى عليه الأقوال بعد ان تملأ جيوبه بالأموال فيغرد حتى الصباح خدمة لمن دفع، تابعت لقاء لعطوان على قناة «الحوار» استهزأ خلاله بالشعب المصري كافة وبقيادته السياسية وادعى ان المصريين من عشقهم لأميركا لا يستخدمون الجنيه المصري في تعاملاتهم اليومية! بل الكردت كارد والدولار الأميركي!

ومما قاله عطوان ان مصر هي من يحاصر ويجوّع الفلسطينيين وان سيناء لم تكن قط تابعة لمصر مستشهدا بأن أرض كنعان تمتد من فلسطين حتى النيل وان أهل سيناء كانوا حتى في عهد عبدالناصر ينتقلون بحرية لقطاع غزة للعيش والعمل بينما لا يستطيعون الترحال الى القاهرة إلا بعد الحصول على إذن زيارة من نقطة بوليس القنطرة واتهم عطوان مصر باضطهاد أهل سيناء (محاولة مكشوفة لإثارة الفتنة) وعدم الثقة بهم حيث لا يقلدون المناصب الرفيعة ولا يوجد منهم وزراء وسفراء وقيادات عليا في الدولة حسب قوله.

وادعى عطوان ان استيطان نصف مليون فلسطيني أو أكثر في سيناء سيعمرها ويجعلها محجا للسائحين والمستثمرين! ومعروف ان بعض الصحف المصرية قد كشفت عن مخطط لاستخدام سيناء – وخيراتها من نفط ومعادن – لتوطين فلسطينيي المهجر والقطاع ولبنان والعراق والأردن من منظور ان سيناء هي أرض دون شعب سيستوطن بها «من تاني» شعب دون أرض!

وقد انتظرنا اتصالا من النائب والإعلامي الشريف جدا مصطفى بكري للدفاع عن وحدة الأراضي المصرية أمام شريكه في القبض من الأموال الصدامية والشمال أفريقية إلا أنه فضل التشبه بأبي الهول واتصل بدلا منه الوطني جدا حمدين صباحي الذي أثنى على وطنية زميله في الجامعة المصرية – وله بها في القبض كذلك – عبدالباري عطوان ووجه نقده وشتائمه للحكومة المصرية، ومعروف عن عطوان خصلة الغدر والعض الدائم لليد التي تمتد له كحال مصر أم التضحيات التاريخية المعروفة للقضية الفلسطينية والتي قامت بتدريسه فكان جزاؤها منه جزاء سنمّار.

آخر محطة:
التهنئة القلبية لمولودة شارع الصحافة الجديدة «الرؤية» التي كانت متميزة في إطلالتها الأولى، مبروك!

سامي النصف

دعوة للانفتاح الداخلي

بعد عام من التحرير، قال لي ذات مرة السفير الاميركي اللامع ادوارد غنيم انه لا يخشى على الكويت من غزو خارجي في ظل الاتفاقات الامنية المعقودة القائمة، الا انه بالمقابل بات يخشى على بلدنا من التباين الشديد القائم بين ما يسمعه في دواوين المناطق الداخلية ودواوين المناطق الخارجية حول قضايا البلد المختلفة.

وقد عززت بعض الاستجوابات اللاحقة من ذلك التباين، فأصبح ما يرضي طرفا يغضب الطرف الآخر، والعكس بالطبع صحيح، وهو أسوأ ما يمكن ان يحصل بين افراد مجتمع واحد متماسك يفترض ان تكون لهم رؤى وطنية مشتركة فيفرحون معا ويغضبون معا، لقد اندمج مجتمع بحجم الولايات المتحدة يضم 300 مليون انسان اتوا من 143 عرقا مختلفا عبر نظرية Melting Pot، أو قدر الطبخ الذي يمزج مكوناته فيصهرها ويخلق حلما اميركيا واحدا يؤمن به ويعمل له الجميع، فهل نحن عاجزون عن خلق قدر طبخ وحلم كويتي واحد على ارضنا نؤمن به ونعمل له جميعا؟

وشخصيا اقوم بزيارات منتظمة لدواوين تقع في وسط وشمال وجنوب البلاد، واشعر احيانا بفارق الطرح بين هذه الديوانية وتلك، مما قد يحوجنا الى جهد بعض رجالات الكويت للتأكد من بقاء التباين ضمن شكله التعددي الجميل وألا يتحول الى شكل آخر تمتلئ من خلاله قلوب الاخوة وابناء الوطن الواحد بالنفور من بعضهم البعض، فتتوقف التنمية وتدفع الكويت ام الجميع الثمن.

وقد لحظنا ان اغلب التجمعات والتكتلات السياسية، بدلا من ان تكون البوتقة التي يلتف حول مبادئها جميع منضويها مبعدين عنهم الفئوية والمناطقية وغيرها، قد انقسموا بشدة على معطى تلك التباينات الضارة، خاصة على هامش الاستجواب الاخير، وبذا اصبح الدواء المرتجى اكثر ضررا من الداء.

اننا بحاجة ماسة الى دراسة ميدانية معمقة من جهات اهلية مختصة لمواطن سوء الفهم لإزالتها واعطاء التوصيات اللازمة بالمعالجة الاجتماعية والسياسية لها والتي قد يكون من ضمنها تشجيع انفتاح رجال وشباب المناطق ودواوينها على بعضهم البعض بشكل منتظم ولفهم افضل للمواقف وهو امر شديد السهولة، حيث لا تفصل بين مناطقنا الجبال او الوديان كي تمنع التزاور والتواصل بين الإخوة والأحبة، فهل نبدأ بشكل جماعي باعادة اللحمة بين بعضنا البعض؟

آخر محطة:
التقيت خلال الايام القليلة الماضية في ديوانيتي الزميلين العزيزين سعد المعطش في الصليبخات ومفرج الدوسري في هدية بسفير البحرين الجديد الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة، وقد استمعت من السفير المثقف خلال اللقاءين لحديث يمتلئ حكمة وحبا للكويت، ويدل على غزارة علم القائل وسنفرد لما قيل مقالا آخر قريبا.