التصنيف: سامي النصف - محطات
كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية
twitter: @salnesf
شئ من السياسة
هل تذكرون ما كنا نسمعه قبل أقل من خمسة أعوام من إخوتنا العراقيين من استحالة تحولهم إلى «اللبننة» أو «الأفغنة» وان العراق لم يشهد حسب قولهم في تاريخه خلافا سنيا – شيعيا، وان عمليات الزواج المشترك متفشية هناك لدرجة يصعب معها معرفة ابن لهذه الطائفة من تلك.
ما حدث بعد ذلك هو عمليات قتل وإبادة وتهجير طالت الملايين من أبناء الطائفتين كونهم خدعوا أنفسهم بمعسول الكلام بدلا من إطفاء مستصغر الشرر الذي كبر وأحرق البلد معه وحول أمن الناس الى خوف.
أواصر الوحدة الوطنية تقطّع هذه الأيام بسبب تكبير الدوائر التي بدلا من ان تصبح وسيلة للوحدة أصبحت أداة للفرقة غير المسبوقة بين أبناء الوطن الواحد مما جعل كل محب للوطن يترحم على الدوائر الـ 25 المفترى عليها، فالقبائل تتكتل ضد الآخرين وضد بعضها البعض، والآخرون يتكتلون ضدها والحال كذلك مع الطوائف، اضافة الى بعض المرشحين ممن نُزعت الوطنية من ضمائرهم فلم يجدوا وسيلة للوصول الى الكراسي الخضراء الوثيرة إلا إشعال الحرائق الحمراء في الوطن عبر ترديد الأكاذيب وتحريض بعض الكويتيين على بعضهم الآخر.
هناك دائما فارق كبير بين النظرية والتطبيق، فكما ان المجتمعات الإنسانية هي كالكائن الحي تبدأ في عملية نمو متدرج لا تستطيع معها ان تخرق مراحل التطور الطبيعي، فكذلك لا نستطيع ان نستخدم أدوات قد تكون مجربة ومناسبة عند مجتمعات أكثر منا رقيا وخبرة وعلما وثقافة، ان التحول الى الدائرة الواحدة والأحزاب وشعبية الوزارة هي خيارات سابقة لأوانها، وتطبيقها – كحال تطبيق خيار الدوائر الخمس – سيؤدي الى نتائج عكسية تماما ومثل ذلك ما حدث عند تحول لبنان المبكر للحزبية أو العراق للديموقراطية الكاملة وهو ما عاق التنمية السياسية الحقيقية في البلدين.
ان السكين والبندقية أداتان مفيدتان للكبار إلا أنهما مضرتان كل الضرر بمن لا يحسن استخدامهما ومازالت مجتمعاتنا وتجاربنا السياسية، رغم كل ما يقال، تحبو عند مقارنتها بتجارب الدول الأخرى.
دروس من مصر:
(1) أتى في جريدة «المصري اليوم» ان المحكمة الدستورية المصرية أصدرت مئات الأحكام التي تلغي بها تشريعات صدرت من مجلس الشعب لعدم دستوريتها، وهو أمر شبيه بما تقوم به المحكمة الدستورية العليا في الولايات المتحدة، نحن في حاجة ماسة لتعديل دستورنا الذي أوصله البعض لمرحلة القدسية، لاخراج محكمتنا الدستورية من بطالتها المقنعة التي وضعناها فيها.
(2) شاهدت ابان تجوالي في مصر مكاتب «مؤجرة» من قبل النواب تسمى مكاتب خدمة المواطن للنائب فلان، ولدينا حاول البعض الاستيلاء على الأراضي العامة للدولة التي يمتلكها الشعب بحجة انها مقار لخدمة المواطنين وليست دواوين، لماذا لا يؤجر هذا البعض مكاتب من ثروته التي تجاوزت الثمانية أرقام ودخلت في التسعة أصفار؟!
(3) اغتصب ضابط مصري لاجئة سودانية فصدر عليه حكم بالسجن المؤبد ولم تنفعه واسطة أحد، كم خادمة آسيوية اغتصبها بعض رجال الأمن المنحرفين في سجن الإبعاد ووصلت الى بلدها ونطفة الحرام في أحشائها دون محاسبة الفاعلين بسبب واسطات بعض النواب السابقين ممن نرجو سقوطهم في الانتخابات القادمة بسبب ظلمهم لأولئك النساء المستضعفات.
الحكومة الائتلافية القادمة
ما أهم دروس تشكيل حكومة 2006 التي يمكن تفاديها في الحكومة المقبلة؟
درسان مهمان: الأول هو عدم اقصاء أي طرف من الاطراف الفاعلة على الساحة السياسية المحلية، فمصلحة الكويت والظروف المحيطة تقتضي هذه المرة وأد الخلاف وطلب مشاركة الجميع في الحكومة ومن يرفض من الكتل او خارجها يجب ان يعلن سبب رفضه ويتحمل مسؤوليته امام الشعب والتاريخ عن اي ازمات واستجوابات قادمة.
الدرس الثاني هو ان كثرة المشاورات تضيع الأوقات الثمينة وتصبح اقرب لـ«عدم المشاورات» حيث ان الكلام يضيع الكلام، وما يوصي به طرف يلغيه طرف آخر، والواجب ان يوضع هذه الايام وفي هذا الوقت المبكر تصور واضح لكيفية تشكيل الحكومة القادمة وشخوص المشاركين فيها، فالانتخابات تجري في النهاية على مستوى فردي ولن يكتسح على سبيل المثال الحزب الشيوعي الكويتي الانتخابات حتى ننتظر النتائج لتسليمه مقاليد الحكم.
ونرجو ان تتضمن الاسماء القادمة كثيرا من رجال القطاع الخاص المتحررين من البيروقراطية الحكومية ممن يفرض «الواجب الوطني» عليهم المشاركة دون وضع مطالب تعجيزية او تقديم مطالب مالية لا تتحملها جداول رواتب القطاع العام كما حدث في الماضي القريب، من جانب آخر يجب الوصول الى اتفاق واضح ومعلن مع كل النواب لاعطاء الوزراء فرصتهم كاملة للعمل وخدمة الوطن، لا التسابق على استجوابهم وتعطيل اعمالهم.
كما نريد هذه المرة «حكومة ناطقة ذكية»، والاثنان مرتبطان ببعضهما البعض، فالذكاء الفطري والتفوق او التميّز يؤهلان الوزير المعني لمقارعة الحجج بالحجج والرد على الاتهامات النيابية والاعلامية – وما اكثرها – والشعب الكويتي ذكي ولماح ويستطيع عند سماع الرأي والرأي الآخر ان يميز الغث من السمين وان يعرف الحق من الباطل.
وقد اثبتت تجربة وزارة 2006 صدق مقولة «أُكلت يوم أكل الثور الأبيض» فالتضحية المبكرة باحد الوزراء جعلت السبحة تكرّ ومن ثم يتسابق النواب لاقامة «عروسهم الديموقراطية»، كما تسمى الاستجوابات، عبر اقتناص الوزراء الواحد تلو الآخر بحق او بباطل حتى وقفت لهم «السيدة الحديدية» نورية الصبيح، ولو اظهرت الحكومة العين الحمراء مع اول استجواب كيدي وهددت بالاستقالة ومن ثم احتمال حل المجلس الجديد لوفرنا معاناة سنتين من الازمات الطاحنة المتلاحقة.
ومن متطلبات الانجاز التنموي المعروفة ديمومة البقاء في المنصب ولا شك في أن الحكومة الحالية تضم عددا كبيرا من الوزراء الاكفاء الذين تفترض المصلحة العامة بقاءهم في مناصبهم لاكمال العمل الخيّر الذي بدأوه، كما تضم الحكومة على الجانب الآخر للعملة وزراء ضحوا بسمعة الحكومة لاجل مصالحهم الذاتية ولحفظ خطوط الرجعة لهم مع بعض التوجهات السياسية رافعين شعار «لا أرى، لا اسمع، لا أتكلم» امام انتقادات مست صميم عملهم، متناسين ان صلب العمل السياسي في الدول الديموقراطية يقوم على معرفة حقيقة انه «اذا كان السكوت من فضة فالكلام من ذهب» وليس العكس.
آخر محطة:
وهناك حاجة ماسة لوزير دولة لشؤون مجلس الامة برغماتي ومتمكن من نصوص الدستور وقادر على الحشد والاقناع كحال الوزيرين السابقين والمستشارين الحاليين ناصر الروضان ومحمد ضيف الله شرار.
حكومة قصيرة = مجلس قصير
الإنجاز وعملية التنمية المستدامة لا يمكن ان يتما عبر وزراء لا يبقون في مناصبهم إلا أشهرا قليلة وتتم محاسبتهم على هوياتهم لا إنجازاتهم لذا فالخيار الوحيد أمام أي حكومة مقبلة هو خلق معادلة الاستجواب غير المبرر يعني عدم التعاون ومن ثم الحل الدستوري والاثنان – لا واحد منهما – اداتان دستوريتان جائز استخدامهما وتقصير عمر الوزراء في الوزارة سيعني تقصير عمر النواب في المجلس والاحتكام الى الشعب.
رأت الأسرة الحاكمة ان تبعد أبناءها عن منافسة أبناء الشعب في الانتخابات وأن يبعدوا أنفسهم مختارين عن المخيمات الانتخابية كمرشحين ومتحدثين وضيوف حتى لا يرجحوا كفة على كفة، ومادامت الأسرة قد أخرجت نفسها عن تلك المخيمات فالواجب على المرشحين ان يخرجوا كذلك عن لغو وقدح المخيمات ويبحثوا لهم عن مواضيع أخرى يتحدثون فيها مثل التنمية والأمن والصحة والتعليم الخ، كنوع من التغيير.
من الثقافات السياسية الكويتية الخاطئة المتوارثة هجوم المرشحين المتواصل على الحكومة المقبلة التي لم تولد بعد وهو ما يُظهر بشكل جلي ان المرشح المعني لا يملك فكرا أو خططا أو برامج لحل مشاكل المواطنين، في مقابل ذلك الهجوم تقوم عناصر حكومية بدعم مرشحين ليسوا فوق مستوى الشبهات أملا في أن يدعموها في المجلس وتنتهي هذه المعادلة عادة بانقلاب من ساهمت في إنجاحهم عليها بعد ان يأخذوا خيرها ويتسببوا لها في السمعة السيئة بين المواطنين الشرفاء.
تصحيح تلك المعادلة الخاطئة التي تشجع على الفساد من ناحية وتعطل مشاريع التنمية من ناحية أخرى يكمن في وقف عمليات التسخين والدغدغة الانتخابية التي لم تكتف بالهجوم على الحكومة وجعل النواب المعنيين أسرى لتلك المواقف بحيث لا يستطيعون بعد ذلك الوقوف مع أي حكومة أو وزير إصلاحي، بل امتدت للهجوم على رجال الاقتصاد والأعمال ممن هجروا بأموالهم البلد ليعمروا الدول الأخرى، والواجب ان تعتمد الحكومة على الشرفاء من النواب لدعم المشاريع التي تهم المواطنين ولا يمكن للبلد ان يتقدم دونها.
ومن مشاكل العمل السياسي الكويتي المستمدة من الثقافة العربية الإيمان بمبدأ الا يهم مقدار خسارتي مادمت نجحت في التسبب في خسارتك تحقيقا لمعادلة LOSE-LOSE الغبية، بدلا من معادلة WIN-WIN الذكية الشهيرة ولا شك في أن التحول الى الدوائر الخمس الذي أحال عمليات الفرعيات وشراء الأصوات من 5 دوائر من 25 الى 5 دوائر من خمس، وزاد التخندقات الطائفية والقبلية والفئوية الى مستويات أوصلتنا الى حافة الخطر للمرة الأولى في تاريخنا قد تم على معطى التفكير في كيفية خسارة الخصم بأكثر من التفكير في مصلحة الوطن.
آخر محطة:
أسابيع قليلة وتخرج علينا نتائج انتخابات الدوائر الخمس وأتحدى منذ الآن ان يكون عدد الإصلاحيين والأكفاء والنظاف الناجحين فيها بعدد مخرجات الدوائر الـ 25 التي شهدناها قبل أقل من عامين، وكم من يوم بكيت منه فلما كنت في غيره بكيت عليه، لذا مرة أخرى حذار حذار من خيار الدائرة الواحدة الكوارثي.
الألعاب النارية والقنابل النووية والأسطح الزجاجية
ابتدأ القرن الماضي بحروب «عالمية» أدهشت الخلق كونها تحدث للمرة الأولى في التاريخ وقد تساقطت وانشطرت على اثرها الامبراطوريات والممالك وسادت الفوضى الأرض مما مهد الطريق للحرب الكونية الثانية التي انتهت بإسقاط قنبلتين نوويتين أصبحتا أقرب هذه الأيام لألعاب نارية محدودة الضرر مقارنة بما هو متوافر ومخزن من أسلحة دمار شامل تمتلكها أو في الطريق لامتلاكها أنظمة غير عاقلة من دول العالم الثالث.
واحدى طرائق الإبهار المعروفة للألعاب النارية هي زرعها في عشرات الأماكن المتفرقة وغير المتوقعة لذا ما ان يشتعل فتيل المتفجرة الأولي حتى ينبهر المشاهدون بكمّ وتنوع أشكال تلك المتفجرات حتى ينتهي العرض والناس منبهرة ومذهولة بما تسمع وترى.
وفي وقت أصبح احتمال قيام حروب في أوروبا وأميركا الشمالية يقارب الصفر بسبب الرقي والتقدم والتسامح الديني والسياسي والاجتماعي، بدأت الحروب الانشطارية تشتعل في أفريقيا والشرق الأوسط وسيلحقها قريبا انفجارات مروعة وغير متوقعة في أماكن عدة من آسيا التي لم يواكب انتعاشها الاقتصادي استقرار سياسي في الداخل أو مع الجيران وبقيت الأرض رخوة تحت كثير من دول آسيا القديمة اضافة الى استمرار التخلف العام وبقاء التعصب الديني والعرقي والسياسي يسود القارات الثلاث.
ففي وقت خرجت الصين (ربع العالم) دون رجعة من الشيوعية واطمأنت لوضعها الجديد كمصنع للعالم، تواجه هذه الأيام إغلاق تايوان واليابان وكوريا الجنوبية لعشرات الآلاف من المصانع التي أقاموها على أرضها مما سينتج عنه وجود مئات ملايين الصينيين دون عمل، مصاحبا لارتفاع غير مسبوق في أسعار النفط والذهب والمواد الغذائية وسنتذكر كلمة نابليون حول ضرورة إبقاء المارد الأصفر نائما حيث ان إيقاظه سيهز العالم.
ولا يختلف وضع ربع العالم الآخر (الهند) ومشاكله المعيشية والسياسية والأمنية الحادة عن جارته الصين، وإذا ما اتجهنا غربا من الدولتين نحو منطقتنا نجد ان الدول الإقليمية الكبرى كباكستان وبنغلاديش وأفغانستان وإيران وتركيا والعراق والسودان وسورية وغيرها من قوى إقليمية فاعلة تعاني من تخندقات داخلية ومشاكل خارجية تجعلها تقف فوق رمال متحركة لا تعلم متى تبتلعها.
إن وضع دول آسيا ومنطقة الشرق الأوسط أقرب لوضع الألواح الزجاجية التي ما ان يطرق طرفها حتى يمتد الشرخ الناتج عن ذلك الطرق سريعا لبقية الأجزاء، والملاحظ ان هناك طرقا مزدوجا لألواح تلك الدول بعضه من فوق (خارجي) والبعض الآخر من تحت (داخلي) وسيمر تفتت زجاج الدول عبر حروب رهيبة واستخدام لأسلحة الدمار الشامل التي أصبحت متوافرة عند كثير من الدول مما سيجعل القرن الحادي والعشرين يتفوق على سلفه في عدد الضحايا وضراوة استخدام تلك الأسلحة، وقانا الله شر الحروب القادمة.
آخر محطة:
نذكّر مرة أخرى بضرورة انتخاب الدماء الشابة والنساء ولن يكون أداؤهم أسوأ، بالقطع، مما رأينا.
من يسقط مشتتو الأصوات؟!
اوضاعنا كالعادة معكوسة في الكويت، هناك من يقوم بشكل منتظم بانزال مرشحين لتشتيت الاصوات، وهذه حقيقة يعلمها الجميع، هل سأل من يُنزل المشتتين نفسه عما اذا كان هذا التشتيت «التاريخي» يسقط الخصم ام الحليف؟! الواقع ان اغلب عمليات تشتيت الاصوات تأتي بنتائج عكسية، حيث انها تسحب الاصوات من الموالين فينجح المعارضون بالتبعية وراجعوا نتائج انتخابات السنوات الماضية وآخرها 2006 ولاحظوا من اسقط ومن انجح هؤلاء المشتتون بنزولهم!
ارجو الا يعتقد احد للحظة ان حروب الوكالة القائمة في عدد من دول المنطقة تقوم حقيقة على معطى الايديولوجية والادعاء الكاذب بمحاربة الصهيونية والقوى الكبرى الخ، الواقع ان كل الخراب والدمار الامني والسياسي في تلك الدول هو نتاج لتدخل المال السياسي الخارجي المستفيد من ارتفاع اسعار النفط والذي يصل بالشنط المغلقة للقيادات السياسية والاعلامية، فتقوم بما عليها من ادوار دون مبالاة بخراب الاوطان، نرجو من المجلس القادم اصدار تشريعات تحد من ضرر تلك الاموال الاقليمية قبل خراب الكويت بعد ان خربت البصرة.
سألني صديق ما رأيك في نزول «زيد» و«عبيد» للانتخابات الحالية؟! قلت – وحاسبوني على ما اقول – انهم سيَسقطون ويُسقطون معهم من يدعون انهم مقاربون لهم في الفكر وسيتسببون بالتبعية في نجاح التيارات الاخرى في الدائرة في تكرار لما حدث في نفس الدائرة وتسبب في سقوط النائب الوطني الكفؤ عبدالوهاب الهارون.
اثبتت المرشحات من النساء انهن فوق التخندقات الطائفية والقبلية والعائلية، لذا فإن النتيجة المنطقية لانتخابهن تتمثل في تعزيز الروح الوطنية التي يمزقها الرجال دون رحمة كل مساء في اللقاءات الاعلامية وضمن المخيمات الانتخابية، النائبات النساء في العالم اجمع هن الاقل فسادا والاكثر انجازا لذا نعيد التذكير بمعادلة انتخاب 3 رجال وامرأة.
بعض التوجهات السياسية شعرت بضعف موقفها الانتخابي فلجأت للهجوم الاعلامي كخير وسيلة للدفاع عبر فتح النيران الاعلامية بغزارة على جبهتين، الاولى طرح معطى التكفير الخفي ضد خصومها السياسيين، والثاني الايحاء بان منافسيها الآخرين يقومون برشوة الناخبين – دون دليل بالطبع – بهدف ابعاد الناس عنهم كي لا يتهموا في سمعتهم وما الخطأ في التنافس الشريف بين كل الاطراف بدلا من تبادل التهم؟!
دعونا في مقال سابق للمشاركة الفاعلة في الاستفتاءات الالكترونية كوسيلة لمساعدة الناخبين في اختياراتهم والمرشحين في تصحيح اطروحاتهم تباعا، كالحال القائم في الدول المتقدمة، ما حدث للاسف الشديد هو محاولات مكشوفة من بعض المرشحين لتزييف النتائج بوسائل مختلفة، وكلها 3 اسابيع وسنعرف النتائج الحقيقية ونقارنها ببعض الاستفتاءات وسنرى العجب.
آخر محطة:
«اشاعات» و«تحالفات» الساعات الاخيرة التي لا يوجد وقت لتصحيحها او الرد عليها بتحالفات مضادة هي الكيماوي المزدوج الذي سيحسم نتائج الانتخابات المقبلة، ومن يقول ان هناك شيئا تغير في هذه الانتخابات؟!
أخطاء فرق الدوري السياسي الكويتي
يحتاج الحكم القمعي الشمولي إلى قلوب قاسية وأجهزة أمنية قاهرة وأقبية سجون لا يعلم بها أحد، في المقابل من المستلزمات الضرورية للحكم الديموقراطي وجود مستودعات عقول – لا عقل واحد – ومفكرين ومنظّرين لدى الحكومات والكتل السياسية المختلفة، ومن يفتقد تلك الأساسيات يصبح اقرب لمن يدخل مونديال كأس العالم دون مدربين أو لاعبين ماهرين أو أحذية أو ملابس رياضية ويحلم مع ذلك بالفوز على الفرق الأخرى.
وبنظرة سريعة نجد أن هناك نقصا شديدا لدى الفرق أو الكتل المتبارية على الساحة المحلية في المدربين والمخططين واللاعبين الجيدين، مما تسبب في النهاية، وكما هو متوقع، في لعب سياسي دون المستوى ادى لوقف الدوري مرتين قبل انتهائه (صيف 2006 وربيع 2008) بعد أن تفرغ اللاعبون لضرب بعضهم البعض وهو ما جعل الجمهور يزهد فيما يجري أمامه ويطالب بوقف الدوري بشكل مؤقت أو دائم.
وإذا ما اتينا لفريق الحكومة وجدنا عدم تناسب بين الإمكانيات الضخمة التي يحوزها الفريق والنتائج المحققة، فأداؤه في لعبة الدوائر عام 2006 لم يكن مقنعا بالمرة وافقده عطف الجمهور مما جعل خصومه، بل حتى بعض مؤيديه، يتفرغون لضرب لاعبيه، مما ادى إلى خروج ما يقارب نصف الفريق خلال العامين الماضيين، وواضح ان استمرار الفريق في اللعب بنفس الأداء سيؤدي مستقبلا للمزيد من الخسائر.
وقد ادى التنظير والتفكير واللعب الخاطئ لدى كتلة «المستقلين»، متصدرة الدوري السياسي حتى صيف 2006، إلى التراجع السريع في مستوى الفريق حتى كاد يفلّ ويذهب كل لاعب منهم لحال سبيله أو يحاول البعض منهم الانضمام للفرق الأخرى، وأساء التطبيق السيئ لفكرة جميلة هي وجود تكتل يضم جميع البعيدين عن التكتلات «المؤدلجة» الأخرى.
وتسبب غياب التخطيط السليم في انقسام «الكتلة الإسلامية» وتلا ذلك تقهقرها المروع في نتائج التشاوريات التي كان يفترض الا تشارك فيها بعد تجريمها وأن تستبدلها، كما اقترح الزميل جاسم الشمري، بقائمة تضم مختلف القبائل والشرائح الاجتماعية في المناطق الخارجية كي تظهر إيمانها بالمبادئ والقوانين القائمة، وكانت ستصبح الفائزة أيا كانت النتائج.
وقد تسببت سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية لفريق «التكتل الشعبي» في تقهقر مكانته ولربما تحوله من المنتصر الأكبر عام 2006 إلى الخاسر الأكبر عام 2008 فلم يستغل فوزه الكبير قبل عامين لضم المزيد من اللاعبين (النواب) حتى يمكن له تعويض من يسقط من لاعبيه (سقط اثنان) كما لم يخلق الآلية المناسبة التي تضمن العمل كفريق واحد.
ثم قام بعض لاعبيه بحركات استفزت جزءا من الجمهور، وبذا أصبح الفريق بين نارين: إن أبقى اللاعبين المعنيين خسر دعم الجمهور، وإن أبعدهم (وهو ما تم) أصبح بنصف قوته، يتبقى أن الدوري القادم قد يظهر نتائج غير مشجعة لذلك الفريق، خاصة أن الجمهور بشكل عام بات توّاقا للعب الهادئ الجميل المتواصل وكارها للعب المتأزم الذي يتسبب عادة في ايقاف الدوري!
وعانى «التحالف الوطنــي» كذلك من غياب الخطط المناسبــة للكسب والانفراد بالصــدارة فتم انتقاد اختيــار بعض لاعبيه وكان بإمكانه على سبيل المثال أن يشــكل في الدائرة الأولى فريقــا وطنيــا من الدرجة الأولى يضــم لاعبين محترفين أمثال د.عبدالمحسن المدعج ود.حسن جوهر ود.فاطمة العبدلي والأستاذ عبدالله الـرومـي وهو الرابـح بذلك العمل الرائع الذي يظهره وقـد قفز على التخندقات القبـلية والطائفية والعـائـلية وحتى الذكورية المعتادة وقدم للناخبين الواعين – وما أكثرهم – في تلك الدائرة تشكيـلة مستقبـليه تمثـل التوجـه الوطني الكويـتي بحق.
محاكمات «68» وقناة المعكرونة
أفهم تماما انخداع محدودي القدرة أو التعليم او الفهم بنظام الديكتاتور عبدالناصر الا انني اعجب كل العجب من ايمان رجال ومثقفي الرأسمالية الوطنية الكويتية به وهم من كان يشاهد بالعين المجردة ما يفعله باقرانهم في بلده وفي سورية (بعد الوحدة) من ظلم وقمع شديدين تمثلا في احالتهم لمحكمة الغدر (53) بتهمة الفساد ثم الالغاء المفاجئ لعملة الـ 100 جنيه لمن فروا من ظلمه كي تصبح لا قيمة لها في المهجر (كحال الغاء الدينار الكويتي عام 90).
ثم تلا ذلك قوانين تحديد الملكية (54) وتأميم المنشآت الصناعية والتجارية والاعلامية (61) واصدار قانون الطوارئ و«تصفية الاقطاع» بعد اكذوبة قرية كمشيش واخيرا قانون «فرض الحراسات» لمن لم تطله القوانين الجائرة السابقة من رجال الاعمال حيث شمل ذلك القانون 20 الف شخص عام 66 ومعروف ان فرض الحراسات هو اجراء يوجه ابان الحرب ضد املاك رعايا الدول العدوة كي لا تستخدم للإضرار بأمن الدولة ولم تفرضه قط دولة على مواطنيها كما يرى الباحث د.وجدي ميخائيل.
حدثت النكسة (الاسم المخفف للكارثة)، وفي 21/11/67 صدر قرار جمهوري بانشاء «محكمة ثورة» اخرى لمحاكمة المتسببين في الهزيمة، وبدأت المحاكمات اوائل عام 68 بقصد امتصاص غضب الشعب المصري، الا ان ما نشر في الصحف من محاضرها كشف المستور وفضح النظام الناصري القائم بأكثر مما فضح المتهمين، فقد اتضح للعيان مقدار الفساد المالي لرأس النظام وللمشير ولاجهزة مخابرات صلاح نصر الذي ذكر ضمن محاضر تلك المحاكمات «ان هناك اشياء سرقت من سفارة الكويت» وسلمت لسكرتارية الرئيس، كما اوضح عدد الشركات التي انشأتها المخابرات وكانت ارباحها السنوية تعود للرئيس وللمشير.
انقلب سحر تلك المحاكمات على الساحر وأُبعد الكاتبان موسى صبري واحسان عبدالقدوس عن الصحافة «المؤممة» لنشرهما وقائع المحاكمات وصدرت احكام هزيلة بعد تهديد المتهمين، وعلى رأسهم صلاح نصر، بكشف المستور فخرجت مظاهرات العمال والطلبة ضد عبدالناصر مطالبة باعادة المحاكمات، وتلا ذلك صدور بيان 31 مارس 68 بقصد التنفيس عن الغضب العارم للشعب وانتهى في ذلك اليوم النظام الناصري بعد ان فقد ارضه وثقة شعبه به وبدأ على الفور بشن حرب الاستنزاف «الكوارثية»، وتهجير سكان مدن القناة بقصد شغل الشعب عن الحقائق التي بدأت تتكشف امامه.
وبنى النظام الناصري مجده الكاذب على تأميم قناة السويس التي تسببت هزائمه في اغلاقها 10 سنوات، وللقناة قصة تستحق ان تروى، فقد كان حلم الاباطرة والفلاسفة ربط البحرين الاحمر والابيض بقناة مائية وقد تم ذلك في عهد «سيتي الاول» عندما فتح قناة «سيزوستريس» التي ربطت البحر الاحمر بالنيل ومن ثم المتوسط، ثم هجرت تلك القناة لعدة قرون و«نشفت»، وفيما بعد رفضت الدولة العثمانية والامير محمد علي وخلفاؤه فتح قناة بين البحرين خوفا على مصر من احتلال الاوروبيين لها لحراسة تلك القناة وبقي النقل بين البحرين قائما على الجمال والبغال والعربات.
لنجاح فردينان دي ليسبس في اقناع الامير محمد سعيد باشا بمشروع القناة رواية تؤهل «القنال» لتسميتها «بقناة المعكرونة» لطرافتها، فقد كان الامير محمد سعيد يعاني في صغره من البدانة وكان والده الامير محمد علي يفرض عليه الجوع والصيام الدائم ولعب الرياضة لتخفيف وزنه وكان «ماتيو دي ليسبس» والد فردينان جارا وصديقا لمحمد علي لذا كان ابنه فردينان يغذي في السر الامير محمد سعيد بالمعكرونة التي يعشق اكلها ولم ينس الامير الصغير ذلك المعروف الذي اوقف عذاباته ومعاناته اليومية، لذا سارع باعطاء صديقه فردينان دي ليسبس رخصة حفر القناة وصدق تخوف والده، فقد تسببت فيما بعد في احتلال مصر اكثرمن مرة.
مباراة اعتزال في 17/5/2008
تجرى هذا العام انتخابات في الكويت والولايات المتحدة، رغم ان المرشح باراك اوباما من اب مسلم اسود الا ان شعبيته الطاغية التي ستوصله على الارجح للبيت الابيض قائمة على حب الشعب الأميركي الفائق «للتغيير» الذي رفع شعاره ذلك المرشح، وفي هذا السياق سيكون جميلا لو اختار المرشح ماكين الآنسة كوندوليزا رايس واوباما السيدة هيلاري كلينتون كنائبتين لهما «هناك شبه استحالة» كي تصبح انتخاباتهم هذه المرة بالابيض والاسود والذكر والانثى بعد ان كانت باللون الذكوري الابيض فقط وللمعلومة اعتبر الرئيس بيل كلينتون اول رئيس اسود للولايات المتحدة بما يمثله من رؤى وافكار يسارية وليبرالية قريبة من السود كما سيصبح اوباما اول رئيس اسود يمثل الفكر الشبابي الابيض الاميركي.
حب التغيير ورفض الفكر القديم سالف الذكر هو السبب الاول لتقدم ورقي الامم وهو ما يدعونا للطلب من ناخبينا كافة تبني نفس الرؤى المتقدمة وان يقوموا بتجديد شباب الامة عن طريق البحث عن دماء جديدة ساخنة ذات افكار متطورة من النساء او الرجال لتمثيلنا في المجلس النيابي المقبل بعد ان جربنا في الانتخابات الماضية الحفاظ على القديم فانتهينا بالاداء الكوارثي الذي شهدناه في العامين الماضيين، ويقال إن خدعتني في المرة الاولى فأنت المسؤول اما إن نجحت في خداعي للمرة الثانية فأنا المسؤول وارجو ألا نلدغ من نفس الجحر مرتين.
جرت العادة في تقاليدنا الانتخابية البالية ان تستباح مكارم الاخلاق وتنتهي الفروسية وتبدأ عمليات الغدر والكذب والحش والطعن من الخلف والانتهاء بحكاية الصوت الاعور المتكررة، لذا اعجبنا حتى الثمالة ثناء المرشح الخلوق صالح الملا على المرشح المنافس له في الدائرة عادل الصرعاوي وقوله انه سيصوت له في الانتخابات المقبلة رغم التباين الفكري والسياسي المعروف بين توجهاتهما، وكبيرة منك يا اخ صالح.
ومن الصالح صالح الملا الى الصالح صالح الفضالة صاحب اخلاق الفرسان في المجلس السابق والذي اثبت ان النيابة تكليف لا تشريف لذا ترك الكرسي الاخضر شاهدا على صنائعه البيضاء بحق وطنه، التساؤل الواجب والمحق لماذا لا يقتدي بعض الآخرين بأبي يوسف، مصرين على البقاء على الكراسي الخضراء حتى الممات، والا يثير هذا شبهة محقة حولة المنافع والمكاسب التي تحصد من تلك المناصب؟! انني ارى بالعين المجردة من سيقيم له الناخبون مباراة اعتزال في 17/5/2008 وستطفأ الاضواء على ثقافة خاطئة أحالت العمل السياسي الكويتي من اللعب الجميل الهادف لتنمية البلد وتطويره الى اسلوب الغضب وافتراض سوء النوايا ومنهاجية الازمات المتتالية التي اوقفت عمليات التنمية تماما في البلد وتركت المجال واسعا ليسبقنا الجيران.
آخر محطة:
عمليات ضبط شراء الاصوات امر ممتاز ولكن ماذا عمن تمولهم مخابرات دول اخرى لخلق ادوات اعلامية مطبوعة والكترونية ومرئية ومسموعة بهدف لاحق هو اثارة الفتنة والاضطراب والتخندق في البلد لتحويلنا الى عراق او صومال او لبنان آخر، الاخ بونواف يستحلفك الشعب الا تخليهم فهم الاخطر والاضر.
احذروا حوبة اليهودي الكويتي
يقال – مع شواهد واثباتات كثيرة – ان للكويت «حوبة» فمن يتعرض لها بأذى ينتهي نهاية مأساوية كما حدث مع الملك غازي الذي طالب بها فقتل ونوري السعيد «قتل» وعبدالكريم قاسم «قتل» وصدام حسين «شنق» والحال كذلك مع الاضطرابات التي اصابت الدول التي وقفت ضد بلدنا عام 90 وانتهى كثير منها إلى حروب دموية وكوارث طبيعية وازمات سياسية خانقة.
اليهود لا يقلون عنا في «الحوبة» او اللعنة التي تصيب من يعاديهم او يظلمهم فحتى منتصف الاربعينيات استقصد الاوروبيون اليهود بالاقصاء والقتل والابادة فتحولت قارتهم الى قارة حروب طاحنة ما ان تنتهي واحدة حتى تبدأ الأخرى، وما ان اصبح الاوروبيون موضوعيين وعقلاء وانسانيين مع اليهود ومؤمنين بحقوق الانسان بعد عام 45 حتى توقفت الحروب على ارضهم ذات الحربين العالميتين وآلاف الحروب الاخرى واصبحت ارض السلام الدائم والوحدة والاقتصاد المنتعش.
وفي حقبة ما بعد عام 1948 تعرض اليهود الابرياء في الدول العربية لظلم شديد لا يحتمل بسبب ما جرى على ارض فلسطين وهو أمر لا ذنب لهم فيه وآخر ما صدر بهذا الخصوص كتاب «تاريخ يهود النيل» يروي فيه كاتبه جاك حاسون مظلمته وآخرين من جماعته من قبل النظام الناصري القمعي عام 1956، والملاحظ ان «اللعنة» انتقلت خلال نصف القرن الماضي من اوروبا الى منطقتنا التي لم تتوقف فيها الحروب منذ ذلك الحين وهو ما يدل على صحة نظرية «حوبة» اليهود والملاحظ كذلك ان دولا مثل مصر وقطر والاردن والمغرب ارتفعت مؤشرات التنمية لديها الى مستويات غير مسبوقة حال تخليها عن الشعارات الرنانة الكذابة المعروفة واستبدالها بالرغبة في السلام مع الجميع.
إذا ما اتفقنا في النهاية على ان للكويتيين «حوبة» أو لعنة وان لليهود «حوبة» كذلك فكيف اذا ما اجتمعت الحوبتان؟! نشرت الزميلة القبس قبل ايام حوارا اجرته مراسلتها في الضفة الغربية مع اليهودي الكويتي- أبا عن جد – شلوموا بن صالح الكويتي تحدث فيه عن ذكريات والده الطيبة في وطنه الكويت، وانه لم يتعرض قط للظلم لدينا، كما ابدى رغبة ملحة في زيارة موطن آبائه واجداده الكويت، ونرى ان توجه اليه الدعوة لزيارة بلدنا، فشلوموا يملك للعلم حوبتين لا حوبة واحدة وقد تطفئ زيارته «العزيزوا» الذي يتسبب في الأزمات السياسية والامنية والاقتصادية والكوارث التي نتعرض لها منذ امد بعد ان نسينا ان للآخرين حوبات كحوبتنا!
آخر محطة:
بصدق وبكل امانة هل سنجد من هو اكثر كفاءة وأمانة واقل قابلية للفساد والتأزم والاثراء غير المشروع من مرشحات امثال د.فاطمة العبدلي ود.سلوى الجسار ود.رولا دشتي ود.اسيل العوضي والمحامية ذكرى الرشيدي وغيرهن من مرشحات؟ فلماذا وبحق لا ينتخبهن الرجال قبل النساء؟!