سامي النصف

بداية الأسبوع

تلقيت اتصالا من الوزير الفاضل احمد باقر حول ما طرحناه في مقال سابق وكان مما اوضحه ابومحمد حقيقة ان قضية فرض المنافسة – لا الاتفاق – بين الشركات الخاصة قائمة ضمن مشروع قانون تقدمت به الحكومة يأمل ان يرى النور قريبا، كما ثمن مقترح انشاء افرع «ظاهرة» لحماية المستهلك في الجمعيات التعاونية والاماكن العامة وذكر انه يحتاج الى دراسة وافية تتضمن توسيع صلاحيات تلك المكاتب وتزويدها بالكفاءات المختصة وهو امر لا اختلاف عليه فالمهم ان يتوقف النزف المالي الشديد في ميزانية الاسرة الكويتية والمقيمة نتيجة للاخطاء الشنيعة والغش والخداع من قبل بعض الحرفيين الذي ينتهي عادة بالمقولة الخالدة «روح اشتك».

والحقيقة أنه لا توجد مشكلة او معضلة في البلد لم تجد الصحافة ووسائل الاعلام العلاج الناجع لها عبر التحقيقات واللقاءات والمقابلات مع المختصين ولا يحتاج الامر الا المتابعة الجادة لما يكتب وينشر فالاعلام ليس داء كما يعتقد البعض بل يوجد ضمنه الدواء وهو اقرب للكأس التي نستطيع النظر والاستفادة من نصفها الممتلئ بدلا من الاكتفاء بالشكوى من نصفها الفارغ.

احد الامور التي يمكن عبر تبنيها تخفيف الاشكالات السياسية في البلد هو الحاجة للسرعة في اتخاذ القرار وخير مثال على ذلك قضية تأجيل الدراسة من عدمه فقد كان بالامكان ومنذ الدقيقة الاولى لطرح التوصية ان تحسم وتمنع بالتالي احراج النواب امام ناخبيهم، واعتقد ان العذر الاقوى لدى داعمي بدء الدراسة في حينها حقيقة ان رمضان المبارك لم ينفرد بالقدوم لبلدنا بل سيحل ضيفا خفيفا على 56 بلدا اسلاميا ولم نسمع ان احدها اجل الدراسة في مدارسه بسبب ذلك القدوم الكريم.

نرجو من بعض المسؤولين في الجامعة وغيرها التفريق بين العمل العام والخاص، واضح ان عمادة كلية العلوم الاجتماعية ممثلة بالدكتور الكفؤ والمحبوب يعقوب الكندري تلقى رضا جميع العاملين معه وكان من الطبيعي تبعا لذلك ان يمدد له في عمادة الكلية مادام يمارس عمله بكل جد واجتهاد حتى استطاعت الكلية تحت قيادته ان تسقط الجدار الفاصل بين الجامعة والمجتمع ونصبح نحن وغيرنا من الزائرين الدائمين للندوات والمحاضرات القيمة التي تقام في كلية العلوم الاجتماعية، دكتور فاضل يقوم بواجبه على اكمل وجه فلماذا يتم تقصده والتعرض له؟ لست أدري!

نرجو النظر بكل جدية للتوصية الحكيمة لجمعية المحاسبين الكويتيين حول الشروط الواجب توافرها في شخص رئيس ديوان المحاسبة المقبل ومنها ان يكون ذا خبرة في العمل المحاسبي وتم تدرجه في اعمال الديوان مع ضرورة بعده عن التحزب السياسي حتى لا تسلّم مفاصل البلد ممثلة بديوان المحاسبة لتوجه مؤدلج يقرب مناصريه ويبعد مخالفيه، وكيل ديوان المحاسبة عبدالعزيز الرومي هو من تتوافر فيه جميع تلك الشروط العقلانية والمنطقية ولا داعي للتردد في اتخاذ قرار تعيينه كونه الرجل المناسب في المكان المناسب.

سامي النصف

قضايا الأربعاء

هناك شكوى دائمة من مستوى التحصيل العلمي في الكويت، وحقيقة اننا من اقل امم الارض في ساعات الدراسة، واكثرها دون منافس في مجال العطل الرسمية وغير الرسمية، حتى ان العالم لديه يوم وطني واحد ونحن لدينا يومان، ونعطل صيفا عند قسوة المناخ وربيعا بسبب اعتداله، كما اننا نعطل في رأس السنة الهجرية ومرة اخرى في رأس السنة الميلادية وسنعطل قطعا مع رأس السنة العبرية كأول قرار يصدر فور اقرار الصلح العربي مع اسرائيل.

ومادمنا متفقين على قضية تدني مستوى التعليم في البلد وضرورة الارتقاء بأدائه فلم الغضبة المضرية من قرار حكومتنا الرشيدة الرشيد القاضي بالدراسة خلال شهر رمضان المبارك الذي نقر جميعا بأنه شهر عبادة و«عمل»؟! ان الطالب الكويتي لا يتناول في العادة وجبة الافطار صباحا بسبب حرارة الجو وثقل وجبة العشاء المعتادة ليلا، لذا لن يتغير عليه شيء بسبب الصيام عدا ان الدوام المدرسي سيحد من السهر الضار بالصحة القائم على معطى متابعة المسلسلات او الجلوس في الدواوين.

احدى اكثر الوسائل فعالية في محاربة الغلاء هي فرض المنافسة ومنع الاتفاق على الاسعار بين الشركات المختلفة كما يحدث في قطاع الاتصالات على سبيل المثال وهو امر يعاقب عليه القانون بشدة في الدول المتقدمة، امر آخر بودنا ان ينشأ في كل جمعية تعاونية مكتب لحماية المستهلك، يملك صلاحية الفصل السريع في الشكاوى المختلفة من اعمال المقاولين واصحاب الكراجات… الخ، لأن في ذلك توفيرا ضخما في ميزانية كل مواطن ومقيم ممن يدفعون اثمانا باهظة بسبب اخطاء الحرفيين الفادحة في الكويت ممن يقتاتون على مقولة متكررة هي «مو عاجبك، روح اشتك».

بودنا من الصديق د.محمد الرميحي ان يملأ يمين الصفحة الاخيرة من جريدة «أوان» الغراء بمقالات د.علي الزعبي الهادفة او الزميل ماضي الخميس الشائقة، حيث ان مقالات الكاتب جعفر عباس اليومية بعيدة عن تفاعل القارئ معها لاختلاف البيئة وبسبب البعد الجغرافي، وفي هذا السياق نهنئ الزميل صالح الغنام على انتقال عموده للصفحة الاخيرة من جريدة «الرؤية» الغراء ونشكر الزميل صلاح الهاشم على ما خطه وطرحه من قضايا ضمن زاويته «الرقيب».

سلاح الارهاب هو احدى ادوات الحرب القادمة في المنطقة والذي سيستخدم على الارجح فور بدء الحرب، لقد جرب في حقبة الثمانينيات سلاح خطف الطائرات ونخشى هذه المرة ان يكون هناك ما هو اسوأ من الخطف، لذا نرجو تشديد الحراسة على جميع الطائرات الكويتية اثناء مبيتها الليلي وابان عمليات الصيانة فيها كي لا يتم دس ما قد يتسبب في موت المئات دون ذنب.

قضية تحيرني منذ عهد صدام حتى اليوم، من يعتقد ان هناك مؤامرة او مخططا لضربه يفترض ان يبالغ في التهدئة ويرفع صوته بالدعوة للسلام كي يكشف امام العالم مقاصد خصمه ويسحب منه ذرائع العمل العسكري ضده، ما قام به صدام بالامس من تعد على الكويت وطرد المراقبين الدوليين اللاحق، ومثله ما يقوم به بعض اطراف القيادة الايرانية المتشددة من تصعيد كلامي واطلاق صواريخ يصب بالكامل في مصلحة من يريد شن الحرب عليهم.

آخر محطة:
هل من صوت عاقل ورأي رشيد يصل الى بعض جيراننا في الخليج كي يهدئوا اللعبة ام ان الحكمة لا تصل للأنظمة المتأزمة إلا بعد خراب البصرة.. وما إلى الشرق منها؟!

سامي النصف

امرأتان وخبران

اتى في الاثر قصة امرأتين ادعتا امومة احد الاطفال امام نبي الله سليمان الحكيم ( عليه السلام )، فلما حكم بشطر الطفل الى نصفين صرخت احداهما وهي الام الحقيقية بأن يعطي الطفل للام الاخرى، اي الزائفة، وهذا في الواقع ديدن الام الحقيقية للاطفال.. وللاوطان!

كثير من الخلاف القائم في الكويت هو في حقيقته اقرب للخلاف الذي تم بين هاتين المرأتين، اي بين من يحرص على امن الكويت ومواردها ومستقبلها كحال الام الحقيقية، ومن يظهر دائما انه لا مانع لديه من الاساءة لسمعتها وايقاف نموها وتطورها والتفريط في ثرواتها ومواردها على معطى ان «مال عمك لا يهمك».

ومن ذلك انني شاهدت ذات مرة دكتورا «كويتيا» يقول ضمن لقاء متلفز ان على الكويت ان تمنح جنسيتها لكل «من يطالب بها» دون التقيد بعدد او وضع شروط، حيث ان العالم – حسب قوله – تحول الى قرية صغيرة لا فارق بين سكانها، وبالطبع من قال ذلك الكلام لا يهمه على الاطلاق ما سيحدث لهويتنا او لموارد الدولة عندما نجنس الملايين ممن سيتقاطرون علينا بعد اقرار ذلك المقترح المجنون.. و«جلد مو جلدك جره على الشوك» يا دكتور.

وخبران من السعودية، الاول تحذير مفتي السعودية من تكفير كتاب المقالات الصحافية، معتبرا «ان تكفير كاتب الرأي او المقال ليس من اصول الدين او اسسه»، وهو ما يذكرنا بزملاء كانوا يسارعون بتكفير مخالفيهم في الرأي عند وقوع اي خلاف سياسي – لا فقهي – معهم مما خلق صورة سالبة عن سماحة ديننا الحنيف، فنرجو ان نرى تشريعا يجرم التكفير كونه الخطوة الاولى في الطريق الذي ينتهي بالتفجير.

الخبر الآخر قرأته في «المنتديات السعودية» وينسب لجريدة «الحياة» ولوكالة الانباء السعودية (واس)، عن لقاء مع امام الحرم المكي الشيخ عبدالرحمن السديس اعلن فيه ان وزارتي الاوقاف والداخلية السعوديتين تعتزمان الغاء اسم القبيلة من البطاقة الشخصية منعا للفتن الطائفية والقبلية والمذهبية، وان ذلك القرار يصب في مسعى الحكومة السعودية لاحداث التقارب بين المواطنين عبر الحوار الوطني المشترك، وانه امر يحظى بدعم د.عائض القرني الذي قال ان هناك من يريد اعادة الامة الى عهود «داحس والغبراء» وعصر حروب «عبس وذبيان» والى ملاعب الوثنية والتمييز العنصري.

واعتقد اننا في وسط موجات التعصب والتخندق القائمة، التي تهدد بأسوأ العواقب، يجب ان ننظر في تبني ذلك المقترح بل حتى الغاء الاسماء العائلية او تلك التي تدل على العنصر او الفئة او الطائفة اقرارا لمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الناس الذي يحث عليه ديننا الحنيف ومبادئ الانسانية جمعاء ونصوص الدستور، وارى ان المنتمي لـ «وطن النهار» لن يمانع من التضحية بالامور العظام من اجل مستقبل الوطن وامنه.

آخر محطة:
الشكر الجزيل للنائب الفاضل د.علي الهاجري على اتصاله بالجريدة لتبيان تبنيه لمقترح تخزين الوقود في ناقلات خارج الخليج بدلا من مد انابيب لـ 1200 كلم تبقى عاطلة لسنوات لتعمل عند الازمات.

سامي النصف

نسبة 48% والحرب القادمة

يتقدم مرشح الرئاسة الاميركية الديموقراطي باراك اوباما على المرشح الجمهوري ماكين بنسبة 48% الى 45%، ويمكن ان نستخدم تلك النسبتين المتقاربتين عند نظرنا لاحتمالات وسيناريوهات الحرب القادمة في المنطقة خاصة انها قد تقلب حال حدوثها نتائج الاستفتاءات الاميركية سالفة الذكر ويصبح ماكين متقدما بـ 48% الى 45% لاوباما الذي يعاب عليه ضعفه في الامور العسكرية ومن ثم ينتقل اهتمام الشعب الاميركي – مرة اخرى – من الاقتصاد الى الامن.

ويمكن القول تبعا لذلك ان نسبة احتمال نشوب الحرب في المنطقة هي 48% الى 45% لنجاح المساعي الديبلوماسية، وواضح ان هناك اطرافاً متشددة في ايران ترى انها ستكسب سياسيا واعلاميا من نشوب الحرب الجوية حيث ستدعي في اليوم التالي لانتهاء الحرب انها حققت الانتصار السياسي وستجعل من تلك الدعوى الاعلامية وسيلة لتوسيع دورها في المنطقة كما حدث مع مصر الثورية بعد حرب 56 وحزب الله بعد حرب 2006.

كما يمكن القول ان 48% من تهديدات ما بعد قيام الحرب لن تحدث، ونعني اغلاق مضيق هرمز لمدة طويلة او التعدي على الدول الخليجية لعدم وجود مصلحة لايران في استعداء دول المنطقة عليها، يقابل ذلك نسبة 45% من احتمال ردود أفعال عنيفة تحيل الخليج الى بحيرة نفط مشتعلة واطلاق صواريخ لا يعلم احد ما تحمله من رؤوس، خاصة ان ايران تعمل في مجالي الذرة والصناعة الحربية منذ اكثر من 18 عاما.

ويمكن التنبؤ بنسبة 48% ان دولنا الخليجية ستندم كثيرا على عدم قيامها بعمليات تدريب مدني لمواطنيها ومقيميها بشكل متزامن وموحد في الدول الست لرفع الحرج، كما قامت بذلك اسرائيل في ابريل الماضي ولمدة 3 ايام متتالية، وبالطبع هناك نسبة 45% بأننا سنكتشف أنه لا حاجة لمثل تلك التمارين على الاطلاق لفارق القدرات العسكرية بين القوات المتقاتلة ومن ثم نرسخ مفهوم ان «العيش على البركة» هو الخيار الافضل في كل الاوقات.

وهناك نسبة 48% بحدوث عمليات ارهابية ضد المصالح الاميركية في العراق ولبنان وفلسطين وبعض الدول الاوروبية والخليجية، قد تشمل خطف الطائرات، يقابلها 45% بأن الاوضاع في العراق وغيرها تحت السيطرة، وانه لا مصلحة لايران في حرق الجماعات الموالية لها امام شعوبها واظهارها بأنها حجر شطرنج بيد القيادة الثورية الايرانية، وهو ما يؤكد دعاوى خصومها عليها.

ومن الممكن القول ان نسبة دخول اسرائيل الحرب عبر ضربها المفاعل النووي الايراني تصل الى 48% كما قامت بذلك في السابق ضد المفاعل النووي العراقي عام 1981 والسوري عام 2007، وفي ذلك تدعيم للحكومة الاسرائيلية اليمينية القائمة واظهار انها الحليف الوحيد لاميركا في المنطقة، يقابل ذلك نسبة 45% بأن اسرائيل لن تدخل الحرب كونها لا تريد ان تستعدي شعوب المنطقة ضدها وضد الولايات المتحدة.

آخر محطة:
(1) ان كانت هناك حرب فستكون بنسبة 48% في شهر اغسطس و45% في شهر اكتوبر، ونرجو الا تتعدى نسبة حدوثها في شهر سبتمبر – اي شهر رمضان المبارك – 7%، والله اعلم.

(2) احتمالات الحرب تقوى كلما ازداد عدد المستفيدين منها، وواضح ان هناك فائدة كبرى من قيام الحرب للاطراف المتشددة الفاعلة في ايران واسرائيل وبعض دول التحالف الدولي.. والله يستر!

سامي النصف

الانهيار الكبير

في الولايات المتحدة أغنى دول العالم وذات الـ 300 مليون نسمة أزمة عقارية خانقة باتت تهدد أكبر اقتصاد في التاريخ بالركود بسبب المضاربات التي تمت على العقار في الفترة الماضية، وفي أوروبا تعاني اسبانيا ذات الـ 40 مليون نسمة والتي يزورها نفس العدد من السائحين أزمة مماثلة على معطى مبالغتهم في بناء العقار مما خلق فائضا تسبب في انخفاض حاد في الأسعار.

شهد عالمنا العربي خلال السنوات الخمس الماضية ارتفاعا كبيرا في أسعار النفط وشهد معه تحويل عوائد البترودولار الى أعمال إعمار وبناء غير مسبوقة امتدت من ساحل المحيط الأطلسي غربا إلى الخليج العربي شرقا حيث خلقت في بعض دول المنطقة العربية أكبر الشركات العقارية في العالم وانفردت بعض دولنا بعمل ثلث رافعات العالم فيها.

وضمن تلك العملية أصبحت بعض دولنا قليلة السكان تحوي «أكبر» الأسواق و«أطول» العمارات و«أضخم» المدن الترفيهية.. الخ في وقت يفترض فيه أن تكون تلك المنشآت قائمة في البلدان شديدة الثراء كأوروبا وأميركا واليابان أو وافرة السكان كالهند والصين واندونيسيا.

ويمتد ذلك التمدد العمراني لدول عربية محدودة الدخل مما يعني ان أي هزة عقارية بها ستعرض بنوكها للخطر الشديد، والغريب أن أحدا لا يتحدث عن الزبائن المنتظرين لذلك العمران الباهر، فبعض دولنا لا يؤهلها عدد سكانها القليل لملئه، كما ان الفقر السائد في دول أخرى يمنع الشريحة الكبرى من الشراء والاستمتاع بملاعب الغولف وغيرها من وسائل الترفيه في غياب واضح لعمليات نزوح أثرياء العالم لمنطقتنا بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة فيها.

وقد نشكر في يوم ما بيروقراطيتنا العتيدة وأزمات مجلس الأمة المتكررة كونها حدت دون قصد من قيام الكويت بمثل تلك المشاريع الضخمة عالية المخاطر فأصبحت منشآتنا بالتبعية وأسواقنا وأماكننا الترفيهية متناسبة تماما مع حاجتنا المحلية دون بهرجة أو مبالغة أو انتظار ملايين الأثرياء الأجانب ممن قد لا يحضرون.

ان الاستخدام الأمثل لعوائد نفطنا هو في جعلها تجلب الموارد المالية لنا مستقبلا كحال وضعها في استثمارات عالمية ثابتة مدرة للعوائد بدلا من الخسارة الثلاثية المضاعفة لها عبر وضعها في مشاريع ندفع المليارات على انشائها ثم ندفع المليارات اللاحقة لصيانتها وتشغيلها ولربما مليارات ثالثة لانهيارها.

آخر محطة:
الموارد الخليجية والعربية هي انعكاس لفرصة تاريخية نادرة ونرجو ان نرى عملا جماعيا على مستوى الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي لعمل دراسة واقعية ووافية لمستقبل التمدد الانشائي القائم، فجميعنا في قارب واحد وما سيضر بمشاريع رقعة جغرافية معينة سيمتد بالضرورة للأماكن الأخرى.

سامي النصف

كيف سيتم قتل ابن لادن؟!

أعادت كارثة 11 سبتمبر 2001 التي قام بها رجال أسامة بن لادن للأذهان حادثة أخرى هي ضرب ميناء بيرل هاربر في 7 ديسمبر 1941 من قبل اليابانيين، فالحادثتان تتقاربان في عنصر المفاجأة وعدد الضحايا، وكونهما حدثتا على الأراضي الأميركية بينما اعتادت الولايات المتحدة خوض حروبها على أراضي الآخرين.

كما ان هناك تشابها في شخصيتي الفاعلين، ونعني أسامة بن لادن والأدميرال اسروكوياماموتو قائد الهجوم المفاجئ على ميناء اللؤلؤ في بدايتيهما وشخصيتيهما ومن ثم قد نستدل عبر معرفة كيف انتقمت وقتلت الولايات المتحدة عدوها الأول للوصول لمعرفة الكيفية التي ستنهي بها إشكالها الثاني.

فيجمع الاثنين، ابن لادن وياماموتو، ودهما الشديد في بدء حياتيهما للولايات المتحدة حيث امتدت علاقة ابن لادن الحميمة بأميركا لـ 6 سنوات (1979 – 1985) وقف خلالها معها وحارب عدوها في أفغانستان، وبالمقابل قضى الأدميرال الياباني 6 سنوات من عمره كطالب في هارفرد وملحق في السفارة اليابانية في واشنطن (1919 – 1923 و1926 – 1928) كان خلالها صديقا مخلصا لأميركا ومؤمنا بنمط الحياة فيها ومعاديا بشدة لتحالف اليابان مع المانيا النازية، ومعارضا لفكرة الحرب ضد الولايات المتحدة لمعرفته اللصيقة بالقدرات العلمية والصناعية والبشرية التي تملكها.

وقد تلت الهجومين أخبار وإشاعات عن تحذيرات وصلت للقيادة الأميركية من احتمال حدوث الهجمات اللاحقة عليهم كالتقرير التحذيري الذي تسلمه الرئيس روزفلت في 24/11/1941 والرئيس بوش أوائل أغسطس 2001، ويرى بعض الباحثين ان القيادتين وجدتا في الهجومين المبررات التي تحتاجانها لشن حروب ما كان الكونغرس الأميركي ليوافق عليها لولا تلك الهجمات.

يتبقى ان حادثة قتل الأدميرال الياباني الذي كان كحال ابن لادن هذه الأيام في الخمسينيات من عمره ابتدأت عندما اخترقت المخابرات الأميركية شفرة اتصالاته وعرفت تحركاته ووجوده في جزر «سليمان» في جنوب المحيط الهادي فتم إصدار أمر رئاسي بقتله حيث هاجمته 16 طائرة أميركية في 18/4/1943 وقضت عليه.

ولن يكون سيناريو مقتل ابن لادن بعيدا في النهاية عن ذلك حيث ستتم معرفة مخبئه في أفغانستان أو باكستان عبر اختراق شبكة اتصالاته أو عن طريق معلومة من أحد المتصلين به فيعمد لخيانته طمعا في الجائزة المالية، حيث ستهاجم الطائرات الأميركية موقعه وسيدمر المكان بشكل كامل ولن يقبض عليه حيا حيث ان تجربة محاكمات صدام أثبتت ان بإمكانها ان تحيل خصوم أميركا من أعداء الى شهداء ولن تعيد الولايات المتحدة ذلك الخطأ.

سامي النصف

«حملة وطنية» يجب أن تطلقها شركات السيارات

فيصل الزامل

ما هي الأشياء التي تشتت الذهن أثناء قيادة السيارة؟ قد يكون أشهرها الانشغال بمكالمة هاتفية، أظن أن هناك أشياء أكثر من الهاتف تتسبب في تشتيت الذهن، الأصوات المرتفعة داخل السيارة تقلل التركيز، الحديث مع الراكب أو الركاب يجعل العين المبحلقة على الطريق لا ترى شيئا، فالعقل مشغول في شيء آخر بسبب تلك المحادثة، والنتيجة هي طوفان الحوادث الذي يسلب من البيوت أعز شيء، والد ارتبطت حياة الأسرة به، أم أصابها الشلل، شاب في مقتبل العمر فجع والداه بغيابه المفاجئ، بسبب انشغال سائق سيارة بواحد من تلك الأمور.

حضرت لقاء بين أب لأسرة معظم أفرادها من الأطفال مع شاب كاد أن يقتله، وجاء يعتذر اليه بعد أن تماثل الرجل للشفاء، قال له الأب في لهجة غاضبة: «هل ترى عدد الأطفال الذين كدت أن تكون سببا في يتمهم؟ أهلك أعطوك سيارة ضخمة – همر – لا تتناسب مع عمرك وخبرتك، سيارة يصعب على السائق الخبير السيطرة عليها عند بروز أي طارئ، ومع ذلك انطلقت بها وصعدت على سيارتي حتى فقدت الوعي، ألا تدرك خطورة ما فعلت؟» كان الشاب صامتا، سيطر عليه الذهول، أصوات الأطفال في المنزل تخترق أذنه كالسهام، وربما استمرت تلك الأصوات تتردد في وجدانه لأيام وشهور طويلة.

مطلوب حملة اعلامية ضخمة لها هدف واحد، زيادة التركيز أثناء قيادة السيارة، فقد زرت قبل أيام أبا فقد ابنا له في العاشرة من عمره لأن شابا يافعا قرر أن ينشغل بوضع أشرطة «دي.ڤي.دي» عن النظر والتركيز على الطريق، والنتيجة أم محطمة وأب مفجوع، وخسارة بشرية جديدة لهذا الوطن، للأسف السيارة في الكويت لم تعد وسيلة انتقال بل تحولت الى مكان لقضاء أوقات ممتعة، أكل وشرب وأغاني، مع قيادة متهورة تنتهي بكوارث متلاحقة معها كلمة «آسف» يقدمها الجاني ببرود للأسرة التي ثكلت بابن أو ابنة أو أب أو أم.

هذه المسألة لا تعالجها القوانين ولكن قد تنفع حملة وطنية ناجحة بحجم الحملات المميزة مثل «الحفاظ على الصلاة في موعدها»، وغيرها من الحملات البناءة، وربما تحملت شركات السيارات المسؤولية الأكبر في تغيير ثقافة المجتمع تجاه وظيفة السيارة وتحويلها من أداة قاتلة الى واحدة من ضروريات الحياة التي تزيد الحياة بهجة، وليس العكس.

على المستوى الشرعي، يجب أن يوضح المختصون حكم المتساهل في القيادة والمتهور فيها اذا ترتب على هذا السلوك ازهاق أرواح بريئة، ما هو اثم الفاعل؟ هل يقرب فعله من «العمد» بالنظر الى علمه بما سينتج عن السرعة المتهورة والتشاغل عن الطريق؟ أليس هذا من التفريط الذي يؤاخذ عليه المرء ديانة أو قضاء؟

كلمة أخيرة:
تقاطع دوار جوازات حولي مع طريق البدع، هذا المشروع الذي أشرف على الانتهاء وحقق انسيابية كبيرة في المرور، هو انجاز يستحق كل من أسهم فيه الشكر والثناء، المرور، الأشغال، الأخ وزير الأشغال الأسبق بدر الحميدي، لكم جميعا نقول، شكرا.

سامي النصف

أين يذهب أصحاب 99.9%؟

لا أعلم شخصيا سبب الهليلة المبالغ بها لخريجي الثانوية العامة، وهي للعلم احد موروثات سنوات الجهل والأمية التي كان يندر بها وجود من يفك الخط ويقرأ ويكتب، ان علينا ان نرتقي هذه الايام بمستوانا العلمي وان نحصر احتفالاتنا بعد تخطينا تلك المرحلة بمن يحوز تقديرا علميا دوليا من الاطباء وحملة الدكتوراه وغيرهم من المختصين في مجالات الحياة المختلفة.

ومما نلحظه ان من يحوز نسب 99.9% في الثانوية العامة خلال الثلاثين عاما الماضية من عرب وخليجيين وكويتيين يختفون في وقت لاحق في الحياة، فلا نسمع لهم حسا او خبرا كما لا اذكر ان احدا من المبرزين او الناجحين في وطننا العربي قد ظهر ضمن سيرته الذاتية انه كان من الحائزين على مثل تلك النسب الفريدة في الثانوية العامة، كما قل ان تجد لبنانيين وهم احد اكثر الشعوب العربية نجاحا من الحائزين لمثل تلك النسب.

وقد يكون لهذه الظاهرة اسباب عدة منها ان بعض من يحوزون اعلى الدرجات هم من الانطوائيين والبصامين المتفرغين للدراسة طوال الوقت ومن ثم تمر عليهم السنوات سريعا دون ان يكسبوا مهارات الاتصال واستيعاب فن العلاقات العامة التي لا يمكن النجاح والبروز في الحياة دونها، كما قد يمتاز بعض حائزي 99.9% بالقدرة فقط على الاجابة عن اسئلة الامتحانات دون القدرة على الابداع والابتكار والاستخدام الأمثل للمواد العلمية التي يحوزون الدرجات النهائية فيها.

سبب آخر هو ان النجاح والبروز في الحياة قد يحتاج لعناصر اخرى لا شأن لها بمناهج الدراسة كالحس الاجتماعي الراقي والروح المرحة والمثابرة وحب المخاطرة، فكثير من شديدي الذكاء لا يودون الإقبال على امر ما الا اذا تأكد لهم بشكل قاطع انه مضمون النجاح ولا مخاطرة فيه، مما يفوت عليهم فرص نجاح وفوز كثيرة في الحياة التي لا يمكن دائما التنبؤ بمتغيراتها، كما انها لا تخضع بالضرورة لمعادلة 1+1=2 المنطقية.

سبب ثالث هو ان الذكاء في وطننا العربي يقوم على التميز النظري في مسائل البعد الثنائي وحل المشاكل الورقية البسيطة، بينما نجد ان الذكاء في المجتمعات المتقدمة كأوروبا وأميركا وشرق آسيا يقوم على معطى ثلاثي الأبعاد وحل المشاكل ذات الجوانب المعقدة، ومن ذلك فشل اذكيائنا في امتحانات القدرات المسماة (I.Q) كونها تقوم على المعطى المعقد لا البسيط والثلاثي او الرباعي الابعاد، ومثل ذلك الفشل العربي في استيعاب علوم الكمبيوترات والإنشاءات والمكائن والتقنية الحديثة عدا بالطبع قلة قليلة من المبدعين العرب فيها.

وأحد أهم اسباب اختفاء مبرزي الثانوية العامة في الازمان اللاحقة هو حقيقة ان مناهجنا الدراسية الاولية لا تكشف القدرات الذاتية والتخصص الأمثل لمثل تلك العقول، ومن ثم قد يتوجه طالب مبرز لعلوم الطب فلا يبدع بها كون قدراته الذاتية تؤهله لدراسة الهندسة والعكس بالطبع صحيح، كذلك انحصر ابتعاث المبرزين الخليجيين والعرب في علوم محددة (الطب والهندسة) فتوقف الابداع في مجالات الحياة الاخرى التي لا تقل اهمية عنها مثل التشريع والتعليم والاقتصاد الخ، فإبراهيم دبدوب كويتي واحد قد يكون اكثر نفعا لبلدنا الذي يشكل الاستثمار البديل الوحيد لنفطه بأكثر من 100 طبيب او مهندس.

آخر محطة:
سعدت بما قرأته من احد مبرزي المعهد الديني هو في الاصل خريج هندسة كهربائية، لقد اثبتت الايام ما لعلوم الشريعة من تأثير قوي على الحياة العربية والاسلامية المعاصرة، لذا بودنا ان توجه نخبة من العقول البارزة، لذلك العلم الديني والإنساني كي تستنبط لنا فهما عصريا وذكيا لاشكالات العصر، للمعلومة كثير من خريجي علوم اللاهوت في الغرب هم في الاصل اطباء ومبرزون في مجالات الحياة الاخرى.

سامي النصف

في المسألة العراقية

لم يكتف أحبتنا في الخليج بتخطينا في أمور التنمية والصحة والتعليم والرياضة والإعمار..الخ بسبب انشغالنا الدائم بالصراعات السياسية
ونسياننا ما عداها، بل اصبحوا يتقدمون علينا فيما كانت تتميز به الكويت صغيرة الحجم والكبيرة بدورها السياسي في المنطقة والذي جلب احترام العالم لنا وهو ما ادى في النهاية لحشد قوى الشرق والغرب للمرة الاولى في التاريخ الحديث لتحريرنا.

فبعد ان استضافت الشقيقة السعودية حوار «المصالحة الفلسطينية» والشقيقة قطر حوار «المصالحة اللبنانية» ومصر حوار «المصالحة العراقية» وحصدت الثناء من الاعلام الدولي على ادوارها الخيرة تلك، وكنا فيما مضى السباقين للعب مثل تلك الادوار، اتى الدور على الشقيقة الامارات للقيام بمبادرة سياسية مهمة هي اسقاط ديونها عن العراق وارسال سفير لها في بغداد وهو قرار تصدر كذلك وسائط الإعلام العربية والدولية وحاز، وهو الاهم، تقدير الاخوة العراقيين.

والعلاقة مع العراق هي علاقة استراتيجية مهمة جدا لحاضر ومستقبل الكويت التي يجب الا تكتفي بحماية الدول الكبرى لها، والتي يمكن ان تتغير مصالحها وقراراتها كحال قرار بريطانيا في الماضي بالانسحاب من شرق السويس، والواجب ان نستغل اللحظة التاريخية الحاضرة لخلق علاقة ود وصداقة متميزة مع الشعب العراقي تبقى باقية بقاء الدهر وتشمل معاهدات وبروتوكولات ثنائية تودع لدى المنظمات الدولية لها شقان سري ومعلن تتضمن ديمومة السلام وحصد المكاسب للطرفين وتجعل العراق يخسر كثيرا حال تغييره تلك العلاقة من الود الى العداء.

من الاخطاء الفادحة محاولة بعض اعضاء البرلمان تقييد حركة السياسة الخارجية الكويتية ومن ذلك ما نسمعه من تهديد اجوف بمساءلة رئيس الوزراء حال اسقاط الديون الكويتية (المعدومة) عن العراق، لقد اسقطت روسيا ديونها وهي احوج منا للمال واقل حاجة منا للأمن مع العراق، كما لم نسمع قط بمن يقول بمثل ذلك الطرح ليحد من مسار المساعدات الخارجية الاميركية او الاوروبية او اليابانية او الصينية بحجة ان هناك قروضا او حاجيات اخرى داخل تلك البلدان تحتاج لمثل ذلك المال.

ان مصلحة الكويت واجيالها المقبلة تفرض علينا فتح باب مفاوضات فورية وسرية مع العراق نبدي فيها استعدادنا لإسقاط الديون الكويتية ومعها ارسال سفير كويتي لبغداد، على ان يربط ذلك بتوقيع بروتوكولات تمنع الى الابد المطالبة العراقية بالكويت او اعادة فتح ملف الحدود بين البلدين حتى ان اقتضى ذلك الامر ان يتم تضمينه الدستور العراقي وفرض عدم التطرق له في المناهج الدراسية العراقية بنصوص ملزمة غير قابلة للنقض.

ونحتاج ضمن مثل ذلك النوع من المفاوضات الى الاستعانة بخبراء دوليين في القانون ومستشارين من متقاعدي الخارجية الاميركية والبريطانية والمصرية، حيث علينا ان نقر بأننا لا نملك قدرات كالتي يملكها العراق هذه الايام وفي هذا السياق نحتاج الى سفير وطاقم متميز جدا للعمل في بغداد خلال المرحلة المقبلة وهي مرحلة تأسيس للعلاقة الكويتية – العراقية الجديدة، كما يجب ان يصاحب ذلك فتح بلاد الرافدين ارضها للاستثمار الكويتي واستخدام العراق الكويت كمركز مالي لتلبية حاجياتها المستقبلية، فالعلاقة الاقتصادية – لا السياسية – هي ما منع الحروب بين الدول الاوروبية.

آخر محطة:
دعاني الرئيس اليمني ذات مرة للقصر الجمهوري وامضيت معه ما يقارب 45 دقيقة في حديث قال فيه ان لديهم برلمانا منتخبا ومعارضة قوية كالحال في الكويت الا ان برلمانهم ومعارضتهم لا يتسببان في إساءة علاقة اليمن بالدول الاخرى، كما لا يتدخلان في اعمال تختص بها الخارجية اليمنية.

سامي النصف

إغلاق المضايق والخيار النووي

عندما تهدد ايران باغلاق مضيق هرمز يتبادر للأذهان اغلاق مصر لقناة السويس عامي 56 و67، والواقع ان هناك فارقا كبيرا بين الاثنين، فالقناة تمر وسط الأراضي المصرية وهي ملك لها بينما يعتبر مضيق هرمز قانونا من «أعالي البحار» فلا تملك ايران حق اغلاقه او حتى وضع شروط او حصد رسوم للمرور فيه، كذلك فعرض قناة السويس لا يزيد على 190 مترا مما يجعل من السهولة اغلاقها عبر اغراق سفينة او سفينتين فيها بينما يبلغ عرض مضيق هرمز 34 كم ولو أغرقت ايران جميع سفنها فيه لما نجحت في عرقلة الملاحة فيه.

ولو حاولت ايران اغلاق المضيق بالصواريخ والسفن السريعة فسيمكن خلال ساعات او أيام قليلة تدمير جميع مواقع الصواريخ واغراق السفن المغيرة، وللمعلومة لو كانت لإيران القدرة على اغلاق مضيق هرمز لقامت بذلك الامر ابان الحرب العراقية – الايرانية عندما توقف تصدير نفطها تماما وكانت لديها رغبة ملحة آنذاك في إيقاف تصدير النفط الخليجي الا انها لم تنجح الا في زرع الألغام البحرية في مياه الخليج، وللمعلومة ايضا تصدر هذه الايام ايران 4.2 ملايين برميل تدر عليها ما يقارب 750 مليون دولار يوميا وبذلك تصبح هي المتضرر الأكبر من اغلاق مضيق هرمز.

واذا ما علمنا باستحالة اغلاق المضيق يصبح من غير الحكمة بالتبعية محاولة مد انابيب لـ 1200 كم حتى نصدر نفطنا عن طريق البحر الأحمر أو بحر العرب والأفضل من ذلك ان نفكر في بدائل رخيصة قصيرة المدى كتخزين النفط في ناقلات خارج المضيق لفترة محدودة عند وقوع الأزمات او عقد اتفاقات مع السعودية والامارات لبيع نفطهما باسمنا عن طريق «الإعارة» ثم نقوم برده في وقت لاحق مع الفائدة، او ان نتقبل العيش دون تصدير نفط لأيام قليلة حتى تقوم الدول الكبرى بتأمين الملاحة الحرة عبر المضيق.

وتتحدث الجارة ايران عن تخصيب اليورانيوم، والحقيقة الجلية انه لا فائدة على الاطلاق لايران من ذلك التخصيب في جانبيه العسكري والمدني ومن ثم لا يستحق تعريض الشعب الايراني لمخاطر الحصار والحرب لأجله، ففي الجانب العسكري والاستراتيجي لن تتملك ايران أسلحة نووية وصواريخ متطورة أكثر مما تملّكه الاتحاد السوفييتي في السابق والذي لم تفده ترسانته تلك بشيء حيث انهار وانفصلت عنه أراضيه على شكل جمهوريات مستقلة واضطر للانسحاب من أوروبا الشرقية وسقط فكره الايديولوجي ومحاولته تصدير ثورته لخارج أرضه، كما تملك ايران مخزونا هائلا من النفط والغاز ومن ثم لا تحتاج للمفاعلات لانتاج الطاقة النووية التي توقفت الدول الصناعية عنها بسبب مخاطرها الكبرى على البيئة والسكان.

لقد قام النظام الايراني بممارسة خطرة لسياسة «حافة الهاوية» واستفاد خلال السنين الماضية من تلك السياسة حيث ارتفعت اسعار البترول من 50 الى 150 دولارا وحصل على اعتراف دولي بدوره الاقليمي كما حصد الحوافز من الاتحاد الأوروبي، وجميع تلك المكاسب ستذهب هباء حال سقوط النظام الايراني في الهاوية بدلا من التوقف على حافتها كما حدث في الماضي مع جميع الأنظمة الثورية في المنطقة حيث ان قدرات ايران العسكرية لن تمكنها من الصمود في حال نشوب الحرب بسبب تعنتها ولن يفيدها حلفاؤها في المنطقة حيث تسيطر الحكومة العراقية الحليفة لأميركا على الأوضاع في الجنوب ولن يخاطر حزب الله بادخال لبنان مرة اخرى في حرب مدمرة لصالح ايران تقضي على ما تم تعميره في السنتين الماضيتين كما ان سورية مشغولة بالمفاوضات مع اسرائيل والحال كذلك مع حركة حماس.

آخر محطة:

(1) أي مواجهة أميركية – ايرانية سينتج عنها خسارة ايران عسكريا واميركا سياسيا ومن ثم لا فائدة للطرفين من الحرب.

(2) لا تحتاج القوى الدولية لأي قواعد خليجية لضرب ايران حيث تتكفل بذلك ناقلات الطائرات الموجودة بكثافة في المنطقة، هذه الحقيقة لن تمنع ايران من توجيه غضبها نحو دول الخليج مهما فعلت، كونها لن تستطيع بالقطع ضرب العمق الأميركي او حتى الاقتراب من بوارجها الحربية لذا فلنعض بالنواجذ على تحالفنا مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي فالنتيجة واحدة وقفنا مع أميركا أو لم نقف.

(3) ان نضرب لشيء عملناه خير ألف مرة من أن نضرب لشيء لم نعمله.