سامي النصف

وماذا عن مظالم هؤلاء؟!

ظُلم العمال البنغال فثاروا لمظلمتهم كحال ثورة الزنج الشهيرة في البصرة شمال الكويت، ولم نسمع حتى الآن عن الجاني أو الفاعل في تلك المظالم والجرائم التي أساءت لوجه الكويت الناصع امام شعوب العالم اجمع، ممن قد نحتاج لنصرتهم في يوم اسود فلا نجدها بسبب افعال القلة المنحرفة منا، ان وجب تسخير الدولة طاقاتها لنصرة البنغال، وهو حق لا منّة فيه، فماذا عن أهل الكويت ولمن يتقدمون بشكواهم ومظالمهم في قضاياهم المختلفة؟!

نشرت الزميلة «القبس» في عدد امس على صفحتين وبعنوان «الشيخ طلال كفاءة وبراءة» نتائج التحقيق الذي اجرته النيابة العامة بشأن تقرير لجنة التحقيق بمجلس الأمة، والذي استبعد شبهة التعدي على المال العام، بل اظهرت «القبس» بعد نظر مسؤولي «الكويتية» آنذاك في محاولتهم تحديث اسطول المؤسسة بأنسب الأسعار كوسيلة للسلامة وللحفاظ على ارواح المواطنين، ولترغيب المستثمر في الشراء أو الدخول كشريك استراتيجي، فلمن يشتكي من مُست اسماؤهم بذلك التقرير الظالم الذي دفع به بعض الحاقدين والمتعدين على المال العام في المؤسسة؟ ولنا عودة لاحقة لذلك الموضوع المهم.

وقبل ذلك كتب الزميل فيصل الزامل مقاله المؤلم «رابطة كويتيي المهجر»، وجميع اعضاء تلك الرابطة الكويتية المهاجرة هم ضحايا الظلم والاعاقة والابتزاز الذي تعرضوا له في بلدهم المعطاء الكويت دون ان ينصفهم او يقف معهم احد، بل ان كثيرا من ظلم هؤلاء هو نتيجة لقرارات عشوائية وقراقوشية اتت ممن احترفوا تلبيس الحق لباس الباطل والباطل لباس الحق، وتفننوا في ظلم البريء وتبرئة الظالم.

وتسبب تشريع مستعجل صدر مؤخرا في الضرر الشديد لمئات الألوف من الكويتيين من حملة اسهم الشركات العقارية والاستثمارية والبنوك بسبب تقلص ارباحها، ومثل ذلك ظلم كل كويتي يملك منزله الخاص او ارضا او سهما، حيث لم تعد تساوي نصف أثمانها فيما لو اضطروا لبيعها، فلمن يشتكي هؤلاء ولمن يعترضون على تشريعات لا مثيل لها في العالم كفرض الضرائب على الارض الفضاء التي لا تدر مالا في بلد لا ضرائب دخل فيه.

ومعروف ان بيت التمويل والبنوك المالية والعقارية وشركات التسهيلات هي أهم المؤسسات الاقتصادية الراسخة في البلد التي يعتمد اغلب الكويتيين عليها في مواجهة متطلبات الحياة عبر العوائد المالية على مدخراتهم او توزيعات الارباح على اسهمهم، وقد تسبب قرار تشريعي مستعجل آخر في أفدح الضرر لتلك المؤسسات المالية، وهبطت التسهيلات والقروض التي تقدمها بمقدار 90% (من 85 مليونا الى 8 ملايين) فأين سيشتكي مئات آلاف الكويتيين من المتضررين من تشريعات تضر بمائة الف مواطن في سبيل افادة مواطن واحد؟!

ويستفيد جميع الكويتيين دون استثناء من مؤسسة التأمينات الاجتماعية التي يتوقعون ان توفر لهم الحياة الكريمة في أواخر عمرهم عندما لا يمتلكون القدرة على العمل والعطاء، وقد تسببت عدة تشريعات مستعجلة متلاحقة في أفدح الضرر لتلك المؤسسة حتى تحولت ربحيتها الى عجز اكتواري كوارثي يقارب 10 مليارات دينار سنحت لنا الظروف المالية الاستثنائية بسده هذه الايام، فماذا سيحدث عندما يتراكم الدين مرة اخرى ولا تجد الحكومة مستقبلا الفائض المالي اللازم لتعويم تلك المؤسسة التي تظل بظلها عامة الشعب الكويتي؟ ولمن سيشتكي الكويتيون آنذاك تلك الفاجعة التي ستصيبهم في أواخر عمرهم؟!

سامي النصف

هل اتعظنا حقاً من الاحتلال؟!

في البدء العزاء الحار لآل البحر والمرزوق والقطامي الكرام في فقيدهم المرحوم جاسم محمد البحر، للفقيد الرحمة والمغفرة، ولأهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

تحوّل الأمم الحية كوارثها إلى دروس تدفعها إلى الأمام وتمنع تكرار المصائب والويلات التي مرت بها كنوع من تكريم شهدائها حتى لا تذهب دماؤهم المسفوكة هدرا، فهل استفدنا حقا مما حدث في 2/8/1990؟! يعتقد كثيرون، وبأسف شديد، اننا لم نستفد شيئا من تلك الفاجعة الكبرى وتلك بذاتها فاجعة أخرى.

انفردت الكويت قبل الاحتلال الغاشم دون جاراتها أو غيرها من دول العالم بتفشي مقولة «اننا دولة مؤقتة» فمبانينا وجسورنا وتشريعاتنا، وقبلها تصرفاتنا، تدل دلالة اكيدة على ذلك الأمر حتى اننا توقفنا عن عمليات بناء المشاريع تصديقا لتلك القناعة الراسخة، وتفرغ كثير منا لتعبئة سياراتهم وقبلها حساباتهم الشخصية من محطة البنزين المؤقتة المسماة «الكويت».
 
حدث الاحتلال وبكينا دما على الوطن الذي اضعناه وعاد البعض منا هذه الأيام يتعامل مع وطننا مرة أخرى على انه وطن مؤقت زائل.

ومن امراض ما قبل الاحتلال التي تكررت بعده: عدم تسليم الأمور في وزارات ومؤسسات الدولة الى الاكفاء والأذكياء والأمناء كما تقوم بذلك الدول الدائمة والباقية إلى الابد، واستبدل ذلك بايصال غير المقتدرين من المؤمنين للاسف الشديد بأن «البلد رايحة رايحة لذا اخذ منها ما اتخذ»، ان وجود الرجل غير المناسب في المناصب يثير الحنق واليأس في الداخل ويغري الطامعين في الخارج فلماذا نقوم به؟! لا ادري.

وأحد الأسباب المهمة التي اوصلتنا للاحتلال: الولاءات للغير والخلافات السياسية التي سمع بها القاصي والداني و«على شيء لا يسوى» والتي اوصلناها للجيران ومن ثم ادخلنا الدب الطامع والجائع لحقلنا ثم استغربنا بعد ذلك انه عاث به فسادا ودمارا، فهل تعلمنا من ذلك الدرس، وهل توقفت خلافات الفقاعات السياسية المتوترة والتي فاقت حربي «داحس والغبراء» و«البسوس» في سخافة اسبابهما وطول ازمانهما وزايدت على حمقى بيزنطة في غفلتهم وجهلهم بالاخطار المحيطة بهم.

واحدى كوارث ما قبل الاحتلال: تحكيم العاطفة في الأمور التي يفترض ان نحكم العقل بها فقد اندفعنا بدافع العاطفة للتأييد المطلق لصدام حتى لم نر مخالبه وهي تمتد وسكاكينه وهي تشحذ، وامتدت بنا العاطفة – لا العقل- حتى اعتقدنا انذاك اننا الدولة الثالثة العظمى بعد روسيا واميركا (الثانية هذه الايام بعد سقوط الاتحاد السوفييتي).

ان النفس تموت كمدا ونحن نرى ملف علاقتنا بالدول الأخرى، العظمى منها والجيران، قد ترك لهذا النائب أو ذلك الكاتب أو ذاك السياسي ليفتي فيه عاطفيا بعيدا عن تحكيم العقل البارد مما يهدد بافدح المخاطر والاضرار على بلدنا و«لن تسلم الجرة في كل مرة».

آخر محطة:
في غياب الوعي والقانون والردع والزجر احال البعض الكويت الى مكبّ نفايات بحجم كبير، فأين الدولة واين حماة الوطن واين الكويتيون؟! هل الجميع جاهز للرحيل وترك الوطن؟! وصلتني بالأمس تلك العبارات القوية بالبريد الالكتروني من الصديق عمر القاضي ومعها صور أخرى تظهر تدمير البيئة البحرية بعد الانتهاء من تدمير البيئة البرية في الجنوب.

سامي النصف

إعدام الزعيم الذي لا ينام

في مثل هذه الأيام منذ 50 عاما قام انقلاب دموي في العراق ودخل النقيب عبدالستار العبوسي الى قصر الرحاب ليطلق النار عشوائيا على الاسرة المالكة وهي تحمل المصاحف على رأسها، ويقول صديقه العقيد عدنان نوري ان العبوسي اشتكى له بعد ذلك انه لم يهدأ قط في فراشه منذ اغتيال الملك الشاب فيصل الثاني وانه كان يأتيه في منامه ويحاسبه على مظلمته وسبب قتله وأهله، ويضيف عدنان ان العبوسي وصل لحالة نفسية متردية حتى انه كان يهنئ اهل من يموت بدلا من تعزيتهم معتبرا ان في الموت راحة حتى انتهى الامر به للانتحار في فبراير 1970.

ليس هناك اكثر خطأ ممن يترحم على الحجاج عند ولده، اي يثني على الزعيم الدموي عبدالكريم جاسم محمد البكر الشهير بـ «عبدالكريم قاسم» كونه فقط اقل دموية من خليفتيه احمد البكر وصدام حسين، لقد كان قاسم ظالما قامعا للحريات وكارها للتيار العروبي في العراق بسبب قتل هؤلاء لابن عمته ومثله الاعلى الفريق محمد جواد قائد سلاح الطيران وصديق الانقلابي بكر صدقي الذي اغتيل ردا على اغتيال الاخير لوزير الدفاع جعفر العسكري صهر نوري السعيد.

وفي ديسمبر 1962 جرت «خناقة» في احدى الثانويات ببغداد بين ابن فاضل المهداوي واحد الطلبة القوميين فتمت معاقبة الاخير وسُكت عن الاول، فاستغلها القوميون فرصة للاضراب الشامل وشاركتهم نقابات واتحادات اخرى مما شل البلد وأخر في الوقت ذاته احالة كثير من الضباط القوميين للتقاعد وهو ما عجل بفكرة الانقلاب على عبدالكريم قاسم وجرى تسابق بين البعثيين والقوميين من جهة والناصريين بقيادة صبحي عبدالحميد من جهة اخرى، والذي كان ينتوي اغتيال الزعيم ابان وقوفه على المنصة اثناء الاحتفال بعيد الجيش العراقي، اي بنفس الطريقة التي اغتيل بها فيما بعد الرئيس السادات.

كان قاسم قد ذكر في لقاء صحافي انه تعرض لـ 34 محاولة انقلاب واغتيال فاشلة، وعلم بالخبرة ان الانقلابات العسكرية لا تتم الا ليلا لذا اشتهر عنه انه «الزعيم الذي لا ينام» حيث لا يخلد للنوم الا الساعة 8 صباحا، لذا قرر الانقلابيون العمل بمقترح العقيد عبدالكريم نصرت صاحب ابتكار واختراع «الانقلاب النهاري» الذي حدد له صباح يوم الجمعة 14 رمضان (8/2/1963)، وما ان تواترت الأنباء عن الحركة الانقلابية – وكما يروي مرافق الزعيم قاسم الجنابي – حتى انهى عبدالكريم قاسم «ريوقه» مسرعا (خوش صيام) واتجه لمباني وزارة الدفاع التي تضم مجلس الشعب ومحكمة الشعب ومسرحا وثكنات عسكرية ومسجدا.

كان افراد الحزب الشيوعي قد أحاطوا الخميس بوزارة الدفاع للدفاع عنها وهم يحملون الحبال ويهددون الانقلابيين بالسحل ويرددون «ماكو انقلاب يتم والحبال موجودة» و«ماكو زعيم الا كريم» وخطب فيهم قاسم قائلا «سنسحق الانقلاب في ساعة» وقد استمع الزعيم لنصيحة قاتلة من صديقه الشيوعي طه الشيخ احمد الذي أقنعه بأن الأهالي كفيلون بسحق الانقلاب دون الحاجة للجيش (غير الشيوعي)، وعند الظهيرة خطب إمام مسجد الامام الأعظم في الاعظمية بالمصلين طالبا منهم دعم الانقلاب فتوجه الآلاف منهم لمحيط وزارة الدفاع وطردوا الشيوعيين وهم يرددون شعار «الله أكبر»، وتغير الموقف واتصل قاسم متأخرا باللواء التاسع مشاة التابع له فرد عليه النقيب طه الشكرجي قائلا: «كرومي، انجب اليوم ذبحتك».

وصل الطيارون فهد السعدون ومنذر الونداوي وواثق رمضان للقاعدة الجوية في الحبانية ولم يكونوا يعرفون كيفية تحميل الطائرات الثلاث بالعتاد فالتقاهم مصادفة العريف «زينو» وهو من اهالي الموصل وقد سحل الشيوعيون اخوانه عام 59، فجعله غضبه وحنقه يتكفل وحده بتزويد الطائرات الثلاث بالصواريخ والرشاشات وبدأت الطائرات بقصف وزارة الدفاع وقصف القواعد الجوية الاخرى التي يسيطر عليها الشيوعيون بعد قتل جلال الاوقاتي قائد سلاح الجو، وقامت المذيعة السيدة هناء العمري بدور جبار في استغلال الإذاعة لدعم الحركة الانقلابية ومنع اذاعة البيانات القادمة من وزارة الدفاع.

في يوم السبت 9/2/63 استسلم قاسم والمهداوي وطه الشيخ احمد وقاسم الجنابي ونقلوا لمباني الاذاعة حيث ضُرب المهداوي ضربا مبرحا منذ لحظة نزوله وسال الدم كالنافورة من رأسه وعندما طلب الرحمة قيل له اطلبها من الطبقجلي ورفاقه الذين اعدمتهم في ساحة ام الطبول، وحاول ان يلقي بكامل المسؤولية على قاسم قائلا: «انا مالي دعوة كل الصوج من هذا» وهو القائل إبان محاكماته الشهيرة: «انا بسمة من بسمات قاسم، انا نسمة من نسمات قاسم»، وقد صدر حكم سريع بإعدام الجميع وقد نُفذ الحكم على كراسي الموسيقيين، وسحب علي صالح السعدي قاسم الجنابي بعيدا عن الاعدام واعطاه صحن تشريب قائلا له «خطيه اكيد مو متريق» وكان الوقت مازال ظهرا في منتصف رمضان.

آخر محطة:
يقول الشاعر الشيوعي محمد مهدي الجواهري مادحا عمليات القتل والسحل آنذاك:

شعب تفنن في انتزاع حقوقه بحبالـه مـن رأس كـل مغـامر وإذا الحـبال تمكنت مـن ثـائر طرحته وانتقلت «لصيد» آخر

شاعرية ورقة شعراء بلاد الرافدين.. غير شكل!

سامي النصف

ما هكذا يكون النضال؟!

في الستينيات كانت هناك 3 حركات نضالية رئيسية معروفة في العالم هي: القضية الفلسطينية، ونضال الافارقة في روديسيا وناميبيا وجنوب افريقيا والجزائر، وحرب ڤيتنام وخلال السنوات اللاحقة انتصر الڤيتناميون والحال كذلك مع الافارقة من سود وعرب ضد الاستعمار الاستيطاني الابيض بينما تخلفت وتراجعت القضية الفلسطينية فما السبب؟

أحد أهم الأسباب هو أن الآخرين كسبوا عقول وأفئدة العالم بوسائل نضالهم المشروعة التي لم تستخدم قط ما يضر الابرياء أو يرعب الاطفال والنساء فلم نشاهد قط ڤيتناميا أو افريقيا يخطف الطائرات المدنية او البواخر المليئة بالسائحين، أو يفجر السفارات والمطارات والمقاهي والباصات، كما حدث مع بعض المنحرفين من ادعياء القضية الفلسطينية ممن دمروا قضيتهم بتلك الوسائل الميكافيلية قبل ان يضروا بعدوهم.

الأمر الآخر الذي قام به الأفارقة والڤيتناميون هو عدم تدخلهم في شؤون الدول الأخرى، ولم يرفعوا قط شعار ان تحرير سايغون او جوهانسبرغ يمر بهذه العاصمة او تلك، كما لم يتدخلوا في شؤون الدول الأخرى إبان حروبها وخلافاتها فيصبحوا مع هذا الطرف او ذاك كما حدث في الاردن ولبنان وإبان الاحتلال الصدامي للكويت لذا حازوا عطف واحترام جميع الفرقاء بدلا من خسارة الجميع.

ومن الامور المشهودة للڤيتناميين والافارقة ان قياداتهم السياسية والعسكرية عاشت في الخنادق أو السجون ولم يعرف عنها تنقلها بالطائرات الخاصة بين فنادق الخمس نجوم او تزوج البعض منها بملكات الجمال او تكديسها للاموال او اقتناص البعض منها على الشواطئ والمنتجعات السياحية، امور كهذه لو تمت لدمرت سمعة الحركات النضالية الافريقية والڤيتنامية كما حدث لبعض حركاتنا النضالية، حيث ان القيادة النضالية يجب ان تكون القدوة الحسنة للأتباع.

وقبل أيام شاهدت برنامجين وثائقيين اجنبيين الاول عن استخدام ادوات إعمار كالجرارات في قتل المدنيين في القدس وهو ما سيحرم عشرات آلاف الفلسطينيين ممن يعملون في اعمال البناء من مصدر رزقهم الوحيد ويساعد بالتالي على هجرتهم، والثاني عن القنوات والممرات التي تمتد لمئات الكيلومترات تحت الارض والتي كانت احد اسباب انتصار الڤيتناميين وقد اصبحت هذه الايام مزارا للسائحين ورمزا للانتصار الڤيتنامي، ترى ما الذي سنضعه كدلالة ورمز لنضال بعض ثائرينا: طائرات مدنية ام جرارات؟

وفي عام 2000 سقط احد الاطفال الابرياء مضرجا بدمائه وظهرت صورته شهيدا بعد ان اختبأ خلف والده واصبح رمزا لقضيتنا العربية، هذه الايام رفعت دعاوى قضائية في فرنسا تطالب القناة الفرنسية الثانية باطلاق كامل شريط الحدث الذي صوره مصورها طلال ابورحمة اي الدقائق الـ 6 لا الـ 50 ثانية التي عرضت على الفضائيات آنذاك.

وقد زرت بعض المواقع مثل Three Bullets And A Dead Child ومواقع مصاحبة أخرى انجليزية واميركية والمانية تحاول الادعاء وعبر القرائن والخبراء أن تلك الجريمة المروعة يقف خلفها جهاز الامن الوقائي الفلسطيني بهدف الكسب السياسي والدعائي ابان محادثات كامب ديڤيد 2000، الاشرطة ستطلق قريبا بحكم المحكمة ونرجو من القلب ان تثبت تلك الاشرطة التهمة على الطرف الاسرائيلي حتى يمكن لومه على الجريمة ولومه كذلك على محاولة التغطية عليها، اما اذا حدث العكس فإن الامر سيكون بمنزلة اطلاق رصاصة الرحمة على ما تبقى من مصداقية الإعلام الثوري العربي.

سامي النصف

قضايا منتصف الأسبوع

صادق مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية 72 مقابل 13 على قانون جديد للاسكان، يقدم 300 مليار دولار للشركات والأشخاص المتأثرين بالأزمة العقارية القائمة، وضمن القانون تمنح شركات الائتمان العقاري اعفاءات ضريبية تصل الى 15 مليار دولار بهدف وقف الانخفاض الحاد في اسعار العقار الاميركي وانقاذ المتضررين.

في مقابل هذا الانقاذ التشريعي الاميركي لأزمة العقار، نشرت صحفنا خلال الايام القليلة الماضية مقابلات مع رؤساء ومدراء الشركات العقارية الكويتية وضحوا فيها ان احد التشريعات التي صدرت مؤخرا قد تسبب في أزمة عقارية وانخفاض اسعار العقار بمقدار 55%، ما يعني حسب قولهم الإضرار بعشرات آلاف الكويتيين من حملة اسهم الشركات الاستثمارية والعقارية والبنوك، اضافة الى اصحاب الڤلل والبيوت الخاصة ومن قام بشراء الأراضي والعقار قبل صدور ذلك القانون وبالتالي فقدانهم لنصف رؤوس أموالهم.

ويرى هؤلاء المختصون ان التشريع الأخير يجعل، وبغرابة شديدة، من يملك ارضا جرداء لا تدر مالا، يدفع ضريبة باهظة عليها للدولة بينما لا يدفع من يملك المجمعات والعمارات التي تدر الملايين شيئا وهو أمر غير مسبوق في العالم أجمع، كذلك فإن 80 – 90% من طلاب الرعاية السكنية، الذين قيل ان التشريع اتى لحل مشكلتهم، سيحصلون في القريب العاجل على ڤلل خاصة بهم ضمن المدن الجديدة الكبرى في شمال البلاد وجنوبها والتي لم تنشئها الدولة الا لذلك الغرض ومن ثم فلن يختلف الأمر لديهم على الاطلاق ان كان سعر القسيمة 100 الف دينار او انخفض الى 50 الفا فالأمر سيان عدا ان سعر ڤللهم الجديدة سينخفض الى النصف، لذا يرجون تعديل بعض بنود ذلك القانون الفريد.

يدعو الاب في كتابه الأخضر لمجتمع «شركاء لا اجراء» ويضيف في كتابه الآخر «شروح الكتاب الأخضر» ان «الشغيلة» يفضلون الموت على البقاء الذليل الذي يمنحه لهم رب العمل الرأسمالي، بعد ذلك تأتي الاخبار بأن الابن هنيبال الذي عبر جبال الألب بطائراته الخاصة لا أفياله ليحط في جنيڤ قد ضرب وظلم «شغيلته» ثم امتنع بلده عن تزويد سويسرا بالنفط كي تغض النظر عن مظالم الابن الرأسمالي بحق المستضعفين الاجراء عنده، وهل يلومنا احد لتسخيرنا قلمنا منذ 30 عاما حتى اليوم في نقد الثوريات؟!

نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية في 23/7 خبرا نسبته الى احد المستشارين الكويتيين قيل ضمنه ان انشاء مدينة الحرير يهدف لخدمة مشروع المصالحة مع اسرائيل وقد طلب منا الزميل عادل بدوي من جريدة «الوسط» التعليق على ذلك الخبر وكان الرد ان قيام مدينة الحرير من عدمه هو امر ستراعى فيه مصلحة الكويت أولا وأخيرا وسينظر لمتطلبات المحيط الجغرافي الاستراتيجية والبشرية وامكانية تلبيتها، لذا لا ينبغي تحميله أمورا سياسية لا يحتملها.

أحد الأسباب غير المفهومة للعداء المستفحل في «مجتمع الكراهية» القائم في الكويت هو تحول علاقة الزواج أو الصداقة الحميمة الى عداء شديد يتناسى اطرافه كل الأعمال الطيبة السابقة بينهم.

العقلانية والحكمة تقتضيان تحول العلاقة من الحميمية الى الركود دون الحاجة للتحول الى العداء والكراهية.

آخر محطة:
يستضيفنا الساعة العاشرة من مساء اليوم برنامج «الاتجاه المعاكس» الذي يقدمه د.فيصل القاسم للحديث حول «الهوية الخليجية» وسيكون الضيف الآخر هو د.محمد المسفر، فمشاهدة ممتعة لمن يرغب.

سامي النصف

إلى السادة الوزراء مع التحية

وزير الدفــاع: سويسرا وسنغافورة وحتى إسرائيل هي دول صغيرة استطاعت ان تخلق امكانيات عسكرية ضخمة تفرض من خلالها هيبتها على الآخرين، بودنا ان نتبنى ضمن مجلس التعاون مثل هذا المفهوم العسكري فلا تنمية دون منظومات قادرة على الدفاع عنها.

وزير الداخلية: لن ينضبط الشارع وتفرض هيبة الدولة دون انضباط رجل الأمن وجعله قدوة في احترافه واحترامه لعمله، بودنا ان تفعّل وتشدد أدوات الرقابة على الضباط والأفراد كي تكافئ المجد المنضبط – وما أكثرهم – وتحاسب المتسيب والمتجاوز.

وزير العـدل: بودنا خلق آلية تتبع وتعرف أسباب ومصادر الأحكام المخففة التي تصدر وتجعل القتلة وتجار المخدرات يسيرون بيننا في الشوارع وتهدر بالمقابل جهود رجال الأمن المضنية.

وزيرة التربية: نرجو النظر في خلق قطاع تعليم مشترك تساهم فيه الدولة بالمباني والمدرسين وأولياء الأمور بدفع رسوم مقابل توفير تعليم نوعي قريب من مخرجات التعليم الأجنبي للدفع بعملية التنمية للأمام.

وزير الصحة: بودنا توفير دراجات نارية مجهزة يقودها ممرضون مؤهلون للوصول سريعا لمصابي حوادث الطرق حتى وصول سيارات الإسعاف، كما نود ان يسمح للمختبرات الأهلية بعمل فحوصات كشف مخدرات كي يمكن لأرباب العمل وأولياء الأمور طلب ذلك الفحص، فالحوادث والمخدرات هما السبب الرئيسي لوفاة الشباب، والمقترحان معمول بهما في الدول المتقدمة.

وزيرة الإسكان: لا يمكن الاستفادة من فكرة الاسكان العمودي الحكومي أو الخاص دون خلق قوانين تفرض وجود جمعيات لإدارة العمارة تلزم الملاك بدفع تكاليف الصيانة، ودون ذلك ستصبح جميع مشاريع الإسكان العمودي الواعدة كحال مجمع الصوابر الذي دمره عدم اهتمام أحد بصيانته.

وزير الكهرباء والماء: الحل الوحيد للحد من الإسراف الشديد في استخدام الكهرباء والماء يكون بتركيب عدادات حديثة لكل وحدة سكنية ثم محاسبة الجميع على مقدار استهلاكهم للكهرباء والماء، ومعها خلق قوانين «جفاف» ملزمة كحال القانون البريطاني، فحملات الترشيد لا تؤتي ثمارها في غياب قوانين رادعة قوية تحد من الاستهلاك.

وزير المالية: منذ عهد سمو الشيخ المرحوم جابر الأحمد، طيب الله ثراه، والحكمة في استخدام المال «كويتية»، نرجو ألا ننجرف خلف مشاريع البهرجة السائدة في المنطقة التي تدفع مليارات في إنشائها ومليارات أخرى لصيانتها وثالثة ربما.. لانهيارها!

وزير البلدية: نرجو تخصيص اراض عامة لانشاء اسواق حراج سيارات منظمة في شمال ووسط وجنوب البلاد، بدلا من جعل الناس تضطر لعرض سياراتها للبيع بشكل قبيح على الارصفة مما يعرضها للمخالفات والكوابح وينتهي ببيعها بنصف ثمنها.

آخر محطة:
 (1) العزاء الحار للكباتن جاسم الكندري وعبدالعزيز اسحاق وفيصل اسحاق ونجيب اسحاق في فقيدهم المرحوم – بإذن الله تعالى – علي اسحاق، للفقيد الرحمة والمغفرة، ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

(2) العزاء الحار الى آل بوعركي الكرام وللكابتن نبيل بوعركي في فقيدهم المرحوم – بإذن الله تعالى – إبراهيم بوعركي، للفقيد الرحمة والمغفرة، ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

سامي النصف

قضايا آخر الأسبوع

يعلم المواطن البسيط انه لو أراد بيع سيارته لوجب عليه إصلاحها وتنظيفها وتلميعها للحصول على أفضل ثمن بيع لها، حيث لا يعقل ولا يقبل ان يعرضها وعجلاتها مبنشرة وصبغتها متقشرة وحالتها للويل، الحكومة تنوي تماما القيام بذلك الأمر مع «الكويتية»، حيث تزمع بيعها والخسائر المالية تملأ دفاترها والأعطال الفنية تصيب بشكل يومي طائراتها القديمة، على العموم حال الدولة مع بيع «الكويتية» للقطاع الخاص كحال قصة زواج حجا من بنت السلطان، أي حضّر حاله للعرس دون ان يشغل باله بسؤال بسيط هو: هل ترغب بنت السلطان به؟!

لا فائدة من التساؤل هذه الأيام عن الأسباب التي تسببت في وصول منطقة جليب الشيوخ للحالة المزرية التي وصلت إليها، المهم ان الحل الوحيد يكمن في تثمين تلك المنطقة، ومعها تثمين البيوت الحكومية في السالمية، ويجب بعد ذلك تحويل المنطقتين الى استخدام تجاري واستثماري عالي الكثافة، وبيعهما للقطاع الخاص كي تسترد الدولة ما دفعته في التثمين أضعافا مضاعفة.

علينا ان نبعد عن أذهاننا، عند ترشيح شخصيات كويتية للمناصب العامة، قضية الأسماء، فلا نستخدمها للتقريب أو للإبعاد، بل يجب التركيز على الكفاءة والخبرة والاقدمية، وعليه نرجو ان نبارك في القريب العاجل للسيدة الفاضلة تماضر السديراوي بحصولها المستحق على منصب وكيلة التربية، نظرا لما تشتهر به من كفاءة وخبرة وأقدمية.

لو أراد أحد ان يحفر بئر ماء في الكويت فانه سيعطي هذا العمل، على الأرجح، لعمال أفغان أشداء كونهم شديدي الاختصاص بمثل تلك المهن اليدوية الشاقة، وعليه لا افهم معنى ان يسافر مطرب تائب قاطعا آلاف الأميال في ثلاثة أشهر لحفر آبار في جبال أفغانستان، ودنا نصدق بس قوية شوية!

تابعت على محطة LBC لقاء ممتعا مع الزميل قينان الغامدي الكاتب المشهور ورئيس تحرير جريدة الوطن السعودية السابق والمرشح هذه الأيام لرئاسة تحرير جريدة عكاظ، مما ذكره الزميل قينان انه نادم على الحدة التي كانت تصبغ مقالاته كونها لا تصلح ولا تعمر شيئا حسب قوله، حيث يرى ان نهج الحكمة والتعقل في الأعمال وضمن المقال أجدى وانفع.
 
ما تعلمه الغامدي في مدة قصيرة مازال بعض كتابنا لا يستوعبونه رغم انهم يمارسون الكتابة منذ عقود ولا نقول قرونا.

آخر محطة:
اعطوا الأجير حقه قبل ان يجف عرقه، وافضحوا بالأسماء من يتاجر بـ «شقى» وأرواح المستضعفين في الأرض، هل يعقل ما نشر في الصحف من ان وزارة الصحة تعطي بعض الشركات 120 دينارا للعامل فتعطي الشركة 100 دينار لصاحبها وتخصص 20 دينارا فقط للعامل لا تصل له في الأغلب، لقد طفح الكيل ولا يجب ان تقبل الكويت من يتاجر بسمعتها لتكوين الثروات المغموسة بالدم وعرق الابرياء.

سامي النصف

الإنجازات 13 لثورة 23/7/52

في مثل هذا اليوم من عام 1952 حدثت ثورة (انقلاب) 23 يوليو التي غيرت المفاهيم العربية العامة واصبحت بالتبعية ام كل الثورات العربية والاسلامية والمصائب والكوارث التي اصابت فيما بعد العراق وسورية وليبيا والسودان وايران واليمن.. الخ وفيما يلي كشف سريع لاهم انجازات ذلك الانقلاب المشؤوم:

الاساءة الشديدة لمفاهيم القومية والوحدة العربية عبر استخدامها في كل عمل قبيح قام به رجال سياسة ومخابرات وعسكر، ذلك الانقلاب من ناصر الى نصر الى عامر.

تغييب الديموقراطية والحريات العامة والترويج الزائف لنهج الديكتاتوريات العسكرية عبر مكائن الاعلام الغوبلزية التي قام بخلق اكاذيبها التي كشفتها حقائق العصر رجال امثال محمد هيكل واحمد سعيد حتى تفشى ذلك النهج وابتليت الشعوب العربية بظلمه وقمعه.

المغامرات والهزائم العسكرية المتكررة (56، 67، الاستنزاف، وباليمن) التي اضاعت سيناء مرتين – لا مرة واحدة – وتسببت في السمعة السيئة لقدرات المقاتل العربي واضطرت العرب لتقديم كثير من التنازلات لاحقا.

تضييع فرص ايجاد حل سلمي واقعي ومبكر للقضية الفلسطينية عندما كانت اسرائيل تستجدي السلام بأي ثمن قبل حرب 67 مما كان سيزيل معاناة الشعب الفلسطيني ويسخر الموارد المصرية والعربية للبناء والتعمير بدلا من الحروب العبثية والتدمير.

خلق شرخ دائم مازلنا نعاني من آثاره المدمرة بين التوجهين القومي والاسلامي العربي عبر القمع الشديد الذي اصاب الحركات الاسلامية من انظمة الانقلابات العسكرية المصرية والعربية.

التسبب في انفصال السودان وسورية وغزة عن مصر بسبب تسليم الملفات السياسية والعسكرية لمجانين وحشاشين امثال صلاح سالم وعبد الحكيم عامر ولو بقيت تلك الدول ضمن نظام عاقل وديموقراطي في مصر لما بتنا نخشى على البعض منها هذه الايام وخاصة السودان من انقسام جديد لـ 4 – 6 دول سنراها قائمة في القريب العاجل.

الاساءة الشديدة لعلاقة مصر بـ «جميع» الدول العربية الاخرى والتدخل في شؤونها الداخلية وزرع الانقلابات والقلاقل فيها اضافة الى استخدام اسلحة الدمار الشامل الممنوعة من غازات وكيماويات ضد قرى ومدن اليمن والسعودية.

اعتماد الكذب والخداع لتحسين صورة المستعمر القمعي الاكبر ونعني الاتحاد السوفييتي امام شعوبنا العربية واساءة العلاقة بسبب تلك العلاقة لدول جارة مؤثرة مثل ايران وتركيا وباكستان والحبشة، وخلق بالمقابل صورة سالبة غير حقيقية للعالم الحر بقيادة اوروبا والولايات المتحدة.

محاربة مشروعي ايزنهاور الاقتصادي وحلف بغداد العسكري اللذين كانا سيضمنان عدم قيام «جميع» الحروب والغزوات التي حدثت فيما بعد في الشرق الاوسط خلال 55 عاما ويفتحان الاسواق الغربية الثرية للمنتجات العربية كما حدث لدول غرب اوروبا وشرق آسيا مما تسبب في غناها وتطورها.

ابعاد الطبقة السياسية المحترفة وشديدة الثقافة السائدة في العهود الملكية في مصر والدول العربية والتي كان اغلبها خريج ارقى الجامعات العالمية واستبدالها بضباط قمعيين سراق لا تتعدى معرفتهم ثكنات المعسكرات التي يعيشون بها.

الترويج لمبادئ التأميم والتدمير المنظم للمنشآت الصناعية والاقتصادية والزراعية والتعليمية والسياحية في مصر والعالم العربي فحولتها من دول قريبة في تطورها لدول العالم الاول الى دول عالم اول.. بعد المائة!

التسبب في اغلاق قناة السويس وحرمان مصر من مداخيلها ومثلها موارد النفط والغاز في سيناء وتهجير اهالي مدن القناة وجعل السد العالي اكثر سدود العالم كلفة في التاريخ وتسليط زوار الفجر على الاحرار من اهالي مصر.

التدمير الشامل والكامل لمؤسسات التعليم المصري العريقة وخلق «اكذوبة» ان انقلاب 52 هو سبب تعلم المصريين علما أن مجانية التعليم الاولي كانت قائمة ابان حكومات ما قبل 52 مع فارق ان تعليم العهد الملكي هو من اخرج جميع عباقرة وعلماء ومبدعي مصر ممن حصدوا جوائز نوبل وغيرها بينما أجدبت حقبة تعليم ما بعد 52 اضافة الى ان سوء تعليم فترة الانقلاب اضطر المصريين كافة لارسال ابنائهم للمدارس الخاصة او الاستعانة بالمدرسين الخصوصيين مما افرغ مقولة مجانية التعليم من محتواها.. والحديث ذو شجون.

آخر محطة:
اتى في مقال الامس ان اسم رجل الاعمال هو سامي بدر الساير والصحيح هو ساير بدر الساير لذا اقتضى التنويه.

سامي النصف

وصل مع الشكر

نبدأ بمعاناة إنسانية للزميل الكاتب فيصل الحامد ارسلها مع سيرة ذاتية ثرية تظهر حبه للكويت التي بقي على ارضها دون مغادرة لنصف قرن ومازالت امنيته ان يدفن في ترابها، ولا يحتاج الأخ فيصل الا لحل مشكلة اقامته عبر حفظ كرامته من ان يلجأ لهذا الطرف او ذاك لكفالته، عن طريق كفالته لنفسه، أو ان يعطى إقامة دائمة، ومنا للمسؤولين الأفاضل متمنين ردا قريبا.

وتحدثنا في مقال سابق عن التنافسية، فوصلنا من رجل الاعمال سامي بدر الساير عضو «لجنة الكويت الوطنية للتنافسية» تقريرها الوافي الاخير عن بلدنا، وضمنه نكتشف، وحسب جداول المقارنة مع الدول الأخرى، اننا تقريبا الأوائل في كل المؤشرات السالبة والاواخر في كل المؤشرات الموجبة، كما تظهر الدراسة المهمة ان اكثر من 60% من اشكالات التنافسية الكويتية سببها عدم كفاءة الجهاز الوظيفي وتعقيد نظم العمل وعدم ملاءمة تعليم وتدريب القوى العاملة، وتفشي الفساد وانخفاض اخلاقيات المهنة، اضافة الى سوء البنى التحتية وضعف مستوى الصحة العامة والتعليم الابتدائي، وعدم تقبل العاملين للتكنولوجيا الحديثة ورفضهم للتطور والابتكار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ووصلنا من الاستاذ د.رمضان الشراح كتابه القيم الذي صدر مؤخرا والمسمى «الاقتصاد الكويتي، التطوير الاقتصادي والاداري واستشراف المستقبل»، وضمن 400 صفحة وثلاثة عشر فصلا يأخذنا أمين عام اتحاد الشركات الاستثمارية الى مفاهيم عامة في التنمية الاقتصادية والبيئة والادارة ونظم السوق، اضافة الى نبذة تاريخية عن تطور الجهاز المصرفي الكويتي ودراسة المؤشرات الاقتصادية وينتهي الكتاب بتوصيات مهمة حول اداء أفضل للاقتصاد الكويتي.

ومما تضمنه الكتاب مفاهيم وعناصر «الاستراتيجية» التي كادت تختفي في الكويت ضمن مسار الاهتمام بالتعامل اليومي مع الاحداث، كما اعادنا الشراح لاشكالات تكويت الادارة المحلية، التي كانت نتيجة سباق بين السلطتين لارضاء الناخب وما نتج عنها من تكويت الفساد، كما عرّج على ازمة المناخ التي وجد فيها مظهرا من مظاهر «المرض الهولندي» الذي لا علاقة له – للعلم – بالبقر بل ارتبط بما جرى خلال النصف الاول من القرن الماضي عندما ركن الهولنديون للكسل بسبب اكتشاف النفط في بحر الشمال وخرجت بعد ذلك توصيات اقتصادية دولية تحذر من اعتماد الدول على مواردها الطبيعية فقط كحال الكويت وبعض دول الخليج.

وقد وصلنا مع كتاب الصديق د.رمضان مجموعة من الأشرطة التاريخية لاغاني أم كلثوم وعبدالوهاب وتسجيلات نادرة للقاءات اذاعية مع بعض الفنانين العرب، وقد وضعت جميع تلك الاشرطة في السيارة واصبحت بسببها استمتع بالزحمة المرورية والوقوف عند الاشارة الحمراء بل وصل الحال بي الى ان وصلت ذات مرة ودون قصد للجهراء بسبب استماعي واستمتاعي بأغاني «الآنسة» أم كلثوم التي غنتها بحضور الملك الشاب فاروق، وشكرا بوعدنان.

آخر محطة:
لدينا معضلة حقيقية مع المتطرفين والمحرضين المحليين فهم يرسلون شبابنا الكويتي للعراق وافغانستان لقتال الاميركان في كل مكان، لينتهي الامر عادة بقتلهم او اسرهم، في وقت يقوم به الاصدقاء الاميركان بإنقاذ حياة شبابنا الكويتي الذين تاهوا في البحر وكانوا قاب قوسين او ادنى من الموت.
 
رجال البحرية الاميركية شكرا، رجال خفر سواحلنا هناك حاجة ماسة لمزيد من التدريب على عمليات البحث والانقاذ، ايها المتطرفون – وقبلكم المحرضون – لا مكان لكم ولا لكراهية الاميركان بيننا.

سامي النصف

مدينة إعلامية ثقافية تراثية

سواء تباين زوجان في المنزل او صديقان في الديوانية او سلطتان تعملان تحت قبة واحدة، كحال الحكومة ومجلس الامة، فالقاسم المشترك لحل كل تلك التباينات والاشكالات يأتي عبر وضع الاصبع على موطن الخلل والخلاف، فمتى عرف الداء سهل الدواء.

وواضح ان هناك فلسفتين مختلفتين تخلقان الاشكال المتكرر بين السلطتين حول النهج الامثل للتعامل مع موارد النفط المتصاعدة، فعلى جانب النواب هناك طرح شعبي يتبناه البعض منهم يرى ان الحكومة هي اقرب للاب الذي منّ الله عليه بوفرة المال، لذا فعليه ان يتبحبح بالصرف على ابنائه – اي ابناء الشعب – عبر رفع الرواتب واسقاط الديون وتغطية كلفة التقاعد المبكر.. الخ، ويرى اصحاب هذا التوجه ان في ذلك توزيعا عادلا للثروة يصيب اكبر قطاع ممكن من المواطنين بدلا من ذهاب الاموال لقلة قليلة من المستفيدين.

يقابل ذلك طرح حكومي يرى ان دور الحكومة ليس اشبه بدور الاب، بل هو اقرب لدور مدير الشركة الذي يرعى مصالح موظفيه ومساهميه – اي ابناء الشعب – عبر الحرص على اموالهم وتنميتها بدلا من توزيعها اولا فأولا عليهم، وان الاخذ بفلسفة الاب لا المدير يعني تعويد الناس على عدم تحمّل تبعيات اعمالهم، كما انه يفتقر للنظرة المستقبلية حيث قد نحتاج لتلك الاموال لسد عجوزات الميزانية حال انخفاض اسعار النفط المتقلبة بدلا من الاضطرار لرفع الدعم عن اسعار الكهرباء والماء والبنزين كما يحدث في بلدان العالم الثالث والذي يؤدي عادة للاضطرابات السياسية.
 
الفلسفتان قائمتان وتحتاجان للنقاش والاتفاق حولهما بين رجال السلطتين منعا للخلاف.

كلما مررت علي الطريق الدائري الاول شعرت بالحزن بسبب عرقلة مشروع «نهر الكويت» العظيم الذي كان يفترض ان يدخل مياه الخليج من منطقة بنيد القار ويخرجها من منطقة قبلة قرب الشيراتون، على ان تكون على ضفتيه الحدائق والمقاهي والمطاعم والاسواق والاماكن الترفيهية، وبالمقابل كلما مررت على الدائري الخامس او اتجهت للسالمية وشارع الخليج والفحيحيل والجهراء سعدت لضخامة مشاريع القطاع الخاص المقامة على الاراضي العامة للدولة التي اصبحت مقصد المواطنين والمقيمين والزائرين، وآخر ما زرته بالامس كان مشروع «سليل الجهراء» الذي اصبح الرئة الترفيهية والتسويقية لتلك المدينة التاريخية العريقة.

هناك ارض حكومية جرداء مساحتها مليون متر مربع تطل على البحر في منطقة الشويخ تذرو رمالها الرياح ولا تدر على المال العام فلسا احمر، فنرجو ان تنشأ شركة مساهمة عامة تخلق على تلك الارض مدينة اعلامية ثقافية تراثية بحيث توزع قسائمها بأسعار تشجيعية على جميع الدور الصحافية القائمة على ان يغلق باب التراخيص بعدها بعد ان اصبح لدينا اصدارات يومية جميلة تمثل الجميع وتكفينا خمسين سنة قادمة، كما ستكفي مساحة تلك الارض لتوزيعها على الفضائيات المحلية القائمة اضافة الى ستديوهات ومكاتب لمحطات التلفزة والصحافة العربية والدولية، فموقعنا في الكويت اقرب لاحداث ايران والعراق من المناطق الاخرى في الخليج.

ويجب ان يتوافر ضمن تلك الارض مسارح وسينمات ومقاه ومجمع يضم المكتبات ودور النشر امثال «الربيعان» و«وكالة المطبوعات» و«الرويح» و«قرطاس» وغيرها، حيث من المخجل حقا ان يستمر اغلاق المكتبات ودور النشر بسبب الصعوبات المالية في بلد وافر الثراء عريق في قضايا الثقافة والفن، يضاف الى ذلك خلق اسواق للتراث والتحف كحال «خان الخليلي» في مصر كي يتم اخراج محلات التراث والتحف و«الانتيك» الحالية من احد السراديب القديمة في منطقة السالمية، ومركز كهذا يمكن ان يُنتهى من انشائه خلال 36 شهرا ويصبح مركز استقطاب شعبي جديدا واشعاع حضاري في الخليج.

آخر محطة:
العزاء الحار لآل الصراف الكرم وللصديق المحامي عبدالحميد الصراف في فقيدهم الراحل محمد الصراف، للفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه الصبر والسلوان.