سامي النصف

المقالات الاقتصادية

الزوبعة الاقتصادية المالية التي تعصف بالعالم هي أشبه بعاصفة هوجاء اسقطت 200 شخص (أو دولة) في البحر، الجميع سقطوا في الوقت ذاته إلا أن خروجهم من الماء سيختلف طبقا لاختلاف القدرات بين شخص وآخر فالرياضي ومن يجيد السباحة سيخرج سريعا وسيتلوه من هو أقل قدرة قليلا منه وقد يبقى في اليم للأبد من ترهل فكره وجسده ففقد القدرة على العوم.

في أواخر التسعينيات سقطت جميع دول شرق آسيا في بحر الأزمة الاقتصادية وقد خرجت منها سريعا سنغافورة ثم ماليزيا وهكذا حتى انتهت بخروج إندونيسيا، إلا أنها نجت في النهاية كونها جميعا أمما تعرف السباحة ويقوم عملها على اقتصاديات راسخة وقوية ولا تأنف من مساعدة الآخرين لها على الخروج من أزمتها.

وعليه نعلم وبشكل مسبق أن الولايات المتحدة وأوروبا ودول شرق آسيا ستخرج من الإثقال المالي خلال أشهر أو سنوات قليلة كونها تملك اقتصاديات حقيقية ولن يدفع ثمن الأزمة إلا دول الاقتصاد الورقي أو الريعي القائم على مورد واحد تنخفض أسعاره مع كل إشراقة شمس.

ولو نظرنا للخليج لوجدنا أن دوله ستتفاوت في عملية الخروج بل اننا رقبنا ذلك التفاوت في مؤشرات البورصات الخليجية، حيث تحول البعض منها للأخضر والبعض الآخر حافظ على درجة نزول معقولة والبعض الثالث على درجة انحدار قوية ومؤشرات حمراء طوال الوقت ومعروف أن البورصات هي في نهاية الأمر انعكاس لأداء الاقتصاد العام وحسن أداء إدارات الشركات المختلفة.

ففي السعودية على سبيل المثال هناك اقتصاد حقيقي يقوم على مناطق صناعية ضخمة في الجبيل وينبع ومنتوجات زراعية وحيوانية وألبان تصدر لمختلف أنحاء العالم، إضافة إلى النجاح في تحويل السياحة الدينية من موسم حج قصير إلى موسم حج زاخر طوال العام عبر توسعة المناسك إضافة إلى تشجيع عمليات السياحة والاستثمار بشكل حقيقي في البلاد.

وإذا ما نظرنا إلى الإمارات وقطر والبحرين وعمان نجد عمليات تحول جادة لدول المركز المالي العالمي عبر الاستعانة بالخبراء الدوليين وتقليل البيروقراطية وترسيخ الاستقرار الأمني والسياسي وإنشاء شركات طيران (حكومية) تملك مئات الطائرات لإحضار عشرات المليارات من السائحين والمستثمرين للدول المعنية ومن ثم إن نجح مشروعهم بالاستغناء عن النفط عبر تشجيع الموارد البديلة كان بها أو يكفي أنهم قاموا بمحاولات شديدة الجدية في هذا الشأن.

يبقى بلدنا الذي توقفت المشاريع الحكومية به منذ عقود بسبب المشاحنات السياسية التي لا تنتهي والاتهام الدائم بأن في كل مشروع سرقة وفي كل تحرك خطأ، ثم امتد مشروع إيقاف المشاريع إلى القطاع الخاص، حيث سنت قوانين «الحقد والحسد» الشهيرة فهربت الأموال الكويتية من الكويت وتوقف البناء والتعمير ولم يبق لنا إلا اقتصاد ورقي زائف لا صناعة ولا زراعة ولا خدمات فيه مما يهدد ببقائنا في بحر الأزمة الاقتصادية إلى أجل غير معلوم بعد أن فقدنا القدرة على العوم الذي كنا الرواد والسباقين فيه.

آخر محطة:
من الأمور المضحكة المبكية التي سيحاسبنا التاريخ عليها أن كل المتغيرات السياسية والكوارث الاقتصادية لم توقف للحظة عمليات الابتزاز والهدم والتشاحن السياسي الذي لا يتوقف لدى أهل بيزنطة الحديثة.

سامي النصف

صرنا «طماشة»

ارجو ان يصدر تشريع عاجل وسريع يمنع منعا باتا التقدم بمشاريع او مقترحات او القيام بأعمال غير موجودة لدى 199 دولة «عاقلة» اخرى تشاركنا العيش على سطح الكرة الارضية، فهل سمع احد بمقترحات او افعال كحال دعاوى اسقاط القروض عن المواطنين او انشاء الدواوين او ايقاف التداول في البورصة التي جعلتنا جميعا «طماشة» بين الامم؟!

مع ارتفاع وانخفاض الأسعار في البورصة، يُخلق مع كل صباح رابحون وخاسرون، فاذا ما قبلنا مبدأ رفع الخاسرين دعاوى قضائية ينتج عنها اغلاق البورصة، فيعني هذا ان الدعاوى ستقام على مدار العام ومن ثم اغلاق البورصة 365 يوما في السنة لحقيقة ان الاحكام القضائية تعتبر سوابق يبنى عليها.. اضبط خطأ. اودعت الدولة المليارات لدى البنوك، وقد صدر قرار من البنك المركزي البريطاني يمنع البنوك من استخدام تلك الاموال الحكومية التي اودعت لديها لإنقاذ الاقتصاد من توزيعها كأرباح على المساهمين او «بونصات» للمدراء، اما لدينا فقد بقيت تلك الاموال الحكومية لدى البنوك دون اقراضها للشركات التي تكاد تموت ظمأ من جفاف السيولة.. خطأ. قامت شركات الاستثمارات ردا على ذلك بخفض الاسعار للحدود الدنيا واصبحت كمن جدع انفه لاغاظة زوجته! حيث انها التي تحتفظ بمحافظ بها مليارات الاسهم ومن ثم دفع الاسعار الى اسفل سيجعل موجوداتها تقارب الصفر ولن يتقدم احد لإنقاذ شركات شبه مفلسة.. خطأ. لو اختلفت في منزلك مع «جو السباك» على مبلغ 10 دنانير قيمة تسليك المواسير ورفعت الامر للقضاء لتمت احالة ذلك الموضوع البسيط للخبراء من اصحاب الاختصاص للاستئناس برأيهم، فكيف لم تتم احالة قضية بحجم اغلاق البورصة للخبراء في غرفة التجارة وغيرهم لسماع رأيهم.. خطأ. تعلم ادارة الفتوى والتشريع برفع تلك القضية، فلماذا لم تعلن موقفها بعدم جواز الحكم فيها كونها قضية سيادة «قبل» صدور الحكم لا «بعده».. خطأ. عندما ارسل قرار اغلاق البورصة للجنة البورصة كان «الواجب» ان يرفع الامر لوزير التجارة لاستشكال الحكم ومنع تنفيذه الا انها اخطأت وسارعت بالاغلاق ومن ثم لا يصح الاستشكال بعد التنفيذ.. خطأ. هناك عشرات القضايا السابقة كحال قضية بنك برقان على الدولة، وفي جميعها يكتفى بإبلاغ البورصة عن يوم صدور الحكم ولا يتم منع التداول حتى ذلك اليوم، فلماذا تم اغلاق البورصة حتى يوم الاثنين وكان بالإمكان استبدال ذلك بالإبلاغ فقط عن تحديد الموعد؟!.. خطأ. حتى يوم الإعلان كانت هناك تداولات بـ 80 ـ 100 مليون دينار يستفيد منها البائع لسداد ما عليه من استحقاقات مالية واستباقا لانخفاض اكبر، والمشتري للاستفادة من فرص ربح محتملة، فلماذا أضير البائع والمشتري عبر ايقاف التداول ولماذا لم يتم القيام به قبل البدء بالتداول يوم الخميس؟.. خطأ. أوصى اتحاد البورصات العالمية جميع الدول بعدم وقف التداول فطبقت تلك التوصيات المختصة «جميع» الدول العاقلة الحكيمة الاخرى وخالفتها دولة واحدة هي الكويت.. خطأ. القرار سيرعب المستثمرين ويضرب في الصميم خيار كويت المركز المالي البديل المستقبلي عن النفط.. خطأ. أرسل قرار الإغلاق رسالة قوية لجهات التصنيف الاستثماري والائتماني والمالي الدولية بأننا دولة «فريدة» يمكن ان يحدث بها ما لا يتوقعه احد وهو امر مضر ومدمر جدا لسمعة الكويت.. خطأ. الشهرة المصاحبة لمثل تلك الدعاوى والأحكام ستفرخ لنا في القريب العاجل عشرات الدعاوى والأحكام المماثلة.. خطأ.

آخر محطة:
إذا كانت أميركا أوباما قد رفعت شعار «نعم نحن نستطيع» فإن دولتنا الفتية قد رفعت بالمقابل شعار «نعم نحن نستطيع القيام بأخطاء كبرى وبشكل متواصل وبطريقة لم تسبقنا إليها أمة أخرى في التاريخ!».. صح.

سامي النصف

دعوة للقهوة

أكتب من القاهرة حيث احضر مؤتمر مؤسسة الفكر العربي السابع الذي تجرى أنشطته تحت رعاية الرئيس محمد حسني مبارك وتستمر لاربعة ايام بدأت بافتتاح مقهى الشباب العربي ثم تتلوه حوارات مقهى التعليم، ويشارك في المؤتمر المئات من المفكرين والمثقفين والاعلاميين والمختصين من جميع الاقطار العربية.

وتشتهر العواصم العربية تاريخيا بوجود حراك فكري وثقافي وسياسي واعلامي جميل يتمركز في المقاهي التي يرتادها المبرزون في مجالات الحياة المختلفة فمن مقاهي الفيشاوي والريش وعرابي في القاهرة الى كوستا ودي باري في بيروت، وهافانا وبورسعيد والبرازيل في دمشق وبالحاج في تونس الذي خرج منه العلامة الكبير عبدالعزيز الثعالبي رافعا راية الاصلاح حتى وصل بها الى الكويت، وانتهاء بمقهى بدر في البصرة الذي قال عنه شاعر العراق الكبير بدر شاكر السياب «مقهى بدر موقد لا ينطفئ وشاي لا يبرد» ومازال ذلك المقهى التاريخي قائما حتى اليوم على ضفاف شط العرب، سهل لنا الله امر زيارته بعد ان زرنا اغلب المقاهي والمنتديات العربية الاخرى.

وتنقصنا في الكويت وبشدة مقاه لتصبح مكانا يلتقي فيه الاعلاميون والمفكرون والادباء والشعراء وحتى النواب والساسة ورجال الاعمال كي يتعارفوا ويتشاوروا وليسهل على الزائر للكويت الالتقاء بمبرزيها ومفكريها، ولا شك في ان المقاهي الحديثة التي انشئت في السنوات الاخيرة يمكن لها ان تكون المكان المناسب لمثل تلك التجمعات كحال كوستا مارينا او الكوت، او ستاربكس الصالحية او الاڤنيوز، او كاريبو الراية او الصالحية.

ويمكن ان تأتي المبادرة من الاعلاميين انفسهم فيتم اختيار المكان المناسب واعلانه ثم الالتزام به او بالمقابل ان تأتي المبادرة من بعض اصحاب تلك المقاهي كوسيلة لترويجها وتخليدها ولا يحتاج الامر منهم الا الى طلب حجز ركن في احد المقاهي لتفعيل تلك الملتقيات ولا شيء غير ذلك.

وزرت قبل مدة قصيرة بيت الراحلة هدى شعراوي في حدائق القبة بالقاهرة الذي اشتراه رجل الاعمال المعروف نجيب ساويرس وحوله الى ناد وملتقى جميل للنخب الاعلامية والثقافية والاقتصادية العربية وزوده بأطقم خدمة افريقية راقية وطباخين من الدرجة الممتازة وهو امر لا يمكن تصور مثله – حقيقة – في الكويت.

آخر محطة:
التقيت قبل يومين في الكويت بمنتدى قلم نسائي واعد لسيدات فضليات منقبات وكان مستوى طرحهن وفهمهن شديد الوعي والرقي مما يدل مرة اخرى على ان المهم ليس ما يلبس فوق الرأس بل ما في الرأس من افكار ورؤى.

سامي النصف

تحت ظلال الدستور

أمضيت يوم امس في ندوات ولقاءات اخذتنا الى ندوة عقدت لدى الزميلة «الصوت» ولقاء مع الزميلة «الوسط» وحضور تجمع شباب «صوت الكويت» وافتتاح انشطة منتدى الحوار الوطني للإصلاح السياسي في مبنى المجلس البلدي وإلقاء كلمة في مبنى الأمانة العامة للأوقاف في تجمع صحافيات الغد، وقد كان محور أغلب تلك اللقاءات هو الحديث عن الدستور الكويتي في عيد ميلاده الـ 46.

ومما قلته في بعض تلك المنتديات ان اكبر الضرر الذي اصاب العملية السياسية في الكويت اتى ممن تعاملوا مع الدستور بطريقة رفعته الى منزلة القدسية وبشكل لم يقل به الآباء المؤسسون ومن ثم اصبحوا ملكيين أكثر من الملك، وحدّوا من ايجاد تعديلات تجعل الدستور مرنا ومتطورا ليواكب حاجيات ومتغيرات العصر، مستفيدين من حسنات وسيئات التطبيق كي تخلق له انياب حادة تحاسب وتعاقب من يستغل الكراسي الخضراء للاثراء غير المشروع او لتقييد الحريات العامة.

وضمن المسار التاريخي للدستور لا اعتقد ان احدا يستطيع المزايدة على اثنين من كبار مؤسسيه وهما رئيس المجلس التأسيسي المرحوم عبداللطيف ثنيان الغانم ووزير العدل آنذاك المرحوم حمود الزيد الخالد، ممن آمنوا كما اتى في المحاضر بان تعديل الدستور ليس هجمة عليه كما يدعي بعض المستفيدين والمتمصلحين منه هذه الأيام، بل ان في ذلك التعديل تقديرا وتوقيرا لذلك الدستور ولآبائه الحكماء المؤسسين.

فمن ضمن محاضر لجنة انشاء الدستور انقل الحوار الهام الذي تم بين الراحلين الكبيرين واتى في صفحتي 86 و87 من تلك المحاضر، ونصه «سؤال على لسان وزير العدل: لماذا «قيدنا» الدستور بمضي خمس سنوات حتى يمكن تعديل اي مادة من مواده؟» اي ان الأب المؤسس المرحوم حمود الزيد الخالد لا يرفض التعديل، بل يستغرب من الانتظار 5 سنوات – لا خمسين – للقيام بذلك التعديل والتطوير.

وبالمقابل سنجد في ثنايا رد رئيس المجلس انه لم يرفض او يستهجن عملية التعديل كما تقوم بذلك هذه الايام بعض التوجهات والكتل المستفيدة من جموده، بل يوافق على ذلك الأمر بعد فترة من التجربة، حيث اجاب بما يلي نصه «ان المقصود بعدم جواز اقتراح التنقيح او التعديل قبل مضي 5 سنوات ان يطبق هذا الدستور فترة حتى يتبين من التطبيق نقاط الضعف التي قد تكون فيه وحتى تتم التعديلات على ضوء التجربة العملية لا قبلها».

واتى ضمن المادة 174: «للأمير ولثلث اعضاء مجلس الأمة حق اقتراح تنقيح هذا الدستور بتعديل او حذف حكم او اكثر من احكامه او بإضافة احكام جديدة اليه ويشترط لإقرار التعديل او التنقيح موافقة ثلثي الأعضاء وتصديق الأمير عليه واصداره»، وضمن المادة 175: «الأحكام الخاصة بمبادئ الحرية والمساواة لا يجوز اقتراح تنقيحها ما لم يكن التنقيح للمزيد من ضمانات الحرية والمساواة».

ان مسؤوليتنا امام الكويت وامام التاريخ ان نصبح الأبناء المجددين لدستور الآباء المؤسسين، والا نمثل دور الأبناء الخائفين او الجامدين او المستفيدين من الجمود الذي اصاب الدستور، لقد حان الأوان لخلق الآليات والأدوات التي توفر الصلاحيات اللازمة للمحكمة الدستورية كي تلغي وتسقط اي تشريعات قد صدرت تخل بالمساواة أو تحد من الحريات العامة، وما أكثرها!

سامي النصف

حلهم بالصرف وحلنا بالتوفير

العزاء الحار لآل قطمة الكرام بوفاة الراحل الكبير محمد خالد قطمة، للفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.

نشرت الصحف خبر قدوم خبراء غربيين للنظر في حل اشكال بنك الخليج ولربما للنظر في حل اشكالنا الاقتصادي حتى لا يتحول من ازمة طارئة الى كارثة دائمة وقد يحتاج الامر الى اظهار بعض الفروق بين اقتصادياتنا واقتصادياتهم منعا لالتباس الامور عليهم.

في أميركا وبريطانيا ومثلهما باقي الدول الأوروبية والآسيوية اغلب ما يستهلك هو منتج محلي حتى وان سمي بمسميات اجنبية حيث يتم تصنيع المنتجات او تجميعها في الدول المستهلكة لذا يقوم الاقتصاد هناك على تشجيع الاقتراض والشراء طوال الوقت كي تبقى عجلة الاقتصاد دائرة ولا تغلق المصانع التي توظف ملايين المدراء والموظفين والعمال.

لدينا العكس من ذلك تماما حيث لا نصنع او نجمع شيئا ويقوم اقتصادنا على بيع الدولة للنفط ثم توزيع الثروة على المواطنين عن طريق توظيف 98.5% منهم في وزارات الحكومة واحد اسباب الاشكال القائم هو التمادي في الاقتراض لشراء منتجات استهلاكية مستوردة مما يصيب ميزان المدفوعات الكويتي بالخلل والعجز ويخلق ضغوطا قوية على سعر الدينار بالتبعية، كما تنتهي تلك القروض في العادة بخلق ازمات سياسية لاسقاطها بعد فشل بعض من يقترضها في السداد.

لذا فإذا كان حل الاشكال الاقتصادي القائم في الدول المتقدمة يقوم على ازالة الخوف وتشجيع المواطن على الاستهلاك والمزيد منه فان حل اشكالنا الاقتصادي يقوم على العكس من ذلك تماما اي تخويف المواطن كي يبدأ بترشيد انفاقه وزيادة عمليات الادخار الفردية وتقليل المشتريات كي يمكن تحويل تلك المدخرات في وقت لاحق الى مشاريع صناعية وخدماتية صغيرة قابلة للتصدير وجلب الموارد فقد نكون عشنا آخر ايام الرفاه الذي ولى دون رجعة.

ان الاشكال الاقتصادي الحالي لن يُحل، للمعلومة، بين يوم وليلة ولن يتغير لون البورصة الاحمر الا بعد ان تبدأ عمليات جادة لدعم الشركات الاستثمارية مع ملاحظة ان الدول الخليجية الاخرى لا تعاني من اشكالات مماثلة في ذلك القطاع لكون اقتصادياتها لا تقوم على الاقتصاد الورقي الكسول بل على انشاء المصانع والمباني والمزارع والسياحة والامور الخدماتية الجادة.

وقد تسبب كسلنا وانعدام روح المبادرة لدينا اضافة الى مشاكلنا السياسية وبيروقراطيتنا العتيدة قلة مشاريعنا التنموية الكبرى ومعها بالتبعية قلة الاقتراض مما ادى الى تخفيف تبعيات الاشكال الاقتصادي الحالي راجين الا يعتبر احد ان في ذلك الامر انجازا يفتخر به او دلالة تعقل وحكمة ولرب رمية من دون رام…

آخر محطة:
في ظل اوضاعنا المعكوسة أستغرب بشدة مطالبة بعض النواب بتقنين وزيادة الدواوين مع ما يسببه ذلك من زيادة العناء عليهم لزيارتها وانصرافهم بالتبعية عن قراءة ومتابعة ما يطرح عليهم من مشاريع ومقترحات.

سامي النصف

الأحزاب والدواوين

السماح بالحزبية حاله كحال التحول للدوائر الخمس الذي قيل انه سيقضي على الفئوية والقبلية والطائفية ويمنع شراء الأصوات، فأظهر الواقع عكس ذلك تماما.

ان هناك دائما فارقا بين النظرية والتطبيق، فإقرار الأحزاب سيعني تشريع وتقنين التخندقات القائمة ومن ثم بقاءها للأبد كحال التجربة الحزبية المدمرة في لبنان والعراق والصومال وغيرها من دول العالم الثالث.

ومن يقل إنه لا ديموقراطية دون حزبية فهو في حقيقة الأمر يهرف بما لا يعرف، فلكل مجتمع ديموقراطيته الخاصة به، والديموقراطية القادمة للدول الخليجية الخمس الأخرى ستكون قطعا دون حزبية، وبالمقابل كان عراق صدام وصين ماو وروسيا ستالين والمانيا هتلر وايطاليا موسليني تقر وتزخر بالحزبية ولكن دون ديموقراطية، حيث لا صلة بين الاثنتين، كما لم يقل الآباء العباقرة المؤسسون لأميركا ان الديموقراطية لن تقوم لديهم ما لم يخلقوا نظاما ملكيا دستوريا كحال الديموقراطيات في العالم آنذاك، بل خلقوا ديموقراطية خاصة بهم.

ومن رفض الأحزاب المشتتة الى رفض الدواوين الدافعة للخمول والكسل والتي اثبتت عمليات الإزالة ان ما يقارب الخمسين الفا منها، اي 90% مما تمت ازالته، كان يستخدم كمخازن وعمليات تأجير وايواء للعمال والعزاب الذين كانوا يتسببون في مضايقة اهل المنطقة ونسائها، وقد تسبب تفشي الدواوين بشكل عام في قتل الابداع والتفوق في البلد مقارنة بما لدى الجيران، حيث تفرغ الطبيب والمهندس والاكاديمي والمحامي والاعلامي والرياضي والطيار الكويتي لمنتديات الكلام و«الحش» تلك، بدلا من التفرغ للعلم والقراءة والارتقاء بالذات او ممارسة الرياضة او قضاء الوقت المفيد مع العائلة والأبناء.

وقد خلقت الدواوين محدودة العدد في الكويت لزمن لم تكن هناك فيه بدائل لقضاء الوقت، ولا يوجد هذه الايام في 199 دولة اخرى من العالم مثل تلك الدواوين التي ساهمت في عمليات التفكك الأسري والعزوف عن الزواج وكثرة الطلاق، ولو كان للدواوين فائدة لما سبقْنا الألمان واهل اليابان اليها، بل ان الدول الاخرى ترفض تأجير الأراضي العامة المجاورة للبيوت حتى لخلق مصانع ومزارع منتجة.

وفي الوقت الذي يُتباكى فيه على زيادة 50 دينارا يُرضى بجلوس الشباب الكويتي دون عمل في المساء الذي يبقى فيه القطاع الخاص مفتوحا للعمل ولزيادة الدخل، والملاحظ ان الاخوة الوافدين من عرب واجانب ممن لا يرتادون الدواوين يستفيدون من تلك الفترة المسائية لتطوير ذواتهم وزيادة دخولهم، ولو احتجت الى اي خدمة بعد الظهر لوجدت ان من يقوم بها هم اخوة وافدون يعملون صباحا في الحكومة ومساء في القطاع الخاص دون كسل أو ملل.

آخر محطة:
 طالبنا في مقال سابق بإيجاد حلول للإشكال الاقتصادي الحالي عبر الاستعانة بالخبراء الاجانب المعتادين على التعامل مع تلك القضايا الشائكة الكبرى، لذا نود الا يكتفى باستخدام هؤلاء الخبراء القادمين لحل إشكال بنك الخليج، بل ان يمتد عملهم لإعطاء النصح للإشكال الاقتصادي بشكل عام.

سامي النصف

أول الغيث.. حلف الديزل

سبب اجراء الانتخابات الاميركية في يوم الثلاثاء هو ان الآباء المؤسسين كانوا يذهبون للكنائس يوم الاحد ثم يغادرون يوم الاثنين في عرباتهم البطيئة للمدن للاقتراع وشراء الحاجيات لذا يتم التصويت في اليوم الثالث وفيما بعد اكتشف ان التصويت ابان ايام الاسبوع يعطي افضلية للمثقفين ورجال الاعمال واصحاب الياقات البيضاء على ما عداهم.

العمل السياسي في الكويت ووطننا العربي يقوم على ان الرجال متساوون في قدراتهم كأسنان المشط، في اميركا يرون العكس لذا يقوم العمل السياسي على العباقرة والنابغين من الافراد، سبب نجاح الرئيس جورج بوش الابن هو العبقري كارل روف وسبب تفوق الرئيس اوباما هو غريغوري كريغ الذي اكتشفه عام 2003 وعرض عليه ان يكون مرشح رئاسة 2008، ومعه العبقري ديڤيد اكسلورد وهو اعلامي واستراتيجي يهودي يقف خلف تحريك جموع الشباب واستخدام الانترنت لجمع الاموال وفكرة التصويت المبكر اضافة الى كتابة الخطابات المؤثرة على الناس ومنها خطاب «نعم نستطيع» الاخير.

ولو اختزلنا واختصرنا الامور لقلنا ان خسارة ماكين تقف خلفها الاوضاع الاقتصادية السيئة وتصويته شبه الدائم للرئيس بوش وخطاب تشيني المؤيد له ومقولته قبل اشهر ان الاقتصاد في احسن احواله واختيار فريقه الفاشل لسارة بالين كنائبة له (اختياره الشخصي كان جو ليبرمان) التي افادته في اغسطس واضرته في نوفمبر حيث ظهر جهلها الكبير حتى انها كانت تعتقد ان افريقيا هي دولة وليست قارة (لدينا من يعتقد ان اميركا دولة وليست قارة) وقد اضر بها كثيرا السخرية منها في البرامج الفكاهية الليلية، والسياسي تضره الاشاعة وتقتله السخرية، بالمقابل فاز اوباما بسبب فريقه المنظم وعمليات تسجيل مؤيديه في الولايات المتأرجحة وانحياز مؤيدي كلينتون له.

ومع انتخاب الرئيس اوباما يتوافر امامه 2600 منصب حكومي لملئها والاوضاع هناك ليست بعيدة عنا حيث تتداخل واسطات متبرعي ومؤيدي ومديري الحملات لملئها هذا اضافة الى «تعيين» اعضاء في مجلس الشيوخ ليحلوا محل اوباما وبايدن و«رامبو» ايمانويل الذي استقال من منصبه ليصبح مدير المديرين في البيت الابيض، وقد ظهر عامل «برادلي» واضحا في الانتخابات الاخيرة رغم فوز اوباما حيث حصد المرشحون الديموقراطيون البيض لمناصب مجلسي الشيوخ والنواب وحكام الولايات اصواتا اكثر من اوباما ومازالت النتائج تصل تباعا علما ان النتائج التي تظهر ليلة الانتخابات ليست رسمية او معتمدة حيث يتم اعلان النتيجة النهائية بعد نحو اسبوعين من الانتخابات.

ويمكن في الولايات المتحدة ان تسجل وتصوت في اليوم نفسه واذا لم يتم التأكد من تسجيلك في الدائرة المعنية لا تمنع من التصويت بل تصوت ويوضع صوتك والاصوات المماثلة في صندوق خاص وبعد التدقيق اللاحق يتم تثبيت تلك الاصوات واضافتها للنتيجة النهائية، كذلك لو ارسلت صوتك بالبريد يوم الانتخاب ووصل خلال 10 ايام يتم اضافته، ولو صوت بالبريد وصوت بالحضور وثبت ذلك يلغى الصوتان، ويصوت عادة بعدة طرق فهناك من يقبل التصويت اليدوي بعد منتصف ليلة الثلاثاء وهناك التصويت عبر الاوراق المثقوبة والاذرع الميكانيكية (وهما نظامان يعمل بهما منذ 80 عاما) وهناك مكائن شاشات اللمس ومكائن تسجيل الانتخاب المباشر وتتم الانتخابات في الكنائس والمدارس وحتى المطاعم الشهيرة ابان عملها ولا يرأس اللجان قضاة بل ناس عاديون.

آخر محطة:
حذرنا مرارا من تأثير انتخاب الديموقراطيين على اسعار النفط، المورد المالي الرئيسي لدول المنطقة، وقد تواترت الانباء عن استبدال محور الشر الجمهوري «اكس اوف ايفل» بمحور النفط الديموقراطي «اكس اوف ديزل» الذي يستهدف الاضرار بمحور ڤنزويلا، ايران، روسيا عن طريق العمل لخفض اسعار النفط وايجاد بدائل له وسنضار بالتبعية وقد تكون ايام الاقتصاديات المزدهرة في المنطقة قد ولت دون رجعة.

سامي النصف

وداعاً سيد بوش

مع انتهاء الانتخابات الأميركية والفوز التاريخي للسيناتور أوباما ينتهي دور الرئيس جورج بوش ويبقى تأثير أعماله وقراراته قائما في العالم أجمع، وللبعض بالتأكيد مآخذ كثيرة عليه، الا اننا في الكويت والعراق ودول الخليج لا ننسى له ولوالده الرئيس جورج بوش الأب الأعمال الجليلة التي قاما بها ونود أن ترسل له طائرة خاصة في وقت لاحق لاستضافته وزوجته المحبة للكويت في بلدنا كما جرى الحال مع والده.

ففي عهد بوش الأب تم رسم خط في الرمال لمنع الطاغية صدام من البقاء في الكويت ومنع جيشه المليوني من استكمال مسيرته واحتلال منابع النفط في الجزء الشرقي من السعودية ثم ابتلاع البحرين وقطر والإمارات حاله كحال الطاغية هتلر في أوائل الحرب الكونية الثانية.

أما ما قام به الرئيس بوش الابن فلا يقل انجازا عن والده، حيث ساهم في إسقاط احد اكثر الانظمة قمعا وتخلفا وإساءة لصورة الإسلام الناصعة في التاريخ ونعني نظام طالبان، ثم ألحقه بإسقاط نظام صدام القمعي، وتنفس الشعب العراقي ـ بعد طول عناء ـ الهواء النقي، وأصبحنا في الكويت والخليج آمنين على مستقبل اجيالنا المقبلة، والفضل في ذلك بعد الله للرئيس جورج بوش.

إن سقوط الرئيس بوش يعني انحسارا «مؤقتا» للتوجه اليميني المحافظ في الولايات المتحدة والذي تمثله اجتماعيا الكنائس وكبار السن ورجال الأعمال، وجغرافيا ولايات الجنوب والوسط، لحساب التوجه الليبرالي واليساري الذي تمثله اجتماعيا الأقليات الدينية والعرقية ورجال النقابات والشباب، وجغرافيا ولايات الشمال والغرب.

ولا شك في ان الاوضاع المالية العامة والهزات الاقتصادية المتتابعة قبيل الانتخابات من ارتفاع جنوني لأسعار الوقود وأزمات العقار والبنوك وبطاقات الائتمان اضافة الى تحرك شباب «نبيها خمسين ولاية لصالح أوباما» وقيامهم بعمليات تسجيل ونقل أصوات ضخمة للولايات المتأرجحة، كل ذلك قد حسم الأمر وأهدى الفوز التاريخي للرئيس المفوّه باراك أوباما.

لقد تمنى العالم وبعض الجيران فوز أوباما وحدث ما تمنوه، ونستغرب في هذا السياق ممن يشجع فوز الاقليات في اميركا ويقمعها في بلده ومن يعجب بالحريات العامة والدينية وبناء دور العبادة هناك ويمنعها هنا ونقصد بـ «هنا» دول العالم الثالث، ويتبقى ان برغماتية اوباما لن تمنعه من إظهار أنيابه والقيام مستقبلا بعمليات عسكرية في مناطق مختلفة في العالم والخليج على رأسها.

آخر محطة:
(1) قد يوجه الرئيس اوباما جل جهوده الخارجية لحل مشاكل القارة الافريقية كالسودان والكونغو والصومال وزمبابوي (لديهم صدام آخر يدعى موغابي) وكينيا على حساب مشاكل الشرق الاوسط.

(2) الصورة المعبرة التي نشرتها بالأمس الزميلة «الرؤية» لأوباما وهو يلبس الدشداشة الكويتية والغترة والعقال جعلته أشبه بالمطرب الأسمر خالد الملا.

سامي النصف

أحاديث الأربعاء

تسلم الشيخ ثامر جابر الأحمد ملف التحقيق في محاور استجواب النائب الفاضل أحمد المليفي ورد الفعل الايجابي منه يجب ان يهدئ اللعبة السياسية ويوقف تداعيات الأزمة القائمة وان يتم التفرغ لقضايا البلد التي تختبئ منذ سنين تحت سجادة السخونة السياسية المتتالية.

سعدنا بالتواصل القائم بين نواب التحالف الوطني والنائب النشط صالح الملا ونرجو ان تتوسع دائرة الانفراج لتشمل جميع النواب وألوان الطيف السياسي والاجتماعي في البلد وان يتوقف بعض الجهلاء في المقابل عن النفخ في نار التفرقة والفتنة عبر التصريحات غير المسؤولة التي تصدر عنهم في اللقاءات والمقابلات والتلميح يغني في بعض الأحيان عن التصريح.

معلومة شخصية مهمة أوردها الزميل العزيز فؤاد الهاشم في مقاله الشائق بالأمس عن احقيته واحقيتي في الحصول على التابعية السعودية العزيزة على قلوبنا، وفي هذا السياق أرتحل كثيرا هذه الأيام للسعودية عن طريق البر وأقول عن تجربة: إن نقطتي الحدود بين البلدين تصلحان لأن تكونا مثالا يقتدى به لما يجب ان يكون عليه الحال بين دولنا العربية، فالأمر لا يحتاج الا الى دقائق قليلة لعبور النقطتين دون الحاجة للنزول من السيارة او طلب الاكراميات المعهودة في بعض مراكز الدول الأخرى.

شكل مختار منطقة اليرموك السيد عبدالعزيز المشاري مجلس حيّ ضم عددا طيبا من سكان المنطقة كنا احدهم وممثلين عن المراكز الخدمية، ويهدف المجلس لخلق بيئة نظيفة وجميلة للسكان وتفعيل عمليات التواصل الاجتماعي بين اهالي المنطقة وخلق مسابقات رياضية وترفيهية بينهم بعد ان اصبح الجار لا يعرف جاره وترهلت الأجساد من طول فترة البقاء في المنازل دون حركة.

وبمناسة ترهل الأجساد تقوم ثلة من سيدات الكويت ورجالها بقيادة د.جاسم رمضان بالإعداد لعمل علمي مؤسسي يهدف لزرع النشاط البدني بين المواطنين والمقيمين حتى يتم حفظ الأوزان واعادة الصحة العامة للأبدان، ويقال اقتصاديا ان كل دولار يدفع في مثل ذلك الجهد له عائد على الدولة يعادل 15 دولارا.

وقد بدأنا بالأمس الخطوة الأولى للإعداد لمؤتمر عالمي في الكويت بداية العام المقبل كي يكون شرارة البدء في تغيير الكثير من العادات والموروثات الاجتماعية الخاطئة.

آخر محطة:
 
(1) التهنئة للدكتور الكفؤ ابراهيم عبدالهادي لتعيينه وكيلا لوزارة الصحة، راجين ان تشهد الخدمات الصحية مزيدا من التطور على يديه.

(2) التهنئة القلبية للزميل العزيز حسين عبدالرحمن وللعم علي المتروك على زفاف الابن علي على كريمة السيد عدنان الكاظمي. مبروك وبالرفاء والبنين.

(3) الشكر الجزيل للسيدة الفاضلة عائشة عبدالله المحري على تبرعها السخي لإنشاء مستشفى طبي وأكثر الله من أمثالها الخيرين.

سامي النصف

الانتخابات الأميركية 270 و60 و290

يطمح الحزب الديموقراطي الى ان يحصل في الانتخابات الحالية على 270 صوت مندوب انتخابي وهو أمر مرجح، و60 عضو مجلس شيوخ من أصل 100 و290 نائبا برلمانيا من اصل 435، والأمران الأخيران صعبان وإن كانا غير مستحيلين في ظل الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي يلام عليها الحزب الجمهوري.

لو نزل لدينا مرشح ليبرالي شيعي (أو العكس) للانتخابات وخرج 100 ليبرالي سني (أو العكس) للادلاء بأصواتهم في وضع مثالي، يفترض ان ينال ذلك المرشح كامل المائة صوت، إلا ان الواقع يظهر ان 95 منهم قد يلتزمون بالولاء السياسي لليبرالية قبل اي شيء، إلا ان 5 منهم قد يؤثر عليهم موروثهم الديني او الاجتماعي فيصوتون للمرشح المنافس رغم ادعائهم عكس ذلك، تلك الظاهرة تسمى في أميركا بظاهرة او «تأثير برادلي» تيمنا بما حدث للمرشح الأسود برادلي في كاليفورنيا عام 1982 عندما اظهرت استطلاعات الرأي تقدمه، إلا ان قلة من البيض صوتت عكس ما ادعت فسقط في الانتخابات.

خطورة تلك الظاهرة ان الأشخاص الخمسة – اي 5% من الناخبين – عندما يغيرون رأيهم يوم الانتخاب يصبح لهم تأثير في تقليص الفارق بمقدار 10% كونهم حرموا المرشح الأول من داعميه إلا انهم لا يكتفون عادة بعدم التصويت له بل يقومون بالتصويت لخصمه واذا ما تم هذا الأمر اليوم فإن ولايات عدة ستتغير نتائجها بالكامل نظرا للتقارب الشديد بين اصوات المرشحين ماكين واوباما، هناك من يتحدث بالمقابل عن «ظاهرة برادلي معاكسة» اي انحياز كثير من البيض الجمهوريين في يوم الانتخابات لأوباما وقد يتسبب الالتزام الكبير للسود وبقية الاقليات في تعديل نسبة من سيغير رأيه من البيض وفي هذا السياق يقول بعض علماء النفس ان لون ستائر غرفة التصويت اذا ما كانت فاتحة او غامقة قد تؤثر على طريقة نسبة من الناخبين المستقلين والمترددين.

وأحد الأمور التي ستضر بالمرشح اوباما ذكاؤه وتعليمه المتقدم مقارنة بماكين فمنذ نصف قرن والجمهوريون يحرضون الناخبين على اي مرشح ديموقراطي ذكي ومقتدر باعتباره لا يشعر باحساس العامة ويسكن في قصر عاجي وفي كل مرة بعد تلك الحملات يفوز المرشح الجمهوري الأقل تعليما وذكاء، فقد حدث هذا مع الديموقراطي المثقف ستفنسون امام العسكري ايزنهاور عام 1952 ومع كارتر امام ريغان ودوكاكيس امام بوش الأب وآل غور وجون كيري امام جورج بوش الابن، ألا يذكرنا هذا بما قاله التلميذ المشاغب مرسي الزناتي في مسرحية مدرسة المشاغبين عن استاذته عفت عندما عايرها ولامها على انها من الجماعة المتعلمة والمثقفة؟!

وتظهر جميع ارقام البورصة الأميركية ان ارتفاع المؤشر خلال الثلاثة اشهر التي تسبق الانتخابات يعني ان الناخبين والأسواق سيصوتون لصالح الحزب الحاكم وسيمددون له، كما ان انخفاض مؤشر الأسواق يعني في كل مرة التصويت للحزب المعارض وفوزه مما يعني ان الحزب الديموقراطي سيكتسح هذه الانتخابات.

آخر محطة:
تنبأ المرشح الديموقراطي جوبايدن بحدوث عملية اختبار عسكري لأوباما بعد فوزه وما نراه شخصيا ان ذلك الاختبار ان حدث فسيكون في منطقة الخليج.