سامي النصف

الجلوس في طائرة متجهة للأعماق

مع بداية الإجازة الصيفية المتأخرة هذه الايام واغلاق ابواب الصخب والاثارة في المبنى الواقع امام ساحة الارادة، نرجو للطيور المهاجرة ـ وما اكثرها ـ رحلات مريحة حيث مازال الطيران هو الوسيلة الاكثر امنا للنقل ولسبب بسيط جدا هو ان عالم الطيران يتعلم من الاخطاء والحوادث منعا لتكرارها وهي قضية لو طبقناها على الحياة السياسية في الكويت لكنا البلد الاكثر هدوءا وتقدما وانجازا في العالم بدلا مما نراه من تكرار اخطائنا حتى قيام الساعة!

لا يبحث الانسان عن الارخص عند صرفه نقوده لشراء حاجياته المختلفة او حتى عند اختياره لاماكن سكنه في اجازته رغم ان الخطأ في تلك الاختيارات ليس مرتبطا بقضايا الحياة والموت، اما عند الترحال فيبحث كثيرون عن الناقل الارخص سعرا حتى ولو بدينار او دولار واحد دون الاهتمام بقضايا السلامة رغم ان ذلك الاختيار قد يكون فيه الفارق بين ان تحيا او ان تصبح اشلاء مقطعة تبحث عنها الغواصات في اعماق المحيطات، ولا يعرف المرء خطأ اختياره عادة إلا في الثواني الاخيرة قبل الارتطام بالصخور او الغوص في اعماق البحور.

وللباحثين الجادين عن السلامة عند التنقل اليكم بعض نصائح الخبراء، ومنها ان تختار الشركة التي تنقلك، دون توقف، للبلد الذي تنوي زيارته حيث ان الحوادث تقع في الاغلب ابان لحظات الاقلاع والنزول لذا فكلما قلت محطات التوقف قلت معها فرص وقوع الحادث، كذلك فالرحلة النهارية اقل عرضة للحوادث من الرحلات الليلية المرهقة للطيار ولمراقبي الحركة الجوية.

وينصح الخبراء بالاستماع جيدا لارشادات السلامة قبل الاقلاع بل وينصحون بتكرارها قبل الهبوط بدلا من قراءة الجرائد و«الهذر»، كما ينصحون بأن يحفظ الراكب اقرب مخرج طوارئ له في الطائرة او حتى في الفندق حيث قد يضطر للوصول اليه في الاغلب دون رؤية بسبب الدخان، وينصحون كذلك بألا تضع اشياء ثقيلة فوق كبائن الرأس، كما ينصحون بربط الاحزمة طوال الوقت، فحتى الطيار لا يعلم احيانا متى تقع المطبات الهوائية العنيفة، واخيرا لا تشرب ام الكبائر على الطائرة فنقص الاوكسجين يزيد من تأثير الخمر المدمر ولن يستطيع الشارب ان يخلي الطائرة في اقل من 90 ثانية خاصة اذا كان لا يستطيع الوقوف اصلا.

ويعتقد البعض ان الاهتمام بالسلامة هو ترف مكلف يجب ان تختص به شركات الطيران المملوكة للدول وليس الخاصة، والحقيقة هي العكس من ذلك تماما فالشركات الحكومية تستطيع تحمل كلفة وقوع حادث، اما شركات القطاع الخاص فيكفيها حادثا مروعا واحدا لافلاسها كما حدث مرارا في الماضي حيث تتكالب عليها الكلفة المباشرة وغير المباشرة للحوادث التي تصل في بعض الاحيان الى عشرات الملايين من الدولارات وتزداد معها كلفة التأمين بصورة رهيبة، ومن يعتقد ان سلامة الطيران مكلفة فعليه ان يجرب كلفة حادث طيران واحد، فالسلامة اولا والسلامة قبل كل شيء!

آخر محطة:
ابان إحدى رحلاتي الاخيرة على احدى شركات الطيران العربية، عرفني مساعد طيار شاب بنفسه ثم اشتكى لي من ان حرصه على السلامة ودقة العمل جعل بعض قادة الطائرات يشكونه لمرؤوسيه الذين طلبوا منه بدورهم السكوت مهما شاهد ورأى، نصيحتي ونصيحة كل خبراء الطيران لكل الشركات العربية هي شجعوا المساعدين الشباب على الاعتراض بشدة على الاخطاء وساهموا في تقوية شخصيتهم بدلا من قمعهم فقد تكون تلك الجراءة والشجاعة هي الفيصل الوحيد بين الحياة والموت كما تخبرنا حوادث الطيران المتكررة ومن لا يتعلم من اخطاء غيره سيتعلم بعد دفع الدم الغالي من اخطائه الذاتية.

سامي النصف

اليمنية والإرباك القاتل

ضمن استراحة الجمعة التي خطها ه الرشيق الزميل والصديق د.محمد الرميحي على الصفحة الاخيرة لجريدة «أوان» وجه لنا تساؤلا حول الاسباب المحتملة لسقوط الطائ‍رة اليمنية، والحقيقة ان الوقت مازال مبكرا للجزم بالاسباب الحقيقية التي قد تتراوح ما بين خلل فني فادح وعمل ارهابي غير متوقع وبالطبع خطأ الطيارين المتجدد والذي يتسبب عادة فيما يزيد على 80% من حوادث الطيران.

أقلعت الطائرة المنكوبة من اليمن (142 راكبا منهم 66 فرنسيا + 11 طاقم) وتوقفت في جيبوتي ثم وصلت في ساعات الفجر الاولى الى مطار الأمير سعيد ابراهيم في جزر القمر وكان الجو صحوا، الا ان سرعة الرياح الجنوبية قاربت 60 كم/ساعة في غياب اجهزة النزول الآلي I.L.S على الممر 20 والتي تخفف عبء النزول اليدوي عن الطيار، خاصة أن عامل الارهاق يلعب عادة دورا كبيرا في المساعدة على ارتكاب الاخطاء غير المتوقعة.

ومن ذلك قد يكون الطيار قد تعرض ابان محاولته الهبوط للمرة «الثانية»، كما ذكر وزير النقل الفرنسي على ذلك الممر الصعب وضمن تلك الاجواء، الى ما يسمى عامل الارباك Spatial Disorientation الذي يجعله يفقد السيطرة على ذاته وحركته ومن ثم يمكن ان يتجه بالطائرة الى انحراف قاتل خطر ينتهي بها الى ان تهوي الى اعماق المحيط، خاصة أن الأمر لا يحتاج – في تلك الارتفاعات المنخفضة التي تسبق النزول او الاقلاع ـ إلا الى ثوان قليلة من الفعل الخاطئ وعدم الادراك المفاجئ.

وقد كان نفس السبب أي عامل الارباك المفاجئ للطيار هو سبب سقوط طائرة الايرباص الخليجية في 23/8/2000 في مياه الخليج وعلى متنها 143 راكبا، كما انه السبب الرئيسي لسقوط طائرة فلاش اير المصرية في 3/1/2004 بالبحر الاحمر وعلى متنها 148 راكبا منهم 139 فرنسيا بعد اقلاعها بدقائق، وجميع تلك الحوادث وقعت في ظلام الليل الدامس الذي يساعد على عملية الارباك لغياب الافق الحقيقي الواضح بالنهار والذي يساعد الطيار على معرفة درجة انحرافه.

وأحد الاسباب المهمة والملحوظة في تلك الحوادث هو عدم تدخل مساعد الطيار وهو يرى الخطأ القاتل يقع أمامه، وفي رحلة فلاش اير اكتفى المساعد عمر الشافعي وحتى المتدرب اشرف عبدالحميد بالاشارة للخطأ 3 مرات متتابعة قبل السقوط في البحر دون ان يفعلا ما تفرضه قواعد السلامة من اعطاء الامر للكابتن بالابتعاد عن الدفة وان المساعد هو من يتولى زمام القيادة عبر القول «I Have Control» وتصحيح المسار الخاطئ ثم معرفة ما اذا كان الكابتن يتعرض لإرباك طارئ بسبب الارهاق او ارباك دائم كحال اصابته بورم في الدماغ او مرض نفسي حاد وهي أمور اكتشفت في حالات مماثلة بعد انقاذ الطائرة.

ولا شك في أن الاعراف والتقاليد تلعب دورا مهما في هذا الصدد (التردد في مخالفة الاكبر سنا) وقد سبق ان تقدمت بورقة لاتحاد الطيارين الدولي المنعقد في زيوريخ عام 1984 حول هذا الامر بعد حادث الطائرة اليابانية التي اسقطها قائدها في البحر بداية الثمانينيات دون ان يتدخل المساعد، وحوادث ارباك الكابتن أو مساعده قد تحدث ولا يشعر بها احد متى ما قام الطيار الآخر بالتدخل الفاعل والسريع لإنقاذ الطائرة واكمال الرحلة بسلام.

آخر محطة:

(1) من المصادفات البحتة ان طائرة الايرباص 310 اليمنية المنكوبة هذا الصيف مصنوعة عام 1990 وهي نفس نوع وعمر الطائرة السودانية التي تحطمت ابان نزولها في مطار بورت سودان صيف العام الماضي، كما انها نفس نوع وعمر طائرة هابغ لويد الالمانية التي تحطمت قبل نزولها مطار ڤيينا بالنمسا صيف عام 2000.

(2) في عام 1980 أرسلت من قبل «الكويتية» وطيارين آخرين لتقرير ما اذا كانت طائرة الايرباص 310 افضل ام طائرة البوينغ 767، وكان قراري بعكس زملائي هو ان البوينغ افضل، بعد وقوع 9 حوادث للطائرة الاولى واثنين للطائرة الثانية، أظن أن قراري كان صحيحا آنذاك.

(3) سجلت قبل ايام لقاء مع الزميل محمد القحطاني حول سلامة الطيران سيعرض كما اخبرت في 7/7 على قناة «الصفوة» والقناة العامة في أوربت.

(4) بالنسبة للفتاة الناجية من حادث «اليمنية» قد تكون جالسة في المقاعد الخلفية الاكثر أمنا أو يكون للحظ أو الهدوء وسرعة البديهة دور في نجاتها.

(5) الحادث الحالي لـ «اليمنية» هو الأول في تاريخها مما يؤكد ما قلناه سابقا من ان عدم وقوع حوادث في الماضي لا قيمة له في علوم السلامة ولا يعطي أي دلالات مستقبلية.

سامي النصف

من تاريخ المشرق.. مأساة آل المرشد

امتلأت المكتبات العربية بكتب تتناول مأساة عائلة الجنرال اوفقير حيث قامت زوجته وأبناؤه وأصدقاؤهم بتأليف العديد من المطبوعات بالعربية والفرنسية والانجليزية للتحدث عن فجيعتهم التي تقوم على الاعتراض على مبدأ ان تؤخذ عائلة من يخطئ بجريرته فهل كانت تلك الحادثة الاولى ام ان في مشرقنا العربي قصة مماثلة انتهت فصولها قبل عام من بداية مأساة الأسرة الاخرى؟!

ولد سلمان المرشد عام 1907 من اسرة فقيرة في قرية «جوبة برغال» الواقعة ضمن سلسلة جبال اللاذقية، وقد نسجت الصحف المصرية القريبة آنذاك من خصمه الزعيم الوطني سعدالله الجابري حوله اساطير عدة وصلت الى حد اتهامه بأنه اعلن ربوبيته ودعا قومه لعبادته كما انه تآمر مع الفرنسيين وعمل جاهدا على تقسيم سورية مما ادى الى اعدامه في 16/12/1946، وتأليه أتباعه – كما قيل – لابنه مجيب الذي اغتيل في 27/11/1952 على يد العسكري عبدالحق شحادة بأمر من الرئيس السوري أديب الشيشكلي وصدر امر بعد ذلك بسجن من ينتمي الى الجماعة المرشدية من 6 اشهر الى سنتين، ونفيت عائلة سلمان المكونة من أطفال صغار دون اب او ام الى دير الزور في اقصى الشرق السوري منذ عام 46 حتى عام 70.

صدرت عدة كتب في السنوات الاخيرة عن المرشدية ومؤسسها سلمان المرشد منها كتاب «لمحات حول المرشدية» الذي كتبه ابنه نور المضيء المرشد و«شعاع قبل الفجر» مذكرات احمد السياف وتحقيق المؤرخ والأديب محمد جمال باروت و«المرشدية وسلمان المرشد» لمنذر الموصلي وتكاد تجمع تلك الكتب على انكار قضايا الألوهية والتعاون مع الفرنسيين والتآمر على تشطير سورية.

وحسب تلك الكتب كان سلمان المرشد ثائرا على الإقطاع خارجا عن طوع مشايخ وزعامات الطائفة العلوية، حيث أبطل الاعتقاد بـ «الترائي» و«التقية» و«وراثية المشيخة» وألغى اللباس الديني وأنكر قدسية عبدالرحمن بن ملجم وحارب الفرنسيين حتى نفوه الى مدينة الرقة كما نزل الانتخابات معاديا ومنافسا لقائمة كنج ـ بدوي الجبل الانفصالية وكان ضمن قائمته كبار الوطنيين امثال بطل معارك جبل صهيون عمر البيطار، وتضيف تلك الكتب أن المرشد هو من اقترح إلحاق قضاء الجبة بحلب منعا لإنشاء الدولة العلوية.

وقد انتخب المرشد لدورتين برلمانيتين، وفي عام 1945 القى الزعيم الوطني المعروف فخري البارودي كلمة سلمان المرشد التي أعلن فيها انه يضع قواته وعشائره تحت تصرف الحكم الوطني بقيادة الرئيس شكري القوتلي، ويرى مؤيدوه ان خصومه من الإقطاع العلوي المنتمين لآل شريتح هم من حركوا قوات الحكومة ضد معقله في قريته «جوبة برغال» مما جعله يبادر بإطلاق النار وقتل زوجته الاسطورية المشهورة بالشجاعة الفائقة والجمال الباهر هلالة بنت داود الملقبة بـ «أم فاتح» حتى لا يتم الاعتداء عليها من قبل الأعداء.

وتمتلئ المراجع بصوره وأبنائه إبان محاكمته التي بُرئ خلالها من تهم الخيانة العظمى والتعاون مع الفرنسيين وهو ما شكر هيئة المحكمة عليه ولم يطلب الرحمة عندما حكم عليه بالإعدام على معطى قتل زوجته هلالة وقد نفذ الحكم بعد 3 ايام وتم نفي ابنائه دون اب او ام الى خارج القضاء، وفي عام 1965 اصدر وزير الدفاع حافظ الاسد امرا بالتوقف عن مطاردة المرشديين مما جعلهم يقفون معه في صراعه ضد خصمه صلاح جديد، وفي عام 1984 انحاز المرشديون العاملون في سرايا الدفاع للرئيس حافظ الاسد بعد لقائه معهم ضد شقيقه رفعت وقد ألغيت أوامر النفي والعقوبات ضد المرشديين بعد ثورة التصحيح عام 1970 وقد أعلن نور المضيء المرشد بعد وفاة اخيه ساجي عام 1998 انه ليس اماما للجماعة واكتفى فقط بدور ملقن تعليم الصلاة لمن يبلغ عمره سن 14 من البنين والبنات.

سامي النصف

تقرير بلير والوطن المشلول

نشرت الزميلة «القبس» ملخص رؤية الكويت 2030 التي أعدها الفريق الاستشاري العالمي الذي يرأسه رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، والمرجو ألا تنتهي تلك الدراسة الهامة بوضعها في درج آخر يعلوه الغبار.

تبدأ الدراسة بتحذير خطير عن حاجة الكويت لاتخاذ قرار جوهري بشأن مستقبلها والا فإن المستقبل سيكون غامضا والأرجح أن يكون قاتما، كما تشير الدراسة الى تحول عالمي مستقبلي بعيدا عن البترول الذي يشكل أكثر من 90% من موارد الدولة وفي وقت تشهد فيه الكويت ظاهرة الهجوم الشرس على رجال الأعمال مما جعلهم يستثمرون ويخلقون المشاريع خارج بلدهم.

وترى الدراسة القيمة ضرورة اصلاح بيئة العمل ومحاربة الفساد المستشري وتحرير الصناعة واصلاح أنظمة التعليم والصحة ومكافأة الأذكياء والموهوبين في الدولة من رجال ونساء (هين) والدفع بمبادئ التسامح للازدهار (يعني لا حقد ولا حسد هين ثانية) وان يستثمر بالتراث الثقافي الغني للأمة من فنون وآداب بدلا من محاربتها (لا تعليق)، كما تشير الدراسة إلى عدة تحديات مستقبلية رهيبة منها التكاثر السكاني الخارج عن المعقول واحتمال التحول الى دولة عاجزة ماليا خلال 5 سنوات (يا حلاوة) وان الاستمرار في هذا الطريق الشوكي يعني ان تواجه الكويت أزمات مالية وسياسية واجتماعية خانقة في ظل شلل تام للنظام السياسي كنتيجة منطقية للمواجهات المتواصلة بين الحكومة ومجلس الأمة.

وتضع الدراسة الحلول العملية للاشكال الكويتي وهي قريبة جدا مما ورد في كتب وخطب الرئيس الماليزي مهاتير محمد وخطته «ماليزيا 2020» ومن الحلول احياء روح المبادرة في الاقتصاد الكويتي وتقليص الروتين وتحسين فرص الوصول للأراضي العامة للدولة (يعني عكس المفهوم السائد بأن الأرض عرض لا يجوز التفريط فيها للاستثمار) وخلق فرص نزيهة ومتكافئة في الأسواق وتطوير وتفعيل الموارد الطبيعية (كمشروع تطوير حقول الشمال المغضوب عليه) واستغلال الموقع الجغرافي المميز وتطوير النقل والعمليات اللوجستية (الاغلاق غير المنطقي لحدودنا مع ايران والعراق).

ومن خطوات التنفيذ الهامة تأسيس وحدة متابعة وتنسيق ترفع تقاريرها أولا بأول لرئيس الوزراء مع التركيز على الأولويات المتفق عليها اضافة الى ضرورة وجود ادارة اعلام استباقية كي يستوعب الناس ما يجري من خطط لدعمها ومحاسبة من يقوم بعرقلتها، كما تحث الدراسة على انشاء مكتب صحافي للحكومة وتعيين متحدث باسم رئيس الوزراء لدعم وحدات الاتصال الاستراتيجي.

آخر محطة: الكويت، كما ترى الدراسة، على مفترق طرق فإما الاستمرار على ما نحن عليه ومن ثم الانقراض والاختفاء بعد سنوات تجري سريعا أو نعدل المسار بشكل صحيح ونبدأ بخلق كويت جديدة تقوم على أسس ومبادئ جديدة لم نعهدها من قبل والخيار بيدنا شعبا ونوابا وحكومة فهل نفعل؟! الجواب معروف وسهل وبسيط!

سامي النصف

غرام فانتقام.. غباء شديد فإعدام!

صدّقت محكمة جنوب القاهرة يوم الخميس الماضي على إعدام رجل الأعمال الشهير م.هشام طلعت مصطفى والقاتل الفذ الضابط محسن السكري وكنت قد وصفت تلك الجريمة الشنيعة بأنها «أغبى جريمة في القرن الـ 21» ثم ألحقتها بعد مشاهدتي للقاءات محامي الدفاع «الأوحد» فريد الديــب وتبريراتــه التافهة لكيفية وقوع الجريمة بمقال ذكرت فيه ان المحامي سيوصل قطعا موكله لحبل المشنقة واستغربت ان يقبل المتهم شديد الثراء دفاع محام واحد عنه بدلا من تشكيل فريق «حلم» من المحامين كحال الفريق الذي برأ أوجي سمبسون من قتل زوجته.

ولأن النصيحة كما يقال بجمل فقد قررت اسرة هشام طلعت مصطفى اخيرا وبعد صدور حكم الإعدام، اي بعد خراب البصرة، ضم 8 من كبار المحامين في مصر لتولي الدفاع عن المتهم بعد الفشل الذريع لفريد الديب ويرأس ذلك الفريق المحامي بهاء الدين ابوشقة الذي نشهد له بالذكاء الشديد والذي نصح اسرة مصطفى بالتصالح مع اسرة سوزان تميم لتخفيف الحكم او حتى الوصول لحكم البراءة.

وضمن مسلسل الغباء الشديد الذي يحيط بتلك القضية اعتراف والد القاتل اللواء منير السكري في لقاء مع «العربية» بأن ابنه تسلم بالفعل 2 مليون دولار من هشام مصطفى كثمن فرحة و«بشارة» له كونه اول من اخبره بنبأ مقتل سوزان تميم! ولقاء إعلامي كهذا يدين الابن ولا يبرئه فلا احد يدفع مثل هذا المبلغ لخبر كما ان انفراد محسن السكري بالمعلومة دليل آخر على انه الفاعل.

والحكم يعتبر تاجا على رأس القضاء المصري العادل الذي لا يجامل ولا يداهن في الحق رغم ان الضحية غير مصرية والجريمة لم تقع على ارض مصر، كما ان رجل الاعمال الشهير ليس قاتلا، بل محرض، ويحتل مراكز بارزة جدا في المجتمع كرجل سياسة واقتصاد، ولن أجرؤ على المقارنة بما كان سيحدث لو ان القضية تم تداولها في دهاليز عدالتنا المحلية في ظل وجود جمل لطيفة تضاف عادة للأحكام مثل «عدم كفاية الأدلة» و«وجود خطأ في إجراءات القبض» و«500 دينار غرامة لوقف التنفيذ».. إلخ.

وحضرت في الضفة الغربية انشطة «يوم العدالة» الفلسطيني الذي حضره المئات من رجال القضاء وحصلت على كتب ومطبوعات دورية تختص بنتائج التفتيش القضائي هناك وكيفية التعامل مع تأخر الفصل في القضايا التي يتم تبويبها ومتابعتها من قبل فرق التفتيش للتأكد من سرعة الفصل فيها، منعا للظلم الناجز الناتج عن العدالة البطيئة، وتذكرت على الفور حال محاكمنا واشكالية «الداخل المفقود والخارج المولود».

سامي النصف

هل وقع سعد في الفخ؟!

انتهت الانتخابات اللبنانية بفوز فريقي 8 و14 آذار معا فلم يكن لحزب الله، كما ذكرنا في مقال سابق، مصلحة حقيقية في اكتساح الانتخابات وتشكيل حكومة تكون في مواجهة العالم مما سيضر به على المدى الطويل، والأفضل بالنسبة له انتصار جزئي لقوى 14 آذار مادام وفر له الاعتراف به كمقاومة وبشرعية حمله للسلاح كما حدث، مفكرو حزب الله أذكياء واستراتيجيون من الدرجة الأولى.

فاز الساحر نبيه بري ـ الذي يعتبره البعض رجل الكويت في لبنان بسبب صلاته الوثيقة بعائلة آل الخرافي الكرام ـ بولاية رئاسية خامسة رغم انه لا ينتمي للأكثرية النيابية ورغم انه لم يتعهد بعدم اغلاق البرلمان كما حدث في الماضي القريب، ومع إعلان الفوز المتوقع للرئيس بري لعدم وجود منافس ولاتفاق القوى عليه انطلق الرصاص ابتهاجا مما نتج عنه سقوط بعض الجرحى وهي عادة لبنانية متأصلة نرجو الا نقلدها في الكويت.

وانطلق الرصاص مرة أخرى عند حصول الشيخ سعد الحريري على ثقة مجلس النواب رغم عدم وجود منافس له، ومرة أخرى يسقط الرصاص على الناس الآمنين رغم تنبيه نبيه بري وسعد الحريري اتباعهما بعدم الاحتفال بهذه الطريقة المؤذية والمروعة الا ان فورة دم الشباب تجعلهم لا يستمعون للنصح.

ونحن ممن يرون ان تولي الشيخ سعد الحريري مقاليد الوزارة في هذا الزمن العصيب ودون ضمانات تعاون من الكتل المختلفة هو خطأ استراتيجي كبير ومطب وقع فيه، وكان أفضل له ان يقوم بما يقوم به السيد حسن نصرالله في المعارضة أي بقاءه مرجعا للقوى السياسية المتحالفة معه دون ان يحتل موقعا سياسيا يجعله عرضة للهجوم الدائم والابتزاز السياسي انتظارا لظروف سياسية أفضل في المستقبل.

وقد طالب في الماضي أعدى أعداء قوى 14 آذار أمثال النائبين سليمان فرنجية وميشيل عون بتولي سعد الحريري مقاليد رئاسة الوزراء بدلا من الرئيس المخضرم فؤاد السنيورة مما يدل على ان هناك نوايا مبيتة نحو سعد تروم قتله سياسيا والإساءة لسمعته عند المواطنين والناخبين اللبنانيين.

آخر محطة:
(1) من قراءة سريعة لأرقام نتائج الانتخابات اللبنانية الأخيرة نجد تباينا ضخما بين أعداد الناخبين في الدوائر الانتخابية ومن ثم الأعداد الدنيا اللازمة للفوز، فمثلا فازت السيدة ستريدا جعجع بدائرة بشري بـ 13 ألف صوت بينما احتاج النائب علي المقداد في دائرة الهرمل لـ 109 آلاف صوت للنجاح، وضمت بعض الدوائر 50 ألف ناخب ودوائر أخرى 260 ألف ناخب دون اشكال.

(2) استضافنا الصديق غسان بن جدو في برنامجه الشائق «لقاء مفتوح» على قناة الجزيرة وقد كان التصوير في حديقة احد المطاعم المعروفة الواقعة في الضاحية الجنوبية من بيروت وقد ارعب مكان المطعم وملكيته الضيوف الناقدين لمسار الرئيس احمدي نجاد فاعتذروا عن الحضور ويا.. حيف على الرجال!

سامي النصف

ماذا تعلم عن إنفلونزا الخنازير؟!

الجميع يسمع ويتكلم عن انفلونزا الخنازير والقلة القليلة هم من قرأوا عنها وحاولوا ان ينأوا بأنفسهم عن الاصابة بها، ففي البدء ليس جديدا ان تصاب الخنازير حالها حال الإنسان بالانفلونزا الا ان ذلك المرض لا ينتقل عادة للبشر والاستثناء هو الڤيروس الحالي المسمى «A-H1N1» الذي هو مزيج من ڤيروسات انفلونزا الخنازير وانفلونزا الإنسان وانفلونزا الطيور أي تحالف ڤيروسات مستعدة للفتك بالإنسان.

وقد حدثت الإصابة الأولى بهذا الڤيروس الجديد بالمكسيك أوائل شهر أبريل الماضي ولا يعرف أحد حتى هذه اللحظة مدى خطورة ذلك المرض الا ان المختصين يتوقعون ان يكون أكثر شدة وأوسع انتشارا من أنواع الڤيروسات الأخرى كونه جديدا ولا يملك الناس مناعة طبيعية ضده.

وتظهر الدراسات ان نسبة الوفاة بسبب انفلونزا الخنازير تصل الى 0.4% وهي مقاربة لنسبة الوفاة بسبب انفلونزا الانسان الا ان هذه النسبة قد تزيد بعد فترة كما حدث لوباء انفلونزا الانسان عام 1918 الذي يقال انه تسبب في وفاة 50 مليون شخص في العالم قبل ان يكتسب الانسان نوعا من المناعة الطبيعية ضده ويتوصل العلماء للتخفيف من أعراضه المصاحبة.

وتتشابه أعراض انفلونزا الخنازير مع اعراض الانفلونزا العادية ويتم التفريق بين الاصابتين بالفحوص المختبرية فقط ويتوقع ان تتواجد تطعيمات او لقاحات ضد انفلونزا الخنازير بداية شهر نوفمبر القادم ويتوافر في الوقت الحالي دواءان فعالان للعلاج والحماية هما اوسيلتاميفير وزاناميفير (سنة ذهبية أخرى لصناع وموزعي الأدوية!).

والفئات الأكثر احتمالا للإصابة بانفلونزا الخنازير تتمثل فيمن هم فوق 65 عاما أو تحت سن الخامسة والنساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة كالسكري والقلب والربو والأشخاص ذوي المناعة المنخفضة، وتنتشر الانفلونزا بين الناس عبر اللمس والعطس لذا تكمن سبل الوقاية في غسل اليدين بشكل متكرر وتجنب الأماكن المزدحمة أو القرب من المصابين بالانفلونزا (هل سيصدر قرار حكومي بمنع مصابي الانفلونزا من الذهاب لمقار العمل؟!).

آخر محطة:
(1): استعنت بالمعلومات آنفة الذكر من اصدارات الجمعية الملكية الأردنية للتوعية الصحية حيث لم اقرأ شيئا بهذا الخصوص من الجمعية الطبية الكويتية.

(2): في تقرير لمراسل محطة «العربية» من الأردن الزميل سعد السهلاوي اظهر كيف ان كثيرا من العادات الاجتماعية تساعد على انتشار ذلك المرض الخطير مثل تقبيل الأنف والوجنة والشرب من فناجين قهوة مشتركة والأكل من صحن كبير واحد (غنجة بالكويتي) ومرة أخرى يثبت ان عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة ليست صحيحة أو صحية بالضرورة.

سامي النصف

الإشكالات السياسية والمحاكم الاقتصادية

أمام الكويت حاضرا ومستقبلا تحديان محددان، الاول سياسي يتلخص فيما نلحظه من ازمات سياسية متلاحقة لم تنجح الروشتات والوصفات التي استخدمت حتى هذه اللحظة في منعها او وقفها، ولتلك الحالة السياسية «الفريدة» مقالات اخرى.

الاشكال العام الثاني المتواري خلف الاشكال الاول هو الوضع الاقتصادي القائم وما نلحظه من فارق بين الاحلام والطموحات الكبيرة وما هو موجود بالواقع على الارض، وفي جانب من ذلك الاشكال امتلاء المحاكم العادية غير المختصة بالنظر في التشابكات المالية المعقدة القائمة.

فمع الانهيار المالي الكبير في العالم وتوقف التسهيلات الائتمانية للشركات وشح السيولة في الاسواق اتجه كثيرون للمحاكم لأخذ حقوقهم وقد فوجئوا كمدعين او مدعى عليهم بقلة الوعي الاقتصادي لبعض المحققين ممن اخذوا بمبدأ السلامة واصدروا قرارات منع سفر مستعجلة حدت من حضور كثير من المدراء والمسؤولين اجتماعات الشركات التابعة في الخارج واضرت بالتبعية بمصالح المساهمين الكويتيين.

وقد اقترحنا قبل حصول الازمة الاخيرة بوقت طويل فكرة انشاء «محاكم اقتصادية» تنظر في القضايا الاقتصادية وتفصل سريعا في الخلافات المالية شديدة التعقيد كما تحرص على التقدير الصحيح فيما يخص قرارات منع السفر كي لا يتكالب الشركاء الآخرون على نهب الاموال الكويتية في الشركات غير الكويتية بسبب غياب الطرف الكويتي.

ان مشروع كويت المركز المالي لا يمكن ان يتم ويؤتي ثمره دون انشاء مثل تلك المحاكم التي تبررها كثرة القضايا الاقتصادية هذه الايام وحاجة المستثمرين الخارجيين للقرار الحاسم والسريع لدى نشوء اي خلاف داخل الكويت ولن يأتي المستثمرون لبلد يستغرق حسم القضايا فيه عقودا طويلة كالحال القائم في بلدنا.

آخر محطة:
فرغت للتو من قراءة كتابين انصح كل طموح بقراءتهما، الاول عنوانه «الفوز» وكاتبه هو الاميركي جاك ويلش رئيس شركة جنرال اليكتريك لمدة عشرين عاما، وقد قدم له وارن بيفت اغنى رجل في العالم بالقول انه الكتاب الذي لا تحتاج معه لقراءة اي كتاب آخر في الادارة او الاقتصاد. والكتاب الثاني هو «لنفعلها» للانجليزي ريتشارد برونسون صاحب شركة طيران وتسجيلات فيرجن، والاثنان هما من ابرز الشخصيات في بلديهما ويستحقان سبر اغوار افكارهما وتجربتيهما في الحياة للتعلم منهما.

سامي النصف

الدواء لإشكال الكهرباء والماء

نصيحة مخلصة نقدمها لمعالي وزير الكهرباء والماء د.بدر الشريعان تقضي على إشكالية انقطاع الماء والكهرباء في البلد إلى الأبد دون الحاجة لإنشاء محطات طاقة ومياه جديدة تكلف المليارات من أموالنا الناضبة ثم نحتاج بعد ذلك إلى نصف إنتاج الكويت من النفط لتشغيلها دون مردود مالي كونها تباع بعشر الكلفة وضمن معدلات استهلاك غير عقلانية جعلت بلدنا الذي لا نهر ولا مطر فيه الأعلى استهلاكا للمياه في العالم إضافة إلى تسبب إنشاء المزيد من المحطات في التلوث الشديد لبحرنا وتدمير ثروتنا السمكية.

إن الحل المنطقي والعاقل والعاجل يا معالي الوزير الذي نترجّى منه الكثير، يكمن في تركيب عدادات كهرباء وماء على كل «وحدة سكنية» سواء كانت شققا للإيجار كحال السالمية والفروانية والفحيحيل وحولي أو ضمن الڤلل والشقق كحال أغلب مناطق سكن الكويتيين كي يدفع كل مواطن ومقيم ثمن استهلاكه من الماء والكهرباء وعندها سيحرص الجميع على الترشيد ويطفئون الأضواء والمكيفات ويمنعون الخدم من خلق شلالات وأنهار المياه العذبة كل صباح عند غسلهم البيوت والسيارات وسقيهم للزرع.

كما يجب أن يفرض على الجميع تركيب عدادات كهرباء وماء جديدة مع «القطع الفوري» لمن لا يدفع حيث لا توجد دولة محترمة في العالم تعتمد في تحصيلها للأموال على «شيمة» ونخوة المستهلك أي إذا تحب أن تدفع تدفع وإذا قررت غير ذلك فالأمر عائد لضميرك، وهناك أكثر من نائب لديه الاستعداد التام للدفاع عن ذلك الفعل غير الوطني حتى لو وصل الأمر لاستجواب المسؤول دون ان يرف للنائب جفن أو تحمرّ له وجنة.

كما على الوزارة أن تخلق حوافز ودوافع ملزمة لتوفير الكهرباء والماء عبر فرض استخدام لمبات الإضاءة الجديدة على البيوت والعمارات والمحلات وإيقاف استيراد الأنظمة القديمة للإضاءة كما هو الحال مع كثير من البلدان المتقدمة، والأمر كذلك مع فرض أنظمة ترشيد المياه على الحنفيات والمراحيض والمطابخ التي «يلعب بها الخدم لعبا».

ونحتاج إلى تشريع كويتي مماثل لـ «قانون الجفاف» البريطاني حيث ما ان تقل مياه الأمطار لديهم حتى تعلن حكومة صاحبة الجلالة بدء تفعيل ذلك القانون الذي يفرض غرامة فورية تصل إلى 5 آلاف جنيه إسترليني لمن يغسل سيارته أو يروي حديقته، وإن تكررت المخالفة تتحول الغرامة إلى سجن يصل إلى 3 سنوات، ولم يقل أحد هناك ـ للعلم ـ إن في هذا ظلما أو يقترح إنشاء المزيد من محطات الطاقة.

آخر محطة:
قصة طريفة تظهر الواقع المأساوي الكويتي، فقد زرت بالأمس أحد مناطق حمانا في جبل لبنان فوجدت أن ماكينة الطوارئ التي تغذي 5 عمارات آهلة بالسائحين الكويتيين قد تعطلت منذ أكثر من أسبوعين ولا تحتاج من السكان كما أخبرت إلا مبلغا لا يتجاوز 20 دولارا للشقة لإصلاح العطل والتمتع بالكهرباء طوال الوقت إلا أن الأحبة، وقد اعتادوا في بلدهم استهلاك الكهرباء دون مقابل، رفضوا الدفع وفضلوا عليه البقاء كالخفافيش في الظلام لمدة 6 ـ 8 ساعات يوميا! وحقيقة «ليش مصطافين»؟! ابقوا في بلدكم وتمتعوا بمجانية المياه والكهرباء بحماية أسود مجلس الأمة.. هزلت!

سامي النصف

قلوبنا مع الشعب الإيراني البطل

الصورة في طهران هذه الأيام هي أقرب للصورة في برلين النازية منتصف الثلاثينيات عندما كان الطاغية هتلر في طريقه للسير بشعبه إلى هاوية الحروب مع القوى الكبرى، وقد حضّر لذلك بقمع الداخل والتدخل في شؤون الدول المجاورة بحجة انها مجاله الحيوي الذي يحتاجه في حربه القادمة مع العالم والتي انتهت بانتحاره ودمار بلده.

لقد قرر مرشد عام الثورة الإيرانية وقبل أشهر من الانتخابات الرئاسية ان أحمدي نجاد هو الرئيس القادم (!) وقد هنأه بذلك مما يعني أن الشعب الإيراني حتى لو صوت بنسبة 100% لموسوي فإن أحمدي نجاد هو الرئيس الفائز رغما عن أنف 80 مليون إيراني تم اختزالهم برغبة شخص واحد.

لقد استنزف النظام القمعي في إيران ثروات شعبه في مغامرات الخارج بالعراق ولبنان وفلسطين وغيرها وقد كان الأمر محتملا لو انه حرم شعبه من التنمية والإعمار والإنجاز في سبيل إعمار تلك الدول إلا أن الواقع المعيش يظهر بصورة لا لبس فيها ان تلك الأموال «غير النظيفة» قد استخدمت في اشعال الحروب وتدمير العراق ولبنان وغزة.

لقد أباح نظام الرئيس نجاد لنفسه حق التدخل في شؤون الدول الأخرى بقصد التدمير لا التعمير فلماذا لا تتدخل دول العالم ونحن من ضمنها في الشأن الإيراني لإنقاذ شعب إيران البطل من الديكتاتورية التي ستقوده لحروب خاسرة قد تقسم إيران بعدها لعدة دول ويقضى على منجزاتها الحضارية؟!

إن المطلوب هو دعم الشعب الإيراني البطل بكل الوسائل فإن فاز الشعب وفاز المرشح موسوي الذي وعد بتسخير موارد إيران لخدمة شعب إيران سعدت إيران وسعدت بلداننا وسعد العالم، وإن فوتنا الفرصة واستمر الرئيس نجاد في الحكم – وهو الأمر الأكيد – فستتعس إيران وتتعس بلداننا ويتعس العالم والأمر هذه الأيام ليس بعيدا عن حقبة «السكاكين الطويلة» التي قضى من خلالها الطاغية هتلر على المعارضة ليمضي قدما في مشروعه الذي انتهى بدمار بلده وجيرانه.

آخر محطة:
 1 – ستشهد المنطقة خلال عام أو عامين تداعيات بقاء الديكتاتورية بالحكم في طهران وسنندم كالعادة عندما لا ينفع الندم وستنقسم المعارضة الإيرانية البطلة بين السجون ودول الاغتراب.

2 – الملاحظ أنه كلما قوي الرئيس نجاد زاد الدمار والتأزم في المنطقة وكلما ضعف كنتيجة لشح عوائد النفط استتب الأمن في ربوع دول الإقليم.