كان صالح يستخدم «ورقة الحوثيين»، ليبتز بها دول الخليج. تطورات الساحة السياسية اليمنية ـــ التي أدت الى اتفاق بين الرئيس عبد ربه منصور والحوثيين، وبموجب هذا الاتفاق، الذي بطعم الإذعان ـــ جعلت من الحوثيين ومن يدعمهم رقماً صعباً وأساسياً في الدولة اليمنية. ومن يختصر دعم الحوثيين في إيران فهو مخطئ، فلولا دعم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لما حقق الحوثيون هذا الانتصار والتمدد، حتى وصل بهم الامر الى احتلال العاصمة اليمنية صنعاء، قبيل توقيع الاتفاق بين الطرفين. فهناك تقاطع مصالح بين ايران وطموح علي عبدالله صالح، للعودة الى الحكم، ولذلك تم التعاون بين الطرفين. فقد كان علي عبدالله صالح يستخدم ورقتين لتثبيت حكمه، وأخْذ شرعية ودعم من الدول الاقليمية والمجتمع الدولي، وهما ورقة الحوثيين، التي كان يبتز بها دول الخليج، وأن ايران قد اصبحت على حدودكم، ونظامي هو القادر على توقيف هذا التمدد، والخطر الذي يمثلونه! وأما «القاعدة» فيها فلابتزاز المجتمع الدولي. فهو قد جعل لها مناطق محدودة ولم يقض. عليها لكي يجعل نظامه حاجة الى الغرب لمحاربة هذا التنظيم! وبعد سقوط نظامه استغنى عن ورقة «القاعدة» وتحالف مع الحوثيين، وم.ن ورائهم ايران، وتم تمدد الحوثيين في اليمن، وسقطت المنطقة، تلو الاخرى، وهدف الرئيس المخلوع من هذا الدعم هو ايصال تهديد مباشر الى دول مجلس التعاون الخليجي، بأن من كان يحمي خاصرة الخليج من التهديد الحوثي هو وجودي على سُدة الرئاسة اليمنية! ومن المصادفة العجيبة ان جميع من كانوا رأس حربة في تحركات الثورة اليمنية ضد صالح أصبحوا اول الضحايا للحوثيين من استحلال بيوت عائلة الاحمر وتشريدهم الى الناشطة توكّل كرمان، وهذا دليل واضح بوجود اهداف وبنود اتفاق بين الحوثيين وصالح، على المشهد السياسي اليمني. فقد اصبحت الآن ايران رقما صعبا في المعادلة اليمنية، بسبب تحكم الحوثي في الدولة اليمنية الجديدة. والذي يود ان يبعد الخطر الحوثي وتحالفاته الاقليمية يجب عليه سحب الحصانة والاتفاق الخليجي من علي عبدالله صالح، وابعاده خارج اليمن، او اتاحة الفرصة للشعب اليمني لمحاكمته على ما اقترفته يداه بحقهم، وبذلك يفقد الحوثي حليفا قويا على المشهد اليمني.