م. ناصر العيدان

يحق للوزير!

لا شك في أن تعديل القوانين القائمة بالتوافق مع التغييرات المجتمعية، يعكس تطورا وفهما لدى المشرع، لكن هذا التطور يجب ان تحكمه مقاييس تحميه من ان يكرر نفس عثرات القوانين التي سبقته. لماذا نشرّع قوانين جديدة؟ لان القانون يساعد على تقدمنا وينظم حياتنا وهو سبب رئيسي في ضبط وتأمين حياتنا الاجتماعية. لم يخلق القانون أبداً ليكون وسيلة للكبت وقتل الإبداع، وكأنه وسيلة قمع جديدة، لا وسيلة ابداع جديدة. ولعل أكثر الانتقادات التي طاولت القوانين المجتمعية الأخيرة كانت تصب في خانة قمع الحريات لأن المجتمع أدرك انها قوانين تقلص من حرياته.
متابعة قراءة يحق للوزير!

م. ناصر العيدان

لمبة حمراء

عندما يتعلق الأمر بالأخلاق، ابتعد عن التكسب والرياء، وهذا ما أنصح به نواب البرلمان عندما يثيرون قضايا أخلاقية ومحاصرتها بتشريعات يظنون أنهم من خلالها يحلون المشكلة، بينما في الحقيقة هم يوقفون النزيف ليس أكثر… لكن الجرح غائر. فكثير من العلاجات اثيرت أخيراً، كلائحة الزي المحتشم في جامعة الكويت، والهجوم على المقاهي المختلطة، وتفعيل «الشرطة المجتمعية» أخيراً، كل ذلك يدل على أن المجتمع يعاني من مشكلة، ويظن النواب أنهم بهذا الصراخ وهذه التشريعات يستجيبون لمعاناة المجتمع.
متابعة قراءة لمبة حمراء

م. ناصر العيدان

التنويم الاجتماعي

أنت ستنام، التصقت أجفانك، لا تستطيع فتحها، أنت مرتاح وسعيد، تعمق أكثر. أنت سعيد أكثر!، وغيرها من العبارات التي يطلقها المنوم المغناطيسي، وإذا قارنا هذه الطريقة بصورة أكبر وأشمل، فسنجد أن المجتمع يقوم بتنويمنا اجتماعياً من حيث لا نعلم وبالأسلوب نفسه. فالمنوم المغناطيسي بعد أن يسيطر عليك يقوم بتلقينك بعض الأوامر، ربما لن تفعلها وأنت في صحوك، أو باستغلال وتوجيه معلومات كانت مخبأة في ذاتك، والمجتمع يقوم بذلك أيضاً، ونحن لا نعلم. أنا هنا لا أُجرّم المجتمع، فكل المجتمعات تفعل ذلك، لكن الجريمة الكبرى هي قبولنا ومساهمتنا في ذلك ولسان حالنا يقول: من شابه «مجتمعه» فما ظلم! ولا صحا!
متابعة قراءة التنويم الاجتماعي

م. ناصر العيدان

انفلونزا النفط

ترتفع صادراتك من النفط، ويصبح هو إيرادك الرئيسي، فإن ذلك ينعكس إيجاباً على العملة، فترتفع نسبة إلى العملات الأخرى. وحين ترتفع عملتك، تقل صادراتك، وتزيد وارداتك، لأنك تشتري بعملتك المرتفعة أكثر مما يشتري غيرك بعملتهم المنخفضة. وحين تزيد وارداتك فهذا سيؤثر على المنتج المحلي بالتبعية، مما يسبب الركود الاقتصادي ووقوف أي نشاط إنتاجي لأن تكلفة استيراد المنتج ستكون أقل من تصنيعه. ماذا يعني كل هذا؟… يعني أن «لعنة» انتاج النفط ستؤثر سلباً على الصناعات غير النفطية على المدى الطويل.
متابعة قراءة انفلونزا النفط

م. ناصر العيدان

ما وراء الاهتمام في الإعلام

مخطئ من يظن أن المهنة الإعلامية غير مرتبطة بالسياسة، فالإعلام مهنة سياسية بامتياز. كما هو التمريض مهنة طبية، والمقاولة مهنة هندسية. من هنا جاء اهتمام السياسيين بالإعلام أكثر من أي مجال آخر … لأنه يهدد الاستقرار على مستوى الدولة، ولا يمكنك غض النظر عن الاهتمام «المُفرط» في الإعلام هنا في الكويت، فحتى هذه اللحظة هناك ما يقارب ستة قوانين تحاكي ممارسات الإعلام المختلفة، ولا يوجد نصف عدد هذه القوانين لتهتم بالهندسة والطب، على سبيل المثال. وهذا يعطيك مؤشراً إلى أين تتجه «التنمية» من وجهة نظر مُشرّعي مجلس الأمة!
متابعة قراءة ما وراء الاهتمام في الإعلام

م. ناصر العيدان

التلفزيون «البلاستيك»

في كتابه «اليد واللسان» تطرق الأكاديمي الدكتور عبدالله الغذامي إلى ما أسماه «رأسمالية الثقافة» التي بسببها تراجع قانون «الوقار» لمصلحة قانون «الإثارة»، وهي لغة مرحلتنا الحالية، ولم تكن فكرة الأكثر «مشاهدة» في ثقافة النشر إلا «رأسمالية ثقافية» وسوق حرة وتنافسية على كمية المشاهدات لا أكثر! وكمية المشاهدات شأن تسويقي يجلب الإعلانات مما ينتهي بهذه الوسيلة الثقافية «البرنامج التلفزيوني» إلى سلعة تجلب المال في السوق الإعلامي ليس أكثر، وهذا هو البرنامج التلفزيوني «البلاستيكي».. برنامج «هش» ثقافياً يبحث عن المشاهدين والمردود الإعلاني ليس أكثر. هذه الرأسمالية في التعامل مع الوسائل الثقافية هي في الحقيقة تجارة في «واقع الحال»، فالقناة التجارية ما يهمها في النهاية هو المردود المالي، ومن حقها أن تفكر بشتى الوسائل حتى تجذب هذا الإصبع ليكبس على الزر وليشاهدها ويشاهد إعلاناتها.
متابعة قراءة التلفزيون «البلاستيك»

م. ناصر العيدان

لغز عمان (2)

في مقال سابق تساءلت عن سبب قيام عمَّان بدور الوساطة أو “جسر” التواصل مع إيران، وسرعان ما وجدت الإجابة الشافية من خلال اللقاء التلفزيوني الذي قام به وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي على قناة “بي بي سي”. هذا الوزير الذي يعتبر مهندس السياسة الخارجية العمانية، وعميد الديبلوماسية القادم حيث يتقلد هذا المنصب منذ العام 1997، وكان قبلها درس وعمل في الكويت. في هذا اللقاء، أو قل المكاشفة، فتح معاليه ملفات عدة وكشف عن ألغاز سياسية تحيط بالمنطقة، أهمها علاقة عمان مع الجارة إيران. متابعة قراءة لغز عمان (2)

م. ناصر العيدان

توحيد كلمة التوحيد

الحديث عن الوحدة الإسلامية هو حديث عاطفي به شيء من الموضوعية، ومن أهم ما فيه هو الوقوف أمام الخلافات الطائفية والاعتماد على اتفاق الأصول بعيداً عن خلافات الفروع. هذا الفكر يبني ولا يهدم، وله منافسة على المستوى الفكري ظهرت بالتوازي معه، وهذه المنافسة يقودها فكر ما يسمى بالقومية العربية. وعند الحديث عن الوحدة الاسلامية وخصمها القومي، فإنك لابد وأن تقف على أطروحات أحد المفكرين ممن وضع فاصلاً بين المنهجين، الإسلامية والقومية، وإطاراً ايجابياً لكل منهما منعهما من التداخل أو التناقض، انه المفكر اللبناني الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله، الذي عالج قضية الوحدة الإسلامية بموضوعية وحياد وإيجابية. متابعة قراءة توحيد كلمة التوحيد

م. ناصر العيدان

لغز عُمان

لماذا تعارض عُمان الاتحاد الخليجي؟ ولماذا تلعب دور الوسيط بين الخليج وإيران؟ وغيرها من «اللماذات» التي تخطر في ذهن أي خليجي، فشباب الخليج اليوم يستغربون من بعض الأدوار العُمانية التي لا تتوافق كثيراً ومثيلاتها من دول الخليج، ويعزي البعض إلى أن هناك نكهة إيرانية تطبخ بها قراراتها، رغم أن عُمان تاريخياً ليس لها علاقة وئام دائمة، فقد حاربت إيران من أجل السيطرة على البحرين، وقد حاربت إيران معها لإخماد ثورة ظفارالعُمانية. فهي كيان مستقل منذ الأزل لا يصنف مع طائفة ما، وهو كيان خليجي أصيل بحكم الجغرافيا العمانية… التي هي بوابة الخليج «العربي».
متابعة قراءة لغز عُمان

م. ناصر العيدان

الوضع «ما يطمن»

ربما سمعت هذه الجملة قريباً، ربما يسمعها كل كويتي يومياً، عبارة شاملة ومناسبة لأي وضع يقصده قائلها تعبيراً عن حالة الخوف من سوء الأداء، أو سوء النتيجة. هذه العبارة تقال في الكويت في مجالات عدة، نقولها في الرياضة، وفي التعليم كذلك، ونقولها كثيراً قاصدين السياسة والبرلمان. ولاشك أن جميع ما سبق يشكل جانباً من جوانب وأركان الدولة… فمعنى ذلك أن الدولة «ما تطمن». إذا كانت الدولة «ما تطمن»، فكيف سيعيش المجتمع؟! متابعة قراءة الوضع «ما يطمن»