في كل شعوب العالم، سواء كانت دولاً من العالم الثالث أو العالم المتحضر، تجد أن هناك سلبيات وأموراً لا يريدها المواطنون، ولا يستحسنها ذوق العامة، ولكن دعوني أقول وبكل صدق: هل كل ما تستهجنه أنت بالضروري أن أستهجنه أنا؟ كيف نحدد موضع السلبيات؟ بطبيعة الحال هذا أمر شائك ومتداخل، ولا أحد في الدنيا يستطيع أن يضع يده على السلبيات، ويقول أنا وصيّ عليها، وجدير أن أخلصكم منها. صحيح أن هناك نقاط فساد يتفق عليها الكل مثل الفساد المالي والإداري، وإهدار وقت العمل، وإهدار مال الدولة، كل هذا لا ريب أنه حقيقي ومفهوم، ولا أحد يستطيع أن ينكره، ولكن كيف تتم معالجته؟ هل يوجد في أي دولة من دول العالم المتقدم الآن لجنة في البرلمان تعالج السلبيات الموجودة في المجتمعات الأوروبية مثلاً أو غيرها من دول العالم الحديث؟ متابعة قراءة وصاية جديدة من مجلسنا الجديد
التصنيف: محمد جمعة الياسين
بيني وبينكم اختلاف لا خلاف
خلق الله سبحانه وتعالى البشر مختلفين في أشكالهم وألوانهم واتجاهاتهم ومشاربهم، وفيما يفكرون وفيما يقررون، لم يكن البشر يوما من الأيام على قلب رجل واحد، ولم يكونوا أبدا على قرار واحد متفقين، ولا على شخص واحد أيضا متفقين، وحتى الأفكار سواء كانت نابعة من الدين أو من الفكر الإنساني المتسع شرقا وغربا لم تكن متوافقة، وبما أن هناك اختلافا فقد كانت هناك حروب وقتل وسفك دماء، وحرق للبشر والشجر، وتدمير للأخضر واليابس. متابعة قراءة بيني وبينكم اختلاف لا خلاف
ترابطنا الأسري
منذ بدأ الله الخليقة كانت كلمة السر الأقوى في نشأتها هي الحب، سماه علماء الأحياء بالانجذاب، وسماه آخرون بالفطرة، وهو موجود بقوة وراء كل حركة في حياتنا، وبالحب هذا كانت الأسرة، فنشأت في بداية الخليقة لترعى المجتمع نحو التقدم والرقي والازدهار، فالحب منبتها ومحركها، ولو فقدت تلك الأسرة محركها في الحياة لصارت هامدة خامدة لا روح فيها. متابعة قراءة ترابطنا الأسري
أحلم بمجلس أمين
مجلس الأمة الكويتي، يا له من مؤسسة تشريعية ما عرفت قيمتها إلا حينما تردد صدى أخبارها في كل المواقع الإخبارية، فالحق أقول إن مجلس الأمة الكويتي يستمد قيمته من الكويت وأبنائها، لكن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان وإلى القلوب والآذان: ماذا تريد من المجلس الجديد بعد أن رحل القديم؟ وماذا نريد من نائبه الموقر خصوصاً أن العرب قديما كانت تقول “لكل جديد لذة”؟
أظن ألا أحد يعرف، لأنه ما تعود من النواب كثير جهد في العمل، أو أن المواطن الكويتي أحبط من النواب، لاسيما الإسلاميين، نعم يا سادة إن أعضاء المجلس الموقر إما موظفون حكوميون موالون للحكومة ولا يكلفون أنفسهم عناء النصيحة لها، وإما متشددون رجعيون يودون أن يجذبونا إلى الماضي السحيق، ولا بد من حل لهذه المشكلة. متابعة قراءة أحلم بمجلس أمين
أحدوثتي
كنت طفلاً صغيراً، كأي طفل في العالم، يتعلق شغاف قلبه بالحكايات الخيالية المشوقة التي يكثر فيها الجن أو الأبطال الأسطوريون، وكان أمتع شيء لدي حينما أقرأ قصة جميلة مصورة، أو يحكي لي أحدهم قصة طريفة، ووجدت من يكبرني سناً أيضاً مولعاً بالقصص والأحاديث، بل وجدت كل الشعب الكويتي عامة محباً لمثل تلك القصص والحكايات، وعندما درست وتفقهت في فن الرواية وقرأت من الكتب ما شاء الله لي أن أقرأ، وجدت لذة ومتعة في الكتابة لا تضاهيها متعة، ووجدت أن القصص والأحاديث التي سمعتها من الكبار وأنا صغير هي زاد ومؤنة لي، وأنا كبير، ووجدت أن القاصّ أو الكاتب له دور جد خطير في المجتمع، فالمادة الفنية الممتعة من قصة أو مقال أو أغنية أو مسرحية، وغيرها من ألوان الأدب لها مفعول السحر على الأمم، لدرجة أنك إذا وجدت أدبا وقصصا جادة مثمرة في أمة من الأمم فاعلم أنها لا محالة أمة سوف تكون متقدمة بعون الله.
وحقاً أقول إن حياتنا الاجتماعية هي ملهمتي ومعلمتي وأستاذتي الأولى والأخيرة، إذ إنني شرعت، بحمد الله، في كتابة رواية تتحدث عما يدور في أجواء السياسة العالمية، تلك الأعاصير العاتية، وكيف لتلك الرياح القوية أن تهب على عالمنا العربي، وكيف تقلب خيام أحيائه وتترك وراءها أرضاً عارية، كانت الأحداث تبكيني بموازاة أخرى تضحكني، أوليس ربنا العظيم هو من “أضحك وأبكى” أوليس هو من دبر بحكمته تلك القصة الكبيرة للعالم، تلك القصة من بدء آدم حتى الآن، وجعل بها ما يضحكنا وجعل بها ما يبكينا، انتظروا روايتي النابعة التي استلهمتها من واقعنا، انتظروا تلك الرواية التي حينما كتبتها لم أكن أرجو بها إلا كل إمتاع للقارئ، وأنا الآن بصدد إصدارها بعون الله.
ظنكم لكم، وحسن نيتي لي، ورب البيت كريم.
الطيب والفاسد والكئيب
هذا ليس عنواناً لقصة جديدة أكتبها، وليس عنواناً لفيلم سينمائي، وليس مسلسلاً إذاعياً، بل هذا واقع ممل جاثم على قلوبنا وأرواحنا، فهذا العنوان استوحيته من واقع يتجسد جلياً في نوابنا، نواب الأمة، ودعوني أن أدع الطيب والفاسد جانبا اليوم لأتكلم عن هذا النائب الكئيب الذي يريد جنازة لا يتوقف فيها الغضب والاحتقان، هذا النائب الذي صعد من فوهة البركان السلفي الإخواني لينثر “اللافا” الملتهبة والأدخنة والغبار العكر على أرواحنا الصافية، لقد فوجئت بأحدهم يغرد على حسابه، ويقول إن المجلس الوطني للثقافة والفنون قام بعمل حفل شبه عارٍ، وهناك من يريد أن يطرح الثقة بوزير الإعلام بسبب استقدام المجلس الوطني للثقافة فرقاً ماجنة بما يخالف الشرع (كما يدعي)، فقلت ربما يكون المجلس الوطني فعل هذا ولأذهب لأرى ماذا حدث؟ لكنني وجدت صورة لمجموعة من الفتيات يرقصن رقصاً شعبياً كلاسيكياً محافظاً، وفناً جميلاً راقياً، فسألت نفسي: ما سر هذا الكئيب وذلك الغريب، هل هما من فصيلة الشخصية التي قدمها الكاتب محمود أبوزيد في روايته “الكيف”، فقد كان هناك شخصية عابسة لا تضحك أبداً إنها شخصية كئيبة، وعذراً لأن عقلي استدعى تلك الشخصية! متابعة قراءة الطيب والفاسد والكئيب
متى ينتهي التخبط؟
الحكومة هي محرك أي بلد في العالم، بما تقوم عليه من تعليم وصحة وإسكان، وغيرها ذلك، فالحكومة والوزراء هم المسؤولون أمام الحاكم وأمام الله من قبله، والشعب ومجلسه المتمثل عندنا في مجلس اﻷمة هو الرقيب على هؤلاء الوزراء، فمن حقه إيقاف القرارات التي لا تصب في مصلحة الشعب الكويتي، ولكننا حينما نجد الحكومة تضرب بالمجلس والشعب عرض الحائط فإننا نصبح أمام معضلة كبيرة لا تصب أبداً في مصلحة الديمقراطية، بل تفسد الحكومة ومجلس اﻷمة واﻷمة نفسها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر قضية ضمن سياق القضايا الكثيرة، وأعني بها تلك القضية المتعلقة بالأراضي التي تم توزيعها، والتي أثيرت في الأيام اﻷخيرة عن طريق اﻹعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ولاقت رواجاً كبيراً؟ لنا أن نسأل: من المتسبب فيها؟ وكذلك تصريح وزير التربية عن المدارس “المتهالكة التي لا تصلح للطلبة”… إلخ.
ألا تظهر هذه القضايا التي تطل بين الحين والآخر من هنا وهناك ذلك التخبط الحكومي حينما تعطى الأراضي دون وجه حق، رغم أن هناك من ينتظر قطار الإسكان الطويل، ليأتي السيد وزير التربية قبل ثلاثة أيام من الدراسة ليتجول على المرافق التعليمية ثم يكتشف فجأة أن هناك مدارس في دولة الكويت متهالكة… فأين كنتم؟!
وأنا أكتب هذه اﻷسطر هدفي الوحيد هو اﻹصلاح ما استطعت، لم أكتبها قدحاً في ذمة أحد أو طعناً في كفاءة أحد، ﻷنني وببساطة أحب هذا الوطن، وطني، وأرجو له التوفيق والسداد والتقدم إلى الأمام، أما النقد فهو موجه فقط إلى المتخبط، فليس بهذا التخبط يعلو شأن الوطن الغالي، وفي النهاية أهمس في أذن كل مسؤول أن اضرب على يد المتخبط وكافئ الذي يستحق المكافأة.
ظنكم لكم وحسن نيتي لي ورب البيت كريم.
«باب النجار مخلع»
شيء غريب وعجيب أن يصعد سعر البنزبن ويحلق إلى عنان السماء في بلد يعوم على بحار من النفط، فلو قلنا إن البلاد الأخرى تغالي في سعره فربما كان لها العذر، كون ذلك المورد لا يتوافر فيها، فما بالنا نحن، الكويتيين، نجده يشتعل نارا تكوي جيوبنا المنهكة وأرضنا حبلى بالنفط والغاز وسائر الخيرات؟
الشعب الكويتي لم يترك تلك المناسبة تمر مرور الكرام حتى أصبحت محل سخريته ونكاته، فتجد مواقع التواصل الاجتماعي تزدان بالنكات الساخرة من ارتفاع سعر البنزين، هذا المحرك للحياة في العصر الحديث، فمنهم من صور شخصا يركب دراجة هوائية وكتب تعليقا: إن السير إلى العمل سيصبح بهذه الطريقة مستقبلا، ومنهم قارن بين سعره قديما وحديثا وتندر على الفرق بينهما، فكما يقول المثل «باب النجار مخلع» أو مكسر، فبدل أن يكون الباب لدينا «مسنع» في سعر البنزين نجده «مخلعا» ونحن منبع والوقود والبترول.
حتى أن أعضاء مجلسي الأمة والوزراء يشتكون من ارتفاع سعر البنزين، فما بالنا بالمواطن العادي الذي يواجه بالفعل ارتفاعا في سائر الأسعار والخدمات؟ والأمر لن يقتصر على ارتفاع سعر البنزين لأنه كسلعة وسيطة أو مساعدة ستدفع بارتفاع أسعار سلع أخرى، وهذا ما سيكون التخوف منه، فنرجو من القائمين على اتخاذ القرار مراجعة تلك القرارات، خصوصا إذا كانت تمس المواطن البسيط أو محدود الدخل.
ظنكم لكم ونيتي لي ورب البيت كريم.
زمن كابول!
إذا سألت طفلا كويتيا صغيرا عن الأفكار الرجعية وما تمثله من أذى وخطر على الأوطان بل العالم بأثره، فإنه سيجيبك بأن هذا الفكر خطير فعلا ويمثل كارثة على العالم ككل، نعم ستسمع هذه الإجابات من الأطفال الصغار والشباب والكبار ممن لديهم رؤى تطورية لمستقبل وطنهم.
ولكن إذا سمعت أن برلمانياً يريد استنساخ الفكر الرجعي إلى دولتنا الغالية فماذا ستقول له: لماذا نفتح المدارس والمعاهد؟ ولماذا ننشر العلم؟ ولماذا نعمل لنشر الثقافة طالما نحن لا نريد أن نتقدم قيد أنملة إلى الأمام؟! وما لنا نتعثر في فكر تراثي لا يمتّ إلى دين ولا إلى خلق بصلة؟! إنه فهم أهوج مجنون مغيب ومغرض. متابعة قراءة زمن كابول!
أنعشا قلوبنا في «ريو دي جانيرو»
الشعب الكويتي مثل أي شعب عاشق للرياضة والفن والعلم، لكنه، كما يقال، لا يعرف من أين يبدأ، وإلى أين ينتهي، وقد حبانا الله مناخا حارا قوّى أجسادنا على مر العصور، ورغم أن الشاب الكويتي في بلدنا الحبيب يعشق الرياضة ويتمتع بعقل وجسد يؤهلانه ليصبح في مصاف النجوم العالميين، فإنه ينقصه الدعم فقط، نعم إن ما ينقص الشباب هو الدعم لا النقد وإحباط الهمم. متابعة قراءة أنعشا قلوبنا في «ريو دي جانيرو»