كيف نكون إذاً بعد كل هذه الجهود المتواصلة في “التخزيم”؟ مجتمع ديمقراطي مؤسساتي مدني إنساني؟ يا لكم من حالمين، هل بقي ممن بلعوا “طعوم” التحول إلى فسطاط الديمقراطية المثالية من يصدق أن المستهدف خلال المرحلة الحالية هم فقط مصادر “الغوغائية” التي توارت منذ عدة سنوات، ولم يبق على الساحة غير صوت ولون واحد؟
اصحوا قليلاً واقشعوا من أمام أنظاركم غمام الكراهية لأحلاف اندثرت وقامات هوت وبالونات “فرقعت”، وقيسوا مساحة الحركة من حولكم لتجدوا أن الحبل لفّ على الجميع ولم يستثنِ أحداً، قوانين وأفكار مقيدة ينطق بها صغار القوم ثم فجأة تتحول إلى واقع قريب التحقق، تستهدف الحركة الخاصة والرأي المستقل والكلمة الحرة. متابعة قراءة مؤسسات المجتمع «الأمني»
التصنيف: إبراهيم المليفي - الأغلبية الصامتة
كاتب ومحرر في مجلة العربي الثقافية منذ 1999 وصاحب زاوية الأغلبية الصامتة بجريدة الجريدة منذ 2010
«لوبان» و«ترامب»… صعود الذعر
بداية كل ما سيرد هنا لا يخص غير المجتمعات الديمقراطية التي دفعت فواتير الحرية من دمها وعرقها وتضحيات المخلصين لأجل نصرة قضايا التحرر من كل أشكال العبودية.
ما الذي يحدث في فرنسا من تقدم كبير لليمين المتطرف بزعامة ماري لوبان؟ وما مصدر الشجاعة التي تجعل المرشح الرئاسي دونالد ترامب يطالب بمنع دخول المسلمين حتى تعرف أميركا رأسها من أخمص قدميها في حربها ضد الإرهاب؟
في كل وطن ديمقراطي، في كل حزب، في كل جماعة ضغط، توجد أجنحة تتبنى أفكارا لا تنتمي إلى البيئة التي تعمل فيها، ولا تجد فرصتها للظهور والانتشار إلا في أوقات انتشار وباء الخوف وصدمات الرعب التي ترجّ أركان المجتمع من أقصاه إلى أقصاه، وأخطر ما في ذلك الأمر هو التزامن بين الخوف والانتخابات ووصول المتطرفين لسدة اتخاذ القرار.
اليمين المتطرف كان موجودا في الحزب الجمهوري أيام جورج بوش الأب، ومنزويا في دوائر اتخاذ القرار حتى وقعت أحداث سبتمبر ليشن بوش الابن حربين ويحتل بلدين، قالباً موازين القوى في منطقتنا ومستنفرا جميع قوى التطرف المقابل نحو تأزيم العلاقة بين العالم الإسلامي والدول الغربية، ودفعها نحو المزيد من الاحتقان والنفور. متابعة قراءة «لوبان» و«ترامب»… صعود الذعر
درجتان ونموت
لماذا تطور الوعي لدينا بخصوص ذوي الاحتياجات الخاصة، وأعني بهم من لديهم إعاقات ذهنية؟ ولم يحصل التطور نفسه في قضايا الحفاظ على البيئة؟ الجواب المباشر هو الضرر العام، فلولا أن بيوت الآلاف من الناس في مجتمعنا لم “تزهر” بقلوب التوحديين والمنغوليين الطاهرة لما زاد تقبلنا لوجودهم في حياتنا قيد أنملة.
تلك هي الحقيقة، لم نتطور عن طيب خاطر أو نتيجة توعية مدروسة، ولكن حدث ذلك رغما عنا لأن الأبناء لا يمكن دفنهم في المنزل أحياء، ربما أمكن ذلك في أزمان مضت، ولكن اليوم تأسس عالم كامل تحت الشمس لذوي الاحتياجات الخاصة يتداخل مع حياتنا بشكل طبيعي، نعترف به ونفخر به، مدارس ومسابقات وأنشطة ورحلات عالمية ومؤتمرات وندوات… إلخ. متابعة قراءة درجتان ونموت
العقل هو الحصن الأول
تبدأ الكذبة بأن الحوار مفتوح ثم نكتشف أنه مغلق بين أشخاص بعينهم، حفلة الكذب تتواصل بخصوص اتساع مساحة النقد لأي شيء وما إن تكتمل الجلسة حتى يبدأ الكذابون بسد أفواه الحاضرين بشريط لاصق يحمل علامة تجارية شهيرة اسمها “ثوابت”.
هناك شبه إجماع على وجود أخطار تحيط ببلادنا، وشبه إجماع على أن الحلول الأمنية ليست هي الحل الوحيد، لكن الجميع مختلف على الطرق الأخرى، وأولها زرع الحصانة الفكرية التي تجعل الفرد قبل المجتمع يخنق الأفكار المنحرفة في مهدها.
متخذ القرار يريد من المجتمع محاربة الإرهاب معتمدا على منتجي الفكر الإرهابي فكيف يكون ذلك؟ هي مجرد أوهام وركون الى الحلول السهلة المباشرة لعجز في مواكبة الحدث أو قصور في استيعاب الفكرة المكررة، الفكر المنغلق الاستعلائي المحتكر للحقيقة وتفسير أحداث الماضي والحاضر جزء من المشكلة لا جزء من الحل، لقد تم تجريب ذلك مئات المرات والنتيجة تأتي دوما عكسية. متابعة قراءة العقل هو الحصن الأول
ثمن الروح وقيمة المكان
الحالة الداعشية تجاوزت الحالة “القاعدية” بمراحل كثيرة، في كثافة العمليات الإرهابية ونوعيتها ورحابة المسافات بين المواقع المستهدفة مع ضيق واضح في الزمن بين العملية والأخرى، وآخرها القفزات التدميرية من سيناء بمصر (31 أكتوبر) مروراً بالضاحية الجنوبية بلبنان (12 نوفمبر) إلى باريس ( 13 نوفمبر) أي خلال أقل من أسبوعين فقط.
ألغاز الحالة الداعشية التي يصعب تفكيك رموزها تكمن في أنها تقدم المزيد من الأسئلة كلما حاولنا الإجابة عنها، من هم؟ كيف يعملون؟ ما الحدود التي يقفون عندها؟ أين تقع غرفة عملياتهم؟ ما سر بقائهم وتقدمهم كلما اتسعت الحرب الدولية ضدهم؟ وعشرات الأسئلة الأخرى التي تتكاثر بمجرد بدء الجواب. متابعة قراءة ثمن الروح وقيمة المكان
الوافد هو السبب!
الطرف الأضعف هو الأول دائماً في قائمة “من المسؤول؟”، ورغم أن السؤال السابق ينتهي بالمسؤول، فإن الواقع يقول إن صانع المشكلة غالباً ما يعيش في نعيم الحساب الأحول، لا أحد يذكره، ولو بإشارة عابرة، في متواليات “التحلطم اليومية”، بعد كل مشكلة تحصل هنا أو مصيبة تحدث هناك.
لست من الذين يخوضون في قضايا مرئية مشهودة يراها كل الناس ويبدو فيها الفاعل مكشوفاً، فقط لأن ذلك الفاعل يسهل انتقاده، الزحمة اليومية قضية مشهودة، تهالك البنية التحتية، الأمن، النظافة، البطالة، جليب الشيوخ وما استنسخ منها، عديمو الجنسية، كل ما سبق وزيادة، قضايا مرئية تُحمَّل بسهولة فوق ظهر الوافد أو عديم الجنسية أو الكويتي “طايح الحظ”، فقط لأن انتقادهم لا يكلف أي شيء. متابعة قراءة الوافد هو السبب!
خارقو أسفل السفينة
ليس كل غارب يغرب بلا رجعة، وليس كل “شارق” تدوم له النعمة، التاريخ يقول ذلك، نعم الأحداث والناس يتغيرون لكن جوهر النفس البشرية بقي على حاله يردع بالإرادة الذاتية أو بالسيف إذا لزم الأمر، حب المال والبنين وشهوة الاستحواذ هل وجد لهما الأطباء دواء؟ ألم يعجز علماء النفس عن فرملة طمع الإنسان بالمزيد بعد نيل مراده؟ متابعة قراءة خارقو أسفل السفينة
«قطه»
في مسرحية “عزل السوق الفكاهية” مشهد يتكرر للفنان القدير محمد المنصور الذي يلعب دور رجل عجوز يزاحم الناس في السوق، ويحاول تخطي الطابور أمام الباعة بغية الوصول قبل الآخرين، هذا العجوز المحمل بالكثير من الأكياس ينهار كلما سمع كلمة “قطه” من أحد الشباب المشاغبين الذين عرفوا سر العجوز المتهاوي، فقط قول “قطه” بصوت مرتفع مباغت فيلقي محمد المنصور كل ما في يديه دون تردد بما فيه كيس الأطباق القابلة للكسر.
بالأمس في الصباح الباكر تكرر لدينا مشهد “قطه”، المشاغب فيه هو قسم من الشعب، والرجل العجوز تمثل في وزارة التربية والحكومة برمتها، لأن الشعب لدينا تعود على المطالبة بإجازة وتعطيل الدراسة مع نزول أول قطرة مطر أو هبة ريح، وبالمقابل لا تصدق الحكومة خبراً، فتستجيب للمطلب الشعبي خلافا لعاداتها الراسخة في المماطلة. متابعة قراءة «قطه»
لغتنا تذوب
هل ستعد مطالبتي بوقف تدريس اللغة الإنكليزية لفترة من الزمن ضرباً من التخلف؟ ليس مهماً، فبعض القضايا تحتاج إلى صدمات للفت الأنظار إليها، خصوصا تلك القضايا ذات الأثر الشامل والمتعلقة بالمستقبل والحاضر في آن واحد.
هذه المرة الحديث عن المخاطر التي تتهدد لغتنا العربية كأداة تواصل وهوية ثقافية وحضارية ودينية، بعد أن كشفت لنا وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الأمثلة الحية عن حجم الكارثة اللغوية والمعرفية التي نعيشها في الكويت على الأقل، وعندما أجمع الاثنتين معاً اللغة والمعرفة، فأنا أشير إلى علاقة سببية، فمن يقرأ ويتوسع بالقراءة خارج المنهج فسيكتسب المعرفة حتماً، ومن يقرأ ويتبحر في مفردات اللغة العربية ومعانيها العميقة فلن يحتار بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة، ولن يترنح عند قواعد الهمزة أو يعجز عن سبك العبارات المشبعة بالإيجاز الوافي. متابعة قراءة لغتنا تذوب
حالة إنكار
عندما تقع الكوارث، خاصها وعامها، لا يتقبل بعض الناس حدوثها ويحاولون بشتى الطرق تجاهلها والتعامل معها كشيء لا مرئي يُحكى عنه ولا يُرى، ففي الأيام الأولى للغزو العراقي لدولة الكويت رفضنا تصديق ما يحصل أمام عيوننا، وعشنا حالة من الاضطراب الجماعي بين سؤال العقل وجواب العين؟ نعم ما يحصل حقيقي، وعليك أن تتعامل مع الوضع الجديد بكل مراراته.
قرأت مرة في كتاب لصحافي أميركي يحكي بعض تفاصيل الحرب الأهلية في يوغسلافيا السابقة عن حالة الرفض التي أصابت الكثير من المنتمين إلى الطبقة الوسطى في البوسنة والهرسك لكل ما يحصل من تحولات سريعة من دولة موحدة إلى دولة وليدة، ثم حرب شنتها الأطراف التي رفضت انفصالها عن الاتحاد اليوغسلافي، تلك الطبقة حوصرت بهمّ ثقيل عنوانه العجز عن توفير متطلبات الحياة أثناء الحرب من ماء وخبز ودواء وخشب للتدفئة؛ بعكس الأغنياء الذين هربوا بأموالهم من الحرب، وأهل الريف الذين واصلوا حياتهم الشاقة الغنية بمعارف الاكتفاء الذاتي. متابعة قراءة حالة إنكار