قبل أن أعلق على آخر محطات “التزوير” التي وصلنا إليها فقد وجدت من المناسب الحديث عن القاسم المشترك بين الجهاز الإداري في الدولة (وزارات، هيئات، مؤسسات) وبين النظام العالمي للبيئة، وهو الصبر و”طولة بال” الطبيعة علينا كبشر ونحن نمارس عليها أقصى درجات “الوساخة” والعبث سطحا وعمقا، بالرغم من طيبتها وتسامحها معنا حتى شبهها المخلصون لها “بالأم”.
أمنا الطبيعة تعبر عن غضبها بين الحين والآخر “بذرابة”، إعصار صغير يأخذ بطريقه ولايتين وكم قرية، بركان “يفزع” لأمه الزعلانة فيرش السماء بأطنان من الألوان الداكنة، تسونامي يشن غارة مباغتة لا عاصم منها، ينقل فيها البحر كــ”عفش” إلى قمم الجبال، كل ذلك وأكثر في سبيل أن يفهم ويستوعب البشر أن ما يفعلونه من فساد وإفساد في الغابات وطبقة الأوزون وتفجيرات نووية وتخريب أنهار وصب المجاري في البحار سيقودها إلى إعلان نهاية كوكبهم بعد أن بدأت فعلا برفع درجة الحرارة وتبديل أحوال الطقس في كل أرجاء العالم. متابعة قراءة عندما «يهنق» الوطن
التصنيف: إبراهيم المليفي - الأغلبية الصامتة
كاتب ومحرر في مجلة العربي الثقافية منذ 1999 وصاحب زاوية الأغلبية الصامتة بجريدة الجريدة منذ 2010
آسيا يا سمو الرئيس
الانفتاح على آسيا وتجاربها الناجحة في مختلف المجالات رؤية مستقبلية تحتاج إلى المزيد من التفعيل والاستمرار بدلا من الدوران في حلقة النماذج الأوروبية التي ثبت فشل استنساخها لاختلاف البيئة الثقافية واستحالة تحقيق الثورة الفكرية نفسها التي سبقت الثورة الصناعية في أوروبا.
آسيا هي الأقرب دوما إلينا، وهي وكما قلت عام 2011م في ندوة فكرية أقامتها مجلة العربي مائدة باذخة «فيها كل ما نحتاج وأكثر»، كل ما علينا عمله هو اختيار ما يناسبنا والانطلاق فورا، لدينا النموذج الصيني (مركزية السلطة وسياسة اقتصادية منفتحة)، النموذجان الياباني والكوري الجنوبي (الأصالة والإغراق في الموروث الشعبي مع سرعة ضوئية في التكنولوجيا والنمو الاقتصادي)، ما يهمني حقا من بين النماذج الآسيوية هو النموذج الفيتنامي ليس لأنه الأفضل ولكن لأن دولة الكويت قطعت شوطا باهرا وبعيداً عن الأضواء في مجال الاستثمار في تلك الدولة المطلية بالشيوعية من الخارج، وهي على الحقيقة ماكينة رأسمالية لا يستهان بها. متابعة قراءة آسيا يا سمو الرئيس
تمدد خطاب الكراهية
آخر أخبار العالم المتحضر تؤكد أن القادم لا يبشر بالخير، ذلك العالم المكشوف لنفسه وللعالم إعلاميا هو الذي يستحق الأسى عندما ينغمس في خطاب الكراهية بعدما اجتهد في الاستفادة من أخطائه، العالم المتحضر هو الجهة المرغوبة للهجرة والعمل والدراسة والطبابة والاستثمار والبحث عن الأمان، وإذا ما فقد هذه المميزات تحولت الكرة الأرضية بأكملها إلى كوكب متوحش.
قبل أن تظهر أزمة المهاجرين السوريين إلى أوروبا كان حزب لوبان الأب وابنته من بعده في فرنسا معبرا عن شريحة مناهضة لوجود العمالة المهاجرة، وكانت المبررات تستند إلى الأسباب الاقتصادية فقط، ولكن بعد تفجر قضية اللاجئين تحول مسار اليمين المتطرف ليعبر عن خليط من المشاعر المناهضة للمسلمين، ولكل ما هو غير فرنسي، خصوصاً أن فئة من المسلمين الإرهابيين قدموا الأدلة على وحشيتهم على طبق من ذهب في جريمة شارلي إيبدو وتفجيرات باريس، صحيح أن اليمين الفرنسي المتطرف أخفق في الانتخابات عدة مرات لكنه كشف عن مدى التدهور في مزاج الناخب الفرنسي. متابعة قراءة تمدد خطاب الكراهية
اتركوها لزمن لن يأتي
كلما قرأت خبراً عن استدعاء النيابة لأحد المغامرين بإبداء رأيهم في القضايا التي أعتبرها هي المحك الحقيقي لقياس الملتزمين بشعار الدفاع عن حرية التعبير، أقول «اتركوها لزمن لن يأتي»، وآخر مرة قلتها قبل أيام وأنا أتتبع خبر استدعاء الدكتورة شيخة الجاسم على خلفية تصريحاتها التي لم تفهم ولن يتاح لها أن تفهم في مرحلة مشبعة بالخلافات المتأدينة.
إن ترديد خطاب الدستور ومذكرته التفسيرية وحتى قانون توارث الإمارة بين أجيال متعاقبة حرمت من الاقتراب منه، قد يودي بصاحبه إلى محطات بعيدة من الإهانة و«الجرجرة» والتكفير لحين وصول الأمر إلى القاضي الذي أشعر كثيرا بتأففه من شرح ما لا يحتاج للشرح، وتأكيد ما لا يحتاج للتأكيد، وكل ذلك قابل للحدوث بشكل مجرد مع أناس مجردين من صفات الشخصيات العامة، فإذا ما حصل مع كتّاب ومفكرين وأساتذة وسياسيين محاطين بالخصوم والمنافسين، تضاعفت حالة الهيجان للنيل منهم تحت مبررات مثل الدفاع عن الدين أو الذود عن ثوابت الأمة… إلخ. متابعة قراءة اتركوها لزمن لن يأتي
لغسيل ناصع السواد
جوابا عن سؤال الدكتور غانم النجار: فهل سنسمع شيئا عن فتح تحقيق في المسألة، حتى لو على سبيل الهمس؟ وهو عن فضيحة أوراق بنما وما ورد فيها عن دور شخصية كويتية نافذة لها يد في فضائح مالية، أقول “يا بو صقر انسى”.
عن نفسي لست يائسا من الإصلاح، لكني على يقين بأنه لن يأتي في هذه المرحلة، الفرق بين اليأس من الإصلاح وسرد الشواهد على الإهمال وضعف الرقابة على الفساد مسافة قصيرة جدا، اليأس يتعزز عندما يرى الناس المال العام يُسرق في وضح النهار، ويُسجن من يقول اقبضوا على “الحرامي”، وعندما توضع القوانين كي تخترق وتفعل ضد المغضوب عليهم وتركن حسب الظروف. متابعة قراءة لغسيل ناصع السواد
«الطليعة» بناسها
معظم ما في خاطري عن “الطليعة” كتبته في مقال مخضب بالألم، نشرته فيها بعنوان “الطليعة في معناها لا مبناها”، بتاريخ 9 ديسمبر 2015م، ذلك التاريخ أتى في أعقاب تطورات بطيئة كانت تنذر في كل مرة بأن مآل لسان حال التيار الوطني الديمقراطي بنكهة مجموعة “الطليعة” يقترب من النهاية، وتلت ذلك المقال أيضا أيام بطيئة توقفت بتوقف صدور “الطليعة” نهائيا يوم الأربعاء قبل الماضي. متابعة قراءة «الطليعة» بناسها
الشارقة… نحو مجتمعات تتقدم
للعام الخامس على التوالي وفي مركز أكسبو الشارقة، نظم مركز الشارقة الإعلامي في من 20 إلى21 من الشهر الحالي النسخة الجديدة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي تحت شعار “نحو مجتمعات ترتقي”، وهو يعد أكبر تجمع إقليمي لمناقشة أفضل الممارسات العالمية في أساليب التواصل الحكومي، وكيفية تطوير العلاقة القائمة بين الاتصال الحكومي والمواطن، والدور الذي يؤديه الاتصال الحكومي في خدمة الإنسان بشكل عام، ناهيك عن تناول المواضيع الحياتية والقطاعات الحيوية، وعرض دراسات حالة متخصصة في هذا المجال، الأمر الذي جعل ذلك المنتدى مرجعا لدراسات الحالات العالمية في الاتصال الحكومي. متابعة قراءة الشارقة… نحو مجتمعات تتقدم
الكتاب… ذاكرة لا تشيخ
شهدت مدينة الرياض يوم الخميس الماضي انطلاق النسخة الجديدة من فعاليات معرضها الدولي للكتاب الذي سيستمر حتى يوم السبت القادم حاملا شعار “الكتاب.. ذاكرة لا تشيخ”، وقد تسنت لي الفرصة لحضور أول أيام المعرض بدعوة كريمة من وزارة الثقافة والإعلام السعودية ورؤية معرض الرياض على الطبيعة، وكذلك معاينة بعض الأعمال الكويتية الممنوعة، وهي معروضة قرب “الكاشير” لتسهيل عملية بيعها.
إن أول ما أعتبره فائدة عملية هو الاحتكاك المباشر مع مجموعة كبيرة من المبدعين السعوديين في مختلف المجالات، والاطلاع المباشر على نتاجاتهم التي أخذنا منها ما يكفي “شعراً ورواية ونقداً ودراسات أدبية” لتكوين صورة عملية متجددة عن المشهد الثقافي في السعودية. متابعة قراءة الكتاب… ذاكرة لا تشيخ
الرئيس القادم
جميع دعوات المصالحة، وفتح قنوات الحوار لتبريد “ما في الصدور” ذهبت أدراج الرياح، وسيذهب غيرها إلى المصير نفسه؛ لأن أوراق اللعبة السياسية ليست بيد من يحاولون تغيير ملامح المشهد السياسي، وهذا مبتدأ الأمر ومنتهاه؛ لأن التفاصيل مثل هوية من يتحرك ودوافعه ليست بذات الأهمية في عالم السياسة لكثرة التقلب وتبديل الجلود فيه.
إن كلمة المصالحة بعد المقاطعة الأولى للانتخابات وإلى هذه اللحظة تستثير كل الطاقم المستفيد مما نجم عنها، وأولهم الأخ العزيز علي الراشد، والوضع نفسه من “الاستثارة ومعها الاستنفار” يتكرر في المجلس الحالي، لأن عددا لا يستهان به من أعضائه يعلمون أن كرسي زوار مجلس الأمة هو الخيار الوحيد المتاح لوصولهم إلى داخل قاعة عبدالله السالم، ألا تلاحظون معي أن سيرة “المقاطعين” ومن يستهدفون أمن مجلس الأمة واستقراره لم ينقطع ذكرهم، وكأن الزمان متوقف عند زمان “علي الراشد”؟. متابعة قراءة الرئيس القادم
الغضب كمادة خام
رأي الناس وطريقتهم في توصيله عملية يجب التوقف عندها لأهميتها في فهم حالة “الغضب الشعبي” وقياسه وتداركه من قبل أصحاب القرار متى ما كانوا على مستوى الحدث.
“الغضب” هو “الغضب” والعبرة في تصفيته من الحالة الخام الملطخة بالطين وصقله؛ كي يأخذ الهيئة الأجمل كالذهب وأحجار الألماس، فالأصوات الغاضبة في المجتمع الديمقراطي (أفراد، كيانات، أحزاب) تجد أمامها عشرات المنافذ لتفريغ ما لديها من شحنات (إعلام، اعتصامات، إضرابات، مسيرات… إلخ)، وكل ذلك يتم ضمن قواعد اللعبة ودون وقوع شلل عام في الدولة أو سقوط ضحايا.
“الغضب الشعبي” مادة خام في كل الدول سواء القمعية أو الدول التي “تتمظهر” بالممارسة الديمقراطية، ولا بد من صقله على هيئة قوى تغيير سلمية تحشد الرأي العام، وتسير معه نحو صناديق الاقتراع لا القصر الرئاسي. أعيدها “الغضب الشعبي” لا بد من صقله لا “تدجينه” وتقزيمه. متابعة قراءة الغضب كمادة خام