إبراهيم المليفي

أوبرا… جسر الزمن

لم أجد وصفا وأنا أتابع فعاليات حفل افتتاح مجمع جابر الأحمد الثقافي غير أنه في ذلك اليوم الاثنين الموافق 31 أكتوبر 2016م، شيد جسر زمني عاد بالكويت لآخر محطات توهجها الثقافي، وانفتاحها المشهود على العالم في فترة السبعينيات دام لأقل من ساعتين ثم اختفى.

لقد عادت حقبة السبعينيات مضغوطة في مشاهد متلاحقة تذكرنا بالفرح والإبداع والمبدعين والأمجاد والمعالي التي طلبتها الكويت فنالتها باقتدار يتجاوز مساحتها الصغيرة وشعبها القليل، عادت لتذكرنا بانعطافنا الواضح عن الطريق الذي أكسب الكويت سمعتها وتألقها. متابعة قراءة أوبرا… جسر الزمن

إبراهيم المليفي

لقد عزّ عليها الفتات

كل ينظر للقضية من زاويته، وفي الشأن السياسي غالبا ما ينظر للأمر من زاوية المصلحة الخاصة والضيقة جدا، قبل سنوات قليلة كانت المصلحة لدى بعض أطياف الداعمين للصوت الواحد تنحصر في أربعة أشكال رئيسة (زعامة مجلس الأمة، والتخلص ممن أزاحوا رئيس الوزراء السابق بإزاحتهم من المشهد السياسي، وجني فوائد التقرب من الحكومة، وانتهاز فرصة الوصول إلى برلمان بلا منافسين حقيقيين).

لم يمر وقت طويل حتى ابتلعت الأرض من لامسوا نجوم السماء وهوت بهم السلطة أسفل سافلين، من استفاد في أوج الحاجة له غنم ومن راهن على ثبات الحسبة أخرج من اللعبة غير مأسوف عليه. متابعة قراءة لقد عزّ عليها الفتات

إبراهيم المليفي

مستقبلكم «ربع صوت»

إذا كان المطيع المطواع رحل قبل أوانه فما الضامن أن يكمل المجلس القادم سنواته الأربع؟ إذا كان المطيع المطواع لم يتحمل بضعة أصوات ضعيفة حاولت تلوين أصوات القاعة، فما الذي تتوقعونه من رموز المناكفة الطائفية والتأجيج السياسي؟

أعلم أن الموازين تصب لمصلحة الحكومة وأدرك تماما أن فلاتر المحاسبة ستقيها الكثير من الأذى، لكنني أكرر السؤال بصيغة أخرى: إذا كان مجلس السوابق الحميدة لم يتحمل وجود خمسة نواب “مختلفين” فما الذي سيفعله المجلس القادم مع السيد محمد هايف وثلة من السيوف المجربة؟ متابعة قراءة مستقبلكم «ربع صوت»

إبراهيم المليفي

ركلوه

كانت أمامه عدة حواجز يجب تخطيها قبل أن يصل إلى الهاوية التي سيسقط فيها لا محالة، تلك الهاوية ليست أحادية المصير كالمعتاد، بل هي نوع مفتوح على هاوية تشتمل على ضرر عام يجر معه وطنا وميراثا من التسامح تراكم عبر الزمن.

المقصود مما سبق هو أن فوز المرشح الجمهوري ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية لا يعني حقا نجاح حملته الانتخابية ومعها حزبه الجمهوري، بل يعني خسارة حقيقية لهوية أميركا وطابعها الخاص كبلد منفتح متعدد الهويات، إن ذلك المرشح الذي خاض في السياسة الأميركية بقواعده المتحررة من أي قيد دبلوماسي أو أخلاقي أو معرفي أحرج “السستم” الداخلي في الحزب الجمهوري، وفي حين كان جميع مرشحي الحزب في المراحل التمهيدية يتعاركون بالتجاذبات التقليدية، تلقفهم ترامب بلسانه السليط وانفتاحه المتواصل على “الهراء” واحدا تلو الآخر في معركة بائسة عنوانها “إما الانحطاط لقاع أحط من قاعي وإما الخروج من المنافسة” وهذا ما كان. متابعة قراءة ركلوه

إبراهيم المليفي

شوارع المجاملة

طغيان المجاملات على حساب القوانين والقواعد المستقرة سبب رئيس في ابتعاد الخبرات المحترمة عن ساحة العمل، وانتشار الطاقة السلبية التي تقتلع الأمل من جذوره فلا يبقى فيه “أمل” للتورق من جديد.

ما يحصل في شوارع الكويت الرئيسة والفرعية ما هو إلا وجه من وجوه الفساد الإداري ذي التبعات المتواصلة، وأعني بذلك الآلية المتبعة في اختيار وإطلاق أسماء الشوارع التي كثر فيها المجهول على المستوى العام، وقلت الأسماء المضيئة المستمدة من التاريخ العربي والإسلامي والكويتي لدرجة استبدال من قدم من العلم أو العمل ما يخلده سيرته إلى يوم الدين بأسماء لا يعرف عنها شيء في أي مجال. إن الموضوع قد يبدو حساسا من الناحية الاجتماعية، ولكني على قناعة تامة بأنه لم يرتق لهذه المرتبة من الحساسية سوى عندما بدأ الكبار بالمجاملة، وابتعد الأخيار عن مواقع اتخاذ القرار في شأن كان ضمن رؤية الكويت الحديثة، ويبحث على أعلى المستويات بمشاركة نخبة من رجال الفكر والثقافة والتاريخ. متابعة قراءة شوارع المجاملة

إبراهيم المليفي

كويت آمنة لا أمنية

كلما تكررت الأفعال وردود الأفعال على الساحة السياسية، سألت نفسي: من يفترض فيه أن يكيف نفسه مع الآخر، الدولة وقوانينها؟ أم الشعب مصدر السلطات جميعاً؟

المنطق يقول إن الدولة تتشكل والقوانين تصمم حسب حاجات الناس ومقدار تطورهم الطبيعي، هذا المنطق يتجسد في الدول التي يوجد فيها نظام ديمقراطي حقيقي تتكشف فيه تحولات الرأي العام يومياً عبر عشرات الوسائل التي يتم من خلالها إفهام “الحكومة والبرلمان” ما يريده الناس. متابعة قراءة كويت آمنة لا أمنية

إبراهيم المليفي

العرب ومشروعهم الغائب

لم يحدث من قبل في التاريخ الحديث أن تزامن توقيت اشتعال الحرائق في الدول العربية في الفترة نفسها، فما يحصل ليس حروب تحرير واستقلال عن الاستعمار كما جرى في النصف الأول من القرن العشرين، بل هي حروب أهلية وساحات “تتفتح” لملل ونحل كلها تتذابح فوق الأرض العربية، بلا أفق أو أمل قريب بالتعافي.

المقصود هنا ليس السرد وحصر ما يحصل في سورية والعراق واليمن وليبيا وحتى لبنان الذي يقف دوما بسبب الجغرافيا على حافة الخطر، المقصود والمأمول طرحه بقوة الآن هو سؤال مشروع عن أسباب غياب المشروع العربي الواضح في مواجهة المشاريع الواضحة لبعض القوى الإقليمية، وأعني بهما إيران وتركيا، والتي أخذت شكل التدخل المباشر. متابعة قراءة العرب ومشروعهم الغائب

إبراهيم المليفي

ماذا نريد؟ هكذا يكون

ما الذي تريده الدولة من نظامها التعليمي؟ وقبل ذلك ما النمط الغالب الذي تريده لنظامها الاقتصادي؟ سؤالان بسيطان يختصران الكثير من المسافات والتجارب المحكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ، الكويت مثلا لن تكون بلدا زراعيا لأنها صحراء، إذاً المنطق يقول لن تفتتح كلية زراعة في الكويت حتى تحدث معجزة أو يتطور العلم بما يكفي لأن نسد حاجاتنا الأساسية من الإنتاج المحلي.

وفق هذه المنظور المبسط تتحدد الكثير من الأمور التي ترسم ملامحها الأساسية قرارات سياسية «تأسيسية» شاملة تنعكس على كل مفاصل الدولة، وتنبع من «هوية» الدولة و»حاجاتها» التي هي أم الاختراع، في حالة الكويت تم حل الإشكالية الأولى «الهوية» نظريا من خلال وضع الدستور عام 1962م، أما الثانية فهي باعتقادي الجذر الرئيس المغذي لحالة التدهور المستمرة في بنية النظام التعليمي وكفاءة مخرجاته. متابعة قراءة ماذا نريد؟ هكذا يكون

إبراهيم المليفي

خذوها على علاتها

عن توقعاتي في ما يخص ردود أفعال الناس بعد إقدام الحكومة على رفع سعر البنزين كتبت حرفيا في 11 أغسطس الماضي: «برأيي المتواضع لم يحن الوقت بعد لأن حدة الانقسام الطائفي والاجتماعي في أوجها ويا «بخت الحكومة فيكم».

قبل أن أنسى أردت القول، صباح الخير على الجميع، وصباح الخير حصريا على أول مواطن سيذهب إلى محطة البنزين مفتتحا عهد التفرقة الطبقية القسرية بين المواطنين، لقد فاتني أن أضيف للفقرة المذكورة من مقال سابق عبارة و»فوبيا الإسطبل» التي يبدو أن استعمالها كأداة سيزداد لشيطنة أي تحرك جماهيري سلمي قادم.

إن «الإسطبل» وأدواته حقيقة لا يمكن إنكارها، وحده السخط من رفع أسعار البنزين أيضا حقيقة لا يمكن إنكارها، وصعوبة التفريق أو منع تداخل خطوط المخلصين مع المتمصلحين أمر واقع لو أطعناه لما قامت قائمة لأي رأي مخالف لرأي الحكومة إلا في المختبرات العلمية، حيث يمكن الفصل بين الجزيئات أو دمجها بمقادير محسوبة.

تلك هي الحقائق «خذوها على علاتها»، الناس غاضبة وأخبار الهدر ومصاريف «القصيصات» تؤجج اشتعالها، ووزراء الحكومة الواحدة يعملون بشكل منفصل، فوزير التجارة بطلته الحانية يطمئن الرأي العام بعدم تأثر السلع الأساسية بزيادة البنزين، وفي اليوم نفسه تمسح وزارة «الأمر الواقع» كلامه بـ»قرطوع» ديزل وترفع أجرة التاكسي تحت الطلب والأجرة الجوالة!!

سيل العلل لا يتوقف، الحراك الشعبي الذي يتم التخطيط له لن يتعلم كثيرا من أخطاء الماضي، وهذا الجزم لم يأت من فراغ، ولكن ما الذي تغير في خطاب من كانوا يتصدرون المشهد من قبل وسلوكهم؟ لا شيء، ستخلط القضايا وسيعم التنافس وستحشر المخلوقات الانتخابية أنفها في سوق المزايدات حتى ترسخ في أذهان الغاضبين فكرة كاذبة تشترط نجاحها في الانتخابات للتخلص من الزيادة المصطنعة في أسعار البنزين.

كل ما سبق وأكثر من «علات» لن يثنيني عن المطالبة بوجود تحرك جماهيري سلمي منظم خطابه الرئيس والوحيد هو «البنزين»، ولن يمنعني عن القول إن «ساحة الإرادة» هي المكان المثالي لتحقيق أكبر قدر ممكن من الانضباطية لحشد كبير في مكان واحد حول قضية رابحة، أما المسيرات «مرخصة أو غير مرخصة» فهي ليست سوى دعوة مفتوحة للآلة الإعلامية المتخصصة في تضخيم الهفوات وخلط القضايا المستحقة بقضايا أمن الدولة.

إنني ما زلت على رأيي بأن الوقت لم يحن بعد لأي تحرك سلمي ضد رفع أسعار البنزين، لتصدر الانقسام الطائفي والاجتماعي والشكوك المتبادلة إياها (هوية الداعي، من سيتصدر المشهد؟ المايكروفون بيد من؟ …إلخ)، وربما أكون مخطئا وتفعل نار الغلاء فعلها في إنضاج الحراك الشعبي بعكس توقعاتي، الشيء الوحيد الواضح أمامي هو أن ما سيأتي بعد فاتورة البنزين المتضخمة من ناحية، وأخبار الهدر الحكومي المتلاحق من ناحية أخرى لن يكونا في مصلحة الأطراف المستفيدة من بقاء الوضع الحالي.

متابعة قراءة خذوها على علاتها

إبراهيم المليفي

السياسة أقوى من البحتري

الخروج من– تعاطي– السياسة وهم شبيه بمن دخل في التجارة مع المافيا ثم قرر الخروج منها، هو سيخرج بالتأكيد ولكن ليس وهو على قيد الحياة؛ لأن الأمور كانت واضحة وصريحة من البداية، يا أبيض يا رصاصة في الرأس.

شخصيا لا أريد الخروج من السياسة ولا أفكر بذلك، ليس لأنها ممتعة أو مفيدة ولكن لأن فهم الدوافع التي تحركها شيء ضروري للتحوط من مضارها ولرسم الملامح الغامقة لمستقبلها، وأخيرا لرد كيد السياسة عن الثقافة، ولي في ذلك قول طويل عريض ليس الآن مجاله، ولكن يمكن اختصاره بالقول إن أحلام وصول من يفهم بالثقافة إلى سدة اتخاذ القرار لن تتحقق بجهل أو تجاهل المثقف لما يدور حوله في عالم السياسة، خصوصا من يعرف مكان العطب ويصمت طمعا في التحول إلى قطعة ديكور ضمن طاقم أصحاب المعالي. متابعة قراءة السياسة أقوى من البحتري