د. حسن عبدالله جوهر

حل مجلس الأمة!

يدور الكلام حول إمكانية حل مجلس الأمة الحالي، أو أن هناك ضغوطاً سياسية في هذا الاتجاه، علماً أن مثل هذه الضغوط ليست من جماعات المعارضة التي ليس من مصلحتها حل البرلمان في هذا الوقت، إما لعدم حسم موضوع المشاركة في الانتخابات إلى الآن أو لعدم جاهزيتها لذلك بعد.
أسباب ومبررات حل المجلس تكمن في ورطة الحكومة للخروج من مأزق التحكّم في العجز المالي عبر رفع غطاء الدعم عن بعض السلع والخدمات من جهة، أو فرض رسوم مالية وربما الضرائب على المواطنين، وهو ما يتطلب موافقة البرلمان.
الحكومة استثمرت سياسياً وإعلامياً في المجلس الحالي باعتباره تجربة ناجحة لنظام الصوت الواحد، وكونه برلماناً طيّعاً ومهادناً، مرّرت من خلاله مشاريع قوانينها، وفلتت من جميع الاستجوابات الصورية وحتى غير الصورية بكل سهولة وأريحية، إلا أن محاولة تمرير حزمة التقشف المالي على ظهر هذا المجلس قد يفقد النواب الحاليين ما تبقى من ماء الوجه، ويجعلهم في موقف محرج أمام ناخبيهم في الانتخابات القادمة التي يفترض أن تجرى بعد سنة وثلاثة شهور، إذ لم يتبق أي شيء لم تحلبه الحكومة من هذا البرلمان الضعيف. متابعة قراءة حل مجلس الأمة!

د. حسن عبدالله جوهر

أي يوم للسعادة؟!

تشهد المنطقة العربية بشكل عام ومنطقة الخليج بشكل خاص جملة من الأنشطة الدبلوماسية ومجموعة من المبادرات السياسية التي نتمنى أن تكون بداية فعلية لإخماد نيران الحروب المستعرة في العديد من الدول العربية، والتي تورطت فيها غالبية القوى الإقليمية والدول الكبرى بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء على صعيد الوجود العسكري أو التمويل الاقتصادي أو التعبئة الإعلامية والسياسية. وبينما يحتفل العالم بيوم السعادة كتعبير أممي عن الشعور بالرضا والاستقرار وتحقيق الآمال والأحلام ورسم الابتسامة على محيا الأطفال، فإن الكثير في عالمنا العربي يعيشون منذ خمسة أعوام أياماً وليالي من الرعب المتواصل والإرهاب المتكرر وسط مشاهد ثابتة من القتل والدمار والتشريد واللاجئين والغرقى من الأطفال والنساء، في حين لا تخلو المؤتمرات الصحافية والتصريحات السياسية من لغة التهديد والتصعيد. متابعة قراءة أي يوم للسعادة؟!

د. حسن عبدالله جوهر

زمن الطيبين!

الظهور الإعلامي الجديد لبعض الشخصيات السياسية التي لها كلمتها واحترامها في الشارع الكويتي بادرة مهمة ولعلها في الوقت المناسب لأكثر من سبب، فالحالة السياسية العامة وأداء السلطتين أصابا الكثير من المواطنين بالإحباط والغضب، وتبين بوضوح أن استفراد السلطة بالقرار السياسي وتحت تأثير سطوة الغلبة وغياب الندية المتمثلة بمجلس أمة مهاب وقادر على العطاء لم يأخذ البلد في الاتجاه الصحيح، وأن الأحلام الوردية التي باعتها الحكومة لم تكن سوى أضحوكة انطلت على مجاميع وتيارات وشخصيات يفترض أنها تملك درجة من الوعي والحصافة السياسية، وبات التخبط والعشوائية سيديّ الموقف، ولم يتوقف قطار الفساد إنما كثرت عرباته وزادت سرعته، والآن تحاول الحكومة تغطية عجزها وتضليلها للناس على حساب الشعب ومد اليد إلى مصدر رزقه المباشر من خلال كذبة التقشف ومسرحية ترشيد الإنفاق، الذي لم يشمل الهبات والمنح ولا مزايا علية القوم ولا المناقصات السخية. متابعة قراءة زمن الطيبين!

د. حسن عبدالله جوهر

مذهب أوباما!

المقابلة الصحافية الأخيرة للرئيس الأميركي باراك أوباما تعكس ما يعرف بمذهب أوباما أو العقيدة السياسية للرئيس كما هو متعارف عليه في الولايات المتحدة بشأن السياسة الخارجية الأميركية، وقد سطر الصحافي المرموق جيفري غولدبرغ الملامح الأساسية لمذهب أوباما من خلال سلسلة من اللقاءات على مدار سنوات حكم الرئيس في فترته الثانية وذلك على في مجلة “ذي أتلانتك”.
عادة يطلق مذهب الرئيس على استراتيجية الحكومة الأميركية تجاه العالم إذا كانت تشكل اختلافاً جوهرياً أو وفق رؤى جديدة ترتبط معها السياسة الخارجية الأميركية حول العالم، وبالذات في المناطق التي تشكل أهمية قصوى للمصالح الأميركية.
مذهب الرئيس قد ينتهي بمغادرته البيت الأبيض، ولكن يبقى تأثيره في مؤسسة الحكم والقرار لمدة طويلة من الزمن، حيث يتحول إلى سياسة واقعية يتطلب تغييرها الكثير من الجهد والكلفة المالية الضخمة، ولذلك فإن ما ذكره أوباما سيظل أحد محاور السياسة الخارجية الأميركية حتى بعد رحيله، وخاصة إذا استمر حكم الحزب الديمقراطي في البيت الأبيض. متابعة قراءة مذهب أوباما!

د. حسن عبدالله جوهر

صناديق السيادة… بلا سيادة!

وكالة موديز (Moody’s) العالمية للتصنيف الائتماني، وهي من أكبر المؤسسات المالية في العالم، أعلنت وضع التصنيف السيادي لدولة الكويت، واعتبرته مستقراً على المدى القريب، وشرحت جملة من المؤشرات الرقمية على الحالة المالية في الكويت وفقاً لتراجع أسعار النفط وأثره في الموازنة العامة ودرجات العجز وفائض الحساب الجاري ومتوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى طرق تغطية العجوزات وفق نظام الاقتراض المحلي وأدوات الدين، وهذه مصطلحات فنية ومعقدة قد لا تضيف شيئاً إلى المواطن العادي، الأمر الذي يجب أن يطرح بأسلوب مبسط من أجل خلق ثقافة مجتمعية خاصة في مثل هذه الظروف الحرجة، سواءً على مستوى نقص الموارد المالية أو في ظل التوترات السياسية في المنطقة، والتي قد تتطلب موازنات مالية إضافية للأغراض الأمنية والعسكرية.
الاقتصاد الكويتي يمكن اعتباره “سهلا ممتنعا”، لأنه بسيط للغاية، ويمثل معادلة واحدة طرفاها بيع النفط من جهة وصرف إيراداته من جهة أخرى، ولكن هذه المعادلة الصغيرة يجب أن توضع في منظومة معقدة تحمل تفاصيل كثيرة ومعقدة لارتباطها بمنظومة عالمية. متابعة قراءة صناديق السيادة… بلا سيادة!

د. حسن عبدالله جوهر

تمثيليات برلمانية!

استشهدنا عبر مقالات سابقة بالعديد من المواقف والمحطات البرلمانية، خصوصاً ما يتعلق بمستوى أداء مجلس الأمة وطبيعة الخطاب الذي استمرأه بعض النواب، في إشارة إلى الحالة المتواضعة في تركيبة البرلمان وما تحمله من نفسيات مريضة وربما مصابة بداء مستعصٍ على العلاج!
دائماً في تشخيص هذه الحالة السلبية لم نبرئ أخطاء المجالس السابقة، وتدني مستوى الخطاب فيها، خصوصاً في السنوات الأخيرة، ولكن التطبيل والتهويل والتمجيد لنظام الصوت الواحد، باعتباره العصا السحرية لكل مشاكلنا السياسية والديتول الذي من شأنه أن يعقم مخلفات البرلمان السابقة، هو الذي يجعل من النقد الشديد ردة فعل طبيعية تجاه الكلام الهابط والعبارات السخيفة واستعراض العقل والعضلات والمطّارات التي لا تخلو من التمثيل، ومحاولة الضحك على ذقون الناخبين، وبإخراج مسرحي بات مكشوفاً دونما خجل أو حياء من الناس أو من المؤسسة التشريعية أو حتى من النفس.
الخلاف في الرأي والموقف السياسي بين النواب والتيارات السياسية من الأمور الطبيعية، والنقاش الحاد قد يكون أحياناً من متطلبات العمل السياسي لهزيمة الخصم بالحجة والبرهان، وحتى الخروج عن ضبط النفس قد تكون حالات نادرة تعكس التوتر وطغيان الأعصاب. متابعة قراءة تمثيليات برلمانية!

د. حسن عبدالله جوهر

شباب في وجه الفساد!

بدعوة كريمة من تجمع الشباب الوطني، وهو ظهور جديد على الساحة العامة يضم كوكبة من الكويتيين من مختلف المشارف والأطياف المجتمعية، شاركت في ندوته بعنوان “مواجهة الفساد”، وذلك من منطلقين أساسيين أولهما أن الفساد من العوامل الرئيسة، إن لم يكن الأوحد في قصم ظهر البلاد والعباد، ومواجهته واجب شرعي ووطني وأخلاقي، والثاني هو دعم هذا التجمع الشبابي وجهوده ومبادرته في استعادة القضايا الوطنية ودفعها إلى الواجهة من جديد بعد سبات طويل للكثير من القوى والتيارات السياسية والجمعيات المتخصصة ومؤسسات المجتمع المدني.
محاربة أو مقارعة الفساد تأتي في إطار هذه الثنائية، فالفساد شر متأصل إما جينياً أو بالاكتساب أو في البيئة الملوثة والفاقدة للحساب وتطبيق العدالة، ولا يردعه سوى الوازع الذاتي أو العقوبة المستحقة، ولذلك حتى في أكثر الدول والمجتمعات التي تصل إلى المثالية تبقى هناك صور وأمثلة من الفساد الذي لا يمكن أن يستأصل من جذوره إلى حد العدم. متابعة قراءة شباب في وجه الفساد!

د. حسن عبدالله جوهر

التعددية في حب الوطن!

مظاهر الاحتفال بالأعياد الوطنية متعددة، ورأينا خلال الأيام الماضية صوراً كثيرة من التعبير عن الفرح والبهجة كل على طريقته الخاصة، وبالإضافة إلى الفعاليات العامة والرسمية وأجواء الزينة على المؤسسات الرسمية والمرافق العامة، شاهد الجميع ابتكارات الكويتيين كأفراد للاحتفال بالعيد الوطني وعيد التحرير سواءً على أسطح منازلهم أو سياراتهم أو حتى تلك الألوان الجميلة على وجوه الأطفال وملابسهم، والشركات الخاصة بدورها تتفنن في تزيين مبانيها أو إصدار لوحة فنية أو تدشين أغنية وطنية جديدة.
بعض المواطنين نقلوا أعيادهم الوطنية معهم عبر العالم من خلال رفع علم الكويت على قمة جبل هملايا أو في المناطق الوعرة والمخيفة والنائية أو عبر طائرات شراعية أو على القوارب البحرية، وقد تطول القائمة في ذكر بقية أشكال ولوحات الاحتفال الوطني. متابعة قراءة التعددية في حب الوطن!

د. حسن عبدالله جوهر

«بو طبيع» ودروس التحرير!

تتجدد ذكرى العيد الوطني ويوم التحرير وتتجدد معها الذكريات والمواقف المتداخلة بين الحلوة منها والمُرة، والجميلة والقبيحة، والمؤلمة والمفرحة، وهذا شيء طبيعي في سنن الحياة ومتوالية الأحداث، لكن المهمّ فيها الاعتبار والاستفادة والاستعداد للمستقبل مع الطموح نحو الأفضل، ولكن يبدو أننا لم نستفد الكثير من تلك الأيام الحاسمة في تاريخ بلدنا وشعبنا.
من المفارقات العجيبة التي ينبغي أن نستذكرها أيام الاحتلال العراقي للكويت، وردود الفعل على ذلك، موقف التيارات السياسية والفكرية بنوعيها القومي والديني من سيادة الكويت ومظلومية شعبها وكيانها كبلد، حيث وقفت الأحزاب القومية والتيارات الإسلامية بجلها مع صدام حسين تبارك وتهلّل وتنتصر وتمجّد لدكتاتور استعرض قوته، وأفرغ إمكانات العراق المادية والعسكرية ضد بلد صغير وضعيف ومسالم، وجابت المسيرات المليونية الكثير من العواصم العربية تستنكر حق الكويتيين في استعادة بلدهم، واعتبرت الاستعانة بالأميركيين خيانة عظمى في حين نهب الكويت بما عليها عدّته بطولة ومجدا!
متابعة قراءة «بو طبيع» ودروس التحرير!

د. حسن عبدالله جوهر

دلالات الانتخابات التكميلية!

دلالات ومؤشرات الانتخابية التكميلية في الدائرة الثالثة تعكس الحالة السياسية الراهنة التي خطفتها أجواء الاحتقان الطائفي بامتياز، ولعل مما ساعد على ذلك المزيج المركب لمختلف الشرائح المجتمعية في البعد المذهبي والعرقي في هذه الدائرة إضافة إلى النظام الانتخابي القائم على الصوت الواحد، وأخيراً أن المنافسة كانت على مقعد واحد فقط.
الطائفية مرض فكري وعقدة نفسية وسلوك منحرف في ظل الدولة المدنية وسيادة القانون ومبادئ التعايش السلمي، والكويت تعيش منذ الاستقلال إلى اليوم حالة صراع وتقاطع وتناقض ما بين الهوية الوطنية ومتطلباتها ومستلزماتها من جهة، والهوية الفئوية الضيقة وشعاراتها ومصالحها وأولوياتها من جهة أخرى، وهذا الصراع عادة ما يخضع للظروف وتداعيات الأحداث التي قد تفرض قضايا وطنية جامعة تارة أو تتأثر بالأجواء الملبدة والمريضة التي تجعل من الطرح الفئوي الأجندة والبرنامج والخطاب وأخيراً السلوك تارة أخرى. متابعة قراءة دلالات الانتخابات التكميلية!