د. حسن عبدالله جوهر

دموع الكويت!

قوافل الشهداء من السنن الإلهية التي تعبئ وجدان الشعوب بالفخر والتباهي والعزة والكرامة وتزودهم بالعزيمة والإصرار لمواصلة مسيرتها على خطى مبادئها بل وتمنح هذه المبادئ رونقاً قدسياً لا يقهر.
والعدو الداعشي بفكره المريض وجرمه الخبيث ودناءته التي تتدفق غباءً وضلالاً حقق للكويت والكويتيين هذا الفخر، وزادهم قوة وتلاحماً، بينما ألحق بنفسه وأدواته الخبيثة ومرتزقته المزيد من العار والشنار.
نعم قلوبنا دامية وعيوننا دامعة وأنفسنا حزينة على كوكبة من المؤمنين تناثرت أجسادهم الزكية بينما أرواحهم كانت طاهرة بالوضوء والصلاة والصيام، وفي بيت من بيوت الله وفي وضع هو الأقرب إلى المعبود في حالة السجود، وفراقهم كإخوة في الدين والوطن وكزملاء عمل أو جيران أو أصدقاء أو آباء وأبناء وأزواج وأجداد قد يترك جرحاً عميقاً لا ولن يلتئم حتى اللحاق بهم في دار اليقين.
ولكن هذه الدماء البريئة والنفوس الزكية زلزلت أركان بلدنا بزلزال الحب والوفاء والتلاحم والتعاطف، وهذه “القرابين” وضعت حداً لسنوات من النفخ في أبواق الطائفية والتحريض والفتنة، ونتمنى أن يستمر الشعب الكويتي في هذه الباقة الجميلة من الود والتراحم التي خففت هول المصاب وألم الفاجعة. متابعة قراءة دموع الكويت!

د. حسن عبدالله جوهر

قوانين الخوف السياسي!

عندما يحذر أكثر من نائب من خطورة قانون الجرائم الإلكترونية الذي أقر مؤخراً في مجلس الأمة والنتائج الكارثية التي قد تلحق بالمواطنين عندما يدخل القانون حيّز التنفيذ، فهذا يدل على أحد أمرين: إما أن يكون هذا التشريع بالفعل أداة لقمع ما تبقى من مصادر الحريات العامة وطرق التعبير عنها، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت المتنفس الوحيد للشباب، أو يكون هذا التحذير بقصد أو بدون قصد بمثابة إضفاء حالة عامة من الخوف في قلوب الناس لاستكمال القبضة البوليسية التي تصادر حق النقد المباشر والصريح لأوضاع البلد المتدهورة بشكل غير مسبوق!
وإن سياق الأحداث الناتجة عن القبضة الحديدية المتمثلة بالمحاكمات السياسية ومقاضاة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وإغلاق الصحف والفضائيات وسحب “الجناسي” يعكس المغزى من قانون الجرائم الإلكترونية وتوقيته والترويج له بهذا الشكل المخيف، خصوصا بعد إغلاق الكثير من الملفات الساخنة التي يشم منها رائحة الفساد المالي، وقد يكون هذا القانون إضافة إلى الممارسات الأخيرة بمثابة وضع خطوط حمراء جديدة وبدوائر ضيقة جداً؛ حتى لا تتكرر تلك المطالبات الكبيرة ونفس السقف العالي، مثل الحكومة المنتخبة والرئاسة الشعبية لمجلس الوزراء والتهجم على أسرة الحكم، والتفكير في أغلبية برلمانية تتحكم في القرار التشريعي ومصير الحكومة، وبعد ذلك الاندفاع الكبير ونفس أدبيات المعارضة السياسية تتغير الحال ويحسب المواطن ألف حساب حتى للنقد الصغير، ومن خلال دوائر ضيقة جداً لا تتعدى المرور والأغذية الفاسدة والبرامج التلفزيونية على أبعد تقدير! متابعة قراءة قوانين الخوف السياسي!

د. حسن عبدالله جوهر

«سيلفي القصبي»!

ما فعله الفنان ناصر القصبي في التصدي للفكر الإرهابي وممارسات التنظيمات التكفيرية المخزية بحق الإسلام عجز عنه الكثير من مشايخ الدين وعلماء المسلمين الذين بلعوا ألسنتهم واختبؤوا في منازلهم الفارهة، ولم يحللوا حتى تلك المبالغ الطائلة التي اغتنوا بها من خزانة بيت مال المسلمين.
خلال حلقتين من سلسلة برنامج “سيلفي” كشف الفنان السعودي خبايا تنظيم “داعش” وبعضاً من صور جرائمه بحق البلاد والعباد بأسلوب الدراما الكوميدية، فكان قريباً من وجدان الناس وعقولهم، خاصة في رحاب شهر رمضان المبارك، حيث النفوس أكثر نقاءً والأرواح أقرب إلى الصفاء والشفافية، وقد جسّد القصبي حقيقة الوضع الأسود لإرهاب مدعي الإسلام والجهاد دون مبالغة، وبحسب ما تقتضيه دواعي التمثيل أحياناً، ولكنه أماط اللثام عن الحجر الإعلامي والتستّر على مخازي هذه الجماعات التي رعتها الكثير من أجهزة الإعلام الرسمية في العالم العربي من جهة، وحاولت بعض الفضائيات الخاصة ذات التمويل المشبوه تلميعها على مدى سنوات من جهة أخرى، حتى حوّلت “داعش” وأخواته إلى بعبع يسعى الكثير من ضعاف النفوس أو ضعاف الفكر والدين التودد له وكسب مرضاته! متابعة قراءة «سيلفي القصبي»!

د. حسن عبدالله جوهر

هل كل رمضان ونحن بخير؟!

يحل على الأمة الإسلامية شهر رمضان المبارك بكل معانيه المقدسة مادياً ومعنوياً، ويتبادل الناس في هذه المناسبة التهنئة والتبريكات ودعوات الخير والأماني السعيدة باعتبارها مناسبة خير وتفاؤل في رحاب الله عز وجل، وشهر رمضان الفضيل يمثل للمسلمين إحدى مصداقيات التقرب إلى الله والانصياع لأوامره في الامتناع عن الأكل والشرب وكبح جماح النفس عما هو مباح في بقية الأيام.
شهر رمضان أيضاً مناسبة لتهذيب النفس وتكثيف العبادة ورقة القلب والتواصل الاجتماعي، وطي صفحة الخلافات والمشاحنات السابقة، ولذا عرف بشهر الرحمة والخير، ولكن هذا الخير بمعانيه الإيجابية الجميلة لا نجده بين المسلمين، وتبدل إلى ألوان من الشر والدمار في السنوات الأخيرة، والغريب أن المسلمين في مآسيهم المعاصرة ليس لهم أعداء وخصوم خارج إطار أمتهم الإسلامية، وبات العدو يدعي الإسلام ويزعم أن جرائمه ووحشيته ودناءة أفعاله من تعاليم هذا الدين.
مع تجدد حلول شهر رمضان هذا العام أضيفت مآس أخرى وجرائم إضافية، والمزيد من إراقة دماء المسلمين على امتداد الدول المسلمة والشعوب التي يفترض أن يوحدها دين واحد، وتعبد ربا واحدا، وتتقاسم التعاليم والالتزامات نفسها، فهل نحن فعلاً بخير والأرض السورية تخضبت بدماء مئات الآلاف من الأبرياء؟ وهل نحن بخير والحرب مشتعلة على الحدود اللبنانية؟ وهل نحن بخير ومسلمو ليبيا ينحر بعضهم بعضا؟ متابعة قراءة هل كل رمضان ونحن بخير؟!

د. حسن عبدالله جوهر

قوانين الانتقام السياسي!

الكثير من أعضاء مجلس الأمة لديهم حساسية مفرطة من الانتقادات الشعبية على أداء البرلمان الحالي، ويصل بهم الأمر إلى الهستيريا، وتحويل الجدل السياسي والتقييم العام إلى خصومة شخصية، وبمستوى هابط من التراشق والكلمات النابية أحياناً، والدليل على ذلك أن الوقت الذي يقضيه بعض النواب في الهجوم على خصومهم السياسيين وملاحقة نشاطهم وحتى تغريداتهم يفوق بكثير ما يتطلبه العمل البرلماني من الرقابة على أداء الحكومة، وتقييم وزرائها، وهذا أمر بالتأكيد يرجع إلى شخصيات هؤلاء الأعضاء وأولوياتهم السياسية.
هذه العقدة لم تقف عند حد التطاول والتحرش بالنواب السابقين الذين قد يمثلون مع النواب الحاليين حدية في المنافسة فقط، ولكن تشمل أيضاً أي ناقد للمجلس الحالي من المغردين وكتّاب الصحافة والناشطين في العمل العام رجالاً ونساءً وشباباً وكباراً، وهذا ما قد يفسّر الحافز التشريعي أيضاً لدى هؤلاء النواب خصوصاً فيما يتعلق بالحريات العامة وعلى رأسها حرية التعبير عن الرأي والنقد السياسي الذي لم يبق له مجال سوى وسائل التواصل الاجتماعي. متابعة قراءة قوانين الانتقام السياسي!

د. حسن عبدالله جوهر

لعنة الشباب!

نبارك لأعزائنا الطلبة خريجي الثانوية العامة للعام الدراسي 2014/ 2015، حيث أضافوا كوكبة جديدة قوامها عشرون ألفاً من الشابات والشباب ممن سيتوزعون على مقاعد الجامعات المحلية والخارجية والكليات التطبيقية أو المؤسسات العسكرية والأمنية، ومنهم من سيلتحق بسوق العمل مبكراً.
عدد الخريجين هذا العام رغم نسبة النجاح العالية جداً (90% في القسم العلمي و85% في القسم الأدبي) قد يعتبر متوسطاً من حيث الكم مقارنة بالدفعات السابقة التي بلغت ثلاثين ألفاً، ومع ذلك فإن المعدل التراكمي للدفعات المتتالية من خريجي الثانوية قد يصل إلى ربع مليون مواطن خلال عقد واحد من الزمن.
هذا الطوفان البشري في بلد صغير بحجم الكويت قد تستوعبه الخطط الحالية التي تم تكييفها بعد ضغوط مجتمعية وسياسية مكثفة من حيث توفير المقاعد الجامعية فقط، لكن خططنا بالتأكيد بحاجة إلى توسعة مؤكدة لاحتواء هذه الدفعات المتلاحقة في سوق العمل وفق احتياجات الدولة للمورد البشري في مختلف المجالات والتخصصات، وهذه الرؤية ما زالت قاصرة ومحفوفة بالكثير من التحديات.
متابعة قراءة لعنة الشباب!

د. حسن عبدالله جوهر

البدع الدستورية والمواقف الحكومية!

الصخب الإعلامي الذي فجّر وسائل التواصل الاجتماعي طوال الأيام القليلة الماضية بحاجة إلى وقفة جديّة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لما تبقى من هيبة الدولة والنظام السياسي فيها، بل على الحكومة تحديداً أن توقف مثل هذه المهازل التي تنال بالدرجة الأولى من قيمتها ومكانتها ومسؤوليتها السياسية والدستورية.
إن ما يثار بين فترة وأخرى من إشاعات أو تسريبات أو حتى محاولات لجس نبض الشارع في استحداث مناصب دستورية وتغييرات جوهرية في بنية نظام الحكم، وخصوصاً منصب ولي ولي العهد، لا يتعدى كونه مسلسلا ذا نكهة من الدراما السوداء، ولا يحمل أي دلالات سوى إشغال بعض الناس ببعض، أو صرف الأنظار عما هو أعظم من قضايا ومشاكل وفضائح نخرت عظام البلاد ومؤسساتها وقراراتها، وهذا ما يحدث تماماً كلما أعيد نشر هذه القصة المحبوكة بمجموعة من الشخصيات الوهمية كالزعفراني “اللي جذبته صج” و”اللي عروقه بالماي”، والذي يتحدى الجميع بأن معلوماته “مسمار بلوح”.
إن ما يؤكد نجاح حالة الهيجان في أوساط الناس عبر “التويتر” و”الواتس آب” هو تكرار نشر مثل هذه المعلومات كل عدة شهور بالتزامن مع أحداث مهمة تعصف بالديرة أو محيطها الإقليمي، حيث تتزاحم البلاوي بدءاً من تفجّر ملفات الفساد وتقارير تضخم حسابات النواب والحيازات الزراعية المشبوهة، وتراجع أسعار النفط والتخبطات الإدارية في تعيين القياديين، وانتهاءً بالأوضاع المتفجرة في اليمن، وامتداد “داعش” ووصول إرهابه إلى قلب منطقة الخليج!
متابعة قراءة البدع الدستورية والمواقف الحكومية!

د. حسن عبدالله جوهر

الصراع الدولي على الفيفا!

يبدو أن كلمة “فيفا” أقرب إلى اختصار جملة “فساد يجر فسادا إلى الأبد”، خصوصا بعد انهيار إمبراطورية رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر، وما قد يلحق ذلك من فتح ملفات الفساد والرشوة بأثر رجعي في هذه المؤسسة العالمية الجبارة.
إن عالم الفساد ودهاليزه يبقى في دوائر الغموض، وقد تطوى أوراقه ورموزه دون الوصول إلى الحقيقة الكاملة مهما كانت الجهود والتحقيقات، والسبب في ذلك لا يعود فقط إلى أخطبوط الفساد وماكينته المالية وغطائه القانوني فقط، بل إلى الأبعاد السياسية والمصالح المتضاربة سواءً بين أصحاب النفوذ أو الحكومات والدول المتصارعة في عالم العلاقات الدولية المعقد.
إمبراطورية كرة القدم الحديثة قد تكون أكثر ثراءً من معظم دول العالم وأكثر نفوذاً، فأسعار اللاعبين وصفقاتهم التجارية وملاعب كرة القدم والرعايات والإعلانات وأجور النقل، وأخيراً مسابقات المونديال، عبارة عن مغارة علي بابا المليئة بالمليارات والمجوهرات، وبحراسة جهابذة من الحرامية واللصوص الذين قد لا يختلفون على نهب هذه الأصول، إنما على طريقة توزيعها أو استغلالها كأدوات في سياسات الدول وخدمة مصالحها، وإلا كيف نفسّر أن تزّج الولايات المتحدة أنفها عبر مكتب التحقيقات الفدرالية (FBI) على الرغم من أن كرة القدم ليست باللعبة الشعبية الأولى في أميركا؟ ولماذا تكتلت أوروبا لوحدها وآسيا انقسمت وإفريقيا صامدة كفريق، والتصويت في كل تكتل يعكس التوجهات السياسية لحكومات الدول المعنية في كل تكتل؟
متابعة قراءة الصراع الدولي على الفيفا!

د. حسن عبدالله جوهر

السباق إلى الجنة!

بعد أسبوع واحد من استهداف مسجد الإمام علي (ع) في القديح يتعرض مسجد الإمام الحسين (ع) في الدمام وبالطريقة نفسها لهجوم إرهابي جديد مع استمرار تنظيم “داعش” بالتهديد بتفجير المساجد ومناطق تجمعات الشيعة في المملكة العربية السعودية، وربما في دول خليجية أخرى.
“داعش” يمارس الإرهاب والقتل والتفجير وحزّ الرؤوس بحق السنّة والأكراد والمسيحيين والأزيديين وغيرهم من العرقيات والانتماءات الدينية، باستثناء الصهاينة طبعاً، ورغم ذلك فإن استهداف الشيعة بالذات تتبعه بيانات رسمية ملغومة بالتحريض الطائفي والهجوم العقائدي والتكفير، وفي هذا الموقف يتفق الدواعش فكرياً وسياسياً مع الكثير من مشايخ الدين والشخصيات السياسية، وتنسجم مع ما تحتويه العديد من الكتب التي توزع بالمجان، وما تبثه بعض الفضائيات، وما يتم تدريسه في المدارس والجامعات، وما يعلن من فتاوى صريحة ومباشرة أمام مرأى ومسمع بعض الجهات والسلطات الحكومية أو بمباركتها في عدد من الدول العربية ومنها دول الخليج!
متابعة قراءة السباق إلى الجنة!

د. حسن عبدالله جوهر

الفساد عندهم أشرف!

من الأخبار الطازجة عن بعض مسلسلات الفساد والموقف الرسمي منها حول العالم استقالة وزير المالية الروماني على خلفية الحصول على رشوة مقدارها 2 مليون دولار (أي ما يعادل 500 ألف دينار كويتي) مع تحويله إلى القضاء لمتابعة الشق الجنائي لهذه الجريمة، مع العلم أن رومانيا حديثة العهد بالديمقراطية بعد عقود طويلة من الحكم الشيوعي المطلق، أما تاريخ طرد هذا الوزير فكان في شهر مارس الماضي!
في بولندا الشيوعية سابقاً أيضاً تمت إقالة وزير الداخلية، وهو منصب سيادي طبعاً لتدخله عبر تسريب المعلومات وإعاقة هيئة مكافحة الفساد في إحدى الفضائح المالية، وفي المقابل اضطر رئيس الوزراء في كوريا الجنوبية إلى تقديم استقالته بعدما أدين بتلقي رشوة مالية قيمتها 28 ألف دولار (أي نحو 8 آلاف دينار كويتي) وذلك في أبريل من هذا العام!

متابعة قراءة الفساد عندهم أشرف!