سلسلة اللقاءات التي تشهدها العواصم العربية بعيد إطلاق المبادرة الروسية بشأن محاربة الإرهاب قد تعطي بصيصاً من الأمل لانفراجات سياسية، خصوصاً إذا كانت الرياض أحد أطراف هذه اللقاءات.
اللقاء الأخير بين وزير الدفاع السعودي ورئيس جهاز الأمن الوطني السوري يضاف إلى الحراك الدبلوماسي الجديد، ويأتي بعد سلسلة من الجولات التي قام بها الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو وأنقرة والقاهرة، وكذلك بعد إبرام الاتفاقية النووية بين إيران والمجتمع الدولي، ومن المحتمل أن يكون ذلك بداية لمرحلة سياسية جديدة في المنطقة العربية.
أما مفتاح الانفراج السياسي المأمول فيكمن في سورية بعدما فشلت كل المحاولات الدولية والإقليمية للإطاحة بنظام بشار الأسد، حيث انهارات سورية ودُمرت تماماً بمدنها وقراها، وبينما صمد النظام السياسي طوال السنوات الأربع الماضية بدأت تتوالى الهزائم العسكرية على الجماعات المسلحة خصوصا الدينية منها.
متابعة قراءة الحراك الدبلوماسي العربي!
التصنيف: د. حسن عبدالله جوهر 
أستاذ بالعلوم السياسية بجامعة الكويت حاصل على درجة دكتوراه الفلسفة في العلوم السياسية عضو أسبق في مجلس الأمة
twitter: @HasanJohar
email: [email protected]
إرث ربع قرن من الغزو!
بعد مرور ربع قرن على الخميس الأسود في 2/ 8/ 1990 ما زلنا نستذكر هذه الحادثة الأليمة بمرارة أكبر ونستعيد ذكريات الغزو العراقي والمشاهد الوطنية التي رسمها الكويتيون بحسرة كبيرة.
المفارقة المحزنة أننا دائماً نستشهد بالغزو ونعمل عكس دلالاته ونستعيد صورة اللحمة الوطنية ونمارس نقيضها، ونستذكر وفاء الكويتيين وغيرتهم ونأتي بغير ذلك في سلوكنا وأقوالنا وأفعالنا، حتى حوّلنا هذا المنعطف الخطير إلى مجرد شماعة أو سلعة للمتاجرة السياسية الرخيصة. متابعة قراءة إرث ربع قرن من الغزو!
تسريبات «ويكيليكس» النفط!
تعود مشكلة الحقول النفطية في المنطقة المقسومة بين الكويت والسعودية إلى الواجهة من جديد، ولكن هذه المرة من خلال المراسلات الرسمية الواضحة التي تمت بين وزيري النفط في البلدين، وعلى الرغم من بعض الانتقادات التي وجهت إلى وزير النفط د. علي العمير واتهامه بالتطاول على الشقيقة الكبرى، فإن الرجل عبّر عن التوجه الحكومي لدولة الكويت، ولا أتوقع شخصياً أن يجتهد الوزير من تلقاء نفسه في الخوض في قضايا سيادية وذات علاقة بالمملكة العربية السعودية دون تعليمات عليا أصلاً!
متابعة قراءة تسريبات «ويكيليكس» النفط!
الصراع السياسي على النفط!
هل يحتاج التصعيد المتبادل بين وزير النفط ومجموعة من أعضاء مجلس الأمة وفي فترة الإجازة البرلمانية إلى تفسير؟ بالتأكيد الأمر بحاجة إلى توضيح هذا الصراع المستمر الذي يصل إلى ذروته عند انتهاء المدة الزمنية لرؤساء مجالس إدارات الشركات النفطية بالإضافة إلى المجلس الأعلى للبترول، ومثل هذا الصراع السياسي بين الوزير وبعض أعضاء البرلمان أمر محتوم، حيث إن السيناريو نفسه كان متوقعاً لو لم يكن وزير النفط الحالي الدكتور علي العمير مع مجموعة أخرى من النواب الآخرين، مثلما مرت التجارب الكثيرة الماضية.
متابعة قراءة الصراع السياسي على النفط!
مطلوب حوار نووي جديد!
أصداء الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الدول الكبرى ما زالت تتفاعل عالمياً وإقليمياً، ومن شأن هذا الحدث المهم أن يعيد رسم الخريطة السياسية والاقتصادية والاستراتيجية ليس على مستوى منطقة الخليج والشرق الأوسط، بل على الصعيد الدولي، ويشمل ذلك بالطبع شبكات المصالح والتحالفات وإعادة قراءة الملفات الشائكة والمعقدة التي تراكمت نتائجها على مدى العقدين الماضيين على وجه التحديد.
تأتي زيارة وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر إلى منطقة الخليج في إطار “طمأنة” واشنطن حلفاءها التقليديين في دول مجلس التعاون حول نتائج الاتفاق النووي مع إيران، والتأكيد على عدم تأثير الشراكة الخليجية-الأميركية بالمصالحة مع غريمتها على الضفة الشرقية للخليج، مع ملاحظة أن الحكومة الأميركية تردّد عبارة الحلفاء التقليديين على السعودية وشقيقاتها في حين تعلن إسرائيل حليفها الاستراتيجي. متابعة قراءة مطلوب حوار نووي جديد!
إيران… العروس النووية!
منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 كان النظام في طهران يمثل محور الشر ومصدر الإزعاج الأول في منطقة الخليج والشرق الأوسط والعالم بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا الغربية، ورصد المعسكر الأميركي مئات المليارات من الدولارات وشارك بالعتاد الحربي والمعلومات الاستخباراتية والمقاطعة الاقتصادية للإطاحة بالحكم الثوري، وألقى بكل ثقله في الحرب الطاحنة التي امتدت إلى نحو عقد من الزمن خلف صدام حسين لتدمير هذا البلد لدرجة تحول معها صدام إلى غول يهدد كل جيرانه وما زالت المنطقة تدفع فواتير ذلك غالياً.
فجأة وبعد الاتفاق النووي يصطف زعماء أوروبا لزيارة طهران ويحلم الرئيس الأميركي باراك أوباما بأمنية رئاسته للذهاب إلى الجمهورية الإسلامية، وإيران الشر تحوّلت بقدرة قادر إلى عروس نووية الكل يتودد في خطبتها والتقرب منها؛ لأنها الآن أجمل فتاة في العالم، وتملك ثروة مالية واستراتيجية لا يعلمها إلا الراسخون في علم الاقتصاد والمصالح التجارية.
الدبلوماسية الإيرانية المتوارثة بالصبر والتأني وطول البال أثبتت جدارتها وتفوقها في مقابل أقوى ست دول في العالم بقيادة الولايات المتحدة، وإيران المحاصرة والمعاقبة طوّرت ذاتها بذاتها وتفوقت على نفسها بجهودها القومية لتصبح قوة اقتصادية وذات مكانة علمية في الفضاء والطب والتكنولوجيا والصناعة، انتهاءً بالتفوق العسكري، وبلغت النادي النووي دون منّة الغرب. متابعة قراءة إيران… العروس النووية!
قيود أمنية على الكويتيين!
لأول مرة في الكويت تبيّن أن هناك قيوداً أمنية على مواطنين كويتيين لها قوة الفيتو على قرارات حكومية على المستوى الوزاري، ومن شأن هذه القيود الأمنية أن تمنع أي مواطن من حقه في تولي الوظائف العامة وإن كانت بعيدة جداً عن المناصب الأمنية والحساسة!
فكرة القيد الأمني بدأت مع شريحة البدون وفق معلومات وبيانات من وزارة الداخلية أو استخبارات الجيش، وتحمل تهماً خطيرة، وبالتالي تعوق أصحابها عن استكمال إجراءات التجنيس أو حتى إصدار البطاقة التعريفية لهم كبدون، ولكن عندما يعمم مثل هذا القيد الأمني ليشمل المواطنين الكويتيين على خلفية أفكارهم ومواقفهم السياسية فهذا أمر خطير، وبحاجة إلى وقفة جادة لأن مثل هذه التهمة تمس صميم الإخلاص والولاء للوطن.
فهل مفهوم الولاء والنزاهة بات مرتبطاً بالحكومة وتوجهاتها السياسية؟ وفي هذه الحالة يجب تعريف المفهوم القانوني للحكومة وماهية الرضا السياسي عن المواطن الكويتي، وهل يجوز وفقاً لأحكام الدستور والقانون أن يمنع أي مواطن حسن السيرة والسلوك، ولم تتخذ بحقه أي إجراءات في التحقيق أو المحاكمة، ولم تصدر ضده أحكام قضائية في تهم تدينه، من تولي وظائف عامة تتناسب مع مؤهلاته، وأثبت جدارته في المنافسة عليها بحجة مواقفه السياسية المعلنة أو حتى غير المعلنة؟! متابعة قراءة قيود أمنية على الكويتيين!
حتى لا نحصد المزيد من الشوك!
فوجئت بخبر رئيسي في إحدى الصحف اليومية عن أحد المقاتلين الكويتيين في سورية مع إبرازه إعلامياً في الصفحة الأولى، مع صورة كبيرة تبين هذا العسكري السابق مدججاً بالسلاح بين مجموعة من الإرهابيين من التيارات الدينية التكفيرية وإطلاق الصحيفة مسمى الجبش الحر عليهم!
الأغرب من ذلك أن تعيد الصحيفة مقابلة سابقة للعسكري نفسه أجريت عام 2012 باعتبارها سبقاً صحافياً في وقته، تتضمن تفاصيل مريبة ودقيقة عن مسيرة الجهاد في سورية، وحتى لو أخذنا هذا الموضوع في بعده المهني الصحافي إلا أن ذلك يعكس حالة واضحة من الاسترخاء في ملف الإرهاب على المستوى الرسمي والإعلامي، وهذا ما نحصد اليوم نتائجه الكارثية، حتى امتدت يد الإرهابيين إلى بلدنا وسفكت دماء شعبنا في وضح النهار!
الإعلان الصريح عن هوية الإرهاب وممارساته وتطبيقاته في الحالة الكويتية كان جلياً في السنوات الأربع الماضية، بل سخرت وسائل الإعلام المرخصة من صحافة وقنوات فضائية لتغطية الأخبار والمقابلات مع شخصيات كانت تفصح علناً وجهاراً عن مخططاتهم ويومياتهم الجهادية، وكأنها بطولات تستحق النشر أمام الرأي العام. متابعة قراءة حتى لا نحصد المزيد من الشوك!
مصالحة جامعة… مانعة!
دعوات المصالحة الوطنية في أعقاب العملية الإرهابية التي طالت مسجد الإمام الصادق عليه السلام مهمة جداً، ويجب أن تتصدر أولويات الجميع على مستوى السلطة والشعب بكل مكوناته والقوى السياسية الناشطة، ومختلف مؤسسات القرار، وعلى الرغم من الغطاء الطائفي البغيض الذي حاول تنظيم “داعش” التسلل منه في ضرب الكويت، فإن تصريحات “داعش” وبياناته وممارساته واضحة كالشمس في استهداف دولة الكويت بنظامها السياسي وجبهتها الداخلية، والأمر لا يحتاج إلى التحليل والتشخيص عندما يعلن “داعش” أن عاصمة ولاية نجد المزعومة هي الكويت.
متابعة قراءة مصالحة جامعة… مانعة!
الإرهاب وإعادة البناء!
التفجير الإرهابي الذي استهدف المصلين الصائمين الآمنين في مسجد الإمام الصادق عليه السلام، مهما كانت مقاصده الدنيئة والآلة اللوجستية والفكرية التي تقف وراءه، يجب أن يستثمر في إعادة مفهوم الدولة ومقتضيات أمنها الداخلي وطبيعة علاقاتها الخارجية، والدماء الزكية التي سالت دون ذنب، ووجدت هذا التلاحم الشعبي والاستشعار الحقيقي لمعاني المصير المشترك بين الكويتيين، يفترض أن يستغل كأرضية انطلاق جديدة لتقديم وعاء وطني حقيقي لأبنائنا في المستقبل، وكل ذلك يتطلب عملية بناء فورية دون تردد أو مجاملة أو حتى حسابات سياسية.
تراكمات الأخطاء الفادحة، بما فيها عقلية الإدارة الحكومية وثقافة العديد من التيارات السياسية خصوصاً الدينية منها، وهشاشة مفاهيم المواطنة تتحمل المسؤولية في ما وصلت إليه مشاكلنا المختلفة، ولو أخذ الجميع العبرة مما حدث بصدق وإخلاص، فإن ترميم هذا الجسد المتكسر يمكن جبره وتصحيح مساره، وإن بقيت بعض جيوب الاستفزاز والتحريض وبث السموم التي عادت سريعاً إلى السطح، ومجالس عزاء أهل الكويت لم تنتهِ بعد. متابعة قراءة الإرهاب وإعادة البناء!