سيذكر التاريخ الكويتي أن جاسم عبد المحسن الخرافي في 2006 ثبت عندما إهتز الكثيرون. ووضع مصلحة الكويت وأستقرارها بين عينيه عندما لم يري البعض إلا مصلحة تياره وحزبه. وقف صامدا وحده أمام كل الضغوطات ولم يحيد عن موقفه الذي تمثل في شئ واحد فقط لا غير وهو التأكد من أيصال سفينة هذا الوطن الصغير الي بر الأمان. ترأس مجلس الامة في أصعب فتراته وكانت قيادته له عنوانها الكبير الحكمة ووضع فيه خبرته في العمل السياسي الكويتي من أكثر من 30 سنة. ملأ كرسي الرئاسة وأضفي علي المنصب جزءا كبير من شخصيته وأستطاع أن يجتاز بالمجلس اصعب جلساته متسلحا بالدستور ومتمسكا بلوائحه. كما ترأس البرلمان العربي وكان خير واجهه للكويت بما يملكه من شخصية كاريزماتية وقد أدي دورا مهما بين برلمانات الدول العربية الأمر الذي ساعد علي حفظ التلاحم العربي في تلك الفترة. لكن بعيدا عن المناصب والخبرات السياسية الطويلة والعريقة هو ( أبو عبد المحسن ) ذلك الرجل الطيب الذي نادرا ما تفارق الإبتسامة محياه تجده في كل مناسبات أهل الكويت. وعلي الرغم من كل ما تعرض خلال مشواره السياسي الذي أمتد أكثر من 40 سنة لم تخرج منه كلمة سيئة واحدة فقد كان رده علي كل الأساءات التي تعرض لها بأمرين إما التجاهل والصفح أو بالقانون ولم يجاريهم.
رحمك الله يا أبا عبدالمحسن ففي وفاتك فقدت الكويت رجل دولة كبير وإنسان رائع.